الأم العزباء الفصل الواحد و العشرون

و بعدما أغلقت معها بعثت إليها اللوكيشن ل تسمع صوت طارق من الخارج و هو ينادي عليها

طارق : فريدة
فريدة تخرج له : نعم يا طارق

و فجأة تقف مصدومة أمام أخيها و زوجته و مندوب التوصيل التي جلب إليها جميع الاغراض التي طلبتها ل نسمة ل يقول لها طارق

طارق : ايه ده يا فريدة ؟!

فريدة لم تجيب على سؤاله و تقترب من المندوب ل تمضي على قسيمة الاستلام و بعد ذهابه وقفت أمام طارق و ايمان و هي تقول لهم ب خوف

فريدة : هو انا كنت لسه خارجة عشان اقولكم
ايمان : تقوليلنا ايه ؟!
فريدة : تعالوا نقعد الاول تعالوا بس
طارق يذهب خلفها : فيه ايه يا فريدة ؟!

بعدما جلسوا نظرت إليهم فريدة ب ابتسامة تحاول بها طرد خوفها و هي تقول لهم

فريدة : انا من اول ما انتوا رجعتوا من السفر كنت عايزة اقولكم أن أنا ابتديت إجراءات كفالة طفل من دار ايتام
ايمان : أما فكرة حلوة ب شكل ، على فكرة أنا اعرف ناس كتير اوي عاملين الموضوع ده ، عارف يا طارق دول بيتكفلوا ب كل حاجتهم و يخرجوهم والله ده ثوابه كبير اوي عند ربنا يا فريدة
فريدة : بس مش هو ده بالظبط اللي انا عايزة اعمله ، فيه حاجة اسمها احتضان انك تحتضن طفل و تجيبه يعيش معاك في نفس البيت
طارق ب انزعاج : يعيش معاكي فين ؟!
ايمان توجه كلامها إلى أبنائها : ادخلوا جوا يا ولاد
يونس : ليه يعني يا مامي ؟!
ايمان ب انفعال : قولت ادخلوا جوا انا مش هفضل اعيد في الكلام كتير ياللا
طارق مكرر سؤاله : يعيش معاكي فين يا فريدة ؟!
فريدة ب هدوء : هنا يا طارق
ايمان : ايه يا فريدة الكلام ده ؟!
فريدة : ايه يا ايمان ؟! انا عايشة لوحدي و محتاجة يبقى عندي طفل
طارق : محتاجة ايه و كلام فارغ ايه ؟! لا طبعا الكلام ده مش هيحصل
فريدة : لا ما هو انا ابتديت في الإجراءات خلاص و المشرفة جاية دلوقتي عشان تشوف البيت
طارق : انا كنت فين بقى ؟ مت ولا ايه بالظبط ؟!
فريدة : لا كنت مسافر ، و اديني بقولك اهو يا طارق
طارق : والله كتر خيرك ، كويس برضه أن انتي مستنتيش لغاية ما تدخلي عليا ب بيبي في ايدك
ايمان : انا مش فاهمة انتي جيبتي منين اصلا الفكرة دي ؟! هو انتي عارفة الاول العيال دول بييجوا منين ولا ازاي ؟! مش خايفة على نفسك يعني ؟!
فريدة : اخاف على نفسي من ايه ؟! من طفل ؟!
ايمان : بلاش يا فريدة ، طب مش خايفة من كلام الناس ؟!
طارق : سؤال ، انتي هتصرفي عليه ازاي ؟! ولا ناوية تخلصي عليه ميراث ابوكي ؟!
فريدة : بالنسبة ل كلام الناس يا ايمان ف انا مش بيفرقلي كلام الناس خالص لأن انا عايشة لوحدي بقالي سنين طويلة و عارفة انا بعمل ايه كويس ، و بالنسبة للمصاريف ف انا اه اقدر اصرف عليه لأن انا مرتبي كويس و اقدر اتكفل ب طفل ، و ميراث ابويا انا حرة فيه يا طارق إن شا الله حتى اعمله مراكب في البانيو
طارق : بصي يا فريدة ، انا عارف دماغك و عندك كويس اوي .. انت اخوكي الكبير و بقولك أن الموضوع ده مرفوض تماما و انا هعمل نفسي كأني مسمعتش حاجة خالص من الهبل اللي انتي قولتيه ده
فريدة بعد ذهاب أخيها : و انتي يا ايمان ، هتفضل تهري و تنكوتي كتير لوحدك كده ، ما تقومي تروحي ورا جوزك عشان تهديه أو أهري معاه

نهضت ايمان ب غيظ و دخلت خلف زوجها ل يرن جرس باب المنزل ف تتحدث فريدة مع نفسها و هي تقول .. "طبعا طبعا طبعا ده انا هشوف ايام جميلة" .. ثم تنهض فريدة حتى تفتح الباب و تجد أمامها الموظفة

فريدة : اهلا يا فندم اتفضلي
الموظفة : اهلا بيكي يا دكتورة فريدة ، صباح الخير
فريدة : صباح النور ، اتفضلي .. معلش متأسفة على المركبة دي
الموظفة : لا لا لا بسم الله ما شاء الله شكلك بتستعدي بجد
فريدة : حضرتك تشربي ايه ؟
الموظفة : لا شكرا والله
فريدة : لا لازم والله تشري اي حاجة ، شاي قهوة نسكافيه ماية
الموظفة : اه ممكن ماية ساقعة
فريدة : حاضر حالا

و بعد دخول فريدة تبدأ الموظفة في النظر إلى جميع أرجاء المنزل ب تمعن حتى تأتي فريدة من خلفها ب المياه و هي تقول لها

فريدة : اتفضلي ارتاحي
الموظفة تجلس : شكرا يا حبيبتي .. "تشرب قليلا من المياه ثم تخرج ملف و قلم من حقيبتها" .. طيب قوليلي بقى الشقة هنا كام اوضة و كام حمام ؟
فريدة : 3 اوض و حمامين
الموظفة : ما شاء الله ، هنبقى نشوفهم في الاخر .. اه صحيح انتي ليه غيرتي رأيك ب النسبة ل نسمة و اشمعنى اختارتي سليم يعني ؟
فريدة ب ابتسامة : هو الحقيقة سليم هو اللي اختارني مش انا اللي اختارته ، و بعدين فرصة أن حد يتكفل ب سليم أقل ب كتير اوي من نسمة ، بس نسمة دي حبيبتي و هفضل مخلية بالي عليها و اراعيها لحد ما اتوفى
الموظفة : تمام ، و مين هيقعد بيه و انتي في الشغل ؟
فريدة : فاطمة ، دي بنت متربية معانا في البيت هنا و بتساعدنا في شغل البيت .. دي عندها اطفال و انا بثق فيها جدا جدا
الموظفة : تمام ، طيب عيلتك بقى و قرايبك حد فيهم عرف ؟
فريدة : هو طارق اخويا .. "طارق يخرج فجأة" .. طارق الأستاذة المسؤولة عن إنهاء ورق الكفالة
طارق ب وجه عابس : اهلا و سهلا ، طارق اخويا لسه راجع اجازة من دبي
طارق : هي الحقيقة مش اجازة هو رجوع نهائي
الموظفة : اممم يعني حضرتك مقيم هنا ؟
طارق : اه بالظبط كده و كمان معايا مراتي و اولادي
الموظفة تغلق الملف : امممم يا دكتورة الكدب من اولها أمر غير مبشر ب الخير اطلاقا
فريدة : لا هو ...
طارق يقاطع حديثها : بالظبط كده و ياريت كمان حضرتك تلغي الموضوع من اساسه لانه مش مناسب لينا خالص الحقيقة
فريدة ب انفعال و لوم : ليه يا طارق بتقول كده. ؟! ليه بتقول كده ؟!
طارق ب برود : انا قولت اللي عندي
الموظفة : دكتورة فريدة ، انا همشي
فريدة بتوسل : يا فندم هو بيعمل كده عشان يعند معايا بس لكن صدقيني بعد كده انا هحل الموضوع ده صدقيني
الموظفة : حضرتك لما تحليه ابقي كلميني
فريدة تعترض طريقها : والله انا هحل الموضوع ارجوكي
الموظفة : لو سمحتي انا محتاجة أخرج ، يا دكتورة انا مفهمة حضرتك من الاول أن موافقة أهل البيت دي من الأساسيات و حضرتك قولتيلي أن مفيش مشكلة
فريدة : أيوة والله ما هو مجرد سوء تفاهم بس و حصل
الموظفة : لا ده اخوكي رافض المبدأ من أصله
فريدة : يا فندم انا وعدت سليم
الموظفة : حضرتك غلطانة

ل تتركها الموظفة و تذهب و تجلس فريدة على درج المبنى و هي تحتضن نفسها ب حزن و الدموع تنهمر من عيناها ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي