الفصل السابع

انهت نظافة المنزل وجلست على كُرسيها المُرفق بطاولة مُستديرة بالمطبخ واجبرت نفسها على تناول بضعة لُقيمات بالرغم من انسداد شهيتها للطعام، فرؤيتها لحور الباكية ووالدتها جعلها تشعُر بالقهر والكُره للسيّد آدم، فقد اعاد لها ذكرياتًا حاولت قتلها منذ سنوات، ذكرياتًا تُعيدُ اليها وجها بشِعًا كالمسخ، وتطبعُها برائحة القذارة والدم.
اغمضت عينيها للتذكر وجه أُختها الحبيبة، كانت فتاة في غاية الجمال بعينين شديدتي الخُضرة كبركة عذبة، ووجه آسرًا تكسوه براءةً ورِقّة شديدة وبالرغم من انها تكبرها فقط ببضعة اعوام الّا انها كانت بمثابة أُمّ لها فعندما مات ابيهما كانت أُختها بالعاشرة بينما هي بالسادسة من العُمر، ووالدتهما التي تزوّجت بعُمرٍ صغير وجدت نفسها وحيدة برفقة صغيرتين وبالرغم من اموال والدهما التي تركها ميراثا لهُما لم تستطع والدتها الصمود وحيدةً فأختارت اسوأ خيارٍ كلّفها فيما بعد الكثير، تزوّجت رجلًا اقلّ ما يُقال عنه انهُ حقير، عاشت معه ميرال وأُختها سنواتًا من العذاب النفسي والجسدي الذي لم تسلم منه والدتهما ايضًا.
صوت رنين جرس الباب اعادها الى الواقع فمسحت دموعها وذهبت لتفتحه، وكان هو امامها، بعد ليلة عصيبة كان حلمها الوحيد لحظة تقاربهما المجنون، ها هو يعود امامها من لحمٍ ودم.
تقدّم منها للتراجع بضعة خطوات وتدلف فلك من خلفه وتتجه بوجوم الى غرفتها لتجمع اغراضها بينما ظلّت نظراتهما تتخاطب في حوارٍ صامت الى ان اخفضت بصرها هامسة بنبرة مُتحشرجة:
- تفضّل سيّد بحر، هل أُحضّر لك قهوة؟
- نعم اذا سمحتِ.
جاء ردّه رسميًّا جافًّا وهو يتحرّك بأريحية ليجلس على الأريكة بينما دلفت هي للمطبخ بخطواتٍ مُتعثّرة وقد تلاشت ذكرياتها فجأة ليعود اليها نبضًا غريبًا بات يجتاحها مؤخرًا ما ان يطوف اسم بحر بخيالها، تشعُر بإنقباضٍ لذيذ وكأن سِربًا من الفراشات يحومُ حول قلبها فتستسلم ببلاهة لتلك المشاعر طالما انها بالمنطقة الآمنة بعيدةً عنه، وقد كان كريمًا معها بكونه لم يأتي لزيارة اخته سوى مرتين منذُ عملها معهم.
ولكن اليوم هو هنا وتحديدًا بالخارج وهي تصنع قهوته وتشعُر بالإرتباك من كُلّ شيء، يا إلهي! انها تبدوا مُثيرة للشفقة مُنجذِبة لأول رجُلٍ شهمٍ رأته في حياتها، فسنوات السجن المؤذية كادت تُنسيها انها امرأة ولكنها بدأت تُدرك ذلك الأمر حديثًا، فيبدوا انّ جُزءً صغيرًا من روحها المُشوّهة يعود للحياة.
شهيق، زفير، حاولت ان توقف ارتجاف يديها وهي تسيرُ نحوه حاملة قدح القهوة وساعدها عدم انتباهه لها الى ان وصلت اليه فرفع رأسه فجأة ليصطدم بنظرتها التي لم تدُم سوى لكسرٍ من الثانية وسُرعان ما اسبلت اهدابها ليُمسك منها القهوة وتضع امامه كوب الماء وتتراجع بسُرعة تهرُبُ من حصار عينيه التي تعلمُ مُسبقًا انهما تراقبانها الّا انه اوقفها هامسًا بأسمها لتلتفت اليه وقد اتسعت عينيها قليلًا فبدتا كعينا دُميةٍ جميلة وكان من الصعب الفكاك من سحرهما الّا انّهُ قاومها واعاد نظراته الى قدح القهوة التي يتصاعد منها بُخارًا دافئًا ودفعته رشفةً منها لإغماض عينيه بتلذُذ وكأنما لم يذُق طعم البُنّ من قبل.
- جهزي اغراضك، ستأتين الى بيتي.
قالها بعد وقتٍ قصير وعاد لمراقبتها فإتسعت عينيها بصورةٍ اكبر الى ان غدت كبركتين بأسماكٍ ملوّنة، ابتلعت ريقها بوضوح وهمست بتساؤل:
- لماذا؟
راقب انعقاد حاجبيها عقب القائها بسؤالها وانعكاف شفتيها بعبوسٍ ملائكي لتبدوا وكأنها طفلةً على وشك البُكاء اضطر حينها ليُجيبها ببساطة:
- ستبقى ليلى والفتيات بمنزلي بعض الوقت، لذا ستنتقلين معهُن.
تنهّدت براحة كبيرة فآخر ما ترغب به هو ترك هذا المكان.
راقبها بتدقيق وقد بدت شاردة العينين، انها تُخفي عنه شيئًا، حدسه يخبره بذلك وسيسعى الى معرفة ما يختبئُ خلف هاتين العينين الساحرتين.
- استظلّين طويلا تنظُرين الى جمال وجهي؟ آسف يا عزيزتي ولكن ليس لدينا وقت.
احمرّ خدّيها بصورة مُفزِعة فهمست بهمهمات غير مفهومة وهي تتراجع بحرج ليُرجع رأسه مُستنِدًا على ظهر الأريكة مُبتسِمًا بغبطة وملامحها المُرتبكة تعود لتتشكل بخياله كلوحةٍ فريدة الصُنع.
عندما عادت بعد بعض الوقت كانت قد ابدلت حلتها السوداء بتنّورة زهرية منتفشة وقميص ابيض ذو اكمام قصيرة يجعل منها فتاةً بالرابعة عشر خاصّة بذيل الحصان الذي يسقُط ناعمًا على ظهرها، وكانت كالعادة تتأبطُ حقيبتها المُهترئة التي على ما يبدوا من اهم مقتنياتها، ولكن هذه المرة كانت منتفخة إذ تحتوي بعض الثياب والأغراض الخاصّة.
لم يكُن الطريق طويلًا ولكن بالرغم من ذلك بدت فلك صامتة غير راغبة ببدء اي حوار فقد جلست على المقعد الأمامي واسندت رأسها على ظهر المقعد واغمضت عينيها بتعب، فاللحظات السابقة اهدرت الكثير من طاقتها ولا ترغب سوى بالنوم مهربا.
بينما استولت ميرال على مساحة صغيرة من المقعد الخلفي فقد انكمشت على نفسها بعد ان احرقتها عيونه بنظراتٍ لا تفهم معناها، فالصقت رأسها بزجاج النافذة علّها تختبى ولكنها لا زالت تشعر بلسعاتٍ كقطرات ماءٍ باردة تسقُطُ على جانب وجهها المرئي له، إنه يطالعها بعينيه الشبيهة بيعيني القِطط، جميلة ولكنها مُخيفة في نفس الوقت.
فركت اناملها بتوتُر وشعورًا بالخوف يجتاحها من بقائها معهُ بذات المكان، فقد باتت نواياهّ الظاهرة بعينيه تُخيفها للغاية، تخشى بأن يكون وغدًا كبقيّة الرجال الذين مرّوا على حياتها، حينها لن تتوانى في الدفاع عن نفسها منه، وسيتحتّم عليها وقتها ترك العمل.
رفعت نظراتها اليه فبدت كقطعة حلوى شهيّة وعينيها تتقِدُ بشرارات الغضب، فواجهها بنظرة اكثر تحدّيًا وكأنما يُخبرها بأن لا مناص منه.
زمّت شفيتها بضيق وقد اوشكت على الصراخ بوجهه بأن ينتبه للطريق ويتركها وشأنها الّا انها صمتت بأعجوبة عندما حانت منها نظرة لفلك وعادت لتأمُل الشوارع القديمة بشرود وبحر يتسائل بداخله عن سبب بكائها، فلا زالت عينيها تحمِلُ آثار الدموع التي جفّت منذُ وقتٍ طويل.
   
.
.
عقب وصولهم للمنزل ولقائها بالعم جمال والد بحر شعرت ميرال بذات المشاعر الغريبة التي راودتها عند رؤية بلال للمرّة الأولى، وشعورًا يخبرها بأن شيئًا ما يجمعها بهذه العائلة وبدى ان العجوز مرتبكًا للغاية لدرجة انه سحب ابنه فور رؤيتها وصعدا للأعلى بينما اتجهت هي للمطبخ مكانها الدائم كخادمة.
بينما بغرفة العم جمال جلس بحر بجانب والده الذي شحب وجهه بصورةٍ مُخيفة فأمسك بحر بيديه هامسًا بقلق:
- هل انت بخير يا ابي؟ بماذا تشعُر؟
كان العم جمال شارد العينين وقد تغضّنت ملامحه بحُزن شديد وهو يذكُرُ عينيها، انهما ذات العينين، بل وذات الوجه والملامح التي لن ينساها طوال حياته.
نظر الى ابنه وهمس بخوف:
- الفتاة التي جاءت معك قبل قليل، تشبه تلك المرأة.
تسائل بحر بتشوّش:
- ايّ امرأة؟!
نظر والده الى الطاولة الصغيرة بجانب فراشه والتي تحوي صورةً تجمع ثلاثتهم ليهمس بحر بهلع:
- يا إلهي!  ماذا تقصد؟ كيف لها ان تشبهها؟! لا يُمكن ذلك!
وضع يديه على رأسه بغير تصديق بينما تمتم والده بإختناق:
- لا يمكنني نسيان وجهها، إنها نُسخةٌ عنها.
ها قد وقت مُصيبةً جديدة على رأسهم، بل إنها كارثة ستُدمر هدوء عائلتهم الى الأبد.
بدى كلاهما غير قادرٍ على التفكير الّا انّ بحر كان الأكثر هدوءً فحاول طمأنة والده وبداخله يقين بأن انجذابه نحو ميرال ليس سوى لُعبة من القدر جمعتهما بخيوط غريبة، وسيكون من الأفضل ان تنجلي الحقيقة سريعًا ليعرف كيف سيتعامل معها.
.
.
عندما عاد مساءً من عمله كانت ميرال تنام على ارضية المطبخ الباردة تتوسّد حقيبتها وتغطى ساقيها بشال صوفي قديم، عندما رآها بتلك الصورة اهتزّ قلبه بألم شديد، إنها ليست خادمة، هذا المكان لا يليقُ بها ولن يستطيع رؤيتها بهذه المكانة، لن يستطيع..
انحنى نحوها فرأي وجهها احمرًا نديًّا وكانت عيناها مُغلقتان بشدّة، انها تُمثّل النوم، هي مُستيقظة.
وضع يده على خدّها فشهقت برُعب وطالعته بعينين مُتسعتين ليهمس مُبتسمًا:
- لا تحاولي التمثيل لأنكِ فاشلة.
وضعت يدها على صدرها تُهدئ من رُعبها بينما لا زال جاثيا على ركبته امامها يحاصرها بنظراتٍ غريبة وقد خبى صوتها تماما وبائت كُلّ محاولاتها للحديث بالفشل، فاخذ هو زمام المُبادرة هامسًا بتسلُّط:
- حضّري لي العشاء.
اومأت بسُرعة علّهُ ينهض ويسمح لها بالنهوض الّا انّهُ بقي مُراقبًا لكُل ذرّة بوجهها، وساورته رغبة لم يستطع كبحها فتسللت اناملها لإبعاد خصلات شعرها التي تحجبُ جانب وجهها عنه، فتراجعت بحركةٍ غير ملحوظة لينهض فجأة ويخرج تحت نظراتها المذهولة، ف
تنهض بسُرعة وهي تهمس بضيق:
- لا ينقصني الّا هذا المُتسلّط.
وما كادت تنهي جملتها الّا وقد عاد ليجلس امامها على طاولة المطبخ المزوّدة بكراسي طويلة غريبة الشكل، التفتت اليه وقالت من بين اسنانها:
- سأُحضر لك الطاعم واجلبه لك في الخارج.
الّا انه تمتم ببراءة وهو يرمقها بتسلية:
- انا أُحِب تناول طعامي هنا.
رفعت رأسها للأعلى بتذمُّر وتوجّب عليها عدم مُناقشته فهو سيّد هذا المنزل وبإمكانه ركلها خارجًا بكُلّ بساطة، شمّرت ساعديها وبدأت بتحضير الطعام بصمت.
بينما يراقبها هو بعينين يائستين يكبح رغباته نحوها بصعوبة، بحياته لم يكُن فاقِدًا للتحكُّم بمشاعره ولكن امامها تلك القصيرة الصغيرة التي لا تشبه ذوقه في النساء يقف حائرًا كمراهق يحظى بحُبّه الأول.
لا يصدّق انه يصنّف ما يشعر به على انه حُب، إنه شيئًا آخر غريب لم يعرفه من قبل، فطوال الشهرين السابقين رآى مئات النساء، انشغل بالكثير من الأعمال ولكن في كُلّ ليلة عندما يضع رأسه على وسادته تقفز عينيها من اللامكان لتؤرق ليله، دوه ادنى معرفة وبوقت قياسي استطاعت صورة عينيها فقط ان تُزيل كُل صور النساء بحياته لتظلّ هي وحدها.
وعندما ظنّ ان افتتانه ليس سوى بعينين تحملان جمالا مُختلفًا وجد ان وجهها يغريه اكثر، وجنتاها، شامتها التي تعلو فمها بقليل، اصابعها  الصغيرة المُحمرّة دائمًا تعجبه ايضًا، قامتها الهزيلة وشعرها الحريري بلون الذهب، كلها ككُتلة صغيرة من قالب حلوى، تعجبه بشدّة...
ربما انجذابًا جسديًّا فحسب، وربما اكبر من ذلك بقليل.
زفر بشدّة فإلتفتت اليه لتجده يبعد عينيه عنها بسُرعة فعادت لعملها وبعد عدّة دقائق وضعت امامه ما استطاعت تحضيره في تلك الدقائق القصيرة، فلم تجد اسهل من شوي قطعة من لحم السلمون على الفرن مع بعض التوابل إضافة الى يخنة البطاطا المُحضّرة مُسبقا، كانت رائحة الطعام ذكيّة جعلته يهمس كطفلٍ صغير:
- تبدوا لذيذة.
وقد كانت بالفعل كذلك فلا احد يضاهيها في صُنع الطعام،  وكان حلمها في الماضي ان تمتلك مطعمها الخاص، وبالتحديد على شاطئ هذا البحر فطالما ارتبط شغفها بالبحر والطبخ على حدّ سواء، ولكن ها هي تُهدر موهبتها الفذّة في العمل كخادمة.
نظر اليها ولا زالت واقفة بمكانها بعيدًا عنه تطالعه بشرود ليقول:
- اجلسي.
نظرت للكرسي الطويل المُستدير فأفلتت من بين شفتيها ضحكةً صغيرة وهمست بحرج:
- شكرا، ساجلس على الأرض.
وقبل ان تبتعد وجدته ينهض ليقترب منها فتقلّصت قامتها امام ضخامته، وقبل ان تُصدِر ايّة ردّة فعل كانت يداه تندسّان علي خصرها ليحملها ببساطة وكأنها لا تزن شيء وقد تعلّقت قدماها في الهواء، ودون ارادة منها كان عنقه طوق امانها الوحيد فتشبّثت به هامسة برُعب:
- انزلي من فضلك، انزلني.
انزلها على الكرسي الطويل ليتدلى ساقيها ولازالت يديه تمسكان بها بوقاحة فدفعته وهمست بغضب:
- ابتعد عني، ما الذي تفعله؟!
- ماذا افعل؟ انا فقط اساعدك على الجلوس.
قالها ببساطة وعاد لمقعده المقابل لها بينما نظرت اليه بغضب وتمنّت ان تنتهي فترة غضب السيدة ليلى بأسرع وقت لتبتعد عن هذا الكائن المُستفِز.
- إذن، حدثيني عن نفسك.
قال ولا زال يتناول طعامه لتقول بإمتعاض:
- ماذا؟!
- اريد معرفة المزيد عنكِ، ما هو اسمك الكامل، عُمركِ وحكايتك.
واضاف مُمازحًا بغمزة مشاكسة:
- ربما اجلبُ لكِ زوجًا.
تحوّل وجهها الي لوحةٍ حمراء من الغضب وقالت له بتشديد:
- شُكرًا لسيادتك، لا ارغبُ بالزواج.
هزّ رأسه بلامُبالاة، نظر اليها مطوّلًا وقال بنبرةٍ غامضة:
- كم عُمرك؟
وجدت انها لن تستطيع التخلُّص منه الّا اذا ارضت فضوله فأجابت بفتور:
- بلغت الثلاثين قبل بضعة ايام.
نظرته المُشكِكة جعلتها تقول ببساطة:
- يمكنك ان لا تُصدّقني، ولكن هذا العُمر الذي وُضِع في شهادة ميلادي.
هل يُعقل ان تكون اصغر منه بقرابة الأربع سنوات؟!
تسائل بداخلها ومظهرها يجعله يرغب بالضحك، إنها امامه مُجرد طفلة.
شعر بأنها مُحرجة فآثر تجاهُل الأمر ليعالجها بسؤال دفعها للنظر اليه بريبة:
- هل لديكِ اخوات؟ او إخوة؟
لم تعرف بماذا تجيبه الّا انها وجدت رأسها يومئ بالإيجاب وصوتها يخونها قائلًا بنبرةٍ خافتة:
- كان لدي أُخت، وحيدة.
- ماذا حدث لها؟
بدى انها ستنفجِرُ بالبكاء في ايّ لحظة فأرادت ان تبتعد عنه بأقصى سُرعة الّا انها مُعلقة على ذلك الكرسيّ الغبي.
- توفيت.
- كيف؟
يا إلهي!  إنهُ يضغط عليها، وهي لم تعُد تحتمل:
- غرقت، لقد اخذها البحر.
قالتها وقد انسكبت دموعها سخيّة واخذت تنتحب بشدّة بينما اتسعت عينا بحر وهمس بداخله:
- إنها هي، يا إلهي!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
فصل جديد
ما رأيكم بعقاب حور؟
سنرى بالفصول القادمة علاقة ميرال بعائلة بحر وما سيحدث مع ليلى وبناتها.
واتمنى ان يزداد التفاعل على الرواية وإلا أنني سأضطر للأسف ايقاف تنزيلها 
مع حبي 
فايا ❤❤❤
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي