الفصل الخامس
الفصل الخامس
عند حسام الذى وصل أراض المطار بالقارة الباردة حيث الثلج يحيط جميع أنحاء الشوارع وتصل برودة الجو الى السالب ممسك بهاتفه ناظرً له بصدمه من أغلاق الاتصال بوجهه من قبل سارة صديقه هناء ويُمنى بدون أن تستكع له رافضه الحديث معه ولا ألانصات له هى لديها كامل الأحقيه بالرفض فما فعلته بيمنى ليس سهل ولكن هو الأن يريد فقط الأطمئنان عليها يريد أن يعيد النبض لقلبه يريد أن يوقف تلك النغزات التى تعتصر روحه خرج من المطار وأستقلى سيارة أجرة وهو يبحث عن رقم معين فى هاتفه ليتنهد وهو يتصل على ذلك الرقم المختزن فى جهات اتصاله وينتظر الرد دقائق وأتاه الرد : ريان أزيك أنا حسام كنت عايز مساعدتك ضرورى
_ أؤمرنى يا حسام
_ عايز أعرف لو فى اخبار جديدة
تنهد ريان وتحدث بأسى : لسه مش عارفين حاجه عنه محدش لسه طمنه عليه لانه أخدت حبوب كتيرة وألمعده أتضررت
_ طيب يا ريان أنا الوقتى خارج من المطار هحط الشنطه بتاعتى فى السكن و عايزك تبعتلى أسم المستشفى و رقم الاوضه و رجاء منى متعرفش هناء و لا باسل انى موجود هنا
_ نصيحه منى يا حسام بلاش تيجى ليُمنى و أنسى موضوعها دا
هز حسام راسه و قبض على يدة الممسكه بالهاتف : ريان خليك متأكد أنك لو مساعدتنيش أنا هعمل بحث كامل فى كل المستشفيات الى هنا و هعرف بنفس فخليك متعاون معايا و صدقنى دا لمصلحة يُمنى أنا كل الى محتاجه هو أنى أطمن عليها
تنهد ريان وهتف بهدوء : تمام
أغلق الهاتف بدون اى يجيب بأى كلمه و هو يفتح تطبيق الرسائل ينتظر من ريان مكان المستشفى و رقم الغرفه و هو يشتعل خوف و قلق نظر بعينيه لخارج النافذة وهو يتذكر قبل سنه وبعد ثمانى اشهر من معرفة يُمنى بحسام معرفة شخصيه فقد جاء حسام كدكتور فى الجامعه ومن وقتها عرفت أنه صديق اخية المقرب وأصبح بينهم تواصل ومن ثم توددت العلاقه و أصبح حسام و يُمنى أصدقاء ليسوا فقط دكتور و تلميذته لا بل أصبحوا يلتقون فى الاوقات الفاصله بين المحاضرات الكلام بينهم أخذى مجرى الصديق . . . .
كانت يُمنى جالسه على احد الكراسى فى الكافتريا الخاصه بالجامه و تلقت اتصالا فى هاتفها لتنظر له وتجده رقم حسام لتجيب و على وجهها أبتسامه :
_ أهلين يُمنى اخبارك ؟
_ تمام وأنت ؟
_ أنا تمام ، فينك كدا خلينا نتقابل فى المطعم الى جمب الجامعه
_ لا يا حسام صعب. النهارده عند محاضرات كتير وجدولى مشغول
_ مم طيب انتى فين الوقتى
_ فى كافتريا الكليه ... ليه !!
ابتسم حسام : و لا حاجه جاي لك انا سلام
أغلق الهاتف و ما هى الا دقائق وكان يقف امام الطاوله التى تجلس عليها يُمنى ليبتسم و يتحمحم و يجلس بالكرسى المقابل لها : عامل أى يا يُمنى بقالك أسبوع مشغوله فى المحاضرات و مفيش فرصه نتقابل زى الأول لعل بس متكونيش وهقتى منى و حابه تخلعى من صداقتنا اعترفى أصلى عارف أنى صاحب رخم اصلا
ضحكت يُمنى بقوة : لا خالص حد يجيلة فرصه انه يصاحب دكتور حسام ويرفضها دا حتى يبقى عيب على الأقل كدا أبقى ضمنت أمتحان و درجات مادة من موادى تبقى فى جيبى
حسام بضحك : اى دا انتى بتصاحبينى لمصلحتك يا ست يُمنى
هزت يمنى راسها ببرأه : أنا !! أبدااا
أبتسم حسام و نظر ليمنى و تحدث بهدوء : أسمعى يا يُمنى انا بعد اسبوع هرجع مصر أجازة
اختفت أبتسامة يُمنى فهى لم تعتاد على اختفاء حسام فجأه من حياتها فمنذ أن تعارفا على بعضهما و قد اصبحوا أصدقاء و هو قد أحتل حياتها بشكل أو بأخر و اصبح محور يومها يشاركها به و لكن تنهدت و تغصبت الأبتسامه و هى تساله : و هتفضل فى مصر قد أى ؟
_ فى حدود تلات أو أربع أسابيع كدا
قبضت يُمنى يدها و أخفت غضبها فمن الطبيعى أن يلتقى حسام بأهله و يعود لوطنه : تروح وترجع بالسلامه ، أبقى خلينى أشوفك قبل ما تسافر
هز حسام راسها و هو بقف : أكيد هنتقابل قبل ما أسافر يلا خلينى امشى عشان مواعد باسل نتقابل و كمان عشان جي وقت محاضرتك سلام
رحل حسام فى طريقه ليترك يُمنى مكانها و بالها مشغول تفكر بأكثر من شيء . . .
بعد أسبوع بيوم سفر حسام يقف أمام يُمنى عند بوابه الجامعه و على وجهه أبتسامه ساحرة تجذب كل من يراها نظر حسام ليُمنى وتحدث : قوليى محتاجه حاجه من أم الدنيا أجيبهالك و أنا جاى ؟
هزت يُمنى راسها و ابتسمت و تحدثت برقه : سلامتك
ابتسم حسام و هو يعطيها متاح سيارته : جيت أديلك مفاح عربيتى
عقدت يُمنى حاجبيها بتعجب : تدهولى ليه ؟!
_ خليها معاكى وقت ما أكون فى مصر طول فترة اجازتى و لما أرجع ابقى أدهالى
_ طب وأشمعنا أنا !! ليه مسيبتهاش مع باسل
ابتسم حسام و هو يضع المفاتيح بيدها : امسكى بس المفتاح .. و باسل عنده عربيه أما انتى لا فخليها معاكى أحسن
نظرت له يُمنى بود و امتنان : شكرا جدااا ووعد هحافظ عليها وهتقى بأمان
_ أنا متأكد من دا يا يُمنى
_ خلينى اشوفك لما أرجع من السفر
هزت يُمنى راسها و هى تحاول حبس دموعها التى تترقرق فى عينيها و أعطتها ظرف و هى تقول : بص أنا عايزاك متفتحش الظرف دا الا لما تسافر مصر و توصل بيتك و بعد ما تفتحه ياريت متتكلمش معايا فى اى حاجه تخص الى فى الظرف دا الا لما ترجع و نتقابل اوعدنى بكدا يا حسام لو سمحت
ضحك حسام و هو يقول : اى دا يا يُمنى هو سر حربى و لا أى ! ليمون كاتبه خطة أزاى نقتل باسل ؟ لو كدا ف أنا موافق لانه بقالوا فتره بيرخم عليا
ايتسمت يُمنى و هى تهز راسه : لا لا متقلقش مش كظا خالص أصبر لحد ما تقرأه
_ ماشى يلا الوقتى مضطر امشى عشان معاد الطيارة اشوف وشك بخير خدى بالك من نفسك يا يُمنى
يمنى بهدوء : وأنت بخير توصل بالسلامه
تحرك حسام بعيدًا عن يمنى ليتركها تنظر فى أثره و هى تشعر بقلبها يعتصر ونبضاته تقل ف هى لا تفهم هوية ما تشعر به . . . .
يمضى اليوم و يصل حسام لاراض مصر الحبيبه ليذهب مباشرة لمنزله و يستقبل الاهل بالترحيب الحار و التهليل و السعادة بعودة الابن بسلام فى أحضانهم ليدخل غرفته بعد ساعتين من الجلسه العائليه و هو يفرد ظهرة على فراشه ليتذكر ذلك الظرف الذى أعطته له يُمنى ليبتسم و يفتح حقيبته ليخرج ذلك لظرف و يبدا بفتحة ليقرأ محتواه . . .
" حسام مش عارفه ابدا بأى أو أقول اى بس انا من فترة مكنتش أعرف حد بأسم حسام دا و لا كان فى حياتى شخص أسمه حسام و كان الوضع عادى بس الوقتى أنا حاسه أنى مقدرش أتخيل حياتى بدون حسام . . . بدونك أنت من فترة وأنا مرتاحه للكلام معاك و بقيت محتل كياتى و تفكيرى و دقات قلبى بقيت بحس بفرحه لما بشوفك و بضايق و أزعل لما تتاخر فى الرد عليا أو تطنش المسدجات بتاعتى أنا مش عارفه هى مشاعرى دى أى بالضبط بس كل الى أعرفه انك بقيت شخص مهم جدا فى حياتى و مقدرتش أقول الكلام دا وش لوش لانى برتاح فى الكتابه اكتر . . . . بتمنى ان الشعور دا يكون متبادل و أنك كمان بتحس بنفس احساسى اتجاهك و ميكونش احساسى من طرف واحد هنتظر ردك لما نتقابل . . .
( يُمنى ) . . .
ابتسم حسام بقوة و هو يضم الظرف والورقه و دقات قلبة متسارعه فهو مُنذ الوهله الاوله و هو يشعر بانتفاضه بقلبه فقد سلبت يمنى عقل حسام فكان أعجاب من أول لحظه . . . وفى حسام بوعدة ليُمنى و لم يجيبها على كلامها أو يلمح لها بأى شئ سوا فى مكالماتهم أو مسدجاتهم . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . .
ببيت عم أحمد والد سلمى جارته لأسر
تجلس مع جارتها منال
تحدثت منال موجهه كلامها لسلمى بتوبيخ : بطلي تبقي مدلوقه عليه كدا يا سلمى
تحدثت سلمى بحب : بحبه يا منال والله بحبه أوى . . . انا وعيت عليه
_ بس هو مش شايفك
_ ياررب اهدي قلبه عليا و خليه يشوفني
_ انا هقوم امشي .. زمان الراجل قرب يجي من الشغل . . . انا خايفه ربنا يزقني بعيل تأذيهولي
سلمى بضيق و نرفزه : ده ربنا ياخدها حماتك دي ... صح هو جوزك بطل يكلم البنات الزفت دي من ع الفيس ولا لا
منال بحزن : لا ياختي مبطلش ... لو كان عندي اب وام كانوا جبولي حقي
سلمى بصدمه : ده خاين ... نزوه هتجر نزوه هتجر نزوه حرام انتي بني ادمه و عندك مشاعر
منال بتنهيدة : حسبي الله و نعمه الوكيل فى حماتي هي السبب مقويه عليا ... ربنا يقعدهولها فى عفيتها و فى بنتها
_ طب اهدي يا منال انتي جوزك اصلا زفت على دماغه البسيلوا و اتشيكيلو املي عنيه يا مال و هو اكيد مش هيبص برا
_صدقينى صنف الرجاله كله واحد يا اختي ... بيطلع فى الست مليون عيب و هو اللي مافيهوش غلطه و ياحرام بيطلع نفسه الملاك البرىء اسكتي يا اختي اسكتي مترفعيش ضغطي انا همشي عشان حماتي عندي ف البيت و قولتلها اني هجيلك شويه و اجي دلوقتي اكيد هتسمعني كلمتين سم
_ ربنا يسرلك الحال يا منال يارب و يبعد حماتك عنك
_ ياررب يصبرني عليها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بداخل شركه الهندسه التى يعمل بها أسر
تحدث صديقه جهاد : و بكده نبقا عاطلين يا صاحبي ومحلتناش شعل الهي ربنا يولع فيهم
_ حسبي الله و نعم الوكيل ... الحمدلله قدر الله و ماشاء فعل ربنا يكتبلنا الخير فى حته تانيه
جهاد بجديه : ايه يا بني الهدوء ده
اسر بنرفزه : يعني اعمل ايه يا جهاد ... ناس مبتتقيش الله و مشونا من الشغل فكرك اني احنا هنتحايل عليهم و نقلهم لو سمحتوا متمشوناش
_ انا مكنتش متخيل انهم يستغنوا عن ناس اقدميه فى الشركه اصلا يلا بينا نمشي ... انت هتعمل ايه
_ ربنا يكرمنا و نلاقي شغل تاني بكره ننزل ندور
_ ماشي ننزل مع بعض و ربنا يقدملنا اللي فيه الخير
يعود أسر و هو يحمل على كتفيه اعباء و حزن لاحساسه بالخيره و الخذلان لتساله والدته بقلق لما تراه من ملامح ذابله : مالك يا بني مهموم ليه !؟
نظر لها اسر و جلس بحانبها و هو يضع راسه على قدميها : عشان خلاص يا أمي اترفضت من الشغل
حركت والدته هبه يدها على راسه لتجعله يسترخى : عادي يابني انت مهندس شاطر قد الدنيا و بأذن الله ربنا يكتبلك الخير فى حته تستاهلك و تقدر شغلك و بأذن الله هتلاقيه فوض امرك لربنا وأن شاء الله خير ... قوم يا بني غير هدومك و صلي فروضك و ادعي ربنا وبأذن الله هيستجيب
_ حاضر يا امي
_ ربنا يريح بالك يا أسر يا ابني و يرزقك بشغلانه كويسه يا أسر يا ابن بطني ياررب و بنت الحلال قادر يا كريم
. . . . . . . . . . . .. . .
بسيارة أمل تجلس بالمقعد الخلفى و هى تتحدث مع سائقها الخاص عم أحمد : عم أحمد
نظر لها عم أحمد من مرأه السياره قائلا بهدوء : نعم يا أمل هانم
_ هو انت ساكن فين
_ فى حته شعبيه الشرابيه لو تسمعي عنها خير يا ست هانم فى حاجه و لا ايه ؟
أمل بهدوء : عم أحمد انا عايزه انزل الشرابيه دي ممكن
عم أحمد بصدمه : نعم !!
امل بجديه : نعم الله عليك يا عم أحمد
_ بس يعني حته شعبيه زي الشرابيه مش هتليق بمقامك خااالص
_ عادي يا عم أحمد انا عايزه انزل عادي و هنزل كمان على ان قريبتك و جايه تزورك و انت لففني شويه ف الشرابيه دى ها هاينفع و لا لا ... و ياسلام بقا لو جبتلي شقه فى الشرابيه
نظر لها عم أحمد بصدمه وقد شعر أن لسانه قد لجم فنظرت له أمل باستغراب : عم أحمد انت كويس ؟
تحدث عم احمد بأستنكار : شقه ايه بس ... انتي نوريني و اشيلك من على الارض شيل بس تسكني فى الشرابيه ازاي ده حتي ماينفعش و مش هتعرفي تتعايشي
أمل بوجع و هى تحاول ان لا تظهرة : متهياقلك يا عم أحمد .. ممكن ناديه أختى اه لكن انا لا
_ طب سبيني ادور و ربنا يستر ان شاء الله
_ عم أحمد انا حقيقي محتاجه اشوف الناس عايشه ازاي ف الحتت دي بيتصرفوا ازاي كده يعني فاهمني
_ عادي يا أمل هانم انا ممكن احكيلك مش مستاهله تنزلي يعني
هزت أمل راسها بالرفض : لا يا عم أحمد انا عايزه اشوف بعيني
_ لمؤاخذه يعني يا ست هانم فى السؤال هو ليه عايزه تنزلي الشرابيه
_ هساعدهم يا عم أحمد باللي اقدر عليه
عم أحمد بصدمه : تساعديهم
سالته أمل بعدم فهم : عم أحمد هو انت مصدوم مني كده ليه ... و فيها ايه لما اساعدهم عادي !!
_ مش قصدي و الله بس مستغرب
_ و غير يا عم أحمد عايزاك تتعود تندهلي ب امل بس مش ست هانم تمام
_ حاضر يا ست ... صمت و هو ينظر له و هى تحذره : ها قولنا ايه بلاش ست هانم دي ... أمل بس ها أمل بس
. . . . . . . . . . . . . . .
بغرفتها ممسكه بهاتفها و تتحدث به : ايه يا اخرت صبري ؟
مكه ببتسامه : بقولك ايه ماتيجي نسهر النهارده بره
ناديه بانفعال : انتي اتجننتي لا طبعا دي أمل تموتني
_ طب هنعمل ايه انا نفسي اخرج
ناديه بهدوء : طب ماتيجي تقعدي معايا فى البيت
_ ياراجل و كده يبقا خرجت يعني ايه يابت التفكير العبقري للقضاء على الملل و الزهق ده . . ايه ده سارة بتتصل استني ادخلها معانا فى مكالمه جماعيه
ناديه بحماس : ايه ده بجد اشطا دخليها
تحدثت سارة بدلع : بنوتاتي حبايب قلبي
ناديه ببتسامه : سااارة حبيبتي
سارة بهدوء : بصوا بقا يا جماعه عيد ميلادي النهارده و هتيجو يعني هتيجو و على العموم ده هيبقا احنا بس عشان انتوا واحشني اوي
مكه بحماس : يا فرج الله اخيرا هخرج
ناظيه بلطافه : كل سنه و انتي طيبه يا بيبي هيكون فين
سارة برقتها النعتادة : و انتي طيبه يا بيبي هيكون ف نايت . . .
ناديه بصدمه : ناايت !
مكه بنرفزه : لا بقولك يا نادوو ناايت نااايت عادي مفيهاش حاجه و هنرجع على طول
نادية بصدمه و قلق : هقول ايه طيب ل أمل ؟
سارة بهدوء : عادي قوليلها انها فى حافله فى نادي . . .
ناديه باعتراض و تردد : انا متعاودتش اكذب عليها ابدا
مكه بنرفزه : بت يا سارة انتي صاحبه سوء فعلا
سارة بلامبالاه : لا هي مافيهاش كذب يا بنتي ماهي كلها حفلات
مكه ببتسامه واسعه : لا انتي كده الشيطان بيصقفلك خلاص
نادية بتنهيده وتفكير : طيب اناهتصرف هنزل اقولها سلااام . . .
نزلت بالاسفل لتجد أمل تجلس على احدى المقاعد بعرفه الضيوف ابتسمت و أجلست بجانبها : أمول ازيك جيتي امتي ؟
أما بأبتسامه : كويسه يا حبيبتي .. لسه جايه .. فى حاجه و لا ايه !
_اصل النهارده عيد ميلاد سارة صاحبتي و انا و مكه عايزين نروح ممكن ؟
_ ماشي يا ناديه بس ماتتأخريش تمام ... و اه صح بكره انتي و مكه هتنزلكوا تدريب فى الشركه انا محتجاكوا الفتره الجايه
ناديه بفرحه : بجد تمام جدا انا هطلع اقول لمكه بقا و بسرعه صعدت لغرفتها لتضرب أمل كفيها و هى تهز راسها متمتمه : مجنونه
اتصلت على صديقتها مكه ليأتيها صوت مكه بنبرة ترقب : قوليلي انها وافقت
_ وافقت بس فى خبر تاني حلو بصي يا ستي قالتلي ان احنا هننزل تدريب من بكره فى الشركه
مكه بفرحه : بجد لا بتهزري !؟
_ والله العظيم قالتلي كده يلا بقا روحي البسي و انا كمان هلبس
مكه بحماس : الله بقا على الاخبار الحلوه اشطا جدا هدخل اهو البس سلااام . .
بداخل احد الملاهى الليليه ( نايت ) حيث الصخب و الموسيقى العاليه والرقص تحدثت مكه بحماس : احلي عيد ميلاد ده و لا ايه
سارة ببتسامه : عيب عليكي يا موكاا ده عيدميلادي برضو متفرفشي كده يا ناظيه
مكه بضحك : سبيها هي خايفه من أمل مقلقه انها تعرف انهاف نايت
سارة بجديه : طب هي هتعرف منين مش قايللها اني ف النادي زي ماقولتلك
هزت مكه راسها : يا بنتي أمل بتعرف دبه النمله
سارة : نفسي فى يوم ابقا زيها و بشخصيتها الكلام اللي بيتنشر عنها فى الجرايد و السوشيال ميديا بيبهرني واووو بجد عليها
_ يابنتي أمل مش بعيد تلاقيها بتقتحم علينا المكان هنا
_ بس بقا انا هموت من الرعب اصلا
نسمه و هى تنظر لناديه الخائفه : ناديه انتي جود جيرل اوووي يا بيبي
_ انا همشي بقا كفايه كده انا اتأخرت
نظرت مكه ل سارة و هزت راسها بقلة حيله و هى تتبع ناديه التى تحركت متوجهه خارج المكان فهى تعلم مدى قلق و خوف ناديه من اختها أمل فقالت مكه بصوت عالى : طب يلا يا جماعه و غير كمان احنا اصلا عندنا تدريب فى شركه الجابر بجلاله قدرها بكره اللي هو ربنا يستر بقا يلا بقا عشان أمل متعلقناش بكره على باب الشركه انجوى
سارة بحماس : واو بجد نايس ربنا معاكوا اشطا
بعد خمسة عشر دقيقه نظرت ناديه لمكه : انا هنزل البيت اهو بس ابقى اطمنى عليا سلام
دخلت ناديه البيت و هى تسير بقلق و خوف لتسمع صوت امل و هى تجلس على مقعد يتوسط الصالح و تقول بهدوء مريب :
مبادري
نادية بخوف : أمل
امل بجديه : كل ده فى العيد ميلاد؟
ناديه بخوف : اه هو الوقت سرقنا بس
أمل بتحذير: مافيش بنت محترمه بتفضل برا البيت لحد دلوقتي لو اتكرر تاني هتشوفي وش عمرك ماشوفتيه فى حياتك يا ناديه مفهوم
ناظيه بخوف : حاضر .. ممكن اطلع على اوضتي
هزت أمل راسها : اتفضلي و خليكي فاكره تحذيري .. انا مبديش فرصه مرتين ماشي يا ناديه و يلا اتفضلي روحي نامي عشان تبقي صاحيه فايقه
ناديه بخوف : ماشي وتحركت بسرعه الى غرفتها و الرعب يعرف طريقه جديًا داخلها بل و متوسط داخلها
. . . . . . . . . . . . . . .
بداخل قرية المنصورة الوضع يختلف عن باقى البلاد فهناك يكمن عايلتين بينهم الدم كاهل الصعيد تماما أما قاتلا أو مقتول حيث القلوب تحترق الم و رهبه من القادم و خوف من الغد . . .
كل منهما غائصا في بحر افكاره .. ( أدهم ) يجول بسيارته بدون مقصد و هو ينفث دخان سيجارته حتي غرق في سُحبها التى تحرق كيانه من الخارج و الداخل .. تأكل النيران في احشائه بدون توقف .
اما قمر فهى تجوب ( قمر ) بين المرضي بآسي و ضيق فهى تعمل ممرضه بمستشفى القريه . . . منشغل عقلها بأدهم يكاد ان ينخلع قلبها من شده قلقها و رهبتها .. فحب العمر ينهار امامها و هى مكبلة اليدين كشخص فقد كل قوته للمقاومه ، تحتبس دمع عينيها بداخلها فظل يغلي فوق مراجل قلبها كما تغلي المياه في قدحه .
اما ( سعد ) فهو غارقاً في بحر احزانه و ذكرياته ، فقد اخذ ميثاق علي نفسه يعيش اسير للماضي و تحت سطواه و سلاحه فالعيش بعيدا عن زنزانته موت .. موت ينتشله من قلب الحياه .. ذكريات زوجته ووتين فؤاده ( حياة ) التي توفت بسبب المرض اللعين ( سرطان الدم ) الذى احتلَ كيانها وجسدها كمحتل خال من الرحمه حتي انتهش جسدها و لم يبق منه سوى روحا سكنت داخله مازال يرتوي بها طيلة الخمس سنوات الماضي
بحديقة منزل عائله الجابر يقرية المنصورة
بجد يا صالح جدو قال كده قالت ( مريم ) جملتها الاخيره و الفرحه تغمر بدنها .
استند ( صالح ) بظهره علي الحائط و هو يعقد ساعديه متنهدا بضيق .
نظرت اليه ( مريم ) باستفهام : انت في حاجه مزعلاك يا صالح ؟ .
_ مش عارف يا مريم .. بس شكل اللي جاي مش خير ابدا .
ربتت مريم علي كتفه بحنو : ولو .. اهم حاجه هنكون مع بعض يا صالح و قوتنا هتبقي واحده و هنغلب كل حاجه سوا .
- مش قصدي احنا يا مريم ... لو عليّ انا فالود ودي اطير من الفرحه ... اقلها مش هيبقي في بوسه خطافي تحت بير السلم و خايفين لحد يشوفنا
ضربته برفق علي معصمه : الله !! ماتتلم يا صالح
_ وانا كدبت يعني ؟!
_ دماغك كده مابتفكرش غير في قلة الادب و بس .
غمز لها بطرف عينه قائلا بحب : طيب و هو في احلي من كده .
نفذ صبرها من استفزازه المستمر تحركت متأهبة للذهاب : لاا انت حالتك بقيت صعبة قوي و شكلي انا اللي هرفض الجوازه دي .
وقف عائقا لطريقها فقال ممازحا : كان نفسي اتحداكى و اقولك وريني ازاي .. بس احب ابشرك ان جدك مسابش قدامنا مجال للاعتراض حتى .
طافت عينيها قليلا : طيب انت ايه اللي مزعلك ؟!
هز ( صالح ) كتفيه بكلل : اخواتي يا مريم .. وامك دي هتقلب البيت حريقة لو عرفت و مفكرتيش ف أختك حنان
ضربت ( مريم ) جبهتها برفق : اووف .. انا ازاي مفكرتش في كل دا .. بص هو اللي اعرفه ان ( حنان ) بتعشق أدهم .
مط ( صالح ) شفته لاسفل : بس أدهم مابيحبهاش !!
رفعت ( مريم ) حاجبها قائله بتفكير : و ابيه سعد و صفاء اختي ... زي ماانت شايف .
ابتعدَ ( صالح ) عنها قليلًا ليجلس علي اقرب مقعد في الركن الخاص بهم بجنينة المنزل بحيره : وهو دا اللي شاغل بالي ...
وصل ( أدهم الجابر ) الي مستشفي القريه و ارسل رساله نصيه ل ( قمر ) علي هاتفها ( انا تحت المستشفي انزليلي حالًا )
سرعان ما التهمت اصابعها الهاتف لتقرأ رسالته بذهول و عيون متسعه و قلب يدق بقوة .. ركضت نحو النافذه لتراه يصف بسيارته امام باب المستشفي .
_ نهار اسوح يا أدهم جاي تعمل ايه هنا !! جاي للموت برجلك استرها يارب
عاودت الاتصال به : أدهم ارجوك امشي من هنا .. انت مش فاهم حاجه لو حد شافك هنا هتبقى مدبحه ملهاش اول من أخر
نهرها بصوته الاجش و بعصبيه : قدامك ٥ دقايق لو مكنتش قدامي عظيم يمين تلاته هطربقها عليكي و علي عيلتك كلها يا قمر .
و قبل ان تجيبه كان انهي مكالمتها بدون اي بوادر ..
لتتجمدت الدماء بداخلها وشُل تفكيرها و لم يبق امامها الا ان تستسلم للريح ... نزعت سترتها البيضاء - البالطو - بعجلٍ ولملمت شتات شملها و ارسلت له رساله ( استناني علي الباب الى ورا للمستشفي واوعي حد يشوفوك )
بعد مرور عدة دقائق دلفت الي سيارته و الخوف بداخلها بلغ ذروته : تقدر تفهمني انت عاوز مني ايييه .. و ليه الجنان بتاعك دا يا حفيد الحابر .. انت مستعجل علي موتك و لا أى !!!!
قالت قمر جملتها و هي تغلق باب سيارته خلفها بقوة
شرع في التحرك بسيارته دون اي رد فعل منه لتيارات الغضب المنبثقه من بين شفتيها ضربت _ تابلوه _ السيارة بكفها بغضب : أدهم انا بكلمك !! و بعدين احنا رايحين فين عندى شغل و مش فاضيه ؟
ارتفعت نبرة صوته : قمر .. انا روحي في مناخيري .. ينفع تسكتى
- مش هسكت يا أدهم و انا مش مجبرة اركب معاك العربيه و لا أنك تعاملنى المعامله دى وكانى شغاله عندك او جاريه من جواريك .. و يلا نزلني هنااا .
زادت سرعه سيارته فجاه متجاهلا سُم كلماتها التي اخترقت قلبه قبل اذانه .. بعد مرور عاصفة الثرثرة التي عصفتها قمر بحانبها و مازال متلزمًا صمته ادركت ان مابداخله بركان علي وشك الانفجار .. تراجعت بظهرها قليلا و التزمت هي الاخري الصمت . . .
عند حسام الذى وصل أراض المطار بالقارة الباردة حيث الثلج يحيط جميع أنحاء الشوارع وتصل برودة الجو الى السالب ممسك بهاتفه ناظرً له بصدمه من أغلاق الاتصال بوجهه من قبل سارة صديقه هناء ويُمنى بدون أن تستكع له رافضه الحديث معه ولا ألانصات له هى لديها كامل الأحقيه بالرفض فما فعلته بيمنى ليس سهل ولكن هو الأن يريد فقط الأطمئنان عليها يريد أن يعيد النبض لقلبه يريد أن يوقف تلك النغزات التى تعتصر روحه خرج من المطار وأستقلى سيارة أجرة وهو يبحث عن رقم معين فى هاتفه ليتنهد وهو يتصل على ذلك الرقم المختزن فى جهات اتصاله وينتظر الرد دقائق وأتاه الرد : ريان أزيك أنا حسام كنت عايز مساعدتك ضرورى
_ أؤمرنى يا حسام
_ عايز أعرف لو فى اخبار جديدة
تنهد ريان وتحدث بأسى : لسه مش عارفين حاجه عنه محدش لسه طمنه عليه لانه أخدت حبوب كتيرة وألمعده أتضررت
_ طيب يا ريان أنا الوقتى خارج من المطار هحط الشنطه بتاعتى فى السكن و عايزك تبعتلى أسم المستشفى و رقم الاوضه و رجاء منى متعرفش هناء و لا باسل انى موجود هنا
_ نصيحه منى يا حسام بلاش تيجى ليُمنى و أنسى موضوعها دا
هز حسام راسه و قبض على يدة الممسكه بالهاتف : ريان خليك متأكد أنك لو مساعدتنيش أنا هعمل بحث كامل فى كل المستشفيات الى هنا و هعرف بنفس فخليك متعاون معايا و صدقنى دا لمصلحة يُمنى أنا كل الى محتاجه هو أنى أطمن عليها
تنهد ريان وهتف بهدوء : تمام
أغلق الهاتف بدون اى يجيب بأى كلمه و هو يفتح تطبيق الرسائل ينتظر من ريان مكان المستشفى و رقم الغرفه و هو يشتعل خوف و قلق نظر بعينيه لخارج النافذة وهو يتذكر قبل سنه وبعد ثمانى اشهر من معرفة يُمنى بحسام معرفة شخصيه فقد جاء حسام كدكتور فى الجامعه ومن وقتها عرفت أنه صديق اخية المقرب وأصبح بينهم تواصل ومن ثم توددت العلاقه و أصبح حسام و يُمنى أصدقاء ليسوا فقط دكتور و تلميذته لا بل أصبحوا يلتقون فى الاوقات الفاصله بين المحاضرات الكلام بينهم أخذى مجرى الصديق . . . .
كانت يُمنى جالسه على احد الكراسى فى الكافتريا الخاصه بالجامه و تلقت اتصالا فى هاتفها لتنظر له وتجده رقم حسام لتجيب و على وجهها أبتسامه :
_ أهلين يُمنى اخبارك ؟
_ تمام وأنت ؟
_ أنا تمام ، فينك كدا خلينا نتقابل فى المطعم الى جمب الجامعه
_ لا يا حسام صعب. النهارده عند محاضرات كتير وجدولى مشغول
_ مم طيب انتى فين الوقتى
_ فى كافتريا الكليه ... ليه !!
ابتسم حسام : و لا حاجه جاي لك انا سلام
أغلق الهاتف و ما هى الا دقائق وكان يقف امام الطاوله التى تجلس عليها يُمنى ليبتسم و يتحمحم و يجلس بالكرسى المقابل لها : عامل أى يا يُمنى بقالك أسبوع مشغوله فى المحاضرات و مفيش فرصه نتقابل زى الأول لعل بس متكونيش وهقتى منى و حابه تخلعى من صداقتنا اعترفى أصلى عارف أنى صاحب رخم اصلا
ضحكت يُمنى بقوة : لا خالص حد يجيلة فرصه انه يصاحب دكتور حسام ويرفضها دا حتى يبقى عيب على الأقل كدا أبقى ضمنت أمتحان و درجات مادة من موادى تبقى فى جيبى
حسام بضحك : اى دا انتى بتصاحبينى لمصلحتك يا ست يُمنى
هزت يمنى راسها ببرأه : أنا !! أبدااا
أبتسم حسام و نظر ليمنى و تحدث بهدوء : أسمعى يا يُمنى انا بعد اسبوع هرجع مصر أجازة
اختفت أبتسامة يُمنى فهى لم تعتاد على اختفاء حسام فجأه من حياتها فمنذ أن تعارفا على بعضهما و قد اصبحوا أصدقاء و هو قد أحتل حياتها بشكل أو بأخر و اصبح محور يومها يشاركها به و لكن تنهدت و تغصبت الأبتسامه و هى تساله : و هتفضل فى مصر قد أى ؟
_ فى حدود تلات أو أربع أسابيع كدا
قبضت يُمنى يدها و أخفت غضبها فمن الطبيعى أن يلتقى حسام بأهله و يعود لوطنه : تروح وترجع بالسلامه ، أبقى خلينى أشوفك قبل ما تسافر
هز حسام راسها و هو بقف : أكيد هنتقابل قبل ما أسافر يلا خلينى امشى عشان مواعد باسل نتقابل و كمان عشان جي وقت محاضرتك سلام
رحل حسام فى طريقه ليترك يُمنى مكانها و بالها مشغول تفكر بأكثر من شيء . . .
بعد أسبوع بيوم سفر حسام يقف أمام يُمنى عند بوابه الجامعه و على وجهه أبتسامه ساحرة تجذب كل من يراها نظر حسام ليُمنى وتحدث : قوليى محتاجه حاجه من أم الدنيا أجيبهالك و أنا جاى ؟
هزت يُمنى راسها و ابتسمت و تحدثت برقه : سلامتك
ابتسم حسام و هو يعطيها متاح سيارته : جيت أديلك مفاح عربيتى
عقدت يُمنى حاجبيها بتعجب : تدهولى ليه ؟!
_ خليها معاكى وقت ما أكون فى مصر طول فترة اجازتى و لما أرجع ابقى أدهالى
_ طب وأشمعنا أنا !! ليه مسيبتهاش مع باسل
ابتسم حسام و هو يضع المفاتيح بيدها : امسكى بس المفتاح .. و باسل عنده عربيه أما انتى لا فخليها معاكى أحسن
نظرت له يُمنى بود و امتنان : شكرا جدااا ووعد هحافظ عليها وهتقى بأمان
_ أنا متأكد من دا يا يُمنى
_ خلينى اشوفك لما أرجع من السفر
هزت يُمنى راسها و هى تحاول حبس دموعها التى تترقرق فى عينيها و أعطتها ظرف و هى تقول : بص أنا عايزاك متفتحش الظرف دا الا لما تسافر مصر و توصل بيتك و بعد ما تفتحه ياريت متتكلمش معايا فى اى حاجه تخص الى فى الظرف دا الا لما ترجع و نتقابل اوعدنى بكدا يا حسام لو سمحت
ضحك حسام و هو يقول : اى دا يا يُمنى هو سر حربى و لا أى ! ليمون كاتبه خطة أزاى نقتل باسل ؟ لو كدا ف أنا موافق لانه بقالوا فتره بيرخم عليا
ايتسمت يُمنى و هى تهز راسه : لا لا متقلقش مش كظا خالص أصبر لحد ما تقرأه
_ ماشى يلا الوقتى مضطر امشى عشان معاد الطيارة اشوف وشك بخير خدى بالك من نفسك يا يُمنى
يمنى بهدوء : وأنت بخير توصل بالسلامه
تحرك حسام بعيدًا عن يمنى ليتركها تنظر فى أثره و هى تشعر بقلبها يعتصر ونبضاته تقل ف هى لا تفهم هوية ما تشعر به . . . .
يمضى اليوم و يصل حسام لاراض مصر الحبيبه ليذهب مباشرة لمنزله و يستقبل الاهل بالترحيب الحار و التهليل و السعادة بعودة الابن بسلام فى أحضانهم ليدخل غرفته بعد ساعتين من الجلسه العائليه و هو يفرد ظهرة على فراشه ليتذكر ذلك الظرف الذى أعطته له يُمنى ليبتسم و يفتح حقيبته ليخرج ذلك لظرف و يبدا بفتحة ليقرأ محتواه . . .
" حسام مش عارفه ابدا بأى أو أقول اى بس انا من فترة مكنتش أعرف حد بأسم حسام دا و لا كان فى حياتى شخص أسمه حسام و كان الوضع عادى بس الوقتى أنا حاسه أنى مقدرش أتخيل حياتى بدون حسام . . . بدونك أنت من فترة وأنا مرتاحه للكلام معاك و بقيت محتل كياتى و تفكيرى و دقات قلبى بقيت بحس بفرحه لما بشوفك و بضايق و أزعل لما تتاخر فى الرد عليا أو تطنش المسدجات بتاعتى أنا مش عارفه هى مشاعرى دى أى بالضبط بس كل الى أعرفه انك بقيت شخص مهم جدا فى حياتى و مقدرتش أقول الكلام دا وش لوش لانى برتاح فى الكتابه اكتر . . . . بتمنى ان الشعور دا يكون متبادل و أنك كمان بتحس بنفس احساسى اتجاهك و ميكونش احساسى من طرف واحد هنتظر ردك لما نتقابل . . .
( يُمنى ) . . .
ابتسم حسام بقوة و هو يضم الظرف والورقه و دقات قلبة متسارعه فهو مُنذ الوهله الاوله و هو يشعر بانتفاضه بقلبه فقد سلبت يمنى عقل حسام فكان أعجاب من أول لحظه . . . وفى حسام بوعدة ليُمنى و لم يجيبها على كلامها أو يلمح لها بأى شئ سوا فى مكالماتهم أو مسدجاتهم . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . .
ببيت عم أحمد والد سلمى جارته لأسر
تجلس مع جارتها منال
تحدثت منال موجهه كلامها لسلمى بتوبيخ : بطلي تبقي مدلوقه عليه كدا يا سلمى
تحدثت سلمى بحب : بحبه يا منال والله بحبه أوى . . . انا وعيت عليه
_ بس هو مش شايفك
_ ياررب اهدي قلبه عليا و خليه يشوفني
_ انا هقوم امشي .. زمان الراجل قرب يجي من الشغل . . . انا خايفه ربنا يزقني بعيل تأذيهولي
سلمى بضيق و نرفزه : ده ربنا ياخدها حماتك دي ... صح هو جوزك بطل يكلم البنات الزفت دي من ع الفيس ولا لا
منال بحزن : لا ياختي مبطلش ... لو كان عندي اب وام كانوا جبولي حقي
سلمى بصدمه : ده خاين ... نزوه هتجر نزوه هتجر نزوه حرام انتي بني ادمه و عندك مشاعر
منال بتنهيدة : حسبي الله و نعمه الوكيل فى حماتي هي السبب مقويه عليا ... ربنا يقعدهولها فى عفيتها و فى بنتها
_ طب اهدي يا منال انتي جوزك اصلا زفت على دماغه البسيلوا و اتشيكيلو املي عنيه يا مال و هو اكيد مش هيبص برا
_صدقينى صنف الرجاله كله واحد يا اختي ... بيطلع فى الست مليون عيب و هو اللي مافيهوش غلطه و ياحرام بيطلع نفسه الملاك البرىء اسكتي يا اختي اسكتي مترفعيش ضغطي انا همشي عشان حماتي عندي ف البيت و قولتلها اني هجيلك شويه و اجي دلوقتي اكيد هتسمعني كلمتين سم
_ ربنا يسرلك الحال يا منال يارب و يبعد حماتك عنك
_ ياررب يصبرني عليها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بداخل شركه الهندسه التى يعمل بها أسر
تحدث صديقه جهاد : و بكده نبقا عاطلين يا صاحبي ومحلتناش شعل الهي ربنا يولع فيهم
_ حسبي الله و نعم الوكيل ... الحمدلله قدر الله و ماشاء فعل ربنا يكتبلنا الخير فى حته تانيه
جهاد بجديه : ايه يا بني الهدوء ده
اسر بنرفزه : يعني اعمل ايه يا جهاد ... ناس مبتتقيش الله و مشونا من الشغل فكرك اني احنا هنتحايل عليهم و نقلهم لو سمحتوا متمشوناش
_ انا مكنتش متخيل انهم يستغنوا عن ناس اقدميه فى الشركه اصلا يلا بينا نمشي ... انت هتعمل ايه
_ ربنا يكرمنا و نلاقي شغل تاني بكره ننزل ندور
_ ماشي ننزل مع بعض و ربنا يقدملنا اللي فيه الخير
يعود أسر و هو يحمل على كتفيه اعباء و حزن لاحساسه بالخيره و الخذلان لتساله والدته بقلق لما تراه من ملامح ذابله : مالك يا بني مهموم ليه !؟
نظر لها اسر و جلس بحانبها و هو يضع راسه على قدميها : عشان خلاص يا أمي اترفضت من الشغل
حركت والدته هبه يدها على راسه لتجعله يسترخى : عادي يابني انت مهندس شاطر قد الدنيا و بأذن الله ربنا يكتبلك الخير فى حته تستاهلك و تقدر شغلك و بأذن الله هتلاقيه فوض امرك لربنا وأن شاء الله خير ... قوم يا بني غير هدومك و صلي فروضك و ادعي ربنا وبأذن الله هيستجيب
_ حاضر يا امي
_ ربنا يريح بالك يا أسر يا ابني و يرزقك بشغلانه كويسه يا أسر يا ابن بطني ياررب و بنت الحلال قادر يا كريم
. . . . . . . . . . . .. . .
بسيارة أمل تجلس بالمقعد الخلفى و هى تتحدث مع سائقها الخاص عم أحمد : عم أحمد
نظر لها عم أحمد من مرأه السياره قائلا بهدوء : نعم يا أمل هانم
_ هو انت ساكن فين
_ فى حته شعبيه الشرابيه لو تسمعي عنها خير يا ست هانم فى حاجه و لا ايه ؟
أمل بهدوء : عم أحمد انا عايزه انزل الشرابيه دي ممكن
عم أحمد بصدمه : نعم !!
امل بجديه : نعم الله عليك يا عم أحمد
_ بس يعني حته شعبيه زي الشرابيه مش هتليق بمقامك خااالص
_ عادي يا عم أحمد انا عايزه انزل عادي و هنزل كمان على ان قريبتك و جايه تزورك و انت لففني شويه ف الشرابيه دى ها هاينفع و لا لا ... و ياسلام بقا لو جبتلي شقه فى الشرابيه
نظر لها عم أحمد بصدمه وقد شعر أن لسانه قد لجم فنظرت له أمل باستغراب : عم أحمد انت كويس ؟
تحدث عم احمد بأستنكار : شقه ايه بس ... انتي نوريني و اشيلك من على الارض شيل بس تسكني فى الشرابيه ازاي ده حتي ماينفعش و مش هتعرفي تتعايشي
أمل بوجع و هى تحاول ان لا تظهرة : متهياقلك يا عم أحمد .. ممكن ناديه أختى اه لكن انا لا
_ طب سبيني ادور و ربنا يستر ان شاء الله
_ عم أحمد انا حقيقي محتاجه اشوف الناس عايشه ازاي ف الحتت دي بيتصرفوا ازاي كده يعني فاهمني
_ عادي يا أمل هانم انا ممكن احكيلك مش مستاهله تنزلي يعني
هزت أمل راسها بالرفض : لا يا عم أحمد انا عايزه اشوف بعيني
_ لمؤاخذه يعني يا ست هانم فى السؤال هو ليه عايزه تنزلي الشرابيه
_ هساعدهم يا عم أحمد باللي اقدر عليه
عم أحمد بصدمه : تساعديهم
سالته أمل بعدم فهم : عم أحمد هو انت مصدوم مني كده ليه ... و فيها ايه لما اساعدهم عادي !!
_ مش قصدي و الله بس مستغرب
_ و غير يا عم أحمد عايزاك تتعود تندهلي ب امل بس مش ست هانم تمام
_ حاضر يا ست ... صمت و هو ينظر له و هى تحذره : ها قولنا ايه بلاش ست هانم دي ... أمل بس ها أمل بس
. . . . . . . . . . . . . . .
بغرفتها ممسكه بهاتفها و تتحدث به : ايه يا اخرت صبري ؟
مكه ببتسامه : بقولك ايه ماتيجي نسهر النهارده بره
ناديه بانفعال : انتي اتجننتي لا طبعا دي أمل تموتني
_ طب هنعمل ايه انا نفسي اخرج
ناديه بهدوء : طب ماتيجي تقعدي معايا فى البيت
_ ياراجل و كده يبقا خرجت يعني ايه يابت التفكير العبقري للقضاء على الملل و الزهق ده . . ايه ده سارة بتتصل استني ادخلها معانا فى مكالمه جماعيه
ناديه بحماس : ايه ده بجد اشطا دخليها
تحدثت سارة بدلع : بنوتاتي حبايب قلبي
ناديه ببتسامه : سااارة حبيبتي
سارة بهدوء : بصوا بقا يا جماعه عيد ميلادي النهارده و هتيجو يعني هتيجو و على العموم ده هيبقا احنا بس عشان انتوا واحشني اوي
مكه بحماس : يا فرج الله اخيرا هخرج
ناظيه بلطافه : كل سنه و انتي طيبه يا بيبي هيكون فين
سارة برقتها النعتادة : و انتي طيبه يا بيبي هيكون ف نايت . . .
ناديه بصدمه : ناايت !
مكه بنرفزه : لا بقولك يا نادوو ناايت نااايت عادي مفيهاش حاجه و هنرجع على طول
نادية بصدمه و قلق : هقول ايه طيب ل أمل ؟
سارة بهدوء : عادي قوليلها انها فى حافله فى نادي . . .
ناديه باعتراض و تردد : انا متعاودتش اكذب عليها ابدا
مكه بنرفزه : بت يا سارة انتي صاحبه سوء فعلا
سارة بلامبالاه : لا هي مافيهاش كذب يا بنتي ماهي كلها حفلات
مكه ببتسامه واسعه : لا انتي كده الشيطان بيصقفلك خلاص
نادية بتنهيده وتفكير : طيب اناهتصرف هنزل اقولها سلااام . . .
نزلت بالاسفل لتجد أمل تجلس على احدى المقاعد بعرفه الضيوف ابتسمت و أجلست بجانبها : أمول ازيك جيتي امتي ؟
أما بأبتسامه : كويسه يا حبيبتي .. لسه جايه .. فى حاجه و لا ايه !
_اصل النهارده عيد ميلاد سارة صاحبتي و انا و مكه عايزين نروح ممكن ؟
_ ماشي يا ناديه بس ماتتأخريش تمام ... و اه صح بكره انتي و مكه هتنزلكوا تدريب فى الشركه انا محتجاكوا الفتره الجايه
ناديه بفرحه : بجد تمام جدا انا هطلع اقول لمكه بقا و بسرعه صعدت لغرفتها لتضرب أمل كفيها و هى تهز راسها متمتمه : مجنونه
اتصلت على صديقتها مكه ليأتيها صوت مكه بنبرة ترقب : قوليلي انها وافقت
_ وافقت بس فى خبر تاني حلو بصي يا ستي قالتلي ان احنا هننزل تدريب من بكره فى الشركه
مكه بفرحه : بجد لا بتهزري !؟
_ والله العظيم قالتلي كده يلا بقا روحي البسي و انا كمان هلبس
مكه بحماس : الله بقا على الاخبار الحلوه اشطا جدا هدخل اهو البس سلااام . .
بداخل احد الملاهى الليليه ( نايت ) حيث الصخب و الموسيقى العاليه والرقص تحدثت مكه بحماس : احلي عيد ميلاد ده و لا ايه
سارة ببتسامه : عيب عليكي يا موكاا ده عيدميلادي برضو متفرفشي كده يا ناظيه
مكه بضحك : سبيها هي خايفه من أمل مقلقه انها تعرف انهاف نايت
سارة بجديه : طب هي هتعرف منين مش قايللها اني ف النادي زي ماقولتلك
هزت مكه راسها : يا بنتي أمل بتعرف دبه النمله
سارة : نفسي فى يوم ابقا زيها و بشخصيتها الكلام اللي بيتنشر عنها فى الجرايد و السوشيال ميديا بيبهرني واووو بجد عليها
_ يابنتي أمل مش بعيد تلاقيها بتقتحم علينا المكان هنا
_ بس بقا انا هموت من الرعب اصلا
نسمه و هى تنظر لناديه الخائفه : ناديه انتي جود جيرل اوووي يا بيبي
_ انا همشي بقا كفايه كده انا اتأخرت
نظرت مكه ل سارة و هزت راسها بقلة حيله و هى تتبع ناديه التى تحركت متوجهه خارج المكان فهى تعلم مدى قلق و خوف ناديه من اختها أمل فقالت مكه بصوت عالى : طب يلا يا جماعه و غير كمان احنا اصلا عندنا تدريب فى شركه الجابر بجلاله قدرها بكره اللي هو ربنا يستر بقا يلا بقا عشان أمل متعلقناش بكره على باب الشركه انجوى
سارة بحماس : واو بجد نايس ربنا معاكوا اشطا
بعد خمسة عشر دقيقه نظرت ناديه لمكه : انا هنزل البيت اهو بس ابقى اطمنى عليا سلام
دخلت ناديه البيت و هى تسير بقلق و خوف لتسمع صوت امل و هى تجلس على مقعد يتوسط الصالح و تقول بهدوء مريب :
مبادري
نادية بخوف : أمل
امل بجديه : كل ده فى العيد ميلاد؟
ناديه بخوف : اه هو الوقت سرقنا بس
أمل بتحذير: مافيش بنت محترمه بتفضل برا البيت لحد دلوقتي لو اتكرر تاني هتشوفي وش عمرك ماشوفتيه فى حياتك يا ناديه مفهوم
ناظيه بخوف : حاضر .. ممكن اطلع على اوضتي
هزت أمل راسها : اتفضلي و خليكي فاكره تحذيري .. انا مبديش فرصه مرتين ماشي يا ناديه و يلا اتفضلي روحي نامي عشان تبقي صاحيه فايقه
ناديه بخوف : ماشي وتحركت بسرعه الى غرفتها و الرعب يعرف طريقه جديًا داخلها بل و متوسط داخلها
. . . . . . . . . . . . . . .
بداخل قرية المنصورة الوضع يختلف عن باقى البلاد فهناك يكمن عايلتين بينهم الدم كاهل الصعيد تماما أما قاتلا أو مقتول حيث القلوب تحترق الم و رهبه من القادم و خوف من الغد . . .
كل منهما غائصا في بحر افكاره .. ( أدهم ) يجول بسيارته بدون مقصد و هو ينفث دخان سيجارته حتي غرق في سُحبها التى تحرق كيانه من الخارج و الداخل .. تأكل النيران في احشائه بدون توقف .
اما قمر فهى تجوب ( قمر ) بين المرضي بآسي و ضيق فهى تعمل ممرضه بمستشفى القريه . . . منشغل عقلها بأدهم يكاد ان ينخلع قلبها من شده قلقها و رهبتها .. فحب العمر ينهار امامها و هى مكبلة اليدين كشخص فقد كل قوته للمقاومه ، تحتبس دمع عينيها بداخلها فظل يغلي فوق مراجل قلبها كما تغلي المياه في قدحه .
اما ( سعد ) فهو غارقاً في بحر احزانه و ذكرياته ، فقد اخذ ميثاق علي نفسه يعيش اسير للماضي و تحت سطواه و سلاحه فالعيش بعيدا عن زنزانته موت .. موت ينتشله من قلب الحياه .. ذكريات زوجته ووتين فؤاده ( حياة ) التي توفت بسبب المرض اللعين ( سرطان الدم ) الذى احتلَ كيانها وجسدها كمحتل خال من الرحمه حتي انتهش جسدها و لم يبق منه سوى روحا سكنت داخله مازال يرتوي بها طيلة الخمس سنوات الماضي
بحديقة منزل عائله الجابر يقرية المنصورة
بجد يا صالح جدو قال كده قالت ( مريم ) جملتها الاخيره و الفرحه تغمر بدنها .
استند ( صالح ) بظهره علي الحائط و هو يعقد ساعديه متنهدا بضيق .
نظرت اليه ( مريم ) باستفهام : انت في حاجه مزعلاك يا صالح ؟ .
_ مش عارف يا مريم .. بس شكل اللي جاي مش خير ابدا .
ربتت مريم علي كتفه بحنو : ولو .. اهم حاجه هنكون مع بعض يا صالح و قوتنا هتبقي واحده و هنغلب كل حاجه سوا .
- مش قصدي احنا يا مريم ... لو عليّ انا فالود ودي اطير من الفرحه ... اقلها مش هيبقي في بوسه خطافي تحت بير السلم و خايفين لحد يشوفنا
ضربته برفق علي معصمه : الله !! ماتتلم يا صالح
_ وانا كدبت يعني ؟!
_ دماغك كده مابتفكرش غير في قلة الادب و بس .
غمز لها بطرف عينه قائلا بحب : طيب و هو في احلي من كده .
نفذ صبرها من استفزازه المستمر تحركت متأهبة للذهاب : لاا انت حالتك بقيت صعبة قوي و شكلي انا اللي هرفض الجوازه دي .
وقف عائقا لطريقها فقال ممازحا : كان نفسي اتحداكى و اقولك وريني ازاي .. بس احب ابشرك ان جدك مسابش قدامنا مجال للاعتراض حتى .
طافت عينيها قليلا : طيب انت ايه اللي مزعلك ؟!
هز ( صالح ) كتفيه بكلل : اخواتي يا مريم .. وامك دي هتقلب البيت حريقة لو عرفت و مفكرتيش ف أختك حنان
ضربت ( مريم ) جبهتها برفق : اووف .. انا ازاي مفكرتش في كل دا .. بص هو اللي اعرفه ان ( حنان ) بتعشق أدهم .
مط ( صالح ) شفته لاسفل : بس أدهم مابيحبهاش !!
رفعت ( مريم ) حاجبها قائله بتفكير : و ابيه سعد و صفاء اختي ... زي ماانت شايف .
ابتعدَ ( صالح ) عنها قليلًا ليجلس علي اقرب مقعد في الركن الخاص بهم بجنينة المنزل بحيره : وهو دا اللي شاغل بالي ...
وصل ( أدهم الجابر ) الي مستشفي القريه و ارسل رساله نصيه ل ( قمر ) علي هاتفها ( انا تحت المستشفي انزليلي حالًا )
سرعان ما التهمت اصابعها الهاتف لتقرأ رسالته بذهول و عيون متسعه و قلب يدق بقوة .. ركضت نحو النافذه لتراه يصف بسيارته امام باب المستشفي .
_ نهار اسوح يا أدهم جاي تعمل ايه هنا !! جاي للموت برجلك استرها يارب
عاودت الاتصال به : أدهم ارجوك امشي من هنا .. انت مش فاهم حاجه لو حد شافك هنا هتبقى مدبحه ملهاش اول من أخر
نهرها بصوته الاجش و بعصبيه : قدامك ٥ دقايق لو مكنتش قدامي عظيم يمين تلاته هطربقها عليكي و علي عيلتك كلها يا قمر .
و قبل ان تجيبه كان انهي مكالمتها بدون اي بوادر ..
لتتجمدت الدماء بداخلها وشُل تفكيرها و لم يبق امامها الا ان تستسلم للريح ... نزعت سترتها البيضاء - البالطو - بعجلٍ ولملمت شتات شملها و ارسلت له رساله ( استناني علي الباب الى ورا للمستشفي واوعي حد يشوفوك )
بعد مرور عدة دقائق دلفت الي سيارته و الخوف بداخلها بلغ ذروته : تقدر تفهمني انت عاوز مني ايييه .. و ليه الجنان بتاعك دا يا حفيد الحابر .. انت مستعجل علي موتك و لا أى !!!!
قالت قمر جملتها و هي تغلق باب سيارته خلفها بقوة
شرع في التحرك بسيارته دون اي رد فعل منه لتيارات الغضب المنبثقه من بين شفتيها ضربت _ تابلوه _ السيارة بكفها بغضب : أدهم انا بكلمك !! و بعدين احنا رايحين فين عندى شغل و مش فاضيه ؟
ارتفعت نبرة صوته : قمر .. انا روحي في مناخيري .. ينفع تسكتى
- مش هسكت يا أدهم و انا مش مجبرة اركب معاك العربيه و لا أنك تعاملنى المعامله دى وكانى شغاله عندك او جاريه من جواريك .. و يلا نزلني هنااا .
زادت سرعه سيارته فجاه متجاهلا سُم كلماتها التي اخترقت قلبه قبل اذانه .. بعد مرور عاصفة الثرثرة التي عصفتها قمر بحانبها و مازال متلزمًا صمته ادركت ان مابداخله بركان علي وشك الانفجار .. تراجعت بظهرها قليلا و التزمت هي الاخري الصمت . . .