الفصل الثالث والثلاثون الجزءالثانى

كانت كل تلك القصه التي نشرتها هنا قد حققت هذا النجاح لصفحتها ولكن اكثر ما كان يفرحها انها قد وجدت العديد والعديد من قصص النجاح التي حققها الناس على المستوى الاجتماعي والثقافي وهو ما يثبت ان هذا المجتمع المصري به الكثير والكثير من الخير المختفي بين جنبات طبقاته.


لم تصدق لمياء ان سيف كان سيصحابها حقا معه بهذه المهمه ولكنه فعل بالتاكيد كونه ارادها ان تقابل هنا التي فور ان راتها لم تصدق انها تلك الفتاه التي تتابع قناتها على مواقع التواصل الاجتماعي.


كانت فتاه رقيقه للغايه وحين راتها لمياء لم تشعر غير انها تعرفها من قبل فعلمت ان ارواحهم قد تالفت لتعلم ان شقيقها محق كي يتعلق بهذه الصغيره رغم عدم اعترافه بذلك.

سيف: دي دكتوره لمياء اختي يا دكتوره هنا

هنا رات هنا لمياء لم تستطع غير ان تبتسم حين راتها تلك الرقيقه الواقفه امامها فتاه في السادسه والعشرين من عمرها ربما بملامح قريبه من ملامح سيف الا انها تحمل من الرقه ما يكفي كي تميزها عنه

هنا: بلدنا كلها نورت يا دكتوره وشرف لنا ان حضرتك تيجي عندنا

لمياء: الشرف لي يا هنا فعلا ومبسوطه جدا ان انا معكم هنا وخاصه ان انا شفتك اخيرا انت ما تعرفيش انا بجد معجبه جدا بالبرنامج بتاعك وشايفه ان انت بتعملي حاجه كويسه جدا ولما سيف قال لي ان هو اقابلك علشان ينتج البرنامج بتاعك كنت مبسوطه قوي ان هو اختارك لاني بثق في اختيار جدا واول مره بجد اتفق معك بنسبه 99% على حاجه.

هنا: يا خبر مش للدرجه دي بس بجد والله رايك ده اسعدني جدا ان احد يكون شايفني كويس قوي كده بس انا صدقيني مش باقدم غيرك كويس اللي قدامي واللي نفس الناس كلها تشوفه عايزه الناس تشوف مصر بصوره ثانيه.

لمياء: صدقيني وده اللي عجبني جدا في البرنامج بتاعك لان انت بتدي امل في بكره لناس فقدت الامل تقريبا في كل حاجه
هنا: معلش الناس معذوره انت شايفه اللي بيحصل كل يوم حوالينا وكل ده هم بيشوفوه بياثر فيهم سلب ودي كانت سبب من اسباب ان انا اعمل البرنامج ده

لمياء: حقيقي والبرنامج فعلا له اثر وصدى كبير جدا وانا مبسوطه جدا ان انا قابلتك اخير واتمنى نبقى اصحاب كمان

هنا: انا اسعد صدقيني بالمقابله دي واكيد طبعا يشرفني ان حضرتك تبقي صديقه تحدي كبير امامه الان كي يثبت كل ما اراد ان يفعله وما قاله امام المجتمع العلمي كله تلك الابحاث التي قضى فيها ال 10 سنوات الاخيره حان الوقت كي يقوم بتنفيذها كلها تلك البذور الصغيره التي كانت موجوده بداخل تلك الحاويات التي جهزها منذ ايام وبدات بالنمو حقا مما جعل ابتسامته تزين وجهه الان

عادل: الحمد لله اخيرا الحلم هيبقى حقيقه

ساره: برافو عادل يبدو ان كان عندك حق ان نباتات دي محتاجه جو معين وتقريبا هنا الجو هنا ملائم جدا
ابتسم عادل وبص لها بفخر لانه كان متاكد هو بيعمل ايه كويس قوي

عادل: لان انا جهزتها مخصوص عشان جونا هنا وكمان عايزه اقول لك ان انا عملت حساب التغيرات المناخيه وزياده درجات الحراره يعني من الاخر درست كله ظروف البيئيه اللي هتسمح للنباتات دي انها تنمو في الوقت ده.


ساره كانت عارفه كويس قوي ان عادل بيحاول ان هو يعمل نمو في المزروعات في بلده علشان يعمل تغطيه واكتفاء كامل بالنسبه للبلد وده طبعا كان ضد مخطط بلدها تماما لان الدوله اللي بتشبع بتدور على حريتها


في وسط نقاشهم ده وصلت ساره لنقطه مهمه جدا انهم مهما حاولوا هيطلع زي عادل 1000 واحد لذلك هم كان لازم يخافوا قوي من اللي جاي لان اللي جاي مش بتاعهم خالص.


هنا طلبت من سيف ولمياء ان هم يجوا معها علشان تعرفهم على عادل وطبعا ساره واول ما وصلوا هناك لحظه نظرات ساره الغريبه للبنتين لكن اللي خلاها تستغرب اكثر كانت نظرات لمياء اللي حست انها مش مرتاحه لساره ابدا


هنا: دكتوره لمياء اخت استاذ سيف مخرج المنتج البرنامج بتاعي،دكتور عادل دكتور ساره

تم التعارف بينهم الاربعه لكن كان في تالف بين الثلاثه بس اما الباقي اللي كان ساره في جهه والباقيين في جهه كان في تنافر كبير جدا واللي ما احتجتش لمياء اي تفسير علشان تعرف ان ده الخطر اللي بيواجه اخوه بمجرد نظره له فهمت كويس قوي ان هي عندها حق.

رقيه كانت مبسوطه جدا بشغلها وكمان كانت مبسوطه اكثر بعلاقتها الجديده مع مايا اللي كانت فعلا عكس ما كانت متوقعه منها.

رقية: مايا انا عندي لك سؤال بس يعني مش عايزاك تفتكري ان انا باتدخل في خصوصيتك بس بجد الموضوع ده محيرني جدا ممكن تردي علي لو سالتك؟

مايا: طبعا يا رقيه اسالي عايزه تسالي عن ايه؟

مايا كانت متوقعه ان رقيه هتسالها في شيء يخص مراد لكن استغربت جدا ان السؤال ما كانش يخص حياتها الشخصيه او علاقتها بخطيبها بالعكس ده كان بيخصها هي بس.

رقية: انت ما شاء الله متفوقه وشاطره جدا في شغلك انا ملاحظه ده بس ليه ما فكرتيش ان انت تشتغلي السنين اللي فاتت دي كلها انت المفروض ان انت متخرجه من اكثر من ثلاث اربع سنين وكان قدامك فرصه كبيره ان انت تشتغلي ليه ما فكرتيش في الشغل من بدري هل كان فيه مانع ولا انت ما فكرتيش في الموضوع اصلا؟

مايا:بصي الموضوع ده يحتمل كذا تفسير مش ان انا ما فكرتش وبرده مش لان كان في ظروف ظروفي انا اللي خلقتها وانا اللي حطيت نفسي فيها بس الحقيقه انا كان نفسي طول عمري ابقى اقتصاديه كبيره ودرست الكليه التجاره مخصوص علشان كده لكن الظروف دي بقى اللي انا استسلمتها هي اللي خلتني نسيت الموضوع لفتره طويله ممكن تقولي ان اتخليت عن الحلم ده لغايه ما شفتك

رقية: شوفتينى انا؟

مايا: ايوه لغايه ما شفتك انت تخيلي بقى عارفه ليه في اول لقاء بيننا انا كنت بهاجمك جدا

رقية: الصراحه لا مش عارفه وده اللي محيرني فعلا لان اسلوبك وشخصيتك دلوقت مختلفه تماما عن الشخصيه اللي كانت بتتعامل معي يوم ما كنا عند رضوان بيه في المزرعه

مايا: لاني شفت نفسي فيك يا رقيه شفت نسخه مني في بدايه ما كنت لسه ببدا ادرس شخصيه كنت باحلم في يوم من الايام اكون عليها لما شفتك ما كنتش بهجمك انت انا كنت بهاجم نفسي كنت باهاجم نسخه منك لقيتها فجاه قدامي فكرتني بكل حاجه حلوه انا تخليت عنها علشان ما كنتش عارفه ايه اللي بيحصل معي.

رقية: غريب جدا اللي بتقوليه ده اول مره احس ان في بني ادم ممكن يشوف نفسه في شخص ثاني

مايا: لا ده عادي جدا انت كنت بتمثلي كل حاجه حلوه انا كنت عايزه ابقى عليها لذلك لما شفتك قدامي ما كنتش متخيله ابدا ان انا ممكن الاقي صوره من كل اللي انا سبت ورايا تبقى قدامي بالشكل ده فكنت بهجمك عشان ابعد الصوره دي عن خيالي تماما.

رقية: طيب وايه اللي اختلف دلوقت ليه دلوقت يعني معلش بقيت قريبه مني جدا؟!

مايا: لان ببساطه انت عامله بالضبط زي الافاقه لما بني ادم يبقى مغمى عليه ويحاولوا يفوقوه بكل شكل لما بيوقف فوقوه بيبقوا حواليه علشان ما يحصلوش نفس الحاله دي انا باحاول اقرب منك يا رقيه عشان افضل فاكره كل اللي انا عايزه ابقى عليه وما انساش ابدا لان السبب اللي انا وقعت فيه زمان ان انا لما وقعت في الدوامه دي ما لقيتش اي حد يفكرني باللي انا كنت عايز ابقى عليه لذلك انت وجودك حولي نعمه ما عنديش استعداد ابدا ان انا استغنى عنها.


رقيه كانت مستغربه جدا مين اللي بتقوله مايا بس كانت مبسوطه لانها دائما كانت بتقرا الكلام ده من تعليقات الناس على الفيديوهات اللي كانوا بيعملوها هي وهنا دلوقت بس فهمت وحاست ده حقيقه الكلمات ديت واثرها عليه وفهمت يعني ايه ان هم يأثروا في حياه بني ادم بموقف او بالقصه ينقلوها لهم.


مايكل محاولش يتدخل في اي كلام من اللي كان بيحصل كان بيتابع المواقف من بعيد وكان بيسمع بس وبيحاول يقيم المجتمع ده اللي لاول مره يختلط به وبطبقه من المثقفين بس في مجتمع ريفي بسيط وده كان عامل له زي مؤشر خطر لان الناس دي رغم كل اللي بيتعمل فيهم لسه فيهم ناس كثير متمسكين بامل وعايزين يعيشوا حياه مكرمه يصنعوها بايديهم.

كان عارف كويس جدا ان الناس ديت مهما ظروفهم بقت صعبه بيحاولوا ان هم يخلقوا حاجات تعينهم على العالم ده لكنما كانش متخيل ابدا ان هم يقدروا يصنعوا مجتمع بنفسهم في وسط الصعوبات دي وده كان عكسي تماما اللي هم بيحاولوا يعملوا وعارف انه هو من الصعب المستحيل السيطره على الناس دي وهيجيء وقت من الاوقات هم اللي هيقودوا ه كل شيء لو لقوا الفرصه بس وهو ده اللي ما كانش عايز يعمله مايكل ان هو يديهم الفرصه.


لمياء كانت مبسوطه جدا علشان قابلت شخصيات زي هنا وعادل ورغم اني ساره كانت بتحاول تبين دائما ان هي قريبه بشخصيتها منهم الا ان لمياء ما كانتش محتاجه اي مجهود عشان تكشف اللي جواها زي ما كان سيف دائما بيقول لها انت عندك حس امني تقريبا ورثتيه عني انا ووالدنا الله يرحمه.

لمياء كانت مبهوره جدا بعادل وبكل الابحاث اللي بيعملها بمحاولته ان هو يخلق ظروف جيده لبلد معتمده في اكلها على عالم خارجي.

كانت مبسوطه جدا بالحوار معه لدرجه انها نسيت انها بتتكلم في مجموعه وكان كل الحوار داير بينها وبينه ونفس الامر تم من عادل اللي كان مشغول جدا في الكلام معها والمناقشه اللي بيني وبينها.

على الطرف الثاني كانت هنا قاعده بتتابع الكلام وكانت مبسوطه جدا بلمياء رغم احساسها بالغيره الاهتمام عادل بلمياء كده لكن ما قدرتش غير انها تحبها لان شخصيه البنت حقيقي كويسه اما سيف فكان مركز جدا في تعبيرات هنا خاصه لما كانت بتبص العادي وده الشيء اللي ضايقه جدا لان اللي كان بيظنه تقريبا بقى متاكد منه.

هنا حاولت انها تتجاذب اطراف الحديث مع سيف
هنا: يبدو ان دكتوره لمياء عجبها الجو عندنا كده اتمنى ان انت تجيبها تزورنا معاك كمان مره.

سيف: تفتكري هتبقي مبسوطه بزيارتها ولا الامر ده هيضايقك

انا ما فهمتش السبب سؤاله وحاسه ان هي عملت حاجه خلته يحس ان هي متضايقه من وجود اخته وده شيء زعلها لان هي ما افتكرتش اي موقف عملته خلى سيف يحس انها مش متقبله اخته.

هنا: ليه بتقول كده يا استاذ سيف طبعا انا مبسوطه كده ان هي كانت زارتني واتمنى اشوفها ثاني دكتوره لمياء شخصيه محترمه جدا وانا مبسوطه ان انا عرفتها.

سيف: باذن الله عموما لو قعدنا هنا علشان نتصور احتمال كبير جدا ان هي تقعد معي خلال الاسبوع ده

سيف كان بيقفل في الكلام ما كانش عايز يتكلم معها خالص لان هو حس ان هو مش عارف يتحكم في مشاعره او في كلامه معها وده كان انذار خاطئ جدا وغلط بالنسبه لضابط في مهمه.

لمياء كانت ملاحظه التوتر ده وكانت فاهمه كويس قوي ان اخوها متعلق بالبنت دي والامر مش متعلق ابدا في شغله وعرفت ان هو كان جايبها علشان تحكم على البنت ديت كويس لان هو رغم انه هو ضابط وله خبرته الا انه في المشاعر بالذات صعب انه يحكم بنفسه على حد بيحبه.

ام عادل فكان في دنيا ثانيه تماما لحظه ما شافها قدامه ما كانش متخيل ان ممكن يكون في احد بالرقه والثقافه والادب ده كله في شخصيه واحده ولما قعد يتكلم معها تاكد من كل ده وكان نفسه ان زيارتهم دي الطول او يشوفها مره ثانيه.

كان عادل مبسوط جدا لما عرف ان هم فعلا هيزوروهم مره ثانيه واحتمال ان هي تبقى في زياره كامله لمده اسبوع هتقيم فيها مع اخوها هنا علشان يصوروا البرنامج بتاعهم.

ساره انسحبت من القعده دي لانها مكنتش عجباها وراحت قعدت جنب مايكل اللي كان بيتابع الامر من بعيد وبنظره واحده ليه عرفت ان هو بيفكر في حاجه الحاجه دي مضايقه جدا.

ساره: ما لك يا مايكل حاسه ان انت متغير في حاجه حصلت مضايقك؟!

مايكل: ايوه يا ساره شوفي وحسبيها بالنسبه احنا المفروض في مجتمع بسيط جدا قابلنا كم شخصيه منهم مثقفه ومتعلمه وقد يصلوا لحد العلماء في كم نسمه بسيطه جدا لا تتعدى الالف مثلا تخيلي بقى البلد دي على بعضها فيها كم واحد زي دول واحنا اللي كنا فاكرين ان البلطجيه والجهل فيهم كثير اتاري هم ظاهرين بس لكن الحقيقه عكس كده تماما كل ده بيخليني اعيد حساباتي كلها خاصه في الناس دي.

ساره: طبعا انت فاكر ايه انت عارف كم واحد منهم كان بيدرس على مدار السنين اللي انا كنت بادرس فيها في الجامعه وحضر الدكتوراه بتاعتي عارف كم واحد منهم قدر يوصل ان هو يدرس في نفس الجامعه وكمان يبقى عالم ويتحط تحت يده تمويل كامل بالملايين على شان يطور ابحاثه بالنسبه لنا ما طلعش ولا واحد وبالنسبه لهم كانوا كذا واحد انت متخيل انه قصاد كل اربعه منهم ما فيش مننا ولا واحد بيطلع؟!

مايكل: للاسف دي حقيقه الناس دي لو لقت فرصه فعلا هتقود العلم بسهوله وده مؤشر خطر جدا

ساره: ما تنساش ان دول اسسوا اول حضاره في التاريخ يعني من الاخر من الهواء عملوا دوله وعملوا تاريخ لسه بيتنقل لغايه دلوقت عارف موضوع فرصه ده ولو فرصه صغيره جدا بالنسبه لهم هيحولهم لايه ما حدش صدقني هيقدر يقف قدامها لان على قد ما بيبقى معهم قوه على قد ما بيساعده واللي منهم يعني انت بتتكلم انه هم وكل الدول العربيه اللي حواليهم هيتنقلوا نقله ثانيه تماما

مايكل: ده اكيد لان سيبك من شغل الحكومات ده خالص اللي بيحصل منهم ده فعلا لو اخذوا فرصه صح هيتحولوا لحاجه ثانيه خالص وما اعتقدش ان احنا لازم نسمح بكده لان هم كفايه عليهم قوي انهم عايشين
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي