الفصل التاسع عشر
_ عايزه اطلع اللعبة دي يا ابيه بليز، بليز
قالتها مروه وهي تنظر إليه بعيون بريئة وترجي نظر لها فوجد عيونها واسعة كطفلة صغيرة فأبعد عينيه عنها حتي لا يضعف أمامها وقال برفض:
_ لاء مستحيل تركبيها دي خطر شويه
كتفت ايدها بضيق ونظرت له بغيظ وقالت بتذمر طفولي:
_ ما هو كل اللعب خطر، يعني مش العب ولا ايه؟
تنهد بصوت مسموع ورفض بإصرار وقال بإصرار:
_ اختاري غيرها يا مروه
نزلت ايدها بحزن وأعطته ظهرها، وقالت وهي ترشف كطفلة صغيرة منعت عنها والدتها الحلوى حتي لا تؤذي أسنانها ولكن كان هذا تمثيل منها ببراعة:
_ أنا عايزه أروح
اتنهد بصوت عالي ووقف أمامها وقال بتعب:
_ بطلي دلعك ده يا مروه، اخلصي اختاري لعبة
_ مش عايزه العب روحني البيت
قالتها بغضب وضربت بقدمها في الأرض كطفلة في الخامسة جعلت عينيه تشتعل بغضب من تذمرها الطفولي، لمحت غضبه وعصبيته فشعرت بالخوف داخلها ولكنها استمرت بدلالها، حاول ان يهدأ من أعصابه وهو يجز علي أسنانه بغل منها وقال بغيظ:
_ اتزفتي أركبيها ولو حصلك حاجة أو سمعت صوتك جوه اللعبة يا مروه، صدقيني هعاقبك وقتها جامد علي عدم سمعانك الكلام ده
حجز تذكرة اللعب ودفعها للأمام وقال بغيظ :
_ يله إتفضلي يا برنسيسة
ابتسمت بفرحة وركضت أمامه بحماس، جلست في اللعبة وهو جلس بجوارها ملتصقة به وعينيها تشع فرحة كبيرة، نظرت له بفرحة وهي تضع حزام الأمان واللعبة بدءت تتحرك بهدوء الأول ثم صعدت فجأة للقمة ونزلت بسرعة كبيرة، صرخت بقوة بزعر وهو يجلس بجوارها يصرخ بها:
_ ودني خرمتيها
صرخت مروه بصوت أعلي وهو وضع ايده علي أذنه يحميها منها، بعد وقت صغير نزل الأثنان من اللعبة وهي تشعر بالدوخة ورأسها يدور بها بينما هو ينظر لها بغيظ وقال بغيظ :
_ عجبك كده أهو دوختي
اتنهد بضيق ومسك ايدها براحة وسحبها لأقرب مكان هادئ، قال بهدوء وهو ينظر لها بقلق:
_ تعالي ارتاحي شويه
أجلسها برفق ثم اشتري لها عصير وأجبرها علي شربه بأكمله حيث قال وهو يمد يده لها بالعصير:
_ اشربيه
مدت يدها تأخذه منه وهي تشعر بالقليل من التعب ولكنها قالت بكذب حتي لا يغضب عليها ويحرمها من اللعب:
_ أنا كويسه
رمقها بسخرية وهتف بتهكم:
_ ما هو باين يله اشربي
شربته وشعرت أنها أصبحت بحالة أفضل ، وقفت بسرعة وصفقت بمرح وهي بتقول بمرح وكأنها لم تتعب منذ لحظات قليلة:
_ يله نجرب لعبة جديدة
ابتسم وهز رأسه بيأس منها، مسك ايدها للبحث عن لعبة جديدة وقرر أن تكون لعبة هادئة هذه المرة.
عند غادة ومعاذ
وقفت غادة وهي محتارة بما تركب أو أي الألعاب تبدأ بها، هي تخشي من الأماكن المرتفعة وتخاف الألعاب تقريبا كلها، تنهدت بضيق وهي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل ؟، زفرت بضيق وهي تفكر انها لن تخبره بشيء بخصوص خوفها حتي لا يشمت بها، رفع حاجبه عندما طال انتظاره وظل يتأملها بحب وقال بمشاكسة:
_ هنفضل كده كثير، أنا عن نفسي ما عنديش مشكلة أفضل اتأملك كده كثير بس انتى إلي هتضيعي يوم خروجك وفسحتك علي الفاضي
نظرت غادة عليه بحيرة فكمل بهدوء:
_ ما تختاري يا بنتي لعبة
تنهدت غادة بضيق وتحركت بعيد عنه وقالت بيأس:
_ مش عارفه اختار ايه؟
رفع حاجبه بتفكير وابتسم بخبث، قرب منها ومثل البراءة وهو بيقول:
_ ايه رأيك أختار أنا
هزت رأسها بموافقة وهي بتدعي بداخلها ألا يختار لعبة مخيفة وصعبة ارتسمت ابتسامه واسعة علي ثغره وقال بمكر:
_ يبقي علي بركة الله، إتفضلي يا انستي
قالها وشاور علي اللعبة التي أمامها مباشرة، فتحت عينيها بصدمة وخوف وهزت رأسها بعدم تصديق، نظرت له بعيون متسعة ثم نظرت علي اللعبة وقالت بهمس:
_ يا حلاوة شمسنا، اتشاهد علي روحي من دلوقتي
لوت شفتها السفلي بتذمر وهو لوي فمه بسخرية وهو يري تعابير وجهها فضحك داخله وكمل بهمس:
_ شكلي هتسلي اووي يا ساندريلا
دخلوا اللعبة الي كانت عبارة عن لعبة قطار الموت
جلس الأثنان بجوار بعضهم البعض، هو سعيد وهو يري وجهها الباهت من الخوف ولا يعلم لماذا وافقت من البداية علي القدوم لمدينة الألعاب؟ وهي تعلم انها لا تنتمي للمكان فهي تقريبا تخاف من جميع الألعاب بالمكان، لعنت نفسها علي ضعفها وموافقتها للعب مع هذا المعاذ، تنفست بصعوبة عندما بدأت اللعبة وغمضت عينيها بتسمع أصوات ترعبها، فتحت عينيها فخرج في وجهها هيكل عظمي فصرخت برعب ومسكت ذراع معاذ برعب وضغطت عليه بقوة، نظر إلي يدها الممسكة به بابتسامة كبيرة علي ثغره وسكت ومن داخله فرحان من قربها منه، بدأت تصرخ غادة بصوت أعلي كل ما يظهر أمامها شيء مرعب، وقبل أن يصلوا لنهاية اللعبة ظهر أمامها مجسم غرقان دم صرخت هذه المرة بصوت أعلي بكثير وغمضت عينيها وخبئت وجهها في صدره ومسكت ثيابه برعب، صرخت برعب وهي بتقول:
_ عا، نزلوني بسرعة مش عايزه أموت الحقوني
ضمها معاذ له أكثر وهو يشعر بمشاعر كبيرة بداخله، وجودها بجواره يشعره بالفرحة وخوفها ولجوئها له ينعش قلبه، يشعر أنها ضعيفة ومحتاجه حمايته وهو قد ثقتها وقد المهمة دي.
بعد فترة صغيرة انتهت اللعبة وتوقفت لكن هي ظلت ماسكة فيه برعب وخوف، الكل بدء ينزل وهو مستكين مستمتع بقربها منه وبيشم رائحتها التي جننته وسلبت قلبه، وأنفاسه تضرب رأسها شعرت بسكون المكان وشعرت بالهواء يضرب شعرها، بلعت ريقها بتوتر وبدأت تفتكر أنها في حضنه، فتحت عينيها بصدمة وبعدت عنه بسرعة وتوتر وقلبت توترها عليه وقالت بغضب مصطنع:
- انت إزاي تحضني كده، قليل الأدب بصحيح
قالتها ودفعته عنها بعنف وقامت بسرعة تبتعد عنه تخفي توترها واحمرار وجنتيها الذي اصطبغ كقطعة طماطم طازجة جاهزة للقطف، وهو ظل ينظر لها بسخط ويرفع حاجب فنهض هو الاخر يلحق بها، مسك ايدها حتي يوقفها ونظر لها بمكر وقال بخبث ومشاكسة:
_ أنا الي حضنتك بردو ولا انتى الي كلبشتي فيه ولازقه بغره
_ اكذب، اكذب هو أنا هعرف أخذ معاك حق أصلا
قالتها بارتباك ثم حاولت سحب يدها وقالت بضيق:
_ وسيب ايدي لو سمحت انت وعدتني
ترك يدها بغضب وهي ذهبت من أمامه وهي بتلعن نفسها علي ضعفها وخوفها، لا تعلم كيف ارتمت بين أحضانه هكذا دون أن تشعر، اقتربت منه بطريقة مهلكة لقلبها ولكن تعترف بداخلها أنها شعرت معه وبقربه بالأمان وهذا يجعل مشاعرها مضطربة أكثر، أما هو تنفس بغضب ولحق بها حتي يحميها.
عند عاصم ومروه
لعبوا العاب كثيرة وفي الأخر وقفوا عند لعبة رمي السهم وإصابة الهدف
صاحب اللعبة اتكلم بهدوء:
_ قدامكم ست سهام والهدف تنشنوا في النصف لو جيبتي الهدف هتاخدي الجايزة
تكلمت مروه بسرعة وقالت بطفولية:
_ أنا عايزه الدبدوب لو سمحت
- اوك فوزي في اللعبة وهتاخذيه
نظرت علي عاصم الذي رفع عينه للأعلى بقلة حيلة وقال بتنهيدة طويلة،
_ خلاص العبي
صفقت بيدها بفرحة ووقفت استعداد للعب ومسكت السهام وعينيها تلمع بثقة، أغمضت عين واحدة وفتحت العين الأخرى ثم نشنت علي الهدف معتقده أنها ماهرة ستصيبه من الضربة الأولي ثم ضربت بدقة هكذا ظنت بمخيلتها الطفولية ولكن الحقيقة ان الضربة لم تكن بدقة نهائي فالسهم طار بعيد عن الهدف، قوست شفاهها بحزن فشجعها عاصم وهو بيقول:
_ ما تزعليش يا مروه، اضربي ثاني وركزي كويس المرة دي
هزت رأسها بالموافقة ورمت السهم الثاني الذي لم يكن أفضل من السابق فقد خرج بعيد عن اللعبة والسهم الثالث والرابع والخامس أيضا، كانت كلها محاولات فاشلة من غير ما يدخل واحد فيهم، زفرت بغضب ونظرت علي عاصم بعيون حزينة وتكاد تبكي، ضحك علي شكلها وقال بهمس بجوار أذنها:
_ ما تزعليش بصي علي الهدف وارمي
نفخت بضيق من كلامه المكرر بالنسبة لها وقالت بتذمر:
_ علي أساس ما بركزشي، اوف اللعبة دي معمولة علشان نخسر فيها ده ظلم
رمت السهم هذه المرة من دون اهتمام ولم تركز في الهدف ككل مرة ولكن دخل السهم في الهدف هذه المرة، تنحت في البداية وهي تنظر إلي الهدف بتيه ورمشت عدة مرات بدون تصديق وكأن عقلها يرفض التصديق ثم نظرت علي عاصم وهي تحرك رأسها ببلاهة لليمين قليلا ثم عادت بنظرها علي الهدف من جديد، صرخت بفرحة عندما أدركت أنها نجحت أخيرا وقالت بصراخ وحماس:
_ فوزت، أنا فوزت أخيرا
لفت حول عاصم وهي تصرخ بحماس:
_ فوزت، أنا فوزت
وقفت مروه بتنهيدة وعينيها علي الراجل صاحب اللعبة وهو يتحرك يحضر لها الهدية، ابتسمت باتساع وتحركت وقربت عليه وسحبت الهدية منه وحضنتها بفرحة كبيرة كأنها حصلت علي قصر كبير وليست كجرد دمية صغيرة.
عند غادة ومعاذ
بيتمشوا فقط حيث لم تلعب غادة أي لعبة جديدة فيكفي ما حدث لها مع اللعبة الوحيدة، كانت تأكل غزل بنات متلذذة بطعمه، رأت من بعيد مروه ابتسمت بفرحة وأخيرا حاجة ستكسر الملل مع ذلك المعاذ البارد، شاورت علي مروه وقالت له بسرعة كما لو أنها وجدت طوق النجاة:
_ مروه هناك أهي
قالتها وسبقته علي هناك، كور ايده بعصبية وهو يراها تركض كالأطفال الصغيرة وليست مراهقة جميلة تنفس بغيظ وقال بغضب:
_ هوريكي تجري كده إزاي يا ست غادة يا عاقلة
لحقها ومسك ايديها بغضب ولفها له ووقفها أمامه بقسوة وقال بغضب:
_ انتى مجنونة ازاي تجري كده؟!
أنزلت رأسها بخوف من عينيه التي ترعبها وقت عصبيته وكسوف من نفسها وقالت بكسوف:
_ أنا، أنا أسفة مش هكررها ثاني
اتنهد بقوة ولانت ملامحه ترك يدها بهدوء وشاور لها تتحرك وقال بحده خفيفة:
_ طيب اتفضلي قدامي
تحركت أمامه من دون أن تنطق فاليوم رغم أنه حلو لكن هي نشعر بضيق، قربها منه يضعفها، وصلت عند مروه التي تمسك بدبدوب كبير فقالت بدهشة:
_ واو حلو الدبدوب ده، هو انتى كسبتيه؟
ابتسمت كروه بفرحة وتباهي وقال بفخر:
_ طبعا يا بنتي لعبت اللعبة دي
وشاورت عليها لتنظر غادة عل مكان ما أشارت له فأكملت مروه:
_ وكسبت بسهولة أوي
قالتها بكذب فضحكت غادة وقالت بسخرية:
_ ما هو واضح اووي
سلطت نظرها علي معاذ ثم عادت بنظرها لمروه وقالت بتمني:
_ أنا كمان عايزه العبها وأكسب
قرب معاذ منها وقال برفض قاطع:
_ لاء ما فيش اللعبة دي، ويله اروحك علشان اتأخرنا
_ بس عايزه أكسب الدبدوب ذيها
قالتها بتذمر نظر لها نظرة قوية ورفع حاجبه للأعلى بتهديد جعلها تخاف منه وتبلع ريقها بصعوبة، ابتسمت بتوتر وقالت بتافف:
_ خلاص مش عايزه، غيرت رأيي، أوف
وتحركت للخارج وهو ذهب خلفها، لحقتها مروه ومسكت ايديها ومعاذ مع عاصم ماشين بهدوء، ركبوا السيارات المركونة أمام مدينة الألعاب وانطلقوا لمنازلهم، وصلت مروه مع عاصم الشقة نزلت من السيارة وسبقته للداخل، انتظرته امام الباب حتي ركن السيارة وفتح الباب لها، مجرد ما الباب فتح عينيها فتحت علي أخرها وصرخت بصدمة من الذي رأته أمامها.
قالتها مروه وهي تنظر إليه بعيون بريئة وترجي نظر لها فوجد عيونها واسعة كطفلة صغيرة فأبعد عينيه عنها حتي لا يضعف أمامها وقال برفض:
_ لاء مستحيل تركبيها دي خطر شويه
كتفت ايدها بضيق ونظرت له بغيظ وقالت بتذمر طفولي:
_ ما هو كل اللعب خطر، يعني مش العب ولا ايه؟
تنهد بصوت مسموع ورفض بإصرار وقال بإصرار:
_ اختاري غيرها يا مروه
نزلت ايدها بحزن وأعطته ظهرها، وقالت وهي ترشف كطفلة صغيرة منعت عنها والدتها الحلوى حتي لا تؤذي أسنانها ولكن كان هذا تمثيل منها ببراعة:
_ أنا عايزه أروح
اتنهد بصوت عالي ووقف أمامها وقال بتعب:
_ بطلي دلعك ده يا مروه، اخلصي اختاري لعبة
_ مش عايزه العب روحني البيت
قالتها بغضب وضربت بقدمها في الأرض كطفلة في الخامسة جعلت عينيه تشتعل بغضب من تذمرها الطفولي، لمحت غضبه وعصبيته فشعرت بالخوف داخلها ولكنها استمرت بدلالها، حاول ان يهدأ من أعصابه وهو يجز علي أسنانه بغل منها وقال بغيظ:
_ اتزفتي أركبيها ولو حصلك حاجة أو سمعت صوتك جوه اللعبة يا مروه، صدقيني هعاقبك وقتها جامد علي عدم سمعانك الكلام ده
حجز تذكرة اللعب ودفعها للأمام وقال بغيظ :
_ يله إتفضلي يا برنسيسة
ابتسمت بفرحة وركضت أمامه بحماس، جلست في اللعبة وهو جلس بجوارها ملتصقة به وعينيها تشع فرحة كبيرة، نظرت له بفرحة وهي تضع حزام الأمان واللعبة بدءت تتحرك بهدوء الأول ثم صعدت فجأة للقمة ونزلت بسرعة كبيرة، صرخت بقوة بزعر وهو يجلس بجوارها يصرخ بها:
_ ودني خرمتيها
صرخت مروه بصوت أعلي وهو وضع ايده علي أذنه يحميها منها، بعد وقت صغير نزل الأثنان من اللعبة وهي تشعر بالدوخة ورأسها يدور بها بينما هو ينظر لها بغيظ وقال بغيظ :
_ عجبك كده أهو دوختي
اتنهد بضيق ومسك ايدها براحة وسحبها لأقرب مكان هادئ، قال بهدوء وهو ينظر لها بقلق:
_ تعالي ارتاحي شويه
أجلسها برفق ثم اشتري لها عصير وأجبرها علي شربه بأكمله حيث قال وهو يمد يده لها بالعصير:
_ اشربيه
مدت يدها تأخذه منه وهي تشعر بالقليل من التعب ولكنها قالت بكذب حتي لا يغضب عليها ويحرمها من اللعب:
_ أنا كويسه
رمقها بسخرية وهتف بتهكم:
_ ما هو باين يله اشربي
شربته وشعرت أنها أصبحت بحالة أفضل ، وقفت بسرعة وصفقت بمرح وهي بتقول بمرح وكأنها لم تتعب منذ لحظات قليلة:
_ يله نجرب لعبة جديدة
ابتسم وهز رأسه بيأس منها، مسك ايدها للبحث عن لعبة جديدة وقرر أن تكون لعبة هادئة هذه المرة.
عند غادة ومعاذ
وقفت غادة وهي محتارة بما تركب أو أي الألعاب تبدأ بها، هي تخشي من الأماكن المرتفعة وتخاف الألعاب تقريبا كلها، تنهدت بضيق وهي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل ؟، زفرت بضيق وهي تفكر انها لن تخبره بشيء بخصوص خوفها حتي لا يشمت بها، رفع حاجبه عندما طال انتظاره وظل يتأملها بحب وقال بمشاكسة:
_ هنفضل كده كثير، أنا عن نفسي ما عنديش مشكلة أفضل اتأملك كده كثير بس انتى إلي هتضيعي يوم خروجك وفسحتك علي الفاضي
نظرت غادة عليه بحيرة فكمل بهدوء:
_ ما تختاري يا بنتي لعبة
تنهدت غادة بضيق وتحركت بعيد عنه وقالت بيأس:
_ مش عارفه اختار ايه؟
رفع حاجبه بتفكير وابتسم بخبث، قرب منها ومثل البراءة وهو بيقول:
_ ايه رأيك أختار أنا
هزت رأسها بموافقة وهي بتدعي بداخلها ألا يختار لعبة مخيفة وصعبة ارتسمت ابتسامه واسعة علي ثغره وقال بمكر:
_ يبقي علي بركة الله، إتفضلي يا انستي
قالها وشاور علي اللعبة التي أمامها مباشرة، فتحت عينيها بصدمة وخوف وهزت رأسها بعدم تصديق، نظرت له بعيون متسعة ثم نظرت علي اللعبة وقالت بهمس:
_ يا حلاوة شمسنا، اتشاهد علي روحي من دلوقتي
لوت شفتها السفلي بتذمر وهو لوي فمه بسخرية وهو يري تعابير وجهها فضحك داخله وكمل بهمس:
_ شكلي هتسلي اووي يا ساندريلا
دخلوا اللعبة الي كانت عبارة عن لعبة قطار الموت
جلس الأثنان بجوار بعضهم البعض، هو سعيد وهو يري وجهها الباهت من الخوف ولا يعلم لماذا وافقت من البداية علي القدوم لمدينة الألعاب؟ وهي تعلم انها لا تنتمي للمكان فهي تقريبا تخاف من جميع الألعاب بالمكان، لعنت نفسها علي ضعفها وموافقتها للعب مع هذا المعاذ، تنفست بصعوبة عندما بدأت اللعبة وغمضت عينيها بتسمع أصوات ترعبها، فتحت عينيها فخرج في وجهها هيكل عظمي فصرخت برعب ومسكت ذراع معاذ برعب وضغطت عليه بقوة، نظر إلي يدها الممسكة به بابتسامة كبيرة علي ثغره وسكت ومن داخله فرحان من قربها منه، بدأت تصرخ غادة بصوت أعلي كل ما يظهر أمامها شيء مرعب، وقبل أن يصلوا لنهاية اللعبة ظهر أمامها مجسم غرقان دم صرخت هذه المرة بصوت أعلي بكثير وغمضت عينيها وخبئت وجهها في صدره ومسكت ثيابه برعب، صرخت برعب وهي بتقول:
_ عا، نزلوني بسرعة مش عايزه أموت الحقوني
ضمها معاذ له أكثر وهو يشعر بمشاعر كبيرة بداخله، وجودها بجواره يشعره بالفرحة وخوفها ولجوئها له ينعش قلبه، يشعر أنها ضعيفة ومحتاجه حمايته وهو قد ثقتها وقد المهمة دي.
بعد فترة صغيرة انتهت اللعبة وتوقفت لكن هي ظلت ماسكة فيه برعب وخوف، الكل بدء ينزل وهو مستكين مستمتع بقربها منه وبيشم رائحتها التي جننته وسلبت قلبه، وأنفاسه تضرب رأسها شعرت بسكون المكان وشعرت بالهواء يضرب شعرها، بلعت ريقها بتوتر وبدأت تفتكر أنها في حضنه، فتحت عينيها بصدمة وبعدت عنه بسرعة وتوتر وقلبت توترها عليه وقالت بغضب مصطنع:
- انت إزاي تحضني كده، قليل الأدب بصحيح
قالتها ودفعته عنها بعنف وقامت بسرعة تبتعد عنه تخفي توترها واحمرار وجنتيها الذي اصطبغ كقطعة طماطم طازجة جاهزة للقطف، وهو ظل ينظر لها بسخط ويرفع حاجب فنهض هو الاخر يلحق بها، مسك ايدها حتي يوقفها ونظر لها بمكر وقال بخبث ومشاكسة:
_ أنا الي حضنتك بردو ولا انتى الي كلبشتي فيه ولازقه بغره
_ اكذب، اكذب هو أنا هعرف أخذ معاك حق أصلا
قالتها بارتباك ثم حاولت سحب يدها وقالت بضيق:
_ وسيب ايدي لو سمحت انت وعدتني
ترك يدها بغضب وهي ذهبت من أمامه وهي بتلعن نفسها علي ضعفها وخوفها، لا تعلم كيف ارتمت بين أحضانه هكذا دون أن تشعر، اقتربت منه بطريقة مهلكة لقلبها ولكن تعترف بداخلها أنها شعرت معه وبقربه بالأمان وهذا يجعل مشاعرها مضطربة أكثر، أما هو تنفس بغضب ولحق بها حتي يحميها.
عند عاصم ومروه
لعبوا العاب كثيرة وفي الأخر وقفوا عند لعبة رمي السهم وإصابة الهدف
صاحب اللعبة اتكلم بهدوء:
_ قدامكم ست سهام والهدف تنشنوا في النصف لو جيبتي الهدف هتاخدي الجايزة
تكلمت مروه بسرعة وقالت بطفولية:
_ أنا عايزه الدبدوب لو سمحت
- اوك فوزي في اللعبة وهتاخذيه
نظرت علي عاصم الذي رفع عينه للأعلى بقلة حيلة وقال بتنهيدة طويلة،
_ خلاص العبي
صفقت بيدها بفرحة ووقفت استعداد للعب ومسكت السهام وعينيها تلمع بثقة، أغمضت عين واحدة وفتحت العين الأخرى ثم نشنت علي الهدف معتقده أنها ماهرة ستصيبه من الضربة الأولي ثم ضربت بدقة هكذا ظنت بمخيلتها الطفولية ولكن الحقيقة ان الضربة لم تكن بدقة نهائي فالسهم طار بعيد عن الهدف، قوست شفاهها بحزن فشجعها عاصم وهو بيقول:
_ ما تزعليش يا مروه، اضربي ثاني وركزي كويس المرة دي
هزت رأسها بالموافقة ورمت السهم الثاني الذي لم يكن أفضل من السابق فقد خرج بعيد عن اللعبة والسهم الثالث والرابع والخامس أيضا، كانت كلها محاولات فاشلة من غير ما يدخل واحد فيهم، زفرت بغضب ونظرت علي عاصم بعيون حزينة وتكاد تبكي، ضحك علي شكلها وقال بهمس بجوار أذنها:
_ ما تزعليش بصي علي الهدف وارمي
نفخت بضيق من كلامه المكرر بالنسبة لها وقالت بتذمر:
_ علي أساس ما بركزشي، اوف اللعبة دي معمولة علشان نخسر فيها ده ظلم
رمت السهم هذه المرة من دون اهتمام ولم تركز في الهدف ككل مرة ولكن دخل السهم في الهدف هذه المرة، تنحت في البداية وهي تنظر إلي الهدف بتيه ورمشت عدة مرات بدون تصديق وكأن عقلها يرفض التصديق ثم نظرت علي عاصم وهي تحرك رأسها ببلاهة لليمين قليلا ثم عادت بنظرها علي الهدف من جديد، صرخت بفرحة عندما أدركت أنها نجحت أخيرا وقالت بصراخ وحماس:
_ فوزت، أنا فوزت أخيرا
لفت حول عاصم وهي تصرخ بحماس:
_ فوزت، أنا فوزت
وقفت مروه بتنهيدة وعينيها علي الراجل صاحب اللعبة وهو يتحرك يحضر لها الهدية، ابتسمت باتساع وتحركت وقربت عليه وسحبت الهدية منه وحضنتها بفرحة كبيرة كأنها حصلت علي قصر كبير وليست كجرد دمية صغيرة.
عند غادة ومعاذ
بيتمشوا فقط حيث لم تلعب غادة أي لعبة جديدة فيكفي ما حدث لها مع اللعبة الوحيدة، كانت تأكل غزل بنات متلذذة بطعمه، رأت من بعيد مروه ابتسمت بفرحة وأخيرا حاجة ستكسر الملل مع ذلك المعاذ البارد، شاورت علي مروه وقالت له بسرعة كما لو أنها وجدت طوق النجاة:
_ مروه هناك أهي
قالتها وسبقته علي هناك، كور ايده بعصبية وهو يراها تركض كالأطفال الصغيرة وليست مراهقة جميلة تنفس بغيظ وقال بغضب:
_ هوريكي تجري كده إزاي يا ست غادة يا عاقلة
لحقها ومسك ايديها بغضب ولفها له ووقفها أمامه بقسوة وقال بغضب:
_ انتى مجنونة ازاي تجري كده؟!
أنزلت رأسها بخوف من عينيه التي ترعبها وقت عصبيته وكسوف من نفسها وقالت بكسوف:
_ أنا، أنا أسفة مش هكررها ثاني
اتنهد بقوة ولانت ملامحه ترك يدها بهدوء وشاور لها تتحرك وقال بحده خفيفة:
_ طيب اتفضلي قدامي
تحركت أمامه من دون أن تنطق فاليوم رغم أنه حلو لكن هي نشعر بضيق، قربها منه يضعفها، وصلت عند مروه التي تمسك بدبدوب كبير فقالت بدهشة:
_ واو حلو الدبدوب ده، هو انتى كسبتيه؟
ابتسمت كروه بفرحة وتباهي وقال بفخر:
_ طبعا يا بنتي لعبت اللعبة دي
وشاورت عليها لتنظر غادة عل مكان ما أشارت له فأكملت مروه:
_ وكسبت بسهولة أوي
قالتها بكذب فضحكت غادة وقالت بسخرية:
_ ما هو واضح اووي
سلطت نظرها علي معاذ ثم عادت بنظرها لمروه وقالت بتمني:
_ أنا كمان عايزه العبها وأكسب
قرب معاذ منها وقال برفض قاطع:
_ لاء ما فيش اللعبة دي، ويله اروحك علشان اتأخرنا
_ بس عايزه أكسب الدبدوب ذيها
قالتها بتذمر نظر لها نظرة قوية ورفع حاجبه للأعلى بتهديد جعلها تخاف منه وتبلع ريقها بصعوبة، ابتسمت بتوتر وقالت بتافف:
_ خلاص مش عايزه، غيرت رأيي، أوف
وتحركت للخارج وهو ذهب خلفها، لحقتها مروه ومسكت ايديها ومعاذ مع عاصم ماشين بهدوء، ركبوا السيارات المركونة أمام مدينة الألعاب وانطلقوا لمنازلهم، وصلت مروه مع عاصم الشقة نزلت من السيارة وسبقته للداخل، انتظرته امام الباب حتي ركن السيارة وفتح الباب لها، مجرد ما الباب فتح عينيها فتحت علي أخرها وصرخت بصدمة من الذي رأته أمامها.