الفصل التاسع

_ اتفضل يا ابني
قالها والد فارس بعيون ضيقة الذي جاء الآن من الخارج, هو يري عاصم يقف علي الباب، التفت إليه عاصم راسما ابتسامة هادئة حتي لا يظهر غيظه وغضبه من تلك الحمقاء
_ الف سلامه علي فارس، احنا جينا في وقت مش مناسب بس مروه أصرت إنها تيجي تشوفه
قالها بخجل واضح فالوقت باكر للغاية علي زيارة مريض
_ الله يسلمك
قالها واتحرك للداخل وشاور لعاصم بالدخول، دخل خلفه وهو يستشيط غيظا من مروه
_ حمد الله علي سلامتك يا بطل
قالها عاصم وجذب مروه من يدها بقوة، ابتسم فارس بتعب وقال بهدوء:
_ الله يسلمك
فقامت مروه علي مضض من جذبه لها ونظرت إليه بغيظ وكانت تجذب يدها منه محاولة الإفلات من قبضته وقالت بضيق:
_ في ايه يا عاصم؟
أقترب من أذنها بشكل مهلك وخطير هامسا بحدة:
_ عدي ليلتك علي خير يا مدام
قالها لأول مرة في حياته؛ لكي يثبت لها أنها ملك له، نظرت إليه بضيق وغيظ ثم أعادت نظرها إلي فارس بهيمان الذي غمز لها بشقاوة فابتسمت بخجل واحمرت وجنتيها
خرجوا من المستشفى واستقلوا السيارة بهدوء، كان عاصم يشتعل بغضب منها ويرمقها بغيظ بينما هي تجلس منكمشة علي نفسها خائفة من ردة فعله عندما تصل للمنزل وتصبح وحيدة معه وبمفردها سيلتهمها كوحش جائع فنزلت شفتها السفلي بقلق وطفولية، وخلال دقائق قليله كانت السيارة أمام الشقة رصف السيارة فنزلت مروه بسرعة وهي تركض للداخل لتهرب من غضبه قبل أن يمسك بها فأخذت قاعدة "الهروب نصف الجدعنة"
_ اهربي دلوقتي بس هوريكي يا مروه هانم
قالها عاصم بخفوت وهو يري هروبها كلصة صغيرة، قفل باب السيارة بعد ما ركنها جيدا في الجراج ودخل خلفها بخطوات بتأكل الأرض من سرعتها
فتح الباب بقوة أفزعتها وعروق ايده بارزة ومكور ايده بغضب، انتفضت بخوف وقالت بتوتر:
_ في ايه يا ابيه؟
_ في إنك عايزه تتربي يا مروه من الأول علي عدم سمعانك الكلام
قالها وقرب منها فرجعت خطوة للخلف وشاورت على نفسها ببراءة وهي تهتف ببراءة مصطنعة:
_ أنا ما سمعتش الكلام في ايه؟
_ ايه البراءة دي يا أختي ده أنا قربت اصدقك
مسكها من ياقة الفستان وهزها وهو يتكلم:
_ اسمعيني يا بنت الناس لو لمحتك بتقربي من الواد ده ثاني هكسر دماغك فهماني
قالها بزعيق وهي ارتعشت لكنها هزت رأسها بخوف منه شكله مجنون هكذا فكرت، تركها وخرج نظرت إلي ظهره بغيظ وأخرجت لسانها له وقالت بتريقه:
_ لو لمحتك جنب الولد ده ثاني هكسر دماغك ييي، رخم ولا تقدر أصلا تعملي حاجه انت بوق على الفاضي
سكتت مروه عندما شعرت بحركته ناحيتها، وضعت يدها علي شفاهها بخوف لكن هو مشي وهي جلست مكانها علي السرير وكملت بعيون لامعة:
_ بس انت حلو بردو يا عاصم
مسكت الهاتف تعبث به قليلا فقالت باشتياق وهي تعبث بخصلة من شعرها:
_ وحشتني فوني الحبيب
قلبت الرسائل كانت رسالة من نفس الرقم مكتوب فيها:
_ حمد الله علي سلامتك، خوفت عليكي أووي أنا بحبك يا مروه ونفسي نتقرب من بعض وتدينا فرصة، لو موافقة ابعتي رسالة وأنا هعرفك أنا مين، سلام يا أميرتي
ابتسمت لأول مرة لهذه الرسالة إحساس لطيف عندما تكون الفتاة مرغوبة من الجميع، لكن للأسف منذ يوم خطفها وإحساس خيانة عاصم وإنها ليست مهمة بالنسبة له جعلها تبحث عن الحب في الخارج، وهذا يحدث مع البنات الصغيرة في السن عندما لم يتلقوا الحب من الأهل يبحثوا عنه في الخارج ويقعوا في الغلط ومشاكل كبيرة
_ ياتري هو انت مين؟
قالتها مروه ورمت جسدها علي السرير نائمة بهدوء وتفكر بعمق فهمست بخفوت:
_ ليكون فارس ياه لو هو فارس إلي بيبعتلي
ثم أغمضت عينيها وقالت بعصبية:
_ ايه إلي بفكر فيه ده، أنا متجوزة البارد إلي تحت ده بس، بس ده قال أنه جواز مؤقت يعني يحقلي أحب وأشوف غيره
صمتت وهي تقول بتأكيد بينما تهز رأسها باقتناع:
_ ايوه أنا كده ما بعملش حاجه غلط
ورفعت رأسها للأعلى مع تنهيدة كبيرة، سمعت جرس الباب بيرن في الأسفل ومع وقت قليل سمعت صوت عاصم، الفضول حركها لتعرف من الذي جاء بالأسفل فقالت بتوعد:
_ لو البت الملزقة دي هكسر رجلها، خطافة الرجالة
قالتها بعصبية بعيون مشتعلة كجمرة ملتهبة ثم خرجت.
نزلت مروه وهي تتوعد لهم، رأته يدلف وبجواره صديقه الوسيم التي رأته يوم الإنقاذ دلفوا إلي غرفه الصالون واختفوا عن نظرها فوقفت مكانها مختبئة قليلا حتي لا يروهم ومرقباهم بهدوء، وهي أخذت وضع مناسب لتتمكن من الرؤية عضت علي يدها بتوتر وابتسمت عندما خطر علي بالها فكرة أنارت بعقلها كشعاع ضوء في ظلام دامس، فكرتها كانت أن تحضر عصير لهم وتأخذها حجة لتدلف لهم وتسلم علي ذلك الوسيم، نزلت السلالم بهدوء ونظرت من خلال النافذة عليهم وجدت عاصم يجلس بهدوء ويتحدث في موضوع مهم واضح جدا من ملامح وجهه الجدية وسكت عندما لمحها من بعيد لكن هي اتجهت إلي المطبخ ووقفت بحيرة وقالت بهمس:
_ اعمل عصير بس أنا معرفش أماكن الحاجات الي هستخدمها
نفخت بغيظ وفتحت الثلاجة وجدث عصير جاهز لونه أحمر، ابتسمت وأخرجته وصبت كأسين لسهم
وقفت أمام الباب وهي تحمل بين يديها صينيه، طرقت الباب بهدوء وفتحت الباب، رأها عاصم فصمت باقتضاب وهو يضيق حاجبه باستغراب والحال ليس الأفضل عند صديقه معاذ فكانت نظرات الاستغراب هي السائدة.
_ ادخلي
قالها وهو يقوم وقرب منها واخذ الصينية وقال برفع حاجب:
_ ايه الشطارة دي والهمة يا مروه، عامله بنفسك عصير
قالها باستغراب ووضع الصينية علي الطاولة وجلس بهدوء، ليسمعها تهتف برقة:
_ بالهنا
قالتها ودخلت مع ابتسامة بلهاء وقربت من كرسي معاذ ومسكت كأس وناولته لمعاذ، مد ايده اخذه منها وقال بهدوء:
_ تسلم ايدك
قالها بابتسامة وقورة
_ متشكرين يا مروه
قالها عاصم وغمز لها لكي تخرج لكن تظاهرت بعدم الانتباه، جلست في الكرسي المجاور لكرسي معاذ
_ هو انت صاحب عاصم من زمان؟
قالتها بهيمان وإعجاب من شكله الوسيم وجسده العريض وتنهدت بحب وهو يتكلم بذوق:
_ احنا أصحاب من زمان من أيام الدراسة في الجامعة
_ بس أنا مشوفتكش قبل كده ليه؟
قالتها باستفهام وتقضيبه جبين
ضحك ونظر إلي عاصم
_ اسألي أستاذ عاصم إلي ما بيجبش سيرتي واحنا شركة مع بعض
نظرت إلي عاصم بدهشة ثم رجعت بنظرها مرة ثانية لمعاذ ووجهت سؤال ثاني:
_ انتم شركه في ايه؟ اوبا لتكون انت الواد الرخم الفاشل إلي ما بيعرفش يشتغل مع عاصم
كح عاصم بتوتر ومعاذ فتح عينيه بصدمة ونظر إلي عاصم بغيظ وشاور علي نفسه بصباعه وهو يردد بذهول:
_ أنا واد وفاشل
ضحك عاصم ببلاهة وهي تشاهدهم كأنها تشاهد فيلم سينمائي وهزت رأسها بموافقة
_ بتهزي راسك علي ايه يا اختي ولعتيها وفرحانه كمان
اتكلم عاصم بضحك ثم نظر لمعاذ ببلاهة وقال بارتباك:
_ الكلام ده محصلش يا ابني، يعني قولت، اه قولت هخاف يعني ولا ايه؟
قال في النهاية بشجاعة مصطنعة ثم نظر إلي مروه وقال بغل:
_ البت دي عايزه الضرب أصلا فتانه
ثم أشار إلي كأس العصير بيد معاذ وقال بهدوء:
_ يله اشرب العصير بقي
رفعه معاذ إلي فمه
_ حاضر، كح كح
ألقي بكل محتويات العصير بشرقة وكح، وعندما هدأ قليلا تحت نظرات القلق من مروه وعاصم قال بدهشة:
_ ايه ده، عصير طماطم!
عاصم باستغراب وهو يرفع حاجب قال باستغراب:
_ طماطم!
مروه بهمس وهي تضرب رأسها بخفة:
_ اوبس هو إلى في الثلاجة ده عصير طماطم مش عصير فراولة
أعطي عاصم مياه لمعاذ ونظر لها بغيظ وقال بضيق يوبخها:
_ هو أي حاجة بتقدميها كده من غير ما تعرفي ايه ده! وأنا إلى فكرتك اتشطرتي
_ معلش يا عاصم لسه صغيرة، أكيد ما أخدتش بالها
قالها معاذ بمدافعة عنها، جذب انتباهها له أكثر فقالت بتذمر طفولي:
_ أنا كبيرة علي فكرة يا...
صمتت لا نعرف أسمه فكملت بفضول:
_ هو انت اسمك ايه صحيح؟
ذم عاصم شفاهه بضيق وقال بغيظ:
_ هو أنا ليه حاسس إنك بتحققي مع معاذ من أول ما دخل
_ الله اسمك معاذ، اسم حلو اووي صح يا عاصم
قالتها بشقاوة، اتنهد عاصم بغيظ وقام ينفس عن غضبه وغيرته وقال بعصبية:
_ اروح أعمل أنا قهوه لينا، وياريت تطلعي علي اوضك يا مروه وسيبينا من شغل العيال ده
قالها وخرج نظرت إليه بغيظ ثم رجعت تنظر إلي معاذ الذي شعر بالتوتر من تصرفاتها ورجع للخلف قليلا
_ انت شكلك مش رخم ذي صاحبك
قالتها بشقاوة وهي تعتدل بجلستها تميل للأمام قليلا
_ متشكر بس إحنا نفس العجينة علي فكره
قالها بتوتر ثم ابتسم بمكر وسأل بمغزي:
_ هو صحيح مين البنت إلي كانت مخطوفة معاكي؟ إلي عينها ملونة دي وحضنتم بعض
قضبت حاجبها بتفكير ثم ابتسمت وهي تهتف كلام كثير:
_ قصدك علي غادة صاحبتي، دي بقي انتيمتي اووي ذيك كده انت وعاصم، أصحاب أووي من واحنا في الحضانة
قال بهمس ولم يهتم لباقي حديثها وثرثرتها:
_ غادة، اسمها حلو ذيها
وسرح فيها وفي زرقتها التي سحرت قلبه كتعويذة سحرية
_ هاي معاذو انت روحت فين
قالتها كأنه صديقها منذ زمن طويل وشاورت بأيديها أمام وجهه، هز رأسه وقال بضيق:
_ معاكي يا بنتي أهو
قال بتذمر ثم صمت أما عنها فهي استغلت الفرصة في التطرق والحديث عن نفسها وعن حياتها وكل ما يخصها منذ ولادتها وحتي تلك اللحظة، ثرثرت بالكثير فجعلت معاذ يشعر بصداع كبير وبدأ ينفخ بإرهاق وفك رباطة البدلة.
_ شيلها خالص هو الجو أصلا حر
قالتها وهي تراه يعبث برابطة عنقه ويعرق بشده
رفع عينيه لها وقال بهمس من بين أسنانه:
_ الله يعينك يا ابني، راديو شغال روحت فين وسايبني معاها لوحدي
قال أخر جملة وهو يكاد يبكي من الغيظ
_ غادة صاحبتك دي مخطوبة
قالها مغير الموضوع عايز يعرف أكثر عن حبيبته
_ لاء
قالتها بتأفف من تغيره للموضوع ثم عادت تكمل حديثها:
_ تعرف إني طول عمري بحلم إن يكون ليه أخوات كثير أووي و...
قاطع حديثها للمرة الثانية
_ هي غادة ليها أخوات
_ لاء وحيدة، خليك معايا أنا، هو كل شويه غادة، غادة
قالتها مروه بتأفف والذي أنقذ معاذ هو دخول عاصم بكوبان من القهوة وتفاجئ من وجود مروه
_ هو أنا مش قولتلك اطلعي علي اوضك، ايه إلى مقعدك لدلوقتي مع معاذ؟
قالها بصوت عالي وزعيق وهو يشعر ببعض الغيرة من قربها الواضح من معاذ، تلتصق بمعاذ كالعلكة وبطريقة ملفتة، قامت بغيظ وضربت بقدمها بعصبية في الأرض وخرجت متعصبة وهي تبرطم ببعض الكلام الغير مفهوم ولكن بالتأكيد تسب عاصم بسرها؛ فقط قطع عليها الحديث مع ذلك الوسيم.
_ هو ايه ده؟
قالتها بتذمر وهي تصعد إلي غرفتها، فتحت الباب بعنف وأغلقته بعنف أكبر حتي كاد يكسر الباب من شدة دفعها وقالت بعصبية:
_ إزاي يشخط فيه قدامه ويحرجني معاه، قليل ذوق بصحيح ايه ده ليكون بيغير عليه!
ضحكت بسخرية وجلست على الكرسي
_ قال هيغير قال، ده واحد جبلة وبيحب البنت الملزقة وبيخوني معاها
قالتها بحزن وقلبها يتألم ضربت صدرها مكان قلبها وقالت بوجع:
_ كفاية تفكير فيه، هو ما يستهلش حبك ده يا مروه فوقي بقي لنفسك فوقي
ابتسمت عندما رن هاتفها ووجدت أن المتصل هي صديقتها الحبيبة غادة
تحت في الصالون عند عاصم ومعاذ
شرب معاذ رشفة من القهوة ووضعها أمامه علي المكتب وقال بهدوء:
_ هي تصرفاتها كده علطول مندفعة شويه
اتنهد عاصم ووضع فنجانه هو الأخر وقال:
_ أبدا دي كانت هادية هدوء مميت لدرجة إنك تحركها من مكانها ذي الشطرنج وماتسمعش صوتها بس بعد حادثة الخطف
صمت قليلا ثم أكمل بتنهيدة طويلة
_ وهي متغيرة شخصية ثانية خالص كأنها اتبدلت بواحدة ثانية بس نفس الشكل معرفش إيه إلي حصل ليها غيرها بالشكل ده؟
_ انت بتحب أنه مروه فيهم؟
قالها معاذ بجدية وعينية مركزة مع تحركات عاصم الذي توتر للحظة واتنهد بقوة وقال:
_ ما أنكرش إني كنت عايز مروه الأولانية تتغير شوية وتبطل ثقة في أي حد ويكون ليها شخصية قوية بدل الشخصية الروتينية المملة، هو اتحقق ده مع مروه الجديدة بس بعدت عني اووي، أنا مابقيتش الشخص إلي كان محور حياتها وبقت تتعلق بغيري بسهولة
ضحك بسخرية علي نفسه وقال:
_ يا ابني أنا حاسس إنها مبقتش تحبني ولا شيفاني أصلا، بقت غريبة وفارس ده
ووجهه كشر عندما نطق اسمه وافتكر قربهم لكنه أكمل بهدوء:
_ فارس ده حاسه بيسحبها ناحيته، شايفها ملهوفة لتشوفه مع إني حبيت تغيرها ده بس خايف، خايف أووي أخسرها
قالها وعينيه لمعت بحزن دفين
_ يعني انت عايز مروه الجديدة بس تفضل انت بردو محور حياتها، انت عايزها مدردحه وجميلة ومطيعة بردو، انت عايز كله يا عاصم، انت إلي مضايقك يا عاصم إنها بعدت عنك، لا فارس ولا غيره شاغل تفكيرك قد أنها لقت بديل ليك ده إلي واجع رجولتك...
_ انت بتقول ايه يا معاذ؟
قالها بمقاطعة وغضب فرد عليه معاذ بقوة وتأكيد:
_ إلي سمعته يا عاصم، انت أناني يا عاصم عايزها ليك انت وبس، انت اتجوزتها وعارف إنها مراهقة يعني مشاعرها بتتغير ماسبتش ليها حرية اختيار ولما عينيها فتحت عايز تحجزها في قفص بس عمايلك دي هتخليك تخسرها
ضرب عاصم الطاولة بغضب وقام بعنف وقال بعصبية:
_ ايوه والمفروض اعمل ايه دلوقتي؟ يعني اسيبها تحب في فارس واسكت
_ سيبها تشوف الدنيا وفك القيود عنها
قالها بلا مبالاة وهو يضحك بداخله علي شياط عاصم وغضبه، هجم عاصم عليه ومسكه من ياقة قميصه وهو يصرخ بوجهه:
_ انت اتجننت، بتقول ايه؟ اسيبها تحب سي زفت يعني
ابتسم بمكر وابعد ايد عاصم من عليه ببرود، نظر له معاذ بلمعة عين وابتسامة ماكرة قال بمكر:
_ لاء يا حب خليها تنساه بحب عاصم المراهق الجديد
نظر إليه عاصم بصدمة وعلي كلامه الذي بدأ يدور بعقله
عند مروه مسكت هاتفها وفتحت الخط
_ غادة اللذيذة، ازيك يا كنافة
قالتها بشقاوة فضحكت غادة عليها وقالت بمرح:
_ ايه يا بنتي مخك ضرب ولا ايه
_ لاء يا مزه بس فرحانه شويه عملت مقلب في عاصم وصاحبه، من غير ما أقصد اديتهم عصير طماطم بدل فراولة وماشوفتيش وش صاحبة عمل ايه
ضحكت بصخب وغادة شاركتها الضحك وبعد فترة كبيرة من الكلام غادة قالت:
_ صحيح يا مروه فاكره الشاب إلي كان مع عاصم وركب معاكم في العربية يوم ما انقذونا
_ ماله، قصدك علي معاذ؟
قالتها بقضبة حاجب
_ هو اسمه معاذ، المهم يا بنتي هو ده نفسه الشخص إلي قابلته في الحفلة إياها
_ اوعي، لاء ما تقوليش إن الوسيم إلي تحت ده هو أمير الساندريلا
قالتها مروه بحماس
_ يا بنتي افهميني بدل الكلام الفاضي ده، إحنا في ورطة دلوقتي هو شافني يوم ما رجعنا وحسيته افتكرني وبص عليه جامد، دلوقتي لو قال لعاصم ودعبسوا ورانا شويه هيعرف إنك روحتي الحفلة من وراه ووقعتك هتبقي بجلاجل
ذمت مروه شفاهها بخوف بينما أكملت مروه بتفكير بصوت عالي:
_ اوبس أنا لازم اختفي اليومين دول من وش معاذ ده ليسألني عنك
ثم اتسعت حدقتيها بزعر عندما تذكرت أمر ما وقالت بخضة وهي تضع يدها علي رأسها بندب:
_ اتاريه سألني عنك، يا صلاة النبي أحسن.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي