الفصل الرابع عشر

خرج خالد وقلبه مهموم وحزين مشي بخطوات سريعة وركب عربيته وأغلق الباب بعصبية وانطلق بها بسرعة كبيرة لدرجة تصاعد غبار مكانها، كان يسوق بسرعة وتهور وعينيه علي الطريق ويتنفس بقوة، ضرب المقود أمامه بعصبية عدة مرات وصرخ بأعلى صوته:
_ ليه، ليه
هدأ قليلا وأكمل بهمس خافت وقلب متألم:
_ حبتيه هو واتجوزتيه كمان، ليه حرقتي قلبي كده يا مروه؟
في شقة عاصم
وفي الأسفل حيث عاصم ومعاذ وغادة
العصبية واضحة اووي في عاصم الذي ينظر إلي مكان هروبها بغيظ شديد، لم يتوقع أن مروه الطفلة الهادئة تثور بهذا الشكل وتغضب عليه من أجل خالد، ضغط علي شفاهه بغل وغيظ ويتوعد داخله لخالد، حرك عينيه قليلا حيث غادة فكور يده بغضب وهو يراها تقف متصلبة مكانها وتيبست قدميها بالأرض كما لو أنها التصقت بغراء شديد خائفة لدرجة أنها لم تتمكن من اللحاق بمروه بل انكمشت علي نفسها بذلك الركن البعيد بزعر، كور يده بغضب واتنهد بغضب وهو يلف بجسده ووجهه ناحية صديقه معاذ الذي اقترب منه ووضع يده علي كتفه هامسا بهدوء:
_ انت كويس
هز رأسه بالإيجاب وجلس على الكرسي خلفه بإرهاق وقال بخفوت وتعب:
_ كويس متقلقش، معلش توصل غادة معاك في سكتك يعني، مينفعش تروح لوحدها بالحالة دي
ابتسم معاذ بداخله بفرحة وقال بسرعة مع ابتسامة مشرقة علي ثغره وشكلت وجهه كله:
_ طبعا، طبعا
رفع عاصم حاجبه بغيظ وقال بتهديد:
_ دي أمانه في رقبتك يا مسيو رومانسي وبلاش حركاتك معاها، أنا فوت بمزاجي دخولك المطبخ عليها بحجتك التافهة لأنك كنت تحت عيني وكمان واثق فيها، هي بنت اه بس بميت راجل
ابتسم معاذ بخجل ووضع ايده علي قفاه وقال بهمس حتي لا تسمع غادة حديثهم:
_ أنا بحبها وقصدي شريف، أخذ منها الموافقة بس وهتقدملها على طول
_ الله يسهلوا
قالها ولمس مكان الضرب بوجع فضيق حاجبه وهو ينهض ثم قال بهدوء لغادة:
_ اجهزي علشان هيوصلك معاذ
اغتاظت من أسلوبه الأمر وقالت باعتراض:
_ بس أنا هروح لوحدي شكرا
_ هش من غير اعتراض، مينفعش تمشي متأخر كده لوحدك، هو هيوصلك خلاص من غير أي اعتراض
قالها بأمر وذهب دون أن يسمع رأيها وهو يضع يده علي أنفه يحاول أن يوقف الدم الغزير الذي ينزل من أنفه، نظرت عليه بغيظ ثم نظرت إلي معاذ الواقف ببرود وينظر إليها ثم رفع حاجبه بمشاكسة، نفخت غادة بغيظ وضربت قدميها مثل الأطفال وصعدت إلي غرفة مروه مرة أخري لتحضر حقيبتها تحت نظراته الولهانة وضحكتها المكسوفة وتخفيها بصعوبة ومصدرة له وجه قاسي وكشر.
ارتدت حقيبتها المدرسية علي ظهرها وذهبت ناحيته، وقفت أمامه خجلة تنزل عينيها للأسفل بوجه عبوس متظاهرة بالضيق وهي تربع يدها أمام صدرها وبتحرك قدمها اليمني بتوتر وقالت بهمس خافت:
_ لبست يله متعطلنيش
ضحك عليها بخفة ووضع يده علي فكها برفق فتراجعت للخلف بارتباك وعيون متسعة، لتجده يبتسم وهو يهتف بمرح:
_ يله يا ساندريلا امشي قدامي
قالها وشاور لها تسبقه هاتفا بمرح:
_ السيدات أولا
كانت ستبتسم له لكنها كشرت وتحركت أمامه بخطوات خجلة، وصلت حيث يركن سيارته الحديثة وانتظرته حتي يأتي، كان خلفها مباشرة ابتسم لها وهو يمد يده يفتح لها الباب الأمامي المجاور لكرسيه كرسي السائق بلباقة كبيرة، رفعت حاجبها بضيق ثم مدت يدها هي إلي الكرسي الخلفي متجاهلة إياه فتحته وهي ترمقه بإغاظة، فضغط علي شفاهه بضيق وهو يسمعها تهتف بطفولية:
_ هركب أنا ورا
رفع حاجبه بإغاظة وفتح الباب وقال بتذكر ماكر:
_ ليه كنت السواق بتاع الهانم ولا انتى خايفة قولي, قولي
ضربت بقدميها الأرض بغيظ وزعقت فيه:
_ أنا مبخافش أصلا
_ وريني
قفلت الباب الخلفي بتحدي وهي تنظر إليه، عينيها تتحدي كلماته البغيضة ودفعت ايده بعنف جعله يبتسم أكثر ودخلت علي الكرسي الأمامي المجاور له ضحك بخفة وهو يغلق الباب خلفها ثم غمز لها بشقاوة جعلها تشهق بكسوف وهمست بخفوت:
_ قليل الأدب بصحيح
لف وركب بجوارها وضع حزام الأمان وأقترب منها فجأة فجعلها تتراجع للخلف بخوف ووضعت يدها أمام وجهها بزعر وقالت بخوف:
_ في ايه؟
قرب أكثر ومال عليها وهي التصقت علي الكرسي أكثر تتنفس بخوف وأغمضت عينيها بخوف وبتفكر تصرخ وهي تتخيل سيناريوهات التحرش بها من ذلك المعاذ، فقالت بسرعة وبنبرة أقرب للبكاء:
_ لو قربت مني هصرخ والم عليك الناس
مد ايده خلف كرسيها وسحب الحزام الخاص بها وربطه لها وهو يتعمد أن يبطئ؛ لكي يكون قريب منها أكثر ويستمتع بقربها ثم عاد مكانه واستقر علي كرسيه براحة وبداخله يتمني أن يظل إلي جواراها دائما ويستنشق رائحتها الجميلة، القلب دائما يسحبنا للأشخاص من غير تفكير
_ بربط الحزام بس
قالها ببرود وعاد بنظره للأمام واتحرك بالعربية وقلوبهم بتنادي علي بعض كالنداهه
_ اه عا انت بتعمل ايه؟
قالتها غادة ووضعت يدها علي وجهها بسرعة تزامنا مع صرختها والتصقت بالكرسي أكثر؛ عندما وجدت إيد نعاذ تقترب من وجهها
_ بهش الذبان ايه ما هشش يعني
قالها بسخرية وطريقة مضحكة وكور ايده ووضعها جنبه وبيشتم نفسه؛ لأنه ضعف للحظة وفكر يلمس وجهها، وهي عادت مكانها بغيظ وقالت بضيق وهي تضيق عينيها عليه تشك بتصرفاته:
_ فين الذبان ده إن شاء الله
_ اهو
قالها وشاور عليها بمشاكسة وسعت عينها بغيظ وشاورت على نفسها بصدمة وهي تهتف بعدم تصديق:
_ أنا ذبانه طيب والله ما هسيبك
قالتها وضربته بأيديها علي ايده بغل متناسية خجلها لسابق وخوفها منه أيضا
بصراخ عليها وهو يحاول التحكم بالسيارة التي بدأ يفقد السيطرة عليها
_ اه يا بنت المجنونة ابعدي هنعمل حادثه
وبأيده الفاضية مسك ايديها الأثنين والأيد الثانية التي تمسك مقود السيارة تحاول تسيطر على السيارة لغاية ما وقف علي جنب الطريق تحت نظراتها المرعوبة، حاولت تسحب ايدها من يده القوية لكنها لم تستطع فهي كعصفورة في حضرة الوحش، وهو التفت ليها بغضب جعلها تنكمش بخوف وهو يهتف بعصبية:
_ ايه الي هببتيه ده يا غبية كنا هنموت بسببك
بلعت ريقها بتوتر وخافت من صوته المرتفع ترقرق الدمع بعينيها ولكنها ليست تلك الضعيفة حيث مثلت الشجاعة وقالت بتذمر طفولي:
_ الله يسامحك، مش هرد عليك علشان أنا متربية
وحركت وجها الناحية الأخرى، حرك رأسه بيأس منها لكن ابتسم بهدوء وقال وهو يشعر بالندم لغضبه عليها وإخافتها:
_ خلاص يا قموسه، أنا اسف
ابتسمت بنصر ونظرت له بزعل
_ طيب يله امشي بقي انت اخرتني وسيب ايدي دي انت استحليتها ولا ايه يا عم انت؟
كور ايده بغيظ وحركها أمام وجهها فاتسعت عينيها بخضة ثم انزلها وهو يضغط علي شفاهه ليقول بغيظ منها:
_ اوف بنت فصيلة اووي
وغمز لها بوقاحة وهو يهتف بغزل واضح جعلها تشهق:
_ بس جميلة يا ساندريلا
كانت ستتكلم لكن هو قرب منها فجأة ومسك وجهها بين ايديه وقال بجدية وهو ينظر داخل عينيها ببنيته التي تسحبها لعالم أخر عالم ليس له طريق عودة غرقت ولا يمكنها النجاة إلا بقربه:
_ أنا عارف اني أكبر منك بكثير بس القلب محدش يقدر يتحكم فيه، مره واحدة جت ساندريلا الحفل وقدرت تسحبه ذي الجنية الصغيرة اخذته وسابتني لوحدي تايه من غيرها، دورت عليها كثير لغاية ما ظهرت ذي ما اختفت بس المرة دي خلتني اتشعلق بيها أكثر
اتنهد بقوة وغمض عينيه للحظة وهي الصدمة لجماها وحبست الكلام في حنجرتها، فتح عينيه يتأمل ملامحها التي يعشقها فأكمل بتمني تسلله عشق خالص:
_ أنا بس عايز فرصة واحدة، واحدة بس تتعرفي فيها عليه وصدقيني مش هتندمي، أنا بحبك وعايز قلبك ده يحبني ذيه
صمت قليلا وهو يحاول ثبر أغوارها، أما هي كانت صامتة تنظر إليه فقط وبداخلها صراع كبير تتمني أن تخبره بما يدور بعقلها الآن وقلبها الذي يدق بقربه كأنه مرض تسلل لقلبها، ترغب بأن تعترف له هي أيضا بإعجابها به منذ أن رأته عينها في تلك الحفلة، تريد أخباره أنها تراه فارس مغوار استطاع ان يسلب قلبها بسهولة وهي لم تقاوم ذلك الاحتلال لقلبها بل رحبت بها بكل ترحيب، هي لا تهتم بفرق السن بينهم حتي انها لم تفكر بذلك للحظة واحدة هي أحبته وأنتهي الكلام عند هذا الحد فقد انتهي الكلام وتحدث القلب فقط، أخرجها من ذلك الشرود والافكار التي تعتصر عقلها وأرهقته هو بكلامه البلسم لقلبها الصغير فقال بهدوء:
_ مش هخليكي تحسي بفرق السن صدقيني يا غادة هكسب قلبك ده
وسحب ايدها لفمه وقبلها برقه وهو يبتسم لها ابتسامته الجذابة التي سلبت أنفاسها ثم نظر أمامه وهو يعيد تشغيل السيارة مره أخري، تحرك بها تحت نظراتها الولهانة بينما تضع يدها علي قلبها تضمها لها أكثر وعينيها في الأرض خجلة ومكورة ايدها التي قبلها، أما هو ابتسم داخله وهو يري تأثيره ومفعوله عليها فهو كالدواء للمريض، كان راقبها كل فترة ويراقب حركاتها ويوعد نفسه انه سيكسب قلبها ويجعلها ملك له هو فقط، وعندما ستدلف بكامل ارادتها لقفص الحب بقدميها سيعلمها الحب ويجعل شفتاها تنطق باسمه عشقا، سيعلمها تحبه هو وفقط، وقف أمام منزلها بعد ان أملته العنوان استدار لها بابتسامه الجميلة فابتسمت بتوتر وهي تمسك حقيبتها وتمد يدها تفتح الباب فمسك كفها الأخر بسرعة ونظر غلي عينيها هامسا بعشق وأمل:
_ فكري كويس في كلامي
هزت رأسها بخجل وهي تسحب يدها منه وفتحت الباب ونزلت من السيارة واتجهت ناحية منزلها بخطوات شبه راكضة وكأنها تهرب من قطار سريع يتجه نحوها، راقب هروبها بابتسامة واسعة وعندما اطمئن عليها بدلوفها لمنزلها اتحرك هو الآخر حيث منزله بينما هو يدندن بأغاني بصوت مرح وكانه عاد مراهق مره أخري عندما وقع بعشق المراهقة الصغيرة وكأن حبها أقتحم قلبه كسهم نافذ.
في شقة عاصم
نظف عاصم الدم من علي وجه وبدل القميص بقميص أخر نظيف ثم خرج ليري صغيرته مروه؛ فهو يعلم أنها تشعر بالغضب والضيق منه، وقف أمام باب غرفتها وهو يغلق أخر أزرار في قميصه طرق علي الباب عدة مرات ولكنه لم يسمع أي رد منها ففتح الباب بحذر وهو بيقول لعلها تسمعه:
_ أنا هفتح الباب يا مروه
لم يأتيه ردها فدخل بهدوء باحثا عنها بعينيه وجدها نائمة علي السرير ومتكورة مثل الطفل الصغير، اتنهد بقوة وقرب منها سحب الغطا عليها وقعد علي السرير جنبها ملس علي شعرها برقة وقال بهمس:
_ أسف علي كل حاجة حصلت معاكي ولسه بتحصل بس اوعدك إن كل حاجة هتتحل
اتنهد بقوة ووجدها تتقلب بضيق من ملمس ايده فأبعدها بسرعة ونظر إليها بحب وقال بعمق تسلل لقلبه في الآونة الأخيرة كلص بارع:
_ ما عرفش أمتي حبيتك؟ بس مش عايز اظلمك معايا لازم تكرهيني أكثر كرهك عندي احسن ما تتعلقي بوهم وهم كبير مع شخص ذيي منتهي
غمض عينيه بقوة يحاول يخفي دموعة التي بتهدد بالنزول وافتكر لمسة خالد لها واحساس الغيرة الذي تسلل لقلبه وقتها وحوله لشخص همجي بنظرها ففتح عينيه التي تحولت لعيون وحش لو رأتها ستهرب من قربه وتخاف منه أكثر
_ كرهي لخالد زاد لما شوفت نظرتك الخايفة عليه، عارف ان مليش حق اعترض هو مصيرك ترجعي لحضنه هو بس بردو بغير عليكي
كور ايده بقوة وقال:
_ بس علشانك انتى هعمل أي حاجة حتي لو هسلمك ليه بنفسي
بعيون حزينة ودمعة يتيمة نزلت من عينه مسحها بسرعة وقام من مكانه قبل رأسها وخرج بسرعة قفل الباب بهدوء ونزل للأسفل عند المكتب دخل ومن غير تفكير القي الورق علي المكتب علي الأرض وصرخ بوجع
_ اه يا قلبي
أمام فيلة فاخرة توقف خالد بسيارته أخيرا بعد أن قضي وقت طويل يقود سيارته بلا هدف يسير فقط؛ لعله ينفث علي غضبه، كان يدخل بسرعة كبيرة ثم توقف فجأة فتصاعد التراب عاليا وهو رجع بظهره للخلف وينظر أمامه بغضب، يشعر أنه سينفجر من الغيظ فتح الباب ونول من السيارة بوجه ملوث بدماء من إصابته وإصابة عاصم وثيابه ممزقة وبها دماء وكان وجه غاضب يشتعل كالبركان، دخل بعصبية ومكور ايديه قابله جده الذي فزع من شكله فقال بقلق عليه:
_ خالد ايه الي عمل فيك كده يا ابني؟
نظر إلي جده بغضب وتجاهله تماما وهو يصعد لغرفته بخطوات غاضبة وسريعة، والجد واقف مستغرب تصرفه فصعد خلفه ليعرف ما أصاب حفيدة الغالي ولكن خالد دخل إلي غرفته بغضب قفل الباب بقوة افزعت الجد الذي فتح الباب عليه ودخل خلفه فوجد خالد واقف أمام خزانة الملابس وبيخرج قميص نظيف، فوقف جده أمامه بقلق ومد يده ليمسك كفه هاتفا بقلق واضح:
_ منكن افهم ايه الي بيحصل وايه الي بهدلك كده؟
بغضب صرخ فيه وهو الذي كان يتجنب جده حتي لا يفرغ عليه غضبه فارتدت الجد خطوة واحدة وهو يسمع كلمات خالد القاسية :
_ وده يهمك في ايه؟ أنت أصلا أمتي اهتميت بينا ولا فكرت في حد مننا، ولا جاي دلوقتي علشان تعرف أنا عملت ايه في اختي
قالها بعيون حزينة لأن مروه عمرها ما كانت ولا ستكون بالنسبة له أخته,،هي حبيبته التي أخفي حبه لها سنين وانتظر الوقت المناسب ليعترف لها بحبه ليجعلها زوجته هو وليست زوجة عاصم، هو الأولي بها هو من أحبها أولا، لم يخطر بباله قط أنه قد يخسرها للأبد ويسرقها عاصم من بين يديه كما لو أنها حلويات يتسابقون من يحصل عليها أولا، أغمض عينيه بقهر ثم فتحها والشرار ينبعث منهما وهو يهتف:
_ بس للأسف كذبك المرة دي نجح يأذينا بس مش بالشكل إلي يرضي سيادتك
قرب منه وقال بغضب:
_ ليه ما عرفتنيش بجوازها؟ ليه خبيت عليه؟ ولاء كمان تخدعني وتقول معاه لوحدها وفيها ايه مش مراته يا جدي، ها مش مراته وحلاله
زعق في أخر كلامه ليهتف الجد ببرود:
_ كتب كتاب بس وهو اتجوزها غصب عني، لوي ذراعي خوفت اعرفك وقتها تسيب دراستك وتيجي وتضيع مستقبلك
ضحك بسخرية وهو يهز رأسه بعدم تصديق هاتفا بحنق:
_ ودلوقتي مش هتضبع مستقبلي
_ لاء لأنك دلوقتي كبرت وهتحكم عقلك قبل أي حاجة
قالها بكذب وهو يعلم بمدي حبه لها لكنه أراد أن يصدمه
نظر له خالد بغضب وقال بقسوة:
_ أنا علشان وصية أهلي بس هبرك يا جدي، بس لازم تعرف إنك خسرتني
قالها واخرج حقيبة سفر سوداء كبيرة الحجم ثم وضعها علي السرير وبدأ يضع بها ثيابه بطريقة بعشوائية غير مهتم بجده الواقف جواره مصدوم
_ انت بتعمل ايه
قالها الجد وهو بيسحب منه القميص الذي يهم بوضعه في الحقيبة
_ سيبهالك تشبع بالقصر والفلوس ومركزك بعيد عننا
ترك القميص له بغضب ثم أخرج قميص غيره
_ خليهولك
قالها وأغلق الحقيبة بهدوء وجرها خلفه, تاركا الجد لوحده الذي جلس علي الكرسي خلفه بإنهاك وتعب وبدأت عيونه تقفل بحزن وضع ايده علي قلبه بوجع وقال:
_ اه خسرته هو كمان، خسرتك يا خالد
نهاية كل طماع أن يفقد جميع من يحبوه, سيأتي عليه اليوم الذي يجد نفسه فيه وحيد بدون قريب أو ونيس سيظل بوحدته التي تغلف قلبه وحياته.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي