الفصل التاسع عشر

ذهب آسر الي بيت نور ليطمئن عليها ،و كان سعيد جدا عندما سامحه ابن عمه مصطفي ،ذهب الي نور و في طريقه الي منزلها وجد اطفال يتشجرون ذهب ليعرف ماذا حدث معهم ،و يضربون شخص واحد و هم كميه عليه ،لأنه يحب الاطفال و يحب اللعب معهم ،و من يعرفه يعرف انه حنين جدا مع الاطفال و مع الاخرين ،يحب خدمة الناس دون اي مقابل ،متسامح مع نفسه ،بيسامح اي حد حتي لو عمل معاه اي بيسامحوا بمجرد انوا يضحك في وجهه ،ذهب الي الاطفال لأنه وجدهم يضربون بعضهم لبعض بقسوه شديده.
آسر : اي ي واد انت و هوا في اي مالكم ؟
واحد من الاطفال : و انت مالك ي عم انت.
آسر بصوت عالي رعب الاطفال : في اي ي واد انت.
الطفل : بص ي عموا حصل اي ،دلوقتي ي عمو انا ليا عندوا ٢٠٠ بليه لعبنا و خسرهم بقولوا هاتهم يقولي لا و اعلي ما في خيلك اركبوا ،اعمل اي غير اني اربيه.
آسر : طيب انت شايف ان الي عملتوا ده صح يعني.
الطفل : اه لازم يتربي ،الي مش قد اللعب ميلعبش آمين.
آسر : دي مش اخلاق طفل برئ ،دي اخلاق واحد بلطجي ملوش اهل ،اهلك ميستهلوش منك كده.
الطفل و هوا يدفع آسر للخلف : و انت مالك انت بلطجي و لا لاء ،متخلنيش اعلم عليك انت التاني.
آسر و هوا يصفع الولد علي خده بقوة : تعلم علي مين قولت.
الطفل بضيق و هوا يحاول مسك آسر من الياقه بتاعت القميص : انت ي روح امك ،انت فاكرني هعديلك الضربه دي ي سكر.
آسر بضيق لأنه لأول مره احد يهينه و يدخل والدته في الموضوع : طيب بص ي عسل كده دلوقتي انت قولت ي روح امك لو قد اني ازعلك علي الكلمه دي قول ،و لا اعديهالك علشان انت عيل.
خاف الطفل من طريقه آسر : انا أسف ي عموا ،حقك عليا بس انا كنت مضايق شويه.
آسر : ايوه كده تروح بقااا تصالح زميلك الي ضربتوا.
الطفل : لا ي عم و لا مروحش اصالحوا انا يجي هوا.
آسر و هوا يعلم جيدا مدي طيش الاطفال الصغيره : بص ي حبيبي مش معنا انك تصالحوا و تسامحوا يبقاا انت ضعيف ده صحبك و اظن انكم كنتوا مع بعض دايما ،لازم تضحوا علشان صداقتكم تقوي ،اسمع مني الكلميتن دول و انت هتلاقي نفسك رايح تسامحوا ،علشان تاخد الثواب الي بيسامح عند ربنا اجروا عظيم ،التسامح بين الاصحاب يحتاج لقوة عظيمة تمكن الإنسان من تجاهل الأخطاء التي يرتكبها شقيق عمره و رفيق دربه من أجل بقاء الود الذي يجب ألا يفنى بخطأ او اثنين ،الأصدقاء هم العائلة التي يجب أن يحافظ عليها الإنسان لأنهم الكلمة الأولى و الطيبة التي يجب ألا تفنى بتغير الظروف بل كلما ازدادت نيران الحقد في هذا العالم يجب أن تسقى علاقة الصداقة بماء الحب و المودة ، تسيطر على الإنسان في بعض الأحيان ذات سلبية تحثه على الثأر من أصدقائه الذين ظلموه و تصور له الصداقة نوعًا من العلاقات الملائكية، لكن النفس الطيبة تأبى إلا المسامحة و تعلم أن خير الخطائين التوابون ،التسامح بين الأصدقاء يحتاج قوة تفوق قوة الانتقام، و الإنسان العاقل هو من لا يرمي نفسه في ترهات الأمور بل يسعى دائمًا ليكون اليد البيضاء التي تمتد لمساعدة الجميع ،التسامح لا يكون سوى جزء من العدالة، حين يصفح الإنسان عن صدقه و تعود العلاقات كما كانت سوية طاهرة لا تشوبها شائبة، حينها فقط يصل الإنسان إلى التصالح الحقيقي مع ذاته ،الصداقة هي العلاقة الأزلية التي تربط ما بين إنسانين لا دخل لرابطة الدم في تواصلهما، و لما جُبل الإنسان على الخطأ فإنه يجب أن يجبل كذلك على المسامحة، ففي ذلك هدوء للنفس و تجديد لها ،الصديق ليس ذلك الإنسان الكامل الذي يطمح الجميع به و يحلمون أن يكون سندًا لهم و عزًا في كل حين، الصديق هو إنسان جُبل على الخطأ و النسيان و التعب و الإرهاق، و حري بكل شخص أن يسامح صديقه و يكون العفو هو سيد الموقف بينهما ،المسامحة تترك في النفس أثرًا طيبًا خاصة بين الأصدقاء الذين يتكئ بعضهم إلى بعض فيكونون معًا كالجسد الواحد الذي إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ،سامح صديقك حتى تعمر المحبة بينكما و لا يكدرها نصب و لا وصب، سامح و ابتعد عن الحقد و الضغينة حتى تكون سليم النفس مبتعدًا عن سفاسف الأمور و صغائرها، سامح و لتكن يدك العليا التي تبدأ السلام ، المسامحة بين الأصدقاء بمثابة الماء الذي يسكب على العلاقات فيجددها و ينعشها، فالخلاف موجود دائمًا بين أهل الأرض و لكن المسامحة هي صفة رفيعة لا يتمكن أي إنسان من التحلي بها ،كن ذلك الإنسان الذي يستطيع أن يعفو عن زلات أصدقائه و يتغاضى عنها و كما قيل سابقًا سيد قومه المتغابي، أي الذي لا يقف عند صغائر الأمور و حري بالإنسان أن يتمثل تلك الصفة مع أقرب الناس إليه ،سامح مَن يخطئ في حقك و كن أنت المبادر لكل خير من الأمور و خاصة مع الأصدقاء الذين سخرهم الله سندًا ثابتًا للإنسان، و الابتعاد عن الحقد و الضغينة يرفع من النفس إلى العلياء و يجعلها مكرمة على غيرها ،و اظن انكم كنتوا اكتر من اخوات صح؟ المسامحة هي مثل الشمس التي تسطع بعد ظلمة طويلة، فلما تشرق على العالم فإنها تحرره من كوابيس الليل التي كانت تحيط به، إذ الشمس تجلو الهموم و الأسقام ،اعف عن غيرك و خالق الناس بخلق حسن و ليكن قدوتك في ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي عفا عن أهله و قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء، لقد قال ذلك بعد أن عذبوه و آذوه ورموا الأذى في طريقه ،المفروض كلنا ناخد رسولنا الكريم قدوه صح ي حبيبي؟
الطفل : خلاص ي عموا هصالحه علشان خاطرك انت و بس.
آسر بفرحه من الطفل لأنه فهم الكلام بالفعل هوا طيب و لكن طيش الطفوله أثر عليه أثر سلبي : حاضر ي حبيبي و انا راجع هجبلكم حاجه حلوه علشان انت طيب.
الطفل بفرحه : ماشي ي عموا انت جدع قويييي.
آسر و هوا يقبله بشده : و انت طيب قويي ي حبيبي.
ذهب آسر و هوا يشاور الي الطفل الصغير بيداه ،ذهب آسر و هوا سعيد مما فعله الطفل الصغير و انه كان سببا في ادراك طفل صغير مدي اهميه التسامح ،ذهب الي منزل نور و لكن وجد صديقتها شهد تصرخ في البلكونه و تردف و تقول :الحقونييييي.
ذهب آسر يهرول الي المنزل في عجله سريعه ،ذهب ليعرف ماذا حدث لمن ملكة قلبه ،كان يسير في عجله و لكن كان كل ما يقترب يرجع الي الخلف خوفا من ما سيسمعه يكسر قلبه عليها ،و كل امره لله و ذهب حتي لا يذهب رجل غريب اليها.
آسر بخوف و رجليه تخبط في بعضها لبعض : في اي في اي؟
شهد ببكاء : نور وقعت مني في الارض و مش عارفه اعمل اي؟
آسر و هوا يهرول في عجله الي داخل المنزل بخضه : طيب حصلها اي بس حصلها اي؟
شهد ببكاء : اصل عموا و مرات عموا توفوا في حادثه و اعلنوا عنها في التلفزيون و هيا شافت البرنامج الي زايع عنهم.
آسر بصدمه : اي عمي و مرات عمي مالهم؟
شهد ببكاء : عملوا حدثه و توفوا.
آسر و كأن احدهم ثقب عليه دلو ماء مثلج : اي بس هما راحوا عن بيت ابوا مرات عمي نور قالت كده.
شهد : اه معملوا حدثه.
اتتت شهد بالماء و بدأ آسر في افاقت نوره ،بدأ يقول بعض العبارات في اذنها الصغيرتان ،نوري انا بحبك قومي انا سندك انا هكون ليكي اب و ام واخ و كل حاجه بس انتي فوقي ،طيب قومي و نتخانق بس متتعبيش و توجعي قلبي عليكي ،انا عارف ان دي صدمه حتي انا دي بالنسبالي صدمه بس لازم نتماسك اكتر من كده ،ده انا كنت ناوي حتي لما عمي يجي هوا و مرات عمي كنت هطلب ايديك ،و تبقي معايا وليا و في حضني و بس لكن كده لاء ي حبيبتي ،فوقي متوجعيش قلبي عليكي ي سكرتي ،و بعد فتره افاقت نور و بدأت تلف يداها حول عنق آسر و تتشبث به لتشعر بالامان ،في بدايه الامر صدم آسر مما فعلته و لكن بعد ذلك بادلها هوا الاخر نفس الحضن ،و كان في ذلك الوقت تراقبه شهد و هي مخنوقه من فعلة صديقتها و لكن اعطتها عذرها لأنها لم تكن في وعيها ،و بعد فتره قالت شهد؟
شهد ببكاء : ابعد عن نور لو سمحت غلط كده.
آسر : مش غلط نور هتبقاا مراتي.
شهد : طيب لما تبقا مراتك ابقاا اعمل برحتك لكن كده اسموا زنه.
آسر : بس هيا تعبانه و محتاجه للامان؟
شهد : ممكن تحسسها باللامان من غير احضان ،بكلمه بأي حاجه لكن احضان لاء عيب غلط كده نور لو في وعيها مكنتش سكتت عن الي بيحصل ده و انت عارف نور كويس مش محتاجه اعرفك عليها.
آسر بضيق من هذه الفتاه التي كانت اللسبب في بعده عن جزء منه : حاضر ماشي هبعد.
بدأ يقول مش لازم نفكرها بالي حصل قبل ما يغماا عليها مفهوا ،اوءمت شهد برأسها ايجابيا.
بعد برههه من الوقت افاقت نور ،و بدأت تقول انتوا اي الي جابكم هنا؟
آسر بفرحه : اي في اي ي نوري ،الف حمد لله علي سلامتك.
نور بفرحه مما قاله آسر و كأنها لاول مره تسمعه حاولت نور ان تخبئ فرحتها : اي نوري دي لو سمحت ،هوا انا اي الي حصلي خلاك جيت هنا و انت تدخل البيت ازاي و بابا و ماما مش هنا. افتكرت نور ما حدث لوالديها بابا و ماما بابا و ماما ،بدأت في البكاء ي ربي انا عايزاهم عايزه بابا و ماما بدأت شهد و آسر تصبيرها علي فراق روحها.
آسر : البقاء لله ده قضاء ربنا ي حبيبتي انا جمبك ،و مش هسيبك و الله بس اهدي و استهدي بالله عليكي ، اللهم اغفر لهم و لجميع المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات ،اللهم ثبته بالقول الثابت، و ارفع درجته، و اغفر خطيئته، و ثقل موازينه، اللهم حاسبه حسابا يسيرا، يا من أنت أرحم من عبادك بأنفسهم و من الأم بولدها ،اللهم اغفر لعمي و مرات عمي حتى لا يبقى من المغفرة شيء ،اللهم ارحمهم حتى لا يبقى من الرحمة شيء ،اللهم ارض عنهم حتى لا يبقى من الرضا شيء ،اللهم اغفرلهم عدد خلقك ،و اغفر له مداد كلماتك ،و اغفر له زنة عرشك ،و اغفر لهم رضا نفسك ،برحمتك يا أرحم الراحمين ،اللهم اغفر لهم و ارحمهم، و عافهم و اعف عنهم، و أكرم نزلهم و وسّع مُدخلهم، و اغسلهم بالماء و الثّلج و البرد، و نقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، و أبدلهم داراً خيراً من دارهم، و أهلا خيراً من أهلهم، و أدخلهم الجنّة، و أعذه من عذاب القبر أو من عذاب النار ،هما محتاجين الدعاء مش محتاجين العياط و لا الكلام ،حرام عليكي ي نوري ،قومي البسي علشان نروح ندور عليهم في المستشفيات سواا.
نور بإنهيار : ماشي هقوم البس ي رب اموت قبل ما اشوفهم انهم مش معايا.
آسر بحزن و هوا يحاول تماسك نفسه : متقوليش كده انا معاكي و مش هسيبك ابدا ،و خليكي واثق ان لو الكل بعد عنك انا عمري ما هبعد.
نور بإنهيار : يعني مش هتسيبني ابدا ؟
آسر : مش هسيبك ابدا ي نوري.
ذهبت نور الي غرفتها و هي في حالة انهيار تام ،ذهبت الي غرفتها و بدأت النظر الي صورها مع والديها و كم كانوا سعداء ،بدأت نور معاتبتهم و كأنهم امامها ،بدأت تقول و هي تبكي معقوله ي نن عيني سيبتوني لوحدي ،طيب عصام راح صبرتوني انتوا و دلوقتي روحتوا لعصام و سيبتوني ،طيب عصام عند ربنا ،لكن انا في الدنيا الي مفهاش خير كلكم اتجمعتوا و سيبتوني وحدي ،طيب تعالوا اقعد معاكم شويه ،مش كان نفسكم تشوفوني و انا عروسه تعالوا شوفوني و ابقوا امشوا لكن سيبتوني لوحدي ،انا عارفه انكم في مكان احسن بس خدوني معاكم خدونيييي معاااكم ، بدأت تبكي بصوت عالي ،ذهب اليها آسر و بدأ في دقق الباب عليها ردت نور و قالتلوا حاضر بلبس و جايه اهوا ،قال لها فيكي حاجه ي نوري ،قالت لاء مفيش اي حاجه جايه ،ارتدت نور فستان اسود وحجاب اسود مما زادها جمالا و زادها بريقا و لمعانا ،الاسود عليها بين ملامحها البسيطه الجميله ،و بشرتها التي كالاطفال ،ذهبت مع آسر الي اسفل ليذهبوا الي المستشفي ،ذهبوا الي المستشفي و بدأ آسر قول عبارات مؤلمه و لكنها تخرج من اعماق فؤاده لا يعلم انها ستبكيها و لكن قالها بتلقائيه ،بدأ يقول لها للشوق تفاصيل و طقوس كثيرة، نقف عليها كلّما مرّ طيفه الرمادي في الذاكرة، و كأنه يرصد رسم الحضور ،في كل مرة يأخذني الشوق و الحنين إلى ذلك المكان، أقف على أطلال كلماته التي كانت تقطر عسلًا في كل مرة كنت أرى عمي و مرات عمي فيها دول كانوا ابويا و امي مش عمي و مرات عمي، الشوق لا دين له، ففي كل ركن في ذلك المكان يهبني ألمًا أكثر من سابقه، و كأنه يجلدني بسبب ذاك الطيف البعيد ،في ذلك المكان البعيد، و على ذلك المقعد الرمادي المعتق تتسرب ذكرياتي واحدة تلو الأخرى و كأنها لحظة احتضار ،لشوق فعل شنيع، يجب على كل من يطرقه أن يحاكم في محكمة الفراق ،مفوقتش من فقد جدي فقدت عمي و مرات عمي، فالشوق لا مكان له بعد لحظة الغياب الطويل ،الشوق يجعلك أكثر وجعًا كلما مررت بذلك المكان الذي في كل ركن منه رائحة تأخذك لذلك الغريب، في تلك الحديقة القاحلة المليئة برائحة الشوق، تجري تلك الذكريات البائسة على عجل بين الزهور فتزيدها ذبول في كل مرة تمر بجوارها، الشوق لا قانون يحكمه و لا شريعة، ففي كل مكان مر منه ذاك الغريب تتسرب روائح و ذكريات، كتراب في ساعة رملية. على أعتاب ذاك البيت البعيد، مرّ غريب مرة، ترك في القلب ندبة و ألف، ندبة ما زالت تنزف في كل مرة يمر الشوق إليه، في الوقت نفسه، و في ذلك المكان، شخص ذو معطف رمادي طويل، و قبعة سوداء، منحته قلبي مرة، فألقاه في غياهب الشوق ،أكره ذاك المكان فرائحة الدواء فيه تخنقني، بل تكاد تلقيني في غياهب الموت، ذاك الموت الذي يحضر بلا كفن، خد جدنا مره واحده بدون توقع و دلوقتي خد عمي و مرات عمي بس الفرق ان عمي و مراته في حدثه لكن جدك بالمرض ذكريات بائسة، يتعلق به أعزاء غادرونا بأجسادهم مرة واحده، و لم يغيبوا عن أرواحنا لحظة ،تلك التي كانت تنتفض من المرض تركتني وحيدة، لا حول لي ولا قوة، أغوص في تفاصيل فراشها الممتلئ بها، أكره المرض و أسخط عليه؛ فقد جعلنا بعد ذاك الفراق نتألم في اليوم مرة و ألف، نتوجع لا دواء يسعفنا و لا الذاكرة، كل تلك الأدوية الغالية، ورائحة المعقمات، تلقي الروح في تفاصيل كثيرة، غابت فجأة من غير سابق إنذار ، أكره ذاك المرض، أكره بكل أعراضه التي كانت تستنزف في كل مرة طاقتي التي كانت تدرك أنها ستأخذني إلى لحظة الفراق الأخير. عجبًا لقدر الله، يأتي بالمرض تارة، لينذر تلك القلوب الضعيفة بأن تتأهب للحظة ليست منتظرة، لكن عمي لم يسكنه المرض نهائيا و لكن فراقنا، لحظة قد نفقد فيها عزيزًا ،كل ما يتعلق بالمرض من تفاصيل تجعلنا نستذكر كل لحظة تربطنا بعزيز، و كأنه يفرغ أرواحنا بكل ما يتعلق بذاك العزيز ،تلك الرائحة أنا أعرفها جيّدًا، هي رائحة الدواء الذي كان سببا في مشاعري التي تحتضر على أرصفة الذاكرة ،عندما يأتي يوم القيامة، سأطلب من الله أن ينصفني في ذاك المرض الذي أخذ مني تلك الروح التي ما زالت تنبض بي، تنبض في عمق الذاكرة، اهدي ي نوري الدنيا دي فانيه.
بدأت نور في البكاء و الصراخ و صوتها بدأ يتعمق المكان.
ي ترااا هيحصل اي بعد كده.............
" وبكده يكون خلص البارت ي رب يكون عجبكم "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي