الفصل الرابع

لاني كنت رجل فقير و هذا متيسر حاله و غنى و كان يعامل زوجتي بأحسن معامله و بطريقه لطيفه و لكني وجدته انه يعاملها مثل ابنته و زوجتى كانت تذكره بكل خير ولم تشتكى منه يوما  وكانت له زوجة مثله حنونة وكريمة و كانت تعاملنا بطريقة حسنة مثل زوجها  الله يرحمها  :
ثم ضاعت و اختفت من راسي تلك الظنون السيئه
و الافكار القذره و استمرينا على ذلك سنين و مع مرور الوقت عرفنا ان الباشا كان يتمنى ان يكون له ابنه و زوجتى احبته مثل ا بيها و كانت تعمل عندهم و هي تشعر انه واجب عليها و انه مثل والدها و لم يشعر ها يوما انه صاحب الفيلا او انها خادمه عنده و ذلك ما جعلنا نستمر معه في السكن و العمل حتى بعد ما كبرت اولادنا و زوجناهم
يا باشا ان زوجتي حزينه و حزنت حزنا شديدا على موت رستم باشا و. انا ايضا فعلا حزنت عليه كثيرا و لكنها هي الاكثر لانها كانت تتعامل معه اكثر الاوقات و كانت تعتبره و الدها حقا حتى ابنائي حزنوا عليه و قالوا لو كنا هناك معه او نعلم  من هو القاتل لقطعنا من كان يريد قتله و دافعنا عنه
قال المحقق شفيق يعني ليس انت يا سعفان من قتله قال سعفان لا يا باشا ليس انا ولا اكون انا
قال المحقق ولكني اريد ان افتش منزلك قال سعفان في كل ثقه تفضل يا باشا في اي وقت انا على اتم استعداد وذهب المحقق شفيق و زملائه لتفتيش منزل سعفان و قاموا بكل الاجراءات حتى و جدوا شيئا غريبا مثيرا للدهشه وجدو اوراقا كثيرا
و وجدوا بينهم ايصال امانه من رستم باشا الى سعفان يقدر ب 150 الف جنيه ووجدوا اوراق شراء سياره باسم سعفان الموظف في شركه الذي يعمل فيها صاحب كافتيريا و ذلك ما اثار الشك الى قلب المحقق  و جعل المحقق شفيق يقبض على سعفان و يعيد معه التحقيق مره ثانيه و لكن الان ليس تحقيق استجواب شاهد و لكنه وجه له اصابع الاتهام قال المحقق شفيق في نفسه هل سعفان هو القاتل من الممكن ان رستم باشا قرض سعفان 150,000 جنيه و كتب عليه ايصال و طالب به سعفان و هدده به ان يسجنه و ذلك ما اثار فكره قتله من سعفان ذلك ما سأتأكد منه في التحقيق
و جاء المحقق بسعفان فقال له  :
لماذا قتلته يا سعفان   ؟ هل طالبك بهذا المبلغ وهددك بالايصال عليه امضاءك
و امضاءه انه كان يقرضك مبلغ لا بأس به و كان عليك سداده
و تاريخ الايصال منذ ثلاث سنوات
و كان عليك سداده  .
و لما  اخذت منه كل هذا المبلغ قال سعفان يا فندم اعطيني فرصه اتكلم و اوضح لك الامر قال المحقق تكلم يا سعفان قال سعفان اني فعلا اخذت منه هذا المبلغ و قدره 150,000 جنيه مين حوالي ثلاث سنوات و هو الذي عرض على ذلك و حاول معي قال المحقق هو الذي عرض عليك ان يعطيك 150,000 جنيه و ما المقابل يا سعفان ما المقابل الذي يجعل رجل ملياردير يعرض عليك مبلغ من المال بهذا القدر و انت تعمل عنده في الكافتيريا 
قال سعفان  : هو الذي عرض على هذا المبلغ من اجل ان اشتري سياره اذهب بها الى العمل و اتنزه بها انا و زوجتى فى يوم عطلتنا  و قال لي هذه مكافئه لك و لزوجتك ثم اكمل سعفان كلامه و قال يا باشا انا كنت رافض المبلغ وهو الذى اثر على
و صمم و قال لي لا بد ان تاخذ المال و تشتري لك سياره انت و زوجتك و تذهبا انتم و تختاروا السياره التي تعجبكم كي لا يكون لك اي سبب في انك تمنع زوجتك من التنزه و تخرجا مع بعض من حين لاخر و تقضي بها مطالبكم كلها
قال سعفان و عندما رفضت و قلت له ان خيرك يغرقنا و لا داعي لهذه التكاليف و صممت على الرفض
و عندما وجدنى ارفض بشده عرض على امرا اخر لأنه وجد في اخلاق الرجل الشرقي  :
فقال لى خلاص يا سعفان اعتبرهم سلف
و ابقى سدد هم عندما يحضروا معك فقلت له اذا كان الامر هكذا ساكتب لك ايصال امانه لحين سداد المبلغ
فمن اجل ان اخذ المال وافق رستم باشا على اساس اني اخذ المال و اشترى السياره و كنت اجهز له جزء ماليا كل شهر صحيح هو قليل على قسط سياره فخمه مثل هذه
و لكن ذلك ما كان يشعرني بالحريه و الراحه النفسيه و كان رستم باشا ياخذه رغما عنه
و لكنه كي يريحني لانه يعلم طبعي جيدا
و كتبت الايصال و مضيت عليه و اعطته له ولكنه اعطى وصل الامانة لزوجتى وقال لها خليه معاكى انا لا اريده و لكنى اريح زوجك
و اشتريت السياره و كان يجهز لي فواتير بالمبلغ المستحق كل شهر و كان ياخذ مني المال الشهري و يعطيه لزوجتى و يقول لها خذيه لكى انا لا اريده و لكني اريح نفسيه زوجك و قالت لي زوجتي على ذلك فقلت لها انا ليس لى شان بذلك حتى لو القى به في سله القمامه او حتى القي به في البحر
انا سعأعطيه المبلغ كل شهر لاشعر ان السياره سيارتي :

فقال المحقق و عندما طالبك بالمبلغ فكرت في قتله لانه ارسل لك لتاتى وتحضر له القسط الشهري و ان تمضى على الايصال فقتلته و كان يمسك بقلم الذي جهزه لك للامضاء فقضيت عليه و ذبحته من اجل ان تكون السياره ملكك و لا احد يطالبك بقسطها
و لا احد يكون له مال عندك
قال سعفان لا لا لا ابدا لم ا قتله لم افعل
قال المحقق يحجز لحين تحليل فصيله الدم الذي يحملها و حجز سعفان المشتبه فيه وقامو بتحليل فصيلة دمه فكانت المفاجئه عند تحليل دم سعفان الكل كان واقف ينتظر و ينظر في دهشه و هي لان النتيجه ظهرت ان فصيلة الدم لم تشابه فصيلة دم سعفان و جاءت لتبوح لنا بان سعفان ليس هو القاتل و فصيله دمه لم تشابه فصيله الدم الموجوده على القلم الذي كان في يد رستم باشا ان سعفان ليس هو القاتل فمن اذا يا ترى.
فقال المحقق افرجوا عن سغفان لانه لا يوجد ادله ضده
و طلب استدعاء السائق الخاص برستم باشا
و بدا التحقيق مع السائق
و مع السؤال الاول
قال المحقق مااسمك : قال السائق
صالح شبراويشى البطل
قال الله المحقق و ما عملك ايها البطل قال السائق اني اعمل سائق عند رستم باشا انى سائقه الخصوصي
قال المحقق : و ما عمرك قال السائق صالح 35 عام
قال المحقق : منذ متى و انت تعمل عنده ؟ قال السائق : منذ خمس سنوات قال المحقق : وكيف كانت معاملته معك
قال السائق ان رستم باشا رجل مثقف
و عالي الثقافه قال المحقق ماذا تعني بعالي الثقافه قال السائق بانه كان ثقافته عاليه ومنحته فن التعامل مع كل الفئات مع العامل و العالم كيف يتعامل معه وكيف ينزل بمستوى فكره و علمه الي ما هو ادني منه و كان يتعامل مع السائق و كانه سائق مثله
و يتعامل مع الخادم و كانه خادم ومع المحامي
و كانه مستشار ومع البهوات فهو رستم باشا صاحب الهيبه و الرسانة
قال المحقق ان كلامك يدل على انك متعلم قال السائق بالفعل انا متعلم و اجهز دكتوراه
قال المحقق وما هى مؤهلاتك قال السائق صالح انا خريج كليه علوم قسم احياء
و احضر الدكتوراه كي اتمكن من السفر في الخارج لاكمل دراستي العليا و احقق حلمي قال المحقق
و ما هو حلمك قال صالح ان اكون شيئا كبيرا ومشهورا في العلم سرح المحقق من طموح السائق و قال له من الواضح يا صالح انك صبرت كثيرا على ذلك
قال صالح في تنهد نعم صبرت كثيرا ولم  اياس حتى الان و انا الاوان الاقتراب من حلمي فقال المحقق و لكن من اين كنت تنفق قال صالح انا كنت لا اقدر على مصاريف التعليم و مصاريفى الخاصه اكل شرب ووالداي سنهم كبير و لا يقدران على العمل و لا يقدران  على ان ينفقوا على البيت و انا الذي كنت أعاونهم في الحياه على المعيشه
و اعتمدت على نفسي و جئت من المنصوره الى القاهره لاعمل و اكمل الجامعة و كنت احاول اوفر لنفسي ولوالدي شيئا من المرتب ولكنه كان لايجزى معى
المرتب معي فكان يقصر في معظم الاشياء ان المرتب لا يكفي كتب الجامعه ومصاريفها الغالية و مصروف والداي الشهريى فتعبت كثيرا و في يوم من الايام جاء رستم باشا الى الجامعه ليتبرع بشيء من المال والى الطلاب المساكين و المغتربين من بلادهم الى الجامعه ليتعلموا فاهتزت مشاعري
و كياني انا لا اقبل الصدقه
الصدقة التي هي شيء من المال الذي ينفذ بعد قليل انا اريد العمل فوقفت و انتظرت خروج رستم باشا بعد ما سمعت عنه انه رجل خيير و يساعد الاخرين و خرجت الى باب الجامعه و انتظرته من الخارج لحين يخرج رستم باشا و بالفعل حين خرج اوقفته و كان هو الذي يقود سيارته و تكلمت معه
و قلت له لو سمحت يا باشا اريد التحدث معك قال لي اركب فلم اصدق ما سمعت فقلت له ماذا تقول
قال اركب السياره هيا بسرعه جئت لا اركب في الخلف قال لي لا اركب جانبي هيا وركبت معه جانبه و ذهب بى الى مكان هادئ و جميل و طلب لنا غداء ثم قال لي لا تتكلم قبل ان ناكل انا عزمك معي على الغداء و قال لي ماذا تريد ان تآكل قلت له اي شيء فقال سوف اختار انا لك واختار و جاء النادل بالطعام و الشراب و كانت مائده فخمه و اكلت معه هذا الطعام الذي لم اتذوق مثله من قبل و لا اعلم اصلا انه موجود في الدنيا و كنت كل قطعه طعام وقطعة خبز أاكلها استمتع بطعمها و اكلت حتى شبعت و لم ينظر الى و انا اكل حتى لا أحرج
و ظل يأكل ببطء حتى لا ينهي طعامه قبلي و احرج انا لاني سوف أاكل لوحدي او انهي طعامي قبل ان اشبع فظل يأكل ببطء حتى انتهيت من طعامي
و بعد ذلك سحب يده من الطعام لم انسى له هذا الموقف النبيل الكريم وهذا اول موقف يجمعني معه و هذا ما ادركني انه رجل كريم و طيب القلب
و خيير وجعلنى اتكلم معه بارتياح ثم بعد ذلك طلب لنفسه فنجان قهوه مظبوط فقال لي ماذا تشرب فقلت له اذا لم يضايقك اشرب مثلك فتبسم ابتسامه صافيه ثم قال لي لا لم يضايقني بالعكس سيسعدني وطلب اثنان من القهوه المظبوط
وقال لى هيا تكلم كنت ماذا تريد
قولت له ان كرمك اخجلنى وأخرسنى من التكلم : قال رستم باشا لا تقول ذلك إنك
شاب مهذب و ذو كرامة وخلق لكنك طموح
وتأمل بمستقبل كريم .
فتعجبت منه كيف لخصنى فى كلمتين
وقولت له فى استغراب كيف عرفت ؟
قال لى انا رأيتك و انا اوزع المال واقف بعيد تنظر في عزه نفس من انك تقترب و تزاحم و تاخذ من المال و وجهك مليء بالحيره و يوجد به كلام كثير هل تعلم اني كنت خارج بالسياره ابحث عنك لأسمعك و اعرف حكايتك لاني شعرت انك تريد ان تتحدث معي و انا الان امامك لا تخجل من اي كلام تريد ان تتحدث فيه
انا كنت اقل منك و كنت اتشوق لكسره خبز كى ااكلها حتى تسد جوعى و تعبت كثيرا في حياتى و كنت يتيم الاب و الام  لان والداى ماتو قبل ان اكمل تعليمى و لا يوجد لدى احد اعتمد عليه او يساعدنى غير الله حتى قابلت رجل ثري كريم واخذ بيدي
و جعلني اكمل تعليمى واعمل فى شركة من شركاته لانه كان يمتلك مجموعةشركات
و كان يتاجر و يستورد و يصدر كل شئ
و لكن حلال و اجتهد فى عملى فى هذه الشركة حتى كبرت الشركة و كتبها لى كى اولاده لا يضايقونى بعد موته وابدا بها حياتى و بنيت نفسي بنفسي و منها اسست سلسة شركات حتى اصبحت رستم باشا فكلنا نخدم بعض فلا تخجل و تكلم
قال السائق صالح هذا الكلام ودمعت عيناه ثم اكمل حديثه انا احببته كثيرا و احببت ان اكون بجانبه دائما ثم قلت له اريد العمل اريد ان اعمل بمرتب شهري لاتعلم و أعين والداي على المعيشه اريد ان اتعب .
فقال لي ماذا تريد ان تعمل ؟ ثم قال
عندى لك وظيفه في شركه  . . هنا قلت له لا

اريد ان اكون بجانبك لاخدمك انت ذاتك اريد ان اراك كل يوم انا احببتك مثل ابي انت رجل كريم وفرت علي خجلى و شعرت بى من داخلي و اريد ان اتعلم منك الكثير قال لي ماذا تريد ان تعمل ؟
قلت له اريد ان اكون سائقك الخاص قال لي انت متعلم و في الجامعه تريد ان تعمل سائق هذا لا يليق بك قلت له اكرمك الله يا رستم باشا وجودى جانبك اكثر شرف لي
و تعزيز لمركزي اين انا من ان اكون سائق رستم باشا الخصوصي الرجل الفطين اللبق الذكي ثم وافق رستم باشا على عملي عنده سائقه الخصوصي و اكملت تعليمي في الجامعه وعوضت كل السنين التي فاتتني واخرتها في الجامعه وبعد ان انهيت دراستي قدمت على دكتوراه و انا الان احضر دكتوراه و لكن موت رستم باشا اثر كثيرا على طموحاتي هو كان يساعدني و يشجعني و كان يدفعني الى الامام و الى تحقيق احلامي و لكني سوف احاول ان اعيد نفسي لانه كان يريد ذلك مني
قال المحقق اين كان يذهب رستم باشا اكثر الاوقات
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي