البارت الرابع
ظلت هند تترجاني كثيرا جدا وتقول لي:
هند: بلاش تحكي لماما بلاش تقلقيها وتشغليها انا كويسه وما فيش اي حاجه.
لكني كنت مصممه ان احكي لأمي عما يحدث مع هند حتي تأتي لنا بحل يخلصها من كل هذه الاشياء.
في اليوم التالي تركت هند وحيده في المنزل وذهبت لأمي داخل عملها.
علا: في ايه يا هبه، ايه اللي جايبك لوحدك، اختك فين، اختك كويسه !
هبه: بصراحه يا ماما هند مش طبيعيه خالص، بقى لها فتره كبيره وانا ما كنتش راضيه احكي لك عشان ما تقلقيش، بس الموضوع كده ما يتسكتش عليه ابدا. علا
: هند مش طبيعيه ازاي يعني يا هبه، ايه اللي انتي بتقوليه ده، وانا عايشه معاكم ومعرفش اي حاجه يعني، مش عارفه بنتي لو كانت طبيعيه ولا مش طبيعيه، انا شايفه انها ما فيهاش حاجه .
هبه: الموضوع مش زي ما انتي متخيله يا ماما . الموضوع انها اي حاجه قبل ما تحصل بتقول لي انها هتحصل، طيب هي بتعرف منين الكلام ده .
علا : ايه التخريف اللي انتي بتقوليه ده، يعني ايه قبل ما حاجه تحصل بتقول لك، ده كلام ما حدش يصدقه لو كان عيل في حضانه .
هبه : طب انا هاثبت لك يا ماما عشان تصدقي ان كل كلامي صح، فاكره لما عمو عادل مات كانت قبليها بيوم قايله ان عمو عادل هيموت، وكانت واثقه ومتاكده، وبالفعل تاني يوم مات على طول، وفاكره لما انتي كنتي تعبانه وعندك صداع وعاوزه تروحي مش انتي يا ماما اليوم ده استغربتي وقلتي ايه اللي جايبكم، وخدناكي وروحنا، هي اللي قالت لي ماما تعبانه تعب بسيط وعاوزه تروح وتعالي ناخذها ونروح، صدقتيني بقى.
علا: لا طبعا ما صدقتكيش، كل اللي انتي بتقوليه ده تخاريف واستحاله هند تكون قالت لك كده.
ظلت
هبه : طب تعالي معايا بنفسك البيت واساليها وهي هتقول لك فعلا انها قالت لي كده . انتظرت داخل مكتب امي حتي تكمل عملها وتأتي معي المنزل وتتأكد بنفسها من هذا الكلام وبالفعل اخذتها وذهبنا للمنزل .
فتحت امي الباب فإذا بهند جالسه علي الاريكه تشاهد برنامج في التليفزيون ولا ينتابها اي خوف تقدمت نحو امي وقامت بمعانقتها ثم قالت لها : شوفتي بنتك سابتني وراحت وقعدت معاكي في الشغل ما اعرفش ليه ..
هبه : يعني ايه ما تعرفيش ليه يا هند .. ما انا قايله لك هاروح اقول لها ايه ..
هند : لا ما قلتليش يعني ايه هتروحي تقولي لها ايه فهميني اكتر ..
هبه : هروح اقول لها على الموضوع بتاعك ..
هند : موضوع بتاعي ايه .. في ايه يا هبه انتي بتتكلمي بالالغاز ليه .. ما تتكلمي قدام ماما عادي ماما مش حد غريب ..
هبه : لا انتي كده عايزه تجننيني بقى الموضوع بتاعك اللي انتي كل شويه تقوله لي اي حاجه قبل ما تحصل .. هند ضحكت وقالت لي : انا باقول لك كده ليه ان شاء الله هو انا خارقه ولا ايه .. انا طبيعيه جدا انتي عاوزه تطلعيني يعني مجنونه قدام ماما ..عشان ماما مهتميه بيا اكتر منك ..
هبه : ايه اللي انتي بتقوليه ده يا هند .. انا عاوزه اطلعك مجنونه .. والله انا مش عاوزه اطلعك مجنونه ولا حاجه .. انا عاوزاكي تتعالجي من اللي انتي فيه ..
هند : هو ايه اللي انا فيه .. طب ما تقولي لي انا باعمل ايه ..
هبه : لما عمو عادل مات مش قلتيلي قبلها انه هيموت .. وكل حاجه بتحصل بتقول لي قبلها .
انتي اكيد مش طبيعيه ..
هند : انا مش طبيعيه .. وايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده .. انا باقول لك من قبلها كل حاجه .. طب انتي يا ماما بذمتك مصدقه الكلام ده علا والله يا بنتي انا مش مصدقه اي حاجه من الكلام ده لان ما فيش حد يصدق الكلام اللي زي ده ..
علا : بصراحه كده انا مش مصدقه ولا كلمه من الكلام اللي اتقالت ده خالص .. ومش عارفه هبه عاوزه توصل لايه .. انتي عاوزه تجننينا يا بنتي .. اختك اهي اللي انتي كنتي بتقولي لي روحي اساليها وهي هتقول لك .. انكرت كل الكلام اللي انتي بتقوليه ده .. عاوزه ايه تاني عاوزه تطلعيها مجنونه .
هبه : اقسم بالله يا ماما هي اللي كذابه مش انا .. طب تعالي معانا المدرسه واسالي اصحابنا كلهم هيقولوا لك انها قالت على الميس هتغيب قبل ما تغيب .. وقالت حاجات تانيه كثير والعيال في المدرسه بقى يخافوا منها ..
هند : وانا موافقه يا ماما تيجي المدرسه وتسالي كل زمايلي وهتعرفي ان هي اللي كذابه مش انا ..
علا : انا داخله انام مش عاوزه اتكلم في الموضوع ده ثاني .. ويا ريت يا هبه ما تفتحيش الموضوع ده ثاني نهائي ..
هبه : ماشي يا ماما انا اسفه .. دخلت الي غرفتي وانا مستائه كثيرا من تصرف هند لأنها قامت بتكذيبي امام امي وانا لست بكاذبه وهي تعلم هذا جيدا دخلت هند ورائي الغرفه وقالت لي بتعصب شديد : انتي عاوزه مني ايه بالظبط .. عاوزه تطلعيني مجنونه قدام ماما وتطلعيني وحشه .. وبعدين انتي جايبه الكلام ده منين .. انا قلت لك ان عم عادل هيموت قبل ما يموت ..
هبه : والله العظيم قلتيلي .. انتي بس اللي بتستهبلي عشان ماما ما تعرفش الموضوع بتاعك .. بس انتي حره ماما هتيجي المدرسه وكل زمايلنا في المدرسه هيقولوا ان كلامي انا اللي صح مش انتي ..
هند : هيخافوا يتكلموا انتي عارفه ليه .. لاني قايله لهم لو حد فيكوا اتكلم ولا قال علي اي حاجه هيحصل لهم كوارث . وساعتها الحمد لله هتطلعي كذابه وعاوزه تتعالجي .. كنت اسمع هذا الكلام من هند وهي يبان علي وجهها الاشمئزاز مني لانها لم تكن متوقعه اني سوف اذهب لأمي اليوم كي اخبرها عما يحدث معها . ذهبت الي سريري بدون اي كلمه فلا يوجد كلام ارد به علي هند . وكانت اول ليله احس بالخوف تجاه هند بينما كنت نائمه سمعت صوت هند تقوم بإيقاظي وتقول لي : الحقي يا هبه في مصيبه هتحصل بكره ركزي في كلامي كويس جدا ..
استيقظت من نومي وقد اصابني الفزع والخوف فقد كان صوت هند أشبه بالحلم الذي كنت اسبح بداخله .
هبه : في ايه يا هند خضتيني هو احنا مش قلنا الموضوع ده خلاص بقى مش هنفتحه تاني ..
هند : بس لازم نفتحه دلوقتي حالا عشان في مصيبه هتحصل بكره ولازم نلحقها .. ماما ممكن يجرى لها حاجه في الموضوع ده ..
هبه : ازاي يعني يا هند يعني ايه اللي انتي بتقوليه ده .. ماما هيحصل لها ايه ..
هند : بكره المصنع اللي ماما بتشتغل فيه هيحصل حريق كبير جدا وفي ناس كثير هتموت .. احنا لازم نلحق الموضوع ده لان ماما هتتاذي جامد ..
هبه : مش انتي طلعتني كذابه وقلتي لماما اني باقول اي كلام .. انا بقى مش مصدقاكي ولا مصدقه الكلام ده كله ..
هند : صدقيني يا هبه انا والله مش باكذب انا باقول لك الكلام ده عشان خايفه على ماما جدا .. احنا لازم نعمل خطه ان ماما ما تروحش بكره الشغل ويقفلوا المصنع خالص ..
هبه : خطه ايه اللي هنعملها بس يا هند انتي مستوعبه الكلام اللي انتي بتقوليه ده .. طب ما هي كده ماما هتعرف اللي انتي بتعمليه والكلام الي بتقوليه ..
هند : مش مشكله بس اهم حاجه هي ما يحصلهاش حاجه . ظللنا مستيقظين حتي اليوم التالي . فمن اين يأتي لنا نوم ونحن نعلم جيدا ان كلام هند سوف يحدث بالحرف الواحد وفي اليوم التالي أتت امي لإيقاظنا ثم قالت لنا : يلا يا اولاد على المدرسه . قامت هند بتمثيل المرض حتي لا تذهب امي للعمل و قالت لها : يا ماما انا تعبانه قوي مش هروح المدرسه خليكي قاعده انتي معايا ..
علا : مش هينفع يا هند والله اني اقعد معاكي هنا .. لان النهارده عندي شغل كثير جدا وممنوع ان احد يغيب . نظرت الي هند ثم همست في اذني : هنعمل ايه دلوقتي لازم نمنعها انها تروح عشان ماما لو راحت ممكن يحصل لها اي حاجه .. وهتسيبنا لوحدنا لمين .. دخلنا الي غرفه امي ثم شرحنا لها الموقف وقولنا لها انها لا يجب ان تذهب للعمل اليوم فا يوجد كارثه بإنتظارها ..
علا : الظاهر ان انتم اتجننتوا انتوا الاثنين .. هو انتي يا هند مش انكرتي الموضوع ده امبارح .. ايه اللي غيرك دلوقتي .. يعني اختك طلع كلامها صح ..
هند : ايوه يا ماما كلامها صح .. ارجوكي بلاش تروحي النهارده انا عارفه ايه اللي هيحصل ..
علا : وانا بقى مش هاصدق في التخاريف دي وهاروح الشغل يا هند .. وما لكيش دعوه ..
هند : خلاص خلينا نروح معاكي .. ارجوكي يا ماما صدقيني الموضوع خطير جدا مش زي مانتي فاكرة .. علا : مش هتروحوا معايا في مكان .. مش عاوزين تروحوا المدرسه النهارده ما تروحوش .. انا رايحه الشغل .
ارتدت امي ملابسها وقامت للذهاب الي العمل بحجة ان هذا الكلام ما هو الا هراء ليس له اساس من الصحه .
هبه : هنعمل ايه دلوقتي يا هند انا خايفه قوي على ماما ..
هند : احنا لازم نلبس ونروح لها دلوقتي حالا .. قمنا بإرتداء ملابسنا وذهبنا الي المصنع التي تعمل به امي مسرعيين . وعندما وجدتنا نظرت الينا في حيرة قائله : انتم ايه اللي جابكم هنا مش انا قلت لكم ما حدش يجي لي الشغل ثاني ..
هند : احنا خايفين عليكي يا ماما وخايفين يحصل لك اي حاجه والله ..
علا : هيحصل لي ايه يعني .. هو انتم مصدقين التخاريف اللي انتم بتقولوها دي .. لو انتم مصدقينها فانا مش مصدقاها .. لو سمحتم امشوا من هنا دلوقت حالا ..
هند : خلاص احنا هنقعد ومش هنعمل حاجه وهنمشي معك وانتي ماشيه .. عشان لو اي حاجه حصلت نكون موجودين معاكي ..
علا : باقول لكم امشوا دلوقتي حالا من وشي مش عاوزه اشوف حد هنا عندي .. فجأه سمعنا صوت صراخ داخل المصنع وشخص ما ينادي و يقول : المكنه بتولع يا جماعه امشوا بسرعه من هنا . قامت امي بالنظر لهند في خوف شديد ثم قالت لها هند : يلا بسرعه يا ماما نمشي .
امي بخوف : امشوا انتم من هنا .. انا لازم الحق زمايلي اللي موجودين .. مش هاسيبهم لوحدهم وامشي .. هند : باقول لك يلا يا ماما امشي من هنا دلوقتي حالا .. مش هنمشي من غيرك باقول لك انتي وهي .. دخلت امي داخل الحريق ثم تفاجئت بصديقتها داخل الحريق ومعها ابنتها الصغيرة تنادي بأعلي صوت وتطلب الاستغاثه وتقول : الحقوني الحقوا بنتي الصغيرة . مش مهم انا المهم بنتي تعيش . دخلت هند داخل الحريق تطلب من امي الابتعاد وتطمئنها انها سوف تنقذ الطفله .
علا : لا يا هند روحي انت مش هتدخلي هنا .. دخلت هند داخل الحريق وانقذت الطفله الصغيرة وسط صراخ امي التي تترجاها ان ترحل من المكان ثم خرجت بالبنت الصغيرة فقط و للأسف صديقتها سيطر الحريق علي جسمها بالكام وفارقت الحياة ومعها اثنان من العمال . وبعد هذا الحريق اصيبت امي بالاكتئاب للمرة الثانيه واصبحت تلوم نفسها انها لم تسمع كلام هند ولم تحذر عمال المصنع . لكن كانت تقول انها لن يصدقها احد وسوف يوصفوها بالمجنونه .
علا : قولي لي يا هند انتي ازاي عرفتي ان المصنع هيولع ..
هند : في حاجه بتيجي تقول لي يا ماما زي الهاتف كده يجي يقول لي ايه اللي هيحصل بكره بس انا مش عارفه ازاي ده بيحصل .. ولا عارفه مين اللي بيجي يقول لي الكلام ده ..
علا : انتي متاكده من الموضوع ده . انت لازم تتعالجي ..
هند : هتعالج ليه يا ماما هو انا باقول لك اني مجنونه . انا باقول لك انا باعرف اللي بيحصل مش ما لهاش علاقه بالعلاج .. مر ما يقارب من الاسبوعين وتدهورت حالة امي النفسيه وكانوا اصدقائها داخل المصنع يقوموا بالاتصال بها يوميا حتي يحثوها علي الرجوع للعمل لأنها كانت رافضه الرجوع . بدأت حالتنا الماديه بالتدهور فقد نفذت الاموال فاضطرت امي ان ترجع للعمل رغما عنها . هذا لم يغير شيء من هند واستمرت في قول الاشياء التي ستحدث كل يوم . وذات يوم خلدت امي للنوم لأنها كانت منهكه من كثرة العمل دخلت ورائها الي الغرفه حتي اتحدث معها في امر هام
هبه : يا ماما انا عاوزه اتكلم معاكي شويه ..
علا : تتكلمي معايا بخصوص ايه ..
هبه : بخصوص هند يا ماما .. هو احنا هنفضل ساكتين عليها كده كثير .. احنا لازم نعرف ايه اللي بيحصل بالظبط وايه اللي بيخليها توصل لكده ..
علا : عندك حق فعلا الموضوع ده كان شاغل كل تفكيري هو في حاجه تاني قالتها لك انا ما اعرفهاش .. هبه : انا مش عاوزه اخوفك يا ماما بس هند بمعدل كل يوم بتقول لي ايه اللي هيحصل ثاني يوم .. ولو حصل اي مصيبه بتقولهالي من قبلها .. لازم نروح نعالجها نوديها بقى عند دكتور نفسي او حاجه يا ماما .. هي مش ملبوسه يعني هي عاوزه تروح عند دكتور نفسي .. انا قرات على الحاله اللي هي فيها دي حاله نفسيه ولازم تتعالج .. وفي نفس اليوم ذهبت امي الي احدي الدكاتره النفسيه واخذت منه موعد واخذت هند معها حتي تعرض عليه حالتها .
هند : دكتور نفسي ايه يا ماما اللي انت عاوزه توديني عنده ده .. هو انتي شايفاني مجنونه ولا ايه .
علا : معلش يا هند ريحيني انا هابقى مرتاحه اكثر لما تروحي تتعالجي عند الدكتور ده . دخلت هند عند الدكتور وبدأ يقول لها ان تحكي عما يحدث بالتفصيل . بدأت بالحديث معه وحكت له انها تري الاشياء قبل حدوثها . ضحك الدكتور بسخريه وقال لها : بس الكلام ده مش مضبوط انتي جايز تكوني بتحسي بحاجات وبتبقي متاكده انها هتحصل .. جايز جاركم اللي مات ده يكون مثلا تعبان وتقولي انه هيموت .. و بالصدفه يموت ..
هند : يعني ايه يا دكتور يعني كل اللي حصل معي ده صدفه ..
الدكتور : ايوه طبعا صدفه لان ملوش اي اساس من الصحه غير انه صدفه .. والمصنع اللي ولع عند مامتك ده جايز انتي كنتي شايفه انهم مهملين في المكان .. ولا حاجه وقلت انه اكيد هيولع وولع فعلا ولا عشان الاجهزه عندهم كانت محتاجه صيانه مش عشان انت قلت كده .. على العموم هاكتب لك شويه مهدئات تاخذيها وان شاء الله هتبقي كويسه ..
هند : يا دكتور ليه هو انت شايفني مجنونه ولا ايه .. انا مش محتاجه اي مهدئات انا كويسه جدا وما فيش فيا اي حاجه خالص ..
الدكتور : بس لازم برده تاخذي العلاج ده .. خرجت هند من عيادة الدكتور وهي حزينه للغايه لأنه لم يصدقها واخذ كلامها بسخرية شديده ثم قالت لوالدتها : الدكتور بيعاملني كاني واحده مجنونه يا ماما .. هو ده الدكتور اللي انت جايباني عشان تعالجيني عنده .. لا يا ماما انا مش مجنونه زي ما هو فاكر وعارفه ومتاكده ان كل اللي انا باسمعه ده هيحصل ثاني لو انتي مش مصدقاني براحتك .. رجعوا الي المنزل وكان يبان علي وجه هند الغضب الشديد لأن والدتها اجبرتها علي الذهاب للدكتور النفسي و هي لم تكن مجنونه فقط كل ما تحتاج له هو ان يصدقها ويشرح لها ماذا يحدث معها . قررت هند ان لا تحكي لأي شخص اخر عن هذا الموضوع وبالخصوص انا وقالت لي : خلاص يا هبه لو شوفت اي حاجه ثاني مستحيل هاجي اقول لك خالص . مر الكثير من الوقت وتغيرت هند وتبدل حالها من اختي الودوده التي تحكي لي ما يحدث في يومها بالتفصيل الي هند الكتومه الخجوله المليئه بالكثير من الاسرار . من الممكن انها اصبحت لا تثق بي لأني من افشيت سرها في البداية وتعرضت للكثير من الضغوطات .. فات العمر ودخلنا الجامعة واصبح لديها صديقات وانا صديقات اخريات علي الرغم من اننا اخوات و معآ بنفس الجامعه الا اننا كالاغراب . وعندما اتيحت الفرصه لأختيار القسم كنا متفقين ان نختار نفس القسم حتي ندرس معا في المنزل لكنها اختارت قسم اخر كي تبتعد عني تماما . ابتعدت عني تماما لكني كنت اراقبها من بعيد حتي لا ترتكب شيئا خطأ لأني اعرف هند جيدا علي الرغم من طيبه قلبها الا انها متهورة كثيرا لا تفكر قبل ان تتصرف . وفي يوم كنت داخل الجامعه اتفاجئت بصديقه من صديقات هند تقترب مني وتقول لي : خلي بالك من اختك على فكره هي دلوقت متعلقه بشخص مش كويس خالص في الجامعه واحنا كلنا حذرناها منه .. لكن هي مش مقتنعه انه ولد مش كويس وضحك على بنات كثير جدا .. وهي بقت على طول معاه .. بعدت عن كل كل اصحابنا .. وبقي هو كل حاجه ليها دلوقتي .. في هذا اليوم قررت النزول الي القسم التي تدرس به هند كي اعرف حكاية هذا الشخص . وعندما نزلت للأسفل وجدت شيئا اصابني بالجنون
هند: بلاش تحكي لماما بلاش تقلقيها وتشغليها انا كويسه وما فيش اي حاجه.
لكني كنت مصممه ان احكي لأمي عما يحدث مع هند حتي تأتي لنا بحل يخلصها من كل هذه الاشياء.
في اليوم التالي تركت هند وحيده في المنزل وذهبت لأمي داخل عملها.
علا: في ايه يا هبه، ايه اللي جايبك لوحدك، اختك فين، اختك كويسه !
هبه: بصراحه يا ماما هند مش طبيعيه خالص، بقى لها فتره كبيره وانا ما كنتش راضيه احكي لك عشان ما تقلقيش، بس الموضوع كده ما يتسكتش عليه ابدا. علا
: هند مش طبيعيه ازاي يعني يا هبه، ايه اللي انتي بتقوليه ده، وانا عايشه معاكم ومعرفش اي حاجه يعني، مش عارفه بنتي لو كانت طبيعيه ولا مش طبيعيه، انا شايفه انها ما فيهاش حاجه .
هبه: الموضوع مش زي ما انتي متخيله يا ماما . الموضوع انها اي حاجه قبل ما تحصل بتقول لي انها هتحصل، طيب هي بتعرف منين الكلام ده .
علا : ايه التخريف اللي انتي بتقوليه ده، يعني ايه قبل ما حاجه تحصل بتقول لك، ده كلام ما حدش يصدقه لو كان عيل في حضانه .
هبه : طب انا هاثبت لك يا ماما عشان تصدقي ان كل كلامي صح، فاكره لما عمو عادل مات كانت قبليها بيوم قايله ان عمو عادل هيموت، وكانت واثقه ومتاكده، وبالفعل تاني يوم مات على طول، وفاكره لما انتي كنتي تعبانه وعندك صداع وعاوزه تروحي مش انتي يا ماما اليوم ده استغربتي وقلتي ايه اللي جايبكم، وخدناكي وروحنا، هي اللي قالت لي ماما تعبانه تعب بسيط وعاوزه تروح وتعالي ناخذها ونروح، صدقتيني بقى.
علا: لا طبعا ما صدقتكيش، كل اللي انتي بتقوليه ده تخاريف واستحاله هند تكون قالت لك كده.
ظلت
هبه : طب تعالي معايا بنفسك البيت واساليها وهي هتقول لك فعلا انها قالت لي كده . انتظرت داخل مكتب امي حتي تكمل عملها وتأتي معي المنزل وتتأكد بنفسها من هذا الكلام وبالفعل اخذتها وذهبنا للمنزل .
فتحت امي الباب فإذا بهند جالسه علي الاريكه تشاهد برنامج في التليفزيون ولا ينتابها اي خوف تقدمت نحو امي وقامت بمعانقتها ثم قالت لها : شوفتي بنتك سابتني وراحت وقعدت معاكي في الشغل ما اعرفش ليه ..
هبه : يعني ايه ما تعرفيش ليه يا هند .. ما انا قايله لك هاروح اقول لها ايه ..
هند : لا ما قلتليش يعني ايه هتروحي تقولي لها ايه فهميني اكتر ..
هبه : هروح اقول لها على الموضوع بتاعك ..
هند : موضوع بتاعي ايه .. في ايه يا هبه انتي بتتكلمي بالالغاز ليه .. ما تتكلمي قدام ماما عادي ماما مش حد غريب ..
هبه : لا انتي كده عايزه تجننيني بقى الموضوع بتاعك اللي انتي كل شويه تقوله لي اي حاجه قبل ما تحصل .. هند ضحكت وقالت لي : انا باقول لك كده ليه ان شاء الله هو انا خارقه ولا ايه .. انا طبيعيه جدا انتي عاوزه تطلعيني يعني مجنونه قدام ماما ..عشان ماما مهتميه بيا اكتر منك ..
هبه : ايه اللي انتي بتقوليه ده يا هند .. انا عاوزه اطلعك مجنونه .. والله انا مش عاوزه اطلعك مجنونه ولا حاجه .. انا عاوزاكي تتعالجي من اللي انتي فيه ..
هند : هو ايه اللي انا فيه .. طب ما تقولي لي انا باعمل ايه ..
هبه : لما عمو عادل مات مش قلتيلي قبلها انه هيموت .. وكل حاجه بتحصل بتقول لي قبلها .
انتي اكيد مش طبيعيه ..
هند : انا مش طبيعيه .. وايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده .. انا باقول لك من قبلها كل حاجه .. طب انتي يا ماما بذمتك مصدقه الكلام ده علا والله يا بنتي انا مش مصدقه اي حاجه من الكلام ده لان ما فيش حد يصدق الكلام اللي زي ده ..
علا : بصراحه كده انا مش مصدقه ولا كلمه من الكلام اللي اتقالت ده خالص .. ومش عارفه هبه عاوزه توصل لايه .. انتي عاوزه تجننينا يا بنتي .. اختك اهي اللي انتي كنتي بتقولي لي روحي اساليها وهي هتقول لك .. انكرت كل الكلام اللي انتي بتقوليه ده .. عاوزه ايه تاني عاوزه تطلعيها مجنونه .
هبه : اقسم بالله يا ماما هي اللي كذابه مش انا .. طب تعالي معانا المدرسه واسالي اصحابنا كلهم هيقولوا لك انها قالت على الميس هتغيب قبل ما تغيب .. وقالت حاجات تانيه كثير والعيال في المدرسه بقى يخافوا منها ..
هند : وانا موافقه يا ماما تيجي المدرسه وتسالي كل زمايلي وهتعرفي ان هي اللي كذابه مش انا ..
علا : انا داخله انام مش عاوزه اتكلم في الموضوع ده ثاني .. ويا ريت يا هبه ما تفتحيش الموضوع ده ثاني نهائي ..
هبه : ماشي يا ماما انا اسفه .. دخلت الي غرفتي وانا مستائه كثيرا من تصرف هند لأنها قامت بتكذيبي امام امي وانا لست بكاذبه وهي تعلم هذا جيدا دخلت هند ورائي الغرفه وقالت لي بتعصب شديد : انتي عاوزه مني ايه بالظبط .. عاوزه تطلعيني مجنونه قدام ماما وتطلعيني وحشه .. وبعدين انتي جايبه الكلام ده منين .. انا قلت لك ان عم عادل هيموت قبل ما يموت ..
هبه : والله العظيم قلتيلي .. انتي بس اللي بتستهبلي عشان ماما ما تعرفش الموضوع بتاعك .. بس انتي حره ماما هتيجي المدرسه وكل زمايلنا في المدرسه هيقولوا ان كلامي انا اللي صح مش انتي ..
هند : هيخافوا يتكلموا انتي عارفه ليه .. لاني قايله لهم لو حد فيكوا اتكلم ولا قال علي اي حاجه هيحصل لهم كوارث . وساعتها الحمد لله هتطلعي كذابه وعاوزه تتعالجي .. كنت اسمع هذا الكلام من هند وهي يبان علي وجهها الاشمئزاز مني لانها لم تكن متوقعه اني سوف اذهب لأمي اليوم كي اخبرها عما يحدث معها . ذهبت الي سريري بدون اي كلمه فلا يوجد كلام ارد به علي هند . وكانت اول ليله احس بالخوف تجاه هند بينما كنت نائمه سمعت صوت هند تقوم بإيقاظي وتقول لي : الحقي يا هبه في مصيبه هتحصل بكره ركزي في كلامي كويس جدا ..
استيقظت من نومي وقد اصابني الفزع والخوف فقد كان صوت هند أشبه بالحلم الذي كنت اسبح بداخله .
هبه : في ايه يا هند خضتيني هو احنا مش قلنا الموضوع ده خلاص بقى مش هنفتحه تاني ..
هند : بس لازم نفتحه دلوقتي حالا عشان في مصيبه هتحصل بكره ولازم نلحقها .. ماما ممكن يجرى لها حاجه في الموضوع ده ..
هبه : ازاي يعني يا هند يعني ايه اللي انتي بتقوليه ده .. ماما هيحصل لها ايه ..
هند : بكره المصنع اللي ماما بتشتغل فيه هيحصل حريق كبير جدا وفي ناس كثير هتموت .. احنا لازم نلحق الموضوع ده لان ماما هتتاذي جامد ..
هبه : مش انتي طلعتني كذابه وقلتي لماما اني باقول اي كلام .. انا بقى مش مصدقاكي ولا مصدقه الكلام ده كله ..
هند : صدقيني يا هبه انا والله مش باكذب انا باقول لك الكلام ده عشان خايفه على ماما جدا .. احنا لازم نعمل خطه ان ماما ما تروحش بكره الشغل ويقفلوا المصنع خالص ..
هبه : خطه ايه اللي هنعملها بس يا هند انتي مستوعبه الكلام اللي انتي بتقوليه ده .. طب ما هي كده ماما هتعرف اللي انتي بتعمليه والكلام الي بتقوليه ..
هند : مش مشكله بس اهم حاجه هي ما يحصلهاش حاجه . ظللنا مستيقظين حتي اليوم التالي . فمن اين يأتي لنا نوم ونحن نعلم جيدا ان كلام هند سوف يحدث بالحرف الواحد وفي اليوم التالي أتت امي لإيقاظنا ثم قالت لنا : يلا يا اولاد على المدرسه . قامت هند بتمثيل المرض حتي لا تذهب امي للعمل و قالت لها : يا ماما انا تعبانه قوي مش هروح المدرسه خليكي قاعده انتي معايا ..
علا : مش هينفع يا هند والله اني اقعد معاكي هنا .. لان النهارده عندي شغل كثير جدا وممنوع ان احد يغيب . نظرت الي هند ثم همست في اذني : هنعمل ايه دلوقتي لازم نمنعها انها تروح عشان ماما لو راحت ممكن يحصل لها اي حاجه .. وهتسيبنا لوحدنا لمين .. دخلنا الي غرفه امي ثم شرحنا لها الموقف وقولنا لها انها لا يجب ان تذهب للعمل اليوم فا يوجد كارثه بإنتظارها ..
علا : الظاهر ان انتم اتجننتوا انتوا الاثنين .. هو انتي يا هند مش انكرتي الموضوع ده امبارح .. ايه اللي غيرك دلوقتي .. يعني اختك طلع كلامها صح ..
هند : ايوه يا ماما كلامها صح .. ارجوكي بلاش تروحي النهارده انا عارفه ايه اللي هيحصل ..
علا : وانا بقى مش هاصدق في التخاريف دي وهاروح الشغل يا هند .. وما لكيش دعوه ..
هند : خلاص خلينا نروح معاكي .. ارجوكي يا ماما صدقيني الموضوع خطير جدا مش زي مانتي فاكرة .. علا : مش هتروحوا معايا في مكان .. مش عاوزين تروحوا المدرسه النهارده ما تروحوش .. انا رايحه الشغل .
ارتدت امي ملابسها وقامت للذهاب الي العمل بحجة ان هذا الكلام ما هو الا هراء ليس له اساس من الصحه .
هبه : هنعمل ايه دلوقتي يا هند انا خايفه قوي على ماما ..
هند : احنا لازم نلبس ونروح لها دلوقتي حالا .. قمنا بإرتداء ملابسنا وذهبنا الي المصنع التي تعمل به امي مسرعيين . وعندما وجدتنا نظرت الينا في حيرة قائله : انتم ايه اللي جابكم هنا مش انا قلت لكم ما حدش يجي لي الشغل ثاني ..
هند : احنا خايفين عليكي يا ماما وخايفين يحصل لك اي حاجه والله ..
علا : هيحصل لي ايه يعني .. هو انتم مصدقين التخاريف اللي انتم بتقولوها دي .. لو انتم مصدقينها فانا مش مصدقاها .. لو سمحتم امشوا من هنا دلوقت حالا ..
هند : خلاص احنا هنقعد ومش هنعمل حاجه وهنمشي معك وانتي ماشيه .. عشان لو اي حاجه حصلت نكون موجودين معاكي ..
علا : باقول لكم امشوا دلوقتي حالا من وشي مش عاوزه اشوف حد هنا عندي .. فجأه سمعنا صوت صراخ داخل المصنع وشخص ما ينادي و يقول : المكنه بتولع يا جماعه امشوا بسرعه من هنا . قامت امي بالنظر لهند في خوف شديد ثم قالت لها هند : يلا بسرعه يا ماما نمشي .
امي بخوف : امشوا انتم من هنا .. انا لازم الحق زمايلي اللي موجودين .. مش هاسيبهم لوحدهم وامشي .. هند : باقول لك يلا يا ماما امشي من هنا دلوقتي حالا .. مش هنمشي من غيرك باقول لك انتي وهي .. دخلت امي داخل الحريق ثم تفاجئت بصديقتها داخل الحريق ومعها ابنتها الصغيرة تنادي بأعلي صوت وتطلب الاستغاثه وتقول : الحقوني الحقوا بنتي الصغيرة . مش مهم انا المهم بنتي تعيش . دخلت هند داخل الحريق تطلب من امي الابتعاد وتطمئنها انها سوف تنقذ الطفله .
علا : لا يا هند روحي انت مش هتدخلي هنا .. دخلت هند داخل الحريق وانقذت الطفله الصغيرة وسط صراخ امي التي تترجاها ان ترحل من المكان ثم خرجت بالبنت الصغيرة فقط و للأسف صديقتها سيطر الحريق علي جسمها بالكام وفارقت الحياة ومعها اثنان من العمال . وبعد هذا الحريق اصيبت امي بالاكتئاب للمرة الثانيه واصبحت تلوم نفسها انها لم تسمع كلام هند ولم تحذر عمال المصنع . لكن كانت تقول انها لن يصدقها احد وسوف يوصفوها بالمجنونه .
علا : قولي لي يا هند انتي ازاي عرفتي ان المصنع هيولع ..
هند : في حاجه بتيجي تقول لي يا ماما زي الهاتف كده يجي يقول لي ايه اللي هيحصل بكره بس انا مش عارفه ازاي ده بيحصل .. ولا عارفه مين اللي بيجي يقول لي الكلام ده ..
علا : انتي متاكده من الموضوع ده . انت لازم تتعالجي ..
هند : هتعالج ليه يا ماما هو انا باقول لك اني مجنونه . انا باقول لك انا باعرف اللي بيحصل مش ما لهاش علاقه بالعلاج .. مر ما يقارب من الاسبوعين وتدهورت حالة امي النفسيه وكانوا اصدقائها داخل المصنع يقوموا بالاتصال بها يوميا حتي يحثوها علي الرجوع للعمل لأنها كانت رافضه الرجوع . بدأت حالتنا الماديه بالتدهور فقد نفذت الاموال فاضطرت امي ان ترجع للعمل رغما عنها . هذا لم يغير شيء من هند واستمرت في قول الاشياء التي ستحدث كل يوم . وذات يوم خلدت امي للنوم لأنها كانت منهكه من كثرة العمل دخلت ورائها الي الغرفه حتي اتحدث معها في امر هام
هبه : يا ماما انا عاوزه اتكلم معاكي شويه ..
علا : تتكلمي معايا بخصوص ايه ..
هبه : بخصوص هند يا ماما .. هو احنا هنفضل ساكتين عليها كده كثير .. احنا لازم نعرف ايه اللي بيحصل بالظبط وايه اللي بيخليها توصل لكده ..
علا : عندك حق فعلا الموضوع ده كان شاغل كل تفكيري هو في حاجه تاني قالتها لك انا ما اعرفهاش .. هبه : انا مش عاوزه اخوفك يا ماما بس هند بمعدل كل يوم بتقول لي ايه اللي هيحصل ثاني يوم .. ولو حصل اي مصيبه بتقولهالي من قبلها .. لازم نروح نعالجها نوديها بقى عند دكتور نفسي او حاجه يا ماما .. هي مش ملبوسه يعني هي عاوزه تروح عند دكتور نفسي .. انا قرات على الحاله اللي هي فيها دي حاله نفسيه ولازم تتعالج .. وفي نفس اليوم ذهبت امي الي احدي الدكاتره النفسيه واخذت منه موعد واخذت هند معها حتي تعرض عليه حالتها .
هند : دكتور نفسي ايه يا ماما اللي انت عاوزه توديني عنده ده .. هو انتي شايفاني مجنونه ولا ايه .
علا : معلش يا هند ريحيني انا هابقى مرتاحه اكثر لما تروحي تتعالجي عند الدكتور ده . دخلت هند عند الدكتور وبدأ يقول لها ان تحكي عما يحدث بالتفصيل . بدأت بالحديث معه وحكت له انها تري الاشياء قبل حدوثها . ضحك الدكتور بسخريه وقال لها : بس الكلام ده مش مضبوط انتي جايز تكوني بتحسي بحاجات وبتبقي متاكده انها هتحصل .. جايز جاركم اللي مات ده يكون مثلا تعبان وتقولي انه هيموت .. و بالصدفه يموت ..
هند : يعني ايه يا دكتور يعني كل اللي حصل معي ده صدفه ..
الدكتور : ايوه طبعا صدفه لان ملوش اي اساس من الصحه غير انه صدفه .. والمصنع اللي ولع عند مامتك ده جايز انتي كنتي شايفه انهم مهملين في المكان .. ولا حاجه وقلت انه اكيد هيولع وولع فعلا ولا عشان الاجهزه عندهم كانت محتاجه صيانه مش عشان انت قلت كده .. على العموم هاكتب لك شويه مهدئات تاخذيها وان شاء الله هتبقي كويسه ..
هند : يا دكتور ليه هو انت شايفني مجنونه ولا ايه .. انا مش محتاجه اي مهدئات انا كويسه جدا وما فيش فيا اي حاجه خالص ..
الدكتور : بس لازم برده تاخذي العلاج ده .. خرجت هند من عيادة الدكتور وهي حزينه للغايه لأنه لم يصدقها واخذ كلامها بسخرية شديده ثم قالت لوالدتها : الدكتور بيعاملني كاني واحده مجنونه يا ماما .. هو ده الدكتور اللي انت جايباني عشان تعالجيني عنده .. لا يا ماما انا مش مجنونه زي ما هو فاكر وعارفه ومتاكده ان كل اللي انا باسمعه ده هيحصل ثاني لو انتي مش مصدقاني براحتك .. رجعوا الي المنزل وكان يبان علي وجه هند الغضب الشديد لأن والدتها اجبرتها علي الذهاب للدكتور النفسي و هي لم تكن مجنونه فقط كل ما تحتاج له هو ان يصدقها ويشرح لها ماذا يحدث معها . قررت هند ان لا تحكي لأي شخص اخر عن هذا الموضوع وبالخصوص انا وقالت لي : خلاص يا هبه لو شوفت اي حاجه ثاني مستحيل هاجي اقول لك خالص . مر الكثير من الوقت وتغيرت هند وتبدل حالها من اختي الودوده التي تحكي لي ما يحدث في يومها بالتفصيل الي هند الكتومه الخجوله المليئه بالكثير من الاسرار . من الممكن انها اصبحت لا تثق بي لأني من افشيت سرها في البداية وتعرضت للكثير من الضغوطات .. فات العمر ودخلنا الجامعة واصبح لديها صديقات وانا صديقات اخريات علي الرغم من اننا اخوات و معآ بنفس الجامعه الا اننا كالاغراب . وعندما اتيحت الفرصه لأختيار القسم كنا متفقين ان نختار نفس القسم حتي ندرس معا في المنزل لكنها اختارت قسم اخر كي تبتعد عني تماما . ابتعدت عني تماما لكني كنت اراقبها من بعيد حتي لا ترتكب شيئا خطأ لأني اعرف هند جيدا علي الرغم من طيبه قلبها الا انها متهورة كثيرا لا تفكر قبل ان تتصرف . وفي يوم كنت داخل الجامعه اتفاجئت بصديقه من صديقات هند تقترب مني وتقول لي : خلي بالك من اختك على فكره هي دلوقت متعلقه بشخص مش كويس خالص في الجامعه واحنا كلنا حذرناها منه .. لكن هي مش مقتنعه انه ولد مش كويس وضحك على بنات كثير جدا .. وهي بقت على طول معاه .. بعدت عن كل كل اصحابنا .. وبقي هو كل حاجه ليها دلوقتي .. في هذا اليوم قررت النزول الي القسم التي تدرس به هند كي اعرف حكاية هذا الشخص . وعندما نزلت للأسفل وجدت شيئا اصابني بالجنون