الفصل الثالث و العشرون

صدح رنين هاتفها بقوة للمرة الخامسة ,وهي نظرت له لا تعرف ما تفعله حقًا فتنهدت بحنق شديد ولم ترد ..ووجدت رسالة تصل لها في هذه اللحظة من أحمد يقول فيها :-
"سارة أعرف أن ما حدث لك بسببي مؤلم لكن هذا ليس مبرر لتتجاهلي اتصالاتي ...أرجوكِ أنا خارج الفيلا انتظرك بسيارتي ..أريد التحدث معكِ هل ستتجاهلين هذا أيضاً؟.."
تنهدت سارة بعصبية لماذا فقط لا يتفهم أحمد ظروفها الآن فسليم قال لها أن تبتعد عن أحمد وهي لا تريد تعقيد أمورها مع سليم مجددًا ..صحيح إن الإشاعات قد توقفت تماماً لكنها لا تريد المزيد وتريد التوقف عند هذا الحد ..لكن ماذا ستفعل معه؟.. فعلاقتها بأحمد لن تكون سهلة لأن العام الدراسي اقترب ,وستراه كثيراً سواء برغبتها أو رغمًا عنها فهل عليها التصرف معه كشخص غريب ؟.. يا ألهي هذا أمر مزعج جدًا وعليها حسم الأمر معه فهي لن تخسر سليم لأجله ,وحتى الدورة التدريبية التي بدأت بها لم تعد تحضرها بل لم تعد ترغب أن تشغل أمرها بأمر العمل ..فارتدت ملابسها علي عجلة ,وخرجت من الفيلا وهي تشعر بالتوتر كشخص يرتكب جريمة ، ووجدت أحمد يقف عن قرب من الفيلا فاغتاظت أنه لا يخفي نفسه علي الأقل صحيح هو لا يرتكب جريمة لكن الظروف والمجتمع جرموهم رغمًا عنهم وجعلوا علاقتهم البريئة إثم وخيانة بينة لسليم لماذا فقط لا يتركوهم لحالهم ؟ وعندما ركبت سيارته هي تتلفت حولها كاللصوص نظر إليها البواب ,وهي تفعل فشعرت بالخوف يا ألهي ماذا إن عرف سليم بالأمر سيظن أنها خالفت أوامره فوجدت أحمد ينظر لها قائلاً :-
"يبدو أنك قررت قطع صلتك بى تماماً ؟؟.."
تنهدت بحرج وقالت له :-
"أحمد لا تسيء فهمي أرجوك لكن ..."
"الكلام لن ينفع هنا "
قالها ,وأدار السيارة ,ولم تستطع سارة قول شيء ,وفي أحد المطاعم البعيدة عن الأماكن التي اعتادوا الذهاب إليها توقف وقال :-
"هنا بالتأكيد لن نجد من يعرفنا ثم لا تقلقي بعد ما فعله سليم مع الصحافيون لن يجرؤ أحدهم بذكرك مجدداً "
تنهدت بحرج وقالت لأحمد :-
"لقد كان الأمر مزعج بشدة ..لكنه انتهي بسلام لا تعرف كم كنت خائفة ...لكن بسبب هذا توطدت علاقتي بسليم و.. تفهم طبعاً أنني لم أعد أريد الانفصال ..فأنا ..أحب سليم يا أحمد "
بلع أحمد ريقه بحزن فهذا ما كان يخاف منه ..سليم مجدداً ينجح بالفوز بالفتاة ..لماذا كل امرأة تعجبه ينتهي أمرها حبيبة لسليم ؟؟.. عليه الاستسلام لقد انتهي الأمر ويجب أن يتمني لها السعادة ..علي الأقل سارة لم تخدعه بحب زائف كجيجي ,وليست ماكرة ولعينه مثلها أيضاً فقال لها بحزن رأته هي ولمسته بملامحه :-
"ماذا عنه ؟؟..هل يحبك ؟؟.."
ابتسمت قائلة عند ذكره :-
"نعم يحبني أنا متأكدة من ذلك ...أنا لم أتوقع أبداً أن سليم البارد يمكنه أن يكون محب ورائع بهذا الشكل .."
هل تتحدث عن أخيه البارد الذي لم تفرق معه المشاعر يوماً ؟؟..لا يصدق حتى يري بنفسه فقال لها :-
"أنا توقعت تقاعسك عن أمر الشركة لكن بما أني لم أكن متأكد ظللت أؤجل موعدي مع شريف البدوي ...لكن الآن سألغي الموعد طبعاً "
شعرت باذنب فقالت له بخجل :-
"أنا آسفة يا أحمد فأنا اعتبرتك كأخ لي أنا أيضاً لكن لا أعرف ما يجري بينك وبين سليم ...العلاقة بينكم متوترة ,وهو لا يريدني أن أراك مجدداً ..أكره أن أكون طرف بينكم في صراع ما ..لكن ما العمل الظروف تجبرني علي الابتعاد "
ابتسم مرغماً ,وهو يعلن عن استسلامه قائلاً :-
"دعينا إذاً نتناول الغداء معاً للمرة الأخيرة "
"وهل يمكنني الرفض ؟؟.."
قالتها مبتسمة لتفهم أحمد لها ..
*************
عندما عادت وجدت سليم يتصل بها فردت بشوق وهي سعيدة لاتصاله بها فقال لها :-
"هل افتقدتني ؟؟.. "
ابتسمت بسعادة قائلة بدلال:-
"كلا لم أفعل لقد سافرت بالأمس فقط "
قال لها بحنق :-
"إذن لأبقي أسبوع كي أعرف أن كنت ستفتقدينني أم لا "
قالت بسرعة :-
"كلا لقد افتقدتك ....تعالي بسرعة ,ولا تتأخر "
فضحك قائلاً :-
"سأعود غداً بعد العصر انتظريني ..وارتدي شيء جميل "
قالت لتشاكسه :-
"كل ما ارتدي جميل ...لماذا سأرتدي لك شيء مخصوص "
"لأنني زوجك طبعاً ...لذا كوني مطيعة "
ضحكت قائلة :-
"حسنا ً يا ..."سى السيد ""
ضحك لكلامها وانهي المكالمة وهو يمني نفسه بليلة حب أخرى معها قبل أن يصارحها بكل شيء ..
وهي عانقت الهاتف بسعادة شديدة وهي تحلم بسماعة يقول لها أحبك ..
***********
"أنا لا أفهم يا جيجي ما الأمر الملح الذي جعلك تصممين علي لقائي عند عودتي ....قبل حتى أن أذهب للفيلا "
فلقد اتصلت به جيجي ,وهو بطريق العودة وصممت علي لقائه وهو لا يريد تضييع الوقت فهو يود العودة سريعاً للمنزل ,ولأول مرة بحياته فهناك من تنتظره فقالت جيجي له بحسم :-
"كان يجب أن أراك فما عرفته خطير ,ولا يحتمل التأجيل "
نظر لها باهتمام وقال :-
"وما الذي عرفته ؟؟.."
قالت وهي تري أنها قد أثارت اهتمامه :-
"شريف البدوي ..."
كان الاسم كفيل بأن يجعل سليم ينتبه لما تقول تماماً فذلك الشخص بينهم صراعات كثيرة ,وكبيرة وكان من الأشخاص اللذين شك بهم في موضوع الإشاعات المغرضة الخاصة بسارة فقال لها :-
"ما به هذا الرجل ؟؟.."
فقالت له ببطيء مثير كي تزيد شوقه للمعرفة فهي وقعت علي كنز :-
"زوجتك المصون ,وأحمد أخيك قرروا التحالف مع هذا الرجل ضدك لأبعادك عن رئاسة مجلس الإدارة "
نهض سليم بغضب وقال لها بغضب :-
"مستحيل أنتِ كاذبه أنا لا أصدقك "
بل هي صادقة تماماً فمنذ أن رأت أسم ذلك الرجل بهاتف أحمد ,وهي لم تهمد ,وقامت برشوة سكرتيرته لتعرف ما علاقة أحمد بذلك الرجل الذي يكون عدو لأخيه ,وقد أتعبتها تلك المرأة كثيراً قبل أن تقبل الرشوة ,وتخبرها بلقاء أحمد له ,والموعد الذي تم تحديده لكي يلتقي به وبسارة وما أن عرفت هذا وهي لا تستطيع الانتظار لأخبار سليم هكذا ستضمن أن سليم سيتخلص من تلك المنافقة تماماً ..لذا لم تنتظر حتى يعود لمنزله فقالت له عندما نهض وكذبها :-
"أنا أيضاً لم أصدق ..فسكرتيرتي صديقة لسكرتيرة شريف العدوى وقد رأت أحمد هناك فأخبرتني لذا طلبت منها استدراج صديقتها لتعرف أسباب الزيارة فعرفت أن زوجتك قد أخذت موعد معه للاتفاق معه ضدك "
كشر سليم عن أنيابه ,وقال لجيجي بغضب شديد وبشراسة :-
"هذا الكلام غير صحيح ..ولا يمكنني تصديقه مطلقاً فسارة لن تفعل هذا بى "
قالت جيجي غاضبة لثقته الشديدة بتلك المرأة وقالت :-
"أنت حر لتصدق أم لا ...لكن أن كان كلامي لا يعجبك أسأل زوجتك أو أسأل شريف نفسه ..أنا لا أكذب يا سليم ..أنا كل ما يهمني هو مصلحتك ...فأنا أحبك بينما هي تستغلك ,وليس أكثر وبالأمس كانت مع أحمد طيلة اليوم ,و كأن أمر الإشاعات لم يعد يعنيها "
مستحيل سارة تخدعه ؟؟..تلك الملاك الطاهر البريء تحاك مؤامرة من خلف ظهره لا يمكنه التصديق كلا لن يصدق ...لكن الشيطان قد دخل لرأسه ولا يمكنه أن يزيله إلا بعد أن يتأكد فنهض تاركاً جيجي دون أن يقول كلمه بينما هي ابتسمت بخبث ,وهي تجلس بأريحيه لحسن الحظ أن الشخص الذي كانت ترسله خلف سارة لم يتوقف عن المراقبة مما جعلها تري ذلك اللقاء السار الذي أتي بثماره بين سارة ,وبين أحمد بالأمس ...
************
كانت سارة تنتظر سليم علي أحر من الجمر ,وقد تأخر كثيراً كم هي متحمسة للقائه ,وكم تفتقده لقد ارتدت فستان رائع تتمني أن يعجبه وقد تزينت وقامت بالطقوس التي تتبعها المرأة عند لقاء زوجها بعد غياب أه لقد أصبحت حقاً زوجة لرجل رائع يجعل مشاعرها تتفتت لمجرد الاقتراب منها ...
وفي هذه اللحظة وصل سليم الفيلا ,وقد عرف بع سؤال البواب إن كانت قد خرجت بالأمس فرد عليه أنها حقاً خرجت مع سليم ..يا ألهي هل يمكن أن تكون خدعته حقاً بعد أن سلم لها مقاليد قلبه وهدم حصونه العالية من أجلها !!.. فهو لم يصب بالضعف سوي بعد أن التقي بها رآها تقف هناك بجوار حمام السباحة ترتدي فستان بلون الكريم ....لون البراءة الذي لم يعد يليق بها ..
رأته سارة ,وخفقات قلبها هدرت بعنف هل تركض وترمي نفسها بين ذراعيه كأي زوجة محبة ؟؟.. كلا لا يجب أن تكون بهذه السهولة معه
فاقتربت منه ببطيء وقالت مبتسمة :-
"حمداً لله علي سلامتك "
فنظر لها وكانت ملامحه باردة وقاسية بطريقة لم تفهمها وقال لها بقسوة غير مبررة :-
"هل قابلت أحمد بالأمس ؟؟.."
كان هناك سؤال أخر يقف علي طرف شفتيه لكنه لم يجرؤ علي سؤاله فهو سليم الحسيني من يتقصي الأخبار بطرق ملتوية ليحصل علي ما يريده فكيف يكشف نفسه أمام هذه المرأة التي خدعته ببراءة مزيفة بينما سارة ظهر عليها التوتر اللعنة أنه ذلك البواب اللعين فقالت بتوتر :-
"أنا ...لقد أتي أحمد إلي هنا للقائي ..و..لقد خجلت منه و...
لكني أخبرته أنني لن أراه مجدداً لأن هذا يضايقك و..."
فقال بغضب وهو يشعر بقهر لا يمكنها تصوره :-
"إنسانه مستهترة ...بعد كل ما حدث في الفترة السابقة ,ومعاناتي أنا ووالدي لقمع الأخبار الشائنة بشأنك أنتِ وهو تلتقين به بسهولة وكأن شيئاً لم يكن "
كانت مهاجمته شرسة لها فدمعت عيناها وقالت لتدافع عن نفسها :-
"أنت تعرف أن أحمد لم يفعل شيء خاطئ .. وكذلك أنا ,وأنا أعتبره صديق وفي و..."
صاح بها قائلاً :-
"أي صداقة تتحدثين عنها ؟؟..هل تعين لما تقولين ؟؟..لقد حذرتك للابتعاد عنه لكن أنتِ... لقد خيبتي أملي بكِ "
نظرت له بأسف ,وقالت كي تهدئه :-
"سليم أنا آسفة لم أتوقع أن يزعجك الأمر بهذا الشكل ,وأعدك لن أفعل ما يضايقك مجدداً "
كانت الخيبة مرتسمة بقوة علي وجه سليم ,والغضب يحاول قمعه بشده فقال لها :-
"فات الأوان يا سارة ..لم يعد بإمكاني الثقة بكِ "
ثم تركها وذهب لغرفته ,وهو يحترق بالنيران ,ويكتم ما يدور بخلده بقوة فيجب أن يتأكد قبل أن يحاكمها ,وستكون محاكمة قاسية ,وبشدة فأغلق باب غرفته تاركاً إياها لا تصدق كم غضبه بسبب هذا الشيء البسيط
فوقفت هي بعد ذهابه لا تصدق ما حدث للتو ..كلا مستحيل لن تترك هذا الأمر البسيط يقف حائل بينهم ..نعم هي مخطأة لكن لم تتوقع أن يعرف سليم أو أن يغضب بهذا الشكل ..هل تتركه ليهدأ ,وتتحدث إليه فيما بعد بهدوء وعقلانية ..أم تذهب الآن قبل أن يتفاقم الأمر ..لم يأخذ منها هذا كثير من الوقت لتقرر لأنها أن لم تتصالح معه الآن لن تستطيع للنوم سبيلا فاتجهت لغرفته تطرق بابه المغلق قائلة :-
"سليم يجب أن تسمعني أقسم لك أنني كنت أتجاهل اتصالاته ,وكنت فعلا قطعت صلتي به لكن عندما جاء للقائي لم أستطع صرفه دون أن أشرح له أسبابي عن عدم لقائنا مجدداً "
فقال سليم من خلف الباب بغضب :-
"أذهبي الآن ..لا أريد التحدث معك ,ولا رؤيتك "
لكنها قالت له بإصرار :-
"سليم أرجوك "
فقال بغضب هادر عندما لم تستمع له :-
"قلت أذهبي الآن "
شعرت سارة بالحرج ,و الإهانة لصياحه بها بهذا الشكل فركضت علي غرفتها وهي تبكي بشدة ....
وهو كان يتمزق بالداخل ..فلا يمكنه التصديق أن سارة هكذا لا يمكن أن تكون بهذا الشكل فهو لم يثق بأحد بحياته ,وهي اكتسبت تلك الثقة بلحظة واحدة دون مجهود يذكر من قبلها .. ماذا أن كان ما يحدث خدعة محكمة للتفريق بينه ,وبينها من جيجي ..هل سيترك وقتها سارة تضيع منه بسبب خدعة أمسك هاتفة ,ورأسه يشتعل وأتصل بأحدهم وقال :-
"أسمعني جيداً أريد منك أن تبحث لي عن أمر مهم من مكتب شريف العدوى ...صورة من دفتر مواعيده للشهر المنصرم ..لا تسأل عن السبب فقط نفذ "
وتنفس بحنق شديد فلو كانت جيجي هي من ذارت شريف ودبرت تلك الخدعة معه سيدفعها الثمن غالي ...لكن لو كانت سارة حقاً من كانت تتلاعب به .. إذن سيرمي بها بعيداً عن حياته دون ذرة ندم ,والآن ولو لمجرد الليلة سيصدق سارة ,ويرضي قلبه العذري الذي يذوب عشقاً بها
خفق قلبه بجنون لمجرد الفكرة ...
وهي كانت تبكي بجنون بغرفتها وهي تفكر بألم :-
"لقد رفض أن يفتح لي باب غرفته ورفض سماعي ...لماذا يا سليم تتركني أتعذب بهذا الشكل ...هل سأفقده بسبب هذا الأمر أم سيكون شجار عادي بين محبين .."
هذا أن كان يحبها ,ولا تخدع نفسها بهذا أخذت تبكي بشدة فهي لا تريد أن تفقده يا ألهي إنها تحبه كثيراً بل تعشقه ...وفجأة سمعت طرق علي باب غرفتها فمسحت دموعها بألم فلا يمكنها أن تترك الخدم يرونها بتلك الحالة
وفتحت الباب ورغم مسحها لعينيها جيداً كان الكحل يلطخ جفونها ووجدت سليم أمامها يقف علي باب غرفتها ونفس اللوعة والشوق مرسوم بعيناه وقال لها بصوت تغلبه الانفعالات :-
"سارة سوف أسألك سؤال واحد وأريد إجابة واضحة وصريحة "
قالت ودموعها تعود للظهور من السعادة لرؤيته لم يستطع البعاد عنها وتركها حزينة :-
"أسأل ما تريد فأنا لن أكذبك القول أبداً "
"هل تعدين بأن تستمعي لكلامي أنا دوماً ولا تثقين سوي بى ؟؟.."
هزت رأسها بلا تفكير قائلة :-
"أنا حقاً أثق بك يا سليم ..وأريدك أن تثق بى أنت أيضاً "
كم يود تصديقها فقال بلهفة وشوق :-
"لقد قررت أن أثق بكي بهذه اللحظة "
فقالت سارة بتردد :-
"إذن سأسألك سؤال بالمقابل ..سليم هل ...تحبني ؟؟.."
كان يجب أن تعرف أنها تشعر بالخوف ,وعدم الاستقرار وتريد أن تعرف هل ستقضي الباقي من حياتها وإياه أو ستكون مجرد محطة بحياته سيغادرها ما أن يصل لمحطته القادمة .. وأن كان كذلك يجب أن تجعله يبتعد عن جيجي فتلك المرأة تجعلها تشعر بالقهر حقاً من الحقوق التي تعتبر أنها تمتلكها تجاه سليم فنظر سليم لها ,ولم يستطع أن يرد إلا بإجابة واحدة شدها بين ذراعية بقوة يعتصرها بين ذراعية بلهفة ,وعشق يقاومه دون نجاح يستحق الذكر فأمسكت به سارة بقوة مماثلة وهي تقول :-
"أحبك يا سليم ...أحبك كثيراً "
ووقتها لم يعد هناك مجال للكلام فمشاعره سيطرت عليه وبقوة ولم يعد يعي ما يفعله ...فألقي بحذره ,وتعقله جانباً ومال برأسه ليعانقها بقوة وعنف فبقدر حبه لها الآن يتألم ,ويخاف من معرفة الحقيقة أن كانت علي عكس ما يريد ..وشدها لداخل الغرفة ,وأغلق الباب ,وبدأ يجردها من ملابسها بعنف أدي لتمزق الفستان الرائع الذي أشترته لهذه المناسبة بثمن لا يمكن تخيله لكنها لم تأبه لهذا صحيح عنف سليم أخافها قليلاً لكن هذا لا يهم فهي تريده وتشتاق إليه ...لكن هو لم يكن يهتم لكل هذا فمشاعره غلبت عليه والرقة التي عاملها بها في أول مرة لهم معاً لم تعد موجودة فألقاها علي الفراش ثم نظر لها وهي تلهث ممسكة بالفستان الممزق لتستر نفسها ويبدو عليها قليل من التوتر ,والخجل فخلع سترته بعصبية وتبعها بفتح أزرار قميصه و.....
فجأة سمع كلاهم الباب يُطرق فصاح سليم بغضب :-
"من يطرق الباب ؟؟.."
فسمع كلاهم صوت الخادمة تقول بهدوء :-
"أنا آسفة يا سيد سليم لكن الباشا عندما علم بوصولك يريدك بمكتبه الآن "
فتنفس سليم بعصبية بينما لملمت سارة فستانها الممزق بخجل وسمعته يقول لمن علي الباب:-
"حسناً أخبريه أنني قادم حالاً "
ثم نظر لسارة المنكمشة علي نفسها ولاحظ احمرار ذراعيها ووجهها نتيجة لعنفه فشكر ربه أنه لم يكمل معها فلقد كان سيؤذيها فعلاً فمد يده وملس علي وجهها بحنان ,وقبلها علي جبينها ,وهو يشعر بالذنب فهو رغم عنفه الشديد معها ,وكأنها من بنات الهوى لم تقاومه أو تمانع فقال لها برفق :-
"دعينا نكمل حورانا غداً "
ثم ارتدي قميصه وسترته وخرج من غرفتها فأخذت سارة تتنفس أنفاسها التي كتمتها طويلاً ,وهى تنهض ناظرة لنفسها بالمرآة لا تصدق ما حدث للتو ..يا ألهي كم كان قاسي بحبه لها الآن هل يعقل أنه أشتاق لها حد الألم ؟؟..فابتسمت سارة رغم أن ما حدث قد أخافها كثيراً قائلة لنفسها :-
"ربما فيما بعد قد أستمتع معه بالعنف ...لكن بالتأكيد ليس الآن لحسن الحظ أن خالي قد قاطعنا فلأول مرة أري سليم فاقد السيطرة علي نفسه وتصرفاته بهذا الشكل .."
ونظرت للعلامات التي تركها بجسدها بألم , وهي تبتسم بهيام ...
*************
جلس شريف العدوى بمكتبه في التاسعة صباحاً في اليوم التالي بهدوء عندما سمع سكرتيرته تصيح بالخارج لكن قبل أن ينهض من مكانه وجد سليم يقتحم مكتبه بعنف فنظر له قائلاً بغضب :-
"ما الأمر يا ابن الحسيني ..كيف تقتحم مكتبي بهذه الطريقة ؟؟..."
فدخلت السكرتيرة خلفه تقول بتوتر :-
"لقد حاولت منعه يا سيدي و..."
فأشار لها أن ترحل ,وقال سليم له بكل ببرود ثلجي :-
"ما الذي تريده بالضبط من زوجتي يا شريف يا عدوى ؟؟.."
عقد شريف العدوى حاجبيه بقوة ,وفهم لماذا تم إلغاء الموعد ...فيبدو أن سليم أكتشف ما تسعي له زوجته فقال له ليستفزه :-
"أن سعي زوجتك لإدارة الشركة لم يكن فكرتي فهي من سعت لي ,ولم أسعى أنا لها ...وكن علي ثقة أنني سوف أساعدها "
فقال سليم وهو يكتم غضبه الذي يوشك علي الانفجار منذ أن رأي بنفسه أسم سارة يزين جدول أعمال ذلك الحقير :-
"وهل تعتقد أنني سأقف بوضع المتفرج ؟؟..أفيق لنفسك فزوجتي المصون قد وقعت لي توكيل عام رسمي بأملاكها "
قال شريف العدوى وهو يبتسم :-
"ليس هذا ما سمعته من أخيك "
ابتسم سليم قائلاً له :-
"إذن يسعدني أن أخبرك أنك تسعي إلي لا شيء ,وأحذرك للمرة الأخيرة أبقي بعيداً عن طريقي "
ثم خرج من مكتبه ,وهو يكاد يشتعل من الغضب ,ومن الخيبة فلقد ظل طيلة الليل يتمني أن يكون واهم وأن تكون سارة بريئة حقاً لكن انتهي الأمر فتلك اللعينة كانت كالحية تتلون بألف لون فقط لتحصل علي ما تريد كيف وقع كالغر الساذج في حبائلها ؟.. أنه يتقطع من الداخل بشكل لا يتخيله عقل لكن كل شيء سينتهي غداً تماماً فمن يضحك أخيراً يضحك كثيراً .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي