مناورة

حاول ادم انهاء الحوار مع سليم و يجعله يترك المنزل ويغادر وكانت ابريل تستمع الى كل الحوار وتشعر بالغاز من محاولات سليم الى استمالته ادم وتقديم ما له اموال حتى يرضى ان يقوم بعمل ذلك الحوار الصحفي ولكنها كانت سعيده بالنتيجه التي توصل لها ادم في النهايه وهي انه رفض كل محاولات سليم وبعد انغدر سليم المنزل خرجت قبر يلا تتحدث الى ادم وتعرف منه اي معلومات جديده وتحاول التقرب منه مره اخرى وتكسب ثقته..
_ ابريل : ادم انا كنت سامعك بتتكلم مع احد هو انت معك ضيوف ولا ايه..
قالت ابريل هذا الكلام وكانت تنتظر رد ادم عليها وكانت تتمنى ان يقول لها الحقيقه ويقول لها ان نسلهم هو الصحفي ومن هنا قد تقدر ان كساله بوضوح عن شخصيته ولماذا هو تحت الاضواء هكذا ويريد صحفيه ان يقوم بعمل حوار معه....
_ ادم : ابدا ده واحد كان حابب ان هو يشتري منى المنحوتات الخشبيه اللي انا بعملها صحيحه ايه رايك تيجي نروح الجراج بتاعي علشان اخليك تشوفيه الحاجات اللي انا اشتغلتها كلها تقدر تلبسيها و تتعرفي عليها عن طريق اللمس وهتشوفي تفاصيل كثير موجوده فيها اتمنى انها تعجبك .
شعرت ابريل بالاحباط بعد رد ادم عليها ولم تدري ماذا تقول له كانت تتمنى ان يصارحها بالحقيقه ولكنها قالت في نفسها كيف انتظر منه ان يقول الحقيقه وانا اخدعه في بلا أي شكل ان كل شيء له ثمن وخداعي لادم ليجعله يفتح قلبه بسهوله ويقول كل الحقيقه....
ذهب ادم و ابريل الي الجراج الخلفي ...و كانت ابريل بدات أن تشعر بمشاعر غريبه اتجاه ادم ... مع انها لم تره وجهه و لا تعرف عنه شيء و لم تظل معهم غير ليله واحده ...
لم تدرى ابريل كيف و متي حدث ذلك ... كيف تعلق قلبها بشخص لا تعرفه و يحيطه الغموض بهذا الشكل ... اندهشت ابريل من هذا الشعور الذي تدفق إلي قلبها ..و لاول مره تسهر بلهفه عند الحديث مع شاب و تستمتع بوجوده قربها حتي و لو كان صامت و لا يتحدث ...
عندما و صلت ابريل و ادم الي الحديقه الخلفيه للمنزل و الموجود فيها الجراج الخاص به ...بادر ادم بجلب كرسي و مسحه جيدا حتي تجلس عليه ابريل .. ثم أحضر لها الاعمال الفنيه. التي قام بنحتها من الخشب .
اخذت ابريل بلمس القطع و كأنها لا تراها ...
_ ابريل : هائل يا ادم فعلا زي ما انت قلت لي بالضبط في تفاصيل كثير جدا في القطع دي واضح انك اشتغلت عليهم وضح طويله وعملت فيهم مجهود جبار انت مين اللي علمك تعمل كده ..
_ ادم : الغريب ان انا ما اتعلمتش انا ساقعه لقيت نفسي لوحدي عندي موهبه دي كل ما اشوف حاجه باعرف انحتها كويس قوي ومن اول ..تقدرى تقولي كده بحس انها كانت جوايا و بتتولد للحياه زي ماهي كده ما بيت اديا ...علشان كده انا يستغرب ..ان انا عارف اعمل الحاجات دي ..لاني ببساطه بعملها بكل سهوله ...
_ ابريل : انا كل ما اتكلم معاك يكتشف فيك حاجه جديده ... انت بجد انسان موهوب و مش بس كده ..لا انت بجد ملهم جداا..اول مره اقابل انسان زيك يعني انا حاسه عباره عن طاقه ايجابيه ماشيه علي الارض ...
بجد انا مبهوره بيك . .
_ ادم : مش للدرجه دي يا ابريل انا انسان عادي جدا واقل من العادي كمان ممكن اكون عندي شويه موهبه صغيرين لكن صدقيني الانفعالي اللي انت شايفاه قدامك ده مجاش بالسحل انا مريت بتجارب صعبه كثير وحاجات مش اي احد ممكن يستحملها....
_ ابريل : ليه انا حاسه انك غامض كمان مش حابب تحكي حاجه عن مضيفه او تقول حاجه عن نفسك مع اني فتحت لك قلبي وحكيت لك على حاجات كثير عني...
_ ادم : اقول لك على حاجه حتى غربيها يا ابريل انا بقى لي اكثر مني سنتين مش بتكلم مع احد قد ما تكلمت معك انت ما بتعملش مع احد يمكن ده السبب اللي مخليني اقفل على نفسي ومش عارف احكي
_ ابريل : معقول يا ادم سنتين بحالهم ما كنتش بتتعامل مع بشر خالص ولا بتتكلم مع احد ازاي الوحده دي كفيله انها تجيب للانسان الاكتئاب على فكره
_ادم : و مين ما عندوش اكتئاب يا ابريل بس الناس يتعافر في الدنيا......
_ ابريل: طيب و قبل السنتين دول كنت فين و بتعمل ايه بالضبط يا ابريل .
_ ادم : انتي مصممه تعرفي عني كل حاجه. ... بصي يا ستي ..انا هحكيلك بس بشرط صغير ..لو وافقتي عليه ..
_ ابريل : انت بتساومني بقي ..اممم طيب ايه هو الشرط ده يا ادم .. اعرفه الاول قبل ما اوافق عليه ..
_ ادم : انت لك تمثال ...تقعدي جنبي كده و انا هنحت لك تمثال خشبي و في نفس الوقت ...نحكي لك كل حاجه ...
_ ابريل : يا سلام .. ايه اللي انت بتقوله ده ..طبعا انا موافقه هو انا اطول انك تعملي تمثال ..و كمان هتحكيلي و نتعرف علي بعض اكتر ... ده عرض حقيقي هايل جدا .
بس سبني الاول اطلع اغير خدوني و تسريحه شعري و بعدين انزل و تبدأ تعمل شغلك بقي علي راحتك جدا.
طلعت ابريل الى الدور العلوي لتغير ملابسها ... و قامت بتغير تسريحه شعرها ووضعت بعض من المساحيق التجميلية ...و بعد ذلك نزلت ومره أخري الي الجراج و كان ادم موجود مستني زي ما هو ..و عندما راي ابريل ...و هي قادمه نحوه لم يصدق عيناه فقلد كانت ابريل تسع جمال و رقه ... كانت ترتدي ثوب ابيض حريري و سعرها منسدل علي كتفيها ..كانت مثل الملاك ..و كلما اقتربت من ادم كلما زاد جمالها في عيناه...كانت تبتسم له و تنظر له في عيناه مما جعل ادم يندهش و لقد انتبهت ابريل انها نظرت لادم في عيناه .. فرجعت تجعل عيناها زائغة مره اخري ..و تمنت أن يكون ادم لم يلاحظ حياه نظرات عيناها ....
و بعدها اقتربت بهدوء و كأنها تتحس طريقها و الكرسي الذي سوف تجلس عليه .. .
_ ادم : عرفتي تطلعي الدور اللي فوق و تنزلي و تيجي لحد هنا لوحدك .... انتي كانك مولوده في البيت هنا ..
_ ابريل : شفت بقي ..انا عفريته اصلي ما يتخافش عليا ...
_ ادم : المهم أنه ما يتخافش منك مش ما يتخافش عليكي بس
_ ابريل : انت شايف ايه...ممكن تخاف مني ... و فكر كويس اووي قبل ما تتكلم ...و تجاوب و تقول الحقيقه ارجوك ..اقصد قول اللي انت حاسه و شايفه بجد ..ايه رايك فيا ...
_ ادم : تفتكري ابريل انا عايزه ما اعرفها تخليني اقول رايي فيك يعني احنا ما بقيناش يومين مع بعض
_ ابريل : اه انا عارفه انت هتقولي ايه ما تتسرعيش في الحكم على الناس بسرعه زي ما قلت لي قبل كده .. قطه لكن انا مش بطلب منك انك تدى حكم مطلق انا باقول لك على اللي انت حاسه دلوقت تدعي لي من ما عرفتك البسيطه شايف ان انا ممكن يتخاف مني بصحيح ...
_ ادم. : انا ما بخافش من حد يا ابريل لاني ببساطه مش محتاج حاجه من اي احد ولا بستنى حاجه من احد علشان كده ما بيفرقش معي اي حاجه في الدنيا تقدري تقولي ابن زاهد في الدنيا وما فيها كلها..
_ ابريل : حل نلف وندور ونرجع للنفس المنقطه ثاني انت فعلا الانسان عمر ومش بتحب تقول اللي جواك صوره حتى رايك في مش عايز تقوله تعبتني معك بجد يا ادم
_ ادم : صدقيني انا عاوز اقول لك حاجات كثير لكن كل حاجه هتعرفيها في وقتها ما تستعجليش يا ابريل لان الحاجه لما تيجي في وقتها بتكون لها طعم مختلف
_ ابريل : هو انا مش فاهمه انت تقصد ايه بالضبط لكن تمام ما فيش مشكله يلا بقى لنفذ اتفقنا هتعمل لي التمثال وفي نفس الوقت هتحكي لي امتى قبل ما تيجي هنا وتعيش في البيت ده لوحدك كنت بتعمل ايه في حياتك وكنت عايش مع مين بالضبط وايه اللي خلاك تعتزل كل الناس وسيدي تقعد هنا لوحدك وتبقى زي ما انت قلت لي ما بتكلمش اي احد خالص لدرجه انك مادرش بينك و بين اي حد مجرد حوار عابر .
_ ادم : انا كنت انسان طبيعي زي اي حد ممكن انك تقابله في حياتك كان ليا عيله و بيت و حياه ... ابويا و امي ماتوا في حادثه سير ... و سابوا لي ثروة طائلة ....كنت ساعتها في الكليه ... و زي اي شاب في سن التهور و كمان معايا فلوس مالهاش عدد ابتديت ابقي انسان مستهتر .. كنت باسهر طول الليل في النايت كلاب كنت بشرب وارقص واعمل كل اللي انا عايزه على طول مسافر سفاري ورحلات واهملت دراستي جدا وبعدين حصلت حاجه غيرت شكل حياتي كلها وبعدها قررت اني ابعد عن الناس كلها جئت قعدت هنا في البيت ده لوحدي حتى انى بعثت عن كل اصدقائي كل حاجه كنت باعملها حتى الكليه مكملتهاش لكن لاني كنت خليك مدارس لغات وعندي اتقان اكثر من لغه اشتغلت مترجم فري لانسر مع اني مش محتاج الفلوس لان عندي ثروه كبيره لكن انا حابب اني اشتغل واضيع وقتي وبقيت وقت باجي هنا واقعد الحد تماثيل زي ما انت مش خايفه وهو ده بقى شكل حياتي كلها...
_ ابريل : هو انا زهقت من اني بسالك وانت مش بتجاوب على اسئلتي بس مع ذلك حسب اسالك سؤال ثاني ايه بقى اللي حصل وخليت سيب حياتك و تيجي هنا انت حاجتك حاجات كثير لكن ما جاوبتش على السؤال الرئيسي ايه اللي حصل لك بالضبط وخلاك تعتزل يا حياه كلها وتفضل عايش لوحدك اكيد حاجه حصلت لك كبيره قوي مش كده ...
_ ادم : ما تبقيش طماعه يا ابريل خلاص الحصه النهارده من تحت بكره نبقى نكمل عمايل فيه التمثال ونكمل حكاياتنا مع بعض دلوقت بقى يلا علشان ندخل نعمل الغداء سوا ايه رايك عايزه تتغدى ايه بالضبط النهارده
_ ابريل : انا كنت عارفه انك هتهرب من اسئلتي طبعا بس مش مشكله انا ها خليني وراك للنهايه ومسيري هاعرف ايه السر وراءك بالضبط.. انا نفسي طويل على فكره وعنيده جدا ومش هاسيبك الا لو عرفت كل حاجه عمك ايه رايك بقى ..
_ ادم : ما انا قلت لك يا ابريل ان كل حاجه هتعرفيها في وقتها وما تستعجليش المهم دلوقت قولي لي دي انت عايزه تتغدى ايه بالضبط علشان نوجهزه .
_ ابريل : ايه ريك نعمل بيتزا... انا و انت سوا .. انا بحب البيتزا جدا ...
_ ادم انا كمان بحب البيتزا.. يا لا بياوبقي ندخل و نبدا فورا ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي