الأم العزباء الفصل الخامس و العشرون

في غرفة ابناء طارق كان يجلس كل منهم على سريره و هو يحمل ب يده الاي باد الخاص به و يلعب عليه ، و بعدها ب لحظات تدخل ايمان عليهم ب رفقة طارق ليتحدثوا معهم ، و بدأ طارق الحديث و هو يجلس ب جانب يونس قائلا ب جدية

طارق : يا ولاد ، عايزين نتكلم معاكم شوية .. "يعتدلوا الاولاد في جلستهم ، ثم ينظر طارق إلى ايمان" .. اتفضل اتكلمي
ايمان : طيب ، احنا عايزين بس نشرحلكم الاول ايه اللي حصل النهارده الصبح ، اوكي
يونس و سلمى ، اوكي
ايمان : طنط فريدة جابت ولد علشان يعيش معانا هنا في البيت و يبقى زي ابنها
سلمى ب فرحة : هييييه ، هيبقى عندنا كازن جديد
ايمان ب نفي قاطع : لا لا لا لا ، انتوا معندكوش كازنز غير اتنين و بس ، و هما ولاد اونكل حاتم اخو مامي ، إنما الولد ده لا هو كازن ولا هو فريند ، ده استرنچير يعني لا هنكلمه ولا هنتعامل معاه خالص مالناش دعوة بيه
يونس ب حزن : طب ليه ؟!
ايمان ب ارتباك : عشان هو .. عشان هو مختلف عننا هو مش زينا خالص
طارق يتدخل : بصوا ، الولد ده لو حاول يتعامل او يتكلم مع اي حد منكم .. "ينظر إلى سلمى ب تحذير" .. و بالذات انتي يا سلمى ، تيجوا تقولوا لي على طول انتوا فاهمين ؟ .. "يكرر سؤاله ب حدة و نبرة عالية" .. فاهمين ؟!
سلمى ب استياء : فاهمة

تركوا الاولاد يجلسون و هم ينظرون إلى بعض ب حزن من أنهم لن يستطيعوا التعرف على الفرد الجديد التي دخل أسرتهم .. و بعد خروج طارق و ايمان وقفت ايمان في ممر الغرف و هي تنظر إلى طارق و تقول له

ايمان : بقولك ايه ، ما تيجي ندخل ل فريدة عشان نتكلم معاها لا احسن كده المود صعب اوي
طارق ب انزعاج : لا انا مش هتكلم مع حد يا ايمان ، عايزة تكلميها كلميها انتي

ثم تركها و دلف إلى غرفته ل تسبقه ايمان و تدخل خلفه .. اما في غرفة فريدة التي كانت تجلس على طرف السرير و يجلس ب جانبها سليم التي كان في حالة لا يرثى لها محاولة التخفيف عنه مما رأه و سمعه و هي تقول له

فريدة : مقولتليش بقى يا سولي ، ايه رأيك في الأوضة ؟
سليم ينظر حوله و لم يجيب على سؤالها : .....
فريدة : حلوة ؟
سليم : هو انا هنام فين ؟
فريدة ب ابتسامة : هتنام هنا ، جنبي .. لغاية ما ننقل بيتنا الجديد و بعد كده هيبقى عندك اوضة ليك لواحدك
سليم : هو ليه عمو اللي بره كان بيزعق ؟ كان بيزعق بسببي صح ؟
فريدة : لأ يا حبيبي ، هو كان بيزعق عشان هو عصبي بس و احنا الاتنين دايما بنتخانق إنما انت محدش يقدر يزعقلك طول ما انا موجودة .. "تداعبه و تدغدغه ل يضحك ب صوت عالي ثم يرن هاتفها ف تنهض حتى ترى مين المتصل ف تبتسم و ترد فورا" .. الو
هشام يقود السيارة : الووو ، ايه يا فريدة ازيك ؟
فريدة ب ابتسامة و وجه احمر : هاي يا هشام
هشام : فريدة انا كنت بفكر بما أن المدارس راجعة خلاص ، ف ايه رأيك ننزل انا و انتي و سليم و سيليا طبعا ، و اهو يعني يخرجوا مع بعض و سليم ميحسش أنه لوحده كده و هو داخل المدرسة ، ايه رأيك ؟
فريدة تنظر إلى سليم ب حماس : دي فكرة هايلة جدا ، ده سليم هيتبسط بيها اوي
هشام ب فرحة : طب حلو اوي ، مممم فاضية بكرة ؟
فريدة : لأ بكرة صعب جدا هشام عندي حاجات كتير هعملها ل سليم
هشام ب ابتسامة عذبة : ماشي بعد بكرة طبعا اوكي ، خلاص اتفقنا
فريدة ب نفس الابتسامة و نظرتها الحماسية ل سليم : اوكي اتفقنا ، باي

تغلق الخط ثم يسألها سليم

سليم : كنتي بتكلمي مين ؟
فريدة تغيظه كا الاطفال : مش هقول لك و هعملهاالك مفاجئة .. "و تعاود اللعب معه و تقوم ب دغدغته مجددا و هي تقبله و تقول له ب دلع امومي" .. بحبه ، بحبه يا ناس .. "تفتح له ذراعيها" .. فين الحضن بتاعي فين ؟!

و في منزل هشام كانت تجلس سيليا في الريسيبشن على الأريكة و هي وحيدة و تشاهد الافلام الكارتونية من خلال شاشة التلفاز ، ثم يأتي هشام من خلفها و هو يلف ذراعه الحاملة وعاء مليء ب الفشار حول رقبتها ل يضع الوعاء على قدميها و هو يقول لها ب تحذير .. "خلي بالك عشان سخن خالص" .. ف تأخذه منه دون أن تقول اي شيء ل يقبل رأسها ثم يلتف ل و يتجه نحو الشرفة ل يفتح بابها و يدخل إلى رنا التي كانت تجلس ب داخلها ثم يقف أمامها و هو يقول لها ب تساؤل

هشام : قاعدة لواحدك ليه ؟
رنا ب لا مبالاة و هي تنظر إلى اللاب توب التي يوجد أمامها : ببعت ايميلات شغل
هشام : اممممم ، طب و هتفردي وشك ده امتى ؟
رنا تنظر إليه ثم تكمل ما تفعله و هي منزعجه دون أن ترد عليه : .....
هشام ب لطافة : خلاص بقى معلش .. "تنظر إليه ب حدة مجددا" .. خلااااص ، انا اسف زودتها شوية
رنا ب هدوء : ماشي ، و انا كمان سوري عشان خدت الشغلانة من غير ما اقولك
هشام ب رضا : لا لا عادي حصل خير .. "يبتسم لها" .. طب ياللا بقى تعالي اقعدي معانا
رنا ب ابتسامة : اوكي
هشام : ياااللا

تنهض و تدلف إلى الداخل ب رفقة هشام و هم متجهين نحو الأريكة التي تجلس عليها سيليا ل يجلسوا ب جانبها و تسألها رنا ب ابتسامة

رنا : بتتفرجي على ايه يا سيلي ؟
سيليا تبادلها الابتسامة : سبونچ بوب
هشام يداعب خصلات شعرها : سبونچ بوب ! ده حاجة لذيذة اوي

تنظر إليه سيليا و هي تقوم ب اطعامه قليلا من الفشار و هي تضحك له ب حب و لكنها لم تفعل ذلك مع رنا ، سيليا بعيدة كل البعد عن والدتها رغم وجودها الدائم معاها هي و هشام في المنزل اغلب الاوقات .. أما في منزل فريدة التي كانت تقف في الحمام و معها سليم التي كان يقف أمام حوض المياه و يقوم ب تفريش أسنانه و هي تمسك إليه المنشفه و ترمقه ب نظرة مليئة ب الحب و السعادة و الحنان ، و بعدما أنهى سليم تفريش أسنانه نظر إلى فريدة ممسكا في يده الفرشاة و هو يسألها

سليم : احطها فين ؟
فريدة تأخذها من يده و تضعها في الكوب التي يوضع أعلى الحوض : نحطها هنا بعد كده .. "تنشف له فمه ثم تنحني إليه قائلة" .. ياللا بقى ناخد حمام سخن و جميل كده قبل ما ننام ؟
سليم ب ذهول : استحمى بالليل ؟! لأ طبعا انتي عايزة العفريت يركبني !!
فريدة تضحك على كلامه : عفريت ايه يا سولي ؟!
سليم ب جدية : العفريت اللي بيركب اللي بيستحموا بالليل
فريدة تطمئنه : متخافش يا حبيبي ، مفيش عفاريت ولا حاجة
سليم ب براءة : لأ انا خايف
فريدة : متخافش ما انا هبقى واقفة معاك
سليم يبتسم ب خجل : لأ عيب
فريدة تضحك مجددا : عيب ايه بس ؟!
سليم : طب بصي ، خليكي موجودة بس لفي وشك و غمضي عينيكي ، ماشي ؟
فريدة تسمع كلامه : ممماشي ، بس انت بتعرف تستحمى لوحدك
سليم ب حماس : ايوة طبعا ، اومال ازاي كنت بستحمى لوحدي في الدار
فريدة تضع يدها على عيناها : طيب ادخل ياللا البانيو و انا هغمض عيني اهو

و ب الفعل اتجه سليم إلى البانيو المليء ب المياه الساخنه و صابون الاستحمام و بدأ في خلع ملابسه و كان وجهه للبانيو و ظهره إلى فريدة التي كانت تنظر إليه خلسا دون أن يراها حتى تطمئن أنه لم يقوم ب إيذاء نفسه و كانت تقول له

فريدة : تحب اساعدك ؟
سليم : ماشي

فريدة تركض نحوه و تقوم ب فك ازرار قميصه و بعد أن خلعه خلع أيضا الفانلة الداخلية و بعد ذلك تركته و وقفت بعيدا و هي مغمضة عيناها و هي تقول له .. "انت بتعرف تقلع البنطلون لوحدك بقى انا هقف بعيد هو و هغمض عيني زي ما اتفقنا" .. و ب الفعل خلع سليم كل ملابسه و اغلقت فريدة الباب عليه حتى لا يأخذ برد ثم نظرت إليه بعدما دخل إلى المياه و بدأ يلعب ب الكورات الملونة التي كانت تضعها له فريدة داخل البانيو ، ثم ابتسمت و هي تقول له

فريدة : حلوة الماية يا سولي ؟
سليم يعطيها ظهره : اه اوي ، بس لفي وشك عشان انا شايفك
فريدة تلف وجهها ب الفعل : حاضر ، بس اغسل ورا ودنك و نضف جسمك كويس و انت بتلعب ، مينفعش تلعب بس و انت بتاخد دش .. و بعد انتهاء سليم من الدش و ارتدى بيچامته الجديدة و اخذ التمساح اللعبة الخاصة به بين احضانه و جلس في السرير تحت البطانية جلست فريدة ب جانبه و هي تقول له ب حنان

فريدة : مش ياللا عشان ننام بقى ؟
سليم يهز رأسه ب ابتسامة : حاضر
فريدة تأخذ اللعبة من يده و تضعها جانبها و تغطيه جيدا : ياللا حط راسك على المخدة بقى .. "ثم ابتسمت له ابتسامة عذبة و قالت" .. تصبح على خير يا حبيبي
سليم : و انتي من اهله .. "تطفئ فريدة الانوار" .. لأ انا خايف
فريدة تشعل الضوء مجددا : خايف من ايه يا سولي ؟
سليم : مش عارف
فريدة تمسح على وجهه ب حنان : طب ممكن متخافش و انا موجودة ؟
سليم : حاضر
فريدة : تيجي نولع النور و احنا نايمين ؟
سليم : أيوة ماشي

و حاولوا الخلود إلى النوم و كل منهما يتأمل الاخر حتى راحوا في نوم عميق ، ل يطلع النهار و سليم نائم ب جوار فريدة و هو يتقلب ب شكل فوضوي ، ف تستيقظ فريدة مخضوضة قليلا ف هي لم تعتاد ب أن يكون هناك أحد نائم ب جوارها ، و بعد أن فتحت عيناها ورأته أمامها ابتسمت و ظلت تنظر إليه ثم قامت ب شد الغطاء عليه و وضعت المخدة أسفل رأسه ب اعتدال و ظلت تتأمله و هي ممسكة يداه و تقبلها ب كل حب و دفئ الأمومة و كأنها تشعر ب أن سليم ابنها ب الفعل و أنه يعيش معها منذ سنوات عديدة و أنه قطعة من روحها أن لم يكن روحها ب اكملها ..

و بعد ما صحيت فريدة و سليم من النوم و فطروا سوا في اوضتهم قامت فريدة و لبست سليم هدومه و هي كمان جهزت و اخدته و نزلوا راحوا مع بعض مول شيك و كبير جدا و بيضم عدد كبير من محلات الملابس و المطاعم و الكافيهات و غيرهم من الأماكن الترفيهية ، و لما وصلوا عند السلم الكهربائي سليم خاف يطلع عليه و وقف و مرضاش يتحرك من مكانه و فريدة حاولت أنها تقنعه و هي بتقول له

سليم : لا انا خايف
فريدة : من ايه خايف بس ؟
سليم : خايف
فريدة : والله مفيهوش حاجة ده سلم عادي و انا معاك
سليم يبكي : لأ برضه
فريدة تحاول تهديه : خايف ليه طيب ، طب بص فوق كده هتلاقي حاجات حلوة كتير اوي
سليم مُصر على رأيه : لأ مش هطلع عليه
فريدة ب نفاذ صبر عشان الناس تجذبه من يده ب رفق : ياللا يا سليم
سليم يبكي أكثر و يسحب أيده منها و يتمسك ب الشيء اللي جنبه عشان ميطلعش معها و هو بيعلي صوته : قولت لأ
فريدة بتبص حواليا ب كسوف : طب تعالى هشيلك

و فعلا فريدة شالته ب صعوبة شوية لانه برضه مش بيبي صغير ف كان تقيل عليها و طبعا الچاكيت بتاعها اللي كانت معلقاه في شنطتها وقع منها و هي بتشيله ف اضطرت تنزله تاني على الأرض عشان تعلق الچاكيت في دراع الشنطة كويس و هي بتربط اكمامه على الشنطة عشان ميقعش تاني و حاولت تقنعه مرة تانية قبل ما تشيله

فريدة : والله السلم مفيهوش حاجة تخلص خالص و فوق فيه حاجات جميلة و هتعجبك اوي و هنشتري كل الحاجات اللي نفسك فيها
سليم : و انا خايف برضه
فريدة مقدمهاش حل تاني غير أنها تشيله : طيب تعالى ياللا

و بعد ما شالته و وقفت على اول سلمة و بدأوا يطلعوا سليم بقى يبص تحت ب خوف و بيحاول يستنجد بيها و بقت فريدة تبص له و هي بتبسم ، و لما وصلوا نص السلم نزلته و بقت وخداه في حضنها عشان يتطمن و هو كمان سكت لانه اتأكد ان السلم مفيهوش اي حاجة تستاهل خوفه .. و بعد ما طلعوا بدأوا يلفوا يتفرجوا على المحلات لغاية ما وصلوا قدام محل بيبيع ملابس للاطفال ، ف اخدته فريدة و دخلوا و استقبلهم الموظف ب ابتسامة و هو بيقول لهم

الموظف : اهلا و سهلا
فريدة ب ابتسامة لطيفة : صباح الخير

و دخلوا فعلا و بدأوا يتفرجوا على الهدوم و بقت فريدة تختار له اللبس و تحطه عليه و هي بتبص له ب فرحة ام ب ابنها الوحيد ، و بعد ما تتأكد من أن الحاجة عجباه تديها للموظف و تقول له انها هتاخدها و تطلب المقاس بتاعه ، لكن لما جم عند لحظة القياس سليم كالعادة اتحرج أن فريدة تدخل معاه و دخل البروڤا لوحده و بدأ يقيس الهدوم و لكن طبعا كان بيواجه صعوبة ف لبس البنطلونات و تظبيط الهدوم عليه ف كانت فريدة واقفة له بره و بتسأله ب صوت مسموع

فريدة : محتاج مساعدة يا سليم ؟
سليم من الداخل : لأ شكرا .. " و فعلا لبس نفسه و طلع لف قدامها عشان تشوف الطقم عليه و هو بيقول لها " .. ها ايه رأيك ؟
فريدة تضحك ب حب : حلو اوي ، بس انت محتاج مقاس اكبر

و فعلا اختاره حاجات تانية ب مقاسات مظبوطة لكن المرة دي سليم كان فرحان بيها اكتر و كانت عجباه اكتر و عرف يلبسها ب سهولة اكتر و بقى باصص ل نفسه في المرايا و هي بيضحك و مبسوط و طلع جري على فريدة عشان ياخد رأيها و اول ما شافته وطت عليه شوية و هي بتعدل له ياقت القميص و بتقول له

فريدة : ده جميل اوي ، بس خلينا ندور على حاجة تانية
سليم ليجريخناحية البروڤا عشان يغير هدومه : حاااضر

و بعد ما استقروا على الحاجات اللي هياخدوها اختارت له طقم شيك جدا عبارة عن بنطلون اسود جيبردين و شيميز ازرق فاتح و چاكيت اسود جلد ، عشان يلبسه و يكمل بيه اليوم بدل لبسه القديم .. و فعلا الطقم كان شيك جدا على سليم و كان مبين قد ايه هو طفل شيك و كلاس لأن جمال سليم ضاف للطقم اكتر و بقت فريدة مبهورة بيه و ب جماله ، و بعد خروجهم من المحل و فريدة شايلة في ايديها شنط الهدوم و هما مبسوطين و بيضحكوا و وقفوا على باب المحل و فريدة بتقول له

فريدة : ايه اللذاذة دي بس !
سليم : حلو اوي و عجبني جداااا
فريدة : و عجبني انا كمان جدا جدااا ، ها كده بقى فاضل ايه ؟ نجيب الجزمة ماشي ؟
سليم : ماشي
فريدة : ياللا بينا

و بعد ما راحوا و اشتروا جزمة سيفتي حلوة اوي و لايقة على الطقم و جابت له كمان كام كوتشي و كام سيفتي تانيين عشان يغير فيهم اخدته و دخلوا محل العاب كبير و اول ما سليم دخل و شاف كم اللعب الجميلة دي بقى يجري على كل الرفوف و يتفرج و فريدة بقت تجري وراه و كأنها طفلة زيه بالظبط .. و بقت تجيب له كل الالعاب اللي بيختارها و هي كمان بقت بتختاره معاه حاجات ، و بعد ما وصلت فريدة عن رف شنط المدرسة ندهت على سليم ب حماس و هي بتقول له

فريدة : سليم يا سليم تعالى بسرعة
سليم يركض نحوها و هما يحمل عديد من الألعاب : نعم ؟
فريدة : ايه رأيك في الشنطة دي للمدرسة الجديدة ؟
سليم يبص لها و هي مكشر : لأ مش عجباني
فريدة : طب بلاش دي ، اتفرج كده و قول لي ايه اللي عجبك في دول ؟
سليم يبدأ يتفرج : اممممم .. "يركض على حقيبة مرسوم عليها قطة" .. هي دي اللي عجباني
فريدة تاخدها من مكانها : دي حلوة اوي اوي ، ياللا بينا بقى نروح نحاسب

و بعد ما راحوا وقفوا عند الكاشير و بدأ يحسب قيمة الحاجات بص ل فريدة و قال لها

الكاشير : كده الحساب 2130
سليم : انا شوفتك حسبت كل الحاجات الا العجلة ، كان فيه عجلة انا مختارها
فريدة تبص له ب اسف : معلش ممكن اجيبها لك المرة الجاية
سليم ب ابتسامة : ماشي

عطيت له فريدة كارت الڤيزا بتاعها عشان ياخد حساب الحاجة و في اللحظة دي بص لها سليم ب حب و رمى نفسه في حضنها عشان هي كمان تضمه ب ايديها ب حنان و هي بتضحك

سليم : شكرا أوي
فريدة : العفو

و بعد ما استلموا الحاجة قالت له

فريدة : ياللا نمشي
سليم : ياللا
الكاشير ب ابتسامة : باي باي
فريدة و سليم : باي باي

و في مكتب ماجد ، كان ماجد قاعد على الكرسي و ملك بتعمل فنجان قهوة من ماكنة الاسبريسو و ماجد كان بيقول لها

ماجد : شوفتي صحبتك و اللي بتعمله ؟!
ملك مبصتلوش : مالها صاحبتي ؟!
ماجد : كلمتني النهارده ، الولد قضى معاها ليلة واحدة و برضه راحت منفضة للشغل .. طب و بعدين بعد كده هتعمل ايه ؟ ما تتكلمي معاها
ملك تاخد فنجان القهوة و تحطه قدامه : معلش استحملها ، هي عندها مشاكل كتير في البيت ف اصبر عليها شوية كده و الدنيا هتروق ، اتفضل قهوتك .. " هما للخروج " ..
ماجد : رايحة فيه ؟
ملك ب هدوء : ماشية
ماجد : طب اقعدي عايز اتكلم معاكي شوية
ملك تقعد و هي متضايقة : انا عندي شغل يا ماجد
ماجد بيحاول يلطف الجو : طب مش محتاجة مساعدة ؟
ملك تبص له ب عتاب : لا انا استكفيت مساعدة من ناحيتك خلاص
ماجد : انتي شايفة أن أنا كل ده و مش بساعدك ؟!
ملك : و ادي النتيجة ، يعني انا مش فاهمة انا مكنتش عايزة اروح اصلا و انت اللي أجبرتني اروح
ماجد : مالها النتيجة يا ملك ؟!
ملك : انت مش شايف النتيجة ! انا حاسة أن أنا بعيد كل حاجة من الاول يا ماجد
ماجد : ما هو ممكن كل ده ميبقاش وحش يا ملك ، ممكن تكوني انتي محتاجة فعلا انك تخرجي اللي انتي كبتاه جواكي ده
ملك ب يأس : طب انا مش قادرة ، مش قادرة
ماجد : طب و بعدين ؟! يعني أخرة ده كله ايه ؟! يا ملك انا كمان تعبان انا عايزك تبقي احسن عشان انا كمان محتاج اكون احسن
ملك ب جحود : و انت مالك يا ماجد ؟ فيك ايه ؟!
ماجد ب انفعال مكتوم : انا كمان مش كويس يا ملك

بص له ملك ب حزن و لوم و احساس ب أنه بدأ يزهق و يمل من وضعها و سابته و خرجت من غير ما تقول اي حاجة .. و في بيت فريدة اللي كانت في المطبخ هي و سليم و معاهم فاطمة و كان سليم قاعد على الكرسي و جنبه فاطمة و فريدة كانت واقفة بتعمل له ساندوتش همبرجر و كانت بتقول له

فريدة : لازم تخلص طبقك ده كله .. "تحط الطبق قدامه و تقرب منه و هي بتزغزغه" .. عشان كل قطمة هتسيبها من الساندوتش ده ب زغزوغة
سليم يصرخ من الضحك : خلاص هاكله كله .. " تسيبه و يتعدل في قاعدته " .. طب و انتي مش هتاكلي ؟
فريدة : لا هاكل بس بعد ما انت تاكل ، ياللا بقى كل

كان سليم بياكل في المطبخ هو و فريدة مع فاطمة و طارق و ايمان و ولادهم بياكلوا بره على السفرة و كأنهم هما بس اللي صحاب البيت و فريدة ضيفة تقيلة عليهم فيه و كان طارق قاعد ياكل ب منتهى البرود و هو بيطلب من ايمان و بيقول لها

طارق : اديني جلاش يا ايمان لو سمحتي
ايمان خدت الطبق و بتحط له : طب بقول لك ايه ، ما تناديهم من المطبخ عشان نتغدى مع بعض عشان كده عيب اوي .. " بتدي له الطبق و بتقعد مكانها " .. مينفعش نبقى احنا قاعدين ناكل هنا برضه و هما في المطبخ كده ، معلش يا طارق معلش

طارق مردش عليها لكن قام من مكانه و دخل لهم المطبخ عشان يقول ل فريدة و سليم يطلعوا يتغدوا معاهم بره ، و لما دخل لهم ايمان قامت فتحت النيش و طلعت منه طبقين ليهم عشان الاكل و حطتهم على السفرة

طارق ف المطبخ ب وجه عابس و متردد : تعالوا كلوا معانا بره
فريدة تبص له و هي بتاكل البطاطس : لا ميرسي ، احنا هما كويسين اوي
طارق : انا مش هتحايل عليكي يا فريدة ، ياللا عشان جعان
فاطمة بتحاول تهدي الأمور : معلش يا دكتورة فريدة قومي عشان انا كمان عايزة انضف

فريدة تبص ل فاطمة و بعدين تبص ل طارق و بعد كده تقوم و تاخد الاطباق بتاعتهم علشان يطلعوا بيه بره لكن طارق لحقها و قال لها

طارق : سيبي الاكل ده ، فيه اكل كتير بره

خرج طارق و اخدت فريدة سليم من أيديه و طلعوا وراه و قعدوا كلهم على السفرة و اخدت فريدة الطبق اللي قدام و اديته ل ايمان و هي بتطلب منها

فريدة : ايمان ممكن تحطي لي استيك ؟
ايمان تاخد الطبق : اه طبعا هاتي
طارق : حطي لها سوتيه ، بتحبه
فريدة تاخد منها الطبق بعد ما غرفت لها : ثانك يو
ايمان تقعد مكانها : العفو

ساعتها سليم كان محتاس في طبقه لانه كان فيه مكرونة اسيباجيتي و مكانش عارف ياكلها ب الشوكة خالص و كان عمال يمسكها ب ايديه و يلفها حوالين الشوكة و كانت مهزلة و طبعا دي حاجة بالنسبة ل ايمان و طارق و ولادهم مقززة جدا و شايفين أن دي حركات اولاد شوارع و كأنه مش من الطبيعي أن طفل في سنه ممكن يواجه صعوبة في حاجات كتير في حياته ابسطها الاكل و خصوصا لما يكون عايش مع ناس من طبقة معينة و فجأة يتنقل ل طبقة تانية مختلفة تماما ، فريدة لاحظت نظرة سلمى له ب اشمئزاز ف قربت من سليم و قالت له

فريدة : كل ب الشوكة يا حبيبي مش ب ايدك

سليم حاول و معرفش و اخر ما يأس قام و مد ايديه و اخد قعطة من الجلاش و بقى ياكل ب فوضوية شوية ، و ساعتها كان يونس بيضحك عليه لكن ايمان برقت له و طلبت منه يركز في اكله ، و طارق كان بيبص له و هو متضايق اوي .. و بعد ما سليم اخد قضمة من قطعة الجولاش رجعها الطبق تاني ف قامت فريدة من مكانها و اخدت قطعة الجولاش و حطتها في طبق سليم و هي بتفهمه أنه مينفعش يرجع حاجة اكل منها وسط باقي الاكل اللي محدش جه جنبه .. و حاولت تفهمه ياكل ازاي لكن برضه سليم مكانش مدرك و كان في بعض الأحيان بيعمل حركات مش لطيفة بالنسبة لهم زي أنه يمسح الصلصة اللي حوالين بؤه ب ايديه و أنه بياكل من غير ما يكون قافل بؤه كويس و كانوا سلمى و يونس بيبصوا له و يرجعوا يبصوا ل بعض و هما قرقانين من تصرفاته ، و اخر ما يأس سليم ساب الشوكة و بص ل فريدة و قال لها

سليم : مش عارف
ايمان اتدخلت : فريدة ، قطعيها له اسهل

فريدة تجاهلت اللي ايمان قالته و بصت ل سليم ب ابتسامة و قامت قعدت جنبه على الكرسي و بدأت تأكله و تبوسه من راسه و تطبطب عليه ب حنان و طبعا طارق شايف كل ده و متغاظ جدا .. و في شركة مصطفى أو سعدة رجل الأعمال الغني جدا كان قاعد في مكتبه على ترابيزة الاجتماعات و بيشرب نوع سيجار غالي و كانت رنا واقفة بتفرجه على التصميمات الجديدة اللي عملتها للمشروع اللي دخلاه معاه و كان مبهور بيه جدا و طلب منها أنهم يبدأوا ينفذوا على كده و بعد ما قرروا و اتفقوا على التصاميم قعدت رنا في الكرسي المواجه له و هو قرب شوية ب الكرسي بتاعه على الترابيزة و هو بيقول لها

مصطفى : احكي لي بقى عاملتي ايه مع سيليا ؟
رنا : لأ لسه مقولتلهاش
مصطفى : لييه بس ؟!
رنا : هشام مش عايز ده يحصل دلوقتي عشان منلغبطش البنت
مصطفى ب غيرة : ااااه ، ده عشان منلغبطش البنت ولا عشان هو غيران !
رنا تضحك ب غرور : لا لا والله عشان البنت ، بص هشام 99% من القرارات اللي بياخدها في حياته بتبقى عشان خاطر سيليا ، حتى الطلاق مكانش عايزنا نتطلق بالرغم من أن هو كان مقتنع جدا أن ده لازم يحصل بسبب المشاكل اللي كانت ما بيننا
مصطفى : و ايه هي بقى المشاكل دي ؟ ، على فكرة أنا عمري ما سألتك عن سبب الطلاق عشان بس كنت مستني أن انتي تيجي تحكي لي من نفسك
رنا : هي قصة طويلة شوية ، بس هختصر لك يعني .. احنا اتجوزنا بدري اوي و انا مكنتش عايزة اخلف بدري بس للاسف حملت اول ما اتجوزنا على طول ، و انا خوفت بصراحة لاني كنت لسه فاتحة البيزنيس بتاعي و كنت عايزة اركز في الشركة و الشغل و مكنتش عايزة اتلهي في حمل و خلفة و لبخة ، ف قولت له انا مش جاهزة ل ده بس هو اللي اصر أن الحمل يكمل
مصطفى : امممم و بعدين ؟
رنا : بس ، لما جات سيليا الحياة بيننا اتقلبت 180 درجة .. انا دخلت في اكتئاب رهيب و قعدت سنتين كاملين مش عارفة أخرج منه و بالذات لأن انا كنت لوحدي
مصطفى : الله ! ليه و هو كان فين يعني ؟!
رنا تضحك ب سخرية : كان مع سيليا ، الحب بقى و الاهتمام كله راح لها و انا كنت لوحدي كده ساندة على الهوا
مصطفى : طب و المشاكل دي يعني متحلتش لما البنت كبرت شوية ؟
رنا : تؤ بالعكس ، الدنيا وسعت اوي و المسافة بيننا فضل تكبر و مشاكل الشغل بقت بتسمع في البيت و مشاكل البيت بقت بتسمع في الشغل و حاجة كده كانت في منتهى العك ، ف توصلنا ل قرار ان احنا محتاجين نختار يا الشغل يا البيت ، و انا اختارت الشغل لاني حسيت أن فيه امل ، لكن البيت لأ
مصطفى : امممم ، طيب ما هو معنى كده أن هو مكانش عايز الطلاق ده من الاول و ده معناه أنه هيقف لك في كل موضوع زي ما هو عامل دلوقتي
رنا : لأ ، هشام محترم و مش مؤذي خالص هو بس خايف على سيليا شوية
مصطفى ب غيرة و سخرية : اممم هشام محترم و مش مؤذي كيوت و جميل ، صح ؟ ماشي يا حنينة قومي بينا خلينا نشوف حتة نتغدى فيها قبل ما اتجنن عليكي
رنا تضحك : انا جعانة اصلا
مصطفى يضحك : و انا كمان ، ياللا بينا

قاموا و لبسها مصطفى الچاكيت و فتح لها باب المكتب و خرجوا سوا .. و في البيت عند فريدة كانوا بيشيلوا الاطباق و بيلموا السفرة و أشارت فريدة ل سليم ب عينيها أنه يدخل جوا ، و ساعتها كان يونس و سلمى قاعدين قدام التليفزيون و يونس بيلعب بلايستيشن و سلمى بتتفرج عليه ، و قبل ما سليم يدخل شافهم و واقف جنب الحيطة ب براءة و فضول و رغبة الاطفال المعتادة يتفرج عليه و بعدين قرر أنه يقرب من يونس و يسأله و هو بيقول له

سليم : هو ايه ده ؟
يونس ب قلة ذوق : بلايستيشن
سليم ب ابتسامة و براءة : بص انا بعرف اعمل زي الحركات اللي بيعملوها دي
سليم ب عدم اكتراث : واو

بدأ سليم يقلد حركات الابطال الخارقين و يونس و سلمى بيتفرجوا عليه و فضل سليم مستمر في الحركات و هو بيقلدهم و قرب من يونس و ضربه في بطنه بالراحة و كأنه بيحاربه زي اللعبة بالظبط ، لكن يونس لئيم .. صرخ جامد و هو بينادي على ايمان و بيقول

يونس : اااااه ااااه يا مامي سليم ضربني
ايمان خرجت تجري ب خضة و وراها فريدة : ايه يا يونس ايه اللي حصل .. " تبص ل فريدة ب انفعال " .. احنا قولنا ايه يا فريدة !!
فريدة توطي على سليم : ايه يا سليم فيه ايه ؟
سليم ب براءة : انا معملتلوش حاجة ، انا كنت بوري له حركة الكاراتيه
فريدة : طب ياللا قدامي على الأوضة

و فعلا دخلت فريدة و سليم اوضتهم و ايمان بصت ل يونس ب غضب و سابته و دخلت ، و بعد كده بصت سلمى ل اخوها و قالت له

سلمى : يونس ، انت ليه كذبت على مامي و قولت أن سليم ضربك ؟ ، هو كان عايز يلعب معانا
يونس : و انتي مالك ! اوووف

في اوضة فريدة بعد ما سليم اخد الحمام بتاعه و لبس بيچامة النوم و واقف قدام المرايا يسرح شعره و هو مبسوط و فريدة بتجهز له لبس المدرسة بتاعه و هي بتقول له

فريدة : شوفت بقى لبس المدرسة الجديد حلو ازاي ؟ عجبك ؟
سليم يبص لها و هو بيهز راسه ب اه : هو انتي ليه خلتيني امشي من مدرستي القديمة ؟ ما انا كنت بحبها
فريدة تروح تقف قدامه و توطي عليه : مش انا فرجتك صور المدرسة الجديدة و عجبتك ؟
سليم : بس اخواتي هيوحشوني
فريدة : معلش ، طب ما انت هيبقى عندك أصحاب كتير اوي في المدرسة الجديدة ، و ياللا بقى عشان ننام

سرحت له شعره و دخلته السرير و غطيته كويس ، و حطت ازازة الماية و الكوباية على الكومودينو جنبه ، بس لاحظت أن دارفة الكومودينو مفتوحة شوية ف وطت و فتحتها و طلعت منها كيسة بلاستيك صغيرة ملفوف فيها قطعة فراخ ، بصت ل سليم و سألته

فريدة : سليم انت اللي عملت كده ؟!
سليم ب خجل : انا اسف
فريدة تبتسم له و تقعد جنبه : اوعى تكون عملت كده عشان بصوا عليك في السفرة و انت بتاكل ؟! ، ده بيتك يعني تدخل المطبخ و تفتح التلاجة و تاكل منها كل اللي انت عايزه ، و متزعلش من يونس .. يونس ده ابن خالك و انا متأكدة أن انتوا هتبقوا أصحاب
سليم ب بلاهة : يعني ايه خالك ؟!
فريدة تضحك : يعني اخو مامتك ، مش انا مامتك ؟
سليم : أيوة
فريدة : طارق يبقى اخويا ف يبقى بالنسبة لك خالك ، و انا بالنسبة ل سلمى و يونس عمتهم عشان انا اخت باباهم ، فهمت ؟
سليم : فهمت خالي بس
فريدة تضحك مجددا : بكرة تفهم كل حاجة يا حبيبي ، ياللا ننام ياللا

و اخدته في حضنها و ناموا ب الفعل .. و تاني يوم كانت فريدة الصبح فريدة و سليم قابلوا هشام و سيليا زي ما كانوا متفقين و راحوا الملاهي و اول ما دخلوا الملاهي بص يونس حواليه ب فرحة و ذهول شديد و هو بيقول ب منتهى التلقائية

سليم : يا لهوي يا لهوي يا لهوي ، دي الملاهي دي طلعت كبيرة اوي اقسم بالله

فريدة ب احراج حطت ايديها على بؤه عشان يسكت ، و هشام و سيليا كانوا بيبصوا له هشام كان مبتسم و مستغرب من طريقة سليم في الكلام و سيليا كانت بتضحك على كلامه و بعدين قالت ل هشام و هي بتشاور على لعبة معينة في الملاهي

سيليا : بابي ، ممكن نلعب دي ؟
هشام ب ارتباك : ما انتي عارفة يا سيلي أن أنا مبحبش اللعبة دي
سيليا ب إلحاح : بليز يا بابي بليز بليز
هشام يبص ل فريدة ب احراج : ما هي والله بتقلب لي بطني
سيليا : لأ بلييييز
هشام يبص ل فريدة ب استسلام : طيب ياللا بينا بقى
فريدة : ياللا ايه ؟!
هشام : ياللا هنركب اللعبة اللي هناك دي
فريدة : لا لا لا انا بدوخ جامد من الارتفاعات دي والله مش هينفع
سليم : لأ عشان خاطري تعالي معانا
فريدة ب طفولة : مش هقدر والله يا سولي
سليم : طيب اروح معاهم و انتي تستنيينا هنا ؟
فريدة : ماشي انا موافقة .. لو سمحت يا هشام تخلي بالك منه
هشام : اه طبعا ، ياللا يا سليم
فريدة تبص ل سليم : انا هستناكم هنا اهو
سليم : ماشي سلام
هشام يقلد سليم : سلام
فريدة تضحك : سلام

اخدهم هشام و ركب بيها لعبة سفينة التيتانك و كانت فريدة بتقول ل سليم ب صوت مسموع

فريدة ب خوف : امسك في الحديدة اللي قدامك كويس يا سليم
هشام يقربهم منه بعد ما قعد بينهم في النص : تعالوا بقى كده و ننزل الحديدة دي كده ، و ربنا يستر بقى
فريدة : يا هشام ، احضنهم كويس هما الاتنين
هشام : انا عايز اللي يحضنني .. "ضحكت فريدة ب صوت مسموع "

و اول ما اللعبة بدأت هشام بقى قاعد مرعوب و بقى يصرخ زي العيال بالظبط لأن هو كمان بيخاف من اللعبة دي ، لكن سليم و سيليا كانوا مبسوطين جدا و بعد ما اللعبة خلصت بص هشام ل سليم و قال له و هو بينهج

هشام : مبسوط يا حبيبي ؟
سليم : اه اوي
هشام بص ل سيليا : مبسوطة يا ختي
سيليا : جدااااا
هشام : طب ياللا انزلوا ياللا

و بعد ما نزلوا و استقبلت فريدة الاولاد ب الضحك و الاحضان ، مشوا و قضوا اليوم في الملاهي و الاولاد بقوا يركبوا الالعاب مع بعض و هشام و فريدة يقفوا يتفرجوا عليهم ب فرحة و كأنهم أسرة سعيدة مكتملة ، هشام و سيليا كانوا حاسين ب احساس عمرهم ما حسوه في وجود فريدة .. احساس وجود الزوجة و الام اللي طول عمرهم فقدينه و حسوه بجد مع فريدة اللي جواها ام حنونة و ست جميلة تتحب بجد و هي كمان كانت حاسة ب احساس مختلف في وجود هشام و الاولاد فكرة أنها تحس ب الامان و الفرحة في وجود هشام و كأنه جوزها و الراجل اللي بتتمناه طول عمرها و عايشين مع بعض من سنين و وجود سيليا و سليم حسسها ب امومتها المكبوتة و ب روح الطفولة اللي محبوسة جواها بقالها زمن .. أما سليم اللي اول مرة في عمره يحس أنه له أهل و أسرة جميلة هو موجود وسطهم احساس الابن اللي محتاج ل حضن اب و ام بجد من اول ما اتولد و مكانش لاقيه و فجأة لاقاه و وجود سيليا اللي حس انها أخته أو صحبته و معاملتها اللي مكانش متوقعها من بعد اللي شافه مع يونس و سلمى كل ده كان فعلا مفرحه و مطمنه جدا

و في العمارة عند فريدة كان طارق قاعد مع ابو عزة في جنينة البيت و قدامهم شنطة مليانة من خيرات ربنا ، لكن طارق كان برضه متضايق و متعصب و بيقول ل ابو عزة

طارق : اوعى تكون فاكر انك هتضحك عليا ب شوية الفطير و العسل و شوية الحشاكيل دول و في الاخر تجيب لي ملاليم يا ابو عزة
أيوة عزة : والله يا باش مهندس انا قلبت الدنيا عشان اعرف اجيب دول
طارق : ليه إن شاء الله ؟؟ هو احنا بنشحت منهم !
أيوة عزة : العفو يا باش مهندس بس والله العظيم الناس دي مظلومة ، المحصول كله اترمى و محدش باع حاجة ف حالتهم بقت كرب ، كرب على الاخر
طارق : المحصول يترمي ولا ميترميش و انا مالي و انا شريكهم ؟! دول مأجرين ارض مني يا ابو عزة
ابو عزة : الموضوع مش ب الساهل برضه يا باش مهندس و حضرتك سيد العارفين
طارق : انا عارف أنه مش ب الساهل ، بس هما لو عليهم ياكلوا الفلوس عليا انا بس .. بص يا ابو عزة فهمهم أن ده اخر انذار انا مش هقعد ب السنين اتفرج عليهم و هما بياكلوا عليا حقي و حق عيالي
ابو عزة : حاضر يا باش مهندس
طارق : ياللا كل
ابو عزة : انا مش جعان والله يا باش مهندس ، بس بالله عليك دوق القشطة دي
طارق : خلاص يا ابو عزة عرفنا انها قشطة بلدي ما انا بكلها ايه
ابو عزة : ب الف هنا ، ب الف هنا و شفا

دخل الليل على اسرتنا الجميلة و هما لسه في الملاهي و كانوا الاولاد راكبين لعبة الخيول و كانوا مبسوطين و عمالين يشاوروا ل هشام و فريدة و هما قاعدين بعيد شوية و بيتفرجوا عليهم و بيشاوروا لهم ، و بصت فريدة ل هشام و قالت له

فريدة : سليم مبسوط اوي
هشام يبص لها ب حب و نظرة كلها سعادة : و انا كمان والله ، انا مبسوط اكتر منه

فريدة بصت له ب خدود لونها احمر زي التفاح و ضحكة مكسوفة من غير ما ترد عليه .. اتعدل هشام في قاعدته و هو بيبص لها و بيقرب منها شوية و بيقول لها ب مداعبة و كأنه بيتعرف

هشام بيمد لها ايديه : مساء الخير ، هشام مهندس ديكور و عندي طفلة
فريدة تبص له و تضحك ضحكة رقيقة و تبادله السلام من غير ما ترد : .....
هشام : طب و انتي بقى ايه ؟! عشان انا عمال اغرس كده
فريدة ب استغراب و عدم فهم : تغرس ؟!
هشام : ما انا اكيد مكنتش محتاج اعمل كشف النضارة ، 3 مرات يعني .. و بعدين انا لما سألتم على بابا سليم قولتي لي مش موجود .. " يكمل ب حماس" .. ف ايه بقى يعني ؟! مطلقة ؟
فريدة تهز راسها ب لأ من غير ما ترد : ....
هشام : طب منفصلة ؟
فريدة تهز راسها ب لأ من غير ما ترد : ....
هشام : أرملة ؟!
فريدة تضحك : تؤ
هشام ب ابتسامة مخالطها عدم فهم : تؤ ! اومال ايه ؟!
فريدة بعد لحظات من الصمت بصت له : سليم يبقى طفل مكفول ، من دار ايتام
هشام عينيه وسعت و نورت في نفس الوقت لكن مردش : ....
فريدة : صدمتك صح ؟
هشام ب ابتسامة واسعة و انبهار : لا لا لأ ، بس دي تقريبا اول مرة اشوف فيها حد عامل الموضوع ده .. بس والله براڤو عليكي ، انتي متجوزتيش قبل كده ها ؟
فريدة ب ابتسامة خجولة : تؤ
هشام : اكيد اخدتي سليم و هو بيبي و فضلتي تربيه و كده ، ده موضوع صعب جدا
فريدة : لا دي قصة طويلة
سليم و سيليا جايين يجروا عليهم : ماما فريدة ، بابي
فريدة ب حب : اهلا اهلا ، اتبسطوا ؟
سليم : اه ، انا جعان
هشام : طيب عايزين تاكلوا ايه ؟
سيليا : برجر
سليم : فراخ بانيه
فريدة تضحك : بيحب الفراخ البانيه
هشام يضحك : و سيليا كمان ، طب تعالوا فيه محل هنا حلو اوي
فريدة : ياللا بينا ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي