الليلة الاولي
بعد أن أغلقت ابريل الخط مع هنا ...تظاهرت انها حزينه و متوتره لانها لاتعلم اين يمكنها أن تقضي تلك الليالي الثلاث ... حتي ترجع ابنه خالتها من السفر ...
لم تكن تعلم أن المقنع قد كشف أمرها ..و أنه قرر أن يجعلها تكمل تلك التمثيليه الهزليه و ذلك لحاجه في نفسه هو ...
_ المقنع : واضح عليكي علامات التوتر و القلق .. علي فكره صحيح انا عايش لوحدي في البيت هنا .... لكن البيت كبير و الدور العلوي يعتبر شقه منفصله ليه باب و تقدرى تقعدي فوق و اقفلي علي نفسك و كأنك في فندق بالضبط مش هتحسي بوجودي ابدا ..
_ ابريل : ايوه بس انا ما اقدرش اقعد هنا ... و بعدين انت زنبك ايه بس في كل اللي بيحصل ده ...
_ المقنع : بصي كده علي الشباك ..الدنيا بره بتمطر مطره غير طبيعيه و في برق و رعد ..ازاي ممكن تخرجي و انتي في الحاله دي ... ارجوكي ..اعتبرني اخوكي ...و اطلعي فوق ...غيري هدومك و نشفي نفسك ....هتلاقي فوق هدوم تنفع تلبسيها ...في قمصان و بناطيل . روب كمان ... غيري هدومك لأنك كده ممكن تاخدي برد ...
حاولت ابريل ان تقنع المقنع انها لن تقدر علي خدمه نفسها و طلبت منه أن يسبقها الي الدور العلوي و يشرح لها أماكن كل حاجه باللمس و اين يوجد الحمام و اين توجد الملابس ....
و بالفعل مد المقنع يديه و امسك بيد ابريل ...بيساعدنا في طلوع السلم و الذهاب الي الدور العلوي ...
_ ابريل : انت لابس جوانتي جلد في اديك ليه ..انا قادره احس بيه من ملمسه ...
_ المقنع : تقدرى تقولي اني برتاح كده .. .ده لبسي و مش بقلعه ابدا ...
_ ابريل : حاجه غريبه مفروض بيت الانسان ده هو المكان الوحيد اللي بيبقي بيه علي راحته ... و خصوصا انك عايش زي ما بتقول لوحدك ..يبقي ليه تقيد نفسك بلبس معين..
_ المقنع : تقدرى تعتبرين أن البدله الجلد اللي بتغطيني كلي دي ..هي بيتي اللي باخد رحتي فيه ...
_ ابريل : يمكن انا مش قادره افهم وجهه نظرك لاني يعتمد علي اللمس علشان اشوف كل حاجه حواليا .. اني النس الحاجه بجلدي و بدون حارب ده بيخليني كاني شفتها بالضبط .
_ المقنع : انا فاهم كده طبعا ..بس لازم انتي كمان تقتنعي أن كل إنسان مختلف عن التاني ..و كل واحد ليه طريقه معينه بتخليه يقدر يتكيف مع الحياه و يقدر يعيش فيها بأقل قدر من المعاناه ....
_ ابريل : النعناع مره واحده .. و ليه لازم يبقي في معاناه كلامك كله تشاؤم ...يا .... صحيح انا معرفتش اسمك لحد دلوقتي. ..
_ المقنع : انا اسمي علي اسم اول انسان اتوجد علي الارض ...
_ ابريل :...ادم ...ههه اسلوبك مختلف في كل حاجه ..حتي في الاجابه عن اسمك ...
_ ادم : الاختلاف سنه الحياه ...مش صح اننا نبقي نسخ باهته من بعضنا ..لازم نغير من كل حاجه حوالينا حتي في طريقه ردودنا علي الاسئله الطبيعيه و اليوميه.
اوصل ادم ...ابريل الي غرفه النوم و حاول أن يصف لها كل ما هو موجود داخل الغرفه ..كما أنه أزال كل شيء من الممكن أن تتعثر به ابريل في طريقها الي الحمام أو الي سلم النزول ...
اخرج لها ملابس .. و فتح لها الراديو ...ل تستمع الي قناته المفضله ...
_ ادم : انا فتحت ليكي الراديو علي قناتي المفضله و بعد عشر دقائق هيشتغل برنامج هادئ جدا هتستمتعي بيه ...
_ ابريل : انا مش عارفه اشكرك ازاي يا ..ادم ..
_ ادم : أتمني أنك تنامي و ياريت تعتبري البيت بيتك ...
نزل ادم ...و ترم ابريل بمفردها ...لم تكن سعيده بما حدث .. فهي لازالت بعيده عنه ولم تعرف سوي اسمه فقط...
و تسالت ابريل بين طيات نفسها هل تترك الأمور تسير كما هي ام تتدخل و تفتعل اي شيء لتتحدث مره اخرى مع ذلك المقنع و لا تترك الليله الأولي تنتهي دون أن تحصل علي معلومات جيدة ...
بعد ان نزل ادم الى الطابق السفلي وجدت قبر نفسها بمفردها في تلك للشقه الواسع حاولت ان تفقد كل مكان داخل الشقه فمن الممكن ان تعصر على اي شيء يفيدها في الكشف عن شخصيه ذلك المقنع كانت تتمنى ان تحصل على صوره ضوئيه له او اي شيء يكشف لها ملامحه ....و لكنها لم تجد أي شيء ...
ظلت ابريل تجلس وتحاول أن تفكر في اي فكره لتجعل ادم ..يأتي إليها مره اخرى و تحاول التقرب منه لعلها تعرف أي شيء عنه .
وا اخيرا اهتدت الي فكره و هي أنها تتدعي انها اتصدمت في اي شيء و تنادي عليه ...و بالفعل فعلت ذلك و أوقعت المزهرية و حاولت أن تنادي عليه ..و بالفعل سمعت ادم صوت التحكم و صوتها و هي تنادي عليه ...وعندما سمع ادم تلك الأصوات طلع مسرعا إليها ...فوجدها ملقاه علي الارض و زجاج المزهرية منتشر من حولها ...
_ ادم :. ايه اللي حصل بالضبط يا ابريل ...ازاي و يعني كده ..أما كنت خاطط الترابيه علي جنب ..ايه اللي جابك عندها ...
_ ابريل : كنت زهقانه فقلت اتمشي و احاول اني المس المكان يمكن اعرف اكون صوره عنه انت عارف ان حاسه اللمس بتعادل عندي حاسه الرؤية .. فكنت حابه اشوف
المكان اللي انا موجوده فين ...
_ ادم: طيب هاتي اديك و يالا علشان اقومك و تفتكري بقي انا في ليله واحده فومتك و مسكت ايدك كام مره ..
_ ابريل : امم انت زهقت و لا ايه ...( أبريل بدأت تسعل بشكل كبير )
_ ادم : ابدا انا بس بهزر معاكي ... و بحاول اخفف عنك. قوليلي ايه بتكحي كده ليه بس....
_ ابريل : مش عارفه ..انا شكلي جالي برد من الشتا لما نزل عليا
_ادم : طيب انا لازم اقيس درجه الحراره لحسن تكوني سخنه ثواني هانزل اجيب الترمومتر وجاي ثاني
بعد أن أحضر ادم الترمومتر ..و قاس لابربل درجه الحراره و اكتشف انها تعاني من ارتفاع شديد في درجات الحراره ...فقرر أن يجلب لها كمادات و يحاول أن يخفض درجه حرارتها ...
بدأ ادم بعمل الكمادات ووضع قطعه القماش المبلله بالماء البارد علي جبين ابريل ..
_ ابريل : كمان بتعملي كمادات ..انا حاسه اني و قعتك في ورطه كبيره ...ياعيني انت مالك بس و مال كلي الي حصل النهارده ده ...واحد قاعد لوحده في بيتك لأبيه و لا عليه إذا بورطه كبيره زي كده تنزل عليه فجاه كده ...
_ ادم : ما تقوليش علي نفسك كده ... بس قوليلي انت ايه اللي خلاني تيجي تزوري قريتك دي فجاه كده من غير ما تكلم بها و تبقي عارفه هي موجوده في البيت و لا لا ..
_ ابريل : مش عارفه يمكن كنت عاوزه اعملها مفاجاه و يمكن لاني حساسه شويه علشان ظروفي و مش بحب اتعب حد وكنت لو قلتلها هتيجي و وتحاول تجبني من المحطه و انا مكنتش حابه كده ...
_ ادم : اه فهمت ..شكلك انسانه حساسة ...قوليلي انتي تعليمك ايه ....
_ ابريل : انا ...خريجه كليه الاداب ...
_ ادم : هائل يعني ميولك ادبيه ..بتحبي تكتبي و لا ايه ...
_ ابريل : و انت يا ادم ...بتشتغل ايه او درست ايه ...
_ ادم : انا بشتغل مترجم ..بشتغل في شركه كبيره ... لكن مش بروح شغلي كله على الانترنت
_ ابريل : و عايش لوحدك في كل البيت ده ....
_ ادم : انا كنت عايش مع اهلي بس حصل خلاف معاهم فحين هنا عشت لوحدي ...
_ ابريل : انا كمان عايشه لوحدي و يعتمد علي نفسي في كل حاجه تقريبا ...
_ ادم : سؤالي ممكن يضايقك بس حابب اعرف الاجابه ..انتي ازاي عايشه لوحدك و ليه ..
_ ابريل : ازاي دي عادي في مكفوفين كتير عايشين لوحدهم و عارفين يتكيفوا مع اعاقتهم ...أما ليه بقي دي حكايه طويله .....
_ ادم : طيب ما تحكيها ..احنا ورانا ايه ..انا مش هاقدر اسيبك اللي لما درجه حرارتك تنزل لا خالص اخاف وانت لوحدك ارتفاع لها وما تقدريش تنادي عليا..
_ ابريل : مش عارفه احكي لك واقول لك ايه بالضبط لكن كل اللي ممكن لك اني كنت عايشه مع ابويا وامي انا بنت وحيده وحقيقي.. كنت عايشه معهم في سعاده زي اي اسره مستقره لحد ما حصلت حاجه غيرت حياتنا كلها في واحده دخلت في حياتها بابا وخليته يتجوزها من بعدها ماما كلها حد كتاب ما كنتش قادره تستوعب ازاي بعد كل الحب اللي بنحبهم ده يعمل حاجه زي دي و يتجوز عليها كل الاسهم حالتها كانت بتسوق يوم بعد يوم لحد ما في يوم دخلت عليها لقيتها اخذتها برشام المهدئ كله مره واحده جالها هبوط في الدوره الدمويه وماتت من بعد ما ده حصل انا ما شفتش بابا تقريبا ولا مره حاول كثير اني ابني لكن كنت برفض ...علشان كده انا لوحدي و عاوزه ابقي لوحدي علطول ...
_ ادم : مش عارف اقولك ايه ... لكن انتي بطله ..بكل ما تحمل الكلمه من معني ..بطله فعلا و انا سعيد اني اتعرفت عليكي ...
_ ابريل : انت عرفت حكايتي كلها تقريبا ..انت بقي عرفني علي نفسك ...انا حاسه اني عاوزه اعرفك اكتر من كده .
_ ادم : انا بقي يا ستي تقدرى تقولي اني مسجون هنا ... ما ينفعش اطلع بره البيت ده و لا اتحرك طبيعي زي كل الناس ...
_ ابريل: مسجون ازاي يعني مين اللي سجنك و ليه ...
_ ادم : في حاجات كثير جدا بتحكم على الانسان انه يعيش في الدنيا دي مسجون ممكن يعيش مسجون جوه نفسه او جوه بيته او جوه الحياه السجن مش حيطان هو باني محطوط فيها المجرمين وبس السجن ممكن يكون مشاعر تحاوطنا و تجبرنا آمنا ما نطلعش منها ابدا ....
_ ابريل : يعني انت اللي ساجن نفسك تقصد...و ليه ...اوعي تكون مكتئب زي حالاتي ...
_ ادم : تصدقي يا ابريل اني عمري ما شفت احد ما عندوش كتاب في الدنيا دي كل الناس عندها اكتئاب لكن بدرجات مختلفه ...الدنيا دي صعبه اووي و صعب ان انسان يعيش فيها من غير ما يتاذي .....
_ ابريل : شكلك اتوجعت كتير في حياتك ... بس ليه ما تطلعش بره الدائره اللي انت فيها دي و تحاول تعيش حياتك بشكل طبيعي ... يمكن تحس بطعم الدنيا ...صحيح انا موفقه معاك أن الدنيا دي صعبه ..لكن في نفس الوقت فيها حاجات حلوه و لحظات سعاده لازم تجرب تعيشها و اعتقد أن عمرك ما هتعيشها طول ما انت لوحدك ... قول لي يا ادم انت ما عندكش اصدقاء.......
_ ادم : كان عندي صديق واحد بس راح ....
_ ابريل : راح فين بس ... ما تكمل كلامك ليه انا حاسه انك مش عاوز تحكي و كأنك متحفظ من حاجه ..ما تنساش اني حكيت لك كل حاجه عني ...
_ ادم : انا مش متحفظ و لا حاجه بس يمكن ..في حاجات كتير ما ينفعش تتحكي أو بمعني اصح عاوزه قدره معينه علشان تتحكي و القدره دي مش عندي خالص ....
_ ابريل : امم مع اني عندي فضول فظيع ...بس ماشي مش هتغط عليك ... بس في حاجه عاوزه اعرفها .. انت ليه لابس بدله جلد زي ما انت قلتلي و ليه مش بتقلعها مع أن انت في بيتك و عايش لوحدك ...
_ ادم : ما انا قلت لك اني برتاح فيها جدا و بحس بملمس الجلد برتاح فعلا ... تقدرى تقولي بحس بالامان ....
_ ابريل : انت انسان غامض اووي علي فكره ... ومش سهل تحكي علي اللي جواك ...
_ ادم : انا كده اقدر انزل .. و اسيبك ترتاحي حرارتك نزلت و بقيتي كويسه ....
_ ابريل : مش عارفه اشكرك ازاي بس انت بجد انسان جميل و مهذب و حنون جدا .. صحيح احنا لسه عارفين بعض من ساعات معدوده لكن انا قدرت اعرف انك انسان بمعني الكلمه ...
_ ادم : ما تتسرعيش بالحكم علي اي حاجه في الدنيا .. مره كنت يترجم كتاب عجبتني جمله و فضلت محفوره جو عقلي ..العباره بتقول ..الاشياء ليست كما تبدو و كذلك الأشخاص ..... تصبحي علي خير يا ابريل .
_ ابريل : تصبح علي خير يا ادم ....
نزل ادم و ترك ابريل بمفردها و كانت في حيره من أمرها ... من يكون ادم ... فهو شخص غامض و صاحب شخصيه جذابه ..صوته عذب و حنون و تكاد عضلاته تخرج من تلك البدله السوداء .. عيناه غائره و ذات نظرات حاده و حنونه في نفس الوقت ..أحرجت ابريل مفكرتها من شنطه يديها و اخذت وكتب. تعليقها علي ادم في اول يوم و اول ليله لها في منزله .... و كتبت ...
واضح أنه انسان مثقف و لكنه مر بتجربة صعبه جعلته في تلك الحاله ... و بعد أن كتبت ابريل تلك الجمله أغلقت المفكرة و اخت تفكر فعلي الرغم من أن ابريل لديها دافع قوي وراء و جنودها داخل منزل المقنع .. لكن وجدت نفسها غير راضيه عن كل ما حدث و شعرت بالذنب لانها تخدع انسان شهم و نبيل مثل ادم. .
لم تكن تعلم أن المقنع قد كشف أمرها ..و أنه قرر أن يجعلها تكمل تلك التمثيليه الهزليه و ذلك لحاجه في نفسه هو ...
_ المقنع : واضح عليكي علامات التوتر و القلق .. علي فكره صحيح انا عايش لوحدي في البيت هنا .... لكن البيت كبير و الدور العلوي يعتبر شقه منفصله ليه باب و تقدرى تقعدي فوق و اقفلي علي نفسك و كأنك في فندق بالضبط مش هتحسي بوجودي ابدا ..
_ ابريل : ايوه بس انا ما اقدرش اقعد هنا ... و بعدين انت زنبك ايه بس في كل اللي بيحصل ده ...
_ المقنع : بصي كده علي الشباك ..الدنيا بره بتمطر مطره غير طبيعيه و في برق و رعد ..ازاي ممكن تخرجي و انتي في الحاله دي ... ارجوكي ..اعتبرني اخوكي ...و اطلعي فوق ...غيري هدومك و نشفي نفسك ....هتلاقي فوق هدوم تنفع تلبسيها ...في قمصان و بناطيل . روب كمان ... غيري هدومك لأنك كده ممكن تاخدي برد ...
حاولت ابريل ان تقنع المقنع انها لن تقدر علي خدمه نفسها و طلبت منه أن يسبقها الي الدور العلوي و يشرح لها أماكن كل حاجه باللمس و اين يوجد الحمام و اين توجد الملابس ....
و بالفعل مد المقنع يديه و امسك بيد ابريل ...بيساعدنا في طلوع السلم و الذهاب الي الدور العلوي ...
_ ابريل : انت لابس جوانتي جلد في اديك ليه ..انا قادره احس بيه من ملمسه ...
_ المقنع : تقدرى تقولي اني برتاح كده .. .ده لبسي و مش بقلعه ابدا ...
_ ابريل : حاجه غريبه مفروض بيت الانسان ده هو المكان الوحيد اللي بيبقي بيه علي راحته ... و خصوصا انك عايش زي ما بتقول لوحدك ..يبقي ليه تقيد نفسك بلبس معين..
_ المقنع : تقدرى تعتبرين أن البدله الجلد اللي بتغطيني كلي دي ..هي بيتي اللي باخد رحتي فيه ...
_ ابريل : يمكن انا مش قادره افهم وجهه نظرك لاني يعتمد علي اللمس علشان اشوف كل حاجه حواليا .. اني النس الحاجه بجلدي و بدون حارب ده بيخليني كاني شفتها بالضبط .
_ المقنع : انا فاهم كده طبعا ..بس لازم انتي كمان تقتنعي أن كل إنسان مختلف عن التاني ..و كل واحد ليه طريقه معينه بتخليه يقدر يتكيف مع الحياه و يقدر يعيش فيها بأقل قدر من المعاناه ....
_ ابريل : النعناع مره واحده .. و ليه لازم يبقي في معاناه كلامك كله تشاؤم ...يا .... صحيح انا معرفتش اسمك لحد دلوقتي. ..
_ المقنع : انا اسمي علي اسم اول انسان اتوجد علي الارض ...
_ ابريل :...ادم ...ههه اسلوبك مختلف في كل حاجه ..حتي في الاجابه عن اسمك ...
_ ادم : الاختلاف سنه الحياه ...مش صح اننا نبقي نسخ باهته من بعضنا ..لازم نغير من كل حاجه حوالينا حتي في طريقه ردودنا علي الاسئله الطبيعيه و اليوميه.
اوصل ادم ...ابريل الي غرفه النوم و حاول أن يصف لها كل ما هو موجود داخل الغرفه ..كما أنه أزال كل شيء من الممكن أن تتعثر به ابريل في طريقها الي الحمام أو الي سلم النزول ...
اخرج لها ملابس .. و فتح لها الراديو ...ل تستمع الي قناته المفضله ...
_ ادم : انا فتحت ليكي الراديو علي قناتي المفضله و بعد عشر دقائق هيشتغل برنامج هادئ جدا هتستمتعي بيه ...
_ ابريل : انا مش عارفه اشكرك ازاي يا ..ادم ..
_ ادم : أتمني أنك تنامي و ياريت تعتبري البيت بيتك ...
نزل ادم ...و ترم ابريل بمفردها ...لم تكن سعيده بما حدث .. فهي لازالت بعيده عنه ولم تعرف سوي اسمه فقط...
و تسالت ابريل بين طيات نفسها هل تترك الأمور تسير كما هي ام تتدخل و تفتعل اي شيء لتتحدث مره اخرى مع ذلك المقنع و لا تترك الليله الأولي تنتهي دون أن تحصل علي معلومات جيدة ...
بعد ان نزل ادم الى الطابق السفلي وجدت قبر نفسها بمفردها في تلك للشقه الواسع حاولت ان تفقد كل مكان داخل الشقه فمن الممكن ان تعصر على اي شيء يفيدها في الكشف عن شخصيه ذلك المقنع كانت تتمنى ان تحصل على صوره ضوئيه له او اي شيء يكشف لها ملامحه ....و لكنها لم تجد أي شيء ...
ظلت ابريل تجلس وتحاول أن تفكر في اي فكره لتجعل ادم ..يأتي إليها مره اخرى و تحاول التقرب منه لعلها تعرف أي شيء عنه .
وا اخيرا اهتدت الي فكره و هي أنها تتدعي انها اتصدمت في اي شيء و تنادي عليه ...و بالفعل فعلت ذلك و أوقعت المزهرية و حاولت أن تنادي عليه ..و بالفعل سمعت ادم صوت التحكم و صوتها و هي تنادي عليه ...وعندما سمع ادم تلك الأصوات طلع مسرعا إليها ...فوجدها ملقاه علي الارض و زجاج المزهرية منتشر من حولها ...
_ ادم :. ايه اللي حصل بالضبط يا ابريل ...ازاي و يعني كده ..أما كنت خاطط الترابيه علي جنب ..ايه اللي جابك عندها ...
_ ابريل : كنت زهقانه فقلت اتمشي و احاول اني المس المكان يمكن اعرف اكون صوره عنه انت عارف ان حاسه اللمس بتعادل عندي حاسه الرؤية .. فكنت حابه اشوف
المكان اللي انا موجوده فين ...
_ ادم: طيب هاتي اديك و يالا علشان اقومك و تفتكري بقي انا في ليله واحده فومتك و مسكت ايدك كام مره ..
_ ابريل : امم انت زهقت و لا ايه ...( أبريل بدأت تسعل بشكل كبير )
_ ادم : ابدا انا بس بهزر معاكي ... و بحاول اخفف عنك. قوليلي ايه بتكحي كده ليه بس....
_ ابريل : مش عارفه ..انا شكلي جالي برد من الشتا لما نزل عليا
_ادم : طيب انا لازم اقيس درجه الحراره لحسن تكوني سخنه ثواني هانزل اجيب الترمومتر وجاي ثاني
بعد أن أحضر ادم الترمومتر ..و قاس لابربل درجه الحراره و اكتشف انها تعاني من ارتفاع شديد في درجات الحراره ...فقرر أن يجلب لها كمادات و يحاول أن يخفض درجه حرارتها ...
بدأ ادم بعمل الكمادات ووضع قطعه القماش المبلله بالماء البارد علي جبين ابريل ..
_ ابريل : كمان بتعملي كمادات ..انا حاسه اني و قعتك في ورطه كبيره ...ياعيني انت مالك بس و مال كلي الي حصل النهارده ده ...واحد قاعد لوحده في بيتك لأبيه و لا عليه إذا بورطه كبيره زي كده تنزل عليه فجاه كده ...
_ ادم : ما تقوليش علي نفسك كده ... بس قوليلي انت ايه اللي خلاني تيجي تزوري قريتك دي فجاه كده من غير ما تكلم بها و تبقي عارفه هي موجوده في البيت و لا لا ..
_ ابريل : مش عارفه يمكن كنت عاوزه اعملها مفاجاه و يمكن لاني حساسه شويه علشان ظروفي و مش بحب اتعب حد وكنت لو قلتلها هتيجي و وتحاول تجبني من المحطه و انا مكنتش حابه كده ...
_ ادم : اه فهمت ..شكلك انسانه حساسة ...قوليلي انتي تعليمك ايه ....
_ ابريل : انا ...خريجه كليه الاداب ...
_ ادم : هائل يعني ميولك ادبيه ..بتحبي تكتبي و لا ايه ...
_ ابريل : و انت يا ادم ...بتشتغل ايه او درست ايه ...
_ ادم : انا بشتغل مترجم ..بشتغل في شركه كبيره ... لكن مش بروح شغلي كله على الانترنت
_ ابريل : و عايش لوحدك في كل البيت ده ....
_ ادم : انا كنت عايش مع اهلي بس حصل خلاف معاهم فحين هنا عشت لوحدي ...
_ ابريل : انا كمان عايشه لوحدي و يعتمد علي نفسي في كل حاجه تقريبا ...
_ ادم : سؤالي ممكن يضايقك بس حابب اعرف الاجابه ..انتي ازاي عايشه لوحدك و ليه ..
_ ابريل : ازاي دي عادي في مكفوفين كتير عايشين لوحدهم و عارفين يتكيفوا مع اعاقتهم ...أما ليه بقي دي حكايه طويله .....
_ ادم : طيب ما تحكيها ..احنا ورانا ايه ..انا مش هاقدر اسيبك اللي لما درجه حرارتك تنزل لا خالص اخاف وانت لوحدك ارتفاع لها وما تقدريش تنادي عليا..
_ ابريل : مش عارفه احكي لك واقول لك ايه بالضبط لكن كل اللي ممكن لك اني كنت عايشه مع ابويا وامي انا بنت وحيده وحقيقي.. كنت عايشه معهم في سعاده زي اي اسره مستقره لحد ما حصلت حاجه غيرت حياتنا كلها في واحده دخلت في حياتها بابا وخليته يتجوزها من بعدها ماما كلها حد كتاب ما كنتش قادره تستوعب ازاي بعد كل الحب اللي بنحبهم ده يعمل حاجه زي دي و يتجوز عليها كل الاسهم حالتها كانت بتسوق يوم بعد يوم لحد ما في يوم دخلت عليها لقيتها اخذتها برشام المهدئ كله مره واحده جالها هبوط في الدوره الدمويه وماتت من بعد ما ده حصل انا ما شفتش بابا تقريبا ولا مره حاول كثير اني ابني لكن كنت برفض ...علشان كده انا لوحدي و عاوزه ابقي لوحدي علطول ...
_ ادم : مش عارف اقولك ايه ... لكن انتي بطله ..بكل ما تحمل الكلمه من معني ..بطله فعلا و انا سعيد اني اتعرفت عليكي ...
_ ابريل : انت عرفت حكايتي كلها تقريبا ..انت بقي عرفني علي نفسك ...انا حاسه اني عاوزه اعرفك اكتر من كده .
_ ادم : انا بقي يا ستي تقدرى تقولي اني مسجون هنا ... ما ينفعش اطلع بره البيت ده و لا اتحرك طبيعي زي كل الناس ...
_ ابريل: مسجون ازاي يعني مين اللي سجنك و ليه ...
_ ادم : في حاجات كثير جدا بتحكم على الانسان انه يعيش في الدنيا دي مسجون ممكن يعيش مسجون جوه نفسه او جوه بيته او جوه الحياه السجن مش حيطان هو باني محطوط فيها المجرمين وبس السجن ممكن يكون مشاعر تحاوطنا و تجبرنا آمنا ما نطلعش منها ابدا ....
_ ابريل : يعني انت اللي ساجن نفسك تقصد...و ليه ...اوعي تكون مكتئب زي حالاتي ...
_ ادم : تصدقي يا ابريل اني عمري ما شفت احد ما عندوش كتاب في الدنيا دي كل الناس عندها اكتئاب لكن بدرجات مختلفه ...الدنيا دي صعبه اووي و صعب ان انسان يعيش فيها من غير ما يتاذي .....
_ ابريل : شكلك اتوجعت كتير في حياتك ... بس ليه ما تطلعش بره الدائره اللي انت فيها دي و تحاول تعيش حياتك بشكل طبيعي ... يمكن تحس بطعم الدنيا ...صحيح انا موفقه معاك أن الدنيا دي صعبه ..لكن في نفس الوقت فيها حاجات حلوه و لحظات سعاده لازم تجرب تعيشها و اعتقد أن عمرك ما هتعيشها طول ما انت لوحدك ... قول لي يا ادم انت ما عندكش اصدقاء.......
_ ادم : كان عندي صديق واحد بس راح ....
_ ابريل : راح فين بس ... ما تكمل كلامك ليه انا حاسه انك مش عاوز تحكي و كأنك متحفظ من حاجه ..ما تنساش اني حكيت لك كل حاجه عني ...
_ ادم : انا مش متحفظ و لا حاجه بس يمكن ..في حاجات كتير ما ينفعش تتحكي أو بمعني اصح عاوزه قدره معينه علشان تتحكي و القدره دي مش عندي خالص ....
_ ابريل : امم مع اني عندي فضول فظيع ...بس ماشي مش هتغط عليك ... بس في حاجه عاوزه اعرفها .. انت ليه لابس بدله جلد زي ما انت قلتلي و ليه مش بتقلعها مع أن انت في بيتك و عايش لوحدك ...
_ ادم : ما انا قلت لك اني برتاح فيها جدا و بحس بملمس الجلد برتاح فعلا ... تقدرى تقولي بحس بالامان ....
_ ابريل : انت انسان غامض اووي علي فكره ... ومش سهل تحكي علي اللي جواك ...
_ ادم : انا كده اقدر انزل .. و اسيبك ترتاحي حرارتك نزلت و بقيتي كويسه ....
_ ابريل : مش عارفه اشكرك ازاي بس انت بجد انسان جميل و مهذب و حنون جدا .. صحيح احنا لسه عارفين بعض من ساعات معدوده لكن انا قدرت اعرف انك انسان بمعني الكلمه ...
_ ادم : ما تتسرعيش بالحكم علي اي حاجه في الدنيا .. مره كنت يترجم كتاب عجبتني جمله و فضلت محفوره جو عقلي ..العباره بتقول ..الاشياء ليست كما تبدو و كذلك الأشخاص ..... تصبحي علي خير يا ابريل .
_ ابريل : تصبح علي خير يا ادم ....
نزل ادم و ترك ابريل بمفردها و كانت في حيره من أمرها ... من يكون ادم ... فهو شخص غامض و صاحب شخصيه جذابه ..صوته عذب و حنون و تكاد عضلاته تخرج من تلك البدله السوداء .. عيناه غائره و ذات نظرات حاده و حنونه في نفس الوقت ..أحرجت ابريل مفكرتها من شنطه يديها و اخذت وكتب. تعليقها علي ادم في اول يوم و اول ليله لها في منزله .... و كتبت ...
واضح أنه انسان مثقف و لكنه مر بتجربة صعبه جعلته في تلك الحاله ... و بعد أن كتبت ابريل تلك الجمله أغلقت المفكرة و اخت تفكر فعلي الرغم من أن ابريل لديها دافع قوي وراء و جنودها داخل منزل المقنع .. لكن وجدت نفسها غير راضيه عن كل ما حدث و شعرت بالذنب لانها تخدع انسان شهم و نبيل مثل ادم. .