الفصل الرابع
استيقظت بعد سطوع الشمس بوقت، تتململ في فراشها براحه، لم تنعم بتلك الراحه منذ وقت اقترانها بذلك الوغد، الا ان ليله أمس لم تشمل ذلك الرجل المدعو زوجها واخيرا أنعمت بنوم هنيئ. ايام وليالي كانت تنام و الدموع والالم جزءا لا يتجزأ من يومها، تدعو وتتضرع إلى الله الاتعود مدى الحياه الي ذلك المتجبر مره اخرى وان تتخلص منه في أسرع وقت اليوم قبل الغد، لم تعد تتحمل وجوده في حياتها يوما آخر، لتستند على نرفقيها محاوله النهوض لتتألم بشده، كل جسدها يؤلمها مما عانته الليله الماضيه، ولكن تتحمل على ذاتها وتنهض لتعد كوب من القهوه لتتخلص من من ذلك الصداع القوى الذي داهم رأسها فجأه، لتسمع جرس البال يدق لتنتفض واقفه بذعر ويستمر الجرس بالرنين لتقرر أن تستجمع قوتها وتذهب لترى من الطارق، التقطت الاسدال وقامت بارتدائه هو والحجاب، وأخذت تتقدم بحرس حتى وقفت أمام الباب، لتجلي حلقها بخوف وتردد
حياه : م... مَم..مين بره
ليأتيها صوته ليطمئن قلبها وتأخذ نفسها الذي كانت تحبسه من الخوف لتفتح الباب بحرص وهي تنظر له بتوتر
حمزه : صباح الخير
حياه؛ صباح النور
حمزه :حبيت اطمن عليكي قبل ماروح الشغل، واشوفك لو محتاجه حاجه.
حياه بامتنان : شكرا بجد على اهتمامك انا مش محتاجه حاجه كل حاجه موجوده في الشقه بذياده
اطمن انا بخير بس..يعني
حمزه بتفهم : مش عايزة تقلقي من حاجه انا موقف حارس تحت العماره محدش غريب يستجري يخطي من باب العماره غير بأذني، عايزك ماتخفيش طول مانا معاكي
لتعلو ضربات قلبها بلا أراده منها بينما زاغت عيناها بتوتر وخجل، لتتحمح قائله
_ انااا.. انا بجد مش عارفه اقولك ايه انت انسان شهم وانا عمري ماهنسالك وقفتك دي جمبي
ليمرر أصابعه في خصلات شعره الناعمة بإحراج
حمزه : انا ماعملتش حاجه انتي اللي مكبره الموضوع كل اللي انا عايزه راحتك وسلامتك
ليطول النظر إلى عينيها، وكأن عينيها يأسرانه وفي كل مره ينظر إليهما يقع أسير بينهما، وكأنهم مرأة تكشف له حبها الذي ينبت بوجدانه، ليفيق على خجلها ووجنتيها ال أن احمرتا بشده إثر نظراته الجريئة لها.
ليمرر أصابعه في خصلاته من جديد، ويتنحنح بحرج
حمزه مغمغما بحرج : احم.. طيب بعد اذنك مضطر استأذن عشان الشغل وهحاول ارجع بدري عشان ماتخافيش
حياه : ماشي ربنا معاك ومتقلقش عليا انا مش خايفه اتفضل قالتها بتوتر وخجل
لينصرف وهو يوبخ ذاته على تحديقه بها كثيرا يخشى أن تهابه ولا تطمئن له لذا وجب عليه أن يسيطر على مشاعره الحمقاء تلك ولا يفضح نفسه بتلك الحركات الهوجاء، ليستفل الصعَد قاصدا الأسفل للذهاب للعمل، ليجد ذلك الحارس الذي عينه لحراستها بانتظاره بالخارج، ليقف ويكلي عليه بعض الاوامر
حمزه بجديه مهيبة : عايزك ماتتنقلش من هنا تاخد بالك من كل داخله وخارجه مش عايز دبه النمله تعدي من تحت ايدك والا جزاءك هيبقا عظيم فااهم
_ تحت امرك ياحمزه باشا
لينصرف مستقلا سيارته للعمل، غافلا عن ذلك الذي يتبعه خطوه بخطوه.
************************
أغلق الهاتف بعد أن أخبره احد رجاله الذبن عينهم لمراقبة حمزه الأنصاري بأنه ترك منزله وتوجه للعمل، ليأمره بمراقبته لحظه بلحظه ولا يغفل عنه مهما جرى بينما أمر الآخر بمراقبة المنزل ليطلعه إذا خرجت
سيف بشر : انتي مفكره انك كده خلصتي مني وان اللي اسمه حمزة ده يقدر يحميكي مني
ليقهقه بطريقه مقززة مكملا
_ ولا عشره زيه انتي ماتعرفيش انا مين لغايه دلوقتي بس شكل اللعبه هتحلوو واهو نتسلي شويه معاكم وبالذات حمزه ده شويه دا في بينا تار قديم
لتقدح عيناها شرا، بينما تعالى رنين هاتفه ليرى من المتصل، فيعتدل سريعا في جلسته ويبتاع ريقه بتوتر ويجيب سريعا باحترام مبالغ
سيف : ايوه يا باشا تحت امر حضرتك
شخص ما : ايه ياسيف البضاعه اللي احنا متفقين انك تسلمها خلاص جهزت ولا لسه قاعد تلعب ومعطلنا
سيف بخوف : لا لا ياباشا كله هيبقا جاهز في ميعاد بالظبط هو ناقص حاجه بسيطه بس هيكون جاهز في معاده
_ احسنلك يكون جاهز عالميعاد والا انت عارف زعلنا وحش ازاي
سيف بخوف : ا.. اطمن ياباشا كله هيبقا جاهز ومافيش اي زعل ولا حاجه
_ ده تحرير احنا شغلنا مافيه ش ياما ارحميني وانت سيد العارفين
سيف بتوتر _ اكيد ياباشا اكيد
_ سلام يأسيف وانتبه شويه للشغل مش عايز غلطه الغلطة بفوره ياسيف
_حاضر ياباشا مع الف سلامه سلام
ليغلق الخط بتأفف ويتجهم وجهه
سيف بغضب _ هو انت كنت ناقصة انت كمان دلوقتي
لتلتمع فكره ماا في عقله قرر أن ينفذها عالفور
ليحدث ذاته إذا كان الأمر فيه صعوبه ليضحي بها إذا وهي من جلبت هذا لذاتها لقد كان رحيما معها والان بعد فعلتها تلك واللجوء لآخر والهروب والاحتماء في رجل آخر فلتتحمل إذا الذي ستعانيه على يده بعد ذلك، ليبتسم بشر وتتوسع بسمته وتذداد ليقهقه بشر وخبث عظيم
**************
بينما هو منشغل بعمله والضغط الكبير على عاتقه فبعد توسعه وإنشاءه لمصنع جديد فالبتأكيد لابد أن يكبر الحمل على عاتقه ولكن دائما ماكان العمل هو هدفه وتحقيق ذاته هو ماكان يسعى إليه، ولكن لما العمل اليوم ممل وثقيل على عاتقه على غير العاده، يريد أن ينهي عمله سريعا حتى يراها مره اخرى لا يصدق حتى الآن بأنها أصبحت إلى جواره حتى لو بينهما مسافه وحدود وعوائق كثيره يجب أن يتخطاها ولكن سيكون أكثر من سعيد لتخطيها كلها من أجلها فقط، تشغل كل عقله بجمالها البسيط والخلاب وعينيها وحدهم كانشوده غرام نادرة عزفت على يد أمهر الشعراء، سوداء كالليل الداكن تجبرك عالنظر لها والغرق في بحورها بكل رضا، يحبها نعم هو يعترف بذلك ولكن حب ممنوع يالا حظه السئ حينما وقع اخيرا في الحب يقع في حب امراءه متزوجه، ولكن لا ذلك مؤقتا بالتأكيد هي تريد الهرب من ذلك الزواج وهو سيساعدها وليس من أجله فقط وإنما من أجلها هي فلا يمكنه تركها مع ذلك الهمجي المتوحش فهو ليس برجل لا ليس بإنسان من الأساس من يأذي امراءه لا حول لها ولا قوه بهذه البشاعة انه مجرد من الإنسانيه وهو لن يسمح باذيتها بأي شكل من الأشكال، ليفيق من أفكاره على وجود السكرتيره أمامه ويبدو أنها هنا منذ فتره ولم يشعر بها وهو غارق في افكاره
ليغمغم باحراج : خير يامنه في حاجه
منه : انا اسفه يافندم بس انا خبطت كتير وحضرتك ماردتش فدخلت علطول حتى ماكنتش مركز
لتكمل بفضول : كان شكلك سرحان في حاجه
حاجه شاغله بال حضرتك
ليرد بدون وعي منه؛ حياه
منه : نعم
لتدارك ذاته سريعا : مافيش حاجه كنتي عايزه ايه
لتغمغم بانزعاج وخرج : اسفه يافندم بس في شويه أوراق انا خلصتهم كنت طالبهم مني ممكن تراجعه وتمضيهم
حمزه : طيب سيبيهم هنا هراجعهم بعدين
_ بس يافندم انت كنت مستعجل عليهم
حمزه بغضب : قولت سيبيهم وبعدين هشوفهم اتفضل انتي
لتتأسف وتغادر باحراج بينما تكلم ذاتها : اكيد في حاجه ولازم اعرفها ايه اللي شاغل باله كده عن الشغل، دا كان زي المكنه مابيتعبش من الشغل ليل ونهار لما كان فاحتنا، بس على مين ده لازم اعرف كل حاجه، ومين حياه دي ماهو مش بعد ده كله تيجي واحده وتشقطه كده عالجاهز ماشي ياحمزه انا وانت والزمن طويل.
**************
كانت تجول في المنزل بعد طول نهار قضته في تنظيف البيت من الأتربة ، اجهدت بشده لكبر الشقه ووسعها، لتأخذ حماما دافئا يزيح من عليها العناء
وتجلس تستعيد ذكرياتها القديمه مع ابويها، لتبتسم حينا وتبكي حينا أخرى، بينما ذكرياتها السيئه مع المدعو زوجها تتمنى حقا أن تتخلص منه وترجع إلى حياتها مره اخرى، ستتفائل خيرا بإذن الله ووجوده إلى جوارها وحمزة أيضا إلى جوارها ولن يدع مكروه يصيبها أو هذا ماتأمله، لتسرح بتفكيرها فيه بعض الوقت، وتفيق على إصدار صوتا ما من معدتها يدل على شعورها بالجوع فهي لم تأكل شيئا منذ الصباح ، لتذهب لتتفقد الطعام الموجود وتأكل اي شئ يسد ألم معدتها الذي هاحمها في تلك اللحظه لتطن بأنه من الجوع ليس إلا، لتسمع صوت أحدا بالباب يرن جرسها، لتطمئن ذاتها بأنه بالتأكيد هو وتذهب لفتح الباب
أنهى عمله سريعا وتوجه بأقصى سرعة إلى البيت بعد أن ابتاع بعض الطعام الجاهز من أجلها وآجله
، ليصل إلى باب شقتها بعد مده ليست بالكبيره ولكن طويله عليه وبشده لا يصدق بأنه على أعتاب شقتها اخيرا ليدق الجرس وينتظر مرور الثواني كالدهر حتى تفتح له، حتى فتحت اخيرا ليقابها بابتسامته الجذابة،
حمزه بابتسامه سعيده : مساء الخير
حياه بابتسامه وكأنه نقل عدوته بالابتسامة إليها : مساء النور حمدلله عالسلامه
حمزه :الله يسلمك ممكن بعد اذنك نتعشي مع بعض النهارده بما اننا كل واحد لوحده يعني اهو نفتح نفس بعض
حياه بتردد : يعني..... أنا مش جعانه اصلا اتعشا انت بالهنا والشفا
حمزه بإحباط : انتي يعني خايفه مني ولا مش حابه تقعدي معايا لو كده عادي مش هزعل
حياه سريعا : لا طبعا مش كده خالص انا اسفه لو حسستك بكده بس مش عايزه اتقل على حضرتك اكتر من كده
حمزه بضيق مصطنع : الف مره اقولك بلاش كلامك ده بيضيقني قولتلك انتي مش تقيله ولا حاجه بالعكس ياستي والله مبسوط اني لاقيت حد يونس وحدتي اوعديني تبطلي تقولي كده عشان بجد هزعل منك
حياه باحراج : خلاص انا اسفه ماقصدش
اتفضل وانا هجهز عشا
حمزه بابتسامه : عشا ايه انا جايب معايا اكل
حياه بلوم : ليه بس كده مانا كنت هعمل كده كتير اوي بصراحه.
حمزه بملل : اييه يابنتي مش بتملي من البوقين دول ارحميني انا ميت من الجوع هناكل ولا ايه
بتضحك على طريقته الطفولية وتفسح له المجال للدلوف للداخل فهي أيضا تشعر بالجوع الشديد
جلسو يتناولون العشاء بعد أن جهزته عالطاوله وابقت الباب مفتوح بأمر منه لانه لا يصح أن يجلسا بمفردهم والباب مغلق وذلك الأمر إعجبها بشده بل وجعل صورته تكبر في أعينها أكثر من ذي قبل، بينما هو يخطف إليها النظرات من حين لآخر، وهي الخجل يقيدها من التصرف بحريه
ليشعر هو بذلك ليخاول أن يجعلها أكثر مرونة في التعامل معه قليلا ليفتح معها بعض الكلام ليخرجها من صمتها ؛
حمزه بتساؤل : لا ماقولتلييش انتي خريجه ايه
حياه بحزن : انا متخرجتش انا خلصت الثانويه واشتغلت علطول مادخلتش كليه، بسبب وفاه بابا ومرض ماما الله يرحمهم،
لتلتمع الدموع في مقاتليها محاوله مدارتهم عنه
_وبعدها ماما اتوفت واتجوزت سيف
لتبتلع الغصه المؤلمه في حلقها
حمزه بتعاطف : ماتعيطيش ربنا مش بيعمل حاجه غير لما يكون فيها خير لينا حتى لو احنا شايفنها غير كده بس في الاخر هتعرفي العبره منها ايه عمر ربنا مابيأذي عباده ممكن يختبرهم يختبر صبرهم وايمانهم بقضائه بس بعدين بيفرجها عليهم ويستغربو من رحمه ربنا الواسعه
لتبتسم باطمئنان وسعاده فقد أراح كلامه رغم علمها به قلبها وجعله يستكين بعد ام كان يتألم بشده من تدفق الذكريات السيئة عليه
حمزه مكملا حينما رأي الاستجابه على وجهها : دايما قولي يارب انا عارف ان اللي مريتي بيه كتير وجبل مايتحملوش بس ربنا عارف قدرتك عالتحمل" ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها" "وان مع العسر يسرا" ربنا اكيد شيالك فرحه كبيره وبكره تتعجبي من فرجه وحكمته لو اطلعتم عالغيب لاخترت الواقع ممكن كل اللي حصلك ده فدا لحاجه أكبر وأعظم انتي ماكنتيش هتستحمليها ربنا بيفدينا من الأذى الأكبر بحاجه أصغر خلي إيمانك وثقتك بربك كبيره هو مش قال" انا عند ظن عبدي بي فإن كان خيرا يره وان كان شرا يره " احسني الظن بالله عشان تلاقي كل خير وأكثر من الاستغفار وأحمد ربنا دايما على كل شى ولا انا غلطان؟!
حياه بامتنان وإعجاب : لا طبعا عندك حق انا المفروض اكون واثقه في ربنا اكتر من كده ويمكن ده اللي تعابني كده انا عارفه ان ربنا مش هيتعبني الا لحكمه لا يعلمها غيره الحمد لله على كل حال
استغفر الله العظيم واتوب اليه
شكرا اوي يااستاذ حمزه كلامك بجد ريحني اوي
حمزه بمزاح : بلاش استاذ وأستاذه والألقاب والحاجات دي ممكن اناديكي حياه عادي وانتي بردوو ناديني استاذ حمزه
لتضحك على مزحته تلك، لا تعلم كيف يكون هكذا انسان ناجح ومحترم وعارف ربنا ويجعل الذي أمامه يضحك وينسى همه وحزنه خليط مكون من كل شئ محبب وجميل، بينما هو رقص قلبه طربا حينما سمع ضحكتها وتضخم قلبه بحبها أكثر فأكثر
انتهي العشاء وذهب إلى منزله، رغم أن ذلك كان ثقيل عليه وكأنه يترك قلبه ويذهب ولكن الصبر الجميل فلينتظر ويضع توكاله على الله فليقدم له الخير، وعله يجمعهما في حلاله بإذنه فقط
****************×***
في الصباح الباكر، استيقظت وقررت أن تبدأ يومها بركعتين شكر لله على وقفته معها وبعثه لحمزه في طريقها لينجدها من ذلك المتجبر، أنهت صلاتها وذهبت لتحضر كوب من القهوه، وقد قررت أن تفاتح حمزه اليوم بذلك الأمر المهم يجب أن تأخذ خطوه وترتاح من سطوة زوجها وبقائها على زمته يجب أن تتخلص منه، لذلك قررت مفاتحه حمزه ليساعدها في أمر الطلاق أو الخلع لأنها متأكده بأنه لن يطلقها ويحررها بسهوله، وما أن انتهت من تحضير القهوه لتحمل الكوب متوجهة لغرفة المعيشه منتظره حمزه أن يدق عليه مثل البارحه ليطمئن ويسائلها عن احتياجاتها، ليضرب رائسها دوار مفاجئ واسودت الدنيا من حولها ليقع كوب القهوه من يدها مصدرا ضجيجا إثر انكساره وتفتته لعشرات القطع لتحاول أن تستند على أي شئ، لتضع يدها عالكرسي الذي وجدته أمامها ولكن يختل توازنها لتقع على الأرض مغشيا عليها.......
_________________
انتهى الفصل واتمنى يكون عجبكم واسفه عالتأخير
وماتنسوش فوت وكومنت حلو للتشجيع ❤️
حياه : م... مَم..مين بره
ليأتيها صوته ليطمئن قلبها وتأخذ نفسها الذي كانت تحبسه من الخوف لتفتح الباب بحرص وهي تنظر له بتوتر
حمزه : صباح الخير
حياه؛ صباح النور
حمزه :حبيت اطمن عليكي قبل ماروح الشغل، واشوفك لو محتاجه حاجه.
حياه بامتنان : شكرا بجد على اهتمامك انا مش محتاجه حاجه كل حاجه موجوده في الشقه بذياده
اطمن انا بخير بس..يعني
حمزه بتفهم : مش عايزة تقلقي من حاجه انا موقف حارس تحت العماره محدش غريب يستجري يخطي من باب العماره غير بأذني، عايزك ماتخفيش طول مانا معاكي
لتعلو ضربات قلبها بلا أراده منها بينما زاغت عيناها بتوتر وخجل، لتتحمح قائله
_ انااا.. انا بجد مش عارفه اقولك ايه انت انسان شهم وانا عمري ماهنسالك وقفتك دي جمبي
ليمرر أصابعه في خصلات شعره الناعمة بإحراج
حمزه : انا ماعملتش حاجه انتي اللي مكبره الموضوع كل اللي انا عايزه راحتك وسلامتك
ليطول النظر إلى عينيها، وكأن عينيها يأسرانه وفي كل مره ينظر إليهما يقع أسير بينهما، وكأنهم مرأة تكشف له حبها الذي ينبت بوجدانه، ليفيق على خجلها ووجنتيها ال أن احمرتا بشده إثر نظراته الجريئة لها.
ليمرر أصابعه في خصلاته من جديد، ويتنحنح بحرج
حمزه مغمغما بحرج : احم.. طيب بعد اذنك مضطر استأذن عشان الشغل وهحاول ارجع بدري عشان ماتخافيش
حياه : ماشي ربنا معاك ومتقلقش عليا انا مش خايفه اتفضل قالتها بتوتر وخجل
لينصرف وهو يوبخ ذاته على تحديقه بها كثيرا يخشى أن تهابه ولا تطمئن له لذا وجب عليه أن يسيطر على مشاعره الحمقاء تلك ولا يفضح نفسه بتلك الحركات الهوجاء، ليستفل الصعَد قاصدا الأسفل للذهاب للعمل، ليجد ذلك الحارس الذي عينه لحراستها بانتظاره بالخارج، ليقف ويكلي عليه بعض الاوامر
حمزه بجديه مهيبة : عايزك ماتتنقلش من هنا تاخد بالك من كل داخله وخارجه مش عايز دبه النمله تعدي من تحت ايدك والا جزاءك هيبقا عظيم فااهم
_ تحت امرك ياحمزه باشا
لينصرف مستقلا سيارته للعمل، غافلا عن ذلك الذي يتبعه خطوه بخطوه.
************************
أغلق الهاتف بعد أن أخبره احد رجاله الذبن عينهم لمراقبة حمزه الأنصاري بأنه ترك منزله وتوجه للعمل، ليأمره بمراقبته لحظه بلحظه ولا يغفل عنه مهما جرى بينما أمر الآخر بمراقبة المنزل ليطلعه إذا خرجت
سيف بشر : انتي مفكره انك كده خلصتي مني وان اللي اسمه حمزة ده يقدر يحميكي مني
ليقهقه بطريقه مقززة مكملا
_ ولا عشره زيه انتي ماتعرفيش انا مين لغايه دلوقتي بس شكل اللعبه هتحلوو واهو نتسلي شويه معاكم وبالذات حمزه ده شويه دا في بينا تار قديم
لتقدح عيناها شرا، بينما تعالى رنين هاتفه ليرى من المتصل، فيعتدل سريعا في جلسته ويبتاع ريقه بتوتر ويجيب سريعا باحترام مبالغ
سيف : ايوه يا باشا تحت امر حضرتك
شخص ما : ايه ياسيف البضاعه اللي احنا متفقين انك تسلمها خلاص جهزت ولا لسه قاعد تلعب ومعطلنا
سيف بخوف : لا لا ياباشا كله هيبقا جاهز في ميعاد بالظبط هو ناقص حاجه بسيطه بس هيكون جاهز في معاده
_ احسنلك يكون جاهز عالميعاد والا انت عارف زعلنا وحش ازاي
سيف بخوف : ا.. اطمن ياباشا كله هيبقا جاهز ومافيش اي زعل ولا حاجه
_ ده تحرير احنا شغلنا مافيه ش ياما ارحميني وانت سيد العارفين
سيف بتوتر _ اكيد ياباشا اكيد
_ سلام يأسيف وانتبه شويه للشغل مش عايز غلطه الغلطة بفوره ياسيف
_حاضر ياباشا مع الف سلامه سلام
ليغلق الخط بتأفف ويتجهم وجهه
سيف بغضب _ هو انت كنت ناقصة انت كمان دلوقتي
لتلتمع فكره ماا في عقله قرر أن ينفذها عالفور
ليحدث ذاته إذا كان الأمر فيه صعوبه ليضحي بها إذا وهي من جلبت هذا لذاتها لقد كان رحيما معها والان بعد فعلتها تلك واللجوء لآخر والهروب والاحتماء في رجل آخر فلتتحمل إذا الذي ستعانيه على يده بعد ذلك، ليبتسم بشر وتتوسع بسمته وتذداد ليقهقه بشر وخبث عظيم
**************
بينما هو منشغل بعمله والضغط الكبير على عاتقه فبعد توسعه وإنشاءه لمصنع جديد فالبتأكيد لابد أن يكبر الحمل على عاتقه ولكن دائما ماكان العمل هو هدفه وتحقيق ذاته هو ماكان يسعى إليه، ولكن لما العمل اليوم ممل وثقيل على عاتقه على غير العاده، يريد أن ينهي عمله سريعا حتى يراها مره اخرى لا يصدق حتى الآن بأنها أصبحت إلى جواره حتى لو بينهما مسافه وحدود وعوائق كثيره يجب أن يتخطاها ولكن سيكون أكثر من سعيد لتخطيها كلها من أجلها فقط، تشغل كل عقله بجمالها البسيط والخلاب وعينيها وحدهم كانشوده غرام نادرة عزفت على يد أمهر الشعراء، سوداء كالليل الداكن تجبرك عالنظر لها والغرق في بحورها بكل رضا، يحبها نعم هو يعترف بذلك ولكن حب ممنوع يالا حظه السئ حينما وقع اخيرا في الحب يقع في حب امراءه متزوجه، ولكن لا ذلك مؤقتا بالتأكيد هي تريد الهرب من ذلك الزواج وهو سيساعدها وليس من أجله فقط وإنما من أجلها هي فلا يمكنه تركها مع ذلك الهمجي المتوحش فهو ليس برجل لا ليس بإنسان من الأساس من يأذي امراءه لا حول لها ولا قوه بهذه البشاعة انه مجرد من الإنسانيه وهو لن يسمح باذيتها بأي شكل من الأشكال، ليفيق من أفكاره على وجود السكرتيره أمامه ويبدو أنها هنا منذ فتره ولم يشعر بها وهو غارق في افكاره
ليغمغم باحراج : خير يامنه في حاجه
منه : انا اسفه يافندم بس انا خبطت كتير وحضرتك ماردتش فدخلت علطول حتى ماكنتش مركز
لتكمل بفضول : كان شكلك سرحان في حاجه
حاجه شاغله بال حضرتك
ليرد بدون وعي منه؛ حياه
منه : نعم
لتدارك ذاته سريعا : مافيش حاجه كنتي عايزه ايه
لتغمغم بانزعاج وخرج : اسفه يافندم بس في شويه أوراق انا خلصتهم كنت طالبهم مني ممكن تراجعه وتمضيهم
حمزه : طيب سيبيهم هنا هراجعهم بعدين
_ بس يافندم انت كنت مستعجل عليهم
حمزه بغضب : قولت سيبيهم وبعدين هشوفهم اتفضل انتي
لتتأسف وتغادر باحراج بينما تكلم ذاتها : اكيد في حاجه ولازم اعرفها ايه اللي شاغل باله كده عن الشغل، دا كان زي المكنه مابيتعبش من الشغل ليل ونهار لما كان فاحتنا، بس على مين ده لازم اعرف كل حاجه، ومين حياه دي ماهو مش بعد ده كله تيجي واحده وتشقطه كده عالجاهز ماشي ياحمزه انا وانت والزمن طويل.
**************
كانت تجول في المنزل بعد طول نهار قضته في تنظيف البيت من الأتربة ، اجهدت بشده لكبر الشقه ووسعها، لتأخذ حماما دافئا يزيح من عليها العناء
وتجلس تستعيد ذكرياتها القديمه مع ابويها، لتبتسم حينا وتبكي حينا أخرى، بينما ذكرياتها السيئه مع المدعو زوجها تتمنى حقا أن تتخلص منه وترجع إلى حياتها مره اخرى، ستتفائل خيرا بإذن الله ووجوده إلى جوارها وحمزة أيضا إلى جوارها ولن يدع مكروه يصيبها أو هذا ماتأمله، لتسرح بتفكيرها فيه بعض الوقت، وتفيق على إصدار صوتا ما من معدتها يدل على شعورها بالجوع فهي لم تأكل شيئا منذ الصباح ، لتذهب لتتفقد الطعام الموجود وتأكل اي شئ يسد ألم معدتها الذي هاحمها في تلك اللحظه لتطن بأنه من الجوع ليس إلا، لتسمع صوت أحدا بالباب يرن جرسها، لتطمئن ذاتها بأنه بالتأكيد هو وتذهب لفتح الباب
أنهى عمله سريعا وتوجه بأقصى سرعة إلى البيت بعد أن ابتاع بعض الطعام الجاهز من أجلها وآجله
، ليصل إلى باب شقتها بعد مده ليست بالكبيره ولكن طويله عليه وبشده لا يصدق بأنه على أعتاب شقتها اخيرا ليدق الجرس وينتظر مرور الثواني كالدهر حتى تفتح له، حتى فتحت اخيرا ليقابها بابتسامته الجذابة،
حمزه بابتسامه سعيده : مساء الخير
حياه بابتسامه وكأنه نقل عدوته بالابتسامة إليها : مساء النور حمدلله عالسلامه
حمزه :الله يسلمك ممكن بعد اذنك نتعشي مع بعض النهارده بما اننا كل واحد لوحده يعني اهو نفتح نفس بعض
حياه بتردد : يعني..... أنا مش جعانه اصلا اتعشا انت بالهنا والشفا
حمزه بإحباط : انتي يعني خايفه مني ولا مش حابه تقعدي معايا لو كده عادي مش هزعل
حياه سريعا : لا طبعا مش كده خالص انا اسفه لو حسستك بكده بس مش عايزه اتقل على حضرتك اكتر من كده
حمزه بضيق مصطنع : الف مره اقولك بلاش كلامك ده بيضيقني قولتلك انتي مش تقيله ولا حاجه بالعكس ياستي والله مبسوط اني لاقيت حد يونس وحدتي اوعديني تبطلي تقولي كده عشان بجد هزعل منك
حياه باحراج : خلاص انا اسفه ماقصدش
اتفضل وانا هجهز عشا
حمزه بابتسامه : عشا ايه انا جايب معايا اكل
حياه بلوم : ليه بس كده مانا كنت هعمل كده كتير اوي بصراحه.
حمزه بملل : اييه يابنتي مش بتملي من البوقين دول ارحميني انا ميت من الجوع هناكل ولا ايه
بتضحك على طريقته الطفولية وتفسح له المجال للدلوف للداخل فهي أيضا تشعر بالجوع الشديد
جلسو يتناولون العشاء بعد أن جهزته عالطاوله وابقت الباب مفتوح بأمر منه لانه لا يصح أن يجلسا بمفردهم والباب مغلق وذلك الأمر إعجبها بشده بل وجعل صورته تكبر في أعينها أكثر من ذي قبل، بينما هو يخطف إليها النظرات من حين لآخر، وهي الخجل يقيدها من التصرف بحريه
ليشعر هو بذلك ليخاول أن يجعلها أكثر مرونة في التعامل معه قليلا ليفتح معها بعض الكلام ليخرجها من صمتها ؛
حمزه بتساؤل : لا ماقولتلييش انتي خريجه ايه
حياه بحزن : انا متخرجتش انا خلصت الثانويه واشتغلت علطول مادخلتش كليه، بسبب وفاه بابا ومرض ماما الله يرحمهم،
لتلتمع الدموع في مقاتليها محاوله مدارتهم عنه
_وبعدها ماما اتوفت واتجوزت سيف
لتبتلع الغصه المؤلمه في حلقها
حمزه بتعاطف : ماتعيطيش ربنا مش بيعمل حاجه غير لما يكون فيها خير لينا حتى لو احنا شايفنها غير كده بس في الاخر هتعرفي العبره منها ايه عمر ربنا مابيأذي عباده ممكن يختبرهم يختبر صبرهم وايمانهم بقضائه بس بعدين بيفرجها عليهم ويستغربو من رحمه ربنا الواسعه
لتبتسم باطمئنان وسعاده فقد أراح كلامه رغم علمها به قلبها وجعله يستكين بعد ام كان يتألم بشده من تدفق الذكريات السيئة عليه
حمزه مكملا حينما رأي الاستجابه على وجهها : دايما قولي يارب انا عارف ان اللي مريتي بيه كتير وجبل مايتحملوش بس ربنا عارف قدرتك عالتحمل" ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها" "وان مع العسر يسرا" ربنا اكيد شيالك فرحه كبيره وبكره تتعجبي من فرجه وحكمته لو اطلعتم عالغيب لاخترت الواقع ممكن كل اللي حصلك ده فدا لحاجه أكبر وأعظم انتي ماكنتيش هتستحمليها ربنا بيفدينا من الأذى الأكبر بحاجه أصغر خلي إيمانك وثقتك بربك كبيره هو مش قال" انا عند ظن عبدي بي فإن كان خيرا يره وان كان شرا يره " احسني الظن بالله عشان تلاقي كل خير وأكثر من الاستغفار وأحمد ربنا دايما على كل شى ولا انا غلطان؟!
حياه بامتنان وإعجاب : لا طبعا عندك حق انا المفروض اكون واثقه في ربنا اكتر من كده ويمكن ده اللي تعابني كده انا عارفه ان ربنا مش هيتعبني الا لحكمه لا يعلمها غيره الحمد لله على كل حال
استغفر الله العظيم واتوب اليه
شكرا اوي يااستاذ حمزه كلامك بجد ريحني اوي
حمزه بمزاح : بلاش استاذ وأستاذه والألقاب والحاجات دي ممكن اناديكي حياه عادي وانتي بردوو ناديني استاذ حمزه
لتضحك على مزحته تلك، لا تعلم كيف يكون هكذا انسان ناجح ومحترم وعارف ربنا ويجعل الذي أمامه يضحك وينسى همه وحزنه خليط مكون من كل شئ محبب وجميل، بينما هو رقص قلبه طربا حينما سمع ضحكتها وتضخم قلبه بحبها أكثر فأكثر
انتهي العشاء وذهب إلى منزله، رغم أن ذلك كان ثقيل عليه وكأنه يترك قلبه ويذهب ولكن الصبر الجميل فلينتظر ويضع توكاله على الله فليقدم له الخير، وعله يجمعهما في حلاله بإذنه فقط
****************×***
في الصباح الباكر، استيقظت وقررت أن تبدأ يومها بركعتين شكر لله على وقفته معها وبعثه لحمزه في طريقها لينجدها من ذلك المتجبر، أنهت صلاتها وذهبت لتحضر كوب من القهوه، وقد قررت أن تفاتح حمزه اليوم بذلك الأمر المهم يجب أن تأخذ خطوه وترتاح من سطوة زوجها وبقائها على زمته يجب أن تتخلص منه، لذلك قررت مفاتحه حمزه ليساعدها في أمر الطلاق أو الخلع لأنها متأكده بأنه لن يطلقها ويحررها بسهوله، وما أن انتهت من تحضير القهوه لتحمل الكوب متوجهة لغرفة المعيشه منتظره حمزه أن يدق عليه مثل البارحه ليطمئن ويسائلها عن احتياجاتها، ليضرب رائسها دوار مفاجئ واسودت الدنيا من حولها ليقع كوب القهوه من يدها مصدرا ضجيجا إثر انكساره وتفتته لعشرات القطع لتحاول أن تستند على أي شئ، لتضع يدها عالكرسي الذي وجدته أمامها ولكن يختل توازنها لتقع على الأرض مغشيا عليها.......
_________________
انتهى الفصل واتمنى يكون عجبكم واسفه عالتأخير
وماتنسوش فوت وكومنت حلو للتشجيع ❤️