الفصل الرابع
_ الحقي ابيه عاصم بره يوه قصدي جوزك بره
قالتها غادة بسرعة وتوتر وهي بتفتح الباب وأغلقته سريعا خلفها، التفت إليها مروه بزعر ورعب مرسوم علي ملامح وجهها الأبيض وهتفت بزعر:
_ يا مصيبتي أنتي بتقولي ايه
قالتها وجريت علي غادة خائفة للغاية وبكت بصوت هادئ؛ حتي لا يصل صوت بكاؤها للخارج فينكشف أمرها وقالت بولولة:
_ هعمل ايه دلوقتي لو قفشني هينفخني
مسكت غادة كتفها تهدئها بينما تنظر إلي عينيها وهي بتقول بهدوء:
_ اهدي طيب خلينا نفكر في الورطة دي أوك
_ اعا، هيموتني
قالتها برعب وبعدت عن غادة وفتحت باب المرحاض فتحة صغيرة ونظرت إلي الخارج باحثة بعينيها عنه، شهقت بزعر وهي تراه يقف أمامها مباشرة ويتحدث مع شاب طويل جدا، رجعت خطوة واحده للخلف بينما لا تزال يديها متمسكة بالمقبض وعندما فاقت لوضعها أغلقته سريعا بخوف قبل أن ينكشف أمرها ويراها عاصم
_ شوفته أنا شوفته يا غادة، ده واقف في الوش على طول، لو خرجت هيلمحني يلمح ايه ده هيجيبني من قفايا ومش بعيد يموتني لما يشوف الفستان الي لبساه ده
قالت بندب وهي ترمق غادة شزرا:
_ كله بسببك أنتي، أقنعتيني اجي الحفلة الشؤم دي
_ أنتي عيله يعني ما أنتي جاية بمزاجك، قال ايه استرونج ومن وما حدش يتحكم فيه وأنا ليه رأيي وحياتي الشخصية ولك, لك كثير صدعتيني بيهم
قالتها بسخرية ثم أكملت هجومها بالكلام عليها:
_ وبعدين أنا إلى قولتلك البسي كده، ها دراعاتك كلها باينه ولا ضهرك ده
قالتها وخبطت علي ذراعها بخفة وقالت:
_ ده لو شافك كده ليعلقك
_ أنتي بتخوفيني أكثر، اسكتي بقى خليني أفكر اهرب من هنا أيون هو ده الحل أنا لازم اهرب
قالتها وعضت علي أظافرها بتوتر، لمع عقلها بفكره فنظرت إلي ثوبها القصير ثم علي غادة الواقفة بترقب وكأنها صياد يراقب فريسته وأخيرا إلي تلك النافذة، فنظرت إليها غاده بتحذير وقالت برفض عندما فهمت ما تنوي فعله تلك الكارثة المتنقلة بنظرها:
_ اوعي يكون إلى في دماغي
هزت مروه رأسها بمعني نعم وعينيها تلمع فهمست غادة وهي تهز رأسها يمين وشمال:
_ مستحيل
بعد وقت قليل كانت مروه معلقه في النافذة وبتقول بسرعة لغادة وتقر بما ستفعله وكأنها طالب يسمع درس الرياضيات لمعلمه:
_ هنط اهو وأنتي حصليني أوك
في الخارج عند عاصم
احتضن عاصم صديقه معاذ بترحيب واضح وتحدثوا قليلا ولكن معاذ كانت عينيه شاردة قليلا باحثا عنها ولاحظ عاصم ذلك فقال بخبث:
_ ايه يا عم شكلك مضايق وعينك ما بتتحركش من قدام التواليت ليه؟
قالها بضحك فنظر إليه معاذ بيأس وقال بتنهيدة كبيرة:
_ مستنيها تطلع
_ مين دى؟
قالها بإستفهام وهو يرفع حاجب واحد
_ الأميرة ساندريلا
قالها مسحور وكأنه في عالم الجنيات
ضحك عليه عاصم بصخب، فرمقه معاذ بتذمر وغضب طفولي وعندما هدأ من نوبة ضحكه قال بمرح:
_ شكلك شارب حاجه يا عم يله اسيبك، أنا همشي علشان متأخرش علي مروه أكثر من كده
_ يا سيدي يا سيدي ده الحب ولع في الذرة
قالها معاذ بمرح محاولا نسيان أميرته فتنهد عاصم وقال بتيه:
_ مش عارف يا معاذ حاسس اني متلغبط شويه
_ انت بتحبها؟
قالها بإستفهام
أخذ عاصم نفس عميق ثم اتنهد بقوة وهو بيقول:
_ بحبها ذي اختي وبس، ما قدرش اشوفها غير كده أنا إلى مربيها كانت دايما بتجيلي لو حد ضايقها، متعود اني أحميها وأكون أمان ليها حيطة في ضهرها تتسند عليها وعلشان كده اتجوزتها لما حسيت إن منكن تتأذي لمجرد قربها مني، أهلي طلبوا ده لمصلحتها وما ينفعش تكون معايا في بيت واحد وأنا علشانها وافقت لو كنت رفضت كانوا هيبعدوها عني وأنا متعود تكون تحت عيني دايما، فيك تقول تعود بس
قاطعه معاذ الذي قال بجدية:
_ بس أنت كده بتظلمها معاك يا صاحبي، هي من حقها تختار إلى تكمل معاه ويكون بيحبها مش علشان يحميها وبس
انتفض عاصم بعصبية
_ اي إلى أنت بتقوله ده مستحيل أسمح بكده
_ ليه؟
قالها معاذ بمكر
اتوتر عاصم وحك رأسه وقال بتلعثم:
_ علشانها لسه صغيرة ومتقدرش على مسؤولية كبيرة ذي دي
_ يعني لما تكبر هتعطيها الخيار
_ أنا أكسر دماغها
قالها وقام بعصبية ينظر لمعاذ بغيظ ومشي يبرطم ببعض الكلمات الغير مفهومه ولكنه بالتأكيد يسب صديقه وعلي تفكيره العقيم ويسب مروه أيضا تلك الفتاة التي جعلت قلبه مشوش بهذا الشكل، معاذ ضحك عليه وقال بتأكيد:
_ شكلك بتحبها يا صاحبي بس أنت إلي بتكابر
عند مروه وغادة
قفزت مروه من النافذة بينما غادة ظلت واقفة مكانها وخائفة من القفز
_ يله يا بنتي ما تخافيش
قالتها مروه وهي ترفع يدها علي أساس ستقفز غادة في حضنها وستستقبلها بهدوء، رفضت غادة برعب ولكن تشجعت وقفزت بسرعة رغم خوفها عندما سمعت فتح الباب، وكان ذلك معاذ الذي لم يتحمل انتظارها أكثر من ذلك في الخارج وقرر الذهاب إليها بنفسه، قفزت غادة ولكنها أمسكتها مروه ببراعة ولكنها أضعف من أن تحملها فسقطت علي ظهرها وغادة تستقر بجسدها فوق جسد مروه الهش فقالت بوجع:
_ اه يا ضهري كسرتيني
_ ايه الي بيحصل هنا
نظروا علي مصدر الصوت وقلوبهم ترفرف من الخوف ثم تنهدوا براحة كبيرة عندما وجدته يقف أمامها بهدوء يرمقهم بدهشة، فهتفت مروه بسرعة:
_ خضتيني يا فارس، تعالي ساعدنا بسرعة
جذب غادة من يدها لتقف ويبعدها عن مروه فنهضت مروه وهي تضع يدها علي ظهرها بوجع
_ ايه إلى بتعملوه ده؟
قالها بإستفهام وضامم حاجبه بعدم فهم
_ مش وقته لازم نمشي دلوقتي
قالتها مروه سريعا ثم نظرت خلفها، اتسعت عينيها بفزع عندما لمحت عاصم يخرج من الحفلة وقالت برعب:
_ لو عربيتك معاك يا فارس لازم توصلنا بسرعة
_ أه معايا، بس هو بيحصل ايه هنا فهموني علي الأقل
قالها بتقضيبه حاجب جذبت مروه يده وجرته خلفها بينما تركض بسرعة للخارج من الباب الخلفي، وقالت باستعجال تحث غاده أيضا علي التحرك بدل من الوقوف مكانها كالبلهاء:
_ بعدين يا فارس بعدين، يله يا غادة ما فيش قدامنا وقت
رفعت غادة رأسها لأعلي قليلا فوجدت معاذ يقف وينظر من النافذة, فأخفت وجهها بسرعة قبل أن يراها ولكن هو رأها بالفعل وهي تركض مبتعدة كاللصوص وظل مكانه يراقب ابتعادها عنه كانت مثل الأميرة الهاربة من أميرها السجان، اتنهد بيأس وضيق وضرب يده بقوة في النافذة ولم يهتم لوجعها.
صعدت مروه إلي السيارة في الكرسي الأمامي وغادة في الكرسي الخلفي بينما فارس ركب في كرسي السائق فهتفت مروه بسرعة وهي تنظر حولها بتوتر:
_ سوق بسرعة بليز
هز رأسه لها وبدء يقود السيارة بسرعة كبيرة بينما مروه تأكل أظافرها بتوتر واضح والخوف هو كل ما تشعر به، تخشي أن يصل عاصم قبلها إلي المنزل وحينها ستقع في مشكلة كبيرة، لعنت نفسها ولعنت عنادها الذي أوصلها لهذا الموقف السخيف وهي تنظر لفارس:
_ امشي اسرع لو سمحت
قالتها مروه وهي تتلفت بتوتر
_ دي أخر سرعة مقدرش ازود عن كده يا بنات
قالها بإقرار نهائي
صمتت بهدوء ونظرت من خلال النافذة، وبالخلف مدت غادة يدها وتضعها علي كتف مروه تحاول تهدئتها وبث الأمان لها وهي تهتف بهدوء:
_ متخافيش هنوصل قبله
_ يارب
قالتها بدعاء
نظر فارس عليهم من المرآة وهو لا يفهم ما يحدث
_ منكن تفهموني ليه محسسني إن في حد بيطاردنا، انتو بتهربوا من ايه
قالها بعدم فهم وهو يرمقهم بعدم فهم فاضطرت تحكي له
_ أخويه في الحفلة وأنا جيت من وراه لو شافني هقع في مشكلة كبيرة ومنكن يعاقبني، وأنا شوفته خرج لازم اوصل قبله
قالتها بكذب هز رأسه بفهم ونظر أمامه مرة أخري، وفي وقت قياسي كانت أمام منزلها وهذه المرة الأولي التي يعرف بها فارس منزلها أو يعرف شيء عن حياتها الخاصة حتي وأن كانت كذب
_ شكرا يا فارس، اشوفكم بكره سلام امشوا بسرعة
ودخلت إلي الشقة بخطوات أقرب للركض وتدعوا داخلها أن تصل قبله، وجدت المنزل فارغ فتنهدت براحة وصعدت إلي غرفتها بسرعة, مسحت مساحيق التجميل بسرعة وقبل أن تغير فستانها سمعت صوت سيارته بالأسفل فقفزت سريعا إلي سريرها ورفعت الغطاء عليها بسرعة، وبعد لحظات من الانتظار وقلبها يدق برعب حقيقي سمعت صوت خطواته بتقرب من غرفتها أغمضت عينيها بسرعة ولكن لم يدخل بل غير اتجاهه إلي غرفته تنهدت براحه وظلت نائمة مكانها بعض الوقت حتي تطمئن من عدم مجيئه لغرفتها وعندما اطمئنت أنه دخل غرفته وقفل الباب قامت بدلت الفستان.
_ اوبس لو شافني كده كان بهدلني، حبيبي بيغير عليه اوي
قالتها بسرحان ورجعت علي سريرها بتفكر بكل ما حدث معها اليوم، تعلم أن إياد يحبها وكذلك فارس يحبها وساعدها اليوم ولكن قلبها لا يدق سوي لعاصم، الشخص الوحيد الذي جرحها ويشعرها أنها غير مهمة بحياته أغمضت عينيها ونامت دون الشعور بنفسها
ثاني يوم استيقظت على رنة التليفون من غادة فتحت الخط وقالت بهدوء:
_ ايوه يا غادة عاملة ايه
_ تمام، قوليلي حصل ايه امبارح فلتي منه ولا قفشك
ضحكت وقالت لها بمرح
_ عيب عليكي، طبعا لاء فلت يا اختي، ربنا سترها معايا، بس كنت هموت في جلدي من الخوف ليقفشني كان هيطين عيشتي
سكتت مروه وسمعت غاده بتتكلم بتمجيد لفارس
_ يرجع الفضل للواد فارس لو ملحقناش يومها كنت قريت الفتحة على روحك يا حلوه
ضحكت وقالت بمرح:
_ اهو ده إلى ما بينزلكيش من ذور
ضحكت مروه وقالت بمرح وتأكيد علي كلام غادة:
_ بردو ما بينزليش من ذور مهما عمل بحسه لزج ورخم كده
قالت غادة بضيق:
_ تصدقي إنك مستفزة أووي وتستاهلى إلى بيعمله فيكي سي عاصم بتاعك ده
حركت رأسها كأنها تراها وقالت بفضول يكاد يقتلها:
_ سيبك مني قوليلي مين بقي إلى كنتي بتبصي عليه امبارح واحنا بنهرب، شوفت ملامحك بتقول قصص كثيرة يا حلوه
شعرت غادة بالخجل وتحول لون وجهها لأحمر قاني كالطماطم الطازجة وجاهزة للقطف عندما تذكرت معاذ وهي بتهرب منه مثل ساندريلا فقالت بكسوف:
_ ما فيش واحد عادي كان في الحفلة وقف معايا خمس دقايق، يعني كان حابب يتعرف عليه وكده، بس المسكين ملحقش لأني هربت جري لما شوفت عاصم قبل ما يقفشني
_ يا عم يا عم ده الساندريلا معايا وأنا معرفش
وصلت رسالة على الواتس وهما بيتكلمو فقالت مروه بهدوء:
_ خليكي معايا ثواني اشوف مين بعتلي علي الواتس
فتحت الرسالة وانصدمت لما شافت صورة ليها وهي في الحفلة بالفستان الأحمر وبتجذب فارس من ايده مثل العشاق الذين يهربون مع بعض حتي لا يكون الأهل عائق لزواجهم جالبين العار لعائلتهم، اتسعت حدقتيها بصدمة وزاد اتساعها وهي تري ما كتبه أيضا:
_ ساندريلا الحفلة بفستانها الجميل بس ذوقك وحش اووي في الرجالة يا حب
انتفضت من الرعب عندما انفتح الباب بقوة وعلي مصراعيه، طل عليها عاصم الذي يقف أمامها بغضب وعروق رقبته ظاهره نظرت إليه بزعر ثم نظرت إلي الهاتف في يدها برعب.
قالتها غادة بسرعة وتوتر وهي بتفتح الباب وأغلقته سريعا خلفها، التفت إليها مروه بزعر ورعب مرسوم علي ملامح وجهها الأبيض وهتفت بزعر:
_ يا مصيبتي أنتي بتقولي ايه
قالتها وجريت علي غادة خائفة للغاية وبكت بصوت هادئ؛ حتي لا يصل صوت بكاؤها للخارج فينكشف أمرها وقالت بولولة:
_ هعمل ايه دلوقتي لو قفشني هينفخني
مسكت غادة كتفها تهدئها بينما تنظر إلي عينيها وهي بتقول بهدوء:
_ اهدي طيب خلينا نفكر في الورطة دي أوك
_ اعا، هيموتني
قالتها برعب وبعدت عن غادة وفتحت باب المرحاض فتحة صغيرة ونظرت إلي الخارج باحثة بعينيها عنه، شهقت بزعر وهي تراه يقف أمامها مباشرة ويتحدث مع شاب طويل جدا، رجعت خطوة واحده للخلف بينما لا تزال يديها متمسكة بالمقبض وعندما فاقت لوضعها أغلقته سريعا بخوف قبل أن ينكشف أمرها ويراها عاصم
_ شوفته أنا شوفته يا غادة، ده واقف في الوش على طول، لو خرجت هيلمحني يلمح ايه ده هيجيبني من قفايا ومش بعيد يموتني لما يشوف الفستان الي لبساه ده
قالت بندب وهي ترمق غادة شزرا:
_ كله بسببك أنتي، أقنعتيني اجي الحفلة الشؤم دي
_ أنتي عيله يعني ما أنتي جاية بمزاجك، قال ايه استرونج ومن وما حدش يتحكم فيه وأنا ليه رأيي وحياتي الشخصية ولك, لك كثير صدعتيني بيهم
قالتها بسخرية ثم أكملت هجومها بالكلام عليها:
_ وبعدين أنا إلى قولتلك البسي كده، ها دراعاتك كلها باينه ولا ضهرك ده
قالتها وخبطت علي ذراعها بخفة وقالت:
_ ده لو شافك كده ليعلقك
_ أنتي بتخوفيني أكثر، اسكتي بقى خليني أفكر اهرب من هنا أيون هو ده الحل أنا لازم اهرب
قالتها وعضت علي أظافرها بتوتر، لمع عقلها بفكره فنظرت إلي ثوبها القصير ثم علي غادة الواقفة بترقب وكأنها صياد يراقب فريسته وأخيرا إلي تلك النافذة، فنظرت إليها غاده بتحذير وقالت برفض عندما فهمت ما تنوي فعله تلك الكارثة المتنقلة بنظرها:
_ اوعي يكون إلى في دماغي
هزت مروه رأسها بمعني نعم وعينيها تلمع فهمست غادة وهي تهز رأسها يمين وشمال:
_ مستحيل
بعد وقت قليل كانت مروه معلقه في النافذة وبتقول بسرعة لغادة وتقر بما ستفعله وكأنها طالب يسمع درس الرياضيات لمعلمه:
_ هنط اهو وأنتي حصليني أوك
في الخارج عند عاصم
احتضن عاصم صديقه معاذ بترحيب واضح وتحدثوا قليلا ولكن معاذ كانت عينيه شاردة قليلا باحثا عنها ولاحظ عاصم ذلك فقال بخبث:
_ ايه يا عم شكلك مضايق وعينك ما بتتحركش من قدام التواليت ليه؟
قالها بضحك فنظر إليه معاذ بيأس وقال بتنهيدة كبيرة:
_ مستنيها تطلع
_ مين دى؟
قالها بإستفهام وهو يرفع حاجب واحد
_ الأميرة ساندريلا
قالها مسحور وكأنه في عالم الجنيات
ضحك عليه عاصم بصخب، فرمقه معاذ بتذمر وغضب طفولي وعندما هدأ من نوبة ضحكه قال بمرح:
_ شكلك شارب حاجه يا عم يله اسيبك، أنا همشي علشان متأخرش علي مروه أكثر من كده
_ يا سيدي يا سيدي ده الحب ولع في الذرة
قالها معاذ بمرح محاولا نسيان أميرته فتنهد عاصم وقال بتيه:
_ مش عارف يا معاذ حاسس اني متلغبط شويه
_ انت بتحبها؟
قالها بإستفهام
أخذ عاصم نفس عميق ثم اتنهد بقوة وهو بيقول:
_ بحبها ذي اختي وبس، ما قدرش اشوفها غير كده أنا إلى مربيها كانت دايما بتجيلي لو حد ضايقها، متعود اني أحميها وأكون أمان ليها حيطة في ضهرها تتسند عليها وعلشان كده اتجوزتها لما حسيت إن منكن تتأذي لمجرد قربها مني، أهلي طلبوا ده لمصلحتها وما ينفعش تكون معايا في بيت واحد وأنا علشانها وافقت لو كنت رفضت كانوا هيبعدوها عني وأنا متعود تكون تحت عيني دايما، فيك تقول تعود بس
قاطعه معاذ الذي قال بجدية:
_ بس أنت كده بتظلمها معاك يا صاحبي، هي من حقها تختار إلى تكمل معاه ويكون بيحبها مش علشان يحميها وبس
انتفض عاصم بعصبية
_ اي إلى أنت بتقوله ده مستحيل أسمح بكده
_ ليه؟
قالها معاذ بمكر
اتوتر عاصم وحك رأسه وقال بتلعثم:
_ علشانها لسه صغيرة ومتقدرش على مسؤولية كبيرة ذي دي
_ يعني لما تكبر هتعطيها الخيار
_ أنا أكسر دماغها
قالها وقام بعصبية ينظر لمعاذ بغيظ ومشي يبرطم ببعض الكلمات الغير مفهومه ولكنه بالتأكيد يسب صديقه وعلي تفكيره العقيم ويسب مروه أيضا تلك الفتاة التي جعلت قلبه مشوش بهذا الشكل، معاذ ضحك عليه وقال بتأكيد:
_ شكلك بتحبها يا صاحبي بس أنت إلي بتكابر
عند مروه وغادة
قفزت مروه من النافذة بينما غادة ظلت واقفة مكانها وخائفة من القفز
_ يله يا بنتي ما تخافيش
قالتها مروه وهي ترفع يدها علي أساس ستقفز غادة في حضنها وستستقبلها بهدوء، رفضت غادة برعب ولكن تشجعت وقفزت بسرعة رغم خوفها عندما سمعت فتح الباب، وكان ذلك معاذ الذي لم يتحمل انتظارها أكثر من ذلك في الخارج وقرر الذهاب إليها بنفسه، قفزت غادة ولكنها أمسكتها مروه ببراعة ولكنها أضعف من أن تحملها فسقطت علي ظهرها وغادة تستقر بجسدها فوق جسد مروه الهش فقالت بوجع:
_ اه يا ضهري كسرتيني
_ ايه الي بيحصل هنا
نظروا علي مصدر الصوت وقلوبهم ترفرف من الخوف ثم تنهدوا براحة كبيرة عندما وجدته يقف أمامها بهدوء يرمقهم بدهشة، فهتفت مروه بسرعة:
_ خضتيني يا فارس، تعالي ساعدنا بسرعة
جذب غادة من يدها لتقف ويبعدها عن مروه فنهضت مروه وهي تضع يدها علي ظهرها بوجع
_ ايه إلى بتعملوه ده؟
قالها بإستفهام وضامم حاجبه بعدم فهم
_ مش وقته لازم نمشي دلوقتي
قالتها مروه سريعا ثم نظرت خلفها، اتسعت عينيها بفزع عندما لمحت عاصم يخرج من الحفلة وقالت برعب:
_ لو عربيتك معاك يا فارس لازم توصلنا بسرعة
_ أه معايا، بس هو بيحصل ايه هنا فهموني علي الأقل
قالها بتقضيبه حاجب جذبت مروه يده وجرته خلفها بينما تركض بسرعة للخارج من الباب الخلفي، وقالت باستعجال تحث غاده أيضا علي التحرك بدل من الوقوف مكانها كالبلهاء:
_ بعدين يا فارس بعدين، يله يا غادة ما فيش قدامنا وقت
رفعت غادة رأسها لأعلي قليلا فوجدت معاذ يقف وينظر من النافذة, فأخفت وجهها بسرعة قبل أن يراها ولكن هو رأها بالفعل وهي تركض مبتعدة كاللصوص وظل مكانه يراقب ابتعادها عنه كانت مثل الأميرة الهاربة من أميرها السجان، اتنهد بيأس وضيق وضرب يده بقوة في النافذة ولم يهتم لوجعها.
صعدت مروه إلي السيارة في الكرسي الأمامي وغادة في الكرسي الخلفي بينما فارس ركب في كرسي السائق فهتفت مروه بسرعة وهي تنظر حولها بتوتر:
_ سوق بسرعة بليز
هز رأسه لها وبدء يقود السيارة بسرعة كبيرة بينما مروه تأكل أظافرها بتوتر واضح والخوف هو كل ما تشعر به، تخشي أن يصل عاصم قبلها إلي المنزل وحينها ستقع في مشكلة كبيرة، لعنت نفسها ولعنت عنادها الذي أوصلها لهذا الموقف السخيف وهي تنظر لفارس:
_ امشي اسرع لو سمحت
قالتها مروه وهي تتلفت بتوتر
_ دي أخر سرعة مقدرش ازود عن كده يا بنات
قالها بإقرار نهائي
صمتت بهدوء ونظرت من خلال النافذة، وبالخلف مدت غادة يدها وتضعها علي كتف مروه تحاول تهدئتها وبث الأمان لها وهي تهتف بهدوء:
_ متخافيش هنوصل قبله
_ يارب
قالتها بدعاء
نظر فارس عليهم من المرآة وهو لا يفهم ما يحدث
_ منكن تفهموني ليه محسسني إن في حد بيطاردنا، انتو بتهربوا من ايه
قالها بعدم فهم وهو يرمقهم بعدم فهم فاضطرت تحكي له
_ أخويه في الحفلة وأنا جيت من وراه لو شافني هقع في مشكلة كبيرة ومنكن يعاقبني، وأنا شوفته خرج لازم اوصل قبله
قالتها بكذب هز رأسه بفهم ونظر أمامه مرة أخري، وفي وقت قياسي كانت أمام منزلها وهذه المرة الأولي التي يعرف بها فارس منزلها أو يعرف شيء عن حياتها الخاصة حتي وأن كانت كذب
_ شكرا يا فارس، اشوفكم بكره سلام امشوا بسرعة
ودخلت إلي الشقة بخطوات أقرب للركض وتدعوا داخلها أن تصل قبله، وجدت المنزل فارغ فتنهدت براحة وصعدت إلي غرفتها بسرعة, مسحت مساحيق التجميل بسرعة وقبل أن تغير فستانها سمعت صوت سيارته بالأسفل فقفزت سريعا إلي سريرها ورفعت الغطاء عليها بسرعة، وبعد لحظات من الانتظار وقلبها يدق برعب حقيقي سمعت صوت خطواته بتقرب من غرفتها أغمضت عينيها بسرعة ولكن لم يدخل بل غير اتجاهه إلي غرفته تنهدت براحه وظلت نائمة مكانها بعض الوقت حتي تطمئن من عدم مجيئه لغرفتها وعندما اطمئنت أنه دخل غرفته وقفل الباب قامت بدلت الفستان.
_ اوبس لو شافني كده كان بهدلني، حبيبي بيغير عليه اوي
قالتها بسرحان ورجعت علي سريرها بتفكر بكل ما حدث معها اليوم، تعلم أن إياد يحبها وكذلك فارس يحبها وساعدها اليوم ولكن قلبها لا يدق سوي لعاصم، الشخص الوحيد الذي جرحها ويشعرها أنها غير مهمة بحياته أغمضت عينيها ونامت دون الشعور بنفسها
ثاني يوم استيقظت على رنة التليفون من غادة فتحت الخط وقالت بهدوء:
_ ايوه يا غادة عاملة ايه
_ تمام، قوليلي حصل ايه امبارح فلتي منه ولا قفشك
ضحكت وقالت لها بمرح
_ عيب عليكي، طبعا لاء فلت يا اختي، ربنا سترها معايا، بس كنت هموت في جلدي من الخوف ليقفشني كان هيطين عيشتي
سكتت مروه وسمعت غاده بتتكلم بتمجيد لفارس
_ يرجع الفضل للواد فارس لو ملحقناش يومها كنت قريت الفتحة على روحك يا حلوه
ضحكت وقالت بمرح:
_ اهو ده إلى ما بينزلكيش من ذور
ضحكت مروه وقالت بمرح وتأكيد علي كلام غادة:
_ بردو ما بينزليش من ذور مهما عمل بحسه لزج ورخم كده
قالت غادة بضيق:
_ تصدقي إنك مستفزة أووي وتستاهلى إلى بيعمله فيكي سي عاصم بتاعك ده
حركت رأسها كأنها تراها وقالت بفضول يكاد يقتلها:
_ سيبك مني قوليلي مين بقي إلى كنتي بتبصي عليه امبارح واحنا بنهرب، شوفت ملامحك بتقول قصص كثيرة يا حلوه
شعرت غادة بالخجل وتحول لون وجهها لأحمر قاني كالطماطم الطازجة وجاهزة للقطف عندما تذكرت معاذ وهي بتهرب منه مثل ساندريلا فقالت بكسوف:
_ ما فيش واحد عادي كان في الحفلة وقف معايا خمس دقايق، يعني كان حابب يتعرف عليه وكده، بس المسكين ملحقش لأني هربت جري لما شوفت عاصم قبل ما يقفشني
_ يا عم يا عم ده الساندريلا معايا وأنا معرفش
وصلت رسالة على الواتس وهما بيتكلمو فقالت مروه بهدوء:
_ خليكي معايا ثواني اشوف مين بعتلي علي الواتس
فتحت الرسالة وانصدمت لما شافت صورة ليها وهي في الحفلة بالفستان الأحمر وبتجذب فارس من ايده مثل العشاق الذين يهربون مع بعض حتي لا يكون الأهل عائق لزواجهم جالبين العار لعائلتهم، اتسعت حدقتيها بصدمة وزاد اتساعها وهي تري ما كتبه أيضا:
_ ساندريلا الحفلة بفستانها الجميل بس ذوقك وحش اووي في الرجالة يا حب
انتفضت من الرعب عندما انفتح الباب بقوة وعلي مصراعيه، طل عليها عاصم الذي يقف أمامها بغضب وعروق رقبته ظاهره نظرت إليه بزعر ثم نظرت إلي الهاتف في يدها برعب.