الفصل الرابع
"الفصل الرابع "
اعلى الحائط بوستر كبير الحجم يجمع بينها هى وشقيقتها والسعاده تغمرهم بسبب تخرجها وهذه اللقطه أخذت لهم أثناء حفل التخرج والابتسامه تعلو ثغرهم
ابتسمت رهام وهى تخبره عن تلك الصوره : اهي روزه وأنا يوم حفله تخرجي من الجامعه
فاق من صدمته على صوتها ، نظر لها بتوتر وتحدث هو يضغط على انيابه
- اختك ها واسمها روزه
ضحكت برقه : ايوه اختي وفينا شبه من بعض صح ، لا هى اسمها فيروزه وأنا بحب ادعلها فاختصرته لروزه
هزت رأسه واستوعب خطوره الموقف الذي به الان وشردا قليلا يحدث نفسه :
- دي لو عرفت أكيد الجوازه هتبوظ ، وبعدين بقى أنا كده حياتي مهدده ، أنا لازم اتجوز رهام باسرع وقت ماينفعش تأجيل
- نبيل انت يا عم انت بكلمك مش بترد
تحدث بتوتر : سرحت فى اللى خطفت قلبي من اول نظره
- طيب هنعمل ايه نأجل لم روزه تخلص شغلها وتنزل محتاجها معايا
جحظت عيناه بقوه : لا طبعا نأجل ايه دي فرصتنا وبعدين اختك براحتها يعني مش ماما موجوده معاكي ، كمان عشان والدتك ووالدك راجعين تاني الكويت ولا ايه ، يبقى يا حبيبه قلبي نخلص كل حاجه ، مشتاق اليوم اللى هتكوني فيه مراتي ورهومتي أنا وبس مش عايز حد غيري يناديكي بالاسم ده
رفعت حاجبيها باستغراب : أنا مابحبش ياء الملكيه دي ، عشان انا ملك نفسي مش ملك لحد وبعدين اوردي رهومتي ورهومه ده ماما وبابا اللى بينادوني بيه ، اما بقى صحباتي فى ريكو ، ريمو ، رهوم واختى حبيبتي بتقولي روما وده خاص بيها
لوي ثغره بضجر : وأنا بقى هقولك ايه ان شاء الله ، دول ماخلوش ليه حاجه اقولها
ضحكت برقه ثم تنهدت بهدوء : ممكن تقولي روما زى روزه لأن بحبه اوى وغريب عن أي دلع وكمان غير تقليدي
- بس أنا عايز اسم خاص بيه أنا وبس ماليش فيه أنا الكلام ده
ارسلت اليه غمزه مشاكسه : يبقى ناديني بقلبك واللى هتقوله هحبه
ضحك بخفه : لا احنا اتطورنا وبقينا نغمز ، ماشي ياقلبي من هنا ورايح انتى روما قلبي ، روما حياتي ، رومتي أنا وبس
انتهت المقابله بعد ما تم تحديد موعد انتقاء الشبكه واختيار العفش وأيضا تحديد موعد عقد القرآن والزفاف بعد أسبوعين من الان ، وذلك من اجل حضور والديها قبل ان يعودو الى أعمالهم بدوله الكويت. ...
حمد الله كثيرا من اجل عدم رؤيته لشقيقتها بهذا اليوم والا كانت انتهت سعادته قبل ان تبدء ..
""""""""""""""
جلست دريه بجانب زوجها تتحدث بصوت عال
" معقول يا صالح اجوز بنتي فى أسبوعين كده ، لا أنا قلفانه احنا نأجل لم ننزل اجازه كبيره ونعمل دلوقتي خطوبه بس "
اعترض زوجها على ذلك الاقتراح : خطوبه ايه بس يا حبيبتي ، أنا عايز اطمن على البنات ، وبعدين احنا مش معاهم وماينفعش خطوبه وداخل خارج على البنات لوحدهم كده مايصحش ، أنا شايف الجواز اسلم حل وكمان الشاب من عيله محترمه والكل بيشهد بكده وكمان الحجه عيشه من أصل طيب وانا مرتاح لنسبهم وكمان بنتك مش معترضه بالعكس هى بتحبه وموافقه عليه يبقى ليه بقى نكسر فرحتها ، ربنا يسعدها واطمن عليها وعلى فيروز دي اللى أنا شايل همها ، رهام هتتجوز وهتكون فى بيت جوزها وأنا وانتي هنرجع تاني للغربه وهى اللى هتحس بالوحده ، نفسي بجد اطمن عليها .
تنهدت بحزن : هنعمل ايه يا صالح نصيبنا كده ، متغربين عشان مين مش عشانهم وعشان نأمن مستقبلهم من غدر الزمن ، ربنا يجازي اللى كان السبب واللى غربنا عن بناته لولاه كنا زمنا قاعدين وسطيهم ومبسوطين بيهم لكن هقول ايه حسبي الله ونعم الوكيل
شعر بالحزن والاسي وتنهدت بضيق : الحمدلله ، كله مقدر ومكتوب وربنا مايرضاش بالظلم ، هيجي اليوم اللى يندم فيه كل انسان ظلمنا وحقوقنا هتترد لينا لو مش فى الدنيا يبقي عند الله تجتمع الخصوم ..
"""""""""'"""'
لم يغمض له جفن بعدما شاهد صورتها وعلم بصله القرابه التى تجمع بينهم ، داخله شعور بالقلق ، لا يعلم ماذا يفعل ، هل شقيقه أيضا كان على علم بان مديره اعماله شقيقه خطيبته ام الى الان لم يعلم شئ عن هذا ، ظل يردد داخله بان تمر تلك الزيجه على خير فهو يخشى فقدانها ، لا يستطيع العيش بدونها بعد ما اصبحت كل حياته لم يتحمل فراقها ، ظل شاردا بحياته يحاول رسم حياته القادمه مع حبيبته التى ملكت قلبه دون غيرها ، فهو متعدد العلاقات ولكن هذه هي الوحيده التى ملكه قلبه وعقله وأصبحت جزءا من حياته لا يريد الاستغناء عنه .....
"""""""
بدبي "
كان يجلس بجناحه الخاص داخل الفندق الذي نزل به ينتظر مكالمه هاتفيه من احد الأشخاص العاملين معه .
واذا بهاتفه يرن معلن عن الاتصال المنتظر ، اجاب تيّام بروتنيه :
- ها يا مجدي وصلت لايه ؟
على الجانب الآخر اخبره مساعده بعده اشياء .
تنهد تيّام بصوت عال ثم لوى ثغره مستنكرا لما سمعه لتؤ :
- عاوز تفهمني ان نديم ماجاش دبي وباعت مدير اعماله ، معقول هو بكده بيسهلهه عليه اوي
ابتسم بمكر وانهى المكالمه :
- ماشي اقفل انت يا مجدي واي اخبار تعرفها بلغني بيها بدون تردد وأنا هنا هتصرف .
أغلق الهاتف مع مساعده ولمعت عيناه بفرحه النصر ، توجه الى الشرفه ليشعل سيجارته وينظر امامه
" والله وجى اليوم اللى هقضي على كل تعبك يا عابد انت وابنك ، واسم النحاس بس هو اللى هيكون ملك السوق الفتره الجايه "
ثم شرد فى تلك الفتاه التى راوده طيفها ليطفئ سجارته بالمطفئه وعاد ينظر امامه للفراغ بشرود :
" أنا متاكد ان شوفة البنت دي قبل كده ، بس فين مش قادر افتكر "
"""""""""""""""""
فى تمام الساعه الثامنه صباحًا كانت تغادر البنايه لتجد السياره تنتظرها امام البنايه ، توجهت إليها وهى تنظر لذلك القابع امام الوقود وتبتسم له بود
- صباح الخير مستر زياد ، عرفت بنفسك ان مواعيدي مظبوطه
ابتسم لها زياد وهو يؤمى براسه موافقا لحديثها : صباح النور ، وشوفت بنفسي ماحدش قلي ههه
جلست جانبه ليتحرك هو فى طريقه أولا لمصنع اللحوم .
بعد مرور خمسه عشر دقيقه كان يصف السياره جانبا امام المصنع ثم ترجل منها أولا ليفتح لها الباب المجاور لكى تترجل هي الاخري ..
سارت جانبه بثبات الى ان خطت بقدمها لداخل المصنع لتتسمر مكانها جاظه العينان .
سبقها زياد وكان يتحدث معها ليجد نفسه وحيدا ، عاد ينظر خلفه ليجدها متسمره مكانها ، ابتسم على هيىتها ثم عاد إليها بتسأل
- انسه فيروز مالك واقفه كده ليه ؟
- ها ... ابتلعت ريقها بتوتر :
- ده مصنع لحوم
تفهم ذهولها فهى كانت تظن بانه مصنع منتجات أخرى مثل منتجات القاهره من مواد غذائيه كالعصائر والخضروات المجمده وغيرهم من منتجاتهم الخاصه .
- اه فهمت ، مستغربه ان هنا مصنع لحوم وفى مصر مصنع السكر والمكرونه وتعبئه العصائر والمشربات الغازيه .
هزت رأسها بالايجاب ولكن كانت تشعر بالخوف من رؤيتها لتلك المواشي المذبوحه والتى يتم تقطيعها وتفريزها وأيضا منها التى تفرم امامها ورائحه الدماء العالقه بالمصنع ، منما جعل القشعريره تسري بجسدها وتتراجع خطواتها للخلف ، تريد الفرار من هذا المكان .
تفهم زياد خوفها من تلك المشاهد التى تحدث امامها وتنهد بضيق وهو يريد ان يشغل تفكيرها بأمر اخر لكي لا تشعر بتلك الرهبه التى ظهرت على مقلتيها
- انتي دورك هينتهي لم تشوفي المكن الجديد وتمضي ورق استلامه وتتاكدي من جودته وبعد كده شغلك هيبدء فى الشركه ، تعالي ماتخفيش كلها دقايق بس
استجمعت قواها وسارت بخطوات مضطربه خلف زياد الى حيث يوجد الماكينات الجدد تفحصت بعض الاوراق وبالفعل زينت توقيعها نيابتا عن نديم وتحدثت مع العاملين على تلك الماكينات لتعلم بانهم بجوده فائقه ، ابتعدت عن المصنع لتتنفس الصعداء قبل ان تستقل السياره متوجه الى مقر الشركه .
كان يبتسم داخله لايريد ان يسخر منها ولكن تفاجئ برد فعلها ثم انتبه الى كونها فتاه رقيقه فمن المؤكد ان الفتايات يحملون قلب رقيق وجميعهم يفزعون من رؤيه الدماء ، تذكر خطيبته فى هذا الموقف وضحك بقوه لم يتمالك نفسه عندما راء خطيبته تفزع منه وتهرب من امامه تطالبه بالاستحمام عند العوده من المصنع ، شاهد سيناريو مضحك باول زواجهم لذلك ضحك بصوت عالي وهو يرا خطيبته تركض من امامه خوفا منه ..
نظرت له فيروز باستغراب لتلك الضحكات التى لا يكف عنها .
استرد انفاسه بعد نوبه الضحك الهستيري التى احتاجته ونظر لتلك المذهوله جانبه من رد فعله
- سوري .. أصل افتكرت موقف ضحكني اوى ، سوري بجد
هزت رأسها بلامبالاه : عادي مافيش مشكله ، بس افضل تركز فى الطريق احنا هنا على طريق سريع ماينفعش تفكر غير قدامك وبس والا فيها حياتنا
- صح معاكي كل الحق ، أنا آسف بجد ، وهركز على الطريق
همست داخلها : كائن غريب
"""''''''"
داخل شركه الصيرفي بالقاهره ..
كان يتابع عمله داخل مكتبه وفجاه شرد بها ، لا يعلم لماذا يفتقد وجودها الان ؟
هل لانه تعود على وجودها معه بالشركه ، ام لانها جاده بعملها منذ أن خطت بقدميها داخل شركته وهو يرا بها الفتاه الجاده ويثق بها لذلك اصبحت مديره اعماله خلال عام واحد من تعينها بهذه الشركه ايقنت عملها بماهره واكتسبت ثقته والان يتسأل داخله منذ متى وهو يهتم بأمر غيابها ؟؟؟
تساؤلات كثيره داخل رأسه ولم يجد إليها إجابات فى الوقت الحالي...
زفر بضيق وقرر الذهاب الى المصنع لمتابعه سير العمل هناك وهو يهمس داخله
" من امتى بتهتم بغيابه ومش قادر تقعد فى الشركه وهى مش موجوده ،معقول حبتها ومش حسيت بالحب ده غير لم بعدت عني ، معقول قدام عنيه بقالها تلات سنين ولسه حاسس بيها دلوقتي ولا اللى انا فيه مجرد تعود على وجودها معايا ، أنا جوايا حيره غير عاديه ، وكمان ليه حاسس انها وحشاني ونفسي اشوفها واطمن عليها ، ايه كل اللخبطه اللى جوايا ومش لاقي ليها أي تفسير !
"""""""""'"
عوده الى دبي ..
جلست بمكتبها الخاص بالشركه وقص عليها زياد خطه العمل ثم ترك لها بعض الملفات الخاصه بعدد من الصفقات لكى تتفحصهم وتبدء عملها بجديه. .
وقف عن مقعده : أنا دوري أنتهى هنا ولازم ارجع مكاني فى المصنع
، بس هرجعلك على موعد انتهاء العمل عشان اوصلك البيت ، مش هوصيكي يا انسه لازم الشركه تسترد اسهمها فى السوق بلاش نضطر نعلن افلاسها ونلجا لببع المصنع .
تنهدت بهدوء : ان شاء الله خير وأنا هعمل كل اللى اقدر عليها عشان الصفقات دي ناخدها
غادر زياد الشركه وتركها منكبه على الاوراق ، وبعد مرور ساعتين توصلت الى دخولهم لتلك المنقاصات الثلاثه وان تبذل قصارى جهدها على الفوز بهم ، ولكن شردت بحزن تسترجع ما حدث معها من شقيقه نبيل .
تركت القلم بغضب وهمست بصوت غاضب
( أنا هنا ليه بهرب من اللى عمله نبيل وجرح قلبي ومشاعري وجايه هنا عشان انقذ شركتهم من الافلاس ليه ؟؟ ماسيبهم يفلسوا ولا يتحرقوا حتى أنا مالي ، لا بس نديم غير نبيل ، ايوه نديم وقف جنبي وشغلني معاه اول تخرجي ووصلني لان أكون مديره اعماله اللى بيثق فيها وعارفه كل حاجه عن شغله ، لا يا فيروز ماينفعش تخوني الثقه دي ولا تخذليه نديم غير اخوه ومالوش ذنب "
عادت تكمل عملها بعد تلك الافكار التى راودتها ..
"""""""""""
تألق بارتداء حُلته الكحليه ومشط شعره بعنايه ثم نثر عطره المفضل وسار بكل ثبات يغادر الفندق ويقود السياره التى استأجرها لقضاء بعض اعماله التى جاء من اجلها..
صفا السياره امام شركه الصيرفي وترجل منها ليكمل طريقه بجديه وهو يدلف لداخل الصرح يريد ان يلتقي بمدير أعمال نديم الصيرفي ..
كانت فيروز فى ذلك الوقت تجرى عده اتصالات خاصه بالعمل ، ليطرق باب المكتب وتدلف السكرتريه تخبرها بان شخص بالخارج يريد مقابلتها ويرفض الفصح عن هويته .
اومت لها براسها : تمام خلي يدخل ، لم نشوف مين وعاوز ايه بالظبط
خلال ثواني معدوده كان يقف امامها ويمد يده ليصافحها ويخبرها عن هويته
- تيّام النحاس
عندما التقت اعينهم ابتسم تيّام وهو يهمس : مجدي المغفل ما قليش ان مدير أعمال نديم الصيرفي زي القمر كده ، ومتاكد ان شوفتك قبل كده
رفعت مقلتيها تنظر له بغرابه ثم صافحته بهدوء وسحبت يدها على وجه السرعه بسبب تنظراته التى لم افهمها حتى الان .
لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره عندما أستمع لنبره صوتها القوي : وحضرتك جاي تقابلني عشان السبب ده
جلس امامها واضعا قدم على الأخرى وهو ينظر لها بثبات : أكيد مش ده السبب القوي اللى موجود عشانه ، أنا متفاجئ ان مدير أعمال نديم بنوته زى القمر زيك ، كنت متوقع أقابل راجل بصراحه ، دايما ابن الصيرفي بيبهرني .
تحدثت برزانه : تحب تشرب ايه ؟
- لا خلي الشرب ده ل بعدين لم نتفق
- نتفق على ايه؟
- أنا عارف ان الشركه والمصنع بينهارو وعشان كده انتى موجوده هنا تحاولي تنقذي ما يمكن انقاذه ، كنت متوقع أقابل نديم لكن واضح انه بيثق فيكي جدا لم سلمك أمور هنا
- بردو مافهمتش المطلوب
اخرج من جيب سترته شيك وضعه امامها : ده شيك على بياض ومتوقع كمان ، تضيفي فيه المبلغ اللى تحديديه تامني بيه مستقبلك ويعيشك ملكه باقي عمرك
لوت ثغرها بضجر : وايه المقابل ؟
- عاوز الشركه تعلن افلاسها والمصنع يتباع وساعاتها اشتريه وعمولتك محفوظه بردو ، مطلوب منك ماتدخليش أي مناقصه وتوهمي نديم انك دخلتي ومافيش ولا مناقصه كسبتها الشركه وبكده أكون حققت هدفي ووصلك اللى تستحقيه
تحدثت بسخريه : عاوزني أبيع ثقه مستر نديم واتفق مع حضرتك عليه بمقابل مادي
-مش بس كده انتى هتسيبي الشغل معاه وهتبقى معايا ومش هتندمي
ضحكت بسخريه: عرض مغري فعلا ، بس حضرتك ناسي حاجه بسيطه ، مش خايف مني بقى لم اخون ثقه مستر نديم عشانك هيجي يوم اللى اخونك أنت كمان عشان غيرك
هز راسه نافيا : اللى يشتغل معايا مايفكرش يتعامل مع غيري لان بكل بساطه بريح اللى بيشتغل لحسابي وخصوصا انتي هيكون ليكي مكانه خاصه عندي ، مش عارف ليه من اول لم شوفتك فى الطياره وأنا حاسس ان اعرفك وكمان شخصيتك عجباني بتتكلمي بقوه وثقه كده مالمستهاش فى حد
- وأنا اسفه عرضك مرفوض ، أنا مااقدرش اخون ثقه فيه بعد ٣ سنين ولا اقدر اخذله واخسره شركته ، اللى وثق فيه ووصلني لمكانتي هنا لا يمكن اخونه
نهضت من اعلى مقعدها لتنهى المقابله : المقابله انتهت ، اسفه ورايا شعل كتير ومش فاضيه لحضرتك
زفر بضيق وهو ينهض من مقعده رمقها بنظرات حاده قبل ان يغادر المكتب
وترك الكارت الخاص به اعلى مكتبها :
- ماتستعجليش بالرفض عندك فرصه تفكري وده الكارت بتاعي وفي كل تليفوناتي ، وخدي بالك بيه من غيرك هوصل لهدفي فمن الأحسن تستفادي
غادر المكتب بوجهه غاضب الى ان استقل سيارته وهو يضرب على عجله الوقود بغيظ
" معقول بنت بالقوه والثقه دي تشتغل معاه هو ، اشمعنا هو ماحدش عاوز يبيعه الكل متمسك بالشغل معاه ليه فيه ايه زياده عني ، لازم أنا اللى افوز عليه وهحاول اعرف هتدخل أي صفقه عشان ادخلها واخسرهم مش تيام اللى بيستسلم من اول جوله "
""""""""""""""
صدح رنين هاتفها لتجد المتصل شقيقتها ، اجابتها بفتور لتخبرها الاخيره بانها تمت خطبتها وستذهب لشراء شبكتها واختيار عفش منزلنا ، اخبرتها بكل شي بسعاده .
عندما شعرت بفرحه شقيقتها باركتها فرحتها واخبرتها بانها سوف تحاول انهاء عملها باسرع وقت لتعود وتكون بجانبها وتشاركها فرحتها ، ثم اغلقت الهاتف وهى سعيده من اجل سعاده شقيقتها فيكفى ان قلبها كُسر على يد من احبته لذلك تمنت السعاده لشقيقتها الحبيبه ...
ثم عادت تتابع عملها باهتمام الى ان اتى زياد ليصطحبها الى منزلها فقررت اخباره ما حدث ، لتجحظ عيناه بصدمه ويتحدث بانفعال : هي حصلت ان يدخل الشركه ويعرض عرض زي ده ، أنا مش فاهم هو عاوز ايه من نديم ، مش كفايه حجم ااخساير اللى حصلت فى مزرعه المواشي
- حصل ايه فى المزرعه ؟
- الشركه خسرت كل تعاقدتها بسبب اشاعه والاسهم نزلت ولم سالت عرفت ان فى مصدر هو اللى وصلهم اشاعات زايفه والمزرعه اللى نديم شريك بالنص مع صديق والده فى حد دخل المزرعه وحط فى الاكل والشرب ماده سامه نتيجه الطب الشرعي اثبت انها ماده سامه بتقتل فى الحال وراح وقتها كل خير المزرعه وكل إنتاج المصنع ماكفاش شحنات التصدير اللى كنا متفقين عليها ومن وقتها مافيش أي حد طلب يستورد منتجات المصنع ، حجم خساير بالملاين وشروط جزائيه اتدفعت عشان نحافظ على اسمنا تاني فى السوق ،لو الخسائر استمرت نديم هيضطر يبيع المصنع وكمان الشركه واسم الصيرفي هيتمحي من دبي .
شعرت بالاسى من اجل كل ما مر به نديم : وليه مانعملش مصنع زى ده فى مصر ومستر نديم يتعامل مع اكتر من مزرعه ونوزع اللحوم على المحافظات ونصدر كمان منها ، مشروع زي ده هيكون ناجح فى مصر وهيحقق ارباح ماهوله وهيكون مكسب ليه ، وافضل من هنا بكتير ويصفي شغله هنا
- ياريت ينفع ، المشكله ان نديم محتفظ بالمصنع هنا عشان اول حاجه والده بدء بيها من هنا مع صديق ليه ومش قادر يقفل باب رزق عمال كتير مصرين هنا فى المصنع
- لو المصنع اتعمل فى القاهره وجنب المصانع الخاصه بمنتحات الصيرفي ، يشغل نفس العماله وبكده ماحدش خسر شغله
- ممكن نعرض عليه الفكره بس أنا عارف صاحبي هيرفض عشان حلم والده يفضل موجود ويكبره هنا
نظرت له باهتمام : صاحبك ؟
ابتسم زياد وهو يؤمى براسه موافقا : ايوه صاحبي وأنا ماسك اداره المصنع وخاطب وكمان شهرين هنزل اتجوز واجيب مراتي هنا معايا وأنا حاليا بجهز شقتنا هنا وهى بتجهز شقتها هناك على ذؤقها بقى
- بجد خاطب ، ألف مبروك
- الله يبارك فيكي وعبقالك
- ميرسي ، قولي بقى اتعرفت عليها ازاى
ضحك بخفه وهو يتذكر الماضي ثم نظر لها وبدء يسرد لها حكايته
- خلود دي بنت الجيران اللى غني عنها شاكوش
نظرت له بذهول : بجد بنت الجيران ، يعني حب طفوله بقى
- ابدا هى فعلا بنت الجيران الباب فى الباب زى مابيقولو ، لكن كنت طول عمري بستتقل دمها وبقول عليها بت كئيبه لحد لم العيلتين قررو فجاه نسافر اسكندريه مصيف وقعدنا كلنا فى شقه واحده هناك وقضينا اسبوع ، اكتشفتها بقى فى الأسبوع ده وسبحان الله لم رجعنا بدءت نظرتي ليها تتغير وحبتها ولاقيت نفسي بغير عليها من قرايبها الشباب وكنت بدخل ساعات فى لبسها وهى مستغربه تدخلي ده لم صارحته بقى بمشاعري ان بحبها وخطبتها واديني اهو مستني تتخرج السنادي عشان نتجوز بقى ، ممكن سؤال
- اتفضل
- ليه رفضتي عرض تيام النحاس رغم ان عرض مغري واي حد ممكن يضعف
نظرت له بحده : تقدر تقبل عرض زيه وتخون ثقه حد وثق فيك وامنك على شركته ووقف جنبك ، مستر نديم اول حد وقف جنبي لم اتخرجت من اداره أعمال ، مافيش شركه قبلت بيه وأنا لسه حديثه تخرج لكن هو وقف جنبي وساندي وعلمني ازاى ادير الشغل وبقيت سكرتيره مكتبه وبعد سنه بقيت مديره اعماله عشان امن بيه وبمجهودي ، عايزني بعد كل ده ممكن اخذله واخون ثقته وابيع ضميري عشان مجرد شويا فلوس احنا اللى بنشتغل ونعملها مش هى اللى بتعملنا
نظر لها بابتسامه ودوده : مش عايزك تزعلي مني ، مجرد دردشه ، انتي على حق ، ممكن طلب بقى أخير
ضحكت برقه : اتفضل
- بصراحه محتاج رايك فى العفش اللى هشتريه ، أنا مااعرفش البنات ذؤقها ايه واكيد الالوان اللى هختارها هتكون مسترجله هههه وخلود سيباني افرش هنا على ذؤقي أنا وهى ملخومه بقى فى فرش شقتها فى مصر وبتختار كل حاجه بعنايه ، لكن مش مهم عندها اللى هنا وأنا خايف بصراحه اعك ، ممكن تساعديني
هزت رأسها بالايجاب : أكيد ممكن
- خلاص يبقي بكره بقى بعد الشغل أكون عامل حسابي
اوصلها الى حيث سكنها وعاد الى مسكنه يهاتف خطيبته ثم قرر الاتصال بصديقه لينقل له ما حدث اليوم ...
""""""""""
بعدما أغلق نديم الهاتف مع صديقه شعر بالغضب بسبب أفعال هذا الذي يدعي تيام النحاس ، لا يعلم ما سر تلك العداوه التى يجعله يفعل معه كل هذا ، على الرغم من كون والديهم اصدقاء ، ما سبب تلك الكره ولكن ابتسم من رد فعل فيروزه التي لم تخيب ثقته بها .
قرر أن يهاتفها ولكن تراجع فى اخر ثانيه ، قرر أن يتركها هى التى تقص عليه ما فعله تيام معها ، تنهد بارتياح ثم تمدد اعلى الفراش وهو ينظر لسقف غرفته والابتسامه تعلو ثغره وهو يهمس بحروف اسمها
"فيروزه قلبي " فعلا هى فيروزه نادره الوجود وعشان كده قلبي اختارها هي وكل يوم بتاكد اكتر من مشاعري رايحه فى الطريق الصح ....
......
اعلى الحائط بوستر كبير الحجم يجمع بينها هى وشقيقتها والسعاده تغمرهم بسبب تخرجها وهذه اللقطه أخذت لهم أثناء حفل التخرج والابتسامه تعلو ثغرهم
ابتسمت رهام وهى تخبره عن تلك الصوره : اهي روزه وأنا يوم حفله تخرجي من الجامعه
فاق من صدمته على صوتها ، نظر لها بتوتر وتحدث هو يضغط على انيابه
- اختك ها واسمها روزه
ضحكت برقه : ايوه اختي وفينا شبه من بعض صح ، لا هى اسمها فيروزه وأنا بحب ادعلها فاختصرته لروزه
هزت رأسه واستوعب خطوره الموقف الذي به الان وشردا قليلا يحدث نفسه :
- دي لو عرفت أكيد الجوازه هتبوظ ، وبعدين بقى أنا كده حياتي مهدده ، أنا لازم اتجوز رهام باسرع وقت ماينفعش تأجيل
- نبيل انت يا عم انت بكلمك مش بترد
تحدث بتوتر : سرحت فى اللى خطفت قلبي من اول نظره
- طيب هنعمل ايه نأجل لم روزه تخلص شغلها وتنزل محتاجها معايا
جحظت عيناه بقوه : لا طبعا نأجل ايه دي فرصتنا وبعدين اختك براحتها يعني مش ماما موجوده معاكي ، كمان عشان والدتك ووالدك راجعين تاني الكويت ولا ايه ، يبقى يا حبيبه قلبي نخلص كل حاجه ، مشتاق اليوم اللى هتكوني فيه مراتي ورهومتي أنا وبس مش عايز حد غيري يناديكي بالاسم ده
رفعت حاجبيها باستغراب : أنا مابحبش ياء الملكيه دي ، عشان انا ملك نفسي مش ملك لحد وبعدين اوردي رهومتي ورهومه ده ماما وبابا اللى بينادوني بيه ، اما بقى صحباتي فى ريكو ، ريمو ، رهوم واختى حبيبتي بتقولي روما وده خاص بيها
لوي ثغره بضجر : وأنا بقى هقولك ايه ان شاء الله ، دول ماخلوش ليه حاجه اقولها
ضحكت برقه ثم تنهدت بهدوء : ممكن تقولي روما زى روزه لأن بحبه اوى وغريب عن أي دلع وكمان غير تقليدي
- بس أنا عايز اسم خاص بيه أنا وبس ماليش فيه أنا الكلام ده
ارسلت اليه غمزه مشاكسه : يبقى ناديني بقلبك واللى هتقوله هحبه
ضحك بخفه : لا احنا اتطورنا وبقينا نغمز ، ماشي ياقلبي من هنا ورايح انتى روما قلبي ، روما حياتي ، رومتي أنا وبس
انتهت المقابله بعد ما تم تحديد موعد انتقاء الشبكه واختيار العفش وأيضا تحديد موعد عقد القرآن والزفاف بعد أسبوعين من الان ، وذلك من اجل حضور والديها قبل ان يعودو الى أعمالهم بدوله الكويت. ...
حمد الله كثيرا من اجل عدم رؤيته لشقيقتها بهذا اليوم والا كانت انتهت سعادته قبل ان تبدء ..
""""""""""""""
جلست دريه بجانب زوجها تتحدث بصوت عال
" معقول يا صالح اجوز بنتي فى أسبوعين كده ، لا أنا قلفانه احنا نأجل لم ننزل اجازه كبيره ونعمل دلوقتي خطوبه بس "
اعترض زوجها على ذلك الاقتراح : خطوبه ايه بس يا حبيبتي ، أنا عايز اطمن على البنات ، وبعدين احنا مش معاهم وماينفعش خطوبه وداخل خارج على البنات لوحدهم كده مايصحش ، أنا شايف الجواز اسلم حل وكمان الشاب من عيله محترمه والكل بيشهد بكده وكمان الحجه عيشه من أصل طيب وانا مرتاح لنسبهم وكمان بنتك مش معترضه بالعكس هى بتحبه وموافقه عليه يبقى ليه بقى نكسر فرحتها ، ربنا يسعدها واطمن عليها وعلى فيروز دي اللى أنا شايل همها ، رهام هتتجوز وهتكون فى بيت جوزها وأنا وانتي هنرجع تاني للغربه وهى اللى هتحس بالوحده ، نفسي بجد اطمن عليها .
تنهدت بحزن : هنعمل ايه يا صالح نصيبنا كده ، متغربين عشان مين مش عشانهم وعشان نأمن مستقبلهم من غدر الزمن ، ربنا يجازي اللى كان السبب واللى غربنا عن بناته لولاه كنا زمنا قاعدين وسطيهم ومبسوطين بيهم لكن هقول ايه حسبي الله ونعم الوكيل
شعر بالحزن والاسي وتنهدت بضيق : الحمدلله ، كله مقدر ومكتوب وربنا مايرضاش بالظلم ، هيجي اليوم اللى يندم فيه كل انسان ظلمنا وحقوقنا هتترد لينا لو مش فى الدنيا يبقي عند الله تجتمع الخصوم ..
"""""""""'"""'
لم يغمض له جفن بعدما شاهد صورتها وعلم بصله القرابه التى تجمع بينهم ، داخله شعور بالقلق ، لا يعلم ماذا يفعل ، هل شقيقه أيضا كان على علم بان مديره اعماله شقيقه خطيبته ام الى الان لم يعلم شئ عن هذا ، ظل يردد داخله بان تمر تلك الزيجه على خير فهو يخشى فقدانها ، لا يستطيع العيش بدونها بعد ما اصبحت كل حياته لم يتحمل فراقها ، ظل شاردا بحياته يحاول رسم حياته القادمه مع حبيبته التى ملكت قلبه دون غيرها ، فهو متعدد العلاقات ولكن هذه هي الوحيده التى ملكه قلبه وعقله وأصبحت جزءا من حياته لا يريد الاستغناء عنه .....
"""""""
بدبي "
كان يجلس بجناحه الخاص داخل الفندق الذي نزل به ينتظر مكالمه هاتفيه من احد الأشخاص العاملين معه .
واذا بهاتفه يرن معلن عن الاتصال المنتظر ، اجاب تيّام بروتنيه :
- ها يا مجدي وصلت لايه ؟
على الجانب الآخر اخبره مساعده بعده اشياء .
تنهد تيّام بصوت عال ثم لوى ثغره مستنكرا لما سمعه لتؤ :
- عاوز تفهمني ان نديم ماجاش دبي وباعت مدير اعماله ، معقول هو بكده بيسهلهه عليه اوي
ابتسم بمكر وانهى المكالمه :
- ماشي اقفل انت يا مجدي واي اخبار تعرفها بلغني بيها بدون تردد وأنا هنا هتصرف .
أغلق الهاتف مع مساعده ولمعت عيناه بفرحه النصر ، توجه الى الشرفه ليشعل سيجارته وينظر امامه
" والله وجى اليوم اللى هقضي على كل تعبك يا عابد انت وابنك ، واسم النحاس بس هو اللى هيكون ملك السوق الفتره الجايه "
ثم شرد فى تلك الفتاه التى راوده طيفها ليطفئ سجارته بالمطفئه وعاد ينظر امامه للفراغ بشرود :
" أنا متاكد ان شوفة البنت دي قبل كده ، بس فين مش قادر افتكر "
"""""""""""""""""
فى تمام الساعه الثامنه صباحًا كانت تغادر البنايه لتجد السياره تنتظرها امام البنايه ، توجهت إليها وهى تنظر لذلك القابع امام الوقود وتبتسم له بود
- صباح الخير مستر زياد ، عرفت بنفسك ان مواعيدي مظبوطه
ابتسم لها زياد وهو يؤمى براسه موافقا لحديثها : صباح النور ، وشوفت بنفسي ماحدش قلي ههه
جلست جانبه ليتحرك هو فى طريقه أولا لمصنع اللحوم .
بعد مرور خمسه عشر دقيقه كان يصف السياره جانبا امام المصنع ثم ترجل منها أولا ليفتح لها الباب المجاور لكى تترجل هي الاخري ..
سارت جانبه بثبات الى ان خطت بقدمها لداخل المصنع لتتسمر مكانها جاظه العينان .
سبقها زياد وكان يتحدث معها ليجد نفسه وحيدا ، عاد ينظر خلفه ليجدها متسمره مكانها ، ابتسم على هيىتها ثم عاد إليها بتسأل
- انسه فيروز مالك واقفه كده ليه ؟
- ها ... ابتلعت ريقها بتوتر :
- ده مصنع لحوم
تفهم ذهولها فهى كانت تظن بانه مصنع منتجات أخرى مثل منتجات القاهره من مواد غذائيه كالعصائر والخضروات المجمده وغيرهم من منتجاتهم الخاصه .
- اه فهمت ، مستغربه ان هنا مصنع لحوم وفى مصر مصنع السكر والمكرونه وتعبئه العصائر والمشربات الغازيه .
هزت رأسها بالايجاب ولكن كانت تشعر بالخوف من رؤيتها لتلك المواشي المذبوحه والتى يتم تقطيعها وتفريزها وأيضا منها التى تفرم امامها ورائحه الدماء العالقه بالمصنع ، منما جعل القشعريره تسري بجسدها وتتراجع خطواتها للخلف ، تريد الفرار من هذا المكان .
تفهم زياد خوفها من تلك المشاهد التى تحدث امامها وتنهد بضيق وهو يريد ان يشغل تفكيرها بأمر اخر لكي لا تشعر بتلك الرهبه التى ظهرت على مقلتيها
- انتي دورك هينتهي لم تشوفي المكن الجديد وتمضي ورق استلامه وتتاكدي من جودته وبعد كده شغلك هيبدء فى الشركه ، تعالي ماتخفيش كلها دقايق بس
استجمعت قواها وسارت بخطوات مضطربه خلف زياد الى حيث يوجد الماكينات الجدد تفحصت بعض الاوراق وبالفعل زينت توقيعها نيابتا عن نديم وتحدثت مع العاملين على تلك الماكينات لتعلم بانهم بجوده فائقه ، ابتعدت عن المصنع لتتنفس الصعداء قبل ان تستقل السياره متوجه الى مقر الشركه .
كان يبتسم داخله لايريد ان يسخر منها ولكن تفاجئ برد فعلها ثم انتبه الى كونها فتاه رقيقه فمن المؤكد ان الفتايات يحملون قلب رقيق وجميعهم يفزعون من رؤيه الدماء ، تذكر خطيبته فى هذا الموقف وضحك بقوه لم يتمالك نفسه عندما راء خطيبته تفزع منه وتهرب من امامه تطالبه بالاستحمام عند العوده من المصنع ، شاهد سيناريو مضحك باول زواجهم لذلك ضحك بصوت عالي وهو يرا خطيبته تركض من امامه خوفا منه ..
نظرت له فيروز باستغراب لتلك الضحكات التى لا يكف عنها .
استرد انفاسه بعد نوبه الضحك الهستيري التى احتاجته ونظر لتلك المذهوله جانبه من رد فعله
- سوري .. أصل افتكرت موقف ضحكني اوى ، سوري بجد
هزت رأسها بلامبالاه : عادي مافيش مشكله ، بس افضل تركز فى الطريق احنا هنا على طريق سريع ماينفعش تفكر غير قدامك وبس والا فيها حياتنا
- صح معاكي كل الحق ، أنا آسف بجد ، وهركز على الطريق
همست داخلها : كائن غريب
"""''''''"
داخل شركه الصيرفي بالقاهره ..
كان يتابع عمله داخل مكتبه وفجاه شرد بها ، لا يعلم لماذا يفتقد وجودها الان ؟
هل لانه تعود على وجودها معه بالشركه ، ام لانها جاده بعملها منذ أن خطت بقدميها داخل شركته وهو يرا بها الفتاه الجاده ويثق بها لذلك اصبحت مديره اعماله خلال عام واحد من تعينها بهذه الشركه ايقنت عملها بماهره واكتسبت ثقته والان يتسأل داخله منذ متى وهو يهتم بأمر غيابها ؟؟؟
تساؤلات كثيره داخل رأسه ولم يجد إليها إجابات فى الوقت الحالي...
زفر بضيق وقرر الذهاب الى المصنع لمتابعه سير العمل هناك وهو يهمس داخله
" من امتى بتهتم بغيابه ومش قادر تقعد فى الشركه وهى مش موجوده ،معقول حبتها ومش حسيت بالحب ده غير لم بعدت عني ، معقول قدام عنيه بقالها تلات سنين ولسه حاسس بيها دلوقتي ولا اللى انا فيه مجرد تعود على وجودها معايا ، أنا جوايا حيره غير عاديه ، وكمان ليه حاسس انها وحشاني ونفسي اشوفها واطمن عليها ، ايه كل اللخبطه اللى جوايا ومش لاقي ليها أي تفسير !
"""""""""'"
عوده الى دبي ..
جلست بمكتبها الخاص بالشركه وقص عليها زياد خطه العمل ثم ترك لها بعض الملفات الخاصه بعدد من الصفقات لكى تتفحصهم وتبدء عملها بجديه. .
وقف عن مقعده : أنا دوري أنتهى هنا ولازم ارجع مكاني فى المصنع
، بس هرجعلك على موعد انتهاء العمل عشان اوصلك البيت ، مش هوصيكي يا انسه لازم الشركه تسترد اسهمها فى السوق بلاش نضطر نعلن افلاسها ونلجا لببع المصنع .
تنهدت بهدوء : ان شاء الله خير وأنا هعمل كل اللى اقدر عليها عشان الصفقات دي ناخدها
غادر زياد الشركه وتركها منكبه على الاوراق ، وبعد مرور ساعتين توصلت الى دخولهم لتلك المنقاصات الثلاثه وان تبذل قصارى جهدها على الفوز بهم ، ولكن شردت بحزن تسترجع ما حدث معها من شقيقه نبيل .
تركت القلم بغضب وهمست بصوت غاضب
( أنا هنا ليه بهرب من اللى عمله نبيل وجرح قلبي ومشاعري وجايه هنا عشان انقذ شركتهم من الافلاس ليه ؟؟ ماسيبهم يفلسوا ولا يتحرقوا حتى أنا مالي ، لا بس نديم غير نبيل ، ايوه نديم وقف جنبي وشغلني معاه اول تخرجي ووصلني لان أكون مديره اعماله اللى بيثق فيها وعارفه كل حاجه عن شغله ، لا يا فيروز ماينفعش تخوني الثقه دي ولا تخذليه نديم غير اخوه ومالوش ذنب "
عادت تكمل عملها بعد تلك الافكار التى راودتها ..
"""""""""""
تألق بارتداء حُلته الكحليه ومشط شعره بعنايه ثم نثر عطره المفضل وسار بكل ثبات يغادر الفندق ويقود السياره التى استأجرها لقضاء بعض اعماله التى جاء من اجلها..
صفا السياره امام شركه الصيرفي وترجل منها ليكمل طريقه بجديه وهو يدلف لداخل الصرح يريد ان يلتقي بمدير أعمال نديم الصيرفي ..
كانت فيروز فى ذلك الوقت تجرى عده اتصالات خاصه بالعمل ، ليطرق باب المكتب وتدلف السكرتريه تخبرها بان شخص بالخارج يريد مقابلتها ويرفض الفصح عن هويته .
اومت لها براسها : تمام خلي يدخل ، لم نشوف مين وعاوز ايه بالظبط
خلال ثواني معدوده كان يقف امامها ويمد يده ليصافحها ويخبرها عن هويته
- تيّام النحاس
عندما التقت اعينهم ابتسم تيّام وهو يهمس : مجدي المغفل ما قليش ان مدير أعمال نديم الصيرفي زي القمر كده ، ومتاكد ان شوفتك قبل كده
رفعت مقلتيها تنظر له بغرابه ثم صافحته بهدوء وسحبت يدها على وجه السرعه بسبب تنظراته التى لم افهمها حتى الان .
لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره عندما أستمع لنبره صوتها القوي : وحضرتك جاي تقابلني عشان السبب ده
جلس امامها واضعا قدم على الأخرى وهو ينظر لها بثبات : أكيد مش ده السبب القوي اللى موجود عشانه ، أنا متفاجئ ان مدير أعمال نديم بنوته زى القمر زيك ، كنت متوقع أقابل راجل بصراحه ، دايما ابن الصيرفي بيبهرني .
تحدثت برزانه : تحب تشرب ايه ؟
- لا خلي الشرب ده ل بعدين لم نتفق
- نتفق على ايه؟
- أنا عارف ان الشركه والمصنع بينهارو وعشان كده انتى موجوده هنا تحاولي تنقذي ما يمكن انقاذه ، كنت متوقع أقابل نديم لكن واضح انه بيثق فيكي جدا لم سلمك أمور هنا
- بردو مافهمتش المطلوب
اخرج من جيب سترته شيك وضعه امامها : ده شيك على بياض ومتوقع كمان ، تضيفي فيه المبلغ اللى تحديديه تامني بيه مستقبلك ويعيشك ملكه باقي عمرك
لوت ثغرها بضجر : وايه المقابل ؟
- عاوز الشركه تعلن افلاسها والمصنع يتباع وساعاتها اشتريه وعمولتك محفوظه بردو ، مطلوب منك ماتدخليش أي مناقصه وتوهمي نديم انك دخلتي ومافيش ولا مناقصه كسبتها الشركه وبكده أكون حققت هدفي ووصلك اللى تستحقيه
تحدثت بسخريه : عاوزني أبيع ثقه مستر نديم واتفق مع حضرتك عليه بمقابل مادي
-مش بس كده انتى هتسيبي الشغل معاه وهتبقى معايا ومش هتندمي
ضحكت بسخريه: عرض مغري فعلا ، بس حضرتك ناسي حاجه بسيطه ، مش خايف مني بقى لم اخون ثقه مستر نديم عشانك هيجي يوم اللى اخونك أنت كمان عشان غيرك
هز راسه نافيا : اللى يشتغل معايا مايفكرش يتعامل مع غيري لان بكل بساطه بريح اللى بيشتغل لحسابي وخصوصا انتي هيكون ليكي مكانه خاصه عندي ، مش عارف ليه من اول لم شوفتك فى الطياره وأنا حاسس ان اعرفك وكمان شخصيتك عجباني بتتكلمي بقوه وثقه كده مالمستهاش فى حد
- وأنا اسفه عرضك مرفوض ، أنا مااقدرش اخون ثقه فيه بعد ٣ سنين ولا اقدر اخذله واخسره شركته ، اللى وثق فيه ووصلني لمكانتي هنا لا يمكن اخونه
نهضت من اعلى مقعدها لتنهى المقابله : المقابله انتهت ، اسفه ورايا شعل كتير ومش فاضيه لحضرتك
زفر بضيق وهو ينهض من مقعده رمقها بنظرات حاده قبل ان يغادر المكتب
وترك الكارت الخاص به اعلى مكتبها :
- ماتستعجليش بالرفض عندك فرصه تفكري وده الكارت بتاعي وفي كل تليفوناتي ، وخدي بالك بيه من غيرك هوصل لهدفي فمن الأحسن تستفادي
غادر المكتب بوجهه غاضب الى ان استقل سيارته وهو يضرب على عجله الوقود بغيظ
" معقول بنت بالقوه والثقه دي تشتغل معاه هو ، اشمعنا هو ماحدش عاوز يبيعه الكل متمسك بالشغل معاه ليه فيه ايه زياده عني ، لازم أنا اللى افوز عليه وهحاول اعرف هتدخل أي صفقه عشان ادخلها واخسرهم مش تيام اللى بيستسلم من اول جوله "
""""""""""""""
صدح رنين هاتفها لتجد المتصل شقيقتها ، اجابتها بفتور لتخبرها الاخيره بانها تمت خطبتها وستذهب لشراء شبكتها واختيار عفش منزلنا ، اخبرتها بكل شي بسعاده .
عندما شعرت بفرحه شقيقتها باركتها فرحتها واخبرتها بانها سوف تحاول انهاء عملها باسرع وقت لتعود وتكون بجانبها وتشاركها فرحتها ، ثم اغلقت الهاتف وهى سعيده من اجل سعاده شقيقتها فيكفى ان قلبها كُسر على يد من احبته لذلك تمنت السعاده لشقيقتها الحبيبه ...
ثم عادت تتابع عملها باهتمام الى ان اتى زياد ليصطحبها الى منزلها فقررت اخباره ما حدث ، لتجحظ عيناه بصدمه ويتحدث بانفعال : هي حصلت ان يدخل الشركه ويعرض عرض زي ده ، أنا مش فاهم هو عاوز ايه من نديم ، مش كفايه حجم ااخساير اللى حصلت فى مزرعه المواشي
- حصل ايه فى المزرعه ؟
- الشركه خسرت كل تعاقدتها بسبب اشاعه والاسهم نزلت ولم سالت عرفت ان فى مصدر هو اللى وصلهم اشاعات زايفه والمزرعه اللى نديم شريك بالنص مع صديق والده فى حد دخل المزرعه وحط فى الاكل والشرب ماده سامه نتيجه الطب الشرعي اثبت انها ماده سامه بتقتل فى الحال وراح وقتها كل خير المزرعه وكل إنتاج المصنع ماكفاش شحنات التصدير اللى كنا متفقين عليها ومن وقتها مافيش أي حد طلب يستورد منتجات المصنع ، حجم خساير بالملاين وشروط جزائيه اتدفعت عشان نحافظ على اسمنا تاني فى السوق ،لو الخسائر استمرت نديم هيضطر يبيع المصنع وكمان الشركه واسم الصيرفي هيتمحي من دبي .
شعرت بالاسى من اجل كل ما مر به نديم : وليه مانعملش مصنع زى ده فى مصر ومستر نديم يتعامل مع اكتر من مزرعه ونوزع اللحوم على المحافظات ونصدر كمان منها ، مشروع زي ده هيكون ناجح فى مصر وهيحقق ارباح ماهوله وهيكون مكسب ليه ، وافضل من هنا بكتير ويصفي شغله هنا
- ياريت ينفع ، المشكله ان نديم محتفظ بالمصنع هنا عشان اول حاجه والده بدء بيها من هنا مع صديق ليه ومش قادر يقفل باب رزق عمال كتير مصرين هنا فى المصنع
- لو المصنع اتعمل فى القاهره وجنب المصانع الخاصه بمنتحات الصيرفي ، يشغل نفس العماله وبكده ماحدش خسر شغله
- ممكن نعرض عليه الفكره بس أنا عارف صاحبي هيرفض عشان حلم والده يفضل موجود ويكبره هنا
نظرت له باهتمام : صاحبك ؟
ابتسم زياد وهو يؤمى براسه موافقا : ايوه صاحبي وأنا ماسك اداره المصنع وخاطب وكمان شهرين هنزل اتجوز واجيب مراتي هنا معايا وأنا حاليا بجهز شقتنا هنا وهى بتجهز شقتها هناك على ذؤقها بقى
- بجد خاطب ، ألف مبروك
- الله يبارك فيكي وعبقالك
- ميرسي ، قولي بقى اتعرفت عليها ازاى
ضحك بخفه وهو يتذكر الماضي ثم نظر لها وبدء يسرد لها حكايته
- خلود دي بنت الجيران اللى غني عنها شاكوش
نظرت له بذهول : بجد بنت الجيران ، يعني حب طفوله بقى
- ابدا هى فعلا بنت الجيران الباب فى الباب زى مابيقولو ، لكن كنت طول عمري بستتقل دمها وبقول عليها بت كئيبه لحد لم العيلتين قررو فجاه نسافر اسكندريه مصيف وقعدنا كلنا فى شقه واحده هناك وقضينا اسبوع ، اكتشفتها بقى فى الأسبوع ده وسبحان الله لم رجعنا بدءت نظرتي ليها تتغير وحبتها ولاقيت نفسي بغير عليها من قرايبها الشباب وكنت بدخل ساعات فى لبسها وهى مستغربه تدخلي ده لم صارحته بقى بمشاعري ان بحبها وخطبتها واديني اهو مستني تتخرج السنادي عشان نتجوز بقى ، ممكن سؤال
- اتفضل
- ليه رفضتي عرض تيام النحاس رغم ان عرض مغري واي حد ممكن يضعف
نظرت له بحده : تقدر تقبل عرض زيه وتخون ثقه حد وثق فيك وامنك على شركته ووقف جنبك ، مستر نديم اول حد وقف جنبي لم اتخرجت من اداره أعمال ، مافيش شركه قبلت بيه وأنا لسه حديثه تخرج لكن هو وقف جنبي وساندي وعلمني ازاى ادير الشغل وبقيت سكرتيره مكتبه وبعد سنه بقيت مديره اعماله عشان امن بيه وبمجهودي ، عايزني بعد كل ده ممكن اخذله واخون ثقته وابيع ضميري عشان مجرد شويا فلوس احنا اللى بنشتغل ونعملها مش هى اللى بتعملنا
نظر لها بابتسامه ودوده : مش عايزك تزعلي مني ، مجرد دردشه ، انتي على حق ، ممكن طلب بقى أخير
ضحكت برقه : اتفضل
- بصراحه محتاج رايك فى العفش اللى هشتريه ، أنا مااعرفش البنات ذؤقها ايه واكيد الالوان اللى هختارها هتكون مسترجله هههه وخلود سيباني افرش هنا على ذؤقي أنا وهى ملخومه بقى فى فرش شقتها فى مصر وبتختار كل حاجه بعنايه ، لكن مش مهم عندها اللى هنا وأنا خايف بصراحه اعك ، ممكن تساعديني
هزت رأسها بالايجاب : أكيد ممكن
- خلاص يبقي بكره بقى بعد الشغل أكون عامل حسابي
اوصلها الى حيث سكنها وعاد الى مسكنه يهاتف خطيبته ثم قرر الاتصال بصديقه لينقل له ما حدث اليوم ...
""""""""""
بعدما أغلق نديم الهاتف مع صديقه شعر بالغضب بسبب أفعال هذا الذي يدعي تيام النحاس ، لا يعلم ما سر تلك العداوه التى يجعله يفعل معه كل هذا ، على الرغم من كون والديهم اصدقاء ، ما سبب تلك الكره ولكن ابتسم من رد فعل فيروزه التي لم تخيب ثقته بها .
قرر أن يهاتفها ولكن تراجع فى اخر ثانيه ، قرر أن يتركها هى التى تقص عليه ما فعله تيام معها ، تنهد بارتياح ثم تمدد اعلى الفراش وهو ينظر لسقف غرفته والابتسامه تعلو ثغره وهو يهمس بحروف اسمها
"فيروزه قلبي " فعلا هى فيروزه نادره الوجود وعشان كده قلبي اختارها هي وكل يوم بتاكد اكتر من مشاعري رايحه فى الطريق الصح ....
......