الفصل التاسع

البارت التاسع

دلف مؤمن وزبيدة سويا الي غرفة المكتب التي كانت تجلس فيها فدوى ونضال بانتظارهم
نهضت فدوى لدي دخولهم ورحبت بهم بحفاوة ، احتضنتها زبيدة بقوة وسألتها بقلق"
فين هند وحشتني أوي وسألت عنها مالك ماردش عليا،  انا عارفة انها مسئوليتي وانا حملتهلكم، بس انا اتفقت مع مؤمن اخدها تعيش معايا كفاية رعايتوها في مرضها الأخير
ياريت تقنعي سمير يسيبهالي اهتم بيها ، انا خالتها واولى بيها دي محدش ليها في الدنيا غيري واهيه تتربى مع ولادي

ارتبكت فدوى واخذتها واجلستها بجوارها وقالت"
اقعدي يا زبيدة موضوع هند يخص سمير وبس وبالنسبة ليها هي هي

سألها مؤمن بريبة وحيرة من ترددها"
مالها هند وفين سمير من اسبوعين بنتصل عليه مش بيرد وحتى  بنتصل هنا دايما مش موجود، ماما بقالها كام يوم بتحلم أحلام مش كويسة وقلقانة جدا عليه هو زعلان مني ولا إيه، وانت كمان كنت فين جيت من اسبوع ماكنتيش
موجودة لا انتو ولا الاولاد، مش عارف حاسس بحاجة مريبة
من امتى بتستقبلينا بغرفة المكتب ومين الشخص ده

اتاه  الرد حازمًا من نضال الصامت من وقت دخولهم وقال"
هعرفك كل حاجة يا استاذ مؤمن كله في وقته  بس بعد إذنك محتاج  اسأل زوجتك عن حاجة مهمة تخص هند وسمير ممكن تسمح ليا وتطلب منها تجاوبني

طالعها مؤمن بريبة ونظر إلي فدوى يستفسر منها عن شخصه قائلًا له"
مين ده يا فدوى وعايز يسأل زبيدة عن  سمير وهند ليه انا مش فاهم حاجة هو فين سمير

تنهدت فدوى بارتباك وقالت"
خليكي معاه وهو هيفهمك بس اسمح ليه يسأل زبيدة صدقني هيوفر علينا كتير وقت ومجهود وانتظار

غمغم بحيرة لكن لم يجد أمامه مفر وقال"
تمام مفيش مشكلة بس بعدها لازم تفهموني ده مين وبيعمل هنا ايه وفين سمير من كل ده،  ردي علي اسئلته يا زبيدة

نظرت زبيدة الي نضال باستغراب وقالت "
اتفضل انا تحت امرك عايز تسأل عن ايه يخص سمير وهند

غامت عيناه بشكل خطر وأقترب منها وسألها بخبث"
معرفتك بسمير  كانت اثناء زواج أختك من الهلالي ولا قبلها

ارتبكت وحدقت اليه باستغراب وقالت بتمهل "
ايام ما شفت سمير أول مرة كنت بحسها الهلالي جوزها
معنى كده انها كانت مراته بس كان معذبها ومطلع عينها وكل يوم تشكي منه وده سبب كرهي ليه وخوفي منه بس ليه بتسأل

ابتسم في وجهها كي يهدأ من توترها وقال"
هتعرفي بس لما اخلص اسئلتي، معنى كلامك ان أختك كانت زوجة للهلالي وقت شغلك مع سمير ياترى حملت امتى في هند بعد لقائها بسمير ولا قبله

هزت زبيدة رأسها برفض قاطعة قائلة بعصبية"
انت بتقول ايه أختي عمرها ما شافت سمير ولا كانت بتخرج من النجع من يوم جوازها بالهلالي، ده كان بيمنعنا نزورها  ولما حملت سمح لينا بزيارتها لولا كده كانت ماتت من غير ما نشوفها او نعرف عنها حاجة ربنا ينتقم منه مطرح ما راح
انا نفسي افهم عايز توصل لايه باسئلتك دي

رمقها بغضب اسكتها وجعلها ترتعد خوفًا منه وقال"
قولتلك كله بوقته ياريت تهدي وتجاوبيني علي  اخر سؤال هند بنت أختك فعلا ولا بنتك من سمير

هنا تدخل مؤمن وصاح فيه ساخطًا وقال"
انت مجنون سمير مكنش زوج لزبيدة ولا عمره لمسها جوازهم كان علي الورق بس، انا لما اتجوزت زبيدة كانت لسه بكر

رمق نضال فدوى  بغموض قاتم  وقال موضحًا"
كده كل كلام صديقتك هيفاء عن ان هند بنت سمير من علاقة مع زوجة الهلالي كان غير سليم، ولا حتي من زواجه بخالتها لانه زواجه من زبيدة كان ابيض،وده يرجعنا للنقطة الاساسية لو اللي كان معاكم  المقدم  سمير الحقيفي ازاي هند بنته

انتفضت زبيدة من حديثه بغضب ورفضت قائلة"
مين قال ان هند بنت سمير ده مستحيل،هند بنت الهلالي واخته وبسببها كان هيضيع شرفي، ويإما الهلالي ده غير كان محرمني علي نفسه وبيكرهني لاني السبب في حرمانه من مراته، وفدوى نفسها عارفه  ده كله، ازاي بتشك في سمير
وانت مين  علشان تتكلم معانا وتسالنا عن شئ يخصنا احنا وبس اسأله يا مؤمن مين ده

رمقه مؤمن بغضب وصاح بحدة قائلًا"
انا مش هعاتبك مدام مرات اخويا  اللي اكثر  الناس معرفة بيه وبوفاءه لها، سكتت علي اتهامك ليها  لكن ليا كلام مع سمير هو اللي هيوقفك عند حدك ويعرفك مقامك  ياحضرت

وهما بالخروج من غرفة المكتب وهو ينادى علي اخيه، استوقفه نضال واضعًا يده امامه  وقال لها بجدية"
اهدى يا استاذ مؤمن سمير مش هنا وللاسف مش هتقدر تقابله لا هو ولا هند بنت اخت مراتك

ازاح مؤمن يده بعنف وعصبية وثار عليه بغضب"
يعني إيه اخويا مش هنا ومش هقدر اشوفه هو او هند، ولما هو مش موجود أنت بتعمل إيه هنا في عدم وجود راجل البيت وانت مين اصلا

اعتدل  نضال في الحال ووقف مشرأب برأسه وقال له بهدوء وثقة لا تظهر الا من انسان متمرس وخبير في مجاله وقال"
انا المقدم نضال الرفاعي المسؤول الامني بالفيلا، أما انا هنا ليه وفين سمير وهند الاجابة واحدة
انا هنا علشان احمي مدام فدوى واولادها من الارهابين اللي اختطفوا سمير وهند للانتقام منه لقتله الهلالي

سمعت زبيدة خبر اختطاف هند صرخت بعويل واخذت تضرب علي صدرها ووجهها بهستريا وسألته ب رجاء"
خطفوها ليه  وامتى ومين اللي خطفها ووصلوا لسمير ازاي وليه قولت في الاول انها بنته فهمني ارجوك

أمسكها مؤمن وضمها الي صدره لكي يهدأها وسأل نضال"
ياريت يا حضرت الضابط توضح لينا ازاي هند اتخطفت  هي وسمير ومحدش بلغنا اكيد مدام في خطر علي فدوى  يبقي زبيدة كمان معرضة للخطر نفسه وبالذات انها هي اللي ساعدت سمير هناك  وكان عايش بينهم كزوج ليها
وقبل كل ده فين اخويا وليه خطفوه وهما مين دول وانتو هتعملوا  ايه علشان ترجعوه ممكن تفهمني

طلب منه نضال الهدوء والجلوس لكي يوضح له كل ما يريد"
اللي خطفوا سمير وهند عجمان اخو الهلالي لكنا في شك كبير ان الهلالي يكون عايش وده اللي محيرنا وبالذات بعد ما تم عمل تحليل DNA لهند واكتشفنا انها بنت سمير، وده حطنا في حيرة لإما اللي كان عايش بينا الهلالي وهرب لما انكشف امره وخطف بنته، لإما سمير يكون خاين ولعب علينا بقصة الهلالي علشان يقدر يلعب علينا، لإما في مؤامرة مش عارفين ابعادها وده سبب خطفهم لسمير علشان منكشفش خطتهم
كل دي احتمالات واختفاء سمير مخلينا مش قادرين نوصل لحاجه، ده سبب اننا بنأمن مدام فدوى واولادها لان الشخص
اللي كان بينا اي كان هيظهر ويحاول ياخد اولادهم لإما يغتالهم ويغتال امهم ، وقتها هنقدر نوصل ليهم ونعرف سمير مين  فيهم وفين وهند بنت مين بالظبط

اخذت زبيدة تنتحب بشدة وتولول قائلة بانكسار وحزن"
مدام عجمان خطفه يبقي سمير مش هيرجع، ده الهلالي اللي كنا بنقول عليه صعب كان فيه رحمة عنه، ده عنده القتل اسهل من الأكل ومعندوش رحمه، ولا عمه الشيخ مقداد هما سبب افتراء الهلالي اللي كان عميل للاجانب علشان كده اعتبروه كبيرهم، ياحسرتي علي شبابك يا سمير انا السبب ياريتني كنت موتت ولا انه يضيع بسببي
بس انا بقسم ليك ان سمير اشرف انسان عرفته في الوجود ومستحيل يكون خاين وحكاية ان هند بنته ده كذب وافترى
وكمان اللي كان بينا وكنت مراته اربع سنين واول ما رجع لمراته طلقني لانه مش بيشوف غيرها من النسا هو سمير الشهم الشجاع الفدائي ولا حدش غيره

حدقت فدوى في زبيدة بذعر وذهول وصرخت فيها قائلة"
اسكتي يا زبيدة سمير حي وهيرجع والله هيرجع ولو مات في عيون الكل هيفضل حي في قلبي ليوم الدين فاهمه

قطع صوت نحيبهم الذي يمزق القلوب نضال قائلًا"
احنا هنقول مخطوف لحين يثبت العكس ، متقلقيش يا مدام فدوى لو سمير عايش هيرجع  لاننا هنحارب بكل قوتنا لحد ما يرجع اما انتِ يا مدام زبيدة عايز اطمنك من يوم حادث الاختطاف وانت في اللي بيأمنو حياتك، وبيرقبوا الوضع من بعيد لبعيد لانك هدف ليهم، واحنا هدفنا نوصل لحد منهم علشان نقدر نقضي عليهم ونرجع المخطوفين

اغمضت فدوى عيناها بكره لانها تعلم ان لدي نضال ادلة تثبت استشهاد زوجها لكنه نفذ رغبتها وانكر وفاته حتي تستطيع ان تتعايش مع امل عودته اليها، عادت وفتحتهم ودمعها سايل علي وجنتيها بغزارة لقدر صعب كتب عليها  ولا تستطيع تقبله
كفكفت عبراتها ونظرت اليه بامتنان شاكرة له عدم ذكر وفاته لاخيه وزوجته حتي لا يصبح  موته حقيقه وجب عليها التعايش معها وهذا ما ترفضه  رفضًا باتًا

ظل الحوار دائر بينهم لفترة طويلة من الوقت، الي ان شعرت فدوى بالاجهاد النفسي ولم تعد تستطيع المواصلة ليلاحظ مؤمن سوء حالتها بعدما اخبرها نضال عن كل ما مرت به من يوم اختفاء زوجها وانها مازالت في مرحلة نقاهة،
فاستأذنت  بالانصراف لكي تنال قسطًا من الراحة، لكنه طلب من نضال التواصل معه باستمرار لكي يطمئنه علي اخبار اخيه
بعد مغادرة مؤمن وزوجته شكرته فدوي لتفهمه لها وتلبية رغبتها في عدم ذكر زوجها كشهيد، وفجاءة اجهشت بالبكاء
الذي فطر قلبها المكلوم فانهارت مغشية عليها
حملها نضال وصعد الي غرفتها وممدها علي فراشها وتأكد من انتظام انفاسها فتركها ترتاح لكي تهدأ اعصابها المتوترة
وعاد الي عمله في مراقبة اولادها والتأكد من سلامتها
 
في مكتب نوهير بمبني المخابرات  الحربية
كان  نوهير عاكف علي ملف نضال وقرأ التقرير السري الخاص الذي كان مرسل الي سمير وشعر بالغضب منه سائلًا نفسه"
من اعطاه الحق في الاطلاع علي تقرير كهذا يخص سمير وحده وتم عمله بتوصية من اللواء الذي كان مسؤول عن تعيين سمير بالمخابرات  الى ان لاحظ من هي زوجة نضال
انها الدكتورة مايسة محمود الشهاوي ابنة اللواء محمود الشهاوي القائد المسؤول عن سمير ليقول الى صديقة الذي اتى له بالملف وقال"
كده فهمت سبب انتداب نضال بالذات بمهمة تأمين فدوى
اولًا لصلة النسب بينه وبين قائده اللي كان بمثابة والد واخ كبير لسمير اللي كان معاه من اول مشواره بالمخابرات
وثانيا  وده مؤكد لصداقته مع سمير لان نفس وقت انضمامه للعمليات الهامه هو نفس وقت انضمام سمير يعني اكيد اتدربوا مع بعض وكان بينهم صداقة قوية وده سبب تصميم تمسكه
علي تكليفه بالمهمه ده غير معرفته بطباعه وده بيكون عن معرفة ومفيش غير سمير اللي عرفه بيا
وده سبب احساسي انه اشتغل معايا وبين معرفتي رغم اني عمري ما اتعاملت معه من قريب او بعيد 

هز صديقه رأسه بالرفض وقال مصححًا له معلوماته واوضح"
بالعكس ٩٠% من عملياتك كان نضال مشارك فيها، اقرأ كل تقاريره هتتفاجئ انه هو اللي كان بيدرس العميل وبيقرر امتى يكون التدخل بناء عن تغيرات منهجية تجسد العملاء الخونة
وده لموهبته في قراءة لغة الجسد ومعرفة سبب تغيرات سيكولوجية الشخص اللي  قدامه فبيقدر يعرف  امتى بيهاجم وامتي بيكون مستكين او متعمق في التفكير والتخطيط وبناء عليه كانت المهمة بتنفذ  او تكون قيد التنفيذ
علشان كده هو يعرفك كويس لانه تابعك وسجل ملاحظاته عليك وعلي كل واحد كان بيشارك في اي عملية بيشارك فيها

ضرب نوهير جبينه بيده غير مصدق قرب نضال منه ومعرفته الوثيقة له الى هذا الحد، وذلك فسر له سبب  تحديه ليا كأنه يعرفني كنفسي والواضح انه بيعرف يقرأ لغة الجسد كويس وفهم اني غيران علي فدوى لكن مفهمش مصدر الغيرة
انها مرات صاحبي واخته لكن هو ظنها حب مش اخوه
عمتا التقرير فهمني حاجات كتير كنت محتاج اعرفها علشان افهم واطمن من ناحيته لكن اللي مش مطمني التقرير ده كان في ملفه ليه ومين اعطاه الحق يستلمه مكان سمير
وياتري سمير كان عارف اللي فيه ولا نضال اخذه ودراه عنه
واكتفى هو معرفة الحقيقة اللي فيه
انا لازم اوجهه واعرف ليه عمل كده وايه تأثير اللي عرفه علي علاقته بفدوى ،وياترى هياخد حذره منها ولا هيتلعن زي اللي سابقوه، وده الخطر الحقيقي اللي هيواجهه نضال نفسه

مد يده بالملف الي صديقة وقال لها مطمئنًا"
خد رجع الملف مكانه ، ومتقلقش محدش هيعرف اني وصلت ليه من خلالك متنساش انا ليا كتير يحبوا يخدموني

غمغم صديقه بضيق ورد عليه بآحترام"
وانا من الناس اللي تتشرف بخدمتك يا نوهير باشا ، بس انت عارف حاجه زي دي فيها محاكمة عسكرية وفصل من الخدمة ورغم كده خاطرت وجبت الملف لحضرتك اتمنى تحفظ سري وتقدر تضحيتي
تناول منه الملف وبعدها غادر مكتبه بعد ان شكره نوهير
اما نوهير فأخذ قراره بمواجهة نضال ومعرفة سبب وجود تقرير  يخص سمير وحده في مكتبه لهذا ترك عمله وذهب اليه
______________
دلف نوهير الي الفيلا وسال عن نضال ابلغه الخادم انه برفقة الاولاد في غرفة الالعاب ذهب اليه  وطلب من ان يلحقه علي غرفة المكتب كي يحدثه في امر مهم
كانت ابنته جودي معهم ما ان رات ابيها تهلل وجها فرحًا وجذبته لكي يشاركهم اللعب كم يفعل نضال "
بابا حبيبي تعالي العب معانا زي عمو نضال، ده بيلعب  العب حلوه  زي عمو سمير بس ده احسن كمان

ابتسم نوهير لابنته واحتضنها بذراعه السليمة ورمق نضال بنظرة تهكمية وحذره قائلًا"
معلش يا جودي بابي عنده شغل وانت عارفه اني لسه  اصابتي تعباني ثم عمو نضال بيحب اللعب والمراوغة  جدا علشان كده بارع فيه ولا ايه يا حضرت المفدم

تنهد نضال براحابة صدر وطالع نوهير بغموض قائلًا"
اللعب والمراوغة اساس المهاجم الصريح وانا حاليا في موقف المدافع بس متقلقش يا نوهير باشا قريبا هغير مركزي وهبقي مهاجم بارع واقتنص الاهداف تابعًا،

كان كلامه الغامض ذو  مغزى قوى  يدل علي انه يتحين الوقت ليهاجم لكن علي من   هذا ما حير نوهير وساله"
ياتري هتهاجم العدو ولا هجومك هيكون  كنيران صديقة تقضي علي الحلفاء

ضاقت حدقتاه بشكل خطر وقال له بتحدى مبطن"
اصابة الحلفاء بالنيران الصديقة ده غباء واظن  الغباء مش صفة المقاتل لانه بيواجه الموت الف مره وكل مره بيتنقذ فيها  بيكون اولا لعناية الله ورعايته وثانية لذكائة في التعامل ، ولا انت شايف معنديش الكفاءة لنيل لقب مقاتل مقدام يا باشا

غمغم نوهير بعد رد نضال عليه الذي افحمه وقال متعجلًا"
تمام اثبت ليا حسن اختيارك للمهمة ممكن تجي معايا عايزاك في موضوع حيوي هيترتب عليه حاجات كتير في شكل علاقتي بيك بما يخص عملك، واستمرارك في المهمه من عدمه اتفضل معايا لازم نحط النقط علي الحروف

غادر غرفة الالعاب لكي يلحقه  لكن نضال اوقفه بحزم قائلًا"
اسف يا نوهير باشا انا حاليا في مهمة مقدرش اسيب موقعي اثناء العمل وهي مراقبة الاولاد  انتظرني نص ساعه وقت قيلولته هيكون وقت مناسب للتحاور

ضغط نوهير علي فكه بغضب لثاني مرة يفحمه نضال بالحجه
فخرج وهو يقول بغيظ مكتوم"
تمام يا حضرت المقدم هنتظرك ،اروح  اطمن علي  فدوى  لحد ما الاولاد ينامو وتفضي نتكلم براحتنا

رد عليه نضال ببرود"
الاحسن تنتظري في غرفة المكتب لأن مدام فدوى نامت من شويا، من الافضل  متزعجهاش كفاية الضغط اللي اتغرضت ليه النهاردة بمقابلتها لاخو زوجها ومراته

رمقه نوهير بأستغراب  وساله بريبة"
حصلها ايه فدوى وليه مبلغتنيش عن حضور مؤمن وزبيدة واتصرفت معاهم ازاي وقولت ليها إيه

قطب نضال ما بين حاجبها بضيق واجابة بإيجاز"
ردي عليه كان زي تعليمات الادارة وبالاتفاق المسبق لانه كان متوقع ظهور اهله في محور الاحداث وبالذات إن مدام زبيدة عليها رقابة شديدة ليلجأو الي الانتقام منه في إي وقت
ومدام فدوى بخير بالذات بعد.ما لبيت رجاءها وبلغتهم باختفاءه وليس استشهاده وده ريحها نفسيًا

تنفس نوهير بعمق وهز راسه براحه وتفهم وقال بأهتمام"
تمام تصرفك سليم احسنت عن اذنك هطلع اطمن عليها واشوف عامله إيه دلوقتي

قبل ان يتسلق الدرج وقف امامه نضال بتحدى وقال"
رايح فين يا نوهير باشا، بقولك المدام نايمه وبترتاح إيه هتطلع تصحيها

غامت عين نوهير بغضب ونهرها بحدة"
وانت مالك ده مش شغلك انت كل اللي عليك تامنها واكيد مش مني انا طالع اطمن علي اختي وبنت عمي إيه ممنوع

هز نضال راسه موافقًا علي انه ممنوع ليثور نوهير فاتاه
  رد حاد ولاذع قائلًا بتهكم"
انت قلت بنفسك ابن عمها بعني لا اخوه شقيقها ولا جوزها
دينك يسمح ليك تنكشف عليها في غرفة نومها ،
وانت متعرفش وضعها هيكون إيه، اظن من حقها عليا زي ما بحميها احافظ علي خصوصياتها  يا نوهير باشا

اصابه حديثه في مقتل وافحمه للمرة الثالثه لانه كلامه اتي في الصميم،  بالحجة والبينه مما جعل نوهير يستشعر منه الخطر لشدة انتباها وذهنه الحاضر وثباته الانفعالي وسريعة البديهه التي اظهرها في عدة مواقف، اثناء حديثه معه فقط، ليقر بينه وبين نفسه بالاعجاب به بشخصيته المسيطرة وبنفس الوقت القلق من شدة ثقته بنفسه التي تدعو الي  الغرور  والريبة
قطع نوهير حديثه مع نفسه وكتم غضبه عليه وقال مغيرًا سياق الحديث وهو يستدير قاصدًا المكتب"
تمام يا حضرت المقدم نضال  انتهي من عملك وانا بانتظارك في غرفة المكتب بعد نص ساعة متتاخرش

طالعها نضال حتي دخل غرفة المكتب واغلقها خلف فأبتسم الي نفسه بزهو وقال في سره"
كل النقط اللي بكسبها عليك يا نوهير باشا هتضعف حجتك وهنتصر عليك في عقر دارك وهدفعك الثمن غالي

ثم ضحك بتهكم ورتسمت علي شفاه أبتسامة مكر ودهاء  لانسان يعرف جيدًا طريقة ويحسب كل خطوة سيخطوها
الي إين ستذهب به؟!!!!

يتبع.......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي