فتاة

مجنون حرف`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-07ضع على الرف
  • 101.6K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

لكل شيء بدايه وبدايه عشقي لها كانت هي نهايه راحه قلبي من رايتها ايام الصبا سارت الان هي رفيقه احلامي
باحدى قرى الريف المصريه حيث لا هناك مجال للخصوصيه فالجميع يعرفون بعضهم البعض ويعلمون كل شيء عن بعضهم البعض كان هذا المنزل الذي يتوسط اراض زراعيه كثيره يقف كانه حصن يحرس ما حوله من زراعات خضراء كل هذا كان يحيط به ليشعره بوحدته التي كان يعانيها فهو لم يكن غير شاب قد بلغ ال 30 من عمره وهو ما زال اعزب لا يعلم كيف يسمح لفتاه ان تتوغل بحياته كل هذا كان يراه حوله يرى الصمت ويرى الحديث ويرى كل امراه تحاول ان تنال اعجابه لكنه لم يلتفت لاحد منهم قط الا تلك الفتاه الصغيره التي دائما تزوره وهي صغيره

ابتسم وهو يتذكرها وهي تلعب وتلهو حول الدوار الكبير للمنزل،فكر عادل وقرر ان يسال عنها فنادى على مدبره بيته
: يا سنيه، باقول لك ايه

التفت سنيه وهي تبتسم له واقتربت حيث يجلس سيدها
: ايوه سيدي عادل اؤمرني
حمحم عادل ونظر لها وسالها
:باقول لك ايه ما تعرفيش ايه الاخبار البنت هنا؟
ابتسمت سنيه وهي تجيبه بحبور
: زي الفل ما شاء الله عليها هتخلص السنه دي اول سنه لها في كليه الطب هتبقى دكتوره قد الدنيا بس يا عيني امها متبهدله بسببها عمها يا عيني ما هوش راضي عن ده كله والوليه عماله بتناحي عشان تربيها زي ما انت عارف

طبعا عادل كان عارف هي بتقول ايه لان هو اللي كان متكفل بها لفتره لغايه ما عمها منعهم ان هم يقولوا او يجوا يزوره مرة اخرى
: طيب وامها بتعمل ايه دلوقتي مع عمها؟
سنيه ردت عليه قالت له
: والله ما انا عارفه كل اللي اعرفه ان هو مش عايز البنت تكمل وعايزها تتجوز بس امها مش راضيه انت عارف ان عمها غلبان صحيح بس واقف لهم

سخر عادل مما تقوله سنييه فعمها ذلك هو من رماهم حين رفضت زوجته ان يراعي ابنه اخيه وزوجته
: طيب وان شاء الله عمها بقى بيصرف عليها ولا ايه اللي بيحصل؟

سنيه ردت عليه قالت له: ابدا يا بيه بالعكس ده متبهدل معهم خالص والبنت يعني بتشتغل
عادل حس بالغضب وسالها
: يعني ايه بتشتغل؟!

قالت له: والله ما اعرف يا بيه كل اللي اعرفه ان هي ما اعرفش ايه على النت بتشتغل عليه واللي عاوز حاجه بتعملها له حاجات كده انا ما افهمش فيها بس انا سمعتها مره بتتكلم مع البنت بنتي وقالت لها حتى ان هي لو عايزه تشتغل هتشغلها معاها
هو يعلم جيدا عنها ذكيه ولا ينقصها شيء من ذلك

كبرت الصغيره ويبدو انها عرفت طريقها لقد كانت دائما ذكيه وستجد طريقها دون مساعده احد
طيب هم ما عرفوش ان انا رجعت ولا ايه انا بقى لي كثير ما جيتش البلد هنا
سنيه ابتسمت وقالت له
اكيد الكل هيعرف يا بيه ان انت جئت واكيد هنا اول ما هتعرف هتيجي ده بسم الله ما شاء الله عليه هتبقى دكتوره قمر ربنا يصلح حالها يا رب
عادل طلب منها تخلص شغلها وتروح علشان هو عايز يرتاح شويه
عادل مهندس زراعي ممتاز منذ سنوات حين ورث عن والده تلك الاراضي فضل يراعيها لغايه ما ازودها وخلاها افضل الاراضي في البلد الكل عرف قيمته رغم انه كان صغير لما بدا يراعي الارض دي كانوا فاكرين ان ابن المدارس مش هيعرف يهتم بارض ابوه لكنهم يتفاجئوا انه هو اهتم بها كويس جدا وكمان اشترى كل الاراضي اللي كانت حواليه الي اخذها بالشفعه وهو بيراضي صحابها علشان هو كان اولى بها

حول بعضها لمزارع فاكهه كثير ده غير المحاصيل الغريبه اللي ما كانوش يسمعوا عنها واللي كان بيبيعها غاليه جدا وبدا يعلم اهل البلد اللي عايزين ازاي يزرعوها وكان بياخذ نسبته من كل المحاصيل اللي بتتباع فكان له فضل على ناس كثير وبقى رغم اصغر واحد من كبار البلد الا انه الكبار كلهم بيحترموه
كان خير على الكل وكان من ضمنهم هنا اللي كان والدها زميل له صحيح كان اكبر منه في السن لكن كان بيحترمه جدا ولما توفى في حادثه الجرار من سنين كان عاوز يهتم بهم لكن للاسف نفوس الناس اثررت عليهم خاصه ان هو كان شاب وما كانش ينفع ان هو يسيب اي احد يتكلم في سيره واحده ارمله ومعاها بنت خاصه عمها ما كانش له شخصيه وكانت اللي بتقود الموقف زوجته اللي ما كانش عاجبها ان بنت سلفتها تبقى تحت رعايه واحد زي عادل وكانت فاكره ان هي اما تبعده عنهم بكلامها البنت مش هتلاقي تتعلم ولا تتربى .

لكن الكلام اللي قالته سنيه من شويه اعرفه ان ربنا موجود والبنت تعلمت في كليه الطب كمان وبتشتغل يعني بتصرف على والدتها عادل مسافر كذا سنه علشان ياخذ الدكتوراه في زراعه الاعشاب النادره وقرر ان هو يرجع ويجهز المزرعه كامله للنباتات دي اللي هيقوم بتصديرها لكن اللي كان مخوفه فعلا كان ان في ناس كثيره بره هتعارض ان هو يزرع الحاجات دي في مصر لكن هو كان مصمم يزرعه لذلك خصص دراسته فيها وسافر هناك لاكبر الجامعات في اوروبا علشان يدرس ازاي يقدر يطورها وجهز الدكتوره بتاعته في تهجين بعض تلك الاعشاب.

وبالفعل نجح ان هو يحقق اللي كان عايزه لكن رفض انه هو ينفذه عندهم وقال لهم ان هو هيقوم بتنفيذه في مصر واللي هيحتاجوه يبعتوا يستوردوا من هناك طبعا عادل ما كانش ناسي نظره الحقد اللي كانوا بيوجهوها ليه لكن هو كان مصمم ان هو خيره هيفضل في بلده وقال لهم اللي هيعوزوه مش هيتاخر فيه لان مش طبع المصري ان هو بيخبي خير عن اي حد على عكسهم.

على الرغم من الكل كان معارض الموضوع ده الا ان زميلته في المشروع الدكتوره ساره اللي كانت انجليزيه لكن كانت بتشجعه دائما قالت له ان هي هتبقى مبسوطه جدا انها تشتغل مع المشروع ده لذلك هو قرر يخصص لها مكان له اقامتها في مصر في الفتره اللي هيقوموا فيها لتجهيز المزرعه لكن اللي كان عادل هو اصرارها ان هتيجي بس هو قرر يسيب كل الامور دي دلوقت.
كل اللي بيفكر فيه ان هو ازاي هينفذ المشروع في ارضه وفي بلده كان لازم يختار قطعه ارض مخصوصه في منطقه معينه نوع التربه والري وكمان مساحه التعرض للشمس او الهواء كل ده هيقصر على النباتات دي لسالك هو رجع مخصوص علشان نشوف المكان اللي هينفع ينفذ فيه مشروع وهل هيحتاج قطعه ارض ثانيه غير اللي يملكها على شان يشتريها ولا اراضيها هتكون كافيه

صحيت من النوم ورجعت خصلات شعرها القصير اللي كان مغطي وشها لوراء علشان تبان ملامحها الطفوليه عيونها الواسعه اللي لونهم محير بين الاخضر والعسلي محدش كان عارف بتجمع بين اللونين دول ازاي سبحان الخلاق ابتسمت وامت وهي بتصبح على الشمس زي ما بيتعوده كل يوم وهي بلغها سلامها ليه للى غايب
:اصحي يا هنا هتتاخري على جامعتك يا بنتي
ضحكت هنا وعلى الصوت عشان والدتها تسمعها
:صباح الفل يا ام هنا انا صاحيه من بدري يا قلبي هاصلي واجي نفطر مع بعض
بعد دقائق خرجت هنا من غرفتها فوجدت والدتها بتحضر الفطار قعدت وبست راس والدتها واديها وهي بتقول لها: تسلم يا ست الكل
والده هناء قالت لها :تسلمي يا كل الكل
ضحكت هنا على اللقب اللي والدتها دائما تقوله لها من وهي صغيره كانت تقول لها انت الكل في الكل يا هنا انت دنيتي واللي عليها وعشان كده هنا بتساعد والدتها دلوقتي بكل قوه انها تعيش مكرمه بعد السنين اللي قضتها بطولها هنا البنت اللي بعت عندها 20 سنه وبتصرف على والدتها وعلى كليتها ورفع راسك كل بدايه من قرايبها لغايه اهل بلدها كلهم
فطرت هنا وقررت تروح كليتها لكن كلمه واحده من والدتها وقفتها مكانها كانها رجعتها سنين لورا
عادل بيه رجع يا هنا مش هنروح نسلم عليه دلوقت يا بنتي ما عدناش نخاف من حاجه انت مش محتاجه حاجه من احد وانا كبرت خلاص
هنا حاسه ان قلبها اتنفض بين ضلوعها( ياه اخيرا رجع خمس سنين ما شافتوش من وهي عندها 15 سنه اخر مره شفته فيها لما عمها حرج عليها تروح هناك وكان السبب كلمه امراه عمها ان هو بيصرف عليهم على شان يا طمعان فيها يا طمعان في امها ثم ويعالم اللي بيتقال لما بيروحوا هناك

كانت متاكده انه امراه عمها ما تقدرش تقول الكلام ده قدام حد لان عادل معروف وسط الناس لانه راجل محترم لكن والدتها وقتها قالت لها يا بنتي الراجل يساعدنا كثير وما نقدرش نتسبب له في اذى

هنا كانت حاسه وقتها انه رحها انسحبت منها اتعلقت به وما تقدرش تنكر ده قد ايه كان اهتمام وحنيته عليه بيعوضها كثير كانت فاكره وقتها ان هي بتحبك ازاي هو الفرق بينها وبينه ما يجيش 10 سنين لكن دلوقتي لما حسد في قلبها عرفت ان هي متعلقه به واكثر ما كانت تتخيل قالت لوالدتها اكيد طبعا هنروح نسلم عليه برده لازم نعاتبه لانه ما سالش علينا كل السنين دي يا ماما
وقتها والدتها قالت لها يا بنتي احنا اللي بعدنا وقفلنا باب هو حاول كثير يساعدني واللي ما تعرفهوش ان هو اللي كان بيحط كل شهر في حسابي فلوس عن طريق ابن خالي اللي شغال معاه ما كانش يعرف هو بيحط ايه لكن كان موصيه انه هو كل لما يطلع حصيله الارض يخصص منه مبلغ لين يمكن انا قلت لك الموضوع ده قبل كده كنت باشتغل يا بنتي بس انا ما كنت شغاله حاجه ده يا دوبك عشان الناس تقول بتشتغل عشان تصرف على بنتها
هنا ابتسمت وقالت لوالدتها عارفه يا ماما وبينها وبين نفسها كانت بتقول امال انا متعلقه به ليه رغم ان هو قدام الناس كلها بعيد عني وما يعرفش عني حاجه الا انه هو اللي ربى وهو اللي علم وعشان كده اقسمت ان انا لازم ابقى دكتوره قد الدنيا علشان يوم ما يجي يوم التخرج اقول ان السبب في كل اللي انا فيه ده الراجل ده حتى لو ما كانش من نصيبي رغم كل دعايه اللي بادعي له انه يكون من نصيبي يوم من الايام الا اني هانتظر يمكن ربنا يكتب لي الخير ما حدش عارف الخير فين ولا احد عارف نصيبه ايه

في بلد ثانيه وثقافه ثانيه بلد الضباب كان بيغطيها جلس مثلث الشر وهم بيخططوا ازاي هيقدروا يستولوا على البذور اللي تم انتاجها بواسطه المصري ده واللي رفض يدي لهم سرها لا وكمان كان بيفتخر ان هو هيزرعها في ارضه وفي بلده وان اللي عايزها يستوردها من هناك امور ما كانوش يفهموها يعني ايه يرفض كل الفلوس دي والمركز اللي عرضوه عليه ويرجع علشان يطور في بلده اللي عملوه سنين هيجي هو وامثاله علشان يغيروا ده اللي هم مش هيسمحوا به ابدا اللي هم عملوا ما ينفعش يتهد بسهوله لذلك كان لازم يحط خطه محكمه علشان يستولوا على البذور دي حتى لو هيدفعوا كل الفلوس اللي عرضوها عليه لاي احد من اللي حواليه علشان يخنونه ويجيب البذر ديت لهم خطط بيتم الصرف عليها علشان يسرقوا مجهود غيرهم زي ما بيحاولوا دائما يسرقوا ثقافتهم ما بيقبلوش بكلمه لا ولازم يكون لها حدود معهم ما حدش ينفع يرفضهم ولا يرفض اللي بيطلبوه

نارها تقيد كل يوم والثاني زياده يوم ما حاولت انها تدمر حياتهم وما عرفتش كانت فاكره ان سلفتها لما تبقى ارمله هتعيش في ذل وما حدش هيقدر يساعدها كرهاها من يوم ما شافتها وكرهتها اكثر من يوم ما خلفت بنتها اللي تشبهها واللي زاد وغطى ان هم دائما كل اللي حواليهم كويسين حتى يوم مات جوزها جاء اكبر شاب في البلد وعايز يساعدهم.

وقتها خافت ليكون عينه منها او من بنتها كانت خائفه اكثر لا تكون بنتها لعبه لعبتها وخوفت جوزها وخوفتهم هم كمان عشان يبعد عنهم لانه ما كانش ينفع ان هم يعقلوا اكثر من كده وبعد ما بعده حاولت كثير انها تذلهم لكنها ما قدرتش بالعكس فضلت الثانيه محافظه على نفسها ومحافظه على سمعتها لا وكمان اشتغلت عشان تساعد بنتها وتعلمها والبنت ما قصرتش في حق امها ابدا ده بالعكس البنت راعت كل ده واتعلمت ودخلت كليه الطب وبتشتغل على اللي اسمه ايه النت ده ولها اسمها يا ريتها حتى واحده هايفة ولا بتعمل حاجه ان هم يستعروا منها بالعكس ده ما كانتش بتعمل الحلو كله بنت اسم حلو لدرجه ان الناس بقوا عارفين البلد بسبب هنا الدكتوره اللي ما بتعملش الا كل حاجه حلوه ادب واخلاق وسمعه هي نفسها مش عارفه هي بتكرهها ليه لكن هي النفسي كده اماره بالسوء وهي بتتمنى ان هي تقدر في يوم سرها معها وما حدش عارف سبب الكراهيه دي
لكن من ساعه ما عرفت ان عادل رجع وهي قلقانه ليكون جاي يوصل الود وده اللي مش هتسمح به ان كان ولابد يتجوز يتجوز بنتها الدهولة على رايها اللي مش فاهمه حاجه في اي حاجه لا نفعت في تعليم ولا هي حلوه قوي زي البنات ولا حتى ناصحه حاولت كثير تكرهها في بنت عمها الا انها ما عرفتش ده بالعكس ده خلتها تحبها اكثر وتقرب منها ما تنكرش ان هنا ساعدتها كثير انها تبقى احسن وتخلص كليتها علشان يبقى معاها شهاده برده كبير صحيح ما هيش دكتوره بس اهوه اي حاجه لكن النفوس ما بتشوفش الحاجه الكويسه ما بتشوفش ان فيه خير بيطلع من غيرها من غير اي سبب


رقية
عارفه ان انا مش حلوه او يمكن انا كده في عيون امي لانها بتقارني ببنت عمي هنا البنت الحلوه في كل حاجه الدكتوره والشاطره والمؤدبة عمري ما كرهتها ولا هاقدر ولا في يوم هاقدر اقول الكلمه دي لان هي لولاها ما كنتش هابقى كده ولا كنت هاقدر اخلص البكالوريوس بتاعي ولا بقى شاطره في اللغات قوي كده.

امي مش شايفه اي حاجه صح فيا لانها اقل من هنا بنت عمي رغم ان هي لو بصت شويه هتلاقي ان كل الناس بيبصوا لي انا وبنت عمي نفس البصة وبيقولوا علينا نفس الكلام بنات بالف راجل واننا عملنا اللي رجاله ما عرفوش يعملوه رفعنا اسم بلد بادبنا واخلاقنا وبتعليمنا العالي وتعاملنا مع الناس اللي في حدود.

الكل بيعاملنا كويس لكن كل ده يسوى ايه لما والدتي ما تبصليش كده واني دائما اقل منها يمكن والدي اللي دائما شايفني كويسه واحسن حاجه في حياته وسبحان الله ربنا عادل وكريم انه انا مليش اخوات زي ما هنا ما لهاش اخوات ولو كان حصل وامي وابوي عرفه ويخلفه ولد كان يمكن والدتي ظلمتني وظلمت بنت عمي كمان بسببه باحمد ربنا قوي ان ده ما حصلش بس برده كل ده ما يمنعش ان احنا عايشين عيشه كويسه وباتمنى ان يجي في يوم وامي تشوفني زي ما الناس شايفاني
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي