توأم روحي

Ghada saeed`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-08-12ضع على الرف
  • 60.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

البارت الاول

ظل قلبي ينبض بالخوف عندما سمعت صوت صديقه اختي وهي ترتعش وينتابها الفزع و تقول لي:

_لمياء: هي هند مجاتش ليه الامتحان النهارده في حد يفوت امتحان زي ده.

فتعجبت بدهشه شديده فأنا اعلم جيدا اني اوصلتها لي باب الجامعه بنفسي ولم اتركها لحظة واحده حتي دخلت الامتحان.

_هبه: ازاي الكلام ده هند دخلت معايا من باب الجامعه انا متأكده.

انا وهند اختان توأم لا نفترق لحظه واحده، عيشنا طفوله قاسيه مع اب غير مسؤول و ام ليس لديها حيلة، كانت تتحمل الكثير من أجلنا الضرب والإهانه فكانت صابرة وتقول في نفسها :

_اكيد لما البنات يكبروا هيحس بالمسؤوليه وهيبقي كويس.

كانت بمثابة الأم والأب لنا، فوالدي لا يقوم بتلبيه اي احتياجات لنا وأمي كانت تعمل داخل مصنع حتي تجلب لنا المصاريف، عندما اصبح عمرنا خمس سنوات لم يتغير الأمر تماما فوالدي لا يتغير وأمي ظلت صامته عن حقها، عندما كنت اسمع صوت إهانه امي كنت اقوم بإحتضان اختي و أظل ابكي بشده، فأنا ضعيفه لا استطيع ان ابعده عنها كي يتركها ويرحل، وماما كانت تقول لنا دائمآ.

_علا: ادخلوا الاوضه بتاعتكم واقفلوا على نفسكم.

حتي جاء اليوم الموعود الذي اعترضت امي علي الإهانه وقالت له:

علا: كفايه بقى حرام عليك اللي انت بتعمله فيا ده. بناتك بدأوا يفهموا لو انت مش عاوزني ممكن نتطلق بالمعروف لكن متعاملنيش كده قدام البنات.

ظل يضربها طوال هذا اليوم حتي سقطت مغشيآ عليها ولم تتحمل، ظل ابي ينظر لها و هو متعجب فهي لا ترد عليه تماما و ظل يناديها كثيرا حتي تفيق، كان يعتقد انها بخير لكن بعد بضعه من الوقت ادرك انه في ورطه كبيرة، ولم يستطيع المواجهه وفر هاربآ، سمعنا حينها انا واختي هند صوت الهدوء الذي يعم المكان، خرجنا ويدانا ترتعشان فلم نجد أبي داخل المنزل، فقط وجدنا أمي ملقاه علي الارض لا تتكلم نهائي.

هند : قومي يا ماما انتي نايمه ولا ايه .
هبه : اصحي يا ماما احنا خايفين اوي .

اصبحنا ننادي بأعلي صوت لكنها لا تستجيب. فتحت هند الباب وهي تبكي بشده وقامت بمناداة الجيران حتي استجابوا واخذوا ماما الي المستشفي.

عندما سمع بابا بأمر المستشفي وصل الي المستشفي حتي يطمئن ان ماما لن تبلغ عنه. اتذكر حينها انه ذهب لماما داخل الغرفه وقال لها:

اسعد: اوعي يا علا تبلغي عني انا باحبك، انا اسف مش هاضربك تاني،

التفتت له أمي وهي تنظر له بشماته فهو مثل الطفل الخائف من عقاب والدته وقالت له:

علا: لا هابلغ عنك وهاخليك تترمي في السجن عشان انت ما رحمتنيش. عاوزني انا ارحمك دلوقتي.
رد ابي في تعجب: لو بلغتي عني هاخد ست شهور وهاطلع اقتلك انتي وبناتك.

  ظهر حينها الخوف في عين امي عندما نظرت الينا انا و هند وقالت له:

علا: انا مستعده ما ابلغش عنك وهاقول اي حاجه. بس بشرط انك تطلقني وما اشوفش وشك تاني ابدا.
اسعد: وانا موافق، خرجيني من اللي انا فيه ده وانا اوعدك مش هتشوفي وشي تاني، ولا هتقابليني صدفه حتى.

سمعنا صوت شخص يطرق الباب ويدخل فإذا هو بالضابط لتحرير محضر وآتي لأخذ اقوال امي وقال لها:

الضابط: احنا سمعنا من الجيران ان جوزك هو اللي عمل فيكي كده، وانه اعتاد انه يضربك كل يوم.

ماما : لا يا حضره الظابط الكلام ده مش صح، احنا فعلا في مشاكل كبيره لكن المره دي مش هو اللي ضربني، انا كنت بمسح الشقه و اتزحلقت وقعت على حديده دماغي اتفتحت وما حسيتش بنفسي، والبنات قعدوا يصرخوا، الجيران سمعوا وجم اخدوني على المستشفى لكن جوزي ما كانش موجود في البيت اصلا.
الظابط:  لو انتي تحت تهديد اي عنف من جوزك قولي لنا واحنا هنقدر نتصرف معاه كويس، لكن اوعي تخافي.
علا: انا ولا خايفه ولا حاجه يا حضره الظابط.

التفت الضابط نحوي انا وهند مع ابتسامه خفيفه وقال لنا:
الضابط: لما ماما حصل لها كده وانتم رحتوا ناديتوا الجيران بابا كان في البيت وهو اللي عمل فيها كده؟ ردوا يا بنات ما تخافوش، انا هاقدر احميكم.

في هذا الوقت نظرت الينا امي وقامت بهز رأسها حتي نقول ان الجواب لا، نظرنا الي ابي فكانت نظرته لنا هي نظرة توعد فإذا قولنا انه كان موجود لا ندري ماذا كان سيحدث فا قولنا بصوت واحد انا واختي.

_ لا مكانش موجود ساعتها.

فأخذ الضابط يضرب كف علي كف لأنه كان متأكد ان بابا هو السبب فيما حدث لماما وأنها ليست مجرد وقعه، فآثار الضرب علي جسمها كانت ملحوظه ان من قام بهذا الفعل هو بابا، ما كان بيد الضابط اي شيء سوي إغلاق المحضر فهو ليس لديه اي دليل حتي يقوم بحبسه، ورجعت امي الي المنزل واتفاجئت بوجود ابي، تعجبت لأنهم اتفقوا علي شيء في المستشفي و قالت له:

علا: اظن انا عملت اللي عليا، ابعد عني انا وبناتي وروح في طريقك وانا في طريق، انا استحملتك كتير جدا مش هاقدر استحمل اكتر من كده، ومن النهارده سكتنا مش واحده.
اسعد: انا كنت فاكر انك بتقولي كده وقت غضب ما انا طول عمري باضربك ايه الجديد يعني، تقلت العيار حبتين المره دي، خلاص بقى هنتصالح زي كل مره، كنت فاكر لما ارجع من القسم هتاخذيني في حضنك وتقولي لي حمد لله على السلامه، كمان بتطرديني من بيتي.
علا : والله هو ده كان اتفاقنا ولو ما عملتش اللي انت بتقول عليه انا هابلغ البوليس تاني، وهاعترف عليك وهاقول ان انت اللي كنت مهددني ايه رايك بقى، انسى علا بتاعت زمان، الغلبانه اللي كانت بتسكت لك، انا مش هربي بناتي في وسط اب مريض نفسي، امشي من هنا ومش عاوزه اشوف وشك تاني.
اسعد : الظاهر ان العلقه بتاعت زمان وحشتك
علا : والله العظيم لو جيت جنبي لاصرخ دلوقتي حالا والم الناس كلها وهقول انك عاوز تضربني، وشوف بقى الجيران هيعملوا فيك ايه، قلت لك انا خلاص ما بقيتش اخاف منك، امشي اطلع بره، هدومك انا لمتهالك في شنطه عند الباب، خدهم وغور من هنا.

نظر اليها ابي نظرة تحمل الكثير من الحقد والكراهيه واخذ حقيبه ملابسه وترك المنزل، قامت امي بإحتضاننا ثم قالت لنا:

علا:  ما تخافوش يا حبايبي انا معاكم، طول ما انا معاكم ما فيش حد يقدر يعمل لكم اي حاجه.
هبه: هو ليه يا ماما بيعمل معانا كده، مع اننا ما بنعملوش اي حاجه.
علا : بكره يا هبه لما تكبروا هتعرفوا انا ليه عملت كده ومشيته من البيت، كل ده عشان خاطركم يلا ادخلوا ناموا بقى ولو جعانين هاقوم احضر لكم شويه ساندوتشات.

دخلنا انا و هند اختي غرفتنا وعندما خلدنا للنوم وجدت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي