الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر
و قاطع حديثهم فتح باب الغرفة و الممرضة تقول
-يا دكتور عامر لقد اصبح المريض جاهزا لأخذ العلاج

و ينظر لها الجميع في دهشة ولا تذهب اعينهم عنها و الممرضة تستعجب لما ينظرون لها بهذا الشكل، حتى خرجت من خلفهم الدكتورة ميس و نظرت لها
قالت لها الممرضة
-هل.. هل انتي..

قاطعتها الدكتورة ميس قائلة
-نعم يا ميس، انا و انتي نشبه بعضنا بدرجة كبيرة ، فنحن نفس الشخص.

قالت الممرضة ميس
-ماذا؟ نفس الشخص ؟

و وقعت على الأرض مغشي عليها و ركض نحوها الدكتور عامر و ظل معها حتى افاقت
قالت له الممرضة ميس
-انا في حلم اليس كذلك يا عامر؟

قال لها الدكتور عامر
-لا يا عزيزتي هذا ليس حلماً.

فإنصدم الجميع و قالوا في صوت واحد للدكتور عامر
-عزيزتي!

قال لهم الدكتور عمر
-نعم انا اسف نسيت ان اعرفكم ، هذه الممرضة ميس إنها تعمل هنا ممرضة معي، و في نفس الوقت هي خطيبتي.

قالت عهد و هي تمزح
-يجب علينا ان نخبر عامر بهذا سيفرح كثيرا و يفيق بسرعة.

ضحك الجميع على كلامها و بالأخص الدكتورة ميس
اما الممرضة ميس فقالت لهم
-انا حقا لا ازال لا افهم اي شئ، من انتم و من انتي يا ميس!

قال لها الدكتور عامر
-اسمعي منهم يا عزيزتي ان حقا ما سيقولونه مشوق .

شرح لها الدكتور امجد و الدكتورة ميس عن العوالم الموازية و النظريات و كل الاحتمالات، و بدأوا يروون لهم ما مروا به في كل عالم من العوالم الاخرى.
قالت له الممرضة ميس
-لكن لما لا ارى اي شبيه بينكم بالدكتور عامر؟
حكى الدكتور امجد للدكتور عامر و خطيبته الممرضة ميس عن ما فعله عامر في العالم الاخير و كم كان شجاعا و كم تحمل من الضغوطات و انه استطاع طرد روح شريرة كانت تحاول السيطرة على جسده، و انه كان سيكون فخورا بك عندما يعلم انك طبيب هنا.

قال له الدكتور عامر
-و انا ايضا فخور به و بما قام به في هذا العالم المظلم، كم هو شجاع حقا. و كم كنت اتمنى لقاءه معكم.

قال لهم تميم مقاطعا
-يا رفاق، الم تنسوا شئ! هنالك من يحتاج الى الرعاية.

فضحك الجميع و تحرك الدكتور عامر و خطيبته لتميم و ظلوا يتحدثون جميعا و انهم استطاعوا تجميع اربعة افراد من اصل سبعة. و كم انهم فخورين بهذا و انهم سيحاولون تجميع الثلاثة الباقين
معهم.
ظلوا جالسين حتى اطمأنوا ان تميم سيكون على ما يرام و تحركوا كلهم و قالوا للدكتور عامر سنعود مرة اخرى لنراه و نطمأن عليه.

ذهب الجميع و قال لهم امجد الرسام
-الليلة لدي معرض كبير في قصر الرئيس لعرض بعض من لوحاتي عليه، يمكنني ان احصل لكم على اذن اليوم لتأتوا معي، هل انتم موافقون ؟

قالوا له
-بالطبع ان كان هذا ممكناً

قال لهم امجد الرسام
-حسنا ستأتون معي الى بيتي لنتحضر الى المعرض.

تحركوا جميعا في سيارة امجد الرسام و وصلوا الى بيته و بدأ في تحضير الملابس لهم لتكون مناسبة مع قصر الرئيس.

و في المساء كان الجميع على اتم استعداد و حضر السائق سيارة امجد و اتجهوا جميعا الى قصر الرئيس.
عند وصولهم لمدخل القصر كان يقف على بابه حارسان و بدأوا في تفتيش واحد واحد منهم بالترتيب، حتى وصل الحارس الأول منهم الى يامن و هو يفتشه نظر اليه عن قرب، خلع نظارته الشمسية و ظلوا ينظرون لبعضهم البعض .
حتى قالت له ليليان
-هيا يا يامن لما لا تتحرك؟

قال لها يامن
-انظري يا ليليان ، انه انا، لقد وجدتني في هذا العالم.

نظر له الحارس بإستغراب من كلامه و ظن انه يخرف بكلامه
قال له يامن
-انا لا امزح، اليس اسمك يامن؟

قال له الحارس
-نعم هذا صحيح لكن كيف عرفت هذا و كيف تشبهني لهذه الدرجة؟

قال له يامن يمكننا ان نشرح لك لكن فيما بعد لأن لدينا موعد مع الرئيس ولا نريد ان نتأخر عن موعدنا.
فتركهم الحارس لكي يمروا من البوابة و عند دخولهم للقصر استقبلهم الرئيس، و اخرج امجد الرسام لوحاته للرئيس
عندما نظر للوح الفنية انبهر بها جميعا فهي كانت لوح نادرة لم يرسم منها امجد سوى واحدة فقط ليختار من بينهم الرئيس و يكون هو الوحيد الذي يملك اللوحة .
و قال لزوجته
-يا ليليان تعالي و انظري.

فردت عليه ليليان
-لكن انا هنا يا سيادة الرئيس.

نظر لها الرئيس و انبهر مما رأى، انها تشبه زوجته تماما.
و خرجت ليليان زوجة الرئيس و عند خروجها رأت ليليان و انبهرت بها اكثر لدرجة انها لم تنظر الى اللوح الفنية و لو للحظة حتى.
نظرت لليليان و هي تقول لها
-هذا اغرب شئ رأيته في حياتي ، انتى اكثر احد رأيته يشبهنني لهذا الحد.

و نظر الرئيس الى يامن و قال له
-يامن، لماذا تركت موقعك في الأسفل، ما الذي جاء بك الى هنا؟

فقال له يامن
-يا سيدي الرئيس، انا فعلا يامن لكن انا لست يامن الحارس، انا يامن من عالم اخر

قال له الرئيس بتعجب
-عالم اخر؟ ما الذي تعنيه بعالم اخر؟

قال له الدكتور امجد يشرح له الوضع
-يا سيادة الرئيس، نحن من عالم اخر ، اتينا الى هنا عن طريق بوابة تنقلنا عبر العوالم و الأزمنة. هذه البوابة صنعناها في القدس في عالمنا و كنا ننتقل عبر العوالم عن طريق الأحجار الكريمة، هذه الاحجار كانت موجودة في كل عالم و كل حجر نحضره كان ينقلنا الى العالم الذي يليه. هذا العالم هو العالم الوحيد الذي لا يوجد به احجار كريمة لأنه اخر عالم من العوالم الست الموجودة مع عالمنا.
قال له الرئيس و هو يستفهم منه
-هل في كل عالم من العوالم كنتم تجدون انفسكم كما هنا ؟

قال له الدكتور امجد
-هذا صحيح لكن حدث معنا العديد من المواقف الصعبة في العوالم الأخرى، هذا لأن كل مكان به حجر كريم له قوة خاصة و له تفاصيل مختلفة و تكون غريبة عن العقل.
و استأنف حديثه قائلاً
-و بما ان هذا العالم لا يوجد به احجار كريمه فلا يحدث فيه اي ظواهر خارقة للطبيعة، كل ما سنجده هنا هم اشخاص نفس الذين يعيشون في عالمنا لكن بظروف مختلفة عن عالمنا.

قال له الرئيس
-هل يمكننا هنا ايضاً ان نصنع بوبة زمنية؟ هل يمكننا السفر عبر العوالم ايضاً و نأتي الى عالمكم؟

قال له الدكتور امجد
-هذا صحيح يمكنكم فعلها في وقت قريب، انتم لديكم الامكانيات و المعدات اذا كان لديكم الارادة و التصميم و التحدي سيمكنكم فعلها.

قال له الرئيس
-شكرا لك يا دكتور امجد على كل هذه المعلومات

قال له الدكتور امجد
-لا شكر على واجب يا سيادة الرئيس، لكن لدي طلب صغير اريد ان اتقدم به اليك.

قال له الرئيس
-بالتأكيد يا دكتور، ما هو هذا الطلب؟

قال له الدكتور امجد
-لقد كنا كما ترى اصدقاء في عالمنا و مازلنا كذلك، لذلك كنا نأمل من سيادتك ان تجمع كل الذين يشبهوننا معاً ليكونوا كالاصدقاء هنا ايضاً، اظن ان هذا سيجعلنا سعداء.

رد عليه الرئيس
-بالطبع يا دكتور امجد سأفعل هذا من اجلكم، اعدكم بهذا.

شكره الدكتور امجد على تقديره لهم و لمشاعرهم و قال له مازحاً
-اظن اننا اخذنا من وقتي كرسام

ضحك الجميع و قال له الرئيس
-لا تقلق سنشتري من امجد جميع اللوحات فهو كما انك متميز في العلم في عالمك فهو افضل رسام عندنا و انه حقا جميع اعمله مبهرة.

قال له امجد الرسام
-هذا وسام و شهادة تقدير من سيادتك و هي تكفيني في الباقي من عمرى.

شكرهم الرئيس جميعا و تحركوا من قصره الى منزل امجد الرسام و انطلقوا في اليوم التالي الى المستشفي ليروا تميم و يطمأنوا عليه و عند وصولهم الى هناك لم يجدوه ، شعروا بالخوف من ان يكون قد حصل له مكروه ، فإن حصل له اي مكروه سيحدث لتميم عند عودتهم الى عالمهم. ظلوا يبحثون عنه حتى وجدوا الدكتور عدنان امامهم و قالوا له
-اين تميم يا دكتور؟ ما الذي حدث له ؟ هل اصابه مكروه ؟

قال لهم الدكتور عامر
-لا يا رفاق انه على خير حال ، كل ما في الأمر انه تم نقله لمشفى اخرى تابعة للرئيس بتوصية خالصة منه.
-لا تخافوا هذا افضل له بكثير، و نحن ايضا انا و ميس معزومين عند سيادة الرئيس ليلاً ،لا اعلم لماذا لكن اظنه متعلق بتميم.

قال له الدكتور امجد
-هذا صحيح انه متعلق به و بنا فقد طلبت منه ان يجمعكم جميعا كما جمعنا القدر في عالمنا. و يبدو انه بدأ بالفعل من اليوم.
- هذا شئ رائع و انا فخور ان هذا العالم تسوده رحمة الانسان تماما كعالمنا ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي