الفصل التاسع

إنقطع عن الكلام ، وساندرا تنظر اليه ، ومع كل ما رأته من تعابير محزنة على وجهه ،



فإنها قطبت حاجبيها بكثير من الشك ، لم يكن من الضروري ان يذكر الدين الذي له في ذمتها، وان يذكرها بالوعد الذي وعدته به هناك شيء خاطيء لكن حديثها جاء معاكس لما تشعر به فقالت:

" هاري ، أنت أنقذت حياتي بمحض إرادتك ، وإذا جاء يوم أستطيع فيه أن أرد



المعروف ، سوف افعل ، مهما كان الثمن."

صممت ساندرا عليها أن تفي بوعدها، من دون أن يذكرها بذلك حتى، فسوف تنقذ هاري طالما ذلك في قدرتها، إنها مجبرة أخلاقيا ان تنقذه من اجل شرف الوعد الذي قطعته على نفسها، وصممت أن تفي به وقت الحاجة، والآن جاء الوقت المناسب لتفعل!!









لكن ما تتعجب منه فعلا السبب الذي يدفعه للإصرار على الزواج منها بهذا الشكل !

بدأ التعجب يتحول إلى رعب، هناك شيء ما يكيده لها

وجدت نفسها تتردد، عندما فكرت في حياتها وكيف ستقضيها مع باريس فيليب كما فكرت بمرارة القدر القاسي الذي يعبث بها للمرة الثانية، الضمير ،



الشرف، المسؤولية، كل هذه كانت تلح عليها، وايقنت أن لا مهرب لها البتة.

مفزعة هي الحياة وتعسة مع باريس فيليب، الرجل الذي ، وبدون رحمة ، إستغل معرفته



بالخفايا كشبكة يجرها بها اليه ويضعها تحت سيطرته ولكن كل ذلك لا ينفع الآن يجب أن ترد له الجميل

" هاري " !

وإضطرت ان تنتظر بضع لحظات قبل ان تستطيع ان تهيء الكلمات لتخبره ، إنها



قررت ان تكون زوجة باريس فيليب

" سأفي بالوعد وأتزوجه يا هاري"

ظهرت امارات الاعتراض على وجهه وقبل أن يتحدث قطعت كلامه بإيماءة من يدها.

" لقد قررت ، ولذا ، ارجوك دعنا من هذا الأمر نهائيا ." هرب الدم من شفتيها بعد أن نطقت بكلماتها الأخيرة وإستدارت نحو النافذة، وبكل



المرارة التي تعتمل في نفسها، أخذت تتأمل بجو الهدوء والسلام الذي يلف الطبيعة خارج منزل باريس فيليب ،



ذلك الهدوء والسلام الذي ربما تفقده وإلى الأبد.

غريب القدر، وكأنها في دائرة مغلقة تتكرر ولا تستطيع الهروب منها أبدًا

في المرة الأولى ضحت بنفسها من أجل أخيها، رمت بنفسها إلى الوضيع " ماكس أليكسون" لكن كان القدر هادئًا قليلاً وحررها سريعا من ذلك الزواج الكارثي، ولكن



الآن ليس لها أي أمل في الخلاص، كيف ستتخلص من رجل مثل باريس فيليب!

كل ما عليها فعله بداية من الآن أن تعوّد نفسها على حياة العذاب مع رجل



أحبها مرة ثم كرهها مرة أخرى، يلومها على زواج غير سعيد أكرهت عليه ويريد الانتقام منها بنية سيئة واضحة جدًا

خرجت من أفكارها السوداء وإستطاعت أخيرا أن تقول:

" لماذا لم يقم بهذه المساومة من قبل؟ ."

التفت هاري نحوها بتعجب ورد سؤالها بسؤال منطقي أكثر قائلاً :

" كيف يمكنه أن يتزوج منك ولديه زوجة ؟ كان يبيت النية ويراقبنا طوال تلك السنوات وعندما ماتت زوجته قرر بسرعة القيام بهذه اللعبة الحقيرة ."

توقف هاري عن الكلام، ولاحظت ساندرا أنه لم يعد يبدي إعتراضا وهذا يعني انه



إرتاح لإختيارها الذي يرفع التهديد الجاثم على صدره وتابع يلمح انه من الممكن ان



يكون باريس فيليب هو الذي قتل زوجته، فصاحت:

" ماذا تعني بالضبط؟ هاري! أنت تخيفني

هز كتفيه نافيًا وقال:

" أنا لا أنزهه عن القتل، ولا أقر ذلك عنه، على كل حال هو لا يمكن ان يرتكب معك جريمة كهذه، فلا تقلقي



على سلامتك ساندرا

أحست بالغضب ثم سألته : من أين أتيت بتلك الثقة ؟!

تنهد هاري ثم قال : لأنه يحبك ساندرا، للأسف يحبك

يحبني ويفعل هذا معي ؟ يجبرني على الزواج منه!



إبتعدت ساندرا لتخفي عنه التعاسة التي بدت في عينيها وتلك الدموع التي بدأت في التلألأ فيها، لم يأت خلفها ولم يهتم مثلما اهتمت به، فهو إذن لا يبالي بما يحدث لها،



والآن عرفت أنه منذ البدء كان يتعمد أن يخلق وضعا تكون نهايته التضحية بها!

ذكرت الآن إحساسها منذ دقائق، فقد كان هاري ما يبديه من عاطفة مجرد وسيلة حتى



يفلت بجلده من مصيبته وأفعاله التي فعلها في الماضي، فهو لم يعد يحاول ان يثنيها عن القرار الذي إتخذت فقط رفض مرة واحدة!



كانت على حق، ففي الصباح التالي غادر باكرا، من دون توديعها أو قول أي شيء حتى لم يمر على غرفتها وهو متأكد أنها مستيقظة، كلام باريس قد تحقق ولم يغمض لها جفن فعلا،

لتتفاجئ عندما قررت الخروج من غرفتها ومواجهه هاري بتلك الشكوك والمشاعر التي انتابتها بأنه كاذب وهناك شيء آخر يخفيه عليها وقبل الذهاب نحو غرفته قابلها الخادم ليسلم لها ورقة بخط تعرفه جيدأ ف هو خط " هاري دارك" ترك تلك الملاحظة وسلمها للخادم !



اخذت الورقة وجرت عينيها بسرعة على الكلمات والتي لم تكن كثيرة وقرأت : الوداع ، وأشكرك، أرجو الا تكون الأمور سيئة جدا، على أية حال

فلديك جميع وسائل الراحة والرفاهية.

وكانت الورقة موقعة بإسم هاري!

شحب لونها واستدرات حتى تهرب إلى الغرفة لتجده في وجهها وقف كالسد المنيع، وقفت ورفعت نظرها نحو اليوناني الداكن الذي ظهر من غرفة الطعام ووقف



الى جانبها ، يقرأ من فوق كتفها الورقة التي كانت بين يديها ، وردد الجملة بسخرية واضحة " على أية حال فلديك جميع وسائل الراحة والرفاهية، نعم يا جميلتي ساندرا سوف يتوفر



لك كل هذا لأن هذا كل ما يهمك ! فالمخلوق الوضيع الذي فضلتيه علي لم يترك لك شيئا للأسف



، وذلك ما كنت تستحقينه ."

ذيل كلماته بضحكة ساخرة، تأملته جيدًا كان النصر يشع من عينيه، والسخرية تبدو على شفتيه حين تابع يقول:

" والآن بعد كل شيء ، اصبحت لي

، أنت التي إتخذت القرار وأنا قبلت به، رئيسك



لعب لعبة بمنتهى الأنانية عندما سرق ذلك الرجل المسن، لقد كنت مخطئة في رأيك



فيه ، أليس كذلك؟."

أحنت ساندرا رأسها، لم يترك لها هاري فرصة للدفاع عنه بأي شكل تنهدت وقالت:



  بدأت أدرك أنه منذ البداية كان يريدني أن أقطع الوعد الذي يلزمني بالوفاء له مهما حدث

" إنه رجل شرير حتى ولو أنقذ حياتك كما حدث!



" لا اريد أن أتحدث عن هاري بهذا الشكل، مهما حدث فأنا مدينة له بحياتي والآن أرهن هذه الحياة وأضحي بها، من



أجل حمايته من شرورك ."

قالتها وضغطت حروف " شرورك " والتي كانت تحمل كل معاني القهر والضغط

" كوني حذرة من كل كلمة تقوليها. "

قالها وقد خفت صوته إلى أن أحست أنها فحيح حية!

قد كان تحذير منه وهو يقترب منها، وبيد خشنة رفع رأسها نحوه، وتبع يقول: أنا لست ذلك الشاب المريض بحبك الذي عرفته مرة منذ زمن، لقد تغيرت وإلى الأسوأ، وأعرف



تماما كيف اعاقب الذين يغضبونني."

شدد الضغط على ذقنها بعد أن ظهر الرعب جليًا على وجهها، واضاف:



تعلمي كيف تنحنين امام إرادتي ستكونين زوجة رجل يوناني خاضعة كليًا لسلطته، أنا باريس فيليب وفي الأيام القادمة ستعرفين من هو باريس فيليب جيدًا ."

وعند هذه الجملة فر اللون من وجه ساندرا، وأخذ قلبها يضرب بشدة بين جنبيها ولكنها لم تنبس ببنت شفة!

فر كل الكلام من عقلها وعقد لسانها وتوقف

راقبها قليلاً وهو منتشيًا ثم قرر سؤالها :

" أخبريني أليس عندك ما تقولينه ؟ شيء تسألينه؟ ."

بسرعة تعجبتها هي في نفسها قالت له

سؤال واحد فقط



" ما هو ؟ "

" لماذا تزوجتني؟ ."

رفع حاجبه متسليًا قليلاً مستمعًا بخوفها منه وفجأه زاد غضب عينيه ثم قال وهو يضغط على حروفه جيدًا :

" للإنتقام ! تزوجتك كي انتقم منك

، بسببك قضيت سنوات طويلة اعاني اقسى



العذاب، أقسى مشاعر الرفض والدونيه، شعور لن تعرفيه، لن يعرفه أمثالك أبدًا والآن ساندرا عليك ان تدفعي ثمن كل هذا، سوف اعاقبك من أجل تلك



السنين الضائعة، السنين التي كانت ستختلف لو انك قبلت بي زوجا يوم طلبت

منك ذلك، يوم كنت أحبك وأعشق التراب الذي تخطه قدميك، اقسم بالله ، لسوف أعذبك عذابا لا يمكنك إحتماله



شد على معصمها بقوة تأوهت لها وأكمل قائلاً : سوف اجعلك تتمنين لو انك أنت التي مت بدلا من ذاك الحيوان الذي جريت وتزوجتيه بعد رفضك لي


إنه رجل شرير حتى ولو أنقذ حياتك كما حدث!

" لا اريد أن أتحدث عن هاري بهذا الشكل، مهما حدث فأنا مدينة له بحياتي والآن أرهن هذه الحياة وأضحي بها، من

أجل حمايته من شرورك ."
قالتها وضغطت حروف " شرورك " والتي كانت تحمل كل معاني القهر والضغط

" كوني حذرة من كل كلمة تقوليها. "
قالها وقد خفت صوته إلى أن أحست أنها فحيح حية!
قد كان تحذير منه وهو يقترب منها، وبيد خشنة رفع رأسها نحوه، وتبع يقول: أنا لست ذلك الشاب المريض بحبك الذي عرفته مرة منذ زمن، لقد تغيرت وإلى الأسوأ، وأعرف

تماما كيف اعاقب الذين يغضبونني."
شدد الضغط على ذقنها بعد أن ظهر الرعب جليًا على وجهها، واضاف:

تعلمي كيف تنحنين امام إرادتي ستكونين زوجة رجل يوناني خاضعة كليًا لسلطته، أنا باريس فيليب وفي الأيام القادمة ستعرفين من هو باريس فيليب جيدًا ."
وعند هذه الجملة فر اللون من وجه ساندرا، وأخذ قلبها يضرب بشدة بين جنبيها ولكنها لم تنبس ببنت شفة!
فر كل الكلام من عقلها وعقد لسانها وتوقف
راقبها قليلاً وهو منتشيًا ثم قرر سؤالها :
" أخبريني أليس عندك ما تقولينه ؟ شيء تسألينه؟ ."
بسرعة تعجبتها هي في نفسها قالت له
سؤال واحد فقط

" ما هو ؟ "
" لماذا تزوجتني؟ ."
رفع حاجبه متسليًا قليلاً مستمعًا بخوفها منه وفجأه زاد غضب عينيه ثم قال وهو يضغط على حروفه جيدًا :
" للإنتقام ! تزوجتك كي انتقم منك
، بسببك قضيت سنوات طويلة اعاني اقسى

العذاب، أقسى مشاعر الرفض والدونيه، شعور لن تعرفيه، لن يعرفه أمثالك أبدًا والآن ساندرا عليك ان تدفعي ثمن كل هذا، سوف اعاقبك من أجل تلك

السنين الضائعة، السنين التي كانت ستختلف لو انك قبلت بي زوجا يوم طلبت
منك ذلك، يوم كنت أحبك وأعشق التراب الذي تخطه قدميك، اقسم بالله ، لسوف أعذبك عذابا لا يمكنك إحتماله

شد على معصمها بقوة تأوهت لها وأكمل قائلاً : سوف اجعلك تتمنين لو انك أنت التي مت بدلا من ذاك الحيوان الذي جريت وتزوجتيه بعد رفضك لي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي