24

روزي ..

ذهبت الى الخارج لـ محادثة السيد هنرى الذى قام بمناداتى و حقا اشعر بالغرابة لـ فعله ذلك .. ربما يرغب ان يتحدث معى بخصوص شئ ما فى عقد هارولد ، دخلت مكتبه و لم يكن يفصلنا عن الغرفة الرئيسية سوى ذلك الزجاج الشفاف فقط ...
_ انسة روزي .. من فضلك ارغب ان يكون امر حادثة امس سريا ، لا يعرفه الاعلام حتى تنتهى جلسة التصوير و يتم الافراج عن الصور ، تعرفين انه سيكون من الصعب السيطرة على الصحفيين و ان ننهى عملنا فى نفس الوقت .. ألا توافقيننى الرأى ؟
تسائل السيد هنرى حتى لا اصدر بيانا ما ردا على اسئلة الصحفيين و اضع الشركة فى وضع مزري ...
_ و لكن المصوريين من الصعب ان نتحكم بما سيقولونه ، سيد هنري ؟ انت تعرف ليس هناك ما يمكن اخفاؤه خاصة فى حياة المشاهير ..
تحدثت برسمية و انا اتناقش معه
_ لا احد يعرف ما حدث من المصوريين فقط نحن من عرفنا الامر ، لقد اخبرناهم اننا سوف نلغى الجلسة لان هارولد مرهق قليلا ، لقد تعاملت جيدا مع من يعرفون حتى ، لذا اتمنى ان توافقينى الرأى ان ظهرت اى شائعات يمكننا التصدي لها سويا آنسة روزي ..
قال السيد هنري بمنطقية ... و اعرف جيدا ما يرمى اليه ..

ستظهر شركته بصورة سيئة للغاية عندما يعلموا عن الامر و انها غير مؤمنة جيدا ، كما سوف يطالب معجبين هارولد بإلغاء التعاقد مع هذه الشركة الغير آمنة على موظفيها و بالتالى ليست آمنة ايضا لـ هارولد ..

و لكن على كل حال هذا لن يعجب هارولد لانه يرغب فى البقاء بجانب حبيبته إيڤ وقتا اطول ، و على الارجح حدثت هذه المشكلة لانه العارض .. و لان هارولد معروف بأنه يعرض للاشياء الراقية فقط ، ربما ظن هذا الشخص انه يمكنه تحقيق النجاح عبر تلك التصميمات التى سوف يسرقها ...
_ حسنا سأفعل ذلك ، لا تقلق لن نصدر اى بيان دون موافقتك سيد هنرى ، هذا ايضا لـ مصلحة هارولد .. انت تعلم انه لا يحب الشائعات و الاقاويل الكثيرة التى تقال حوله ..
قلت بابتسامة لطيفة و انا اطمأنه ، هذا فى صالح الجميع حقا و يمكننا اصدار الماركة بنجاح دون اى ازعاج بلا فائدة ، الجميع بالفعل ليسوا بحاجة الى المزيد من اوجاع الرأس بسبب الصحفيين و الشائعات ، ابتسم السيد هنري بسعادة و يضع يده على كتفى و يقول
_ شكرا انا اعتمد عليك
قلت بسعادة .. لـ انحنى له و ادخل تلك الغرفة مجددا ...

**

ليام ..

و اللعنة !! .. ما الذى يفعله هذا المدير بحق الجحيم مع روزي ؟ .. لما يضع يده على كتفها و ينظر اليها بتلك الطريقة و كأنها حبيبته ؟ ، شردت لـ دقيقة ثم اخبرت نفسي و ما دخلى انا ؟ يمكنها فعل ما تشاء انا لست واصيا عليها ... اهدأ ليام يا لعين ، أنت لست هكذا ، فقط أهدأ ..
خرجت من مكتب المدير هنري و عادت مجددا الى عملها فاقتربت منها سريعا و قلت
_ اذن .. ما الذى كان يريده المدير هنري ؟
تسائلت بفضول و انا احاول كبح نبرة الغضب التى كانت بصوتي ...
_ لا شئ مهم .. لا تشغل بالك ليام
قالت روزي ببرود بينما تعدل بعض الاشياء على الصور .. ثم تجاهلتنى و كانت تكمل عملها ، حتى اعترضت طريقها و وقفت امامها على الفور ..
_ يبتسم بتلك الطريقة النادرة و لا شئ مهم ، لابد انك فعلتى شيئا اعجبه بالتأكيد
قلت مجددا محاولا استفزازها حتى تخبرني بما دار بينهما ..
_ ربما فعلت شيئا اعجبه حقا ..
قالت روزي ببرود .. مرة اخرى تكاد تفقدنى صوابى تلك الفتاة حقا .. هى تتصرف بطريقة غريبة كما انها تتجاهلنى و لا تلقى بالا لما اقوله حتى !!
_ على كل حال شكرا لك .. على ما فعلته لاجلى امس ، ليام ..
قالت روزى بهدوء بينما تنظر لتلك الاوراق .. و لم ترفع نظرها نحوى حتى ..

ابتسمت بقوة عندما غيرت نبرتها الباردة تلك .. انها متقلبة المشاعر حقا تلك الفتاة .. على الاقل تخلت عن البرود فى نبرتها و اصبحت تتحدث معي بطريقة طبيعية
_ لا بأس ، و لكننى اكتشفت انك كاذبة روزى !!
قلت بنبرة ساخرة حتى استفزها اكثر ..
_ مـ ماذا ؟!
سألت بصدمة .. و قد رفعت نظرها نحوي اخيرا ..
_ انتِ لم تلقى بالازهار بعيدا كما قلتى ، لقد كذبتى على و احتفظتى بهم روزى ..
قالت و انا اضحك بسخرية على مظهرها المتوتر
_ اممم .. ااه .. الازهار ـ لانك كنت تشتريها و كنت تأمل ان من ستأخذها ستبتسم ، لانك كنت سعيد و انت تحملها ، و لانها جميلة .. لم استطع التخلص منها
قالت بتوتر بينما تنظر نحو عيناى ثم قلبت نظرها لتنظر نحو الاوراق مجددا .. ان عيناها حقا جميلتان تلك الفتاة .. قلبى انه مجددا يخفق بقوة ..
_ كان يمكنك القول انكِ نسيتى ان تتخلصي منها ببساطة انتِ فاشلة بالكذب روزي ..
قلت بسخرية فضربت رأسها بغضب ، انها لطيفة بشكل غريب كما اننى اشعر بالسعادة عندما اكون برفقتها , حاولت الهروب من امامى لانها كانت تشعر بالتوتر حتى امسكت يدها و اخبرتها :
_ بعد انتهاء التصوير اليوم انتظرينى اسفل الشركة .. لنذهب للعشاء سويا
قلت بابتسامة هادئة ثم تركتها و غادرت ..
****
هارولد ..

بدأت جلسة التصوير مجددا .. و حمدا لله انها تمتمت على ما يرام اليوم و لم يحدث اى مشاكل مجددا .. و كان الجميع بخير ، ذهبت حتى اغير ملابسى .. ثم خرجت من الغرفة و لكننى تفاجئت عندما وجدت چايدن امامي يقف هناك فى موقع التصوير ..
_ هاي جايدن ، ماذا تفعل هنـ ..
و قبل ان انهى جملتى لقد كدت اتحدث فقط حتى اندفع نحوى جايدن بلكمة قوية جعلت شفتى السفلى تنزف .. و اللعنة هل جن جنونه هذا الوغد ؟! ..
_ أتعرف ماذا ؟! لقد أكتشفت انك حقير حقا
قال بنبرة غاضبة و عيناه كانت تشتعلان غضبا الى جانب تلك الدموع الحبيسة بعيناه ، ما الذى يحدث معه و اللعنة ؟! ..
_ چايدن ، هل جننت ؟
سألت و انا انظر نحوه باستغراب ، ما الذى حدث حتى يندفع بـ لكمة نحوي فور ان يرانى هكذا ؟
امسك چايدن بياقة قميصى بقوة و كاد ان يلكمنى مجددا و لكنه توقف عندما رأى ايڤ قادمة نحونا ..
_ انا جننت حقا عندما صادقت شخصا مثلك ، انت وغد هارولد ..
صاح چايدن مجددا قبل ان يغادر ، و اللعنة !! ... ما الخطب معك چايدن ؟ .. ما الذى يحدث انا لا افهم شيئا ؟ .. هل جن جنونه ؟ لما يتصرف معي بتلك الطريقة ؟
_ هارولد ، هل انت بخير ؟
سألت ايڤ بقلق بينما توجهت نحوى و وضعت يدها على جرح فمى الذى ينزف ثم اخرجت من حقيبتها لاصقة طبية و وضعتها عليها ...

منذ خمس سنوات تقريبا ، فوق سطح المدرسة الثانوية لندن للفنون ، حدث نفس الشئ تماما عندما لكمنى چايدن و ايڤ هى من ضمدت جرحى كـ الان تماما ، انا اظن ان على شكر جايدن لاحقا .. فلكمته فى كل مرة تجعلنى اتقرب من إيڤ اكثر و هذا ما يهمنى
_ لما قام چايدن بضربك ؟! ماذا فعلت هذه المرة ؟
سألت ايف بحدة بينما تنظر نحوى بنظرات قلقة رغم انها تحاول جاهدة اخفاء نظراتها تلك ..
_ و هل اكون انا دائما الفاعل ؟ .. ألا يمكن ان اكون الضحية ابدا ؟
قلت بغضب مصطنع .. على كل حال انا لا اغضب من چايدن فصداقتنا تخطت تلك المشكلات التافهة .. لابد ان لديه سببه و انا واثق انه سيخبرنى به عندما يكون مستعدا .. ربما حدث شئ او سوء فهم جعله يقوم بذلك ، انا اعلم انه مندفع دائما لذا ردود افعاله تكون بدون تفكير لذا انا اتفهمه دوما ..
***
روزي ..

انهيت عملى و انتظرت ليام خارج الشركة ، لم يكن لدى شئ افعله لذا استلم عقلي زمام الامور ، الى متى سأظل هكذا ؟ كحلقة الوصل بين عالمين .. انا لا استطيع ان ارى الشخص الذى احب يتألم .. و ايضا لا يمكننى ان ارى هارولد يتعذب ان ابتعدت عنه إيڤ ، يا لها من سخرية الفتى الذى احبه يحب الفتاة التى يحبها صديقي و الرجل الذى اعمل لصالحه .. اخرجنى من شرودى توقف سيارة فارهة سوداء اللون امامى ..
نزل منها السيد هنرى و ابتسم لي
_ شكرا لك على ما فعلته اليوم انسة روزي .. لقد ساعدتى الفريق كثيرا
قال السيد هنري بابتسامة ممتنة 
_ لا بأس ، انا سعيدة لفعل هذا سيد هنري ..
قلت بابتسامة مماثلة ...
_ هل انتِ متفرغة ؟ ما رأيك ان نذهب للعشاء معا لاعبر عن امتنانى ؟
قال السيد هنري مجددا و هو يحك مؤخرة رأسه ..
_ لا بأس ، انا حقا لم افعل شيئا يذكر
قلت مجددا محاولة التهرب .. هل هو معجب بى ؟
_ لقد غادر كل من بالشركة من تنتظرين اذن ؟  ، سأوصلك على الاقل ان لم تكوني ترغبين بتناول العشاء معي ..
قال السيد هنري مجددا ، اين انت و اللعنة ليام ؟! انا لا يمكننى احراجه اكثر من ذلك !! ..
*
ليام ..

انهيت عملي و ذهبت سريعا لاحضار باقة من الازهار .. هذه المرة من اجلها ، لا ارغب ان اراها تتمسك بازهار جاءت لشخص اخر هى تستحق الكثير اكثر حتى من باقة ازهار ، اردت ان اراها تبتسم مجددا .. فأنا كنت سبب بكاءها مؤخرا ..

رأيت المدير هنرى يقف معها امام الشركة و يتحدثان ، هل أتراجع مجددا ؟ ..
و لكن لا ليس هذه المرة اقتربت بهدوء ، انا حقا اريدها و لن اتأخر مجددا ..
_ سأوصلك على الاقل ان كنتِ لا تنتظرين احدا ، انسة روزي ..
سمعت المدير هنرى يتمتم بـ تلك الجملة ، فاقتربت من روزي و امسكت بكتفها بهدوء
_ انها تنتظرنى سيد هنرى شكرا لك
تمتمت محييا اياه فابتسم بهدوء و انحنى ايضا ثم غادر ، رأيت عينيها تبتسم لاول مرة ..
_ ان لديك عينان جميلتان حقا
قلت بدون وعى و انا شارد بعيناها اللامعتان ...
_ هل اعتبر هذه مغازلة ؟!
قالت روزي بابتسامة لانتبه لما قلته ..
_ ايا يكن ، قررت الاحتفاظ بالزهور .. الزهور لم تخلق لتلقى بعيدا
قلت بابتسامة سعيدة لتنظر لى بعدم فهم .. اخرجت الزهور من خلف ظهرى
_ تفضلى ، هذه لاجلكِ
قلت بابتسامة واسعة ..
_ يااى ـ زهووور ، شكرا ليام ..
قالت بسعادة بالغة و هى تحتضن الزهور الى صدرها بلطف ، هذه الفتاة حقا لطيفة ..
كيف لاحظت هذا الان فقط ؟! ... ابتسمت لابتسامتها تلك ليخفق قلبى بجنون كما يفعل مؤخرا .. و لكننى الان على علم بمرض قلبى هذا !! ...
*
إيڤ ..

_ كانت جلسة التصوير رائعة .. احسنت
قلت بابتسامة قاطعة الصمت بينما نتناول القهوة او بالاحرى انا من اتناول القهوة و هارولد لا يتوقف عن  النظر نحوى ..
_ انا اعرف ، فأنا ساحر للغاية
قال بابتسامة مغترة ..
_ و اللعنة على غرورك !!
قلت بسخرية ثم صرخت به مجددا :
_ توقف عن النظر الى هكذا ، هارولد ..
_ لماذا ؟! هل قلبك يرفرف بقوة ؟
تمتم بينما لم يتوقف عن النظر ..
_ انا احبك إيڤ ..
قال هارولد بنبرة هادئة و هو لا يزال يبتسم ..
_ انا ايضا
قلت بصوت منخفض .. لقد قررت اننى لن اخفى مشاعري اكثر من ذلك ، و ان علي اعطاؤه فرصة اخري
_ ماذا ؟!
سأل هارولد هو يبتسم بشدة ...
_ انا لم اتوقف عن حبك ابدا ، و لكننى حقا تألمت للغاية ... شعرت ان قلبى سيتمزق ، لانك لم تكن تبادلنى الحب .. اذا كنت ستفعل ذلك مجددا فقط اخبرنى كى اتوقف عن حبك انا لن اتحمل المزيد من الالام اخرى بعد الان
قلت بنبرة مهزوزة بينما تساقطت بعض دموعى .. ليتقدم نحوى ، و يمسح دموعى ببطء ..
_ منذ خمسة اعوام .. فى البداية كنت سأنفذ الرهان .. و لكننى ببطء وبدون ان اشعر وقعت فى حبك .. كنت خائف من تجربة تلك المشاعر ، كنت اظن ظنا خاطئا ان جميع النساء خائنات .. لان امى هجرتنى بصغرى .. و لكننى احببتك حقا من كل قلبى ، طوال تلك السنوات .. و لم تتوقف مشاعرى لك ابدا ايڤ .. فقط ظللت اشتاق اليكِ اكثر من ذى قبل ، انا لن ادع دموعك الغالية هذه تتساقط مجددا
قال هارولد بهدوء و هو يمسك وجنتاى بين يديه ..
_ انا احبك إيڤ و سأحبك دائما
قال مجددا .. بينما تعالت اصوات جميع من بالمقهى يا الهى سنكون خبر الغد فى الصحف ، اقترب هارولد منى ببطء غير عابئ بهذا الحشد الذى حولنا قلص المسافة بين شفتينا ليقبلنى بحب ... بادلته و انا اشعر بسعادة بالغة .. لابد للحب ان يمر ببعض المشكلات حتى يصبح اقوى .. كما قالت امى
" فلابد للحب ان يكون مؤلما "
**
چوليا ..

چايسون .. انا خائفة ان اعترف له بحبى حقا ، هو يظل يعاملنى بلطف .. و يعتنى بى دائما .. و انا خائفة حقا ان يكون لا يبادلنى مشاعرى تلك ..

**
يتبع ....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي