الفصل الثاني عشر

_ لاء يا مامي هنموت
قالتها بزعر وبحقيبتها الجلد الأنيقة ضربته علي رأسه بعنف جعلته يستيقظ مفزوع وجسده ينتفض بخضه قال بزعر:
_ في ايه في ايه
كانت الطائرة تهتز بقوة وهي ممسكة حقيبتها بقوة وبتصرخ عند أذنه:
_ هنموت
بتقولها بصوت مرتفع وبهستيرية وتضرب بحقيبتها في ذراعه الملاصق لها وهي تتمتم برعب:
_ انا مش عايزه أموت دلوقتي انا لسه الصغيرة، عا يا عيني عليكي يا ميرا هتموتي أشلاء في طيارة
قالتها وهي تلطم وجهها برعب، وهو كور ايده بغضب والايد الثانية وضعها علي صدره مكان قلبه الذي جعلته يسقط برعب ولم ينتبه من كلامها باللغة العربية، فقال بعصبية صارخا بها:
_ اخرصي بقي يا غبية انتي, وقعتي قلبي يا بعيدة يا جبلة
_ انت الي غبي اياك تموت محروق يا اخي بس انا مش عايزه اموت، الطيارة هتقع بينا
قالتها وبكت بإنهيار، اتنهد بغيظ واتوتر عندما سمع نداء المضيفة من الميكروفون التي تنصحهم بالتزام أماكنهم والهدوء وسيتم حل المشكلة في أسرع وقت فهي مشكلة بسيطة للغاية، نظر إلي تلك الفتاة التي تبكي بجواره بشفقه فحالتها ليست مبشرة علي الإطلاق انهيارها واضح وعينيها زائغة، اتنهد بضيق وللحظة اتخيل أن تكون مروه في مكانها لذا مد ايده ومسك ايدها برفق وضغط عليها يطمئنها، هامسا بلطف ليقلل من حدة توترها:
_ اهدي متخافيش كل حاجة هتنحل
_ يعني مش هنموت
قالتها وهي ترشف بأنفها فقلب ملامح وجهه بقرف وقال بهدوء:
_ لاء يا اسمك ايه
أراد ان يشغلها بالكلام لتنسي الوضع الحالي لترد هي عليه بسرعه:
_ ميرا اسمي ميرا، وانت اسمك ايه؟
ابتسم بلطف وهو يعرفها بنفسه:
_ انا خالد، اتشرفت بمعرفتك يا انسه ميرا
_ وانا كمان متشكره اووي
ابتسم لها والأوضاع هدئت قليلا والطائرة أصبحت بحالة ممتازة بينما هو ظل ممسكا بيدها بدون قصد فنظرت إلي يده الممسكة بها
_ هو ايه ده شيل ايدك يا جدع انت ولا استحلتها
قالتها بهجوم وسحبت ايدها بعنف وهو تركها دون مقاومة ، ورفع حاجبه باستغراب من تقلبها المفاجئ هاتفا بضيق:
_ مجنونة
_ اهو انت المجنون وستين مجنون كمان واحد متحرش
كور ايده بغضب ورفعها ناحيتها بتهديد كانه سيضربها ولكن مجرد تخويف لها، رمقته بحدة ورفعت حاجبها له ونظرت إلي عينيه بتهديد، اتنهد بغيظ ولف وجهه بعيد عنها؛ حتي لا يحطم وجهها الجميل بيده وتمتم في سره بغيظ:
_ مريضة وعندها انفصام شخصية
بعد وقت قليل وصلت الطائرة مطار مصر وهي في وضع الهبوط، أغمضت ميرا عينيها برعب هي تخاف كثيرا من الطائرات وخصوصا عند الاقلاع وعند الهبوط، تنفست بعمق مغمضة عينيها لولا تلك الظروف التي اجبرت عليها وجعلتها تضطر العودة إلي مصر مره اخري ما كانت ستأتي أبدا وتركب الطائرة من جديد فهي تفضل الاستقرار في المانيا، اهتزت الطائرة أثناء هبوطها ففتحت عينيها بزعر وعينيها استقرت عليه وهو يجلس بأريحيه كبيرة بينما هي تموت رعبا فشعرت بالغيرة والغضب منه بنفس الوقت، وعندما شعرت بحركة الطائرة أمسكت في يده بعنف وغرست أظافرها في ايده نظر إليها من طرف عينيه بهدوء يعلم أنها خائفة.
_ ماسكة ايد المتحرش ليه دلوقتي
قالها بخبث
_ اسكت انت سيبني في حالي دلوقتي
قالتها بعنف وهي مغمضة عينيها، حاول أن يسحب ايده من براثن مخالبها الحادة ولكنه لم يستطع؛ فهي تمسك به بقوة كأنها تخشي ضياعه اتنهد بغيظ وترك زراعه لها وهو يوعد نفسه بأنها مجرد دقائق قليلة وينتهي من ازعاجها، وفي الوقت التي لمست فيها الطائرة الأرض ووقفت بهدوء اتنهدت ميرا براحة وتركت ايده بإحراج وقامت لكي تذهب، فكت الحزام وأثناء تحركها اصطدمت حقيبتها بجزء من وجهه دون ان تنتبه فقال بغيظ وهو يضع يده علي خده مكان الضربة:
_ انتي يا بنت ال#
سكت عندما اختفت من أمامه زفر بغيظ ووضع ايده علي وجهه لكي يهدأ قليلا، نهض بهدوء وهو يعدل من ثيابه الغالية ثم نزل هو الأخر, وجدها من بعيد تحمل حقيبتها الضخمة ومتجه نحو سيارة فاخرة يبدو أنها ليست فتاة عادية جاءت لزيارة بسيطة هكذا فكر, رفع حاجبه وهو يراقبها بفضول ثم التفت للصوت الذي وصل إلي أذنيه من خلفه ابتسم وفرد ذراعة وقال:
_ جدو حبيبي جاي بنفسه يستقبلني
قالها واخذه في حضنه
_ هو انا عندي اغلي منك انت وحفيدتي مروه انتم الي باقيين ليه
قالها الجد بابتسامة عريضة ثم ابتعد عنه وهو يسمع الشاب يهتف بجدية
_ واديني جيت اهو بطلبك يا جدو
ااه
صرخت غادة برعب عندما شاهدت شاب غريب أمام المطبخ ويتجول في الغرفة المقابلة للمطبخ, انتبه لها فركض سريعا ووضع ايده علي فمها بفزع وعلب الكانز سقطت من يدها علي الأرض محدثة ضجة ضخمة.
_ هشش يا بت هتفضحينا, انا معاذ صاحب عاصم يا بت انتي
ركزت في ملامحه وتذكرته سريعا فهزت رأسها بموافقة وهو سرح في ملامحها التي يعشقها كان قريب منها لدرجة مهلكة ابتلع ريقة بتوتر من قربها فقال
_ هشيل ايدي بس ماسمعش ليكي صوتك فاهمه
قالها بجدية جعلتها تشعر بالخوف من نبرته هزت رأسها بموافقة فأبعد ايده من علي فمها فصرخت في وجهه بعنف:
_ انت ازاي تحط ايدك عليه كده
قال ببرود وهو يربع يده أمام صدره:
_ سوري يا حلوه انتي الي حنجرتك سبقاكي
_ قصدك ان صوتي عالي عا, مش هسيبك
قالتها غادة وهجمت عليه, وضع ايده على رأسها يحاول إبعادها عن جسده لم تستطع الوصول لجسده وهي تحاول لمسه, هي قصيرة جدا مقارنه به لا تصل حتي إلي منتصف صدره فقال بتعب:
_ يا بت اهمدي فرهتيني
نفخت بضيق ونظرت إليه بغل ومسكت ايده التي يضعها علي رأسها وعضتها
_ مش اي طير يتأكل لحمه يا حلو
قالتها وأسقطته عندما دفعت جسمه بجسمها على الأرض مسك ايدها فسقطت هي الأخرى فوقه وأصبحت في حضنه
سقطت غاده فوق معاذ وأصبحت تقريبا داخل حضنه شهقت بخضه ورجعت برأسها للخلف قليلا بفزع فقد كان وجه قريب من وجهها لدرجة خطيرة، كان ينظر لها بعيونه البنية الساحرة التي شدت عيونها الخضراء بعيدا وظل هو تائها في خضرتها الصافية كأنه وسط حديقة وكأن الزمن توقف بهم.
قطع ذلك التأمل صوت غاضب جاء من خلفهم
_ ايه الي بيحصل هنا
نبرة قويه من صاحبها المصدوم من منظر صديقه مع تلك المراهقة جعلت غادة تتوتر وترتبك وحاولت أن تنهض لكنها سقطت عليه أكثر فصرخ بوجع متألم:
_ اه يا ضهري ياني
قامت غادة بسرعة وارتباك بينما معاذ حمحم حنجرته يحاول ان يوضح لعاصم ما حدث:
_ انت فاهم غلط يا عاصم ده انا اتكعبلت لما شوفتها طالعة من المطبخ مره واحده جت تساعدني فحصل الي حصل
قالها بتأثر وهو ينظر لها بمكر بعد أن وقف يعدل ثيابه، أما هي نزلت عينيها بكسوف عاصم مربع ايده ورافع حاجبه وهو لا يصدق تلك القصة السخيفة التي يحاكيها صديقه كحياكة قطة ثياب ولكن اتنهد بقلة حيلة وقال:
_ اوك يا معاذ هعمل نفسي صدقت وأنتي اطلعي لصاحبتك فوق يلا
قالها بصراخ حاد جعل جسدها ينتفض وركضت سريعا من أمامهم للأعلى حيث غرفة مروة وتختبئ فيها منهما فهي حقا محرجة وخائفة وقلبها بيدق بخوف من عاصم وارتباك واضح من معاذ, هي تشعر عند القرب منه بمشاعر غريبة عاصم نظر إلي معاذ بغل ومد ايده عند أذنه وجذبه منها بغيظ كأنه معلم يعاقب وينبه طفل كسول نسي أداء واجبه المنزلي
_ انت هتفضل خلبوص كده كثير يا واد انت مش هتعقل بقي
بتذمر وهو يحاول نزع يد عاصم عن اذنه
_ اي ده يا بني سيب ودني هتشيلها في ايدك, وايه عاقل دي انت شايفني مجنون قدامك بشد في شعري
قالها بمراوغة فتركه عاصم وقال بجدية وهو ينظر داخل عينيه:
_ كلمة واحده هقولهالك يا معاذ، غادة صاحبة مروه خط أحمر متقربش منها لو في نيتك تسلية وبس
قالها وأعطي له ظهره وهو يدخل إلي المكتب واضعا يده في جيب سرواله الجينز, كشر معاذ بغيظ
_ هو ايه كلامك ده انا مش كده علي فكره ومبتسلاش بعيال اصلا
قالها ودخل خلف عاصم الذي لا يزال يعطيه ظهره وهو يعبث بخزنته مخرجا بعض الاوراق الهامة, فقال عاصم بمكر وهو يغلق الخزنة:
_ حلو اووي وايه الي قمصك دلوقتي
رمقه بنظرة ذات مغزي وقال بجدية:
_ اتهامك ليه, انا لو أسوء واحد في الدنيا فعمري ما هأذي غادة بالذات
لف ليه عاصم ونظر إلي وجهه الذي يبدو جاد للغاية علي عكس طبيعته فرفع عاصم حاجبه مستغرب حالة معاذ
_ انت بتحبها ولا ايه ماتقوليش انك حبيتها من مقابلة واحده
قالها بسخرية
_ مين قالك انها مره واحده ولا ده أول لقاء بينا
نظر له عاصم برفع حاجب فاتنهد معاذ ولف ظهره وأغمض عينيه وايده اليمني مكورها وقال بهدوء:
_ غادة هي نفسها الساندريلا الي حكتلك عنها يا عاصم, انا من يوم ما هربت من بين ايديا يوم الحفلة وانا بحلم بيها ويوم ما شوفتها مع مراتك والشرطة بتنقذهم اتصدمت اوي, كانت اخر حد افكر يكون مخطوف وقلبي وجعني عليها بس في نفس الوقت فرحت لأني عرفت طريقها أخيرا, بس في نفس الوقت خوفت
رجع بوجهه أمام عاصم واتحرك خطوتين باتجاه عاصم الواقف مصدوم من كمية المشاعر فسمع تكملة مخاوف معاذ وهو بيقول:
_ خوفت اخسرها بسبب فرق السن بينا
قالها ولم يري نفس نظرة الحسرة في وجه عاصم
ركضت غادة برعب ودخلت غرفة مروه بوجه مبهوت وأصفر كانت شاحبة كالأموات واغلقت الباب خلفها سريعا استندت عليه تتنفس بعنف وفي نفس الوقت خرجت مروه من المرحاض بعد ان غسلت وجهها لتنسي ما حدث معها منذ لحظات مع عاصم ولكنها تسمرت مكانها تنظر إلي غادة بإستغراب ومندهشة من حالة صديقتها فقالت بإستغراب وقلق:
_ مالك يا غادة وشك اصفر كده ليه
قربت منها برعب وقالت بزعر:
_ مصيبه وحلت علينا
ضيقت مروه عينيها بعدم فهم وقالت:
_ مصيبة ايه قلقتيتي
وضعت غادة يدها علي شعرها تعبث به بقلق وقالت بتوضيح بعيون متسعه:
_ صاحب جوزك يا اختي هو الي كان موجود في الحفلة
_ ما انا عارفه شوفته يومها من فتحة الباب ايه الي يخوف في ده
قربت من وجه مروه بغيظ وملامح شبه باكية
_ ايه الي يخوف يا روحي هو ده الي حكتلك عنه
رفعت مروه عينيها لفوق وقالت وهي تبلع ريقها بتوتر:
_ اوه نو, لو ركز شويه هيعرف اني كنت في الحفلة الشؤم دى ويحكي لعاصم عا, كده كثير عليه كثير يا غادة
قالتها مروة والقت بجسدها علي الفراش خلفها بتعب فقربت منها غادة وقالت وكأنها محامية كبيرة تعطي تعليمات للمتهم ليخرج من القضبة الصعبة بدون خسائر:
_ بصي يا مروه اي حاجة هننكرها, أنا ماعرفش ماشوفتش وكده ماشي
_ محسساني الشرطة مسكانا وهننكر الجريمة يا ست المحامية
ضحكت غادة وقالت
_ الله بشوفهم كده في التلفزيون
وقفت مروه بفستانها الطويل وقربت من غادة
_ خلاص هنعمل كده اي حاجة هننكرها والواد ده
صمتت قليلا ثم اكملت:
_ هنوريه بس نفوق ليه ويعدي الموقف ده علي خير
قالتها مروه بتوعد وعيون تلمع بشر وتهديد
بعد وقت قليل كانت غادة حكت لمروه ما حدث لها بالأسفل مع ذلك المعاذ وحتي توبيخ عاصم وعصبيته عليها وركضها كالفأر وقالت بعد ان انتهت:
_ الله يعينك يا اختي علي هولاكو الي تحت ده شخط فيه الشخطة نترني من مكاني
ضحكت مروه عليها وقالت:
_ تستاهلي يا اختي حد قالك تتخانقي مع معاذ وتحضنيه كمان
_ محضنتوش
قالتها وضربت الأرض بطفولية مسكتها مروه وبتخرج من الغرفة وضحكت عليها وقالت بمرح:
_ خلاص يا حب هو الي حضن بس
ضربتها غادة بغل فمسكت ايدها بلطف هاتفه بضحك
_ خلاص خلاص أومال لو تعرفي الي بيعملوا عاصم معايا
قالتها ودخلوا إلي المطبخ
_ بيعمل ايه
وضعت ايدها علي وجهها بكسوف
_ ضربني يا اختي بالعصاية الي مخبياها منه لما شافني لابسه قصير وقال البس محتشم علشان صاحبه تحت
فتحت غادة عينيها بصدمة وشهقت لأنها كانت بتشرب فضربتها نروه علي ضهرها برفق وبعدين هديت
_ ايه ده عارفه معناه ايه المز بيغير عليكي بغيرة
ضربتها علي كتفها وسحبت ازازه المايه من ايدها
_ بت انتي ماتقوليش عليه مز
ضحكت غادة وقالت بمرح:
_ ايه ده الحب ولع في الذرة اهو
_ هشش اسكتي بقي احسن يسمعنا انا هطلع ابص عليهم وارجعلك أوك
شاورت غادة باديها بلا مبالاة وهي واقفه علي البوتاجاز تصنه لنفسها قهوة
في قصر كبير وملئ بالكثير من الديكورات الغالية وفي غرفة الصالون نجده يجلس علي كرسي فاخر ساندا ظهره للخلف وهو يضع قدم علي الآخري بعنجهية تناسب الجد ماهر ويجلس بالمقابل له علي كرسي مماثل لكرسي الجد نجد خالد الجالس بهدوء ويرتشف من القهوة خاصته برقة وقطع ذلك الصمت الطويل الجد ماهر الذي قال بقصد:
_ والله وحشتني يا خالد اووي كل المدة دي بعيد عني مش كفاية مروه بعيدة انت كمان متسألش في جدك
اتنهد خالد بضيق من نفسه ومن جده ووضع الفنجان أمامه علي الطاولة
_ معلش يا جدي كنت مطحون اوي في الدراسة مكنتش بفضي حتي اهرش
قالها بمرح وهو يحاول يتهرب من تلميحات جده
_ اديك خلصت دراسة ومش جيه وقت بقي انك تستقر هنا وتمسك شركة ابوك بدل جدك العجوز ده
_ مين ده العجوز ده انت لسه شباب
قالها بمرح ليرد الجد بجدية:
_ بطل بكش يا واد انت انا بتكلم جد علي فكره
_ وانا بردو بتكلم جد انا لسه مش جاهز أمسك شغل الشركة دلوقتي هكمل دراسات عليا في البيزنس علشان اقدر ارفع من مستواها لفوق فوق اووي يا جدي
رشف الجد من قهوته بهدوء وقال:
_ عايز تكمل كمل وانت هنا وفي بلدك وسط شركتك احنا محتاجينك يا خالد صدقني محتاجين راجل وسطنا
_ انتو مين
قالها برفعة حاجب ثم قال باستنباط:
_ تقصد انت ومروه
ثم نظر له بعدم فهم ليهز الجد رأسه بنعم وأكمل:
_ مروه محتجاك لازم تساعدني أجيب حفيدتي لحضني
اتنهد خالد بضيق:
_ مش انت الي بعتها عنك الأول اشمعنا دلوقتي عايز تجمع شمل الأسرة من ثاني مش انت السبب في بعدنا عنك يا جدي
قالها بهجوم وكمل وهو مكور ايده بغضب:
_ انت نسيت انك بعتها لعاصم وقبضت ثمنها وكمان بعتني وسفرتني بعيد كل الفترة الي فاتت, ده علشان مصالحك كل حاجه كانت بمزاجك ولما اتغير المزاج قولت اهد حياتهم الجديدة الي بنوها
_ انت بتقول ايه يا ولد انت ناسي اني جدك
قالها الجد بعصبية وهو يضرب الطاولة بيده:
_ لاء ما نستش ولا عمري هنسي بس الظاهر انك انت الي ناسي
أغمض عيناه واتوجع أكثر عندما تذكر عائلته الصغيرة التي خسرها, والديه أفضل واحب شخصان لقلبه فقال بوجع وعيون مقهورة:
_ ناسي ان أحفادك أيتام وانت اتخليت عنهم في الوقت الي احتاجوك تكون واقف جنبهم
قاطعه بهدوء يستعطفه:
_ متخليتش عنكم انا عملت ده علشان مصلحتكم, مروه كنت مفكر اني بأمن مستقبلها مع الشخص الصح ولكن اكتشفت ان غلط مقدرش يحميها
صمت وهو ينظر إلي خالد المصظوم يحيك كذبة جديدة من ضكن اكاذيبة وقال بنبرة حاول جعلها يائسة:
_ بنت عمتك البيه كان السبب في خطفها وكانت هتموت بسببه كنت هخسر حفيدي بسبب عاصم ده
نهض خالد من مكانه مخضوض وقال بدهشة:
_ انت بتقول ايه
ابتسم الجد بخبث ثم رسم الحزن ببراعة علي ملامح وجهه المجعد, روي له ما حدث لمروه وعن خطفها ولكنه وضع الكثير من الأكاذيب ليزيد من غضبه علي عاصم وأراد ان يشعر النار بقلبه وقد نجح بذلك حقا عندما امتلئ قلب خالد بالغضب الذي أظلم عينيه وخرج متعصب ولم يهتم لجده الجالس يرمقه بمكر.
تقف غادة في المطبخ وهي تعطي ظهرها للباب وتقف أمام الرخامة مباشرة ملئت الفنجان بالقهوة وقالت بمشاكسة لنفسها:
_ ايوه كده خلينا نعدل الدماغ
شعرت بحركة في المطبخ وان شخص دلف إليه ظنته مروه كادت تتحدث إليها وتلتفت لتوبخها لكنها شعرت بايد تلتف حول خصرها ككماشة من عند ظهرها ارتعش جسدها وانتفضت بخضة وقالت تكذب ما تشعر به:
_ ده أنتي يا مروه
قالتها ولفت جسمها له وايديه لا تزال تطوق خصرها بتملك, اتسعت حدقتيها بصدمه وهي تسمعه بيقول بهمس:
_ ازيك يا ساندريلا
كتمت صرختها وصدرها ظل يصعد ويهبط بخوف وتنفسها زاد وهو ابتسم وجذبها له أكثر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي