الفصل الثاني عشر

تطلعت ملك إليه في صدمة وخجل واضح مما قاله، فحمحم أسر في توتر قائلًا، ااا أنا هخلص شغل ع السريع كدا واجهز واروح لحازم تمام وهبقي أكلمك يالا بقا أوصلك.
*************************************
أسر، ألو اي يا ملك خلصتوا ولا لسه احنا في الطريق.
ملك، خلصنا يا أستاذ وبقالنا ساعة مستنينكوا.
أسر، إللى بيكدب بيروح النار على فكرة.
ملك، قصدك اي بقا يعني أنا بكدب ماشي يا أسر والله لأنكد عليك.
أسر، لاااا كله الا كدا أبوس دماغك بلاش نكد.
تحدث حازم الجالس بجواره ساخرًا، الرجالة ماتت في الحرب.
أسر، يا عم اسكت انت متعرفش حاجة.
حازم، أنا ابتديت أخاف.
أسر، أيوا كدا يبابا لازم تخاف.
ملك، ليه بقا ان شاء الله يا أستاذ أسر هو أنا بخوف ولا اي.
أسر، ايه ده مين قال كدا بس ده أنتى بلسم، طب بذمتك أنا أقدر أعيش ثانية من غيرك، طب والله يا حازم ده انت داخل على احلي ايام حياتك، سامحني يارب.
قهقه حازم ضاحكًا على ما قاله أسر ثم تحدث قائلًا، يالا يا عم الرومانسي احنا وصلنا.
أسر، طب يا ملوكة سلام يالا اخرجوا احنا وصلنا.

وقف حازم منتظرًا بلهفة ليرى أميرته مُتوجةٌ بفستان عرسها، خرجت إليه ناظرة للأسفل، تكاد تموت من فرط خجلها الواضح عليها وتفرك يديها ببعضهما، حينما رأها حازم ظل واقفًا مكانة لم يتحرك، بقى ينظر إليها وعيناه تنطق بكثير من قصائد العشق، حتى أفاق حينما نغزه أسر في كتفه قائلًا، اخلص يابني هتفضل متنح كدا كتير.
فتحرك حازم وأخذها بين أحضانة هامسًا في أذنها، وأخيرًا يا كل دنيتي جه اليوم اللى بحلم بيه من أول ما عيني ما شافتك، بحبك أوي يا ميرا أوي.
ردت ميرا بخجل، وأنا كمان بحبك.
حملها بين يديها وأخذ يدور بها ثم انزلها واتجها إلي السيارة.
كان أسر ما زال منتظرًا خروج حوريته، وحينما أقبلت عليه سرقت ما تبقي من عقله بجمالها الذي يفتك بقلبه، ونسي كل شيء وتحدث قائلًا بهيام، انتي ازاي حلوة كدا بجد ده يا بختي بيكي والله.
خجلت ملك ونظرت إلي الأسفل ولم تعلق، فحمحم أسر وقال، يالا نركب.
***************************************
كانت أميرة تجلس في غرفتها تفكر في ذاك الأدهم، حاولت جاهدة ان لا تفكر به ولكن يأبى عقلها ذلك، بداخلها كثيرٌ من المشاعر لا تعرف ما هيتُها، ولكنه دائمًا ما يأتي في مخيلتها صورته في موقف كان يجمعهما، وأخذت تتذكر مواقف الطفولة بينهما، لا تعلم أن الحب يطرق أبواب قلبها وعليها أن تستجيب له فمن ذا الذي بقدر على منع الحب من اختراق أسوار القلوب.
وعلى الجانب الأخر كان هز الأخر يفكر فيها لكنه مدرك ان ذاك هو الحب، يعلم أن قلبه وقع أسيرًا لعشقها منذ الوهلة الأولى، ولكن يفكر ترى هل هي الاخري تشعر بما يشعر هو به، ام أن قلبه سيعاني ألما لن يقدر على تحمله.
**************************************
ملك، أسر هات الفيشار يالا وتعالى.
أسر، جاي اهو، ايه ده انتي بتخمي بدأتي الفيلم ليه.
ملك، ما انت اللى اتأخرت الله.
أسر، طب انزاحي بقا جوا يا رخمة.
ملك، عارف يا أسر انا النهاردة فرحانة اخيرا شوفت الفرحة في عيون ميرا بعد كل السنين دي.
تحدث أسر مبتسمًا، ميرا تستاهل كل خير وحازم شخصية محترمة وخلوق جدا ماشاء الله، ربنا يسعد قلوبهم ويباركلهم.
ملك، يارب يا أسورة.
تحدث أسر بعصبية مصطنعة، بطلي ام الدلع الزفت ده.
قالت ملك ببراءة، لا.
أسر، ده انتي رخمة.
ملك، زيك وبطل كلام بقا خلينا نتفرج.
بعد فترة من وقت تحدث أسر بخوف يملأ قلبه، ملك فيه اي بتعيطي ليه؟
ترد ملك بصوت متقطع من البكاء، أصل أصل سمبا صعبان عليا أوي، هو ليه يقتل موفاسا، والله والله سكار ده وحش اوي.
أسر بصدمة، يعني انتي بتعيطي عشان سيمبا وموفاسا يا شيخة منك لله خضتيني.
ملك، ما انت معندكش دم أصلا مش شايف سيمبا بيعيط ازاي.
أسر، قومي يا ملك نامي انا غلطان إني اقترحت نسمع سيمبا أساسا قومي الله يهديكي.
ملك، لا أنا هكمل الفيلم عايز تنام قوم نام انت وملكش دعوة بيا بقا هه.
ضحك أسر عليها كثيرا وتطلع عليها بحب بالغ.
*************************************
تحدث حازم قائلًا بسعادة، وأخيرًا بقيتي ليا يا فرحة قلبي والله.
ردت ميرا بخجل وتوتر، حازم خايفة يجي يوم وتمل وتبعد.
احتضنها حازم قائلًا، أبعد، أبعد ازاي بس ده أنا من أول ما عيني وقعت عليكي وأنا قلبي بقا متشعلق فيكي، طب هو فيه انسان يقدر يعيش جسد من غير روح، اهو انتي بقا روحي، وأنا مقدرش اعيش من غير روحي، ميرا يا حبيبي عايزة تتأكدي من حاجة اني مستحيل اتخلي عنك او ابعد عنك في يوم من الأيام وحتى لو انتي في يوم عايزة تبعدي عني انا لا يمكن ابعد وهفضل متبت فيكي زي الطفل الصغير اللى ميقدرش يعيش بعيد عن حضن امه.
ميرا، نفسي أعرف بتجيب الكلام الحلو اللى بيثبتني ده منين.
حازم، من عيونك.
ميرا، لا والله.
حازم، بجد والله من عيونك، عيونك دول فيهم سحر قادر يخليني انسي العالم كله واغرق في بحورهم.
خجلت ميرا وتوردت وجنتيها، فضحك حازم قائلًا، أنا بقول انتي تغيري فستانك ده وتتوضي عشان دقيقة كمان بخدودك اللى شبه الفراولة دي مش هبقي ضامن نفسي الصراحة.
ضحكت ميرا واختفت من امامه في لمح البصر.
صلي بها حازم وكان إمامها سمعته يبكي في سجوده حمدًا لله على ما أكرمه به، وعلى استجابة دعواته بأن تكون زوجته يومًا ما.
انتهيا من الصلاة واحتضنها حازم دافنًا رأسه في عنقها يشتم رائحتها التى تفتك بما بقي من عقله، ثم حملها بين ذراعيه ليعلمها قواعد فنون عشقه.
*********************************
استيقظ أسر على صوت ملك تقرأ سورة يوسف، فخرج من غرفته وجدها تجلس على سجادة الصلاة وبيدها المصحف وحينما راته أغلقت المصحف قائلة، صباح الخير هقوم احضرلك الفطار.
أسر، صباح النور يا ملوكة، هصلي الضحي على ما تكوني حضرتيه عشان الحق خطبة الجمعة.
عاد أسر من صلاة الجمعة وجد ملك تقف في المطبخ ويبدو عليها آثار البكاء.
أسر، ملك انتي بتعيطي.
ملك، لا مش بعيط.
اسر، لا بتعيطي فيه ايه طيب.
ملك، زهقت يا أسر كل يوم افكر في الأكل ومش عارفة اطبخ اية النهاردة.
تحدث أسر بصدمة، يعني بتعيطي عشان مش عارفة تطبخي اية يارب الصبر من عندك ده انا لو متجوز بنت اختى مش هتعمل كدا.
ملك، مش عاجب حضرتك ولا اية.
أسر، لا ازاي بقا انا اقدر اتكلم.
ملك، كدا انت شاطر.
ضحك أسر قائلًا، طب اي رأيك نطلب بيتزا ولا أقولك تيجي نعملها سوا.
ملك، ده أساس انك بتعرف وكدا يعني.
أسر، هتشوفي هاتي الدقيق يالا.
كانت ملك تقوم بعجن الدقيق فقام أسر برش الدقيق عليها، فردت ملك له ذلك وظلا كذلك وكلا منهما تعلو ضحكاته، وأخذت ملك تجري حتى لا يغرقها أسر بالدقيق فكادت أن تسقط حاول أسر امساكها ولكن انزلقت قدمه هو الأخر فوقع أسر وملك فوقه، تطلع كلا منهما في عين الأخر وغاب عن الواقع بضع دقائق، كاد اسر ان يقترب من شفتيها ولكن صوت رنين هاتفه جعله يفيق فابتعدت ملك في خجل، وساعدها أسر في الوقوف قائلًا في توتر، عجبك كدا هدومي اتبهدلت هغير وأجي.
************************************
استيقظت ميرا وجدت حازم يتطلع إليها بحب، فخجلت ميرا ودفنت رأسها في صدرها، ضحك هو عليها قائلًا، ايه ده اي ده انتي بتتكسفي زي البنات وكدا يعني.
رفعت ميرا رأسها في عصبية وقالت، تقصد ايه بقا يا سي حازم، وهو انا مش زي البنات.
حازم، لا.
اتسعت عيني ميرا بصدمة وكادت أن تتحدث فقاطعها حازم قائلًا، انتي ست البنات كلهم، انتي ملكة قلبي واحلي حاجة في دنيتي.
ردت ميرا بخجل، على فكرة بقا انت غشاش بتضحك عليا بالكلام.
حازم، وربنا ما حصل انا بقول اللى في قلبي بس.
ميرا، طب اوعى بقا كدا خليني احضر الفطار انا جعانة.
حازم، طب ما انا كمان جعان.
ميرا، طب سيبني عشان اقوم احضره.
حازم، لا انتى هتغلبيني معاكي تعالي بس كدا هقولك كلمة سر.
**************************************
في المساء،
اسر، ملك انا داخل انام تصبحي على خير.
ملك، ايه ده لسه بدري خالص هتنام دلوقتي ليه.
أسر، مش عارف بس مصدع شوية.
ملك، سلامتك طب استني اجيبلك حاجة للصداع.
أسر، لا لا مش مستاهلة هنام وهصحي كويس ان شاء الله.
جلست ملك وحدها ولكن عقلها كان منشغلا بأسر تشعر أنه ليس على ما يرام، قلبها يحدثها بأن تقوم تطمئن عليه، أما عقلها يقول لها لا، ولكن بعد صراع طويل انتصر قلبها وقامت لتطمئن علي حاله، فوجدته منكمشًا على نفسه ويبدو عليه التعب، فوضعت يدها على رأسه وجدت حرارته مرتفعة جدًا، حمدت ربها لأنها دائمًا ما تحمل معها بعض الإسعافات الضرورية، ذهبت مسرعة وأحضرت خافض للحرارة، وحاولت ايقاذ أسر، ولكنه لم يكن قادرا على الجلوس بمفرده فقامت هي بمحاوطته بذراعها وساعدته على النهوض وأعطته الدواء ثم جلست بجانبه حتى غلبها النوم ونامت بجواره.
استيقظ أسر أولًا وجد ملك تنام بجواره، فلم يصدق عينيه ولكنه بقى يتطلع إليها وهي نائمة بحب واضح حتى شعر بها وهي تفيق فأغمض عيونه سريعًا وكأنه لم يستيقظ، فاقت ملك ووجدت نفسها بجانب أسر فقامت سريعًا واعتدلت واقفة ثم وضعت يديها فوق جبينه لتطمئن على حرارته وحدتها طبيعيه حمدت الله في سرها وغادرت، استنتج أسر أن حرارته كانت مرتفعة وملك بقيت بجانبه طول الليل حتى تطمئن عليه فتهلل قلبه فرحًا.
خرج أسر من غرفته فوجد ملك تضع الطعام، فتحدث قائلًا، صباح الخير.
ردت ملك قائلة، صباح النور، عامل اي دلوقتي حاسس انك كويس، حرارتك كانت عالية اوي بالليل ليه مقولتش.
أسر، محبتش أقلقك، ثم أردف بخبث، بس انتي عرفتي منين.
ردت ملك بتوتر، ااا أصلي يعني بصراحة قولت أدخل اتطمن عليك وكدا لقيتك سخن خالص اديتك خافض حرارة.
أسر، اها بس انا بيتهيألي قلقت كدا شوية وبفتح عيني شوفتك نايمة جنبي.
ردت ملك بتوتر وخجل، ايه لا اكيد دي تهيؤات من السخونية اها اها هي تهيؤات اكيد.
قال أسر، بإبتسامة، طب اهدي مالك متوترة كدا ليه، عموما يستي أسف إني قلقتك عليا.
ردت ملك، المهم انك بقيت بخير، يالا تعالى افطر عشان تيجي معايا الصيدلية نقيس الحرارة ونتطمن بردو.

دُمتم بخير.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي