الفصل الرابع و العشرون

تعجبت أسيل من وجود أحمد فهي لم تعلم عنه شيء منذ أخر مره رأته بها

بينما كان أحمد يقف بملابسه الغير مهندمه فكان حاله مثير لشفقة حقًا
قال أحمد بنبرة يشوبها الحزن: أزيك يا أسيل، فين نور؟!

قالت أسيل بتعجب: عايز أيه من نور تاني يا أحمد؟!
قال أحمد بإنكسار: عايز أعتذر لها وأتكلم معاها شوية ومش هتشوف وشي تاني

أومأت أسيل بهدوء وأشارت له يدخل، جلس أحمد على الأريكة
بينما دلفت أسيل وأخبرت نور بوجوده، خرجت نور وجلست أمامه بهدوء ونظرت له نظرة ذات مغزى تحمل الخذلان والنفور والعتاب والحزن

وأكان نظرتها كانت خنجر أنغرس في منصف قلبه

قال أحمد بإعتذار وهو يخفض رأسه لا يقدر على مواجهة نظراتها: أنا أسف يا نور عارف أني ندل وأنتِ وثقتي فيا وأعتبرتيني أخوكِ وأنا مقابل دا كنت هدمر حياتك
بس ربنا بيعاقبني دلوقتي شايفة الحالة اللي وصلتلها
ثم أبتسم بإنكسار وأنهمرت تلك الدمعه المريرة
فـ أين أحمد الشاب الأنيق، الحنون الذي يحبه الجميع، أصبح الأن نكره لا يحبه أحد ولا يفكر الأقتراب منه

قال وهو يرفع يده يمحو تلك الدموع: أنا مش هقولك أني نسيت حبك لا، بس أتحول لحب أخوي، أنا حبيت آية

نظرت نور وأسيل إلى بعضهم بتعجب
بينما تابع أحمد: معرفش أيه فيها مميز يخليني أحبها، برغم من شرورها وتفكيرها الشيطاني؛ بس أنا حبيتها وكل اللي عملته بدافع حبي ليها
لما عرفت أنها وخداني طريق علشان توصل لعمر ولهدفها أتجننت وطردتها من بيتي

قالت نور بهدوء وشفقة عليه: ليه معترفتش لها يمكن بتبدلك نفس الأحساس

أبتسم أحمد بمرارة وقال: عارف أن حب آية دا عقاب من ربنا ليا علشان يبقى سبب عذابي

بعد ما عمر جه البيت وضربني وقالي أسافر وأبعد رحت لها وطلبت منها نتجوز وتسافر معايا
بس رفضت وقالت أني أقل من أنها تتجوز واحد زيي

شفقة نور عليها وكذلك أسيل فـ تلك الآية لا تملك أي مشاعرها لا تعرف من ماذا صنع قلبها تلك المخلوقة كيف لها أن ترد قلبه منكسرًا هكذا
أنهمرت دموع نور فـ هي تعلم جيدًا كم مؤلم هذا الشعور

تذكر ما حدث منذ قليل وشرد بذهنه قليلًا

حيث كان أحمد مهندم مظهره للمرة الثانية وهو يحمل باقة من الورود الجميلة وعازم على جعلها تقبل به لا محال
صف السيارة أمام تلك البناية التي تكمث بها آية وصعد في المصعد الكهربائي وبعد لحظات كان أحمد يقف أمام باب شقتها

رفع أحمد يده ورن جرس الباب بينما أنتقلت يده إلى سترته يهندمها
فُتح الباب وأتسعت عين أحمد بتعجب عندما وجد هذا الشاب عاري الصدر يقف أمامه ويسأله من هو

وكأنه أصيب بالصميم لم يجيب عليه فـ كرر الشاب سأله حتى فاق أحمد من صدمتة وقال:
_مش دي شقة آية؟!

أتى صوت آية من خلفة وهي تسأل عن هوية الطارق
تنح الشاب جانبًا حتى ظهر لها أحمد

أقتربت آية وقالت له بغضب: أنتِ تاني؟! أيه اللي جابك هنا؟! أنتِ مبتفهمش أنا مستحيل أبص لك

دلف أحمد إلى الشقة بغضب وهو يدفع ذلك الشاب من أمامه فـ بالتأكيد هو ضحية مثله، ضحية تلك العقرباء التي تستطيع توقيع أي شاب في فخها وتدمير حياته


أقترب منها أحمد بغضب وقال: أنتِ أزاي حقيرة وعينك بجحه كدا؟!

قالت آية وهي تضحك بسخرية: أنتِ عبيط أوي، حبيتني؟!
ثم ضحكت بصوت مرتفع وتابعت: أنا مبحبش حد ولا حتى عمر، المصلحة فوق أي شيء يا عزيزي ثم غمزت في نهاية حديثها

ثم أشارة على باقة الورد التي كان أحمد يضغط عليها بغضب وغيظ:
_ أي دا ورد؟! أنت جاي تخطب ولا أيه

ثم ضربت على كتفه بسخرية وقالت: يلا يا بابا من هنا خد الورد دا وأطلع بيه على الترب، وديه لأمك

وهنا لم يعد يتملك أحمد أعصابة وتملك الغضب منه
ألقى باقة الورد ودفعها بقدمه ثم قبض على شعرها بغضب وحمل تلك السكين الموضوعة على الطاولة بجانب طبقًا من الفاكهة

وقام بطعنها عدة طعنات بينما هرول ذلك الشاب خارج المنزل برعب

عاد أحمد من دوامة أفكارة وأراد أخبار نور بكل ذلك وبالفعل قص عليها ما حدث أتسعت عين نور وأسيل عندما وصل إلى هذة النقطة تحديدًا وهي قتل آية

نهضت نور من على المقعد ورجعت إلى الخلف بخوف
وقف أحمد هو الأخر بينما عادت نور إلى الخلف أكثر وأرتسمت علامات الخوف على وجهها

أقتربت منها أسيل ومسكتها من معصمها ووقفت بجوارها

قال أحمد وهو يرفع يده دليل على إستسلامه وعدم فعل شيء لهما وقال:

_ لا يا نور متخفيش، أنا مستحيل أعمل كدا معاكِ، أنتِ حد نضيف أنتِ مش زيها

أقترب أحمد نحو الباب وفتحه وقال بإعتذار وإنكسار وإستسلام: سمحيني على كل حاجة عملتها معاكِ، أنا كدِ كدِ رايح أسلم نفسي

غادر أحمد وجلست نور على الأريكة بصدمة فـ أي حب هذا الذي يجعل الشخص يقتل من يحب ويدمر حياته ويرمي نفسة في الهلاك بهذة الطريقة

أقتربت منها أسيل وأخبرتها أنها يجب أن ترتاح هي عادت من المشفى منذ قليل

دلفت نور إلى غرفتها ورمت بجسدها على الفراش تريد الهروب من هذا الواقع المؤلم بالنوم

أما عند عمر كان يجلس على غرفته أمام جسمان آية وبجانبة الطبيب أخبرة أنها توفت ولا مجال لإنقاذها

نهض عمر ونظر حوله وإلى باقة الورد الملقاه على الأرض بتعجب وحدث نفسه قائلًا هل قتلها عاشق ولهان من معجبين تلك الجميلة ثم أبتسم بسخرية

جاء خبير البصمات وكان يفتش عن بصمة غريبة بكل إنش داخل المنزل بحذر
بينما أتت سيارة الأسعاف وأخذت آية وقاموا بإغلاق الشقة

وعاد عمر إلى مركز الشرطة ومعه أمجد

كان عمر يجلس على مكتبة يحاول ربط تلك الأحداث ببعضها ومن الذي يمكنه قتل آية هي لم تكن فتاة جيده ولكن من الذي وصل به الحال إلى قتلها

طرقات على الباب أيقظته من شروده أذن عمر لطارق بالدخول
وقف رجل الشرطة وألقى التحية الرسمية على عمر وأخبره أن هناك شاب يريد مقابلته
أخبره عمر أن يدعه يدخل

تعجب عمر عندما وجد أحمد يدلف من الباب ولم يخفى عليه مظهره
أستأذن أحمد من عمر أن يجلس فـ أذن له عمر بذلك

قال أحمد بتلعثم فهو يعلم أن حياته ومصيره أنتهى هنا:
_ أنا.. أنا اللي قتلت آية.

أتسعت عين عمر من الصدمة فـ كيف فعل ذلك؟! ولما؟!
نهض عمر من على مكتبة وأقترب من أحمد وجلس على المقعد المقابل له

وقال بتحذير: أحمد أنت عارف بتقول أيه هتودي نفسك في داهية
أبتسم أحمد بحزن فهو شعر الأن ببشاعتة أكثر وعلم أن ما هو فيه الأن عقاب من الله فـ برغم ما فعله مع عمر إلا أنه ذو قلب طيب يخشى عليه من الأعدام ولا يعلم أن من مثله يستحقون ذلك

فقال أحمد بحزن: أنا قتلتها وبعترف
عمر بتسائل وتعجب: قتلتها ليه؟!

قص عليه أحمد ما حدث لا ينكر عمر أنه شعر بأنه محق في قتلها فهي لم تكن حقيرة فقط بل أهانة كرامته ورجولته وأهانة حبه لها، ولكن كل ذلك لم يشفع له الجريمة تظل جريمة ومن قتل يقتل ولو بعد حين

قال عمر له بحزن وشفقة: دمرت حياتك علشان واحدة متستهلش، كان ممكن تسيبها تروح لحالها وربنا واحده قادر عليها وترجع لحياتك ومستقبلك

قال أحمد بسخرية وإنكسار: أنه القدر يا صديقي ومفيش حد هرب من القدر ولا حد هـ يهرب منه

تعجب عمر من لامبالاته كيف لا يخاف فهو سيعدم لا محال هذا قتل

بينما هتف عمر لرجل الشرطة أن ياخذ أحمد على الحبس حتى يعرض على النيابة


أما داخل الحبس وفي وسط العديد من المجرمين كان أحمد يجلس في إحدى الأركان بعيدًا عنهم وكم تمنى لو يعود الزمن إلى الوراء وتعود حياته السابقة ويتزوج نور كما كانا يحلمان سويًا



كانت تقف في المطبخ تتمايل على وهي تدندن مع نفسها تقلب الطعام دلف أحمد عليها وأحتضنها من الخلف وقال بجوار أذنها بهمس:
_ وحشتيني يا نور

لفتت وجهها له تعجب أحمد وأرتسمت على وجهه علامات الصدمة وقال:
_ آية

أبتسمت له آية بخبث وأقتربت منه وأحتضنته بينما أرتخى جسد أحمد داخل أحضانها مسلمًا نفسه لهذا الشعور الجميل يستنشق رائحة شعرها
حتى شهق من الألم بسبب طعن آية له بتلك السكين في ظهره

فصل العناق ونظر لها بعيون تملئها الخذلان والصدمة وقال بتلعثم وهو يصارع الموت: خاين

بينما قهقة آية ودفعته بعيدًا فـ سقط أرضًا وغادرت أمام عينه مع ذلك الشاب

أستيقظ أحمد بفزع وجبينه يتصبب عرقًا وجد نفسة داخل تلك الزنزانة سند رأسه على الحائط مجددًا وهو يتنفس بعنف

أما عند علي وروان كان علي يجلس على الأريكة يشاهد أحد الأفلام الكرتونيه وروان تجلس بجواره تتناول المقرمشات كـ الاطفال

نظر لها علي مبتسمًا فـ تلك الشقية جعلت لحياته طعمًا أخر فـ هي مثل النوتيلا
أقترب علي منها ومسك يدها وقبلها
بينما توترت روان فهي رفضت جلوسها معه بعد خطبتهم ولكنه أثر على ذلك فـ البداية عندما كانت تأتي لتجلس معه كان من أجل أن يدرس لها ويفهمها بعض النقاط والأن وبتصرفه هذا جعلها تشعر بالتوتر وخطأ الجلوس معه

ولكنها تثق به كثيرًا فهو أب وأخ وصديق وحبيب وكل شيء لها
شعر علي بتوترها أراد أن يزيده ويستمتع بخجلها
فـ أقترب منها أكثر وكانت بدورها ترجع إلى الخلف بينما يعود هو للأقترب وترجع هي إلى الخلق

حتى مسكها علي من يدها وقربها منه وقال لها وجهًا لوجه: بحبك

أرتبكت روان وشعرت بسخونة وجهها أثر خجلها الشديد ونظرت إلى الأسفل

بينما قام علي برفع ظقنها بيدة وقال: روان أنتِ بتخافي مني؟!

هزت روان رأسها سريعًا بنفي فـ كيف يسألها هذا السؤال هي لا تشعر بالأمان اللي معه

فقال علي مبتسمًا بسبب حركتها الطفولية:
_أعملي حسابك هنكتب كتابنا الأسبوع الجاي

نظرت له روان بتعجب: والأمتحانات؟!
قال علي وهو يضربها على جبهتها برفق: فكري خمس ثواني قبل ما تتكلمي يا غبية، بقولك كتب الكتاب مش الفرح، الفرح بعد الأمتحانات إن شاء الله

أبتسمت روان

فقال علي متسائلًا: موافقة؟!
أجابت روان بخجل: طبعًا موافقة دا أنا هبقى أسعد واحدة في الدنيا لما أنكتب على أسمك

ثم نهضت وهي تقفز على الأريكة كـ الاطفال:
_وهبقى مدام روان على الشافعي هييييييه

قهقة عليها علي وقال بمزح: دا أنتِ على ما صدقتي بقى أنا عارف أني عريس لقته وأي بنت تتمناني بس يلا سوف أتواضع وأشفق عليكِ وأتجوزك

وضعت روان يدها في خصرها وقالت بمزح وسخرية: نعم يا خويا أنتِ تطول أصلًا

فقال علي بضحك: هو لو من ناحية الطول فـ أنت أخر واحدة تتكلمي لأن هطول أطول منك بكتير يا قزعة
ثم أنفجر ضحكًا

بينما أغتاظت روان وحملت الوسائد الموضوعة على الأريكة وقامت بإلقائها علية بينما كان على يتلقها ويقهقة بسعادة

ربما هناك بعد الأشخاص تحتاج أن تأخذ نصيبًا من السعادة وتحتاج لوجود أشخاص أخرين يحتضنون روحهم بعد معناتها من الوحدة

وهذا الثنائي جمعة شيء واحد مشترك واحدة
الأبتعاد عن الجميع راحة لا ألم فيها ولكنك تحتاجهم رغمًا عن أنفك فلا يمكنك العيش في الحياة بمفردك


أما عند مراد كان يقف أمام باب الجامعة ينتظر خروج ندى فـ هو علم من أسيل أن بعد عودتهم من المشفى قالت أنها ستذهب إلى الجامعة لكي تحضر جدول الأمتحانات

وجدها تخرج من باب الجامعة تحتضن ذلك الدفتر تسير ببطء مع مي صديقتها
أختبئ مراد حتى سارة من أمامه وقامت هي وصديقتها بتوقيف سيارة أجرة وصعدو بداخلها

خاف عليها مراد من أن يحدث معها مثل ما حدث، صعد سيارته وأنطلق ورائهم

وبعد قليل توقفت السيارة وتراجلت منها ندى ومي ودلفوا إلى المكتبة

ودلف مراد خلفهم وهو يخفي وجهه بهذة القبعة
كانت ندى تسير بين الكتب حائرة لا تعرف أيهما تأخذ

بينما وقفت مي في إحدى الأركان تتحدث في الهاتف بصوت منخفض مما جعلها تثير شك مراد ناحيتها ووقف يستمع لحديثها

حيث قالت وهي تخفض صوتها بينما كان مراد بختبئ وراء مكتبة الكتب

_أيوا هي معايا دلوقتي
أتاها الرد..
فقالت بغضب:
_أنا كل مرة بعمل اللي هو كان بيقولي عليه مش ذنبي أنهم عرفوا مكانه

أتاها الرد
فقالت بثقة:
_ لا من الناحية دي أطمن مستحيل تشك فيا أن السبب في دخول إسلام حياتها وكل اللي حصل دا، دي بنت عبيطة

أتاها الرد..

فقالت بتهديد:
_ أنت لازم تطلعه لأنك عارف أني بحبه وإلا...
أتاها الرد..
فقالت بخبث:
_ وإلا هعرف أوصل له بطريقتي وأعرفه اللي عرفته ومين السبب الحقيقي في موت أخوه

أقتربت ندى منها

فأغلقت مي الهاتف سريعًا سألتها ندي مع من كانت تتحدث ولكنها أخبرتها أنها والدتها تطمئن عليها بسبب تأخرها

أومأت ندى موافقة بينما سألتها مي قائله:
_ جبتي الروايات اللي عايزاها
قالت ندى بإبتسامة:

_أيوا يلا علشان جعانة وكمان عمر قال متأخرش لأن ماما بقت تقلق من أقل حاجة

خرجت ندى ومي من المكتبة بينما وقف مراد وهو يلعن مي فـ هي وراء كل ما حدث لحبيبته ووجودها معها خطر عليها
خرج مراد خلفهم مسرعًا وجدهم يوقفان سيارة أخرى وصعدو بداخلها
سار مراد خلفهم يسيارته حتى وقفت في منتصف الطريق وتراجلت منها مي وغادرت

بينما سارت السيارة مجددًا وندى بدخلها ومراد خلفهم
حتى وصلت أمام منزل ندى
تنفس مراد براحه أنها وصلت إلى المنزل بخير وتحرك بسيارته وعاد إلى المنزل

أم عند أدهم كان يتحدث مع أسيل في الهاتف حيث كانت تجلس على الفراش بعدما غفيت نور
كانت تبكي بعدما قصت على أدهم ما حدث حاول أدهم تهدئتها كثيرًا حتى هدئت

فقال أدهم بحب وخوف: أسيل قاعدتك أنتِ ونور لواحدكم خطر عليكم

فقالت أسيل بقلة حيلة: هنعمل أيه يعني، ربنا يستر
فقال أدهم بحب: أنا وأنتِ لازم نتجوز في أقرب وقت وتيجوا تعيشوا معايا

فالت أسيل: حتى لو أتجوزنا نور مش هتوافق تعيش معانا
فقال أدهم بسخرية: يستي نتجوز أحنا بس وسيبي نور عليا

قالت أسيل بضحك: وأنت مستعجل على الجواز ليه
قال أدهم بحنان وحب: عايز أغمض عيني ألقيكِ معايا في بيت واحد وتنوريه عليا وتمليه عيال بدل مراد الزفت اللي مزهقني في عيشتي دَ أرحميني منه

قهقة أسيل وقالت: والله أنت مفتري دا مراد دمه خفيف وكيوت

أدهم بغيرة: متخلنيش أروح أقتله

ضحكت أسيل ولكن أختفت ضحكتها عندما سمعت صوت صراخ نور..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي