الفصل الخامس عشر الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الخامس عشر
ضد اللمس الجزء الثاني

لم يكن بالسهل ابدا فهنا الامر قد حسم و لا رجعه به فمؤمن قام بالشهاده لصالح سائر و البواب ايضا بعدما اعطه له مبلغ ما

كان مؤمن يقود سيارته و هو يحدث سائر فقال :
خلص حواراتك بقي يا عم انت بقي انا زهقت

اجابه سائر الذي كان مسترجي علي الاريكه الجلديه السوداء المتواجده في مكتبه ليجيبه بلا مبالاة :
ماتقلقش الموضوع انتهي

- انت بارد بطريقه مش طبيعيه

افلتت منه ضحكه قصيره ليقول :
فكك بقي يا عم بفكر اكتفي بالقدر ده بقي و اطير بره مصر .

- قصدك تهرب بره مصر و انا اتعك فيها لوحدي صح

حرك سائر راسه بلا و هو يقول :
لا لا ماتخفش بس ممكن انت كمان تطير

اعترض مؤمن بشده فقال :
لا انسي انا عملت كيان هنا مستحيل اعرف زيه بره

- الي تشوفه بقي المهم انا هقفل دلوقتي عشان في حاجه مهمه و اكلمك تاني ، سلام

اغلق الهاتف و كاد ان يضعه بجانبه ليجد جميله تهاتفه ليجيب سريعا بقوله :
الو !

اتاه صوتها الغاضب فقالت :
هو انت مش ملاحظ انك نسيني خالص

لاح علي شفتيه شبح ابتسامه ليقول :
بقولك ايه انا هكلم باباكي نحدد معاد الفرح اصل مش قادر اتحمل بعدك عني بتوحشيني و الله

- يا سلااام بتاكل بعقلي حلاوه لو سمحت ماتضعفش موقفي

ضحك بقوه ليجيب :
لا و الله بتكلم بجد انا هكلمه انهارده بس قوليلي ايه رايك اختاري يوم في الشهر الجاي

اتسعت مقلتيها لتقول :
ماتهزرش يا مؤمن مش بالسهولة دي

- ليه يا بنتي هي هتيجي كده انا يا بنتي مش هتنازل و لا هتراجع عنك فعلي ايه بقي نفضل مستنيين ، اخلصي و قولي امتي

تبسمت بفرحه لتقول بخجل :
حاضر اديني فرصه و ارد عليك

- تمام انا نازل اهوه من العربيه هستني مكالمتك

- سلام

اغلقت لتشعر بفرحه لا مثيل لها اما هو فهبط لعمله و البسمه تزين ثغره

اتي الليل ليتقدم ايهم من منزله فتستقبله غرام محتضنه اياه ليبادلها العناق قائلا بهدوء :
مبروك يا حبيبتي

- الله يبارك فيك

ابتعدت عنه لتري ملامح وجهه التي لا تبشر بالخير لتسأل بقوله :
في حاجه و لا ايه ؟

كانت اعينه مثبته علي تلك الحبيبه ما ان دلف من الباب لترتبك هي من نظراته ، لاحظت غرام نظراته لتهمس له بقولها :
قولها مبروك بقي
لتنهي حديثها و هي تنكزه في كتفه ليتغاضي عن حديثها و من ثم يقترب ببطئ ليظل ناظرا لها بصمت اما هي فحاولت ان تنتظر و توقعت ان يقول لها حديث حلو علي غير المعتاد لكن في نهايه المطاف قال :
هو ازاي توقيعك كان صح ؟

قطبت حاجبيها تحاول استيعاب سؤاله لتقول :
توقيع ايه ؟

- عقد الجواز

حاولت الاستيعاب لتقول سريعا :
نعم ... يعني ايه ؟

- زي ما قولتلك

جلست بتعب واضعه وجهها بين راحتيها لتقول بعدم استيعاب :
ازاي انا مش فاهمه بجد ازاي و الله و الله انا معملت حاجه .

رفعت نظرها لغرام باعينها الدامعه لتقترب منها غرام محتضنه اياها فتقول مواسيه اياها :
اهدي و النبي اهدي كل حاجه هتبقي كويسه

ثم رفعت نظرها موجهه الحديث لاخيها فقالت :
يا ايهم اكيد عمل حاجه و هي كانت عنده هو خلاها يغم عليها عشان يخدها اكيد اثناء الوقت ده حصل كده

التفت ايهم الناحيه الاخري يفكر فالامر كان صعب عليه لا يعلم ماذا عليه ان يفعل

دق هاتفه ليكون كنان ، اجابه لياتيه صوته القائل :
اكيد كلنا عارفين ان في حاجه غلط

- ايوه

اكمل كنان فقال :
مهاب لقي حل و الحل ده عندك انت

قطب ايهم حاجبيه بعدم فهم ليكمل كنان :
لازم سجي تتجوز بجد بتاريخ قديم

- ده ازاي يعني ؟

- انزل احنا جايين في الطريق هنقعد نتفق

اغلق الهاتف و القي نظره علي تلك الباكيه ليقترب منها قليلا جاثيا علي ركبتيه فقال بحنو :
عارف مين سجي و واثق فيها اكتر من نفسي يبان اني شاكك بس و الله ببقي مش مستوعب ... في حل لقيناه بس انتي هيبقي صعب عليكي شويه

نظرت له بتساؤل لتقول وسط عبراتها :
حل ايه ؟

تنهد ليجيب :
تتجوزي بتاريخ قديم

- يعني ايه بقي ؟

- يعني يتقدم العقد انك متجوزه قبل تاريخ العقد الي مع سائر و ده يثبت ان سائر خدرك و خلاكي تمضي بالطريقه .

اطالت النظر له فقالت متسائله بترقب :
و مين هو بقي ؟

اجابها بنظرات جريئه لاول مره علي غير عاده و بلهجه مختلفه عنه قال :
هو انتي فاكره اني في الاخر ماكنتش هتجوزك انتي

حركت اهدابها عده مرات لتندر لغرام التي تبسمت فهي علمت ما يقصد لتعيد النظر له فقالت :
انا مش فاهمه ؟

- بعدين هفهمك هنزل اقابل اخوكي و مهاب نخلص الجوازه دي و اجيلك مش هتأخر

قالها و نهض اما هي فظلت ناظره لطيفه لا تعي ما يحدث لتضحك غرام بفرح .

اما بالاسفل فما ان هبط حتي قال :
ها هنعمل ايه ؟

اجابه مهاب سريعا :
انا هحضر الورق و كله هيبقي تمام علي بكره

نظر ايهم لكنان فقال :
انا الي هيتحط اسمي في العقد و ده بكده هيكون قانوني قدام المحكمه

نظر كنان للاسفل فقال بحرج :
اوعدك اول ما الموضوع يخلص تقدر تطلقها عن طريق المحكمه

حرك ايهم رأسه باعتراض فقال :
لا انا هخليه شرعي كمان

نظر له كنان بقوه ليكمل ايهم فقال :
انا بستغل الفرص و كان باين لناس كتير اني بحبها و عارف انها بتحبني ... قعدت افكر كتير هو انا هعرف اتجوزها و لا لا و لو لا انك طلعن بريء ماكنتش فكرت كده ابدا

صمت يأخذ نفس عميق ليكمل :
انا عايز اتجوزها بجد

كاد كنان ان يتحدث بعدما فكر قليلا ليقاطعه ايهم بقوله :
مش هيبقي في اي اجراء تاني غير كتب الكتاب انا فاكر انها في ثانويه عامه علي فكره و مش هعوز اشغلها غير ان الوقت مش مناسب و الامور متعقده

داهمه كنان بقوله القلق :
بامانه مسامحني

- عارف يا كنان لو لا انك انقذت اختي كنت ممكن مالقهاش و طبعا مش هتبقي علاقتنا طبيعيه ابدا بسبب الي حصل الا لو غرام هي الي قدرت تتقبل انها تشوفك علي طول

تبسم له كنان ليقرب معانق اياه اما مهاب فدب الخوف قلبه و قرر ما ان ينتهي من هذا الامر ان يحدث ايهم في امر ما. يتعلق به الا و هو امر قلبه

في اليوم التالي انتهي مهاب من كتابه العقد فقال :
كده تمام اوي انتو كده قانوني متجوزين حابب توثق ده عند مأذون سهل اوي يعني

- تمام بس نخلص من سائر ده و يجيله الخبر ده في مقتل

ضحك ايهم و اكمل :
نهايته معايا قربت

عند مؤمن
كان يحدث عوض الذي كان يتحدث معه بطريقه دون نفس ليقول له عوض :
بقولك ايه ما كل واحد يروح من طريق و تطلق بهدوء

صدم مؤمن مما قاله ليسأل بقوه :
ليه هو جميله اشتكت مني في حاجه ؟

اجابه بهدوء فقال :
لا بس انت ضحكت عليا و انا كل ده ساكت عشان اتاكد بنفسي ان حوار القضيه ده يكون متلفق بس بيبان انه فعلا صح كفايه الجرايد و الي بتتكلم فيه الناس ده

- يا عمي و ده يدل ان فعلا انا مظلوم البت دي بتلعب علينا صدقني

- مؤمن ماتتعبش نفسك ده اخر كلام عندي
ليصمت مؤمن فلا يعلم ماذا يقول

تيسير محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي