الفصل الحادى و الثلاثون

مر الاسبوع من غير اي احداث جديده كان في الوقت ده عادل مشغول بكل الابحاث اللي بيجهزها وساره كانت بتساعده في المعمل وفي الوقت ده كانت هنا مشغوله باعداد الحلقات الجديده من البرنامج بتاعها وسيف طبعا لانه ما في اي شغل لي هناك ما كانش حاب ان هو يصير الشبهات حواليه فسافر هو والفريق بتاعه الحين تجهيز الحلقات اللي هيتم تصويرها واللي هتبدا الاسبوع ده في الوقت ده كان هو بيجمع كل المعلومات اللي ممكن ان هي تنفعه عن اي حاجه حصلت في الفتره دي من وصول اي وفود خارجيه او شخصيات ممكن يكون عارفها


طبعا بوسط انشغاله ده لما رجع بيته لقي اخته كالعاده قاعده لوحدها كان عارف ان هو انشغاله عنها ده غصب عنه وهي عارفه طبيعه شغله لكن ما اعرفش ليه حاسس ان هي محتاجه تغير جو وقرر لاول مره ان هو ياخذها معه في شغل خاصه ان هو هيبقى في جوه بلده ودي اول مره تحصل.

سيف: باقول لك ايه يا دكتور لمياء ايه رايك تيجي معي في عمليه باقوم بها اليومين دول؟

لمياء: انت كويس يا سيف عمليه ايه اللي تاخذني معك فيها ده انت يا ابني ما بتطلع اي عمليه بتخلي اثنين اصحابك يمشي ورائي زي الحرس انت بتهزر


سيف: لا بتكلم جد عموما يا ستي انا رايح العمليه ديت كمنتج تليفزيوني وطبعا رايح اصور برنامج فايه رايك تيجي معي على اساس ان انت اختي وما اقدرش اسيبك لوحدك ولا على الموضوع هنا في الريف المصري الاصيل.

ضحكه لمياء على تعبير اخوها لكن استغربت جدا ان اول مره سيف يقول لها عن شغل ليه طبعا هو عمره ما هيقول لها التفاصيل العمليه ايه هو بس عرفها الغطاء اللي هو واخذه زي ما بيعمل كل مره لكن استغربت جدا ان هو المره دي مش بيعرفها بس عشان لو حصل وقابلته ما تتكلمش معه ودي كانت طبيعه علاقتهم انه ممكن تلاقيه جاي لها جريح مره في المستشفى او تقابله في اي مؤتمر لو هي برا مصر لكن ما كانش ينفع نيه تتكلم معه وما كانش احد يعرف ان هو اخوها ودي كانت اقسى الامور اللي كانت بتحصل في شغله.

لمياء كانت بتشوف دائما اخوها بيبعد عنها عن كل مره لانه كان دائما بيبقى في خطر ومن ضمن الخطوره دي انه حتى هو لو جرى له حاجه هي ما تقدرش تنقذه شافته كثير قدام عينيها في اكثر من المؤتمر وكانت عارفه ان هو بيبقى في مهمه من مهمته اللي دائما بتبقى اغلبها حمايت علماء مصريين او انه هو بيحمي اسرار ممكن تطلع بره البلد من شخصيات خانه ضميرها لكن المره دي استغربت جدا ان العمليه اللي هو مكلف بها في مصر وكانت عارفه ان اكيد مش هتخرج هنكلها حمايه او واقفه عمليه تهريب معلومات او اي شيء لكن هي اعتادت ما تسالش عن التفاصيل.

لمياء: يا وعدي منطقه تلفزيوني ويا ترى باقي من المذيعه ولا المذيع اللي ربنا وقعوا في طريقك علشان تنهي على مستقبله كده وانت في المهمه بتاعتك؟

: للاسف يا ستي رغم السخريه بتاعتك فهي بنت دكتوره بتقدم برنامج على السوشيال ميديا وكنتها....

لم يكد سيف يكمل جملته حتى قاطعته لمياء

: اوع تكون قصدك هنا بتاعه برنامج الباشا حكيمه حرام عليك يا سيف البنت موهوبه جدا ده انا باتابعها

: يا ستي والله ما انا باعمل لها برنامج اهو بس غريبه انت اول مره اعرف ان انت بتابعي احد على الميديا؟
: انت عارف كويس ان انا مش باتابع اي احد بس البنت حقيقه بتقدم نماذج كويسه جدا والبرنامج بتاعها كويس اوع تقول لي يا سيف ان هي الهدف بتاعك لاحسن اتصدم؟
رغم ان السيف ما كانش من عاطل ان هو يقدم اي معلومات عن شغله لكن ما اعرفش ليه ما كانش عايز ان لم ياخذ صوره وحشه عن هنا او تشك حتى فيها

: لا خالص البنت ما عليهاش اي حاجه زي الفل بس للاسف هي ما تخلي العمليه دي وطبعا انت عارفه ان هي ما تعرفش حاجه كعاده شغلي زي ما انت كمان ما تعرفيش

: ايه ده بقى طيب وانت ايه اللي خلاك تروح في طريقها دلوقت ومش غريبه شويه يا سيف انت مش من عادتك ان انت تخليني اشارك معك في اي عمليه ايه قررت تخلي اختك وطنيه ولا ايه؟

: لا ابدا والله بس العمليه ديت يمكن تكون بسيطه شويه وكنت حابب ان انت تيجي معي ثم يا ستي انت متشطقيمي يعني على طول ده انا هاخذك في يوم من الايام اللي كنا هنبقى رايحين فيها عشان نصور وهو تغيري جو وتشوفي اخوك وهو بيشتغل

ماشي يا سيف وانا موافقه قل لي هاروح امتى وانا ان شاء الله هاكون جاهزه بس ما قلتليش صحيح هنا شخصيتها عامله ايه في الحقيقه بما ان اكيد انت قابلتها

: جميله جدا بطريقه مش معقوله يا لمياء تحس ان انت بتتعاملي مع طفله وفي نفس الوقت هتلاقي فيها عقل انسانه ممكن تكون شافت الدنيا كلها مش بنت ما خرجتش حتى من بلدها غير لجمعتها بس من كم سنه وفيها براءه عمري ما شفتها في حد حقيقي خليط غريب جدا غير ملامحها الطفوليه اللي تخليك عايزه تفضلي يوصلها ولا عينيها اللي دائما بتضحك تحسي فعلا انها ما شافتش اي حاجه وحشه في الدنيا رغم اللي قريته عنها انها شافت كل حاجه وحشه بس حولتها لطاقه ايجابيه بطريقه عجيبه.

لاول مره لمياء بتشوف سيف بيتكلم عن بنت بالطريقه دي رغم ان هو عمره عدى ال 30 الا ان ما فيش ولا بنت قدرت فيهم من الايام تلفت نظره رغم كل سفريات وشغله ده وشاف بنات من جنسيات كثير لكن دي اول مره تشوفه بيوصف بنت مش بيوصف ملامح وجمال خارجي ده بيوصف جمال روح عرفت ساعتها لمياء ان البنت دي استقرت في قلب اخوها ومش اي استقرار كمان ويمكن سبب ان هو اخذها معه لانه عايز يتاكد من تقييمه للبنت دي.
: ماشي يا سيف وانا هاجي معك لان بجد انت حببتني فيها اكثر ما انا باحبها وبعدين نشوف موضوع المهم بتاعتك ده بعدين لان واضح كده ان الموضوع ما يخصش شغلك خالص.

سيف كان عارف ان اخته ذكيه جدا وهتفهم كويس قوي هو عاوز ايه لكن فجاه حاسس ان هو بدا يتصرف بطريقه غير عقلانيه لان كان ممكن يستنى المهمه دي تخلص وبعدين يسمح للمياء انها تقابل هنا لكن دلوقتي هو مش عارف هو تسرع ليه كده ويا ترى تسرعه ده هيخلص على ايه لاول مره احس ان هو مش وزن الامور صح وانه بيعرض ناس كثير للخطر بسبب تسرعه ده.



استلمت رقيه شغلها اللي كان هيبقى لمده ست شهور تدريبها في البنك وبعد كده هيتم تثبيتها قد ايه كانت سعيده بالشغل ده وكانت عاطيه له وكل وقتها دي درجه ان هي ما كانش عندها استعداد ان هي تفوت اي لحظه ما تتعلمش فيها حاجه جديده.

الكل كان ملاحظ عليها الامر ده ورغم ذلك ما كانتش بتعامل احد وحش لدرجه ان هي خلت الكل يحترمها ويحبها في فتره قصيره جدا لا تتعدى الايام ولكن اللي كان محيرها جدا كانت شخصيه مايا خطيبه مراد

مايا استلمت معها الشغل في نفس اليوم لكن اللي كان محيرها فعلا انها لقت شخصيه ثانيه خالص غير اللي كانت بتتعامل معها لما كانت في زياره رضوان بيه البنت شخصيتها مختلفه تماما هاديه جدا وما بتتكلمش زياده عن اللزوم رقيه كانت حاسه ان في حاجه متغيره فيها لكن ما كانتش عارفه ايه سببها او ليه التغير ده حصل بس كان كل اللي هي عارفاه ان هي تغيرت للاحسن.

كانت رقيه مشغوله بالملف اللي هي شغاله عليه لاحد عملاء البنك في الوقت ده لقيت ميه جايه للمكتب بتاعها وبتسالها عن حاجه

مايا: رقيه ممكن تساعديني انا مش عارفه اعمل ايه في الملف ده؟

رقية: طبعا تعالي ايه اللي مزعلك من الملف ده يا ستي وريني

: شوفي كده الشروط اللي مقدمها العميل حاسه ان في شرط منهم مش مريحني يا ترى لو انا وافقت عليه هابقى كده باضر البنك ولا لا العميل ده اه اللي سمعته وكل حاجه بس شوفي كده المستندات اللي هو مقدمها قدمان للبنك تحسي ان هي مبهمه تفتكري اللي ممكن نعمله علشان نتاكد من الامر ده انت عارفه ان كل ده اختبارات

رقية: بسيطه جدا بصي يا ستي انت شايفه الارقام اللي مكتوبه دي دي ارقام السجالات التجاريه المفروض ان هو مستخرجها للشركات لو عايزه تتاكدي من الشركات ديت وهميه او مش وهميه ادخلي على هيئه الاستثمار وتعملي حساب لك اولا وبعدين اعملي استعلام ودخلي الارقام محدده وشوفي هيبعث لك استبيان عن السجلات دي كلها ومكانها هتتعبي انت بقى شويه ان انت تتاكدي ان الشركه دي موجوده على الارض الواقع ولا لا

مايا كانت عارفه كويس قوي كل اللي رقيه قالته بس هي كانت بتعمل لها اختبار لان هي قررت تختار كل الناس اللي هيبقى قريبين منها مايا راحت لرقيه وهي عارفه كويس قوي حل المشكله ديت ايه لانه حاجه ما تفوتش على اي حد وكانت منتظره منها ان هي تضل لها او تقول لها ما اعرفش او تقول لها على حاجه غلط لكن على العكس دي قالت لها الموضوع بالضبط ويمكن باسهر الطرق مايا كانت بتبص له رقيه وهي مبسوطه جدا ان ظنها ما خابش فيها ورقيه كانت مستغربه جدا من طريقه مايه في التعامل معها وابتسامتها اللي على وشها

رقية: ايه يا بنتي في ايه لو مش هتعرفي تخشي على الصفحه تعالي بصي هاديك رقم البنت دي شغاله في هيئه الاستثمار تقدر تبعث لي كل البيانات برده بطريقه رسميه ما تخافيش احنا ما بنشتغلش الا في الرسمي

مايا: انا متشكره جدا يا رقيه واسفه على اي حاجه قلتها لك قبل كده زعلتك مني بس حقيقي انت عمله نادره ومتشكره جدا على مساعدتك لي

: العفو يا بنتي على ايه انت تستاهلي يا مايا مجرد ان انت تنجحي في الاختبار وتشتغلي في بنك زي ده يبقى اكيد انت تستاهلي ان انت تفضلي في المكان ده وانا لو اقدر اساعدك اكيد طبعا هاساعدك

: انت ازاي كده انا سبق وقلت ان انت ما تستاهليش ان انت تشتغلي في مكان زي ده والوقت قريب جدا كنت باقول كده بس انت عارفه يا رقيه انت اللي رجعت الحلم ده لي ثاني ان انا ادور على مستقبلي واشتغل وارجع حلم ثاني ان انا ابقى اقتصاديه عظيمه زي ما كنت بحلم وانا صغيره

: ياه انا عملت كل ده لا ده انا عظيمه قوي بقى حبيبتي ما انحرمش منك ابدا بس تصدقيني يا قلبي الحلم بيبقى جواهنا احنا لو احد حركه او قدر ان هو يساعدنا نحققه ده برده ما يمنعش ان احنا من جوانا الا اقويا وكويسين اني قدرنا ان احنا في يوم من الايام مهما بعدت ان احنا نحقق الحلم ده لذلك خليك وراء حلمك يا مايا ابني نفسك ابني مايا نفسها وبعدين دوري على اي عوامل مساعده ثانيه.

مايا ابتسمت وهي شايفه رقيه قدامها بتمثل كل حاجه حلوه هي كانت نفسها تبقى عليها وقررت ان البنت دي لازم تكون صديقه لها وصديقه مقربه كمان اما اللي كان ملاحظ كل ده فكان مراد كان ملاحظ قد ايه ان الميه بتستغل بكل فرصه علشان تقرب من رقيه في الاول كان خائف ان يكون الموضوع علشان ان هي تؤذيها اوليات السبب لها في مشكله لكن لما الاقي بالموضوع عن قرب لان الموضوع مش كده خالص وان مايا بتحاول تقرب من رقيه لان هي محتاجاها في حياتها كصديقه.

مراد فهم ان رقيه كانت الصوره الايجابيه اللي كانت ميه عايزه تبقى عليها ولما شافتها قدامها في البدايه حاولت تهاجمها لانها ما كانتش قادره توصل لها لكن استسلمت للاخر وقررت ان هي تحقق حلمها في انها تبقى زي رقيه وبالفعل بدا تنجح لذلك هي بتقربها منها دلوقتي لان هي نجحت انها تخرجها من الحاله اللي كانت فيها واللي كان فيها لا مبالاه للمستقبلها لذلك هي شايفاها ايقونه نجاح قدامها وطوق نجاح فكانت بتحاول تتمسك بها لاخر لحظه علشان تطلع نفسها من اللي هي فيه.

اما مراد فكان شايف رقيه بنفس الطريقه طوق نجاه وما كانش فاهم نفسه ايه اللي هو حاسه من ناحيتها رغم انه مش من حقه انه يفكر في اي ست ثانيه غير مايا ايه اللي علاقته بها اصبحت معقده اكثر من اي وقت ثاني لكن الفرق بين احساسه وشعوره ناحيه رقيه مختلف تماما عن الاحساس وشعوره مايا خاصه في بدايه كله علاقه من دول في بدايه مكان عاوز يرتبط بميه كان شايفها حاجه كبيره قوي ومجتمع عايز ينتمي ليه لكن مع الوقت حاسس ان هو ما ينتميش في المجتمع ده

ام رقيه فالوضع مختلف معها تماما لان رقيه كانت بتمثل كل حاجه حلوه في مجتمعه هو رقيه خرجت من نفس المجتمع اللي هو كان فيه بس اللي شايفه قدامه ان هي ما بتحاولش تبقى وصوليه او تنتمي للمجتمع هي مش منه لانه شاف كثير عروض بتتعرض عليها كل يوم من صدقات ومعارف ناس كثير كبيره وهي كانت بتتعامل معهم بحياديه وحدود كبيره جدا زي ما اكون دائما بتحاول تفكر نفسها ان هي من طبقه معينه لازم تحافظ على حدودها وما تتخطهاش ابدا.
كان عارف ان رقيه ذكيه جدا وانها مش هتقدر تتخطى حدود طبقتها دي لانها كانت سعيده بجودها فيها وفخوره ان هي طالعه منها وما عندهاش اي شيء تخجل منه حتى لما كانت تهزر وتقول لهم انا جايه من الارياف يا جماعه بالراحه علي ما كانتش بتقولها بخجل بالعكس كانت بتقولها دائما وهي مرتاحه للكلمه لذلك نقلت الاحساس ده لكل اللي بيتعامل معه ان هو يحترمها ويعملها انها انسانه رغم بساطه البيئه اللي هي جايه منها الا ان اللي وصلت له زي اللي هم وصلوا له رغم ان هم جايين من طبقات مختلفه يمكن هي اقلهم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي