الفصل السادس عشر

كان مراد لا يريد لهذه الجلسه ان تنتهي، هو كان ينتظر ان يسمع منها كل ما لديه فهو لم يقابل فتاه مثلها من قبل،كانت ثقتها بنفسها وهي تتحدث وفخرها بما تفعله واعتزازها بكونها فتاه بسيطه استطاعت ان تحقق كل هذا تعطيها مثلا على ما فقده فهي لم تحاول ان تغير وضعها فقط لتلائم ما يظن بها الناس بل فرضت هي واقع تريده لنفسها كي تكون بمكانه وصوره محترمه امام الجميع.

رقية: اتمنى ان الفيديو ما يكونش زعل حضرتك احنا كنا عاملينه لان احنا شايفينك انك قدوه لشباب في البلد كثير رغم كل الفرص اللي كانت عندك الا انك قدرت تعمل مكان على نفسك بعيد عن كل اللي كنت تملكه

مراد: هو غريب فعلا ان انا الاقي احد عامل عني حاجه زي كده او ان انتم شايفيني كده وليه ما حدش يبلغني بحاجه زي دي؟
رقية: لان حضرتك ما كناش محتاجين من حضرتك اي شيء كل الموضوع ان احنا كنا عايزين ننشر عن شخصيه قدرت انها تحقق مكانه فقط بمجهودها رغم كل المغريات اللي حواليها الا انها ما حاولتش استغلها وكان اول مثال على ذلك حضرتك.

مراد: ياه انت شايفه في كل ده ما اعتقدش ان انا وصلت لربع اللي انت بتقولي عليه ده ولان شخصيتي بالشكل ده.
نظرت له رقيه بتركيز شديد فكان خلف ما يقول شيئا جعلها تشعر انه يعاني من خطب ما،فهي كانت جيده في القراءة مشاعر الناس

: بالعكس حضرتك كده واكثر كمان لو عرفت كم شاب قصتك دي الهمتهم ان هم يغيروا من حياتهم ويبداوا يبنوا مستقبلهم بكل الامكانيات اللي يقدروا عليها هتعرف كويس قوي ان حضرتك كده و اكثر كمان

مراد بص لها وكان بيفكر وكانت نظرته كلها غموض وهو بيتكلم معها بنبره غريبه
مراد: الظاهر ان انا ما كنتش شايف نفسي كويس زي ما ناس كثير شايفاني
رقية: دائما نظره الناس لنا بتختلف على حسب وما شايفه انها ازاي وكل اللي هنا شايفين ان انت رمز الرموز البلدي زي ما انا شايفه حضرتك قدوه بالضبط وما اعتقدش ان مراد رضوان هيقل عن كده
رقيه خلصت كلامها وبسط لي زي ما تكون متاكد على كل حرف هي قالته في اللحظه دي مراد كان حاسس بقوه غريبه جواه ان هو فعلا لازم يبقى نفس الشخصيه اللي الناس كلها شايفاها مش اللي هو عايزها واللى للاسف مترقهاش للي هو عليه دلوقت.

في الوقت ده كانت مايا متابعه كل اللي بيحصل وكانت فاهمه كل كلمه بيقولها مراد وايه القصد منها رغم ان كل اللي حواليه ما كانوش فاهمين،كانت عارفه كويس ان الموقف ده والمقابله دي هدمت كل اللي هي كانت بتعمله لكنها مش هتسمح ابدا ان بنت زي دي تهد كل اللي هي كانت بتبنيه .

تدخلت مايا في الحديث محاوله ان تغير دفة الامور اليها
مايا: اعتقد يا مراد ان البنك عندك مش هيوافق ان انت توظف خريجه لسه ما لهاش اي خبره ولا ايه خاصه ان هي ما تعرفش اي حاجه عن الناس اللي المفروض انها تتعامل معها؟
مراد: بالعكس ده رقيه حظها حلو جدا لان عندي في البنك طالبين تعيين دفعه جديده تحت التدريب لمده ست شهور وكان من شروطها انهم يكونوا اوائل دفعتهم ودي حاجه حلوه جدا.

رقيه كانت سعيده جدا لانها حست ان حلمها اخيرا هيتحقق لكن ما كانتش فاهمه ايه السبب هجوم خطيبه مراد عليها رغم انها اول مره تقابلها وما اعتقدش انها غيره لان الفرق بينهم كبير قوي البنت جميله بجد يعني المفروض تبقى واثقه من نفسها اكثر من كده.

رقية: ده شرف كبير لي يا استاذ مراد ان انا اتدرب تحت يد حضرتك وعموما الورق بتاعي معك اي حاجه هتبقى ناقصاني انا على استعداد ان انا اعمله وما تقلقش اكيد هاشرف حضرتك مش هاحرج موقفك ابدا قدام مديرين حضرتك.
مراد: انا واثق من ده يا رقيه وعموما خلال الفتره اللي انا هابقى قاعد فيها هنا يا ريت تيجي وانا هابدا اضربك على بعض الامور اللي هتحتاجيها خلال الاختبار اللي هم هيقوله به في البنك لان يهمني ان انت تنجحي فيه.

رقية: يا خبر حضرتك هتضربني بنفسك ده شيء يسعدني بس مش عايزه اثقل على حضرتك بما ان حضرتك جاي اجازه وما اخذش حضرتك من والدك....

لم تكمل رقي حديثها لقد رات ابتسامه مراد التي لاول مره ترى وشعرت ان قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها
مراد: ايه كميه حضرتك اللي انت عماله تقوليها دي ايه يا بنتي انت بتتدربي عليها.

رقية: معلش بس الكل مقام مقال وحضرتك مقامك كبير عندنا قوي
مراد: تسلمي يا ستي وانت والله قدركم عندي كبير قوي وفخور جدا اللي في بلدي بنات مثقفه قوي كده لو واصلين للعالميه كمان.

لحظه صمت مرت بينهما كان فيها مراد يتامل ملامح رقيه البريئه وكم اعجبه ما راه فكيف لم ترى عيناه هذا الجمال من قبل ليعلم جيدا ان ليس الجمال يرى الا حين يرى قبح العالم كله بعضها سيري الجمال متى ما مر عليه.

فجاه تدخلت ليلى في الحديث وقررت ان تستغل هذه الفرصه علها تستطيع ان تنجز لوالدها احدى الصفقاته فهي تهيئ نفسها كي تعمل مع والدها بالمجموعه الخاصه بي وقد تكون هذه الفرصه البوابه التي قد تجعل والدها يقتنع بانها تصلح للعمل معه.

ليلي: رقيه معلش ممكن تساعديني ان انا اقابل هنا بجد انا نفسي اقنعها انها تتعامل مع المجموعه عندنا

رضوان: ما فيش داعي يا ليلى انا كنت باحاول اصلا ان انا اشتري الجنينه دي علشان اهديها لمايا بس لسه ما وصلنيش رد من ابو رقيه

شعر والد رقيه بالاحراج كيف سيخبرهم ان ابنه اخي ترفض بيع هذه الجنينه الا ان رقيه هي من تولت الرد عن والدها كي لا يشعر بالاحراج وايضا كي يعلم رضوان انها لن تستغل ابدا امور ابنه عمها كي تحقق حلمها ولتكن الامور واضحه من الان

رقية: اسفه جدا يا رضوان بيه بس للاسف هنا مش بتفكر ابدا في انها تبيع الجنين وطبعا انت عارف كويس قوي ان قيمه الجنينه هنا مش عشان الفلوس بتاعتها ولكن لاني لها قيمه معنويه كبيره جدا عند هنا لان ده كان حلمي والدها وهي اخيرا حققته ما اعتقدش انها تقدر انها تستغني عنه دلوقتي فانا حبيت اقول لك انا بنفسي علشان ما يبقاش في احراج من ناحيتنا بعدين

مايا: يعني رفضته ان هو يشتري الارض بتاعتكم دي وجايين بكل بجاحة تطلبه من ابنه ان هو يساعدك انك تشتغلي معه في البنك حقيقي بجحين

رضوان بغضب: ايه اللي انت بتقوليه ده يا مايا يا بنتي الناس محترمه وعيب تتكلمي معهم كده وهم في بيتي مش من عادتنا ان احنا نهين ضيوفنا وبعدين دي امر وده امر دول اهل بلدي وان كنت اقدر اساعدهم اساعدهم اما هم عايزين يبيعوا او ما يبيعوش دي حاجه ترجع له وانا ما بسويهمش احد على حاجه او خدمه هاعملها لهم.
رقية بحرج: عموما يا استاذ مراد انا باعتذر على اللي حصل انا حبيت بس اوضح الامور ولو حضرتك لسه عند رايك فانا هانتظر من حضرتك اتصال تبلغني فيه ان كنت هاقدر اقدم للاختبار ده ولا لا هتلاقي رقم مكتوب في الورقه عندك علشان ما يبقاش في احراج لو حضرتك حابب انك ترفض ممكن تبلغني او ما تتصلش ما اعرف ان انت خلاص مش موافق على اني اشتغل مع حضرتك

مراد: باعتذر يا رقيه عن خطيبتي هي ما تعرفش احنا بنفكر ازاي او ايه عوايدنا وما تعرفش ان رضوان بيه مش هو اللي بيعمل خدمه قصاد خدمه وعموما انت مؤهله جدا ان انت تشتغلي في البنك يمكن اكثر من اي احد ثاني واكيد هاساعدك في ان انت تنجحي كمان في الاختبار ده هو عموما هاتصل عليك برضو اول ما هابدا تدريبك ان شاء الله قبل ما اسافر


مشيت رقيه هي ووالدها بعد ما حست بالاحراج الشديد خاصه ان والدها ما تكلمش من بعد ما خرجوا فحاولوا تلطف الامور شويه معها وتحسسه ان ما فيش اي حاجه حصلت.

رقية: باعتذر يا بابا بس كان لازم يبقوا عارفين اتمنى ما تكونش زعلان مني
: لا يا بنتي انا مش زعلان منك انا بالعكس زعلان من نفسي وخائف قوي ان هو ما يوافقش يشغلك معه يا ريتني كنت وافقت بنت عمك وحولت الارض كلها لجنائن كان يمكن ساعتها بعتها له عشان خاطر تحققي مستقبلك.

رقية: ما فيش حاجه بتفوت من نصيب احد يا بابا مين قال لك يعني ان اللي حصل ده مزعلني في حاجه بالعكس عموما الحمد لله ما تقلقش بنتك تفوت في الحديد وبكره تشوف.

كان والد رقية فخور بها فعلا وعارف ان بنته ما شاء الله عليه وانها تقدر تحقق حلمها بسهوله من غير ما اي احد يتدخل او ان هو يبقى واسطةه لها هي واسطة نفسها.

اما عند مراد ومايا فهو كان لازم يوقفها عند حدها بعد الاهانه اللي وجهتها لضيوف برده فطبعا استاذن من والده واخذها وطلع الجنينه بره وبدا يعنفها اللي هي عملته.

مراد: انت ايه اللي انت عملتيه ده يا استاذه انت ازاي تتدخلي في اي حديث بيني وبينك ضيوف لوالدي وتهنيهم كمان انت عاوزه الناس في البلد يقولوا ان رضوان بيهزق الناس في بيته وانه خاطب ابنه لواحده ما بتفهمش في الذوق؟

مايا: ومين قال لك يعني ان هم احد منهم يقدر يتكلم انت عارفه انت بتتكلم عن مين انت ناس ما لهمش اي لازمه ثم انت فكرك يعني هي اللي هي عاملاه ده ما هي كانت بتعمل كده عشان انت تبقى زي الاهبل وتصدق ان انت لك قيمه عندهم.

مراد: مايا ما تفتكريش ان انا علشان باسمع كلامك في اللي انت عاوزاه يبقى هيجي عليك يوم تمشيني او تغلطي في اهلي او في الناس اللي انا جاي منهم لا تصحي لنفسك وتفهمي كويس قوي ان الناس دول ما ينفعش تغلطي فيهم ولو حصل وتكرر موقف ده ثاني يا مايا صدقيني مش هيحصل كويس وعموما احنا كده كده لسه على البر

مايا بسخرية: على البر ليه هو احنا نمنا مع بعض ده نخلي علاقتنا لسه على البر يا بيه ولا انت فاكر ان هي بسهوله افترض ان انا حامل دلوقت هترمي ابنك وتمشي ولا هتتبرى مني

مراد ما كانش مصدق ان بجحتها ممكن توصل للمرحله دي ما فكرش اللحظه ان هي ممكن تسيب نفسها تحمل خارج الزواج وتكسفه او ان هي تكبره على انه يتجوزوا ما كانش شايفها بالسوء ده لكن دلوقت ما كانش عارف هو شايف مين قدامه
مراد: وانت ممكن تفكري تعملي كده في نفسك في وفي طفل ما لوش ذنب انك تجيبيه خارج اطار جواز انت بتفكري ازاي؟
: بافكر زي ما المفروض افكر اما اعوز حاجه لازم اوصل لها وما تفتكرش ان انت تقدر تغير اي حاجه من اللي انا عاوزاها دي وعموما انت لازم تبقى عامل حسابك كويس قوي ان اللي هيحصل بيني وبينك دلوقت هو اللي هيستمر ما تفكرش في اي واحده ثاني غيرك ولا تفكر ان انت تخلص مني غير لما ابقى انا عاوز اسيبك.

مراد ما كانش حاسس بنفسه هو بيسمع منها الكلام ده كل اللي كان شايفه قدامه انها شيطانه كل اللي بتحاول تعمله ان هي تسوء حياته اكثر واكثر وكل فتره الموضوع بيزيد وبتظهر على حقيقتها اكثر وهو بيلعن نفسه 1,000 مره ان هو وقع تحت سيطرتها في يوم من الايام.

على الطرف الثاني كانت ساره بتجهز نفسها علشان انها تروح للبلد اللي هيبدا فيها عادل مشروع وابحاثه وكانت مجهزه كل الخطط المفروض تمشي عليها والبدائل بتاعتها وكل اللي كانت هتعمله معه

في الوقت ده كان كل كلمه بتقولها ساره ومايكل كان بيتم تسجيلها وكل خط حطوها كانت متراقبه في الوقت ده الظابط اللي كان موكل ومراقبه الشقه اللي تقيم فيها ساره بلغ رؤسائه بكل اللي هو وصله والخطه اللي موضوعه على شان ان هم يوقعوا دكتور عادل وكل اللي معه لا وكمان يسرقوا خطبت
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي