الفصل السادس
الفصل السادس
الحياة والعمل مثل لعبة الشطرنج تماماً , يجب أن تنظر فيهم إلى المستقبل دائماً وتتوقع ماذا سيحدث لخطوات عديدة قادمة , وللأسف قليلون من يفعلون ذلك ! هم يفكرون في خطواتهم الحالية ولذلك كثيراً ما ينهزمون.
وصل أدهم و قمر سويا الي مكانهم المفضل علي احدي ضفف نهر النيل بمدينة المنصورة .. هبط ( أدهم ) من سيارته تابعته ( قمر ) بعينيها قبل ان تلحق به ..... وقف يرمي احجار صغيره متتاليه في النيل .. بمجرد ان رأته يفعل ذلك تيقنت ان ثمة الامر اضخم من ان يقصها ادهم الجابر بلسانه .. اردفت خلفه بخطوات متباطئة ثم احتوت ذراعه بحنان : مالك يا قلب قمر فيك أى ؟
نظر في عينيها العسليتين ليبوح عما يحمله قلبه من مراره و ضيق ثم اخد نفسا عميقا : تعبان قوي يا قمر
- من موضوعنا !! مش انت قولت مسيرها هتتعدل مالك بقا تعبت من بداية الطريق ليه ؟!
- دي بتتعقد يا قمر مش بتتعدل .. وبدال ماكان بينا سد بقوا الف .
قطبت حاجبيها باندهاش و استدارت بجسدها امامه
- قصدك اي يا ادهم ؟
حدق النظر في عينيها كمن يتأمل جزيره مستديره مليئه بالزهور في منتصف عينيها تحاصرها شطي جفنيها .. و تضلل عليها بسحب رموشها .
ساد الصمت لدقائق بينهم حتي ارتمي ( ادهم ) بين ذراعيها كالطفل التائه الذي عثر علي حضن امه للتو .. احتوته بين ذراعيها و ربتت علي ظهره لتشعره بالامان و الدفء ..تنهد في حضنها بوجعٍ كإنه يود ان يتحرر من آلامه المُبرحه بقربها ..
همست في اذانه بحنو : أى الى حصل يا أدهم ؟
اغمض عينيه علي جدران قلبها يستمع للحن قلبها حتي هدأ تماما .. ابتعد عنها ثم ابتسم ابتسامه خفيفه : كنت محتاج لحضنك قوي يا قمر .
اشتعلت النيران بداخلها من بروده اللامتناهي : وحياة امك !! يعني انتَ مجرجرني علي ملا وشي عشان تقولي كنت محتاج لحضنك يا قمر !!!!
رفع حاجبه ليكمل ثورة استفزازه : و هو الحب اي غير اني القي كل اللي احتاجه قبل ما اطلبه ..!!
وثبت قائمه بانفعال : انت اتجننت رسمي و انا اللي قولت حصلت مصيبه لكل دا
- هو فعلا حصلت مصيبه بس اول مااترميت في حضنك نسيت اصلا حصل ايه .. و جبل الجليد اللي جوايا انصهر .. انتى ساحرة لي و لا ايه ؟!
عقدت ساعديها امام صدرها و هى تحرك احدي ساقيها بنفاذ صبر :اووف بطل الكلام الى لا بيقدم و لا بيأخر دا و قولي حصل ايه ؟!
وقف امامها قائلا ببرود : اصل كبير عيلة الجابر قرر اني اتجوز حنان بنت عمتى .
- لا والله و حضرتك جايبني هنا عشان تعزمني علي الفرح بقا و لا أى !!
- قمر انا بتكلم بجد ، جدو امر انا واخواتي نتجوزوا بنات عمنا وعمتنا و الفرح الاسبوع الجاي و انا مش عارف اعمل ايه
ابتلعت غصة احزانها و لكنها حافظت علي اتزانها : اه و جاي لقمر تقولك تعمل ايه !! اقولك روح اتجوزها وحل عن دماغى
نظر اليها بعيون ضيقة قائلا بخبث قال : لو حلِت عن دماغك هغيب عن قلبك يا قمر ؟!
هزت كتفيها مصطنعه المشاعر الثلجيه : طول عمري مقتنه بمقوله الغايب ملهوش نايب يا ادهم .. و اللي شمسه تغيب عن عينى مايستهلش ذرة حُب فى قلبي .
اجابها متحديا : الغايب في القلب دايب يا قمر .. و اللي هيغيب له كل الوقت و العقل و نسيم الفؤاد ونور العين وغذا الروح ازاى بقا بتقولى كلامك دا انتى هتخترعي حب علي مزاجك و لا أى ؟!
يضرب قلبها في جدران صدرها بقوة و بدلًا ما تستشعر دقاته تستمع الي ضجيجه تلعثمت الكلمات بداخلها محاوله اخفاء حُزنها : يعني انت عاوز اي دلوقتى ؟!
- جيت اقولك اني هتجوز عشان متسمعيش من الغريب .
- و لما اسمعها منك كدا أنا هسامحك يعنى ؟!
- متنشفيش دماغك و افهمي ، هتعقلي امتى انتى ؟
_ و انا من يوم قلبى حبك بقي في عقل !!
نظر اليها بحب و لهفة عاشق : يبقي تعقلي كدا و تبطلي جنان و تسرع عيلة الفاروق اللي بياكل في دماغك دا
- هي حصلت تغلط فى عيلة الفاروق و انا واقفه و لا اى يا حفيد الجابر !
- ملعون ابو الفاروق على عيلة الجابر اللي مانعني من النومه في حضنك يا قمر .
انسكبت دمعه من عينيها بمراره مردفة : أدهم لو سمحت أنا عاوزه اروح .
مسح دمعتها بابهامه بحنو : أنا عايز أفهم أنتى بتعيطى ليه الوقتى ؟
- و الله ! المفروض افرح يعني ؟!
- طيب اي رايك قولي اه واحنا نهرب من البلد كلها و لا حد يعرفلنا طريق .
- نهار اسوح انت عايزنى اوطى راس عيلتى و اجيب العار لعيلة الفاروق فى البلد و لا اى اتجننت يا ادهم !
- خلي عيلة الفاروق ينفعوكي .. يلا امشى قدامي خليني اوصلك
شرعت بالتحرك امامه و لكنها وقفت فجاة : سليم استني ...
نظر اليها بعيون ضيقه ثم اردف قائلا بمزاح : ايه فكرتي و رجعتي في كلامك بالسرعه دي و قررتى نهرب من القريه و لا اى !!
- ياباي منك .. اسمعني بس ، ( عزيز ) أبن عمي ناوي يخلص عليك يا أدهم و رحمة ابوك و غلاوتى عندك تخلي بالك علي نفسك .
اجابها ببرود : والله . . . يعنى عيلة الفاروق الوقتى بدات تخطط و اول مخططهم هو انهم يخلصوا عليا و يخلصوا منى ! تمام اوى و أنا جاهز
ضربت قبضة يديها علي كتفه بقوه : بس ياغبي ايه الى انت بتقوله دا !!.. ادهم انا مبهزرش عمى و عزيز ناوين يخلصوا منك و يحرقوا قلب جدك عليك .
رفع حاجبه بثقه : و هيحرق قلب بت اخوه عليّ هيبقي موت تلاته مش واحد ، و دا مش عدل قولي لعيلة الفاروق يراجعوا مخططهم من تانى
- يا ادهم افهمني و بطل تستهون بالموضوع كدا .. عزيز ناوي يجيب راسك لعمى مهر عشان يتجوزني ...
قهقهه بقوة و هو يحتضن كفها الصغير بكفه و يسحبها خلفه نحو السياره : اركبي اركبي بلا كلام فارغ طب اي رايك لهجيبهولك راكب علي حصان لالا حصان اى أنا هجيبهولك راكب على حماره و بالمقلوب كمان ، قال يتجوزك قال جاته جنازه مايلاقي حد يمشي فيها اتهبل فى عقله دا ولا اى اركبي اركبي يا قمر و عدى ام اليوم دا على خير .
سلاما على قلوب اشتعلت الغيرة بداخلها ولعب القدر على اخمادها ليرتاح القلب قليلا ....
( علي جثتي الكلام دا يحصل انا عمرى ما اوافق على حاجه زى دى )
قالت ( سعاد ) جملتها الاخيره باصرار و حزم
أما حنان فغمرت الفرحه كيانها تريد ان يكون لها جناحين و تطير في الهواء
( مريم قوليلي تاني الكلام دا كدا .. يعني جدو قال بالظبط كده حنان لأدهم ! )
نهرتها امها بقوة : ماتهمدي يابت .. مستحيل تتجوزوا عيال ( زينب ) لو هتعنسوا جنبي لا يعني لا .
قطبت ( حنان ) حاجبيها بضيق : لييه بقا يا ماما و انا هلقي احسن من أدهم فين دا زين الرجال و بطل كل افلامي و رواياتي
عقدت سعاد حاجبيها و هي تضرب بكفها علي الكف الاخر :وتقدري تقوليلي سي أدهم بتاعك دا بيشتغل ايه منا مربتكيش و دخلتك كليه العلوم عشان تتجوزي فلاح يا حنان .
جلست حنان بجوارها : و ماله ادهم يا ماما يعني جاهل ما هو واخد كليه و كمان دراع جدي اليمين و كفايه ان بنت عيله الفاروق هتموت عليه و بتحفى كدا عشان تطوله و برضوا مش عارفه تطوله ، انا مش فاهمه اي اللي مش عاجبك في أدهم .
- انه أبن زينب يا حنان وكمان قمر بنت الفاروق دي بايره مش لقيه حد يتجوزها فراميه بلاها علي أدهم .
رفعت مريم عينيها عن شاشة هاتفها : زي ما قمر بتحب أدهم ، أدهم كمان بيحبها و بيعشقها
حنان بحنق : والنبي مالكيش دعوة انتِ .. انا هنسي أدهم العالم كله بس نتجوزوا
سعاد بحده : و انا قولت لاا .. بناتي مش هجوزهم
حنان اوشكت علي البكاء : هتكسري كلمة جدي يعني !!
اما صفاء فكانت واقفه امامه النافدة تستمع لحديثهم و لكن ذهنها في عالم اخر ايعقل بعد مرور سنوات اكثر من 10 سنوات تتمني فيهما سعد حبيبها الاول و الاخير و برغم زواجها و طلاقها .. و زواجه و موت زوجته .. ايكون لعب القدر اخيرا لعبة لصالحها
قطعتهم ( مريم ) بكلماتها التي نهت جدالهم : دا قرار جدو النهائي و مافهوش رجوع مهما حصل .
قفزت حنان من مكانها مهلله : يسلم فُمك مريوووم
. . . . . . . .
بداخل بيت الفاروق بعدما قرر العم أن يأخذ بثأر العائله وأن زواج عزيز على قمر بعدما ياتى عزيز بدم أدهم كمهر لقمر صعقهم بقراره أيضا بتزواج كيان لماهر وهذا ما أحدث الضجه والقيل والقال بداخل بيت الفاروق فكيان لا تطيق ماهر بل تمقته وتبغضه زلزل ذلك الخبر أركان البيت فالجميع عرف بقرار العم عداها هى العروس ( كياان )
يجوب ( ماهر ) غرفته ذهابا و ايابا بقلق و توتر
- ماتقعد ياخي خيالتني مالك يا ماهر عامل زى النحله كدا ليه
نطق محمود بكلماته بنفاذ صبر
فجلس ماهر بجواره : قلقان يا محمود من كيان و رد فعلها عمري ما كنت اتخيل اني اتجوزها بالطريقة دي ، دانا لسه كنت بجهز نفسي و دخلاتى عشان اوقعها في شباكى
محمود بتلقائيه : ياعالم يمكن مكنش قدامك طريقة تتجوزها بيها غير دي
- طب تفتكر هي ممكن تعمل ايه ؟!
رفع محمود حاجبه مستنكرا مين!! .. كيان بنت عمك ؟!
زفر ماهر بضيق : متركز معايا كده و سيبك من الزفت اللي في ايديك دا ، ايوه هي ، و في غيرها يعني ؟
قفل محمود هاتفه و وجهه حديثه اليه : والله علي حد علمي انها ممكن تجيب قنبله و لا اختراع من اختراعاتها و تفجرنا كلنا و تبقي ريحت عيلة الجابر مننا و وفرت عليهم كتير .
- اوووف للدرجه دي !!
قال ماهر جملته الاخيره بيأس .
- دانا بقولك اقل اوبشن ،و سايبلك عنصر الساسبنس تشوفه بنفسك ، اتقل بس ، هتتفاجئ و كلنا هنتفاجئ .
- طيب متقولي علي حل ؟
فكر محمود قليلا : انسب حل انك تختفي من البيت لانها مش هتقدر تقف قدام عمك فمش هيكون قدامها غيرك تتفش فيه .
حك ( ماهر ) ذقنه بتوتر و قلق
- انا هتجوز جون سينا و لا اييه ، و بعدين ياعم انت بدل ماتطمني بتخوفني .
- مش احسن ماتتفاجئ ، لازم اديك خلفيه عن عيوب و مميزات المنتج ، و بعدين كيان دي عشره خمس سنين كليه .. دانا حافظها صم دى كانت سبب في تعقيد دفعه كامله .
- بس انت من الصبح بتقول عيوب ماسمعتش مميزات و لا حاجه !!
فكر محمود قليلا
- مممممم مالاقيش فيها ميزه يخربيتها ..
رد عليه باستسلام
- يعني انا خلاص لبست ؟؟! صلاة النبي احسن .
وصلت ( كيان ) منزل عائله الفاروق بعد يوم طويل و ملل في الجامعه صعدت الي غرفتها بهدوء ثم ارتمت بجسدها في منتصف مخدعها و هي تنزع نظارتها الكبيره التي تأكل نصف وجنتيها ..
دخلت اختها شجن عليها الغرفة فوجئت بها مغمضه عينيها و تلتقط انفاسها باسترخاء سألتها اختها بصوت منخفض : هو انتي لحقتي تنامي ؟!
لم يتحرك ساكن بها فاردفت قائله : شچن عاوزه انام اقفلي الباب و اطلعى .
ترددت شچن قليلا ثم استجمعت شتات قوتها : كيان عندي ليكي خبر حلو .
- مش عاوزه اسمع حاجه يا شچن الله يخليكي .
فركت ( شجن ) كفيها بحيره : مانا لازم اقولك لاني لو مقولتلكيش هتبقي المصيبة اتنين .
اعتدلت كيان في جلستها و ارتدت نظارتها الطبيه .. ركلت شچن الباب سريعا و ركضت نحوها متلهفة لتجلس امامها : شوفتي مش عمك امر ان عزيز و قمر يتجوزوا بعد ما عزيز يجيب دم أدهم الجابر
التوت شفتها بلا مبالاة : و اي اللي يفرح في كده !
ابتلعت شچن ريقها : ان هيبقى فى فرح قريب
ابتسمت كيان بسخريه
- دى مصيبه ...
نظرت لها شجن بتساؤل
- مصيبة ليه بس ؟
- جواز !! و هو في مصيبة اكبر من كده !!
اومأت راسها ايجاباً
- آه فيه .. أنتى و ماهر الجمعه الجايه .
بلا مبالاة
- و الله !!! ابقوا اعزموني علي الفرح بقي متنسوش يلا قومي عاوزه انام مافيش دماغ لزنك .
- يا كيان بتكلم بجد .. عمك امر بكدا و القرار مافهووش رجعه .
رفعت كيان حاجبيها و قطمت شفتيها بتوعد
- بقي كده !! دا الموضوع بجد بقي يعنى عمك هو اللي قرر ؟!
هزت شجن راسها بالموافقة منتظرة ردة فعلها
وثبت كيان قائمة مندفعه نحو الباب بخطوات متعجلة ركضت اختها خلفها بسرعة : خدي يامجنونه انتي رايحه فين
تراقصت ساقين كيان بعصبيه و زمجرت رياح غضبها و ثوران نفسها
- هروح اكلم عمي و اوقف المهزله دي قبل ماتحصل .
تشبثت اختها في معصمها : استني بس اقفي هنا .. عمك مش هنا .
رفعت حاجبها مستنكرة : والله !! تمام بس سي ماهر اكيد هنا .
اتسعت حدقة عيني اختها : انتِ ناوية علي ايييه !! وماله ماهر بس
دفعتها كيان من امامها و دلفت الي غرفتها اخذت شيء ما و توجهت صوب غرفة ماهر و هي بداخلها براكين الشر التي اوشكت علي الانفجار متوعدة له محدثه نفسها بكلمات لم تفهم مغزاها و لكن مابدي عليها من انفعال ان نيرانها ستحرق مدينة باكملها
وصلت ( كيان ) الي غرفة ( ماهر ) التي دفعت بابها بقوة فوجئا كلٌ من ماهر و محمود لنظراتها التي ينبعث منها الدخان ، عقدت ساعديها متوعدة قائه : محمود ممكن تسيبنا لوحدنا شويه
رمقه ماهر بنظرة حائرة استسلم محمود لاوامرها علي الفور قائلا : طيب يا ماهر هسيبكم انا تتكلموا سوا ، عرسان بقي و انا مش من حقي ادخل
عض ( ماهر ) شفتيه بغُل من تصرف اخيه المتداني ، خرج محمو ثم ركلت كيان الباب بقدمها بقوة و هي تقترب منه بخطوات متباطئة : انا سمعت خير اللهم اجعله خير كده ، ان هيكون عندنا فرح الأسبوع الجاى
رفع ماهر حاجبه و هو يرتسم ابتسامه خافته :اه شوفتي ، ماشاء الله مصادرك قويه جدا .
- كله ممكن اعديه ، لكن كوني انا عروسة دا مستحيل اعديه تتصرف و تنهى المهزلة دي فاهمنى
قالت كيان جملتها و هي تجز علي اسنانها بحزم
ادرك سريعا زمام الامر فقرر استخدام سلاح البرود في قلب نيران ثورتها العاتية قائلا باستفزاز : ليه بس كيان ماانتي قمر ١٤ و احلي عروسة كمان .
زمت شفتيه و نظرت اليه بعيون ضيقة : ممممم افهم من كده ان الموضوع جاي علي هواك ! ااه منا كنت ملاحظه تصرفاتك معايا قبل كده بس كنت برمى ورا ضهري دا طلع بجد بقي ؟!
ضحك بصوت عالي : الا جاي علي هواي .. دا جاي في الجون و انا هلقي زيك فين عروسة ادب و اخلاق و جمال و عيلة و غير دا كله بت عمي
- طالما جبت من الاخر بقي تعجبني هوريك الاخر بتاعي شايف اي دا !؟
اتسعت حدقة عيني ماهر بدهشه ليري امامه حقنه بداخلها محلول ابيض اكملت كيان كلماتها : دي حقنة ، اه حقنه بس مش اي حقنه عبارة عن حبة كوكايين مع هروين مع شويه حبوب مخدرة مطحونين مممم شوية ادويه ملاهش لازمه حطتيهم مع شويه ميه لحد مابقى المحلول اللي انت شايفه دا جوا السرنجه كنت جايباه اكمل عليه بحثي بس شكلي كده هستخدمه عملي مابالك بقي لو ضربتها في وريد سيادتك هيحصل ايه ؟
مازال يستمع لكلماتها بحيرة و دهشة بالرغم من قضاءه اغلب ايامه في القاهره لم يتعرف علي طباعها بارض الواقع ما يصل اليه عنها قصص عابره وجد في حديثها لذة خارقة اكملت كيان عملها الاجرامي الذي تكنه : انا هقولك هتعمل اييه هتدخل بقلب جامده كده علي جهازك العصبي تدمره ايييوه تدمره و بعدها بكام دقيقة كده تتكل تديك تذكرة لفوق فوق اوي هااا لسه بردو موافق علي حوار الجواز دا ؟! يابنى فكر العمر مش بعزقه
عقد ساعديه و ارتسم ابتسامه ساحره علي شفتيه قائلا بخبث : تؤؤ مش موافق .
تنهدت بارتياح : طيب كويس طلعت عاقل و انسحبت من اول جولة اصل انا مش اشكال هتأمن لها و تعيش معاها فى بيت واحد
دنا منها للحد غير المباح مخترقا قانون المسافات هامسا في اذانها الا انها شعرت بحرارة انفاسه تلامس عنقها : هو انا الاول مكنش عندي اعتراض علي الجوازه بس حاليا بقيت مصمم جدا جدا جدا .. و شكلنا هنلعب لعب حلو لعب مكيفنى و جاي علي هوايا
ابتعدت عنه بعيون ضيقة تَكن خلفهم ملحمة ماكرة : الواضح اننا فعلا ولاد عم و منعرفش حاجه عن بعض بس عجباني شجاعتك دي كلها و انك بتتحدي بنت الفاروق لا بجد لافته حلوة منك .
وقف بثبات امامها اشبه بالغرور مشيرا اليها بسبابته : هذا الشبل من ذاك الاسد .
رفعت حاجبها متعجبة و في نفس التو ساخرة : هنشوف اذا كان اسد و لا هيتحول لقطه يابن الفاروق ، كانت تلك اخر كلماتها التي كانت اشبه بقذيفة ناريه القتها من بين شفتيها و هي تعد في جيوشها و اسلحة انظارها بنشوب الحرب التي ستُقام بين ادم وحواء تركته و غادرت و هي بداخلها الف سؤال وجدتهم جميعا امام غرفة ماهر ينتظرون نتيجة ثورانها و ضجيجها التي التهب كيانها و كان علي وشك التهام اهل البيت جميعا نظرت اليهم بدهشة : انتوا واقفين كده ليه ؟!
اختلس محمود نظرة الي داخل الغرفة باحثا عن اخيه : هو ماهر لسه عايش ؟!
استدارت برأسها للخلف ساخره علي مصدر صوته
- هي دي كيان اللي رعبتوني منها !! ماهي طلعت حلوة اهي و بتنخ من غمزه .
كتموا اصوات ضحكهم بسخريه فقالت شچن : يعني خلاص الفرح فى معاده ؟!
رمقت ماهر بنظرة ماكرة قبل ان تغادر قائله : هو المسئول عن نتيجة اختياره انا حذرته .
تركت الجميع في بحور اندهاشهم و ذهبت نحو غرفتها فركلت الباب بقدميها متأففه و هي تحدث نفسها بالمرآه ( هو اكيد مجنون عشان يتحداني انا و يفكر يكلمني بالطريقه دي هو مايعرفش انا مين و لا ايه طبعا و هو هيعرف منين ما البيه عايش حياته كلها فالقاهرة طيب ياسي ماهر اما عرفتك مين هي كيان الفاروق لتقول حقي برقبتي .
وصل ( عزيز ) المستشفي عند ( قمر ) باحثا عنها بعيون ناريه .. يسأل عليها جميع الدكاتره و الممرضات من يخبره بإنها فالاستقبال و اخر يخبرها بانها في غرفة العمليات و كثير من الاجوبة التي لم تدله علي طريقها ..
بالجهه الأخرى وصل أدهم قمر امام الباب الخلفي للمستشفي قالت له بتوسل : أدهم وغلاوتى عندك متجيش تاني و لا تقابلني .
- بلاش تحلفنيني بغلاوتك يا قمر المفروض انك عارفه غلاوتك عندى قد اى فأزاى عاوزه تمنعيني من أنى اشوفك .
- فترة مؤقتة يا قلب قمر مش احسن ما اتحرم منك العمر كله .
قبلها في راحه كفها بحب : ان شاء الله العمر كله واحنا سوا ..
ابتسمت بحب ثم دلفت من سيارته و ركضت نحو الباب و هي تدندن بفرحه وصلت لغرفة مكتبها و فتحت الباب و مازالت غائبة عن الوعي فوجئت ( بعزيز ) امامها شهقت بصوت عالي واضعه كفها فوق قلبها بتلقائيه : انت اي اللي جابك هنا ؟.
قام و وقف امامها بثبات : والله انا اللي المفروض اسال جايه منين و وشك عيغني اكده !!
دلفت الي الداخل و امسكت بثوبها الابيض لترتدي : انا عندي شغل و مش فاضيه للهبل بتاعك دا .. وسع كدا .
قبض قبضته الحديديه علي معصمها و دار جسدها نحوه مهددا : بت انتِ اتعدلي .
دفعته بقوة : بت !!! شكلك نسيت نفسك يا عزيز و نسيت بتتكلم مع مين احترم نفسك معاي عشان محطكش في دماغي و تبقي انت اللي جبته ل نفسك .
دنا منها بنظرات مقززه ففهمت مغزاهم : وانا عاوزك تحطيني في قلبك مش في دماغك يا قمر .
ابتسمت ساخرة : هو انت معرفتش!! مش الحب مابيطلبش .
اجابها بحده و قوة : بس بيحتل و انا محتل مابرحمش و اوعدك في ساحة حربي هكون انا المحارب و القتيل محارب لعنادك و قتيل في بحر حبك يا قمر .
- وقلب قمر محصن ياابن الفاروق و مفتاحه مع شخص واحد و بس .
ابتسم ماكرا و هو يفتح الباب : مانا هروح اجيب المفتاح و رقبة صاحب المفتاح تحت رجليكي يابت الفاروق .
ثم رد الباب خلفه بقوة زلزلت بدنها . . . .
مرحبا بك فى ساحة الحب وهنا نبدا بقول معركة الحب أما قاتل أو مقتول . . .
الحياة والعمل مثل لعبة الشطرنج تماماً , يجب أن تنظر فيهم إلى المستقبل دائماً وتتوقع ماذا سيحدث لخطوات عديدة قادمة , وللأسف قليلون من يفعلون ذلك ! هم يفكرون في خطواتهم الحالية ولذلك كثيراً ما ينهزمون.
وصل أدهم و قمر سويا الي مكانهم المفضل علي احدي ضفف نهر النيل بمدينة المنصورة .. هبط ( أدهم ) من سيارته تابعته ( قمر ) بعينيها قبل ان تلحق به ..... وقف يرمي احجار صغيره متتاليه في النيل .. بمجرد ان رأته يفعل ذلك تيقنت ان ثمة الامر اضخم من ان يقصها ادهم الجابر بلسانه .. اردفت خلفه بخطوات متباطئة ثم احتوت ذراعه بحنان : مالك يا قلب قمر فيك أى ؟
نظر في عينيها العسليتين ليبوح عما يحمله قلبه من مراره و ضيق ثم اخد نفسا عميقا : تعبان قوي يا قمر
- من موضوعنا !! مش انت قولت مسيرها هتتعدل مالك بقا تعبت من بداية الطريق ليه ؟!
- دي بتتعقد يا قمر مش بتتعدل .. وبدال ماكان بينا سد بقوا الف .
قطبت حاجبيها باندهاش و استدارت بجسدها امامه
- قصدك اي يا ادهم ؟
حدق النظر في عينيها كمن يتأمل جزيره مستديره مليئه بالزهور في منتصف عينيها تحاصرها شطي جفنيها .. و تضلل عليها بسحب رموشها .
ساد الصمت لدقائق بينهم حتي ارتمي ( ادهم ) بين ذراعيها كالطفل التائه الذي عثر علي حضن امه للتو .. احتوته بين ذراعيها و ربتت علي ظهره لتشعره بالامان و الدفء ..تنهد في حضنها بوجعٍ كإنه يود ان يتحرر من آلامه المُبرحه بقربها ..
همست في اذانه بحنو : أى الى حصل يا أدهم ؟
اغمض عينيه علي جدران قلبها يستمع للحن قلبها حتي هدأ تماما .. ابتعد عنها ثم ابتسم ابتسامه خفيفه : كنت محتاج لحضنك قوي يا قمر .
اشتعلت النيران بداخلها من بروده اللامتناهي : وحياة امك !! يعني انتَ مجرجرني علي ملا وشي عشان تقولي كنت محتاج لحضنك يا قمر !!!!
رفع حاجبه ليكمل ثورة استفزازه : و هو الحب اي غير اني القي كل اللي احتاجه قبل ما اطلبه ..!!
وثبت قائمه بانفعال : انت اتجننت رسمي و انا اللي قولت حصلت مصيبه لكل دا
- هو فعلا حصلت مصيبه بس اول مااترميت في حضنك نسيت اصلا حصل ايه .. و جبل الجليد اللي جوايا انصهر .. انتى ساحرة لي و لا ايه ؟!
عقدت ساعديها امام صدرها و هى تحرك احدي ساقيها بنفاذ صبر :اووف بطل الكلام الى لا بيقدم و لا بيأخر دا و قولي حصل ايه ؟!
وقف امامها قائلا ببرود : اصل كبير عيلة الجابر قرر اني اتجوز حنان بنت عمتى .
- لا والله و حضرتك جايبني هنا عشان تعزمني علي الفرح بقا و لا أى !!
- قمر انا بتكلم بجد ، جدو امر انا واخواتي نتجوزوا بنات عمنا وعمتنا و الفرح الاسبوع الجاي و انا مش عارف اعمل ايه
ابتلعت غصة احزانها و لكنها حافظت علي اتزانها : اه و جاي لقمر تقولك تعمل ايه !! اقولك روح اتجوزها وحل عن دماغى
نظر اليها بعيون ضيقة قائلا بخبث قال : لو حلِت عن دماغك هغيب عن قلبك يا قمر ؟!
هزت كتفيها مصطنعه المشاعر الثلجيه : طول عمري مقتنه بمقوله الغايب ملهوش نايب يا ادهم .. و اللي شمسه تغيب عن عينى مايستهلش ذرة حُب فى قلبي .
اجابها متحديا : الغايب في القلب دايب يا قمر .. و اللي هيغيب له كل الوقت و العقل و نسيم الفؤاد ونور العين وغذا الروح ازاى بقا بتقولى كلامك دا انتى هتخترعي حب علي مزاجك و لا أى ؟!
يضرب قلبها في جدران صدرها بقوة و بدلًا ما تستشعر دقاته تستمع الي ضجيجه تلعثمت الكلمات بداخلها محاوله اخفاء حُزنها : يعني انت عاوز اي دلوقتى ؟!
- جيت اقولك اني هتجوز عشان متسمعيش من الغريب .
- و لما اسمعها منك كدا أنا هسامحك يعنى ؟!
- متنشفيش دماغك و افهمي ، هتعقلي امتى انتى ؟
_ و انا من يوم قلبى حبك بقي في عقل !!
نظر اليها بحب و لهفة عاشق : يبقي تعقلي كدا و تبطلي جنان و تسرع عيلة الفاروق اللي بياكل في دماغك دا
- هي حصلت تغلط فى عيلة الفاروق و انا واقفه و لا اى يا حفيد الجابر !
- ملعون ابو الفاروق على عيلة الجابر اللي مانعني من النومه في حضنك يا قمر .
انسكبت دمعه من عينيها بمراره مردفة : أدهم لو سمحت أنا عاوزه اروح .
مسح دمعتها بابهامه بحنو : أنا عايز أفهم أنتى بتعيطى ليه الوقتى ؟
- و الله ! المفروض افرح يعني ؟!
- طيب اي رايك قولي اه واحنا نهرب من البلد كلها و لا حد يعرفلنا طريق .
- نهار اسوح انت عايزنى اوطى راس عيلتى و اجيب العار لعيلة الفاروق فى البلد و لا اى اتجننت يا ادهم !
- خلي عيلة الفاروق ينفعوكي .. يلا امشى قدامي خليني اوصلك
شرعت بالتحرك امامه و لكنها وقفت فجاة : سليم استني ...
نظر اليها بعيون ضيقه ثم اردف قائلا بمزاح : ايه فكرتي و رجعتي في كلامك بالسرعه دي و قررتى نهرب من القريه و لا اى !!
- ياباي منك .. اسمعني بس ، ( عزيز ) أبن عمي ناوي يخلص عليك يا أدهم و رحمة ابوك و غلاوتى عندك تخلي بالك علي نفسك .
اجابها ببرود : والله . . . يعنى عيلة الفاروق الوقتى بدات تخطط و اول مخططهم هو انهم يخلصوا عليا و يخلصوا منى ! تمام اوى و أنا جاهز
ضربت قبضة يديها علي كتفه بقوه : بس ياغبي ايه الى انت بتقوله دا !!.. ادهم انا مبهزرش عمى و عزيز ناوين يخلصوا منك و يحرقوا قلب جدك عليك .
رفع حاجبه بثقه : و هيحرق قلب بت اخوه عليّ هيبقي موت تلاته مش واحد ، و دا مش عدل قولي لعيلة الفاروق يراجعوا مخططهم من تانى
- يا ادهم افهمني و بطل تستهون بالموضوع كدا .. عزيز ناوي يجيب راسك لعمى مهر عشان يتجوزني ...
قهقهه بقوة و هو يحتضن كفها الصغير بكفه و يسحبها خلفه نحو السياره : اركبي اركبي بلا كلام فارغ طب اي رايك لهجيبهولك راكب علي حصان لالا حصان اى أنا هجيبهولك راكب على حماره و بالمقلوب كمان ، قال يتجوزك قال جاته جنازه مايلاقي حد يمشي فيها اتهبل فى عقله دا ولا اى اركبي اركبي يا قمر و عدى ام اليوم دا على خير .
سلاما على قلوب اشتعلت الغيرة بداخلها ولعب القدر على اخمادها ليرتاح القلب قليلا ....
( علي جثتي الكلام دا يحصل انا عمرى ما اوافق على حاجه زى دى )
قالت ( سعاد ) جملتها الاخيره باصرار و حزم
أما حنان فغمرت الفرحه كيانها تريد ان يكون لها جناحين و تطير في الهواء
( مريم قوليلي تاني الكلام دا كدا .. يعني جدو قال بالظبط كده حنان لأدهم ! )
نهرتها امها بقوة : ماتهمدي يابت .. مستحيل تتجوزوا عيال ( زينب ) لو هتعنسوا جنبي لا يعني لا .
قطبت ( حنان ) حاجبيها بضيق : لييه بقا يا ماما و انا هلقي احسن من أدهم فين دا زين الرجال و بطل كل افلامي و رواياتي
عقدت سعاد حاجبيها و هي تضرب بكفها علي الكف الاخر :وتقدري تقوليلي سي أدهم بتاعك دا بيشتغل ايه منا مربتكيش و دخلتك كليه العلوم عشان تتجوزي فلاح يا حنان .
جلست حنان بجوارها : و ماله ادهم يا ماما يعني جاهل ما هو واخد كليه و كمان دراع جدي اليمين و كفايه ان بنت عيله الفاروق هتموت عليه و بتحفى كدا عشان تطوله و برضوا مش عارفه تطوله ، انا مش فاهمه اي اللي مش عاجبك في أدهم .
- انه أبن زينب يا حنان وكمان قمر بنت الفاروق دي بايره مش لقيه حد يتجوزها فراميه بلاها علي أدهم .
رفعت مريم عينيها عن شاشة هاتفها : زي ما قمر بتحب أدهم ، أدهم كمان بيحبها و بيعشقها
حنان بحنق : والنبي مالكيش دعوة انتِ .. انا هنسي أدهم العالم كله بس نتجوزوا
سعاد بحده : و انا قولت لاا .. بناتي مش هجوزهم
حنان اوشكت علي البكاء : هتكسري كلمة جدي يعني !!
اما صفاء فكانت واقفه امامه النافدة تستمع لحديثهم و لكن ذهنها في عالم اخر ايعقل بعد مرور سنوات اكثر من 10 سنوات تتمني فيهما سعد حبيبها الاول و الاخير و برغم زواجها و طلاقها .. و زواجه و موت زوجته .. ايكون لعب القدر اخيرا لعبة لصالحها
قطعتهم ( مريم ) بكلماتها التي نهت جدالهم : دا قرار جدو النهائي و مافهوش رجوع مهما حصل .
قفزت حنان من مكانها مهلله : يسلم فُمك مريوووم
. . . . . . . .
بداخل بيت الفاروق بعدما قرر العم أن يأخذ بثأر العائله وأن زواج عزيز على قمر بعدما ياتى عزيز بدم أدهم كمهر لقمر صعقهم بقراره أيضا بتزواج كيان لماهر وهذا ما أحدث الضجه والقيل والقال بداخل بيت الفاروق فكيان لا تطيق ماهر بل تمقته وتبغضه زلزل ذلك الخبر أركان البيت فالجميع عرف بقرار العم عداها هى العروس ( كياان )
يجوب ( ماهر ) غرفته ذهابا و ايابا بقلق و توتر
- ماتقعد ياخي خيالتني مالك يا ماهر عامل زى النحله كدا ليه
نطق محمود بكلماته بنفاذ صبر
فجلس ماهر بجواره : قلقان يا محمود من كيان و رد فعلها عمري ما كنت اتخيل اني اتجوزها بالطريقة دي ، دانا لسه كنت بجهز نفسي و دخلاتى عشان اوقعها في شباكى
محمود بتلقائيه : ياعالم يمكن مكنش قدامك طريقة تتجوزها بيها غير دي
- طب تفتكر هي ممكن تعمل ايه ؟!
رفع محمود حاجبه مستنكرا مين!! .. كيان بنت عمك ؟!
زفر ماهر بضيق : متركز معايا كده و سيبك من الزفت اللي في ايديك دا ، ايوه هي ، و في غيرها يعني ؟
قفل محمود هاتفه و وجهه حديثه اليه : والله علي حد علمي انها ممكن تجيب قنبله و لا اختراع من اختراعاتها و تفجرنا كلنا و تبقي ريحت عيلة الجابر مننا و وفرت عليهم كتير .
- اوووف للدرجه دي !!
قال ماهر جملته الاخيره بيأس .
- دانا بقولك اقل اوبشن ،و سايبلك عنصر الساسبنس تشوفه بنفسك ، اتقل بس ، هتتفاجئ و كلنا هنتفاجئ .
- طيب متقولي علي حل ؟
فكر محمود قليلا : انسب حل انك تختفي من البيت لانها مش هتقدر تقف قدام عمك فمش هيكون قدامها غيرك تتفش فيه .
حك ( ماهر ) ذقنه بتوتر و قلق
- انا هتجوز جون سينا و لا اييه ، و بعدين ياعم انت بدل ماتطمني بتخوفني .
- مش احسن ماتتفاجئ ، لازم اديك خلفيه عن عيوب و مميزات المنتج ، و بعدين كيان دي عشره خمس سنين كليه .. دانا حافظها صم دى كانت سبب في تعقيد دفعه كامله .
- بس انت من الصبح بتقول عيوب ماسمعتش مميزات و لا حاجه !!
فكر محمود قليلا
- مممممم مالاقيش فيها ميزه يخربيتها ..
رد عليه باستسلام
- يعني انا خلاص لبست ؟؟! صلاة النبي احسن .
وصلت ( كيان ) منزل عائله الفاروق بعد يوم طويل و ملل في الجامعه صعدت الي غرفتها بهدوء ثم ارتمت بجسدها في منتصف مخدعها و هي تنزع نظارتها الكبيره التي تأكل نصف وجنتيها ..
دخلت اختها شجن عليها الغرفة فوجئت بها مغمضه عينيها و تلتقط انفاسها باسترخاء سألتها اختها بصوت منخفض : هو انتي لحقتي تنامي ؟!
لم يتحرك ساكن بها فاردفت قائله : شچن عاوزه انام اقفلي الباب و اطلعى .
ترددت شچن قليلا ثم استجمعت شتات قوتها : كيان عندي ليكي خبر حلو .
- مش عاوزه اسمع حاجه يا شچن الله يخليكي .
فركت ( شجن ) كفيها بحيره : مانا لازم اقولك لاني لو مقولتلكيش هتبقي المصيبة اتنين .
اعتدلت كيان في جلستها و ارتدت نظارتها الطبيه .. ركلت شچن الباب سريعا و ركضت نحوها متلهفة لتجلس امامها : شوفتي مش عمك امر ان عزيز و قمر يتجوزوا بعد ما عزيز يجيب دم أدهم الجابر
التوت شفتها بلا مبالاة : و اي اللي يفرح في كده !
ابتلعت شچن ريقها : ان هيبقى فى فرح قريب
ابتسمت كيان بسخريه
- دى مصيبه ...
نظرت لها شجن بتساؤل
- مصيبة ليه بس ؟
- جواز !! و هو في مصيبة اكبر من كده !!
اومأت راسها ايجاباً
- آه فيه .. أنتى و ماهر الجمعه الجايه .
بلا مبالاة
- و الله !!! ابقوا اعزموني علي الفرح بقي متنسوش يلا قومي عاوزه انام مافيش دماغ لزنك .
- يا كيان بتكلم بجد .. عمك امر بكدا و القرار مافهووش رجعه .
رفعت كيان حاجبيها و قطمت شفتيها بتوعد
- بقي كده !! دا الموضوع بجد بقي يعنى عمك هو اللي قرر ؟!
هزت شجن راسها بالموافقة منتظرة ردة فعلها
وثبت كيان قائمة مندفعه نحو الباب بخطوات متعجلة ركضت اختها خلفها بسرعة : خدي يامجنونه انتي رايحه فين
تراقصت ساقين كيان بعصبيه و زمجرت رياح غضبها و ثوران نفسها
- هروح اكلم عمي و اوقف المهزله دي قبل ماتحصل .
تشبثت اختها في معصمها : استني بس اقفي هنا .. عمك مش هنا .
رفعت حاجبها مستنكرة : والله !! تمام بس سي ماهر اكيد هنا .
اتسعت حدقة عيني اختها : انتِ ناوية علي ايييه !! وماله ماهر بس
دفعتها كيان من امامها و دلفت الي غرفتها اخذت شيء ما و توجهت صوب غرفة ماهر و هي بداخلها براكين الشر التي اوشكت علي الانفجار متوعدة له محدثه نفسها بكلمات لم تفهم مغزاها و لكن مابدي عليها من انفعال ان نيرانها ستحرق مدينة باكملها
وصلت ( كيان ) الي غرفة ( ماهر ) التي دفعت بابها بقوة فوجئا كلٌ من ماهر و محمود لنظراتها التي ينبعث منها الدخان ، عقدت ساعديها متوعدة قائه : محمود ممكن تسيبنا لوحدنا شويه
رمقه ماهر بنظرة حائرة استسلم محمود لاوامرها علي الفور قائلا : طيب يا ماهر هسيبكم انا تتكلموا سوا ، عرسان بقي و انا مش من حقي ادخل
عض ( ماهر ) شفتيه بغُل من تصرف اخيه المتداني ، خرج محمو ثم ركلت كيان الباب بقدمها بقوة و هي تقترب منه بخطوات متباطئة : انا سمعت خير اللهم اجعله خير كده ، ان هيكون عندنا فرح الأسبوع الجاى
رفع ماهر حاجبه و هو يرتسم ابتسامه خافته :اه شوفتي ، ماشاء الله مصادرك قويه جدا .
- كله ممكن اعديه ، لكن كوني انا عروسة دا مستحيل اعديه تتصرف و تنهى المهزلة دي فاهمنى
قالت كيان جملتها و هي تجز علي اسنانها بحزم
ادرك سريعا زمام الامر فقرر استخدام سلاح البرود في قلب نيران ثورتها العاتية قائلا باستفزاز : ليه بس كيان ماانتي قمر ١٤ و احلي عروسة كمان .
زمت شفتيه و نظرت اليه بعيون ضيقة : ممممم افهم من كده ان الموضوع جاي علي هواك ! ااه منا كنت ملاحظه تصرفاتك معايا قبل كده بس كنت برمى ورا ضهري دا طلع بجد بقي ؟!
ضحك بصوت عالي : الا جاي علي هواي .. دا جاي في الجون و انا هلقي زيك فين عروسة ادب و اخلاق و جمال و عيلة و غير دا كله بت عمي
- طالما جبت من الاخر بقي تعجبني هوريك الاخر بتاعي شايف اي دا !؟
اتسعت حدقة عيني ماهر بدهشه ليري امامه حقنه بداخلها محلول ابيض اكملت كيان كلماتها : دي حقنة ، اه حقنه بس مش اي حقنه عبارة عن حبة كوكايين مع هروين مع شويه حبوب مخدرة مطحونين مممم شوية ادويه ملاهش لازمه حطتيهم مع شويه ميه لحد مابقى المحلول اللي انت شايفه دا جوا السرنجه كنت جايباه اكمل عليه بحثي بس شكلي كده هستخدمه عملي مابالك بقي لو ضربتها في وريد سيادتك هيحصل ايه ؟
مازال يستمع لكلماتها بحيرة و دهشة بالرغم من قضاءه اغلب ايامه في القاهره لم يتعرف علي طباعها بارض الواقع ما يصل اليه عنها قصص عابره وجد في حديثها لذة خارقة اكملت كيان عملها الاجرامي الذي تكنه : انا هقولك هتعمل اييه هتدخل بقلب جامده كده علي جهازك العصبي تدمره ايييوه تدمره و بعدها بكام دقيقة كده تتكل تديك تذكرة لفوق فوق اوي هااا لسه بردو موافق علي حوار الجواز دا ؟! يابنى فكر العمر مش بعزقه
عقد ساعديه و ارتسم ابتسامه ساحره علي شفتيه قائلا بخبث : تؤؤ مش موافق .
تنهدت بارتياح : طيب كويس طلعت عاقل و انسحبت من اول جولة اصل انا مش اشكال هتأمن لها و تعيش معاها فى بيت واحد
دنا منها للحد غير المباح مخترقا قانون المسافات هامسا في اذانها الا انها شعرت بحرارة انفاسه تلامس عنقها : هو انا الاول مكنش عندي اعتراض علي الجوازه بس حاليا بقيت مصمم جدا جدا جدا .. و شكلنا هنلعب لعب حلو لعب مكيفنى و جاي علي هوايا
ابتعدت عنه بعيون ضيقة تَكن خلفهم ملحمة ماكرة : الواضح اننا فعلا ولاد عم و منعرفش حاجه عن بعض بس عجباني شجاعتك دي كلها و انك بتتحدي بنت الفاروق لا بجد لافته حلوة منك .
وقف بثبات امامها اشبه بالغرور مشيرا اليها بسبابته : هذا الشبل من ذاك الاسد .
رفعت حاجبها متعجبة و في نفس التو ساخرة : هنشوف اذا كان اسد و لا هيتحول لقطه يابن الفاروق ، كانت تلك اخر كلماتها التي كانت اشبه بقذيفة ناريه القتها من بين شفتيها و هي تعد في جيوشها و اسلحة انظارها بنشوب الحرب التي ستُقام بين ادم وحواء تركته و غادرت و هي بداخلها الف سؤال وجدتهم جميعا امام غرفة ماهر ينتظرون نتيجة ثورانها و ضجيجها التي التهب كيانها و كان علي وشك التهام اهل البيت جميعا نظرت اليهم بدهشة : انتوا واقفين كده ليه ؟!
اختلس محمود نظرة الي داخل الغرفة باحثا عن اخيه : هو ماهر لسه عايش ؟!
استدارت برأسها للخلف ساخره علي مصدر صوته
- هي دي كيان اللي رعبتوني منها !! ماهي طلعت حلوة اهي و بتنخ من غمزه .
كتموا اصوات ضحكهم بسخريه فقالت شچن : يعني خلاص الفرح فى معاده ؟!
رمقت ماهر بنظرة ماكرة قبل ان تغادر قائله : هو المسئول عن نتيجة اختياره انا حذرته .
تركت الجميع في بحور اندهاشهم و ذهبت نحو غرفتها فركلت الباب بقدميها متأففه و هي تحدث نفسها بالمرآه ( هو اكيد مجنون عشان يتحداني انا و يفكر يكلمني بالطريقه دي هو مايعرفش انا مين و لا ايه طبعا و هو هيعرف منين ما البيه عايش حياته كلها فالقاهرة طيب ياسي ماهر اما عرفتك مين هي كيان الفاروق لتقول حقي برقبتي .
وصل ( عزيز ) المستشفي عند ( قمر ) باحثا عنها بعيون ناريه .. يسأل عليها جميع الدكاتره و الممرضات من يخبره بإنها فالاستقبال و اخر يخبرها بانها في غرفة العمليات و كثير من الاجوبة التي لم تدله علي طريقها ..
بالجهه الأخرى وصل أدهم قمر امام الباب الخلفي للمستشفي قالت له بتوسل : أدهم وغلاوتى عندك متجيش تاني و لا تقابلني .
- بلاش تحلفنيني بغلاوتك يا قمر المفروض انك عارفه غلاوتك عندى قد اى فأزاى عاوزه تمنعيني من أنى اشوفك .
- فترة مؤقتة يا قلب قمر مش احسن ما اتحرم منك العمر كله .
قبلها في راحه كفها بحب : ان شاء الله العمر كله واحنا سوا ..
ابتسمت بحب ثم دلفت من سيارته و ركضت نحو الباب و هي تدندن بفرحه وصلت لغرفة مكتبها و فتحت الباب و مازالت غائبة عن الوعي فوجئت ( بعزيز ) امامها شهقت بصوت عالي واضعه كفها فوق قلبها بتلقائيه : انت اي اللي جابك هنا ؟.
قام و وقف امامها بثبات : والله انا اللي المفروض اسال جايه منين و وشك عيغني اكده !!
دلفت الي الداخل و امسكت بثوبها الابيض لترتدي : انا عندي شغل و مش فاضيه للهبل بتاعك دا .. وسع كدا .
قبض قبضته الحديديه علي معصمها و دار جسدها نحوه مهددا : بت انتِ اتعدلي .
دفعته بقوة : بت !!! شكلك نسيت نفسك يا عزيز و نسيت بتتكلم مع مين احترم نفسك معاي عشان محطكش في دماغي و تبقي انت اللي جبته ل نفسك .
دنا منها بنظرات مقززه ففهمت مغزاهم : وانا عاوزك تحطيني في قلبك مش في دماغك يا قمر .
ابتسمت ساخرة : هو انت معرفتش!! مش الحب مابيطلبش .
اجابها بحده و قوة : بس بيحتل و انا محتل مابرحمش و اوعدك في ساحة حربي هكون انا المحارب و القتيل محارب لعنادك و قتيل في بحر حبك يا قمر .
- وقلب قمر محصن ياابن الفاروق و مفتاحه مع شخص واحد و بس .
ابتسم ماكرا و هو يفتح الباب : مانا هروح اجيب المفتاح و رقبة صاحب المفتاح تحت رجليكي يابت الفاروق .
ثم رد الباب خلفه بقوة زلزلت بدنها . . . .
مرحبا بك فى ساحة الحب وهنا نبدا بقول معركة الحب أما قاتل أو مقتول . . .