كذبة ابريل

Noha`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-18ضع على الرف
  • 64.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

ضغط.كبير

دخلت ابريل علي رئيس التحرير وهي ترتجف ..وتمسك بيديها مقالها الجديد...و كانت تدعي من كل قلبها أن يثني عليها هذه المره و لا يعنفها كما يفعل كل مره ...
دخلت في صمت و نظرت إليه نظره ثاقبه في محاوله منها لمعرفه مزاجه العام..فوجدته ظاهر عليه علامات العصبيه ..فكرت أن تعتزر له و ترجع مره اخري لمكتبها دون أن تظهر له المقال .. ولكنه بادر بسؤالها ....
_ رئيس التحرير : اتمني تكوني خلصتي المقال المره دي و كوني عملتي كل اللي قلت لك عليه ..
_ ابريل : انا فعلا خلصته و حاولت اكتب بالطريقه اللي حضرتك قلتلي عليها ..
_ رئيس التحرير : حاولتي...في شغلانتنا ما فيش حاجه اسمها حاولتي يا ابريل ..لازم تكوني عارفه انتي بتعملي ايه بالضبط و متاكده كمان ..
_ ابريل : طيب ممكن حضرتك تقرا المقال الاول ... يمكن يعجب حضرتك ...
_ رئيس التحرير : حطي المقال علي المكتب و روحي شوفي شغلك و انا هيبقي اكتب لك راي في الجروب ...
_ ابريل : بلاش في الجروب قدام كل المحررين ..ياريت تبعت رساله علي الخاص يكون افضل ...
_ رئيس التحرير : اتفضلي يا ابريل علي مكتبك ....
خرجت ابريل من مكتب رئيس التحرير وهي في غايه الغضب و تفاجات بهنا صديقتها المقربة امامها..
_ هنا: مالك ..شكل استاذ خالد ظبطك ...
_ ابريل : انا مش عارفه هو حاططني في دماغه ليه ...مش عاوز يسيبني في حالي ... كل ما اكتب اي حاجه ماتعجبهوش مش عارفه ليه ..ساعات بحس انه مش. بيحبني و بيقف لي علي الواحده...
_ هنا : لا يا حبيبتي هو اصلا مش بيحب نفسه يعني انتي شايفه بيعاملنا ازاي كلنا ...ما تخديس في بالك بقي يا ابريل ...
_ ابريل : ما تخدش في بالي ازاي بس ... ده الوضع بقي لا يطاق...
و في ذلك الأثناء رن تنبيه تلفونات هنا و ابريل ...و اذا برئيس التحرير يعلن عن اجتماع طارئ لفريق التحرير كله بعد نصف ساعه ...
_ هنا : ربنا يستر ..اجتماع طارئ يبقي في مصيبة ...
_ ابريل : اهم حاجه عندي أنه ما يجيش سيرتي و لا ينقض مقالاتي في الاجتماع احسن و الله هتفجر فيه ...
_ هنا : اكيد يعني مش هيعمل اجتماع مخصوص علشان حضرتك ... اكيد في موضوع التي مهم ...
_ ابريل : أما نشوف ...
ظلت ابريل علي أعصابها تعد الثواني قبل الاجتماع و لا تدري لماذا طلب منهم الاجتماع بهذه السرعه...
وبعد مرور نصف ساعه بالضبط كانوا جميع المحررين متواجدين في غرفة الاجتماعات.. في انتظار دخول رئيس التحرير الى الاجتماع وحين دخل هم جميعهم بالوقوف احتراما له حتى جلسه على راس طاوله الاجتماع واشاره اليهم بالجلوس ليبدا الاجتماع....
وبدا يتحدث عن انخفاض معدل بيع مجله وانهم في حاجه ملحه لجذب عدد كبير من القراء الجدد فبدا كل محرر منهم طرح فكره جديده لزياده بيع المجله اما ابريل فضلت صامتا لانها تعلم جيدا انه لن ياخذ كلامها بعين الاعتبار لذلك يفضل ان تسمعهم وفقط....
و اذا بسليم اكثر التحرير قربا من رئيس التحرير و اعلاهم منزله يقترح عمل تحقيق صحفي مع شخصيه تتصدر وسائل التواصل الاجتماعي ...و هي المقنع ...وهو شخص قام بإنقاذ طفل تركته امه في المنزل بمفرده و كاد أن يسقط من الشرفة ولكنه تعلق بها تجمهر المارة تحت المنزل و عجزوا عن إنقاذ الطفل و فجأه ظهر شخص يرتدي بدله جلد سوداء و قناع اسود جلد أيضا و لا يظهر منه اي شيء تقريبا ... و تسلق المبني و تنقذ الطفل....تم تصوير ذلك و نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي و منذ ذلك الحين و العالم أجمع يتحدث عن ذلك المقنع و يتساءلون عن هويته و لكن دون جدوى ..وكل المعلومات التي وصل إليها الصحفيون أنه شاب يعيش بمفرده في منزل يقع علي أطراف البلدة و انه لا يخرج من منزله ابدا سوي كل يوم خميس ليشتري احتياجات الاسبوع و لا احد يعرف عنه اي شيء ابدا.....
اقترح سليم أن يحاولوا التقرب منه و عمل حديث صحفي معه و لو عرضوا عليه مبلغ كبير من المال ..و قال سليم أن المجله إذا حققت ذلك سوف بتزيد نسبه التوزيع بشكل غير مسبوق ....واضاف سليم أنه سوف يقوم هو بهذه المهمه ....
و لكن رئيس التحرير اقترح أن جميع المحررين لديهم الفرصه للمحاوله لأخذ لقاء صحفي أو علي الاقل التقاط صوره واحده لوجه المقنع و الكشف عن شخصيته الحقيقيه ... و الذي سينجح في ذلك ..سوف يحصل علي مكافئه و سيتم ترقيته ليكون مشرف علي باقي المحررين ...
لمعت عيني ابريل فهذه فرصتها الذهبيه لاعاده مكانتها داخل المجلة ...و جعل رئيس التحرير يحترمها رغما عنه ...
انتهي الاجتماع ...و كل المحررين تقريبا غير مهتمين بما طرحه رئيس التحرير في الاجتماع لأنهم علي يقين أن تلك المهمه تقريبا مستحيله ....
الا ابريل و سليم ... فكل منهم كان ينوي أن يفعل المستحيل لينال ذلك السبق الصحفي و يفوز بالمكافاه و الترقيه المنتظره ....
سليم كان شخص مغرور وهو السبب الرئيسي لسوء علاقه ابريل برئيس التحرير لانه يعلم جيدا أن ابريل صحفية
موهوبه و تشكل خطر عليه إذا لمع نجمها أمام رئيس التحرير .. لذلك كان يفعل ما بوسعه دائما لرسم صوره خاطئه عن ابريل طوال الوقت ....
ب الاجتماع رجع كل محرر اي مكتبه و ذهبت هنا مع ابريل ..ليتحدثوا سويا ...
_هنا: ايه رايك بالكلام الي اتقال في الاجتماع ...
_ ابريل : انتي عارفه يا هنا أن دي فرصتي الذهبيه .... انا لازم استغل الفرصه و اعمل انا تحقيق صحفي مع المقنع ده قبل سليم ....
_ هنا : ازاي بس يا ابريل انتي متاكده كويس ان الموضوع ده مش سهل و سليم اكيد عارف المقنع شخصيا علشان كده هو اللي اقترح الفكره ... سليم ده مش ساهل خالص.
_ ابريل : هي دي فرصتي.. وانا هعمل المستحيل علشان اوصل للي انت عوزاه ....

بدأت ابريل تستعد لغزو عالم المقنع ... وظلت تفكر كثيرا كيف ستفعل ذلك ...وخطرت على بالها فكره مجنونه جدا .. و هى انها تدعى انها عمياء ...و تذهب الى بيته فى المساء و كانها اضلت الطريق و لانه انسانشهم فسيقوم باتضافتها فى منزله ...و عندها سقلع القناع لانه يعلم انها عمياء و لن يخشي منها و بذلك يكون عندها فرصة ذهبيه لالتقاط صوره له .... قصت ابريل على هنا بما تفكر به...
_ هنا : لا يا ابريل انا مش معاكى ابدا انك تعملى كده .. انا مش مع الخداع انتى كده بتشتغلى بطريقه سليم ... ليه تدخلى بيت واحد امن ليكى و تخدعيه و تصوريه و هو مش عارف .. ده اسلوب ملتوى ومش صح .. وانتي مش كده خالص يا ابريل
_ ابريل : انا معنديش حل غير ده ... ودجى فرصه مش بتيجى غير مره وتاحده فى العمر يا هنا
_ هنا : انا شايفه انك لو عملتى كده عمرك ما هتبقي سعيده بنجاحك و مش هتحسي بطعم الانجاز الحقيقي .. و افرضي المقنع طلع انسان مش كويس او عمل حاجه اذتك ...هتعملى ايه بقي ساعتها بلاش تلعبى بالنار يا ابريل
_ ابريل : انا اخدت قرارى خلاص و هعمل اللى في دماغى و اخد الخطوهدى حتى و فيها خطوره يا هنا ...
_ هنا : براحتك يا ابريل و انتى ناويه امتى تعملي كده . ومش خايفه يكتشف كدبتك ويعرف انك مش عاميه .
_ ابريل : النهارده ..قبل بكره .... و بعدين انتى ناسيه ان انا امى كفيفه و طول عمرى بتعامل معاها و عافه كويس ازاى اتعامل زيها و كانى عمياء بالضبط .
_ هنا : اتمنى انك تكونى عارفه بتعملى ايه لانى بجد خايفه عليكى ...
_ ابريل : ما تخغيش يا هنا .. انا حاسه انى هقدر اعمل التحقيق ده و اصور المقنع بمنتهى السهوله .
خرجت ابريل من المجله و ذهبت لتشترى ملابس جديده و نظاره شمس لترتديها ..و تحضر نفسها لبدايه جديده.. كانت ابريل تجادل هنا و تكاد ان تقنعها انها تسيطر تماما على الوضع و لكن فى الحقيقه هى بداخلها تشعر بالتوتر و القلق و ايضا تعلم جيدا انها غير راضيه فى اعماق قلبها عن خداع اى شخص مهما كانت المبررات و الدوافع التى جعلتها تاخد هذا القرار ....
و عندما رجعت منزلها قامت بارتداء فستان احمر اللون و قامت برفع شعرها الى الاعلى و ارتداء نظاره الشمس ...و فكرت انها لا بد ان تذهب الى بيت المقنع و هى تمشي حتى يظهر عليها علامات الارهاق و التعب ...
و بالفعل قامت بذلك و كادت ان تصل الى بيت المقنع و لكن المطر نزل و بغزاره ... واصبحت ابريل فى حاله يرثى لها حرفيا .. لم تكترث ابريل بما اصابها و ظلت فى طريقها متجهه الى ذلك البيت الذى اصبح بمثابه هدف لديها لابد ان تصل ايه فى الوقت المحدد ...
و عندما وصلت الى منزل المقنع .. شاهدت سليم خارج من المنزل بعد ان قام المقنع بتوصيله و السلام عليه و اغلاق بابا البيت بعده مباشره و لان ابريل كانت تعلم لغه الجسد جيدا فلقد ترجمت لغه الجسد الخاصه بالمقنع و عرفت انه كان غير مرحب بزياره سليم له... اختفت ابريل وراء الشجره حتى لا يراها سليم و هو متجها الى سيارته . و عندما تاكدت ان سليم ابتعد بالفعل قامت بتمثيل دور العمياء مره اخرى و اتجهت الى المنزب ... وكانت ستطرق الباب .. ولكن خطرت على بالها فكره اخرى و هى انها تلف من الفناء الخلفى وتحاول جزب انتباه المقنع من وراء الزجاج الخاص به ...
و بالفعل قامت ا بريل بالتوجهه الى الفناء الخلفى لبيت المقنع... و اذا بها تقع فى حفره كبيره داخلى الحديقه ... فصرخت صرخه صادقه جاء اثرها المقنع مسرعا ليرى ماذا حدث فى حديقته الخلفية ..
_ المقنع : ايه ده هو حضرتك ليه دخلتى الحديقه دى خاصه بمنزلى على فكره و الحفره اللى حضرتك وقعتى فيها دى انا اللى حفرتها علشان كنت عاوز اعمل فرن داخلى ..
ابريل : انا اسفه جدا انا كنت بحاول اوصل لبيت بنت خالتى انا مش من البلد هنا اصلا .. وزى ما انت شايف انا كفيفه و اكيد ما لحظتسش الحفره اصلا ....
_ المقنع : بس انتى ماشيه لوحدك في بلد ما تعرفيهاش في الليل كده و الدنيا بتشتى بالشكل ده ...
_ ابريل : انا كفيفه و اكيد النهار و الليل مش هيفرقوا معايا .. وانا للاسف كنت مفكره ان الجهازده هيدلنى على المكان الصحي لكن للاسف ده ما حصلش ..
_ المقنع : جهاز ايه ده .. انا اول مره اشوفه .
_ ابريل : ده جهاز زى البوصله كده لكن بالصوت ..ز ديما بيوصلنى للمكان اللى انا عاوزه اوصله .
المقنع : طيب ممكن تدينى ايدك علشان اعرف اطلعك من الحفره دى ..
_ ابريل : ياريت انا فكرتك عاوزنى افضل كده علطول ....
اخرج المقنع ابريل من الحفره و كان الجو شديد البروده و المطر يتساقط بغزاره شديده ... عرض المقنع على ابريل ان يستضيفها فى منله لحين انتهاء المطر و فى نفس الوقت تقوم بالاتصال بقريبتها عبر الهاتف لتطلب منها ان تاتى لاخدها او معرفه عنوانمنزلها بالتحديد و سيقوم المقنع بنفسه بايصالها الى العنوان ..
وافقت ابريل على الفور .. فهذا هو الذى تسعى اليه ابريل منذ البدايه .. ابتسمت ابريل فى نفسها و هى تشعر انها باتت قريبه جدا من هدفها التى تسعى الى تحقيقه منذ ان قررت خوض تلك التجربه فى خداع المقنع ..
حاول المقنع ان يعطى ابريل مناشف حتى يمكنها تنشيف ملابسها جيدا و اشعل نيران المدفأه ..ثم ذهب و حضر لها كوب من الشوكولاته الساخنه ...كانت تحاول ابريل ان تتقن دور العمياء ... ولكنها كانت تختلس النظر فى كافه ارجاء المكان لعلها تجد شىء يمكنها كمن معرفه تلك الشخصيه الغامضه ...
_ المقنع : اتمنى ان المشروب يعجبك ..ز اشربيه كله علشانةتحسي بالدفا انتى نزل عليكى مطر كتير ...
_ ابريل : انا مش عارفه اقول ايه لحضرتك ...انت انسان بجد شهم و نبيل ..
_ المقنع : انا معملتش حاجه زياده عن اى حد تانى لو مكانى كان عملها ...
_ ابريل : بالعكس انا حاسه انى اقتحمت بيتك وممكن زوجه حضرتك تضايق بالشكل ده ...
_ المقنع : لا انا عايش هنا لوحدى ومش متزوج اصلا ...
_ ابريل : طيب ...انا لازم امشي حالا دلوقتى .. وشكرا على كل حاجه بجد ..
_ المقنع : الدنيا لسه بتمطر اوى .. ومش هينفع تمشي دلوقتى ..ارجوكى انتظرى كمان شويه و حاولى تتصلى بقريبتك و انا هوصلك لحد بيتها ان شاء الله ..
كانت ابريل قد قامت بارساتل رساله الى هنا و طلب منها ان تمثل دور بنه خالتها .. واتفقت معاها على انها ستصل بيها بعد قليل ...
و بالفعل قامت ابريل بالاتصال بهنا و فتحت صوت التلفون ليسمع المقنع معاها المكالمه و يقتنع بما ستقوله هنا
و فى اثناء المكالمه ادعت هنا انها خارج البلاد و ستانى بعد ثلاثه ايام و طلبت من ابريل ان تحجز غرفه فى اى فندق حتى ترجع ...و بهذه الحيله قد تتمكن ابريل بالجلوس في نفس المنزل مع المقنع لمده ثلاث ايام ومن المؤكد انها ستكتشف كل الحقيقه ....و الاسرار وراء ذلك المقنع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي