الأنتظار

كانت ساعات الإنتظار على حمزة شديدة بشكل رهيب ويخفق قلبه من التوتر والقلق ورد فعل لا يعلم فكيف يكون مسارها؟
ومتمني مقابلة خالة بكل صبر ،يريد أن يجتمع مع رفيقة قلبه التي طال إنتظارها لسنوات ، قد أخفي حبه لأعوام عنها يريدها في الحلال يارب ساعدني وألهمني الصبر، وحان الوقت الموعود.
ما أصعب الإنتظار لحدوث أمرًا فالوقت يمر كالسلحفاة وكأنه السيف بارد يقطع القلب بكل شعور بارد...
-بهدوء مختلط بقلق من رد فعلها وتعلثم كيف حالك يا خال؟ .
-ليرد عليها كالعادة الحمد لله في نعمة يا حمزة، اتقف هكذا كثيرًا!!!
دخل حمزة الصالون وجلس على المقعد ولم يكن متزن وقدمياه تخطب ببعض، دخلت والدة نورهان عليهم وتحدَّث زوجها إليها.
-بهدوء احضري الشائ و الغداء يا أم نورهان حمزة سيتناول الطعام رفقتنا اليوم .
-حاضر يا أبو نورهان حالًا سيكون جاهز وانصرفت إلى المطبخ.
- متشكر يا خال، ليس هناك داعي لذلك .
-بجدية ظهرت بصوته قُلت سنتأول الطعام برفقتنا ، ولم يتبقى الكثير على رجوع نورهان من الشغل هتلاقيها علي الطريق .
وعندما سمع حمزة ذلك وزادت ضربات قلبة سعادة وفرح؛ لإخباره بقدومها وتعلثم في حديثة وتملك الشجاعة ونطق بكل خوف وإرتباك .
- أنا هدخل في الموضوع علي طول، بطلب أيد نورهان تكون زوجتي وشريكة حياتي والله هتلاقي شخص بالدنيا يسعدها بعدك غيري ،ومستعد أنفذ كل طلباتكم بطلبها من ربنا مُنذ سنوات ومنتظر لحظة أكون جاهز ماديًا، والحمد لله أصبحت قد المسؤولية .
-بهدوء براحة يا حمزة، التقط أنفاسك أي حد يتمني يجوزك بنته.
-بسعادة اعتبرها موافقك، موافق يا خال بجد موافق يا خال.
-مُبتسم الرأي رأي العروسة، عن نفسي موافق عليك، لكن نشوف رائيها يمكن عندها حاجة تانية هذه حياتها وحقها القبول والرفض ، ما عندي طلبات، انا مربيك وأخلاقك ليس عليها غُبار.
-خلاص نستني نسألها عندما تعود.... حينها كان هناك صوت مفاتيح
-حضرت نورهان يا خال.
-مبتسم اهدي لما الاستعجال ، خليك عاقل هذا زواج يحتاج لتأني .
-أنا صابر وهادي يا خال اسألها .
نادي والد نورهان عليها يا حبيبة بابا موجود بالصالون تعالي هنا في موضوع في انتظارك .
تسير نورهان بإتجاة والدها ولم تعلم أنها تقترب من قدرها وكأن خطواتها تقطع جزء من ذلك الطريق الطويل حتى وقفت على باب الغرفة ورأيت حمزة وتتلاقي أنظارهم لتسرقهم من هذا العالم حتى قال أبيها : حمزة ابن عمتك موجود محتاج رأئيك في موضوع مهم .
-بإحراج من الموقف كيف حالك يا بابا، خير.
- الحمد لله يا قلب بابا، حمد لله علي سلامتك.
- سلمي علي حمزة ، ولا أقولك عريسك.
-زادها كسوفًا وإحراج ممَّا أحمرت خدودها، وطلبت الإذن.
- بضحك تعالي هنا الأول حمزة طلب تكوني زوجته وشريكته، رائيك؟
- بكل كسوف وتتعلثم ما تراه يا بابا وانصرفت لغرفتها من الفرحة وإحراج.
-بكل سرور وفرحة موافقه يا خال، هروح أجيب ماما وبابا ونطلبها رسمي ، عايز كتب كتاب وفرح وخطوبة مرة واحدة.
-بعدم تصديق قولتك اعقل، كيف كله مرة واحدة !!!!!!في عادات وتقاليد ما مجرد أكلة هتطبخ دي حياة أبدية هتكون بينكم وميثاق غليظ .
-بترجي يا خال أنا عارف كل ذلك وعلى يقين بهِ ، مستعد أقضي الباقي من عمري اللي جاي معها ، وعايزها تسافر مكان ما أكون تكون جنبي وشريكة دربي تشاركني كل خطوة وسندي .
- يا حمزة مقدر ذلك لكن هناك أصول وتجهيزات لا بد منها، ومراسم زواج .
-اعملوا التجهيزات والعفش على راحتكم ، ما عندي مانع نتجوز،أسافر مع مراتي وجهزوا الشقة على ذوقكم ، لتقطع حديثهم والدتها.
-انا عايزة افرح بنتي الوحيدة أول ما رأت عيني، ربنا رزقني بها بعد طول انتظار ،عايز تاخدها علي الساكت...
-مستعد أعمل فرح في أحسن قاعة فيك يا مصر، مفيش عندي أغلي منها، ربنا يشهد علي كلامي.
- لينطق أبيها مبدأيا موافق، كلم ماما وبابا وأنا هشوف نورهان.
- بابا وماما عارفين بالموضوع موافقين منتظرين موافقتكم.
-تمام، هرد عليك باليل بعد ما نشوف رأي العروسة.
-حاضر يا خال عن إذنك، ورايا كام مشوار ومنتظر الرد وهم بالمغاردة فقلبه يرقص ويطير من الفرح .
- لترد أم نورهان الغدا جاهز، ما هتمشي.
-بهدوء اعفيني المرة دي مستعجل والله.
-ينقذه من الموقف علي راحتك يا بني، ربنا يكتب إلا فيه الخير.
نورهان بغرفتها في قمة السعادة؛ بما سمعتة لتدخل عليها أمها لتقطع شرودها دخول أمها. .
-بضحك وغمزة من واخد عقلك؟ ، لسه على الباب أناديله.
-بعفوية تُجيب لا يا ماما، خليه مع بابا .
-مستفهمه معنى كلامك حمزة واخد عقلك، وموافقة.
-لترد عليها كسوفًا كلام اية يا ماما تقصدي.
-عايزك تسافري معه وكل حاجه تتعمل مرة واحدة.
-منكرة نبرة صوت مرتفعة كيف هذا؟ ، أنا بنت من حقي أفرح وكمان نتعارف على بعض يمكن ربنا ما يوفقنا مع بعض.
-بهدوء أبوك موافق على ذلك، لكن يا بنتي اية المانع اتجوزت أبوكِ على طول وكل إلا بيكون قبل ما يتقفل عليكم باب مختلف تمامًا.
-عايزة افرح يا ماما ويتعمل لي خطوبة وحفلة واقضي فترة تعارف ونقرب من بعض، الزمن غير الزمن.
- بصي يا بنتي الفرح ساعتين والكل هيروح لبيته وانتي إلا هتفضلي معه ويتقفل عليك بيت وهتعرفية كويس وقتها ،قبل الخطوبة أنتم بتفضلوا تجملوا في نفسكم لبعض ،اتجوزت أبوك بعد خطوبة أسبوعين كل ما حدث ولا حاجة جنب الحياة بعد الزواج وتشاركوا بعض من وقتها.
- عارفه يا ماما لكن محتاجه أفرح مثل البنات.
-يا حبيبة ماما مين قالك الفرحة بالهيصة؟ المهم قلبك مرتاح ليه ، متأكدة أنك متقبله الموضوع والشخصية والمواصفات مناسبة وفي تقارب.
-لترد بكسوف نعم يا ماما.
-بسعادة من رد بنتها ربنا يكمل فرحتك علي خير يا نور عيوني ويسعدك ربنا ويكون نعم الزوج في الدنيا والأخرة،غادرت لتخبر زوجها بقررها.
ما زالت نور تتذكر نظرات عيون عمر عليها لا تفارقها مهما نطق لا تعبر الكلمات عمًا تحدثها لغة العيون، شعرت به عندما رأي دمعتها انشق قلبه لرؤيتها يتمني أن تنكسر القيود؛ ليأخذها في حضنة انهي المحاضرة فلم يقدر علي الاكمال ومحبوبتة غير قادر على البوح لها .
-تسعف نور صديقتها قائلة : يا نور هيا نرى جدول الإمتحانات و مضى غادروا ولكن روح نور ليست معها...
أدعي الخير ولستُ بخير.
- بقولك يا عمر اتفقت بعد شهر فرحي.
-يرد عمر علي صديقة ربنا يكملك علي خير.
-بسعادة عقبال ما نفرح بيك يارب.
-بحزن انسي ،شوفتها انهارده وكان نفسي أكلمها واقولها وحشني كلام كتير كنت مستعد أقوله لكن لما شوفتها معرفش ايه جرالي.. .
- ليه يا عمر ظلمت نفسك، يمكن ظلمتها بظنك فيها كنت أعطى لنفسك وليها فرصة يكفي وجودها معاك كان باين عليك مرتاح رغم ما قولت لمن كنت مرتاح جدًا ومبسوط بشكل كبير .
-نور ضاعت يا أسامة من ايدي بقولك كلامها أخر مرة كانت مجبورة وشوية الاقيها خايفه عليّ أوي أحسها قريبه مني كأنها أمي واختي ونفس الوقت بعيدة زي النجمة في السماء ، رغم كدا كانت قمر في عيوني غير كل البنات كان نفسي أضمها وأعرفها مدى حبي.
-الحب نعمة يا عمر يمكن حبك كان ما مناسب عسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم.
- ونعم بالله، ياله اتأخرت ومضي كل منهما علي منزلة، لكن عمر أصبح مشرد كانت نور منزله، لكن إلى متى يبقى مشرد؟
سمع أسامة رنة هاتفه وكانت إيمان المتصل قلبي بيرن لحقت أوحشك .
-لترد بكسوف بطل كلامك دي، بابا عازمك علي العشاء عندنا.
-بضحك عمري ما أبطل دي قلبي ملهوف عليكي يا ننننن عيوني.
-لتهرب من حديثه كسوفًا اقفل ماما يتنادي.
-يفهم خجلها انقذتك من أيدك لكن صبرك.
مضى اليوم بسلام ولكن يبقى العريس المنتظر هاج قلبه شوقًا لمعرفة الجواب.
-يرن فون حمزة :الووووووو كيف حالك يا خال.
- الحمد لله يا ابني، شوف انتم هتاجوا امتة وبلغني.
-ليرد بالفرحة غمرت قلبه غدا بعد المغرب يا خال عندك مانع؟
-بإستغراب بسرعة كدا، ليه العاجلة.
-ضحكًا خير البر عاجلة يا خال.
-مستسلمًا حاضر، ابقي سلمي علي بابا وماما هنكون في إنتظاركم.
-بسعادة الله يسلمك ،يوصل ياخال وبيسلموا عليك .
وانتهت المكالمة وبدأت ام نورهان في تجهز بعض الأمور في الشقه وكذلك نورهان وانتهي اليوم بسعادة الطرفين ،على العكس حان الليل بأوجاعه وحسرته على ما حدث كأن نور مُغيبة ولكن ملامح عمر اليوم لم تفارق خيالها محفورة وتتذكر لحظاتهم قبل الطلاق ...........
لكن هناك سؤال ماذا يكون مسار نور وعمر وهل انتهت لعبة القدر بيهم؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي