الأم العزباء الفصل السابع عشر

و بعد استقبالهم و الترحيب بهم و جلوسهم سويا ل فترة قليلة ، نهضت فريدة ل توضب لهم غرفة النوم حتى يستريحوا فيها و التي كانت في الأصل غرفة والدهم و والدتهم .. و عندما كانت تقوم فريدة ب فرش السرير كان يقف طارق معها في الغرفة و يشاهد كل ركن فيها ب تمعن و اشتياق ل تقع عيناه على صورة والدته ف يبتسم و يتحدث ب نبرة مليئة ب الحنين و الشجن

طارق : يااااه يا فريدة ، ريحتها لسه في الأوضة زي ما هي
فريدة تبتسم : انا قولت اكيد انت هترتاح في الأوضة دي اكتر من الأوضة التانية ، الله يرحمهم
طارق ينظر إلى فريدة : الله يرحمهم .. معلش بقى يا ديدا جينا فجأة كده و لغبطنا لك عيشتك
فريدة : لا يا سيدي ولا يهمك انا قاعدة في اوضتي عادي يعني مفيش اي حاجة هتتغير
سلمى ابنة طارق تدخل الغرفة مسرعة : بابي بابي بابي ، مين اللي في الصورة ده .. "ولكنها كانت تتحدث ب اللغة الإنجليزية"
طارق قبل أن بجيبها : سلمى ، احنا قولنا طول ما احنا في مصر يبقى نتكلم عربي ها اتفقنا عربي
فريدة تنظر إليها ب ابتسامة : ده العربي راح خالص ، و انتي كبرتي خالص يا لومي
يونس يدخل أيضا و هو يتحدث ب اعترض و ب اللغة الأجنبية أيضا : لا طبعا أنا مستحيل انام في نفس الأوضة اللي سلمى هتنام فيها
طارق : يا ربي عليا ، انا قولت عربي يا ولاد ، مش عايز اسمع كلمة انجلش طول ما احنا في مصر خلي الانجلش ده للمدرسة و المذاكرة احسن ، و بعدين اتعوج كمان اكتر اتعوج ده بدل ما تقول الحمد لله
يونس : طيب احنا ليه مروحناش ل جدو محمد في البيت بتاعه بدل الزنقة اللي احنا قاعدين فيها دي ؟!
ايمان تدخل أيضا : يونس ! احنا لسه راجعين من السفر مش وقت الاسئلة دي كلها ، ادخلوا اوضتكم ياللا
يونس و سلمى : اوكي
ايمان بعد خروج الاولاد تنظر إلى فريدة ب ابتسامة و تعطيها هدية : دي حاجة بسيطة من المطار بقى يا ديدا معلش
فريدة تأخذها : ايه ده الله ، شكرا اوي يا ايمي ، ميرسي يا طارق بجد
ايمان : على ايه بس يا بنتي ، و بعدين اوعي خليني انا البس المخدات انا خبرة اكتر منك في الحاجات دي
فريدة : طيب مش عايزين تاكلوا اطلبلكم اكل ؟
ايمان : لا لا احنا اكلنا في الطيارة
فريدة : بس اكيد الولاد جعانين .. "تخرج فريدة ل تسأل الاولاد و هي تفتح الهدية في نفس الوقت" .. يا ولااااد مش جعانين ؟
سلمى تخرج ب رفقة أخيها و تحتضن فريدة ب حماس : أيوة جعانين جداااا
يونس : يارييت
فريدة : حاضر يا حبايبي حالا .. "تصل إلى الريسيبشن و تقف أمام الشنط" .. ده ايه الشنط دي كلها يا جماعة انتوا جايين هجرة ولا جايين اجازة ؟
طارق من الداخل : لا احنا مش اجازة يا فريدة ، احنا رجعنا و هنستقر هنا خلاص

و بعد سماع تلك الكلمات اختفت الابتسامة عن وجه فريدة خوفا مما سيحدث عند معرفتهم ب الشيء التي قررت أن تفعله ، و بعد ترتيب الغرفة و تجهيز كل شيء ذهب طارق ل يجلس مع فريدة في الشرفة ب مفردهم قليلا و اثناء حديثهم نظر إليها طارق ب نظرة حزينة و هو يقول لها

طارق : سبب رجوعي نهائي اني استقلت يا فريدة ، مديري كان مستقصدني طول الوقت و بيوقفلي على كل كبيرة و صغيرة
فريدة : ل درجة انك تستقيل بعد المنصب اللي وصلت له هناك ؟! طيب على الأقل كنت اصبر شوية يمكن كنت تلاقي فرصة في مكان تاني احسن انت برضه خبرتك مش قليلة و دبي مليانة شغل
طارق : يعني يا فريدة انتي فاكرة ان انا مدورتش ، انا دورت كتير طبعا بس ملاقيتش حاجة تناسبني ده غير أن الاقامه كانت هتنتهي و كان لازم انزل قبل ما الترم التاني يبتدي عشان الحق اشوف مدارس للولاد هنا .. و بعدين سيبك مني انا ، انتي طمنيني عليكي ايه الجديد ؟
فريدة : الجديد في ايه ؟!
طارق : يعني يا فريدة مفيش فارس احلام كده ولا كده ؟ انا عايز افرح بقى بدل النكد اللي انا فيه ده
فريدة تضحك : انت فارس احلامي يا طاروقة ، متقلقش انا اول ما هلاقي الفارس هقولك على طول عشان تدخل عليا ب الحصان
طارق يضحك : مش هتتغيري ابدا
فريدة تنظر إلى السيجارة التي في يده : هو انت بتشرب ايه يا طارق ايه ده ؟!
طارق : ده سيجار ب فلتر يا ستي
فريدة : طب ما تجيب واحدة اجرب معاك كده
طارق ب استغراب : نعم !!
فريدة : ايه ؟!
طارق : انتي بتدخني ؟؟
فريدة : لا والله ده تفريحي بس كده
طارق يعطيها سيجار : ده واضح أن أنا فايتني حاجات كتيرة اوي
فريدة تأخذها : ميرسي
طارق يولعلها السيجار : والله عال جه اليوم اللي اولع فيه السيجارة ل أختي الصغيرة ب ايديا
فريدة تأخذ نفس و تبتسم : حمد لله على السلامة يا طاروقة
طارق : الله يسلمك يا ختي ، و بقيتي تشربي سجاير قدامي كمان
فريدة تحتضنه و هي بتضحك : اخويا مودرن بقى ..

و بالطبع بعد قدوم طارق و زوجته و أولاده و بعد مقاطعتهم ل سهرة فريدة و ملك كان من الطبيعي أن تذهب ملك إلى منزلها ، و كانت تجلس ب جانب ماجد في السرير التي كان يرتدي نظارة القراءة و يقرأ كتاب ف تأخذه منه ملك و تغلقه و هي تقول له

ملك : هو انت لسه زعلان مني ؟!
ماجد ب هدوء يأخذ الكتاب : لأ خالص
ملك تقترب منه و تأخذ النظارة من على وجهه و ترتديها ب شكل مضحك : اوكي ، اصل شكلك بيقول انك زعلان
ماجد ينظر إليها و يأخذ منها النظارة و يرتديها مجددا : لا ده بس عشان انا بقرا الكتاب و مركز فيه شوية
ملك تحتضنه و تفتح سوستة سترته قليلا ل تدخل يدها إلى صدره ب رفق و هي تقول له : اوكي ، ركز براحتك
ماجد : طب على فكرة ، لو اللي انتي بتعمليه ده بتعمليه عشان خاطر بتصلحيني بس ف دي حاجة بتدايق اكتر على فكرة
ملك تشيل يدها و تنام فوقه و هي تغلق نور الاباچورة : لا مش بعمل كده عشان اصالحك ولا حاجة ، انا بعمل كده عشان انت وحشتني اوي

و ب الفعل استسلم ماجد لها لانه اشتاق اليها كثيرا و لم يستطيع مقاومتها ، و بعد انتهاء تلك الليلة و بعد أن سطع النهار في جميع أركان منزل فريدة التي كانت تجلس مع ايمان في غرفتها و هم يتناولون مشرب الشاي ب حليب و البسكويت كانت ايمان تقول ل فريدة

ايمان : انا حاسة أن أنا في كابوس يا فريدة ، والله ما قادرة اصدق أن ده بيحصل بجد
فريدة : ما هو بصراحة زرزور اوي يعني و استعجل جدا في موضوع استقالته ده
ايمان ب استغراب : استقالة !! لا يا حبيبتي ده اترفد
فريدة ب ذهول : يا نهار ازرق !! اترفد ازاي ؟!
ايمان : عندي اوي يا فريدة ، مش بيعرف يسايس أموره مع حد خالص
فريدة : تضحك : اليط اوي انا عارفاه ، طب و هتعملوا ايه ؟!
ايمان : مفيش ، هنعمل ايه يعني انا البنك اللي كنت بشتغل فيه هناك نقلني على الفرع اللي هنا في القاهرة خلاص و هو لازم طبعا يدور على شغل .. "ايمان ترى على تسريحة فريدة ببرونة اطفال ل تمسكها و هي تنظر إلى فريدة و تسألها" .. ايه ده يا فريدة ؟!
فريدة بعد لحظات من الصمت : دي قصة ، قصة كده قصيرة هبقى احكيهالك بعدين
ايمان ب ابتسامة : دي قصة قصيرة !
فريدة تضحك : امممم
ايمان : و ماله
فريدة : هاتي بقى بقسماطه من جنبك كده
ايمان : ماشي خدي
فريدة : الصراحة هو مش اخويا يعني ، انتي صحبتي بس انتي انتي ليكي الجنة والله العظيم
ايمان : ما انتي المفروض كنتي قولتيلي الكلمتين دول بدري عن كده يعني مثلا قبل ما اتخطب له
فريدة : ما انا مكنتش قادرة اقولك ساعتها أنه رخم لاني كنت عايزة اخلص منه
ايمان : اديكي خلصتي يا روحي خلصتي و انا اللي اتدبست و رجعتلك انا و هو سوا اهو و هنقعد في ارابيزك شوية حلوين
فريدة : طب و بعدين ! هنعمل فيه ايه ده ؟!
ايمان : اخوكي ده برنس يا بنتي ، لازم الناس هي اللي تيجي تخبط على بابه كده و يقولوا له تحب تبقى المدير بتاعنا و هو يتعوج عليهم و يقول لهم لأ و كده يعني
فريدة : اه ما هو تنك كده طول عمره
ايمان : الحمد لله هنقول ايه يعني ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي