الفصل العاشر

حفل باحدى الكسور رحيم راقن من احياء المحروسه كان الحفل يضم العديد والعديد من شباب العائلات الكبرى بالبلد،
حيث كان يتمنى يوما ان يسهر معهم لكنه الان ينظر لهم نظره اخرى فما راهم مع خطيبته يجعله يعلم ان الصوره التي كان يرسمها لهم ليست كالحقيقه
كان يحدث نفسه وهو يتذكر كيف كان حين وصل لهذه البلد وكيف اصبح
(ياه،انا مش تخيل ان تفكيري اختلف قوي كده انا لسه فاكر اول يوم وصلت به البلد دي كنت جاي من الارياف زي ما بيقولوا رغم ان انا كنت باتعلم في مدارس خاصه وما كنتش يعني عايش حياه قحط لكن لما وصلت هنا لقيت ان حياتي مختلفه كثير قوي عنهم.
فاكر اول يوم لي في الجامعه الخاصه اللي والدي صمم ان انا ادخلها واللي كانت مصاريفها في السنه يجي ثمن فدان ارض وفعلا تعلمت فيها وصاحبت ناس منهم كثير والظاهر ان التغيير اللي كنت فاكر ان هو في الشكل بس تخطى الامر ده وده بسبب اللي انا بقيت اقبله من خطيبتي واللي انا بعمله دلوقتي)
كان مراد مذهول مين اللي بيشوفه واللي حاسس ان هو بقى جزء منه امتى وصل به الحال ان هو يقبل بكل ده،ازاي قدر يقبل ان هو يبقى مرتبط بالست كانت على علاقه بحد قبله؟
هل غروره اللي صور لي ان هي لقت معه اللي ما لقيتوش مع غيره هو السبب ولا انه حاسس ان الامر مش مهم وان اللي بيفكروا فيه الفلاحين اللي هو جاي منهم مختلف تماما عن الاولاد البشوات بيفكروا فيه؟
رغم الصراع اللي كان جواه الا ان هو قرر ان هو يلغي عقله تماما لانه مش هيوصل لحاجه الحياه دي هو اختارها فلازم يعيشها كلها زي ما هم بيعيشوها عشان ما يجيش فيهم احد يقول عليه ان هو فلاح وما يفهمش يعني ايه اولاد الزوات عايشين

في الوقت ده كانت يارا واصحابها مع بعض وكانت بتاخذ ثمن الرهان اللي هي كانت متراهنه معاهم عليه
قربت منها صاحبتها ليلي وهي مبسوطه لانهم كسبوا الرهان
: برافو يا يارا ما كنتش متخيله ابدا ان انت ممكن تقنعيه باللي حصل ده بس عايزه اسالك سؤال هو صدق فعلا اللي انت قلتيه له?
ردت عليها يارا كل ثقه وهي عارفه بتقول ايه: طبعا يا بنتي انت فكرك هو هيدور ورايا الموضوع كان سهل جدا وعموما مش مشكله شكلي هاكمل في الجوازه دي اهو بعد كده اقدر اخذ حريتي لو زهقت منه بس بيني وبينك الولد رهيب في السرير
كان الكلام جريء جدا حتى لو بين صحاب وكانوا بيتفاعلوا معه كانهم بيتكلموا في موضوع عادي
: يا وعدي يعني ما طلعتيش خسرانه في الموضوع لا ده احنا نجرب بقى
يارا بصت لليلى وقالت لها: بعينك اوعي تقربي مني طول ما هو معي هو بتاعي انا بس لما ابقى امل منه اعملي اللي انت عاوزاه
ردت ليلى عليها وقالت لها: طبعا يا قلبي انت عارفه كويس قوي ان احنا ما بنخونش بعض بس قولي لي هتعملي ايه مع ادهم؟
: ولا هاعمل اي حاجه سيبيه مش هو فرحان بس انت لو ماشي معها خلاص وانا كمان مبسوطه قوي بكل اللي انا فيه

رغم كل اللي قالته يارا الا ان هي كانت متغاظه جدا من ادهم ادهم ده كان خطيبها الاولاني واول راجل في حياتي وكانت فعلا بتحبه لكن لما زهق منها هي سابته هي كمان وكان مراد افضل بديل له وقتها اصحابها قالوا لها ان هو مش هيقبل بحياتنا وشكلها دا واحد متربي في وسط الفلاحين لكن هي رهنتهم ان هو هيوافق على كل كلمه هي بتقولها لان هو بيحبها وهي هتقدر تتغير كل اللي فكر فيه لان هو بيحبها
في البدايه نجحت يارا ان هي تغير تفكير مراد واحده واحده من اول السهر والشرب وتقبل ان هي لها اصدقاء اولاد لكن اخر مرحله دي هي اللي كانت متعبه جدا بالنسبه لها لانه كان بيحاول يحافظ عليها اكثر ما بيحاول يحافظ على نفسه رغم ان هي اللي عرضت نفسها عليه
لكنها نجحت في النهايه ان هي تنفذ اللي هي عايزاه وكسبت الرهان اللي كان عباره عن عربيه احدث موديل كلهم اشتركوا في دفع ثمنها ولو كانت خسرت كانت هي اللي هتدفع ثمنها كامل
مسكت يارا الفون بتاعها وبدات تمسح كل الصور اللي اخذتها لها هي ومراد وهي في شقته لما كان نائم،كان لازم تثبت ان هي نجحت وفازت بالرهان عن جداره واللي كان عباره عن انه هيقبل بوضعها وانها مش بنت وكمان هينام معها وهتجيبه الحفله دي ولا ما كانتش نجحت انها تجيبه كانت هتخسر الرهان والصور دي كانت دليل على اللي حصل بينهم.

على الطرف الثاني كان عادل مشغول في تحضير كل ابحاثه اللي هيبدا فيه لكن اللي كان شاغل باله هو مين هيساعده في تنفيذ كل الشغل ده هو محتاج فعلا احد يكون امين،افتكر المؤتمر اللي تم دعوته لي وقال انها تبقى فرصه كويسه ربما يقابل احد من زملائه اللي يقدر يقابلهم ان هم يشتغلوا معه
كان تفكير عادل ان هو اكيد هيلاقي احد لكن ما كانش يعرف ان كان المؤتمر ده كله معمول علشان خاطره وان اغلب اللي هيحضره تم تجنيدهم علشان يبقوا جواسيس عليه

خطه محكمه علشان يبقى فيها لكن اللي ما كانش واخذ باله منه ان هو ما يقدرش ياتمن احد على كل ده،لذلك هو كان بيفكر هيعمل ايه الايام الجايه.
هنا قررت ان هي اللي تفاتح عمها في موضوع الارض،الكام قيراط اللي هيحتاجهم عادل من ارض عمها على كذا فدان بتوعها كانوا هيبقوا فرصتها انها تبقى قريبه منه وتقدر تحقق حلمها اللي نفسها فيه من وهي صغيره.
اول ما اوصل البيت عمها لقيت امراه عمها طبعا قاعده لكنها قررت تتكلم قدامها لان ما فيش حاجه هتستخبى
يا عمي الباشمهندس عادل عاوز يعمل الابحاث بتاعته على الفدانين بتوعى وكام قيراط من ارضك اللي مشتركين معاه،وكمان كان عايز ياخذ اذنك بس انا قلت له ان انا هاكلمك
عمها طبعا ما كانش عنده اي اعتراض لكن ما لحقش يتكلم لان امراه عمها في الوقت ده تدخلت وبدات تتكلم هي
واحنا ايه اللي يخلينا ندي له الارض بتاعتنا اللي بناكل منها ولا انت خلاص عايزه تمشي كلامك على الكبير والصغير علشان حته الارض اللي عاملاها جنينه وما انتيش راضيه تبيعيها
انا ما قلتش كده يا امراه عمي انا كل اللي انا باقوله ان انا باستاذن عمي وكمان القراطين دول مش هيعملوا حاجه وكده كده احنا مش مستفيدين غير من الجناين بس.
قصدك ايه يعني يا هنا ان الارض كلها ما لهاش لازمه والحته الارض بتاعتك اللي انت عاملاها جنينه بس هي اللي بتاكلها وتشربنا عايزه تقولي يعني ان عمك ما لوش لازمه
انا ما قلتش كده ولا اقدر اقول كده بس انا باقول ان الارضي كده كده مش مستفيدين منها وهو ناوي باذن الله يعمل عليها مشروع كويس واكيد طبعا الكل هيستفيد.
لا يا حبيبتي خلي الاستفاده له هو كفايه علينا اللي بناخذه من وراءك ولا انت نسيت الكلام اللي كان بيتقال زمان عايزاه يتعاد ثاني؟
هنا هنا ما استحملتش تلميحات امراه عمها وهي ما عدتش صغيره عشان تسمع الكلام ده وقررت ترد عليها
: لا ما نسيتش يا امراه عمي وكويس قوي ان انت اللي فتحت السيره دي انا ما نسيتش ان الكلام ده كان طالع منك انت ولو كنت انت قلت لي اي احد يبقى الناس هتتكلم ويبقى الكلام طالع من عندك وباقول لك ايه يا امراه عمي بلاش كلام كثير لان سمعتي من سمعه بنتك وما اعتقدش ان انت هتحبي تاذيني ولا تاذيها وانا منتظره رد عمي مش ردك انت
طبعا امراه عمها لما سمعت كلامها ما صدقتش ان العيله الصغيره اللي كانت بتخاف من خيالها وترد عليها وهي كمان ما قدرتش تتكلم لان جوزها فجاه صوته علي وبدا هو اللي يرد
: خلاص خلصت على اخر الزمن الستات هي اللي هتكرر عني هو عشان انا بقيت طيب كل واحده هتيجي تقول لي اعمل ايه وما اعملش ايه؟
: اسفه يا عمى صدقني ما كانش قصدي بس انت سامع اللي هي بتقوله وعايزه اقول لك ان احنا في مركب واحده قبل كده هي ما وافقتش ان نحول الارض كلها لجنائن ودلوقت ايه الارض قاعده ما لهاش اي لازمه برده المره دي هتقف فيها والمشروع كويس عموما اللي انت عايزه يا عمي هنعمله
: انا فاهم يا هنا عموما يا بنتي كده كده القراطين دول ما لهمش لزوم ومش هيجيبوا حاجه فلو هم لازمينه يتفضل ياخذهم بس اهم حاجه ما يضيعش ارضك يا بنتي انا لما فكرت ابيعها كنت فاكر ان انا هاجيب لك فلوس كويسه تقدري تعيشي منها لكن طالما انت متمسكه بالارض خلاص مش هنبيعها هنعيش على الجناين واحنا نشارك مع البشمهندس ويرزقنا ورزقه على الله
حاولت مراته تعترض على اللي هو بيقوله لكن هو بص لها بصه اول مره تشوفها منه لكنها خلتها تخاف انها تفتح بقها باي حاجه واول ما بنت اخوه مشت بدا الكلام ثاني
: انت خلاص يعني هتمش لها الكلام اللي في دماغها هتخلي عيله تمشينا؟
: العيله اللي مش عاجباك دي بقت دكتوره ولما جاءت تتكلم من كم سنه وسمعت كلامك شوفي بقينا فين وهي ارضها بقت فين المره دي ان انا واسمع كلامها ويا ريت انت كمان تسمعي كلامها عشان نعمل لبنتنا حاجه بدل ما نسيبها معدومه وتلاقي الناس كلها علت عليه وبلاش تفكيرك السو وانسي اللي حصل زمان
حست ام رقيه بالاهانه ان هو فاهم هي بتتصرف كده ليه وان هو لسه فاكر اللي حصل من اخوه زمان
: هو انت فاكر ان انا لسه بافكر في اللي حصل انا كل اللي مضايقني ان عيله وامها ما يفهموش حاجه عايزين يمشونا على مزاجهم
: لا يا ام رقيه لسه بتفكري فيه قولوا لها ان انا عارف ان انت ست محترمه كنت قلت انك كنت بتحبي اخويا لكن انا عارف كويس قوي ان كل الموضوع ان انت حاسه ان انت اتهمت بسببه وخلاني فاهم كده لان الموضوع لو طول عن كده اعتقد انها تفكيري هيختلف
حست ام رقيه بالتهديد من كلامي وان هي زودت الامر عن اللزوم خاصه لما حست بيزعله وكسرته بسبب الموضوع ده،هي ما تنكرش ان هي بتحبه لكن الموضوع اللي بيخص رفض اخوه لها زمان مزعلها ولسه بتفكر فيه رغم ان هي متاكده ان هي عمرها ما فكرت في اخوه اكثر من الواحد كان عايز يتقدم لها،عمرها ما تمنيت ان هي تتجوز اي احد ثاني غيره لذلك هي حاسه ان هي زودت الامر قوي وقررت ان هي تهدي الامور بينها وبين جوزها بس ما هيش عارفه هتقدر تتخلص من الكراهيه اللي في قلبها لهنا وامها ازاي

فضل يشرب وهو عمال يتابع كل اللي بيحصل حواليه كان حاسس ان في حاجه غلط يمكن علشان كل اللي هو بيعمله لكن اكيد ان الامر كان يخص خطيبته اكثر منه خاصه ان الكل بيحتفل بها وهو مش فاهم ايه السبب

فجاه لقي شاب هو كان عارفه كويس كان الشاب ده بيدرس معه في الجامعه لكن هو من نفسه مستوى يارا واصدقائها الشاب ده جاء قعد جنبه وابص له وبدا يتكلم معه

يا ترى مبسوط دلوقت يا مراد اديك حققت كل احلامك وبقيت جزء من الطبقة دي،بس يا ترى الثمن كان ايه واتمنى ما يكونش ثمن كبير قوي تتحمل فاتورته انت بعدين لوحدك
مراد رد عليه وقال له هو مش فاهم سبب هجومه ده

: قصدك ايه يعني مش فاهم بالضبط انت بتلمح ليه عموما ايوه بقيت جزء منه اما الثمن فانا هاتحمله كويس ومش هيتعبني في حاجه

: صدقني يا صاحبي انت مش عارف انت دفعت ايه بس هتعرف انا مش هاقول لك انت هتعرف من نفسك بس نصيحه لوجه الله قارن بين حياتك القديمه والجديده وشوف اللي خسرت يستاهل ولا لا

الشاب ده قام من جنبه ومشي ومراد مش فاهم ليه قال له الكلام ده هل علشان يحسسه ان هو فعلا ما ينتميش للطبقه دي ولا غيره منه علشان هو خطب يارا بنت الحسب والنسب اللي اغلبهم يتمنوها

كان مقتنع ان ما حدش حواليه عارف باللي حصل بيني وبين يارا،لكنه ما يعرفش ان هي عامله الحفله على شرف العلاقه اللي بينهم وان هو كان رهان

خمور ورقص وعلاقات ابدا ما كانتش بتدل على الطبقه دي ولا المستوى ده لكن فئه منها كانت في حياتهم وهو بقى جزء من الحياه دي

كان عارف كويس قوي ان التغير اللي حصل له بسبب علاقته بيارا هيبقى له اثر قدام لان هو مش حاسس ان هو مبسوط ولا حاسس ان هو عايش حياه تشبه شخصيته لكن كل اللي كان عارفه ان هو بياخذ متعه وقتيه منها لكن امتى هيمل المتعه دي وانت هيفوق لنفسه ما كانش عارف

وصل للحفله وعرف باللي حصل وان هي نجحت توصل لهدفها وتكسب الرهان على قد ما احاول ان هو يظهر عدم اهتمامه الا ان كان من جواه نار كبيره ان هي قدرت تخلي احد ثاني غير يلمسها وان هي نسيت كل اللي كان بينهم

يعرفها من وهم في الدراسه ايام المدرسه الثانوي كبروا مع بعض وكانت في علاقه صداقه بين العيلتين كانت علاقته بها من البدايه مش زي اي اثنين بيحبوا بعض لان هو ما استناش ان هي تحبه هو اجبرها على حب لما بقى لها كل حاجه وكان اول راجل في حياتها
لكن في الفتره دي هو سافر يدرس بره واتعرف هناك على بنت واعتقد ان هو بيحبها فقرر ان هو يرجع معها مصر ويتجوزها وقتها يارا لما عرفت انهارت وطبعا خطوبتهم كانت انتهت ومع الوقت بعدت عنه لكن هو كان فاكر ان هي هتفضل منتظره لغايه ما هو يرجع لها الا انها فاجئته بخطوبتها

الغيظ اللي كان جواه وقتها واحساسه ان هي استغنت عنه وخلاص خلاه هو اللي اقترح الرهان ده واقنع به ليله بنت عمه لان ما كانش ينفع هو اللي يقول عليه

وقتها كان متاكد ان ده لو حصل هي مش هتوافق وفي اللي هيحصل بينها وبين اي احد ثاني وانا لو حصل ده فخطيبها هيسيبها لكن ما كانش متخيل ان هو هيتمسك بها بعد ما يعرف ان هي كانت ملك شخص ثاني

خسر هو الرهان لي ثاني مره اول مره لو مراهن ان هي هتفضل مستنيه ورهان الثاني لما وافقت ان هي تكون ملك لشخص ثاني

احساسه بان هو تم استبداله تماما خلي عامل زي المجنون لكن هو مش هيسيبها لغيره وهيجيء عليه وقت وهياخذها منه بس ساعتها مش هيسيبها لاي احد ولازم يبقى جاهز للحظه دي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي