الفصل الثالث عشر
_ انت بتقول ايه! عايزني اتجوز عيل وأصغر مني بعشر سنين كمان لاء ده جنون فعلا
قالتها ميرا وهي بتلف حول نفسها بجنون، فوصلها صوته المستفز لها هامسا:
_ وفيها ايه هو عايزك وطلبك بالاسم وبيموت فيكي
التفت له بعصبية وقالت بغضب:
_ حبه برص إن شاء الله انت واعي للي بتقوله ده يا جدي
ربع ايده ببرود وجلس علي الكرسي ووضع قدم علي الأخرى
_ فيها ايه يا ميرا متكبريش الموضوع
قالت بهجوم وعيون مشتعلة كبركان غاضب:
_ لاء ده هو كبير فعلا انت مش حاسس بالي عملته، خلتني اجي جري من بريطانيا وقال ايه جدك تعبان وعايز يشوفك قبل ما يموت بعد الشر عليك طبعا، واجي الاقيها خطة علشان تجوزني لحته عيل, لاء مستحيل اقبل بكده
قربت منه أكثر وهمست وهي تضغط علي كل حرف:
_ مستحيل
خرجت بعنف لكن اصطدمت بقوة في الباب فنهضت بعصبية وأكملت طريقها للخارج وهو ابتسم بخبث
***********
_ ازيك يا سندريلا
قالها معاذ ولف ايده أكثر علي خصر غادة وقربها من وجهه، بنيته الساحرة كانت بمواجهة زيتونيتها، كانت تتنفس بصوت مسموع وعينيها واسعة علي آخرها، كانت ستصرخ لكن وضع يده علي شفاهها وقال بهمس مغري وهو لا يزال مقيد جسمها بجسمه:
_ هش اهدي يا حبيبتي واسمعيني للأخر وبلاش هجومك دايما عليه
اتنهد ونظر داخل عينيها بعشق وهي تنظر إليه بصدمة, والصدمة الجمت فمها لتسمعه يهتف بعشق جارف معبرا عن مشاعره ببعض كلمات تسلب الأنفاس:
_ أنا بحبك يا ساندريلا، بحبك من أول نظرة شوفتك فيها، من يوم الحفلة وأنا بفكر فيكي ودورت عليكي كثير أووي لغاية ما وصلت ليكي
رفع أصابعه من علي فمها تمتمت بإحراج وتوتر وهيمان:
_ أنا, أنا
ابتسم بهدوء وهو يسبح بعينيها وهو سباح ماهر ليهمس بهدوء:
_ مش عايز اسمع رأيك دلوقتي خذي وقتك وأنا هستناكي واتأكدي اني بحبك ومش بلعب بمشاعرك
قرب من خدها وطبع قبلة عميقة ثم تركها وخرج وكأنه كان سراب، نظرت إلي أثره بصدمة ووضعت ايديها علي وجهها بكسوف وحركت ايدها مكان القبلة وقالت بسرحان:
_ ده باسني قليل الأدب بس مز الصراحة
تنهدت بتيه وأغمضت عينيها وهي بتسمع دقات قلبها العالية التي تنبها علي إنها داخله علي عشق جديد فدقاتها تصرخ بالمزيد
***********
عند عاصم ومروه
خرجت مروه من المطبخ واتجهت حيث يجلس عاصم وصديقه معاذ، استأذنت وجلست معهم ولكن نهض معاذ وأستأذن للذهاب للمرحاض حجة واهية ولكنها أنطلت عليهم ثم تركهم وحدهم وهو ذهب حيث غادة بابتسامة ماكرة تتراقص علي ثغره، ظلت مروه وحيده مع عاصم الذي لا يعطي لها اهتمام وينشغل بالهاتف فذمت شفاهها بملل وتأففت بضيق وجلست بالقرب منه بحب تتأمل ملامحه بهيمان ثم قالت بابتسامة عريضة:
_ متشكره اووي علشان فرحتني وخليت صاحبتي تقضي اليوم معايا
_ العفو
قالها باقتضاب وهو يقلب في الهاتف بملل، تنهدت وشربت المياه وفتحت الهاتف خاصتها تري الرسائل الحديثة، وجدت رسالة جديدة علي تطبيق الواتس من نفس الرقم الذي يحادثها باستمرار:
_ وحشني صاحبي إلي بيتهرب مني
تأففت بضيق ونظرت إلي عاصم المشغول بهاتفه رغم أنه يجلس إلي جوارها، تنهدت وهي تمد يدها تخط أول كلمات له ورسالة لذلك الرقم متوعدة أنها ستكون أول وأخر رسالة تكتبها له في حياتها:
_ إلي بيحب ما بيهددش حد بالصور إلي معاه ومبيستخباش ذي الحرامية ويراقب من بعيد, إلي بيحب بيواجه وبس
أرسلت الرسالة ونظرت علي عاصم الجالس بهدوء، كانت نظراتها تتغلل بإصرار يجب عليها أن تواجهه ويكفي أن تصمت وأن ترهق نفسها أكثر، قربت منه أكثر وقالت بهدوء:
_ عاصم منكن اتكلم معاك في حاجة مهمه
نظر لها باهتمام وترك الهاتف من يده وقال بلطف:
_ طبعا يا حبيبتي
تنحنحت بهدوء وقالت بهدوء بهجوم أكثر منه سؤال:
_ انت بتحبني؟
_ ايه السؤال ده
قالها وهو يضيق حاجبه قامت بهدوء ناوية الخروج وقالت بلا مبالاة:
_ انسي خلاص
جذبها من ذراعها بلطف وأعادها مره أخري حيث جلست برقة وقال بما يعتريه قلبه منذ مدة طويلة:
_ ما عرفش ايه الي في دماغك الصغيرة دي, بقالك فترة كبيرة متغيرة يا مروه وكأنك شخص ثاني، عارف إنك مريتي بمواقف صعبة وأثرت فيكي ولسه متأثره ومش عارف أخرجك من حالتك دي, أنا حاسس باليأس وكاره نفسي علشان مش قادر أكون سندك بس إلي عايزك تتأكدي منه يا مروه انتى الوحيدة إلى دخلت حياتي وقلبتها
اتنهد بقوة ومسح بأيده علي شعرها بلطف وكأنه يعبث بشعر طفلة صغيرة وقال باعتراف:
_ايوه أنا بحبك
أغمضت عينيها مستمتعة باعترافه وموجوعة في نفس الوقت جذبها لحضنه بقوة, تنفست رائحته الرجولية الجذابة بعيون حزينة وهمست بخفوت:
_ أنا شوفتكم مع بعض
أبعدها عنه برفق مضيق حاجبه يحاول فهم ما تقصده وقبل أن يستفسر انفتح الباب فجأة، دخل معاذ عليهم بدون أن يستأذن فأبتعد عاصم عن مروه بضيق وإحراج وبداخله يشتعل ويغلي كبركان ويتوعد لمعاذ في سره, وهي رتبت علي شعرها بتوتر ونظرت له بحزن ونهضت وهي تعدل ثيابها ناوية الخروج حيث غادة ولكن قبل أن تخرج سمعوا طرق قوي علي الباب، خرجت غادة المرتبكة ووقفت بجوار مروه وعاصم قام بتأفف يفتح الباب ومجرد ما فتح وجد خالد واقف بغضب الذي أول ما لمح عاصم أمامه ضربه بوكس جعله يرجع خطوة للخلف وأنفه نزف صرخت مروه وجريت علي عاصم برعب
_ انت اتجننت يا خالد بتضربه ليه
قالتها مروه بعصبية وأقتربت من عاصم بخوف قبل أن تلمسه مسك خالد ذراعها بقوة وعروق ايديه بارزه ودفعها بعيد عن عاصم صارخا بها بحدة:
_ متلمسيهوش
رجعت مروه خطوة واحدة للخلف وعاصم زمجر بغضب وهجم على خالد من ثيابه ودفعه بقوة علي الحائط خلفه وهو يصرخ به بقسوة:
_ انت إزاي اتجرأت ولمستها يا حقير
وضع خالد يده علي يد عاصم وقال بعصبية هو الأخر:
_ أنا إلى حقير ولا انت إلي حقير
دفع عاصم بقوه وجبروت وقال:
_ هي دي الأمانة الي سيبتهالك بهدلتها بالشكل ده
كانت مروه وغادة ملتصقين ببعض لا يفهمون سبب الشجار، أقترب معاذ منهم بحذر يحاول فك ذلك الشجار ولكن رفع عاصم ايده بمعني اتوقف، وقف مكانه وهو لا يفهم سبب الشجار.
_ مالها الأمانة يا خالد أنا محافظ عليها وطالما كنت مهتم اووي بيها ليه سيبتها وسافرت
قالها عاصم وحاول يهدأ قليلا
_ علشان سعادتك قولت هتحميها بس انت كنت سبب في خطفها، ولاء غير كده استغليت ضعفها ومحافظتش عليها
ضربه في صدره بقوة وعنف ثم دفعه، فتحرك عاصم خطوة للخلف وهجم عليه خالد مرة أخري وهو بيقول:
_ ازاي تسمح لنفسك تفضل معها لوحدكم واهلك مسافرين
ضخك بسخرية وهو يكمل:
_ ولما جيه جدي علشان يحافظ علي حفيدته أهانته وضربته
ضرب عاصم بوكس لخالد فبعد عنه خطوة وقال بغضب:
_ ايه الكذب ده وانت صدقت البيه جدك دلوقتي مش ده نفسه إلي اتخلي عنكم
اتنفس خالد بعمق وقال بتحدي:
_ يبقى رد عليه اهلك فين دلوقتي يا عاصم؟
نظر عاصم له بغيظ ومسح الدم من علي أنفه وقال بضيق:
_ مسافرين اه
صرخة خرجت من بين شفاهه جعلته سكت عن إكمال حديثه وذلك عندما هجم عليه خالد بضربه جديدة فجعل مروه تشهق بزعر وتخاف علي عاصم من غضب خالد؛ فعلي الرغم من ان خالد هادئ ولطيف دائما معها ولكنه عندما يغضب يصبح وحش مفترس وقفت في المنتصف بين الاثنين وأغمضت عينيها بخوف تنتظر لكمة قوية منهم
_ إنتي خايفة عليه
مسكت ايد خالد تحت نظرات الغضب من عاصم وهي بتقول بتوسل:
_ ارجوك كفاية يا خالد متضربوش بعض انت فاهم غلط عاصم وأنا..
_ مراتي
قاطعها عاصم ومسك ايدها بغيرة أعادها إلي جواره ثم وضع ايده على خصرها بتملك وجذبها له أكثر وخالد واقف مصدوم وردد بدهشة بينما يرمش عدة مرات:
_ مراتك أمتي ده حصل وازاي محدش عرفني؟
بعيون حزينة اتحرك خطوة واحدة للخلف مبتعدا عن محيطهم الذي بدأ يسحب الهواء من حوله
_ مكنتش اتخيل إني ما فرقش معاكم للدرجة دي عموما مبروك
قالها واتحرك للخارج بسرعة فنادت مروه عليه بصوت مهزوز:
_ خالد علشان خاطري استني بس
خرج من غير أي تبرير دفعت ايد عاصم بغضب ورمقته بنظرة حادة وغاضبة
_ بسببك خسرت خالد كمان
قالتها وركضت إلي غرفتها وهي تبكي بصوت عالي, تشعر أنها تيتمت مرة أخري فقد خسرت والديها قبلا والآن خسرت خالد التي تعتبره شقيقها، اتربوا مع بعض فترة طويلة حتي وصلت إلي المرحلة الإعدادية حيث قرر هو السفر ليكمل دراسته ويأتي فقط زيارات قصيرة لا تكاد تشبع من وجوده ولكنها تراه بخير وهذا يكفي, كانت تنتظره كل إجازة لتقضيها معه بمتعه كبيرة ولكن حتي تلك المدة القصيرة استخسرها بها جدها فقد تخلي عنها والقي بها بالخارج كقطعه قمامة لا يريد ان تلوث قصره وعرشه الملكي، تخلي عنها واعطاها لعمها ليريح قلبه من تربيتها وبالمقابل استقبلها عمها بترحاب كبير وكأنها كنز عظيم عليه الحفاظ عليه، ليس عمها فقط من رحب بها بل عائلته كلها رحبت بالضيفة الجديدة واعتبروها أبنتهم الثانية عاملوها بلطف وزرع حبها في قلوبهم، عاصم أيضا كان اكثر من أهتم بها ورحب بوجودها بينهم فأعتبرها ابنته وليست شقيقته حتي عاملها بحنان ولطف كبير وأغرقها بكرمه، وصلت إلي غرفتها بسرعة قياسية وأغلقت الباب خلفها بعنف وصل عاصم صوت الأغلاق وأغمضت عينيها بقهر وقوة رمت جسدها علي الفراش وهي تبكي بانهيار لا تريد أن تخسر أي واحد منهمها فكلاهما عائلتها
قالتها ميرا وهي بتلف حول نفسها بجنون، فوصلها صوته المستفز لها هامسا:
_ وفيها ايه هو عايزك وطلبك بالاسم وبيموت فيكي
التفت له بعصبية وقالت بغضب:
_ حبه برص إن شاء الله انت واعي للي بتقوله ده يا جدي
ربع ايده ببرود وجلس علي الكرسي ووضع قدم علي الأخرى
_ فيها ايه يا ميرا متكبريش الموضوع
قالت بهجوم وعيون مشتعلة كبركان غاضب:
_ لاء ده هو كبير فعلا انت مش حاسس بالي عملته، خلتني اجي جري من بريطانيا وقال ايه جدك تعبان وعايز يشوفك قبل ما يموت بعد الشر عليك طبعا، واجي الاقيها خطة علشان تجوزني لحته عيل, لاء مستحيل اقبل بكده
قربت منه أكثر وهمست وهي تضغط علي كل حرف:
_ مستحيل
خرجت بعنف لكن اصطدمت بقوة في الباب فنهضت بعصبية وأكملت طريقها للخارج وهو ابتسم بخبث
***********
_ ازيك يا سندريلا
قالها معاذ ولف ايده أكثر علي خصر غادة وقربها من وجهه، بنيته الساحرة كانت بمواجهة زيتونيتها، كانت تتنفس بصوت مسموع وعينيها واسعة علي آخرها، كانت ستصرخ لكن وضع يده علي شفاهها وقال بهمس مغري وهو لا يزال مقيد جسمها بجسمه:
_ هش اهدي يا حبيبتي واسمعيني للأخر وبلاش هجومك دايما عليه
اتنهد ونظر داخل عينيها بعشق وهي تنظر إليه بصدمة, والصدمة الجمت فمها لتسمعه يهتف بعشق جارف معبرا عن مشاعره ببعض كلمات تسلب الأنفاس:
_ أنا بحبك يا ساندريلا، بحبك من أول نظرة شوفتك فيها، من يوم الحفلة وأنا بفكر فيكي ودورت عليكي كثير أووي لغاية ما وصلت ليكي
رفع أصابعه من علي فمها تمتمت بإحراج وتوتر وهيمان:
_ أنا, أنا
ابتسم بهدوء وهو يسبح بعينيها وهو سباح ماهر ليهمس بهدوء:
_ مش عايز اسمع رأيك دلوقتي خذي وقتك وأنا هستناكي واتأكدي اني بحبك ومش بلعب بمشاعرك
قرب من خدها وطبع قبلة عميقة ثم تركها وخرج وكأنه كان سراب، نظرت إلي أثره بصدمة ووضعت ايديها علي وجهها بكسوف وحركت ايدها مكان القبلة وقالت بسرحان:
_ ده باسني قليل الأدب بس مز الصراحة
تنهدت بتيه وأغمضت عينيها وهي بتسمع دقات قلبها العالية التي تنبها علي إنها داخله علي عشق جديد فدقاتها تصرخ بالمزيد
***********
عند عاصم ومروه
خرجت مروه من المطبخ واتجهت حيث يجلس عاصم وصديقه معاذ، استأذنت وجلست معهم ولكن نهض معاذ وأستأذن للذهاب للمرحاض حجة واهية ولكنها أنطلت عليهم ثم تركهم وحدهم وهو ذهب حيث غادة بابتسامة ماكرة تتراقص علي ثغره، ظلت مروه وحيده مع عاصم الذي لا يعطي لها اهتمام وينشغل بالهاتف فذمت شفاهها بملل وتأففت بضيق وجلست بالقرب منه بحب تتأمل ملامحه بهيمان ثم قالت بابتسامة عريضة:
_ متشكره اووي علشان فرحتني وخليت صاحبتي تقضي اليوم معايا
_ العفو
قالها باقتضاب وهو يقلب في الهاتف بملل، تنهدت وشربت المياه وفتحت الهاتف خاصتها تري الرسائل الحديثة، وجدت رسالة جديدة علي تطبيق الواتس من نفس الرقم الذي يحادثها باستمرار:
_ وحشني صاحبي إلي بيتهرب مني
تأففت بضيق ونظرت إلي عاصم المشغول بهاتفه رغم أنه يجلس إلي جوارها، تنهدت وهي تمد يدها تخط أول كلمات له ورسالة لذلك الرقم متوعدة أنها ستكون أول وأخر رسالة تكتبها له في حياتها:
_ إلي بيحب ما بيهددش حد بالصور إلي معاه ومبيستخباش ذي الحرامية ويراقب من بعيد, إلي بيحب بيواجه وبس
أرسلت الرسالة ونظرت علي عاصم الجالس بهدوء، كانت نظراتها تتغلل بإصرار يجب عليها أن تواجهه ويكفي أن تصمت وأن ترهق نفسها أكثر، قربت منه أكثر وقالت بهدوء:
_ عاصم منكن اتكلم معاك في حاجة مهمه
نظر لها باهتمام وترك الهاتف من يده وقال بلطف:
_ طبعا يا حبيبتي
تنحنحت بهدوء وقالت بهدوء بهجوم أكثر منه سؤال:
_ انت بتحبني؟
_ ايه السؤال ده
قالها وهو يضيق حاجبه قامت بهدوء ناوية الخروج وقالت بلا مبالاة:
_ انسي خلاص
جذبها من ذراعها بلطف وأعادها مره أخري حيث جلست برقة وقال بما يعتريه قلبه منذ مدة طويلة:
_ ما عرفش ايه الي في دماغك الصغيرة دي, بقالك فترة كبيرة متغيرة يا مروه وكأنك شخص ثاني، عارف إنك مريتي بمواقف صعبة وأثرت فيكي ولسه متأثره ومش عارف أخرجك من حالتك دي, أنا حاسس باليأس وكاره نفسي علشان مش قادر أكون سندك بس إلي عايزك تتأكدي منه يا مروه انتى الوحيدة إلى دخلت حياتي وقلبتها
اتنهد بقوة ومسح بأيده علي شعرها بلطف وكأنه يعبث بشعر طفلة صغيرة وقال باعتراف:
_ايوه أنا بحبك
أغمضت عينيها مستمتعة باعترافه وموجوعة في نفس الوقت جذبها لحضنه بقوة, تنفست رائحته الرجولية الجذابة بعيون حزينة وهمست بخفوت:
_ أنا شوفتكم مع بعض
أبعدها عنه برفق مضيق حاجبه يحاول فهم ما تقصده وقبل أن يستفسر انفتح الباب فجأة، دخل معاذ عليهم بدون أن يستأذن فأبتعد عاصم عن مروه بضيق وإحراج وبداخله يشتعل ويغلي كبركان ويتوعد لمعاذ في سره, وهي رتبت علي شعرها بتوتر ونظرت له بحزن ونهضت وهي تعدل ثيابها ناوية الخروج حيث غادة ولكن قبل أن تخرج سمعوا طرق قوي علي الباب، خرجت غادة المرتبكة ووقفت بجوار مروه وعاصم قام بتأفف يفتح الباب ومجرد ما فتح وجد خالد واقف بغضب الذي أول ما لمح عاصم أمامه ضربه بوكس جعله يرجع خطوة للخلف وأنفه نزف صرخت مروه وجريت علي عاصم برعب
_ انت اتجننت يا خالد بتضربه ليه
قالتها مروه بعصبية وأقتربت من عاصم بخوف قبل أن تلمسه مسك خالد ذراعها بقوة وعروق ايديه بارزه ودفعها بعيد عن عاصم صارخا بها بحدة:
_ متلمسيهوش
رجعت مروه خطوة واحدة للخلف وعاصم زمجر بغضب وهجم على خالد من ثيابه ودفعه بقوة علي الحائط خلفه وهو يصرخ به بقسوة:
_ انت إزاي اتجرأت ولمستها يا حقير
وضع خالد يده علي يد عاصم وقال بعصبية هو الأخر:
_ أنا إلى حقير ولا انت إلي حقير
دفع عاصم بقوه وجبروت وقال:
_ هي دي الأمانة الي سيبتهالك بهدلتها بالشكل ده
كانت مروه وغادة ملتصقين ببعض لا يفهمون سبب الشجار، أقترب معاذ منهم بحذر يحاول فك ذلك الشجار ولكن رفع عاصم ايده بمعني اتوقف، وقف مكانه وهو لا يفهم سبب الشجار.
_ مالها الأمانة يا خالد أنا محافظ عليها وطالما كنت مهتم اووي بيها ليه سيبتها وسافرت
قالها عاصم وحاول يهدأ قليلا
_ علشان سعادتك قولت هتحميها بس انت كنت سبب في خطفها، ولاء غير كده استغليت ضعفها ومحافظتش عليها
ضربه في صدره بقوة وعنف ثم دفعه، فتحرك عاصم خطوة للخلف وهجم عليه خالد مرة أخري وهو بيقول:
_ ازاي تسمح لنفسك تفضل معها لوحدكم واهلك مسافرين
ضخك بسخرية وهو يكمل:
_ ولما جيه جدي علشان يحافظ علي حفيدته أهانته وضربته
ضرب عاصم بوكس لخالد فبعد عنه خطوة وقال بغضب:
_ ايه الكذب ده وانت صدقت البيه جدك دلوقتي مش ده نفسه إلي اتخلي عنكم
اتنفس خالد بعمق وقال بتحدي:
_ يبقى رد عليه اهلك فين دلوقتي يا عاصم؟
نظر عاصم له بغيظ ومسح الدم من علي أنفه وقال بضيق:
_ مسافرين اه
صرخة خرجت من بين شفاهه جعلته سكت عن إكمال حديثه وذلك عندما هجم عليه خالد بضربه جديدة فجعل مروه تشهق بزعر وتخاف علي عاصم من غضب خالد؛ فعلي الرغم من ان خالد هادئ ولطيف دائما معها ولكنه عندما يغضب يصبح وحش مفترس وقفت في المنتصف بين الاثنين وأغمضت عينيها بخوف تنتظر لكمة قوية منهم
_ إنتي خايفة عليه
مسكت ايد خالد تحت نظرات الغضب من عاصم وهي بتقول بتوسل:
_ ارجوك كفاية يا خالد متضربوش بعض انت فاهم غلط عاصم وأنا..
_ مراتي
قاطعها عاصم ومسك ايدها بغيرة أعادها إلي جواره ثم وضع ايده على خصرها بتملك وجذبها له أكثر وخالد واقف مصدوم وردد بدهشة بينما يرمش عدة مرات:
_ مراتك أمتي ده حصل وازاي محدش عرفني؟
بعيون حزينة اتحرك خطوة واحدة للخلف مبتعدا عن محيطهم الذي بدأ يسحب الهواء من حوله
_ مكنتش اتخيل إني ما فرقش معاكم للدرجة دي عموما مبروك
قالها واتحرك للخارج بسرعة فنادت مروه عليه بصوت مهزوز:
_ خالد علشان خاطري استني بس
خرج من غير أي تبرير دفعت ايد عاصم بغضب ورمقته بنظرة حادة وغاضبة
_ بسببك خسرت خالد كمان
قالتها وركضت إلي غرفتها وهي تبكي بصوت عالي, تشعر أنها تيتمت مرة أخري فقد خسرت والديها قبلا والآن خسرت خالد التي تعتبره شقيقها، اتربوا مع بعض فترة طويلة حتي وصلت إلي المرحلة الإعدادية حيث قرر هو السفر ليكمل دراسته ويأتي فقط زيارات قصيرة لا تكاد تشبع من وجوده ولكنها تراه بخير وهذا يكفي, كانت تنتظره كل إجازة لتقضيها معه بمتعه كبيرة ولكن حتي تلك المدة القصيرة استخسرها بها جدها فقد تخلي عنها والقي بها بالخارج كقطعه قمامة لا يريد ان تلوث قصره وعرشه الملكي، تخلي عنها واعطاها لعمها ليريح قلبه من تربيتها وبالمقابل استقبلها عمها بترحاب كبير وكأنها كنز عظيم عليه الحفاظ عليه، ليس عمها فقط من رحب بها بل عائلته كلها رحبت بالضيفة الجديدة واعتبروها أبنتهم الثانية عاملوها بلطف وزرع حبها في قلوبهم، عاصم أيضا كان اكثر من أهتم بها ورحب بوجودها بينهم فأعتبرها ابنته وليست شقيقته حتي عاملها بحنان ولطف كبير وأغرقها بكرمه، وصلت إلي غرفتها بسرعة قياسية وأغلقت الباب خلفها بعنف وصل عاصم صوت الأغلاق وأغمضت عينيها بقهر وقوة رمت جسدها علي الفراش وهي تبكي بانهيار لا تريد أن تخسر أي واحد منهمها فكلاهما عائلتها