الفصل الثامن

خرجت مروه من حضن عاصم ببرود وملامح باهتة
_ حبيبة جدو تعالي في حضني
قالها جدها وفتح ذراعه لها لكن هي نظرت إليه ببرود ولا مبالاة ودخلت في حضنه لكنها لم تشعر بذلك الأمان الذي تبحث عنه وتحتاجه بشدة في هذه اللحظة, ابتعدت عنه بخطواتها تحت نظراته هو وعاصم بينما هي اقتربت من فارس المصاب وقالت بقلق:
_ هتكون كويس متقلقش يا فارس
قالتها بحب ووضعت ايدها علي شعره برقة تحت نظرات عاصم الغيرانة الذي اقترب من مروه وجذبها من ذراعها بحدة بعيد عن فارس واتكلم من بين أسنانه:
_ ايه إلى انتى بتهببيه ده؟
زمت شفاهها بلا مبالاة ثم أعادت نظراتها القلقة على فارس
_ حمد الله على السلامة
قالها عاصم وجذب يدها لكي يرحلوا ولكن مروه لم تستسلم بل أبعدت يدها عنه وقالت بتذمر طفولي:
_ مش هسيب فارس لوحده يا ابيه أنا لازم أكون معاه
مسكها مرة ثانية بغيظ وقال بعصبية:
_ هو في ايه يا مروه ما تتعدلي بقي
نظرت إليه بوجع وتساقطت دموعها بغزارة فأتنهد عاصم بحزن لأنه فقد أعصابه عليها فضمها له بقوة وقال بندم واعتذار:
_ أنا أسف مكنش قصدي اتعصب عليكي بس انتي بتتصرفي بغرابه يا مروه
_ هو ساعدني وانضرب بسببي المفروض أفضل معاه لغايه ما يخف خالص
اتنهد براحة للحظة خاف من تعلق مروه بفارس ولكن كلامها طمئنه قليلا فنزل لمستواها ومسك بأيديه الأثنين أكتافها برقة وقال كأنه يكلم طفلة صغيرة في العاشرة من عمرها:
_ هو دلوقتي تعبان يا حبيبتي وأهله معاه مش هيسيبوه لحظة ولازم تسيبيه يرتاح، وبعد كده هأخذك أنا بنفسي تزوريه, ايه رأيك يا حبيبتى؟ وكمان إنتي تعبانة ينفع تفضلي كده متبهدلة والناس تشوفك بالشكل ده إنتي الأول ارتاحي وغيري لبسك إلى مقطع ده واحكيلي كل حاجه وهاخذك تشوفيه، ها رأيك ايه؟ مش ده الصح يا حب
نظرت إليه باقتناع فقد أقنعها بكلامه حقا، هزت رأسها بموافقة وحضنته بسعادة، ابتسم لها وحملها بين ذراعيه كأنها ريشه صغيرة بينما هي أحمرت وجنتيها بخجل وهمست بكسوف:
_ نزلني بليز يا ابيه الناس هتتفرج عليه
_ هش إنتي الأميرة ميهمنيش غيرك وبس
قالها وهي دفنت رأسها في صدره
فتح السيارة بهدوء وأدخل مروه برقة في الكرسي الخلفي ثم تركها لحظة، نظرت إليه بفضول وهي تراه يعود من جديد ومعه شخص غريب لأول مرة تراه معه، ركب الأثنان في الأمام واتحرك عاصم بالسيارة، كان يقود عاصم بتركيز وعينيه علي الطريق أمامه بينما صديقه يجلس وهو سرحان بشيء ما أو شخص ما، بينما مروه تضع رأسها علي ازاز السيارة ومغمضة عينيها تفكر فيما حدث لها وتفكر بمستقبلها القادم تشعر أن مشاعرها ملغبطة ومشوشة، نظرت أمامها وجدت عاصم يرمقها بهيام غمز لها من المرآة فشعرت بالإحراج هذه المرة الأولي لعاصم يظهر مشاعره لها، بعدت عينيها عنه بسرعه وتوتر.
_ حمد الله على سلامتك
قالها صديقه معاذ عندما وصل أمام شقته، قالت بهدوء مع ابتسامة جميلة:
_ الله يسلمك
فتح معاذ الباب ونزل من السيارة، راقبته وهو يبتعد شكله وسيم وجسمه طويل يتحرك بثبات, عاصم نظر إليها بابتسامه وقال:
_ تعالي اقعدي قدام جنبي يا حب
قالها بهدوء وهي هزت رأسها بطاعة، نزلت وركبت جنبه نظر إلي عينيها بمشاعر فياضة ومسك ايدها برومانسية وقبلها بعمق:
_ الحمد لله إنك بخير وإنك في حياتي يا مروه، كنت هموت لو حصلك حاجه
نظرت إليه بجمود في البداية ولكنها قالت بسرعة ولهفة:
_ بعد الشر عليك يا ابيه متقولش كده
ابتسم لها بعينيه التي تسحرها دائما كما تسحرها في هذه اللحظة وقال:
_ بتخافي عليه اووي كده يا مروه
_ طبعا مش انت إلى مربيني، أنا مليش غيرك يحبني يا ابيه
قالتها بقسوة مقصودة، بلع ريقه بغيظ وقبل ايدها واتحرك بالسيارة إلي شقتهم، كان طول الطريق ماسك ايدها وهي تنظر إليه ببرود ولا تشعر ناحيته بأي مشاعر كالتي كانت تشعر بها بقربه وكأن حبها له قل، سحبت يدها تحت دهشته ونظرت من النافذة بهدوء
توقف بالسيارة عندما وصلوا أمام الشقة، نزل بهدوء وفتح الباب لها بمشهد رومانسي ومد ايده لها، تنهدت بقوة ومدت ايدها ليه جذبها برفق ودخلوا الشقة قال بترحيب وعيون لامعة:
_ حمد الله على سلامتك، نورتي بيتك
_ الله يسلمك
قالتها وتركت يده ونظرت حولها بتوتر
_ اطلعي خذي شاور وغيري لبسك علي ما أطلب حاجه ناكلها يله
قالها ودفعها برفق للأمام، صعدت إلي غرفتها بخطوات بطيئة ضعيفة للغاية والإرهاق واضح مع كل حركة لها، وضعت جسدها بإنهاك علي السرير ثم رفعت عينيها لأعلي حيث السقف الزهري سرحانه وتفكر في شخص واحد وهو فارس.
قامت ودلفت للمرحاض وأخذت حمام دافئ وارتدت ثياب جديدة بدل تلك الثياب الممزقة، خرجت من المرحاض بشعر مبلول ووجه أحمر سمعت طرقات علي الباب وصوته بالخارج يستأذن الدخول، أذنت له بهدوء وهي تجلس علي الفراش وعندما دخل وقف مكانه بانبهار واتحرك ناحيتها وكأنها جنية تسحبه للمياه ليغرق بعشقها
_ الأكل وصل يله علشان تاكلي وتشربي اللبن
قالها ووضع الصينية علي الطاولة ثم تحرك ليقف أمامها مباشرة، سحب يدها برفق لتتحرك معه باستغراب أجلسها علي كرسي صغير أمام المرآة وأخذ فرشاة من طاولة الزينة خاصتها وقال بلطف ونبرة عاشقة مع ابتسامة جميلة علي ثغره:
_ تعالي اسرحلك ذي زمان
وبدء يسرح لها برفق وهي منهكة نفسيا وجسديا لم تستطع حتي الاعتراض
_ ايوه كده يا واد يا عاصم عليك تسريحة شعر ولا الكوافير
قالها بفخر لنفسه وأوقفها أمام المرآة وقال بلطف:
_ شوفي كده
كانت تسريحه جميلة بحق ولكنها لم تكن بأفضل حالاتها
_ حلوه، شكرا
قالتها ببرود وتعب وجلست على السرير بإرهاق، تجاهل برودها وقال:
_ يله كلي وارتاحي شويه
كانت جائعة كثيرا فهي لم تأكل منذ فترة طويلة وأكلت بنهم شديد لدرجة أنها أوقعت الطعام علي ثيابها وهو نظر إليها بحزن وقال بعصبية:
_ ولاد ال # مكنوش بياكلوكم
هزت رأسها بنعم ومستمرة في الأكل، نظراته قلبت إلي حزينة وهو يتخيل كم عانت صغيرته بدونه وبسببه هو, هي لم تري تلك التقلبات فكانت منشغله بالطعام وفقط، أنهت جميع طعامها فأخذ الصينية وقام بهدوء من مكانه
_ بالهنا يا حبيبتي تصبحي على خير
قالها وخرج بعد ما قفل النور والباب خلفه ويشعر لأول مرة ببعدها عنه رغم إنها معه لكن روحها تائهة ومشتتة في مكان ثاني.
_ ابيه أنا خايفة، منكن أنام معاك في الأوضه بليز
قالتها مروه وهي واقفة على الباب
_ تعالي يا مروه
قالها عاصم بابتسامة هادئة يطمئنها ووسع لها مكان بجواره علي السرير ويده علي الفراش يطرق عليه بخفه وهي دخلت في حضنه حيث وضعت جسدها علي السرير جنبه ثم وضعت الغطاء علي جسدها الرقيق، نظر إليها عاصم وهي مغمضة عينيها بقوة، اتنهد بحزن لحالها ثم جذبها بقوة داخل حضنه ودفن رأسها في صدره يشدد من احتضانها وإشعارها بالأمان ونام وهي بحضنه بينما هي فتحت عينيها برقة وابتسامة رقيقة علي ثغرها لأول مره بحياتها منذ أن كبرت وأصبحت مراهقة ينام عاصم إلي جوارها ويكون بهذا القرب منها شمت رائحته الرجولية الجذابة وهي تشعر بالأمان يسري بعروقها كدماء نقية تسبح في الشرايين، أغمضت عينيها بهدوء ولفت يدها حول جسده تضم نفسها له أكثر وبعد لحظات قليلة غابت هي الآخري عن الواقع وانسحب جسدها في نوم عميق ولكن لم تهنئ به وهي تري كوابيس مزعجة لم تدعها تنم بسلام.
كانت في غرفة مظلمة وحيدة خائفة ترتعش كعصفور هش قد بترت أجنحته تصرخ بأعلي صوتها علي عاصم حبيبها لكي يخرجها من هذا المكان الموحش ولكن لم يساعدها عاصم أو أي شخص, تركوها وحدها خائفة وكأنها لا تستحق أن يمد لها يد المساعدة تخلي عنها الجميع حتي عاصم الذي التفت لها ونظر إلي عينيها بهدوء ثم أولاها ظهره تحت دهشتها واتساع حدقتيها وابتعد عن المكان، وهي ظلت تنادي عليه بصوت أعلي وأعلي ولكنه أختفي فجأة كما ظهر فجأة حتي صوتها أختفي تدريجيا بقهر شديد, الظلام انتشر أكثر حولها وسحبها بعيدا عن الجميع ولكن في لحظة امتدت يد لها كانت بعيدة ولكنها امتدت في النهاية ومع تلك اليد الممدودة ظهر الضوء تدريجيا حتي أنار المكان حولها، وتلك اليد اقتربت أكثر وظهرت بوضوح أكبر حتي اقتربت من ملامح ذلك الشخص الذي وقف بعيد مبتسم لها بلطف، توقف النور في وجهه لتظهر ملامحه بوضوح وقد كان فارس بطلها المغوار، ابتسمت له بحب وكأن الحب بينهم نبع من سنوات طويلة أقترب منها فارس أكثر ومسك يدها بلطف وجذبها ناحيته وهي متمسكة بقربه مغمضة عينيها تستمتع برائحته, فتحت عينيها لتجد عاصم يقف بعيد عنها كانت عينيه حزينة والظلام يسحبه بعيد عنها فخرج صوتها أخيرا بصرخة فزعة تنادي عليه خائفة عليه لكن فارس لف ايده حول خصرها ومنع اقترابها من عاصم وكاد أن يسحبها نوره بعيد ولكن تذكرت عاصم شقيقها الأكبر الذي اهتم بها منذ نعومة أظافرها فصرخت باسمه بوجع لا تريد أن تخسره ولم تعرف أن صوتها خرج من الكابوس إلي الواقع فقام عاصم من نومه مفزوع عليها وقال بهدوء وهو يجذبها له:
_ مروه اصحي يا حبيبتي، ده كابوس اصحي
فتحت عينيها وهي تنهج دمعت أول ما رأته أمامها، وقفزت داخل حضنه تحت صدمته وبكت بصوت عالي وهو تفاجئ من هذا القرب ولكن صوت بكائها أقلقه أكثر فضمها إليه أكثر وايديه بتلمس ظهرها برقة يحاول أن يهدئها، فقال بقلق:
_ اهدي يا حبيبتي أنا معاكي أهو، ماحدش يقدر يأذيكي طول ما أنا عايش
_ انت مكنتش موجود، أنا كنت خايفة اووي واستنيتك كثير بس بردو ما جتش ليه
_ أنا أسف، أسف اووي مكنش في ايدي حاجة أعملها، أنا متخلتش عنك أبدا صدقيني
سكت عندما شعر بانتظام أنفاسها اتنهد وريح جسمها على السرير لكنه ظل حاضنها وفضل يراقب فيها وقلبه واجعه عليها
_ هندمهم وهجيبلك حقك منهم كلهم
قالها بغضب وعينيه تشتعل كجمره ملتهبة
ثاني يوم الصبح
استيقظت مروه من نومها بكسل فتحت عينيها بضعف ولفت بعينيها أرجاء الغرفة باستغراب فهذه ليست غرفتها، تذكرت وهي تجد ثياب عاصم علي الكرسي المقابل للفراش فهي بغرفته جاءته ليلا ليستقبلها بابتسامة مطمئنة، نظرت إلي نفسها كان الغطاء علي جسدها كله فأبعدته عنها بضيق وهي تنظر مكان عاصم الفارغ فقد استيقظ قبلها، نهضت هي الآخري من الفراش وهي تشعر بنشاط وهدوء نفسي يجتاحها بقوة، خرجت من غرفته وذهبت إلي غرفتها بهدوء فتحت الدولاب واختارت فستان أسود أنيق يصل لتحت الركبة بقليل ومغلق من الأمام أخذته ودلفت للمرحاض، وبعد وقت قليل كانت خارجة من المرحاض وهي مرتدية الفستان وقفت أمام المرآة ووضعت مكياج خفيف كحلة وروج غامق، ابتسمت لنفسها ونزلت للأسفل كان عاصم يجهز السفرة ويعطيها ظهره وعندما سمع صوت الكعب لف لها بابتسامة جميلة لكنها اتمسحت في لحظة وعينيه تحولت لكتلة شرار.
_ يا نهار أبوكي أسود، ايه إلى انتى لبساه ده؟!
قالها وذهب ناحيتها بغيظ، ظلت واقفه مكانها ببرود مقصود وقالت باستفزاز:
_ ماله في ايه، ده فستان حلو
_ بس مفتح زيادة عن اللزوم وقصير أووي كمان
قالها ومسك الفستان بأطراف أنامله ثم مسكها من قفاها وقربها من وجه بغيظ وهو بيقول بغضب:
_ وايه إلى حطاه ومهبباه علي وشك ده كمان
_ سيبني هتبوظ برستيجي وفستاني
قالتها بتذمر وحاولت أن تفلت منه لكنها لم تستطع؛ فهو يمسكها ككماشة كبيرة وهزها أكثر وهي تأففت بضيق حقيقي:
_ فيها ايه دي حتة كحلة يعني حاجة بسيطة مش لازم أطلع حلوه ولا انت عايزني أفضل وحشه
قالتها وكشرت في وجه بطفولية، تركها بضيق ومسح وجه بغيظ وأعطاها ظهره كأنه يحاول أن يهدئ من نفسه حتي لا يتعصب عليها
_ اهدي يا عاصم
كلم نفسه ثم نظر إليها وهو يرسم ابتسامة وقال بلطف:
_ بس انتى حلوه يا مروه من غير أي حاجه، مش محتاجه تتزيني وتلبسي قصير فهماني يا روحي
هزت رأسها بعند وقالت:
_ لاء، أنا لازم أكون أحلي واحده
_ طيب يا حبيبتي أعملي كده طالما في البيت لكن ما فيش خروج بيه بره
قالها بمهادنة ثم ضيق عينيه كأنه تذكر شيء هام
_ هو صحيح انتى رايحه فين من النجمة كده
قالها وهو يحاول أن يكون هادئ حتي لا يفرغ عليها عصبيته
_ عند فارس انت امبارح وعدتني إن هتوديني أزوره
قالتها ببراءة وسحبت بطاطس من السفرة وأكلتها برفق
_ من الصبح كده، لاء طبعا
نظرت إليه بغيظ وقالت بتذمر طفولي:
_ بس انت وعدتني، مليش فيه أنا عايزه أروح دلوقتي
قالتها وضربت بقدمها على الأرض بعصبية وطفولية وكأن فجاءة تحولت إلي طفلة عنيدة لكن عاصم لم يكن ذلك الأب الهادئ الطباع الذي يقدر حالة ابنته ويحتويها فقط، فقد أعصابه وصرخ فيها:
_ هو فيه ايه يا مروه، ايه لعب العيال ده، مالك جري لعقلك ايه! من أمتي التصرفات دي؟ أنا مقدر حالتك بس انتى زودتيها وأنا مش هستحمل كثير
رجعت خطوة للخلف بخوف منه وتنفست بصوت عالي، لاحظ عاصم حركتها ورعبها منه فاقترب منها خطوة لكن هي خافت منه أكثر وفقدت الثقة فيه وتذكرت خيانته لها كلما حاولت أن تنسي يعيد عقلها ما حدث أمام عينيها مرة أخري
عندما لاحظ خوفها منه اتنهد وقال بهدوء واعتذار:
_ أسف إني أتعصبت عليكي خلاص يا ستي هأخذك تشوفيه
ابتسمت بانتصار لكن قال بتحذير:
_ بس تغيري اللبس ده وتمسحي إلى على وشك غير كده ما فيش مرواح يا مروه
كادت تعترض لكنه اتحرك بسرعة وتركها، تنهدت بغيظ وصعدت إلي غرفتها وهي تضرب الأض في كل خطوة تخطوها وتشتمه بصوت هادئ قليلا حتي لا يصل إلي أذنيه:
_ رخم وبكرهك يا عاصم
بعد ساعة كنت تقف أمام المستشفى بفستانها الأخضر الطويل الذي يصل للأرض ووجهها النقي خالي من مكياج، نزلت من السيارة ودخلت إلي داخل المستشفى وعاصم يسير إلي جوارها يرتدي قميص أزرق وبنطلون جينز أسود، سأل علي غرفة فارس وهي تتأمل المكان حولها وشعرت بانقباض بقلبها؛ هي تكره المستشفيات لها ذكريات بشعه معها، عرف عاصم الغرفة المحجوز فيها فارس ومسك ايدها وصعدوا إلي الدور الثاني ووقفوا أمام غرفته، طرقوا الباب بهدوء ثم دخلت سريعا إلي فارس النائم علي السرير واتعدل عندما رأي مروه وابتسم لها برقة، مسكت ايده بحب وقالت له:
_ حمد الله علي سلامتك يا فارس
قالتها بحب واضح وهو رفع ايدها وقبلها برقة وقال بلطف:
_ الله يسلمك يا مروه فرحان اوي إني شوفتك
كل هذا حدث تحت نظرات عاصم الذي يقف علي الباب مكانه ولم يدلف بعد، كور ايده بغضب وضرب على الباب بغل يفرغ شحنة غضبه التي تزداد من تصرفاتهم وقال بهمس وهو يكز علي أسنانه:
_ نهار أبوكي ملون يا مروه الكلب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي