الفصل الخامس والعشرون

الفصل الخامس والعشرون ( 25)



جاء أحدهم سريعاً يهتف وبيده كيس به مسحوق أبيض :
_باشا لاقينا ده في الشحنه.

أخذه الضابط يتفحصه بدهشه احتلت ملامحه:
_اي ده!؟

مالبث أن عاد يهتف وهو ينظر لرحيم:
_ده مخدرات !؟

نظر له بصدمة يتبادل النظر بينه وبين ما يحمله، يشعر أنه وقع بفخ كان منصوب له منذ البداية.
____________

أنتهي من تبديل ملابسه، لملابس بيتيه أكثر راحه من تلك البذله الخاصه بالعُرس،  خرج من الغرفه يبحث عن ليل، وجدها تقف بالمطبخ بثياب بيتيه عباره عن بنطال قطني وردي اللون وعلي جانبيه خطان من اللون الاسود، يعلوه كنزة مماثلة له تماماً تصل بالكاد لبداية البنطال ب نصف كُم، كُتب عليها بعض الكلمات الإنجليزية من الأمام باللون الأسود، وعصكت شعرها بفوضويه للأعلى، زم شفتيه يهتف بضيق :
_بتعملي أي؟

هتفت دون أن تلتفت :
_بعمل عشا، وشويه وروح صحي مروان اكيد جعان.

زفر بحنق، لم يعد يقدر علي كبح سؤاله اكتر، فعقد حاجبيه بضيق متسائلاً :
_ليل، أومال فين السوسته؟!

التفت نصف التفاته تعقد حاجبيها بعدم فهم، تتسائل باستغراب:
_سوسته أي؟ في سوسته ضايعه منك؟
عادت تكمل ما تفعله منتظره إجابته، لتستمع له يهتف:
_سوسته الفستان بتاعك.

توقفت عما تفعله، وهي تلتفت له كلياً ترد باستغراب:
_الفستان مكنش فيه سوسته.

عقد حاجبيه اكثر يهتف بغضب:
_اي الاستهتار ده ياهانم، يعني اي فستان من غير سوسته مش فاهم، انا كده كده عارف ان الليله مضروبة بس يعني مش حتي السوسته متهناش بيها.

زفرت بضيق تردد:
_آدم، ممكن افهم اي اللي معصبك كده، واي دخلك الفستان بسوسته ولا لا!؟

رد بضيق أكثر، كطفل فقد حلوته، كم بدت ملامحه طفوليه حينها:
_المفروض ان الفستان يبقي بسوسته، وأنت ِ متعرفيش تفتحيها وتطلبي مساعدتي.

دوت ضحكاتها بالأرجاء، غير مصدقه السبب الذي يجعله غاضب هكذا، آدم الصياد يغضب من أجل سحاب؟!، الأمر يستحق التدوين، ف ربما لن تُعاد هذه اللحظه ثانية ً، أو ربما سيظل يفاجئها وتحدث مواقف عدة تحتاج لتدوين، ازدادات ضحكاتها مع نظرة الحنق التي تحتل عيناه علي ضحكاتها، تمالكت نفسها بصعوبه تهتف :
_مش معقول يا آدم، أنت متعصب عشان سوسته!، بعدين أنت قديم اوي، الديزاين الجديد أغلبه برباط مجرد ما بتسحب الرباط بيتفك بسهوله.

زفر بضيق وهو يتجه للثلاجه يأتي بزجاجة مياه:
_مهو محدش مبوظ الدنيا غير الموضه دي، جديد أي ونيلة أي، هو احنا اشتكينا من القديم!؟ علي فكره نخلص من كل ده وهعمل فرح خاص لينا، وهجيب لك فستان بس هحرص يكون بسوسته، أنا مش متسيب زيك.

ضحكت بصمت وهي تعود لما تفعله، تجرع هو ما يكفيه من الماء، وزم شفتيه يردد بتحسر:
_أنتِ عارفه، المشكله أنهم زمانهم فاكرين أني بنعم في العسل دلوقتي.

ضحكت مردده :
_لا ياحبيبي، زمانهم فاكرين أننا لسة في الطريق ومروان معانا عادي.

أشاح بيده وهو يعاود وضع الزجاجة في الثلاجة متمتماً:
_أنتِ فصيله ياليل.

كادت ترد ليستمعا لرنين هاتفه، فقال آدم بضيق وهو يتجه للغرفه ليجلبه:
_نفس فصلان اللي بيرن ده.

اتجه للداخل يجلب هاتفه من أعلى الكومود، نظر لشاشته يقطب حاجبيه باستغراب لهوية المتصل، مردداً بخفوت " زين"، رفع الهاتف مجيباً:
_ايوه يازين.

تحمحم الآخر وهو يردف :
_ازيك يا آدم.

رد آدم بحرج:
_آه، الحمد لله، آسف بس قلقت من اتصالك ، فكرت في مشكله، أنت اخبارك اي؟

صمت لثوانِ هاتفاً بتنهيده :
_تفتكر هكلمك دلوقتي من غير ما يكون في مشكله!

عقد حاجبيه بقلق متسائلا ً بجمود:
_أي اللي حصل يازين؟ ، قول علي طول.

سعل بخفه متوتراً لما سيقوله :
_عرفت من شويه أن والدك حصلت معاه مشكله، كان بستلم صفقه من الميناء ولاقوا فيها مخدرات.

_مخدرات!؟
رددها بذهول وهو يجلس أعلي الفراش، ينظر أمامه بشرود، ولكن غضب عاصف يحتل عيناه تدريجياً.

تسائل بنبرة باردة برود الثلج :
_عرفت من مين؟

تنهد زين بعدما أُزيل هم إخباره بما حدث :
_تميم، ابن عم عمار.

اتسعت عيناه بصدمه:
_هو تميم ده معاهم؟ ازاي؟ احنا دورنا وراه  كتير من وقت ما ليل قالت عليه، وعرفنا أن طول عمره في أمريكا مع أهل عمار هناك، وأنه ملوش أي علاقه بشغل عمار، وأنت عارف إن مصادر البحث عندنا مبتهزرش.

رد زين بجهل:
_بص يا آدم، أنا معرفش أي حكاية تميم ده، ولا عمري سمعت عنه، أول مره أعرف إن عمار له إبن عم أصلاً، ومشفتش تميم ده قبل كدة، لأنه فعلاً عمره مانزل مصر علي حسب اللي أعرفه، بس اتواصل معايا من يومين، عشان في صفقه جديده هتدخل البلد، وهو عاوز يظبط معايا، والمفروض هقابله بكره، أنا كنت فاهم إن البوص الكبير هو اللي هيتواصل معايا بعد عمار ما اتحبس، بس اتفاجأت ب تميم ده.

زفر آدم بغضب مردداً:
_واضح إن البوص الكبير ده مش هيكشف عن نفسه لك، خصوصاً بعد ما فارس اتكشف، أكيد هيشك في كل اللي كان حولين عمار حتي أنت.

رد زين بموافقه:
_بالضبط كده، علي فكره تميم قالي، علي أساس العداوه اللي بيني وبينك، وإن أكيد زادت بعد جوازك من ليل، قالي علي اعتبار إني هفرح فيك وكده.

هتف آدم بغضب يشتعل بداخله أكثر :
_عارف، بس ورحمة يحيّ لهيدفعوا ثمن كل اللي بيعملوه ده، بس مش قبل ما نوصل لراس الأفعى اللي في مصر.

قال زين مؤكداً حديثه:
_أكيد، أهم حاجه حالياً نعرف مين هو الكبير، المهم دلوقتي تعرف والدك راح فين وتكون معاه، ولو عرفت أي حاجه من تميم ده بكره هبلغك بيها.

رد باقتضاب:
_ماشي ، سلام.

_سلام.

أغلق الهاتف، ينظر أمامه بتفكير، إذا ً الأمر وضح، ما فعلوه ب مروان لم يكن انتقام منه فقط، بل كان انتقام منه ومن أبيه، تميم هذا يشارك عمار في انتقامه، لربما هذا الذي قتله ابيه في الماضي كان والد المدعو تميم، وربما عمه، وفي كلا الحالتين الانتقام واحد، ورد الاعتبار لمروان ووالده واحد أيضاً، وقف يتجه لحقيبته ليخرج ثياب يرتديها للخروج، عاد للهاتف ثانية ً يدق علي رقم أسر ولكن لم يأتيه رد، دق لحازم الذي أجاب فوراً مردداً بصخبه المعتاد:
_أهلاً بالناس اللي راحه تتدلع، واحنا طالع عنينا هنا في القضايا والجري ورا المجرمين، محظوظ أنت يا أدوم.

رد آدم بتعنيف غاضب:
_بس يازفت أنت، عاوزك تشوفلي أبويا في أنهى قسم.

فغر فاه الأخير وهو يردد بذهول :
_عمي في القسم وأنا معرفش، دي تبقي هُزلت.

قاطع حديثه أسر الذي دلف سريعاً، يتجه لمكتبه يلملم أشيائه يهتف لحازم بسرعه:
_أنا همشي، عمي رحيم مقبوض عليه ولازم اروحله، كمل أنت الشغل.

رد سريعاً :
_قسم أي؟ ، آدم عاوز يعرف.

وقف أسر يهتف بتعجب :
_آدم، وده أي اللي عرفه؟

هز الأخير كتفه دلاله علي عدم معرفته هو الآخر، ليتجه له أسر يأخذ الهاتف من يده، وهاتف آدم مخبراً إياه عن مكان رحيم، انتهي ليغلق معه متجهاً للخارج، ليوقفه حازم هاتفاً وهو يتجه خلفه:
_استني أنا جاي معاك.

وقف يرمقه بتعجب:
_جاي فين؟ خليك كمل شغل وحسام زمانه علي وصول كملوا بحث لحد ما أجي.

رد برفض قاطع:
_لأ ، هاجي، مينفعش عمي يبقي في أزمه وميلاقنيش.

قطب مابين حاجبيه باستغراب متسائلاً :
_هو عمي رحيم يعرفك أصلاً؟

رد بذهول :
_اوماال، طبعاً يعرفني، اتعرفت عليه في فرحكوا.

تسائل ثانيةً:
_ماشي، بس ده مش هيخليه يهتم أنك موجود ولا لأ !

هتف حازم بابتسامة بلهاء :
_في حد برضو مش هياخد باله من خطيب بنته!؟

_خطيب مين؟ وبنته مين!؟

رددها بذهول، ليتركه حازم متجهاً للخارج هاتفاً وهو يشيح بيده:
_يوووه، ده موضوع طويل، هحكيلك بعدين.

______________
ارتدي ثيابه واتجه للخارج، ليجد ليل تضع الأطباق فوق السفره، هتفت حينما شعرت به دون الالتفات:
_أخيراً خرجت، يلا صحي مروان، الأكل جاهز.

هتف باستعجال:
_أنا خارج.

التفتت تنظر له لتجده قد بدل ثيابه لأخري مناسبه للخروج، اقتربت منه تسأله بقلق:
_رايح فين يا آدم؟

زفر بخفة مردداً :
_بابا اتقبض عليه.

شهقت بصدمة وهي تتسائل بقلق أكبر:
_اتقبض عليه لي وفي أي؟

أجابها بغضب مازال يشتعل بداخله:
_ولاد ال***، هم اللي عملوها بس والله لهيدفعوا الثمن غالي أوي، تميم بقي بدل عمار.

شهقه ثانية صدرت منها، كانت تظن تميم هذا بعيد عن الأجواء مثل أهل عمار، ولكن أصبح محله! معناها سيُعاد كل شئ من جديد:
_يعني... هنرجع نلف في دوامه جديده.

رد بضيق:
_مين قالك أنها انتهت! مادام الحيه الكبيره لسه متعرفتش عمر الدايره دي ما هتخلص ولا هنبطل نلف فيها، الخوف دلوقتي عليكوا كلكوا، وخصوصاً أنت ِ وفارس، أكيد هينتقم منكوا لإبن عمه.

زمت شفتيها بتفكير مردده بتساؤل:
_طيب هو لي سكت الفتره دي كلها؟

رد بجهل وهو يزفر بخنقه:
_معرفش، وفارس رجع شغله من اسبوعين، والمفروض أنه هينضم للفرقه مكان سيف.

رددت بدعاء قلق:
_ربنا يستر، طمني علي اونكل لما توصل.

ربط علي كتفها مردداً بتحذير:
_خلي بالك من مروان، ولو حصل أي حاجه كلميني فوراً.

ابتسمت ابتسامه صغيره مطمئنه:
_متقلقش.
_______________

وصل حازم وأسر مقر احتجاز رحيم.

دلفوا للداخل فوجدوا رحيم يجلس أمام مكتب الضابط يضع رجل فوق الأخرى يرجع ظهره للخلف باسترخاء، وأمامه ضابط من الواضح أنه كان يغدقه بالتساؤلات، وقف الضابط محيياً إياهم بانتباه، نظر أسر لرحيم وهتف بتساؤل  :
_أي اللي حصل يا عمي؟

رد بهدوء :
_الشحنه اتمسك فيها مخدرات، شحنة شركة الصياد يتمسك فيها مخدرات، بعد السنين دي كلها بقيت شُبهه.

قال الأخيرة ناظراً لهم بسخرية مبطنة بغضب ساخط.

رد حازم بحبور :
_متقلقش ياعمي، مش هنسيبك غير لما تطلع منها.

نظر له رحيم مضيقاً عيناه، كأنه يتبين هويته، سريعاً ما هتف لأسر بضيق :
_أي اللي جاب الكائن ده معاك؟!

نقل أسر أنظاره بينهما، وهتف ببلاهه يردد ما قاله حازم :
_قالي أنه خطيب بنتك! بنتك مين معرفش!

لكزه حازم بضيق متمتماً بهمس لا يسمعه سوي أسر :
_أنت فتان علي فكره، عيب لما واحد شحط زيك ويفتن.

ضغط أسر علي أسنانه بعنف هاتفاً بهمس غاضب:
_جحش ياللي تنشك في لسانك، ماشي هحاسبك بعدين.

انتفضا علي صوت رحيم يهتف بغضب:
_خطيب مين يا جحش أنت!؟ أنت خطيب بنتي أنا!؟

ابتلع ريقه بتوتر يهتف بابتسامه بلهاء:
_باعتبار ما سيكون ياعمي.

قبض يده بعنف حتي لايقوم ويضربها بوجه هذا الأحمق، يحاول جمح لجام غضبه، هتف أسر محاولاً تخطي الوضع:
_آدم جاي في الطريق.

ضيق رحيم مابين حاجبيه بضيق مردداً :
_بتعرفه لي يا أسر بس.

رد برفض :
_والله ما قلت له حاجه، ولا أعرف عرف إزاي.

ردد رحيم بذهول متسائل  :
_اومال عرف إزاي؟!

أجابوه بصمت لعدم معرفة إجابة سؤاله، انتقلوا للحديث عن القضيه مع الضابط الذي يحقق في الأمر.

_____________________
دقات خافته فوق الباب، وليل تقف تنتظر الرد، ثوانِ ووجدت صوت مروان يهتف بالدلوف، دلفت تتفقد حالته ، وجدته يجلس أعلي الفراش ممسكاً برأسه بقوه، هتفت بهدوء مُتسائل:
_حاسس ب أي؟

رفع رأسه ينظر لها بعينه التي بدأ يتخللها بعد الحُمره التي ستزيد مع الوقت بالطبع :
_تعبان، دماغي هتنفجر وكل مدي الألم بيزيد، وجسمي بدأ يوجعني، وخايف.

اقتربت تجلس علي المقعد القريب من الفراش:
_تعبان وفهمناها، لكن خايف! محتاجه تفسير.

زفر بخنقه تسيطر عليه هاتفاً:
_خايف مقدرش أكمل يا ليو، وخايف أأذيكوا معايا، ومعرفش أي ذنبكوا تعيشوا معايا كل القرف اللي جاي، وأي ذنبكوا بدل ماتكونوا في شهر العسل وبتتمتعوا تقعدوا جنبي عشان تعالجوني.

ابتسمت بهدوء تردد :
_ليو!

رد بحرج سيطر عليه ربما خوفاً الإحراج من عدم تقبلها للأمر، وربما لإندفاعه لقوله :
_أصل... يعني أنا برشلوني وبحب ليو ميسي أوي، من وقت ماعرفت أن أسمك ليل، وأنا حابب أقولك ليو.

اتسعت ابتسامتها تهتف بمرح:
_وأنت مالك محرج لي!، ده ليو أحسن من ليل، وبعدين أن محدش دلعني قبل كده، تخيل واحده عندها ٢٥ سنه ومدلعتش لسه، فهسيبلك المهمه دي، وكمان أنا هقولك يامارو، عشان بحب الدلع ده.

ابتسم لها بامتنان حقيقي، منذ أن تعرف عليها وهي لاتنفك أن تظهر لهم خصالها الحميدة.

هتفت وهي تقف :
_يلا نتعشي، عشان تاخد أدويتك.

أومئ بالموافقه، هاتفاً بتساؤل :
_آدم بره؟

هزت رأسها بنفي مردده :
_جاله شغل مهم جداً، واضطر ينزل.

تسائل مضيقاً عيناه بعدم فهم:
_ينزل ازاي؟ هو مش واخد اجازه، وهم فاهمين انه في دهب.

ردت بثبات :
_آه، مهم عارفين اننا لسه في الطريق، فقالوله لازم ترجع، الموضوع مينتظرش، بعدين حتى لو كنا وصلنا كانوا هينزلوه عادي، م أنت عارف شغلهم.

أومئ بالموافقه، واتجهت هي للخارج تزفر أنفاسها براحه.
______________

وصل آدم للقسم
دلف سريعاً للداخل دون أذن أحد، وجد رحيم وأسر وحازم والضابط يجلسون بالمكتب، اتجه لوالد يهتف بلهفه:
_بابا حضرتك كويس؟

نهره بعيناه مردداً:
_اه كويس طبعاً، هيحصلي أي؟

استجمع قواه المفقوده، وهو يتنهد براحه، لا يعلم لما ولكن لوهله ظن أن والده ربما ينهار، ينهار! رحيم الصياد!، لايجتمعان بجمله واحده، ربما فقط تأثير الصدمه هو ما جعل تفكيره يشرد لبعيد.

هتف رحيم بهدوء:
_سيبوني مع آدم شويه.

خرج الجميع واقترب آدم يجلس علي المقعد المقابل له، ينظر له بصمت ربما ينتظر أمر ما، لكن لا يعلم ما هو؟!

وقد كان حينما هتف رحيم:
_مالك متوتر لي؟ حاسك خايف، أو قلقان.

حمحم بتحشرج، وهو يردد:
_يعني... شويه.
نهره عقله لمحاولة تجميل مشاعره،  أليس من حقه أن يخاف أو يقلق؟!، بالطبع حقه، فإن لم يقلق علي أبيه، سيقلق علي من؟!.

هتف سريعاً كأنه يواجه ذاته قبل أبيه :
_آه، قلقت وخوفت، دي مخدرات مش لعبه، وكمان لأني عارف إن هم اللي وراها، وأكيد هيبقوا مدبرينها كويس.

ابتسم رحيم بهدوء مردداً باستنكار:
_طب أنت تعرف عن رحيم الصياد، أنه بياخد علي قفاه؟!

نظر له بذهول لحديثه، يحاول استيعاب الأمر، يستشف من نظراته معني ما قاله، تتقابل أعينهما، أعين متسائلة مصدومه، وأعين ماكره واثقه، ومابين هذا وذاك، عينان متماثلاً حتى وأن اختلف محتواهما.
_____________

انتهت من إعطاء مروان أدويته بعد العشاء وأطمئنت علي خلوده للنوم، دلفت لداخل الغرفه،  دقائق، ودوت شهقه عنيفة منها وهي تضع يدها أعلي فمها تردد بصدمة وأعين مفتوحة :
_أنت!؟ مش معقول!؟  طب ازاي؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي