الفصل الرابع

بمنزل حفيدة من أحفاد عائله الجابر واقفه بثباث و كبرياء ممسكه بهاتفها و تنظر بأعين كالصقر لنافذة المكتب و تجري مكالمة هاتفية . . .

أمل بجديه : سالم جهزتلي ورق المناقصة

جاها الرد : أكيد طبعاً

_ تمام أنا عايزة كل حاجة تكون جاهزة بكرة يا سالم 8 بالدقيقة تبقي جوا الشركة و مستنيني ماشي

سالم بعمليه بحته : حاضر يا بشمهندسة أمل 8 بالثانيه هكون موجود

_ تمام
لتغلق الهاتف و فى داخلها ( المناقصة دي ليا يعني ليا مهما كلفنى التمن ) لتدلف دادة وفاء لتخرجها من شتات تفكيرها متحدثه بحنان : أمل يا بنتى

أمل بهدوء : نعم يا دادة

دادة وفاء بهدوء و طيبه قلب : مالك يا بنتي ؟

امل بتنهيدة : عندي مناقصة مهمة جداً ادعيلي

دادة وفاء : و الله يا بنتي دايماً بدعيلك أنتي و أختك ربنا يبعد عنكو ولاد الحرام

امل بجديه : ايوة فعلا و خصوصاً ولاد الحرام دول

دادة وفاء بقلق : هو نازل المناقصة دي و لا أى ؟

أمل بهمهمه : طبعا ده ميضيعهاش ابداً و خصوصاً عشان انا داخلة فيها بس و رحمة أمي ماهياخدها ابداً و بكره بقي يبقي يوريني هياخدها ازاي . . . المناقصه دى ليا مهما كلفنى التمن

خرجت دادة وفاء ووقفت أمل أمام المرأه وهى تنظر لنفسها وكلام والدتها بيتردد فى أذنها ( متأمنيش لراجل ابدا اوعي تسلمي قلبك لحد هيكسرك و يفتت قلبك و مش هتشوفي منه غير الخيانه و طعنه القلب وكسرته مفيش راجل بينصف ست ويقويها دايما بيتفننوا فى كسرتها لالف حته )

همست أمل بصوت مسموع نسبيا و نبرة تحمل الغل : عمري ماهسلم قلبي لحد انا حياتي شغلي و بس دي الاول و الاخير بنسبالي و محدش هيشاركني فيها ابدا ابدا
. . . . . . . . . . . . . . .
بعد صلاة العشاء . . .
باحدى الأماكن الشعبيه يجلس أسر على قهوة نائيه
تحدث أسر موجهه حديثه لعم أحمد : عم أحمد ايه اللي مقعدك كده ؟

عم أحمد : قولت اشربلي حاجه و اطلع انام عشان ابقي مع الهانم الى بشتغل عندها بكره

أسر بهدوء و طيبه قلب : ربنا يقويك ياررب

ابتسم عم احمد و ساله : انت كنت فين كده ؟

_ كنت بصلي العشا

_ عملت ايه مع مديرك ؟

عقد أسر حاجبيه وتحدث بيأس : قرفت يا عم محمد . . . مافيش تقدير المدير اتغير و هيغير كل المهندسين يعني بجد ربنا ينتقم منه

_ أسر يا ابني ربنا اكيد شايلك الاحسن صدقني متقلقش

تنهد أسر تنهيدة طويله : ياررب يا عم أحم ياررب . . . اديني بكره هروح و اشوف ايه اللي هيحصل و ربنا يكرم بقا
. . . . . . . . . . . .
باليوم الثانى بشركه أمل الجابر

تدخل أمل بهيبتها وخطاها الواثقه لتتجه الى مكتبها مباشرتً تحت أعين الموظفين و هى تسمع همساتهم
_ واحده ست بس ليها هيبة سبحان الله

_ ده مافيش حد مابيحترمهاش و مبيخفش منها

_ صدق اللي سمها الصقر بنت الجابر مش هتبقى أقل من التنين الى بينفس نارة و مبيرحمش زى عيلتها الى خلف نامتش برضوا

_ بطلوا رغي بقا عينيكوا هتجبها الارض . . . ربنا يحفظها و يبارك فى عمرها لولها كانت الشركه و الاسهم وقعت و الشركه اتقفلت و اتشردنا

لتبتسم أنل بكبرياء و تدخل المكتب و تدخل خلفها السكرترة مستمعه لحديث أمل و أرشادتها : عايزه ملفات مصنع الادويه و المياه و الحديد

هتفت السكرتيرة ( حسناء ) : دول كتير اوي يا يا أمل هانم

أمل نظرة جامده وصوت حاد لا مجاله للنقاس : انا كلامي يتنفذ 10 دقايق بظبط و تجبيلي الملفات دي

حسناء بتوتر وربكه من نبرتها : حاضر يا أمل هانم على طول حالا يكونوا عند حضرتك

_ و ابعتيلي سالم

_ حاضر

خرجت حسناء ورات سالم بوجهها ليسالها بتعجب : مالك وشك اصفر كده ليه

_ من أمل هانم . . . انا بجد حاسه اني هموت من طريقتها دي ف يوم من الايام و الله

سالم بضحك : يا شيخه يعني انتي بقالك معاها أربع سنين لحد دلوقتي مش عارفه تاخدي عليها

أنكمشت ملامح حسناء وهتفت ببرأه : ماهي اصلا مبتكلمش مع حد مبتاخدش و تدي فى الكلام ابدا . . . دي بصت عينيها ترعب والله

سالم بضحك : عالم جبانه اسمعي كلامها و بس هي مبتحبش غير أن يتنفذلها الاوامر و بس كده

فتحت حسناء عينيها بأتساع و ضربت على راسها بذعر : نهار اسوح الملفات دي قالتلي عشر دقايق و تبقي عندي . . . لتتحرك بسىرعه وتقف مرة واحده و تنظر لسالم : ادخلها كانت عايزاك . . . و تتحرك مرة أخرى لتترك سالم يضحك عليها بقوة ويدخل ل أمل بعدما طرق الباب وهو يقول : يا لهووي عليكي يا أمل هتفضلي لحد امتي مربيه الرعب للموظفين كده حرام عليكي

رفعت امل راسها من على المفات أمامها و قالت بلامبالا : سالم لازم اتعامل كده انا فى الشغل معنديش رحمه و انت عارف ده

هتفت سالم بسرعه : انتي معندكيش رحمه فى اي حاجه مش ف الشغل بس تقريبا حد واحد بس اللي بتعامليه كويس هي ناديه اختك غير كده انتي مبتشوفيش حد

ابتسمت أمل على ذكر أسم أختها و نطقت بحنان : ناديه بنتي مش اختي و بطل رغي و قولي على المناقصه . . .

سالى بهدوء : ماشي يا ستي . . . المناقصه واحد من عيلة الفاروق نازلها يعتبر بتقله كله

أمل بخبث : حلو اوووي . . . يبقا كده الشركه بتاعته هتقع

سالم بجديه : خلي بالك اللي نازلين المناقصه شُداد اوي

أمل بغرور : سالم مافيش حد يقدر يقف قدام أمل الجابر

هز سالم راسه : عارف يا أمل بس دول افاعي خلي بالك برضو انتي اختي مش مجرد بنت عمي بس و لازم اخاف عليكي

أمل بمكر : لو هما افاعي ف انا تنين يعني هحرقهم من غير مفكر حتي . . . هما خايفين يا سالم و هتشوف ده عشان عارفين ان المناقصه دي ليا و بس

سالم بتحذير : الى أسمه سعد الفاروق دا انا مش مطمنله على فكره و صح انتي مبلغتيش عنه ليه و انتي مسافره !؟

أمل بضحكه عاليه : عشان هخليه على الرايق يا سالم هسويه على نار هاديه بس لما دماغى تفضاله

_ طول عمرك حليفه الشيطان فى الملاعب أبليس بيقف فى الخلفيه كدا بيفضل يتفرج عليكى ويصقفلك

_ عيب عليك ده انا أمل الجابر يعني مش أى حد و السلام و امشي بقا عشان مش فاضيالك

سالم بضحك : اسفين يا ريس انا هخلع انا بقا

هتفت أمل بأستنكار : تخلع ؟ انت و ناديه بقيتوا بيئه كده ليه بجد !!

سالم بضحك : عشان انتي قافله على نفسك بس اخرجي للواقع هتلاقي الدنيا حلوه اوي و هتعجبك

أمل ببتسامه خبيثه وقد لمعة فكرة و قررت تنفذها : طب اخلع انت بقا

هتف سالم و هو يضحك ويصفق بيده بضحك : ايوه بقا يا أمل يا جامد

أمل بضحك : اطلع برا ياض سبني اشوف شغلي . . .
. . . . . . . . . . . .
بغرفة ناديه تقف ممسكه بهاتفها و باليد الاخره تعبث بخزاته ملابسها و هى تتحدث مع صديقتها على الهاتف : ايه يا موكااااا

مكه ببتسامه : حياتى عامله ايه اختك أمل رجعت !؟

هزت ناديه راسها : اه يا قلبى رجعت امبارح

مكه بضحك : اوبا بقا يبقي حذر التجول بدا و نوم من الساعه 9 بليل و متنسيش تغسلي رجلك و سنانك قبل ماتنامي

رفعت ناديه حاجبها : خفه . . . ايه يا بت برميل العسل اللي بينقط منك ده

مكه بغرور : طول عمري دمي خفيف . . . تباً لتواضعي

نادية بضحك : لا هو مش تباً لتواضعك لا هو تباً لاشكالك يا اخرت صبري

مكه بأستنكار : بتردهالي يا صاحبي ! شكرا يا صحوبيه

_ ده انتي يا موكاا صديقي الانتيم انتي و الواد عز بس تحني عليه شويه

مكه بتنهيده : و الله عارفه يا نادوو . . . لما تحني انتي على حمزه هبقا انا احن على عز

لوحت ناديه بيدها : فكك مني انا و من حمزة والله الواد عز ليه الجنه

مكه بعقدة حاجب : ليه الجنه ليه ان شاء الله .. ماتتلمي يا نادوو

ناديه بقهقه : خلاص أسفين صلاح . . . يلا انجزي بقا عشان هعدي عليكي عشان نروح الجامعه سوا

مكه بحماس : اشطا جدا مستنياكي بس استني مش انتي يابت اترفدتي من الجامعه

ناديه بحمحمه : احم بلاش اترفدتي دي عشان بتجيب هسهس لأمل . . لا عقبال امالتك أموله حبيبت قلبى رجعتني

مكه بدعاء و هى ترفع يدها للسماء : اللهم اخت زي اختك . . . هي مثال ان الست بميه راجل فعلا بعيدا ان حقيقي بخاف منها . . . عليها بصت عين ببقا هعيط منها

نأديه بضحكه عاليه : واضح ان اختي مربيه الرعب لكله

بعد ثلاث ساعات يجلسان كل من ناديه و مكه بكافتريا الجامعه

مكه بزهق : اووف يباااي اخير خلصنا مع الدكتور البارد ده

أمل و هى تتحدث بنفس النبرة : ده رغاي رغي بشكل ايه ده مبيفصلش

هزت مكه رايها : ده كل كلمه يرشقلنا حاجه من إنجازاته يخربيت فصلانه

ناديه بضحك : طب انا بقا نفسي افهم هنكتب ايه فى امتحان بكره و انا بلح كده

مكه بضحك : مين أختها هتعلقها زي الدبيحه عند الجزار لو شالت ماده

ناديه و قد لكزت مكه بكتفها : يا ساتر عليكي ربنا مايجيب شيلان ده هتعمل مني بوفتيك

_ انا والله لما بسمع سيره اختك بتلبش و ضحكت بقوى و هى تتذكر قائله : فاكره عملت ايه فى چودى دي نفختها بمنفاخ عجل ياعيني

_ بس متفكرنيش بعيدا انها كانت تستاهل بس هي اللي قررت انها توقف قدام اختي و كمان تعارضها

_ أمل أختك مبطلعش نفسها غلطانه ابدا . . بتهزق اي حد اي ان كان سنه .. جبروت يا بنتى

رفعت ناديه حاجبها : ماتلحظي انك بتكلمي على أختي بس انا مبشوفش كده منها ليه

مكه بضحك : يمكن عشان انتي طاهره و مبتعمليش حاجه غلط يا حبيبتي انتي بتنامي من الساعه 9 بليل زى الفراخ ده اللي انتي فيه ده مش هيخليكي تلحقي اصلا

ناديه بنرفزه : بارده

مكه بضحك : مش اكتر منك يا ناادوو

بنفس الوقت لاحظت مكه عز يقترب منهم فهمست
: ناظيه انا همشي انا . . . عز جي علينا وبالفعل تحركت لعيده عندهم بدون ما تسمع رد ناديه لينظر عز بأتجاه مكه بحزن ودقائق ونظر لناديه : مشيت عشان بتتهرب مني

امل بتنهيد : عز يا صاحبي . . . مكه مشوشه و انت جتلها فى وقت هي مشوشه فيه و انت عارف يبقا تهدا كده و خليك واثق فى ربنا ان اكيد مش هيضيع حبك ده و لو ف خير بينكوا ربنا هيكتبهولكو و لو مافيش خير ربنا هيرزقك باللي يستاهل حبك

عز بأبتسامه: انتي جدعه اوي اوي بجد يا ناديه

رفعت ناديه راسها بغرور : مبحبش اتكلم عن نفسي كتير
. . . . . . . . . . . . . . .
اجتمع الثلاث اخوه في غرفة الاجتماعات الخاصه بالعائله و بعد مرور قليلا من الوقت كان الصمت سائدا .

صالح وثب قائلا : خير يا جدو .. بتفكر في ايه قولنا الى فى دماغك

وقف الجد مستندا علي عكازه و هو يطوف حولهم بخطوات متباطئة : ربنا مرزقنيش الا بخلفت ثلاث رجاله واحد قابل وجه رب كريم والاتنين التانين متغربين فى بلاد برا بس ربنا عوضنى بعيالهم رجاله يسدوا عين الشمس انتوا سندي و كبار عيله الجابر كلها .. الحمل تقيل عليكم قوي ياأحفادى وأنا عارف

يستمعون اليه بصمت و انتباه . . ربت الجد علي كتف ( صالح ) اخاهم الذي يحتل الترتيب الثالث بيهم : ربيتكم و كنت حريص اني أعلمكم و توصلوا لمراتب عاليه سعد فى منصبه عالي في القضاه و أدهم دراعي اليمين في الارض و الثروه دي كلها .. صالح السبع بتاعي المهندس اللي شايل هم شركاتي في مصر كلها  علي كتافه و وصلها للمستوي اللي هي فيه دلوقتى

فرك صالح كفيه بحماس : خير يا جدو ماتخش في الموضوع على طول . . ليه المقدمات دي !!

_ خلى عندك صبر يا صالح و بلاش الاستعجال انا بقولكم الكلام دا عشان تعرفوا غلاوتكم عندى قد أى اعرفكم انكوا عكازى وسندى الا من غيركم هبقى ولا حاجه وانتوا من غيرى مكنتوش هتوصلوا للى أنتوا فيه دلوقتى ... أنا جامعكم النهارد عشان قرار كنت مقرره من فترة بس كنت مستني الوقت المناسب ومكنتش حابب اظلم حد فيكم .

اعتدل الجميع في جلستهم باانتباه . . . . عاد الجد ليجلس علي مكتبه بهيبة و وقار متنحنحا بقوة
- سعد و أدهم و صالح
تنهدوا جميعا منتظرين قرار الجد الحازم تمهل الجد في كلماته قائلا : اللي عمله عمكم قوم الحرب بينا و بين عيلة الفاروق عارف انكم ملكمش ذنب بس مافيش غير القرار دا اللي هيخليني اطمن عليكم و اضمن انكم هتفضلوا مع بعض و محدش يقدر يفرقكم . . . و من غير القرار دا ما يتنفذ اي حاجه بعده هتكون زي حته قماش دايبه كل ما نرقع فيها من ناحيه هتتقطع من التانيه

صالح بنفاذ صبر : خير يا جدو فى كدا قلقتنا اكتر

- سيبني اكمل يا صالح
نظر اليهم جميعا يري حماسهم و قلقهم لمعرفة قراره : قراري هيبسط ناس فيكم و هيزعل ناس فيكم . . . بصوا انا قررت ألم شمل العيله دي .

اخيرا نطق سليم بسؤال بعد هدوئه التام التي لحقت به عاصفة قرار كبير عائلة الجابر : تقصد أى يا جدو ؟

- سعد هيتجوز صفاء و حنان لأدهم و مريم لصالح و دا قرار مش هقبل فيه اي جدل . . . تقدروا تشوفوا شغلكم و دخلتكم الأسبوع الجاي يوم الجمعه.

صاعقة حلت علي قلب سعد و أدهم و امطرت فرحا علي قلب صالح الذى صاح فرحا : ينصر دينك يا جابر ياكبير نطق كلماته مهللا و هو يريد احتضان العالم بين ذراعيه اخيرا سيتجمع شمله علي معشوقته الصغيره

على عكس سعد و أدهم الذى أصاب قلبهم صاعق كهربي تلعثمت الكلمات بحلقهم و نظرا كل منهما الي الاخر بصدمه و ذهول .
دايما بيقولوا ( يعملوها الصغار ويقعوا فيها الكبار ) ولكن مع عائلة الجابر يحدث العكس تماما فعلوها الكبار ووقعوا بها الأحفاد اصبح الوضع لا يحتمل . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي