الفصل السادس عشر
_ ابيه عاصم انت فين؟
قالتها مروه وهي تضع يدها علي عينيها بنوم وتبحث عنه في المنزل، دخلت المطبخ تبحث عنه ولكنها لم تجده لذا قررت أن تراه في غرفة الصالون، دخلت إلي غرفة الصالون وجدت مجهز لها ساندويتش ويضعه في صحن مغلف وكوب من العصير ويوجد بجوارها ورقة فتحتها وهي تبتسم بلهفة وكان مضمون الورقة:
_ افطري كويس يا حبيبتي شويه وهاجي
قرأتها بصوت عالي وحضنت الورقة بسعادة كبيرة وهي تستمتع بكملة حبيبتي منه حتي لو كانت مجرد كلمة مكتوبة علي ورقة صغيرة، فيكفي أن يحبها وتشعر بتلك الكلمة منه، جلست علي الكرسي والفرحة تغمرها وبدأت تتناول طعامها بفرحة شديدة وبشهية كبيرة، انتهت من تناول طعامها بسرعة ثم حملت الأطباق بين يديها ودلفت به إلي المطبخ غسلت الأطباق ثم غسلت يديها وخرجت بهدوء، جلست بغرفة الصالون تستمتع بوقت قصير قبل أن تبدء وصلة دراستها، أمسكت الهاتف تتسلي قليلا وضيقت حاجبها عندما وصلتها رسالة من نفس الرقم الذي يتواصل معها منذ فترة طويلة مضمونها:
_ لسه مش عايزه تحبيني وتدينا فرصة نتعرف
نظرت لها بملل وعملت له بلوك وهي تقرر فتح صفحة جديدة مع عاصم بعيد عن أي شخص أخر متطفل يفكر يدخل حياتهم، سمعت صوت الباب يفتح فوقفت تستقبله بابتسامة جميلة دخل بهدوء وخلفه شخص أخر، اتحرك عاصم ليظهر الشخص الذي خلفه وكان خالد صرخت بفرحة باسمه لكن كانت خائفة ومترددة قليلا:
_ خالد
ابتسم خالد لها بهدوء وفرد ايديه ليها فركضت نحوه وحضنته وهو حاوطها بحنان الذي دائما يغمرها به، رفعت عينيها له وقالت باستفسار وخوف:
_ انت سامحتني خلاص يعني مش زعلان مني يا خالد
هز رأسه لها وقال بهدوء:
_ أنا ما بزعلش منك أبدا
كل هذا يحدث تحت نظرات الغيرة من عاصم الذي كور ايديه بغضب لكن اتنفس بقوة يهدأ قليلا ولكن لم يستطع أن يتركها هكذا بين أحضان غيره والغيرة تنهش قلبه بلا رحمة، عندما لم يستحمل أكثر فمسك ايديها وجذبها بعيد عن خالد وهو يقول بغيرة واضحة:
_ مش كفاية أحضان بقي يا حبيبتي
ضحك خالد علي غيرت عاصم الواضحة جذبها له مرة أخري بإغاظة وقال بمرح:
_ لاء مش كفاية ويله طرقنا شويه، اخوات مع بعض ايه حشرك بينهم؟ يا حشري
وسحب مروه معه للداخل وتركوا عاصم علي الباب وحده، زفر عاصم بغضب وقفل الباب ولحق بهم شعر بالقليل من الوجع لقربهم ذلك، غمض عينيه اتنفس بضعف والعرق ظهر علي جبينه فتركهم ودخل علي المطبخ فتح الدرج وأخرج شريط علاج ليه وضع الحبوب في فمه ومسك الإزازه شرب منها وبلع العلاج وقعد علي الكرسي قليلا.
في الخارج عند مروه وخالد
كانوا جالسين بجوار بعض وفتحوا كلام كثير شرح بها خالد الكثير فقالت مروه المتفاجئة وعيون متسعة بتركيز:
_ يعني عاصم هو عمل كل ده! بقي هو جالك وشرحلك كل حاجة حصلت
قالتها وعينيها دمعت
ابتسم لها بلطف ومسك ايدها وهو بيقول بإقرار:
_ عاصم بيحبك على فكره مش مجرد حماية ليكي هو بيحبك
رفعت عينيها له وأثر الدموع في عينيها وقالت بضعف:
_ بيحبني أنا
هز رأسه بتأكيد رغم وجع قلبه لكن هو يحبها والذي بيحب شخص بيضحي لأجله حتي لو سيضحي بقلبه
_ بيحبك ايوه وعمل كل حاجه علشان بيحبك، اتحدي الكل علشان بيحبك وقف في وش جدك علشان بيحبك
تنهدت بضيق وقالت بهدوء وعيون حزينة:
_ هو قال أنه بيحميني وبيساعدني علشان هو إلي رباني وبس
_ أنا راجل وعارف الي بيحب من نظرة عينيه وواثق اووي من كلامي، أنا عارف إنك لسه صغيرة والحياة قدامك لسه وهو أكبر منك بكثير ويمكن ده إلي مخوفه أنه يقرب منك خطوة بس لو قلبك ده حب عاصم عمره ما هيكون في الكفة الغلط، لو الحياة أدتك فرصة تحبي عاصم حبيه وبس من غير تفكير
اتنهد بقوة ومسك ايديها وضغط عليه بلطف ونظر داخل عينيها وقال كلام بيقصد بيه قلبه قبل ما يكون ليها هي:
_ الحب عمره ما كان يعرف كبير أو صغير، الحب مشاعر بتهجم مرة واحدة وتسحبك لعالم بعيد عن الواقع عالم مقتصر عليكي انتى وبس وحبيبك والشاطر إلي يتمسك بحبه وما يفرطش فيه
ابتسم بلطف وترك ايدها بهدوء وقام من مكانه وهو يهندم ثيابه وقال بهدوء:
_ اسيبكم دلوقتي واشوفك بعدين وما تنسيش كلامي سلام يا مروه
وذهب من غير كلام ولم ينتظر عاصم ليودعه خرج وفقط بقلب ملتاع، مجرد ما قفل الباب خرج عاصم من المطبخ وفي ايديه صينيه بها أكواب عصير، قضب حاجبه وقال باستفهام وهو يبحث عن خالد بعينيه:
_ أومال خالد فين يا مروه؟
قالها واتقدم ناحية الطاولة بمنتصف الغرفة، وضع الصينية عليها ومروه تقف تنظر له بحب كبير وتتذكر كلام خالد لها لذا لم تنتظر كثيرا وهي تركض ناحيته وحضنته بقوة ودفنت وجهها في صدره وقالت بحب:
_ أنا بحبك يا عاصم، بحبك اووي
قالتها مروه ودفنت رأسها في صدره أكثر، ابتسم بداخله وشعر بالحب ناحيتها ورفع ايده لكي يضعها حول خصرها ويحاوطها له لكن في أخر لحظة ايده وقفت وغمض عينيه بقهر وقال بقوة:
_ وأنا بحبك يا مروه انتى اختي الصغيرة إلي هفضل دايما بحبها وبخاف عليها وهعمل أي حاجه علشان أفرحها
ايديها الرقيقة التي التفت حول خصره ارتخوا قليلا ثم نزلوا بجوارها وسقطوا بصدمة، عينيها غامت بقتامة وظلام سحبها بعيد عن الواقع لولا ضغطها علي يدها بقسوة لسقطت بين يديه، شعرت بتحطم قلبها لإشلاء وكان سهما ساما أصاب منتصفه، شعرت بالضياع والصدمة فحبها البريئ له يختلف عن حبه لها هي تعشقه بجنون وهو يراها شقيقه صغيرة، رجعت خطوة واحدة للخلف بصمت رهيب ونظرت داخل عينيه تلك العينين التي طالما تجد بها الحنان لمست حنانه بها ولكن لمست نظرة أخري نظرة حزن بداخل تلك العيون الزيتونية الساحرة لكن وجع قلبها منه جعلها تتجاهل تلك النظرة وقالت له بترفع لتنقذ ما تبقي من كرامتها المهدورة بين يديه:
_ أنا كمان شيفاك أماني واخويه إلي بيحميني دايما
قالتها وهي تدهس علي قلبها المسكين لكن كبريائها منعها من المواجهة وقربت الخطوة التي تراجعاتها سابقا وقالت بقسوة:
_ أنا بشكرك علشان حكيت لخالد كل حاجه، انت عارف إن حبي لخالد مختلف وما بحبش يكون في سوء فهم ما بينا ومش عايزاه يبعد عني أبدا
عينيه أظلمت وكور ايده بغضب أعطته ظهرها وهي تستعد للصعود إلي غرفتها بينما أكملت بهدوء:
_ الحق البس علشان الدرس يا ابيه
ضغطت علي أخر كلمة لتحرق قلبه العاشق لها ثم ركضت نحو غرفتها بسرعة لتحتمي بها منه بينما هو كور ايده بغضب وضربها على الحائط خلفه بقوة، اتوجع وصرخ بهدوء ودخل هو أيضا إلي غرفته وبداخله يشتعل كشمعه تذوب تكاد تصل إلي القاع.
عند غادة في غرفتها
كانت تقف غادة أمام المرآه تضع ميكب بسيط وروج غامق، ابتسمت برضا على نفسها ولفت حول نفسها فدار الفستان حولها، وقفت فجأة تبتسم بفرحة ثم غمزت لنفسها في المرآه وهي تلقي قبلة لنفسها في الهواء من أمام المرآه ثم ابتعد قليلا تبحث عن حقيبتها، مسكت حقيبتها والفون نظرت عليه ابتسمت عندما سمعت صوت رسالة جديدة منه فتحتها بلهفة
_ بحبك يا ساندريلا هشوفك انهارده وجايبلك معايا هدية هتعجبك
صرخت بفرحة ثم وضعت ايديها علي شفاهها لكي تمنع صوتها وابتسمت بسعادة وضحكت علي نفسها، وضعت الفون في الحقيبة ورتبت الفستان ونظرت علي نفسها نظرة أخيرة ونزلت للأسفل
_ رايحه الدرس يا ماما عايزه حاجة مني
قالتها وقربت من والدتها وقبلها من خدها
_ لا يا حبيبتي خلي بالك من نفسك
قالتها والدتها بحب فابتسمت لها بلطف وقالت بمرح:
_ من عنيا يا حبيبتي سلام
نظرت لها والدتها بتقييم وقالت بعيون ضيقه:
_ مش شايفه إن الفستان ضيق شويه
_ لاء ده حلو يلا سلام اتأخرت بقى
قالتها غادة وركضت سريعا للخارج تقطع علي والدتها التعليق علي ثيابها مرة أخري، في الحقيقة هذه المرة الأولي التي ترتدي فيها غاده مثل هذه الثياب وتهتم بنفسها قليلا وذلك ليراها معاذ أجمل بنت وأحلي طله لها، خرجت بسرعة فوجدت سيارة فاخرة أمام منزلها قلبها خفق بتوتر وسلبت أنفاسها مبهورة وهي تراه أمامها بكامل هيبته، يقف بميل قليلا مسندا ظهره علي مقدمة السيارة وثاني قدم خلف الآخري قليلا وفي ايده هدية مغلفة وابتسامة كبيرة علي وجهه لكن عندما قربت منه تحولت ابتسامته لوجوم وغضب، ترك الهدية علي مقدمة السيارة وايديه تكورت بغضب وعروق رقبته ظهرت وعينيه تحولت لشعلة نار ستحرق كل من يقف في طريقها، وقبل ما توصل غادة لعنده كان يقف مكانه بغضب وقرب ناحيتها بخطوات غاضبة جعلتها تخاف من منظره، لأول مرة تري معاذ متعصب وكأن البركان الهادئ أتحول لبركان مشتعل، وصل لها في لحظات وهي وقفت مكانها برعب ومد ايده بغضب ومسك ذراعها بغضب وقسوة وشدها لناحيته فاصطدمت في صدره بقسوة وقوة، شهقت بخوف ووجع من مسكته لها ورجعت برأسها للخلف بزعر وعيون متسعة
_ في ايه؟
قالتها غادة بتوتر وارتباك وهي تحاول أن تسحب ايديها من ايده التي تمسكها بعنف مثل الفولاذ، هزها بعنف وقال بغضب وعصبية:
_ منكن أعرف ايه إلي حضرتك لبساه ده، ها ده ايه ده؟
قالها وبأيده الثانية يجذب الفستان التي ترتديه بإهانة، مدت ايديها ناحية الفستان وهي تحاول أن تبعد ايده عنها وقالت بصوت مرعوب وعيون متسعة بفزع:
_ مالك فيك ايه؟ انت اتجننت سيبني، سيبني بقولك
فلت الفستان من ايده وضغط علي ذراعها المكشوف بقسوة جعلتها تأن بوجع وقال بغضب لا يزال ينبض بداخله كشمعة محترقة تفرز نارها:
_ ولا ايه ده كمان دراعك كله باين
ضربها بخفة علي ذراعها فصرخت بوجع من ضربته التي بالنسبة لها قوية ومؤلمة وقالت بعصبية تسبه بوجع:
_ أه، أي سيبني يا مجنون انت
اتعصب من الشتيمة وهزها بعصبية وايديه ضغطت علي ذراعها الذي يمسكه من البداية
_ أنا إلي مجنون بردو ولا انتى المجنونة الي طالعة بالمنظر ده وفكراني هسيبك تخرجي كده ليه وكمان ايه الهباب إلي علي وشك ده
قالها ولمس وجهها بخشونة ولهنا خسرت غادة كل قوتها وبكت بانهيار وهي تتمتم بوجع:
_ انت بتوجعني سيبني بقي، اه ايدي
قالتها وهي تحرك يدها تحاول تحريره من قبضته القاسية، انتبه لنفسه ولها وضعف عندما رأي دموعها فلت ايديها بهدوء وهي رجعت خطوة للخلف ودلكت ايديها بوجع وعينيها بتخفيها عنه لا تريد أن تظهر ضعيفة أمامه وخصوصا هي الآن خائفة منه، لم تكن تعلم أنه سيتعصب عليها بهذا الشكل القاسي، هي فقط أرادت أن تكون جميلة من أجله، اتنهد بضعف عندما رأي خوفها منه لكنه أزاح ذلك الشعور وقال بعصبية:
_ ادخلي غيري الزفت ده والبسي حاجة عدله وامسحي الهباب إلي علي وشك ده
مسحت دموعها بعند وقالت بعصبية وعند يليق بها:
_ وانت مالك أصلا؟ ايه إلي دخلك بيه أصلا، امشي من هنا مش عايزه أشوف وشك ثاني وكانت سترحل من أمامه هاربة ولكن مسكها معاذ بغضب وأعادها أمامه بعنف، فصرخت بخوف منه ومن منظر عينيه المخيفة وهو قربها منه وقال بهمس عند أذنها بنبرة متوحشة:
_ متعصبنيش بقولك وخلي ليلتك تعدي علي خير ويله ادخلي بدل ما أطربقها علي دماغك واخلي ليلتك سودا يا غادة
قالها ودفعها للأمام وأكمل وهو مربع ايده ببرود:
_ وأنا هستناكي هنا يله
قالها بصوت عالي جعل جسدها ينتفض برعب وركضت دون كلمة جديدة برعب منه حيث منزلها تختفي من غضبه عليها وتلعن نفسها لعشقها ذلك المتملك
وهو ظل ينظر لها ولهروبها من أمامه بغضب وعصبية واتنفس بقوة ورجع سند علي العربية من جديد، ضرب بأيده عليها بغضب هو يعلم ان عصابيته مهلكة وهذا أكثر ما يقلقه يخشي أن يؤذيها بغضبه، اتنفس بغضب وغمض عينيه حتي يهدأ قليلا، وهي فتحت الباب ودخلت بسرعة وسندت ظهرها علي الباب وتنفست بسرعة وخوف وايديها علي قلبها، راتها والدتها التي تجلس أمام التلفاز ورفعت حاجبها باستغراب وقالت بدهشة من رجوعها المفاجئ:
_ ايه ده غاده! ايه إلي رجعك ثاني؟
تحركت غادة للأعلى وهي تهتف بهدوء عكس ما تشعر به من نار تغلي بأحشائها فجسدها لا يزال ينتفض من الرعب:
_ هغير الفستان بس يا ماما
رفعت والدتها حاجبها مستغربة تصرفاتها وقالت باستغراب:
_ اشمعنا دلوقتي يعني، ايه إلي غير رأيك بسرعة؟
_ عادي ما رتحتش فيهم
قالتها وصعدت إلي غرفتها مباشرة
دخلت إلي غرفتها بقلب ينبض بسرعة وأغلقت الباب خلفها وبكت بصوت هادئ حتي لا تسمعها والدتها فساح الكحل ونزل علي وجنتيها، مسكت ذراعها الذي يؤلمها وقالت بغضب وهي تدلكه بملامح متألمة:
_ إن شاء الله تتكسر ايدك يا بعيد
ودلكتها بوجع قربت من النافذة ونظرت من خلالها بحذر حتي لا يراها، وجدته واقف مكانه وساند علي السيارة رفع رأسه لها ونظر لها بغضب وشاور بأيده لها بمعني "اخلصي" فخافت ورجعت خطوة للخلف وهي تشهق واضعة يدها علي قلبها لعل دقاته تهدأ قليلا من صراعها.
قالتها مروه وهي تضع يدها علي عينيها بنوم وتبحث عنه في المنزل، دخلت المطبخ تبحث عنه ولكنها لم تجده لذا قررت أن تراه في غرفة الصالون، دخلت إلي غرفة الصالون وجدت مجهز لها ساندويتش ويضعه في صحن مغلف وكوب من العصير ويوجد بجوارها ورقة فتحتها وهي تبتسم بلهفة وكان مضمون الورقة:
_ افطري كويس يا حبيبتي شويه وهاجي
قرأتها بصوت عالي وحضنت الورقة بسعادة كبيرة وهي تستمتع بكملة حبيبتي منه حتي لو كانت مجرد كلمة مكتوبة علي ورقة صغيرة، فيكفي أن يحبها وتشعر بتلك الكلمة منه، جلست علي الكرسي والفرحة تغمرها وبدأت تتناول طعامها بفرحة شديدة وبشهية كبيرة، انتهت من تناول طعامها بسرعة ثم حملت الأطباق بين يديها ودلفت به إلي المطبخ غسلت الأطباق ثم غسلت يديها وخرجت بهدوء، جلست بغرفة الصالون تستمتع بوقت قصير قبل أن تبدء وصلة دراستها، أمسكت الهاتف تتسلي قليلا وضيقت حاجبها عندما وصلتها رسالة من نفس الرقم الذي يتواصل معها منذ فترة طويلة مضمونها:
_ لسه مش عايزه تحبيني وتدينا فرصة نتعرف
نظرت لها بملل وعملت له بلوك وهي تقرر فتح صفحة جديدة مع عاصم بعيد عن أي شخص أخر متطفل يفكر يدخل حياتهم، سمعت صوت الباب يفتح فوقفت تستقبله بابتسامة جميلة دخل بهدوء وخلفه شخص أخر، اتحرك عاصم ليظهر الشخص الذي خلفه وكان خالد صرخت بفرحة باسمه لكن كانت خائفة ومترددة قليلا:
_ خالد
ابتسم خالد لها بهدوء وفرد ايديه ليها فركضت نحوه وحضنته وهو حاوطها بحنان الذي دائما يغمرها به، رفعت عينيها له وقالت باستفسار وخوف:
_ انت سامحتني خلاص يعني مش زعلان مني يا خالد
هز رأسه لها وقال بهدوء:
_ أنا ما بزعلش منك أبدا
كل هذا يحدث تحت نظرات الغيرة من عاصم الذي كور ايديه بغضب لكن اتنفس بقوة يهدأ قليلا ولكن لم يستطع أن يتركها هكذا بين أحضان غيره والغيرة تنهش قلبه بلا رحمة، عندما لم يستحمل أكثر فمسك ايديها وجذبها بعيد عن خالد وهو يقول بغيرة واضحة:
_ مش كفاية أحضان بقي يا حبيبتي
ضحك خالد علي غيرت عاصم الواضحة جذبها له مرة أخري بإغاظة وقال بمرح:
_ لاء مش كفاية ويله طرقنا شويه، اخوات مع بعض ايه حشرك بينهم؟ يا حشري
وسحب مروه معه للداخل وتركوا عاصم علي الباب وحده، زفر عاصم بغضب وقفل الباب ولحق بهم شعر بالقليل من الوجع لقربهم ذلك، غمض عينيه اتنفس بضعف والعرق ظهر علي جبينه فتركهم ودخل علي المطبخ فتح الدرج وأخرج شريط علاج ليه وضع الحبوب في فمه ومسك الإزازه شرب منها وبلع العلاج وقعد علي الكرسي قليلا.
في الخارج عند مروه وخالد
كانوا جالسين بجوار بعض وفتحوا كلام كثير شرح بها خالد الكثير فقالت مروه المتفاجئة وعيون متسعة بتركيز:
_ يعني عاصم هو عمل كل ده! بقي هو جالك وشرحلك كل حاجة حصلت
قالتها وعينيها دمعت
ابتسم لها بلطف ومسك ايدها وهو بيقول بإقرار:
_ عاصم بيحبك على فكره مش مجرد حماية ليكي هو بيحبك
رفعت عينيها له وأثر الدموع في عينيها وقالت بضعف:
_ بيحبني أنا
هز رأسه بتأكيد رغم وجع قلبه لكن هو يحبها والذي بيحب شخص بيضحي لأجله حتي لو سيضحي بقلبه
_ بيحبك ايوه وعمل كل حاجه علشان بيحبك، اتحدي الكل علشان بيحبك وقف في وش جدك علشان بيحبك
تنهدت بضيق وقالت بهدوء وعيون حزينة:
_ هو قال أنه بيحميني وبيساعدني علشان هو إلي رباني وبس
_ أنا راجل وعارف الي بيحب من نظرة عينيه وواثق اووي من كلامي، أنا عارف إنك لسه صغيرة والحياة قدامك لسه وهو أكبر منك بكثير ويمكن ده إلي مخوفه أنه يقرب منك خطوة بس لو قلبك ده حب عاصم عمره ما هيكون في الكفة الغلط، لو الحياة أدتك فرصة تحبي عاصم حبيه وبس من غير تفكير
اتنهد بقوة ومسك ايديها وضغط عليه بلطف ونظر داخل عينيها وقال كلام بيقصد بيه قلبه قبل ما يكون ليها هي:
_ الحب عمره ما كان يعرف كبير أو صغير، الحب مشاعر بتهجم مرة واحدة وتسحبك لعالم بعيد عن الواقع عالم مقتصر عليكي انتى وبس وحبيبك والشاطر إلي يتمسك بحبه وما يفرطش فيه
ابتسم بلطف وترك ايدها بهدوء وقام من مكانه وهو يهندم ثيابه وقال بهدوء:
_ اسيبكم دلوقتي واشوفك بعدين وما تنسيش كلامي سلام يا مروه
وذهب من غير كلام ولم ينتظر عاصم ليودعه خرج وفقط بقلب ملتاع، مجرد ما قفل الباب خرج عاصم من المطبخ وفي ايديه صينيه بها أكواب عصير، قضب حاجبه وقال باستفهام وهو يبحث عن خالد بعينيه:
_ أومال خالد فين يا مروه؟
قالها واتقدم ناحية الطاولة بمنتصف الغرفة، وضع الصينية عليها ومروه تقف تنظر له بحب كبير وتتذكر كلام خالد لها لذا لم تنتظر كثيرا وهي تركض ناحيته وحضنته بقوة ودفنت وجهها في صدره وقالت بحب:
_ أنا بحبك يا عاصم، بحبك اووي
قالتها مروه ودفنت رأسها في صدره أكثر، ابتسم بداخله وشعر بالحب ناحيتها ورفع ايده لكي يضعها حول خصرها ويحاوطها له لكن في أخر لحظة ايده وقفت وغمض عينيه بقهر وقال بقوة:
_ وأنا بحبك يا مروه انتى اختي الصغيرة إلي هفضل دايما بحبها وبخاف عليها وهعمل أي حاجه علشان أفرحها
ايديها الرقيقة التي التفت حول خصره ارتخوا قليلا ثم نزلوا بجوارها وسقطوا بصدمة، عينيها غامت بقتامة وظلام سحبها بعيد عن الواقع لولا ضغطها علي يدها بقسوة لسقطت بين يديه، شعرت بتحطم قلبها لإشلاء وكان سهما ساما أصاب منتصفه، شعرت بالضياع والصدمة فحبها البريئ له يختلف عن حبه لها هي تعشقه بجنون وهو يراها شقيقه صغيرة، رجعت خطوة واحدة للخلف بصمت رهيب ونظرت داخل عينيه تلك العينين التي طالما تجد بها الحنان لمست حنانه بها ولكن لمست نظرة أخري نظرة حزن بداخل تلك العيون الزيتونية الساحرة لكن وجع قلبها منه جعلها تتجاهل تلك النظرة وقالت له بترفع لتنقذ ما تبقي من كرامتها المهدورة بين يديه:
_ أنا كمان شيفاك أماني واخويه إلي بيحميني دايما
قالتها وهي تدهس علي قلبها المسكين لكن كبريائها منعها من المواجهة وقربت الخطوة التي تراجعاتها سابقا وقالت بقسوة:
_ أنا بشكرك علشان حكيت لخالد كل حاجه، انت عارف إن حبي لخالد مختلف وما بحبش يكون في سوء فهم ما بينا ومش عايزاه يبعد عني أبدا
عينيه أظلمت وكور ايده بغضب أعطته ظهرها وهي تستعد للصعود إلي غرفتها بينما أكملت بهدوء:
_ الحق البس علشان الدرس يا ابيه
ضغطت علي أخر كلمة لتحرق قلبه العاشق لها ثم ركضت نحو غرفتها بسرعة لتحتمي بها منه بينما هو كور ايده بغضب وضربها على الحائط خلفه بقوة، اتوجع وصرخ بهدوء ودخل هو أيضا إلي غرفته وبداخله يشتعل كشمعه تذوب تكاد تصل إلي القاع.
عند غادة في غرفتها
كانت تقف غادة أمام المرآه تضع ميكب بسيط وروج غامق، ابتسمت برضا على نفسها ولفت حول نفسها فدار الفستان حولها، وقفت فجأة تبتسم بفرحة ثم غمزت لنفسها في المرآه وهي تلقي قبلة لنفسها في الهواء من أمام المرآه ثم ابتعد قليلا تبحث عن حقيبتها، مسكت حقيبتها والفون نظرت عليه ابتسمت عندما سمعت صوت رسالة جديدة منه فتحتها بلهفة
_ بحبك يا ساندريلا هشوفك انهارده وجايبلك معايا هدية هتعجبك
صرخت بفرحة ثم وضعت ايديها علي شفاهها لكي تمنع صوتها وابتسمت بسعادة وضحكت علي نفسها، وضعت الفون في الحقيبة ورتبت الفستان ونظرت علي نفسها نظرة أخيرة ونزلت للأسفل
_ رايحه الدرس يا ماما عايزه حاجة مني
قالتها وقربت من والدتها وقبلها من خدها
_ لا يا حبيبتي خلي بالك من نفسك
قالتها والدتها بحب فابتسمت لها بلطف وقالت بمرح:
_ من عنيا يا حبيبتي سلام
نظرت لها والدتها بتقييم وقالت بعيون ضيقه:
_ مش شايفه إن الفستان ضيق شويه
_ لاء ده حلو يلا سلام اتأخرت بقى
قالتها غادة وركضت سريعا للخارج تقطع علي والدتها التعليق علي ثيابها مرة أخري، في الحقيقة هذه المرة الأولي التي ترتدي فيها غاده مثل هذه الثياب وتهتم بنفسها قليلا وذلك ليراها معاذ أجمل بنت وأحلي طله لها، خرجت بسرعة فوجدت سيارة فاخرة أمام منزلها قلبها خفق بتوتر وسلبت أنفاسها مبهورة وهي تراه أمامها بكامل هيبته، يقف بميل قليلا مسندا ظهره علي مقدمة السيارة وثاني قدم خلف الآخري قليلا وفي ايده هدية مغلفة وابتسامة كبيرة علي وجهه لكن عندما قربت منه تحولت ابتسامته لوجوم وغضب، ترك الهدية علي مقدمة السيارة وايديه تكورت بغضب وعروق رقبته ظهرت وعينيه تحولت لشعلة نار ستحرق كل من يقف في طريقها، وقبل ما توصل غادة لعنده كان يقف مكانه بغضب وقرب ناحيتها بخطوات غاضبة جعلتها تخاف من منظره، لأول مرة تري معاذ متعصب وكأن البركان الهادئ أتحول لبركان مشتعل، وصل لها في لحظات وهي وقفت مكانها برعب ومد ايده بغضب ومسك ذراعها بغضب وقسوة وشدها لناحيته فاصطدمت في صدره بقسوة وقوة، شهقت بخوف ووجع من مسكته لها ورجعت برأسها للخلف بزعر وعيون متسعة
_ في ايه؟
قالتها غادة بتوتر وارتباك وهي تحاول أن تسحب ايديها من ايده التي تمسكها بعنف مثل الفولاذ، هزها بعنف وقال بغضب وعصبية:
_ منكن أعرف ايه إلي حضرتك لبساه ده، ها ده ايه ده؟
قالها وبأيده الثانية يجذب الفستان التي ترتديه بإهانة، مدت ايديها ناحية الفستان وهي تحاول أن تبعد ايده عنها وقالت بصوت مرعوب وعيون متسعة بفزع:
_ مالك فيك ايه؟ انت اتجننت سيبني، سيبني بقولك
فلت الفستان من ايده وضغط علي ذراعها المكشوف بقسوة جعلتها تأن بوجع وقال بغضب لا يزال ينبض بداخله كشمعة محترقة تفرز نارها:
_ ولا ايه ده كمان دراعك كله باين
ضربها بخفة علي ذراعها فصرخت بوجع من ضربته التي بالنسبة لها قوية ومؤلمة وقالت بعصبية تسبه بوجع:
_ أه، أي سيبني يا مجنون انت
اتعصب من الشتيمة وهزها بعصبية وايديه ضغطت علي ذراعها الذي يمسكه من البداية
_ أنا إلي مجنون بردو ولا انتى المجنونة الي طالعة بالمنظر ده وفكراني هسيبك تخرجي كده ليه وكمان ايه الهباب إلي علي وشك ده
قالها ولمس وجهها بخشونة ولهنا خسرت غادة كل قوتها وبكت بانهيار وهي تتمتم بوجع:
_ انت بتوجعني سيبني بقي، اه ايدي
قالتها وهي تحرك يدها تحاول تحريره من قبضته القاسية، انتبه لنفسه ولها وضعف عندما رأي دموعها فلت ايديها بهدوء وهي رجعت خطوة للخلف ودلكت ايديها بوجع وعينيها بتخفيها عنه لا تريد أن تظهر ضعيفة أمامه وخصوصا هي الآن خائفة منه، لم تكن تعلم أنه سيتعصب عليها بهذا الشكل القاسي، هي فقط أرادت أن تكون جميلة من أجله، اتنهد بضعف عندما رأي خوفها منه لكنه أزاح ذلك الشعور وقال بعصبية:
_ ادخلي غيري الزفت ده والبسي حاجة عدله وامسحي الهباب إلي علي وشك ده
مسحت دموعها بعند وقالت بعصبية وعند يليق بها:
_ وانت مالك أصلا؟ ايه إلي دخلك بيه أصلا، امشي من هنا مش عايزه أشوف وشك ثاني وكانت سترحل من أمامه هاربة ولكن مسكها معاذ بغضب وأعادها أمامه بعنف، فصرخت بخوف منه ومن منظر عينيه المخيفة وهو قربها منه وقال بهمس عند أذنها بنبرة متوحشة:
_ متعصبنيش بقولك وخلي ليلتك تعدي علي خير ويله ادخلي بدل ما أطربقها علي دماغك واخلي ليلتك سودا يا غادة
قالها ودفعها للأمام وأكمل وهو مربع ايده ببرود:
_ وأنا هستناكي هنا يله
قالها بصوت عالي جعل جسدها ينتفض برعب وركضت دون كلمة جديدة برعب منه حيث منزلها تختفي من غضبه عليها وتلعن نفسها لعشقها ذلك المتملك
وهو ظل ينظر لها ولهروبها من أمامه بغضب وعصبية واتنفس بقوة ورجع سند علي العربية من جديد، ضرب بأيده عليها بغضب هو يعلم ان عصابيته مهلكة وهذا أكثر ما يقلقه يخشي أن يؤذيها بغضبه، اتنفس بغضب وغمض عينيه حتي يهدأ قليلا، وهي فتحت الباب ودخلت بسرعة وسندت ظهرها علي الباب وتنفست بسرعة وخوف وايديها علي قلبها، راتها والدتها التي تجلس أمام التلفاز ورفعت حاجبها باستغراب وقالت بدهشة من رجوعها المفاجئ:
_ ايه ده غاده! ايه إلي رجعك ثاني؟
تحركت غادة للأعلى وهي تهتف بهدوء عكس ما تشعر به من نار تغلي بأحشائها فجسدها لا يزال ينتفض من الرعب:
_ هغير الفستان بس يا ماما
رفعت والدتها حاجبها مستغربة تصرفاتها وقالت باستغراب:
_ اشمعنا دلوقتي يعني، ايه إلي غير رأيك بسرعة؟
_ عادي ما رتحتش فيهم
قالتها وصعدت إلي غرفتها مباشرة
دخلت إلي غرفتها بقلب ينبض بسرعة وأغلقت الباب خلفها وبكت بصوت هادئ حتي لا تسمعها والدتها فساح الكحل ونزل علي وجنتيها، مسكت ذراعها الذي يؤلمها وقالت بغضب وهي تدلكه بملامح متألمة:
_ إن شاء الله تتكسر ايدك يا بعيد
ودلكتها بوجع قربت من النافذة ونظرت من خلالها بحذر حتي لا يراها، وجدته واقف مكانه وساند علي السيارة رفع رأسه لها ونظر لها بغضب وشاور بأيده لها بمعني "اخلصي" فخافت ورجعت خطوة للخلف وهي تشهق واضعة يدها علي قلبها لعل دقاته تهدأ قليلا من صراعها.