الفصل الاول
حنين الماضي
كراسي تم رصها في الحارة، و صوت قارئ القرآن يتلو آيات مما تيسر منه، وحسام يقف يستقبل عزاء والده، و السيدات بالمنزل يستقبلن المعزين من السيدات ، الرجال داخل صوان، تاركين مساحه في الشارع خارج الصوان تسمح بالحركة، فجأة تأتي سيارة فخمة جدا تقف في اول الحارة، تنزل منها فتاة أنيقة جدا، وترتدي الاسود وترتدي ايضا نظارة شمس تبدو باهظة الثمن غالية جدا، تنزل من السيارة وتتحرك لمنزل حسام، ملامح الحزن مرتسمة على وجهها تدخل البيت، وترى السيدات يرتدين الاسود، والقرآن يتم تلاوته عن طريق المذياع، كله الجميع بلتفت لها ويتغامزون لولا انه عزاء ميت لنهضوا هجوما عليها يلتقطون معها الصور ويفوزون بلقطة بحوارها ، فجأة يقع نظرها على ام حسام تراها تبكي بصوت منخفض تنهض مسرعة باتجاهها وتقول: شدي حيلك يا خالتو.
تنظر لها ام حسام كأنها لا تصدق عينيها، و كانها كانت تنتظرها لتأتي و تقول: اخيرا جيتي يا حنين، افتكرت مش هتيجي.
تبكي حنين وترتمي في حضن خالتها و تقول: مقدرش يا خالتو افوت عزا عمو عماد، مقدرش، اعذريني مجتش م امبارح بس والله غصب عني، انا هموت م الزعل على عمو عماد.
الخالة : الله يرحمه، كان يحبك خالص، وصاني عليكي انتي و اخواتك، ابوكي كان سايبكم امانه فرقبته ، و قالي اقولك تسامحيه لو قصر معاكم في حاجه.
حنين: هو اللي يسامحني، اني قصرت معاه الفترة اللي فاتت، هي ماما فين يا خالتو.
الخالة: امك داخت شوية فدخلت تستريح.
حنين: خير مالها يا خالتو.
الخالة: شوية دوخة جاتلها عشان مكلتش م امبارح من الصدمة.
حنين: انا خايفة اوي يا خالتو، الدنيا بقت صعبة اوي و تخوف.
الخالة: متخافيش يا حنين كله مكتوب يا بنتي و محدش بيشوف و لا ياخد غير نصيبه.
حنين: اعذريني يا خالتو، انا مش هقدر اتأخر والله غصب عني، فعايزة اشوف ماما، عشان امشي والله غصب عني لو بايدي أفضل معاكي.
الخالة: عذراكي يا حنين، هقول لليلى تدخل معاكي جوه ليها.
حنين: مين ليلى؟
الخالة: مرات حسام.
تنزعج حنين وتنظر بصدمة، هي تعلم ان حسام تزوج لكن ان تسمع يختلف كليا عن ان ترى بعينيك، وجدت خالتها تنادي لفتاة تجلس بجوار صغيرها و قالت: خلي حنين تروح لامها.
تنظر ليلى لحنين وتقول: اتفضلي. تمشي معها حنين بسكوت، وتدخل الغرفة مع ليلى، و ترى امها نائمة، ليلى بتقول: دي نامت، كتر خيرها تعبت جامد واتنحرت من العياط، تحبي اصحيهالك؟
حنين: لا خلاص سيبيها نايمه، حرام خليها ترتاح، انا لازم امشي ، ومعلش يا ليلى لو فيها تعب انا عايزة اعزي حسام، ينفع تخلي حد ينادهولي.
تنزعج ليلى قليلا وتصمت لحظات ثم تقول: ممكن ابني ينادوهولك، ينزل معاكي ويندهولك.
ترد حنين: شكرا خالص ليكي.
ليلى: لا شكر على واجب. يالا يا حبيبي انزل مع طنط، و ناديلها بابا.
الطفل : حاضر يا ماما، يالا بينا يا طنط .
وتذهب حنين مع الطفل وتنتظر حسام في مدخل البيت، يأتي اليها وبوجه يظهر عليه الحزن كله، يرى حنين ويقف امامها صامتا.
تفر من عين حنين دمعه وتقول: البقاء لله يا حسام.
يرد عليها: سبحان من له الدوام، شكرا انك جيتي و تعبتي نفسك، معلش لازم ارجع للعزا.
حنين: استنا يا حسام، بتشكرني على اني جيت عزا عمي عماد الله يرحمه، انا بقيت م الغرب ولا ايه.
حسام: مش وقت عتاب ولا كلام، بس انتي اللي اخترتي يا حنين، انك تكوني من الغرب.
حنين: حسام انت بقالك فترة متعرفش اي حاجه عني و لا تعرف انا حاصلي ايه، فأرجوك متقساش عليا انت كمان، انا الدنيا قسيت عليا بما فيه الكفاية.
حسام: وانا ابويا ميت و لسه باخد عزاه، لسه جتته مبردتش، سيبيني في حالي يا حنين، وبعد اذنك لازم أرجع العزا. ويتركها ويذهب، فتتحرك حنين باتجاه سيارتها وتقودها وترحل كأنها أدركت انها لم يبق لها مكان في هذه العائلة، بل في الحارة بأكمله .
تركب سيارتها وتتمشى وسط الشوارع عائدة الى بيتها او ما تسميه بيتها، ليس بيتا أبدا، البيت ليس جدرانا، البت دفئ وحب، ما ان تدخل الى فيلتها و تفتح بابها حتى تجد يوسف في انتظارها، ينظر لها و لملابسها السوداء و يقول: برضه رحتي، رحتي تعزي حسام .
ما بها من حزن وما بها من صدمة يكفيها لتصمت، ليس عندها ابدا طاقة لتتناقش مع يوسف وتتشاجر معه. تتحرك في صمت متجاهلة له، يستفزه تجاهله فيمسك بذراعه و يوقفها و يقول: مش جوزك بيكلمك، ما حدش علمك ان لما جوزك يكلمك تقفي تسمعيه.
تتنهد وتقول: رحت العزا يا يوسف ومكانش ينفع افوته، ومعنديش اي طاقه للخناق، لو سمحت سيبني، انا فيا حزن يهد جبال.
يوسف: والحزن ده على جوز خالتك اللي مات و لا زعلانه ان حسام زعلان، ولا متكونيش شفتي مراته وعياله، مراته اللي سابك و راح اتجوزها.
تعض شفتيها وتقول: يوسف لاخر مرة هحذرك، لو سمحت متتكلمش معايا بالطريقة دي، و شيل حسام من دماغك، كلامك ده مهين ليا، ومش هسمحلك تهيني، ولا تيجي ناحية كرامتي.
يبتسم يوسف و يقول: كرامة ايه يا ام كرامة، انتي لو عندك صنف الكرامة مكنتيش كسرتي كرامة جوزك، و لا رحتي برجليكي لواحد رماكي زي الكلبة.
حنين: يا شيخ حرام عليك مبتزهقش، انا كنت هناك فعزا جوز خالتي اللي رباني وشالني من وانا صغيرة، وكان لازم اطمن ع امي وع خالتي، حسام مرمنيش عمره ما رماني ولا حتى هان كرامتي زي ما انت بتعمل يا يوسف، واحترم نفسك ومتجبيش سيرته ع لسانك. .
ينهض يوسف من مكانه غاضبا ويقترب منها ويقول: بتدافعي عنه وبتقوليلي احترم نفسك.
ثم يصفعها صفعه يدوي صوتها في ارجاء الفيلا ويقول: لو محترمتش هتعملي ايه يعني.
ثم يمسك بشعرها ويضربها على وجهها ضربات متتالية و هو يقول: و اديني مش محترم نفسي وريني هتعملي ايه. ثم يلقيها على الارض و يتركها و يذهب .
كراسي تم رصها في الحارة، و صوت قارئ القرآن يتلو آيات مما تيسر منه، وحسام يقف يستقبل عزاء والده، و السيدات بالمنزل يستقبلن المعزين من السيدات ، الرجال داخل صوان، تاركين مساحه في الشارع خارج الصوان تسمح بالحركة، فجأة تأتي سيارة فخمة جدا تقف في اول الحارة، تنزل منها فتاة أنيقة جدا، وترتدي الاسود وترتدي ايضا نظارة شمس تبدو باهظة الثمن غالية جدا، تنزل من السيارة وتتحرك لمنزل حسام، ملامح الحزن مرتسمة على وجهها تدخل البيت، وترى السيدات يرتدين الاسود، والقرآن يتم تلاوته عن طريق المذياع، كله الجميع بلتفت لها ويتغامزون لولا انه عزاء ميت لنهضوا هجوما عليها يلتقطون معها الصور ويفوزون بلقطة بحوارها ، فجأة يقع نظرها على ام حسام تراها تبكي بصوت منخفض تنهض مسرعة باتجاهها وتقول: شدي حيلك يا خالتو.
تنظر لها ام حسام كأنها لا تصدق عينيها، و كانها كانت تنتظرها لتأتي و تقول: اخيرا جيتي يا حنين، افتكرت مش هتيجي.
تبكي حنين وترتمي في حضن خالتها و تقول: مقدرش يا خالتو افوت عزا عمو عماد، مقدرش، اعذريني مجتش م امبارح بس والله غصب عني، انا هموت م الزعل على عمو عماد.
الخالة : الله يرحمه، كان يحبك خالص، وصاني عليكي انتي و اخواتك، ابوكي كان سايبكم امانه فرقبته ، و قالي اقولك تسامحيه لو قصر معاكم في حاجه.
حنين: هو اللي يسامحني، اني قصرت معاه الفترة اللي فاتت، هي ماما فين يا خالتو.
الخالة: امك داخت شوية فدخلت تستريح.
حنين: خير مالها يا خالتو.
الخالة: شوية دوخة جاتلها عشان مكلتش م امبارح من الصدمة.
حنين: انا خايفة اوي يا خالتو، الدنيا بقت صعبة اوي و تخوف.
الخالة: متخافيش يا حنين كله مكتوب يا بنتي و محدش بيشوف و لا ياخد غير نصيبه.
حنين: اعذريني يا خالتو، انا مش هقدر اتأخر والله غصب عني، فعايزة اشوف ماما، عشان امشي والله غصب عني لو بايدي أفضل معاكي.
الخالة: عذراكي يا حنين، هقول لليلى تدخل معاكي جوه ليها.
حنين: مين ليلى؟
الخالة: مرات حسام.
تنزعج حنين وتنظر بصدمة، هي تعلم ان حسام تزوج لكن ان تسمع يختلف كليا عن ان ترى بعينيك، وجدت خالتها تنادي لفتاة تجلس بجوار صغيرها و قالت: خلي حنين تروح لامها.
تنظر ليلى لحنين وتقول: اتفضلي. تمشي معها حنين بسكوت، وتدخل الغرفة مع ليلى، و ترى امها نائمة، ليلى بتقول: دي نامت، كتر خيرها تعبت جامد واتنحرت من العياط، تحبي اصحيهالك؟
حنين: لا خلاص سيبيها نايمه، حرام خليها ترتاح، انا لازم امشي ، ومعلش يا ليلى لو فيها تعب انا عايزة اعزي حسام، ينفع تخلي حد ينادهولي.
تنزعج ليلى قليلا وتصمت لحظات ثم تقول: ممكن ابني ينادوهولك، ينزل معاكي ويندهولك.
ترد حنين: شكرا خالص ليكي.
ليلى: لا شكر على واجب. يالا يا حبيبي انزل مع طنط، و ناديلها بابا.
الطفل : حاضر يا ماما، يالا بينا يا طنط .
وتذهب حنين مع الطفل وتنتظر حسام في مدخل البيت، يأتي اليها وبوجه يظهر عليه الحزن كله، يرى حنين ويقف امامها صامتا.
تفر من عين حنين دمعه وتقول: البقاء لله يا حسام.
يرد عليها: سبحان من له الدوام، شكرا انك جيتي و تعبتي نفسك، معلش لازم ارجع للعزا.
حنين: استنا يا حسام، بتشكرني على اني جيت عزا عمي عماد الله يرحمه، انا بقيت م الغرب ولا ايه.
حسام: مش وقت عتاب ولا كلام، بس انتي اللي اخترتي يا حنين، انك تكوني من الغرب.
حنين: حسام انت بقالك فترة متعرفش اي حاجه عني و لا تعرف انا حاصلي ايه، فأرجوك متقساش عليا انت كمان، انا الدنيا قسيت عليا بما فيه الكفاية.
حسام: وانا ابويا ميت و لسه باخد عزاه، لسه جتته مبردتش، سيبيني في حالي يا حنين، وبعد اذنك لازم أرجع العزا. ويتركها ويذهب، فتتحرك حنين باتجاه سيارتها وتقودها وترحل كأنها أدركت انها لم يبق لها مكان في هذه العائلة، بل في الحارة بأكمله .
تركب سيارتها وتتمشى وسط الشوارع عائدة الى بيتها او ما تسميه بيتها، ليس بيتا أبدا، البيت ليس جدرانا، البت دفئ وحب، ما ان تدخل الى فيلتها و تفتح بابها حتى تجد يوسف في انتظارها، ينظر لها و لملابسها السوداء و يقول: برضه رحتي، رحتي تعزي حسام .
ما بها من حزن وما بها من صدمة يكفيها لتصمت، ليس عندها ابدا طاقة لتتناقش مع يوسف وتتشاجر معه. تتحرك في صمت متجاهلة له، يستفزه تجاهله فيمسك بذراعه و يوقفها و يقول: مش جوزك بيكلمك، ما حدش علمك ان لما جوزك يكلمك تقفي تسمعيه.
تتنهد وتقول: رحت العزا يا يوسف ومكانش ينفع افوته، ومعنديش اي طاقه للخناق، لو سمحت سيبني، انا فيا حزن يهد جبال.
يوسف: والحزن ده على جوز خالتك اللي مات و لا زعلانه ان حسام زعلان، ولا متكونيش شفتي مراته وعياله، مراته اللي سابك و راح اتجوزها.
تعض شفتيها وتقول: يوسف لاخر مرة هحذرك، لو سمحت متتكلمش معايا بالطريقة دي، و شيل حسام من دماغك، كلامك ده مهين ليا، ومش هسمحلك تهيني، ولا تيجي ناحية كرامتي.
يبتسم يوسف و يقول: كرامة ايه يا ام كرامة، انتي لو عندك صنف الكرامة مكنتيش كسرتي كرامة جوزك، و لا رحتي برجليكي لواحد رماكي زي الكلبة.
حنين: يا شيخ حرام عليك مبتزهقش، انا كنت هناك فعزا جوز خالتي اللي رباني وشالني من وانا صغيرة، وكان لازم اطمن ع امي وع خالتي، حسام مرمنيش عمره ما رماني ولا حتى هان كرامتي زي ما انت بتعمل يا يوسف، واحترم نفسك ومتجبيش سيرته ع لسانك. .
ينهض يوسف من مكانه غاضبا ويقترب منها ويقول: بتدافعي عنه وبتقوليلي احترم نفسك.
ثم يصفعها صفعه يدوي صوتها في ارجاء الفيلا ويقول: لو محترمتش هتعملي ايه يعني.
ثم يمسك بشعرها ويضربها على وجهها ضربات متتالية و هو يقول: و اديني مش محترم نفسي وريني هتعملي ايه. ثم يلقيها على الارض و يتركها و يذهب .