الفصل العاشر
الفصل العاشر
دخل عمهم ليفض نزاعهم : اى الى بيحصل فى بيت الفاروق هنااا صوتكم جايب اخر البلد ليه ؟!
ركضت نحوه كيان و هى تقول بانفعال : الحقنا ياعمى عزيز استغل غيابك وماسك أختى و عمال يضربها انا بقول تعلمه الادب و لا ترميه برا بيتك أحسن
زمجر العم بغضب و هو ينظر لعزيز متحدث بضيق : مالك ببنات عمك يا عزيز
اجابه في حزم : واحد وبيربى مراته مش فاهم اى الى فيها دى ؟
اقترب منه عمه : لما تكتب الكتاب عليها الاول و بعد كدا ابقى أعمل ما بدالك غير كدا أيدك لو أتمدت على بنت من بنات عمك صدقنى هخلعهالك من مكانعا فاااهم
أقترب عزيز منه متحديا : و هو انا لما أدخل عليها و الاقيها في حضن زفت الطين إدهم الجابر المفروض اعمل ايه يا عمى ؟
ارتفع شهيق الجميع و اتسعت حِداق عيونهم اقترب منها عمها يسالها : الكلام دا حصل بجد يا قمر
تراجعت بجسدها للخلف مستجمعه قواها : لا عزيز دا مريض ميتسكتش عليه أبدا
صاح بها عزيز بغل : انتى اللي كدابه قمر و لو فاكرة انك هتعرفى تهربى منى تبقى بتحلمى
- الحب مش غلط يا عزيز
بمجرد مانهت جملتها لطمها عمها بقوه علي وجنتها : اتلمى يا قمر حب اى و كلام فارغ الى بتتكلم عنه قدام عمك أعملى حساب انى واقف
سالت دموع عينيها بمرارة وحزن
ثم مسك سلاحه و وضعه صوب جبهتها : بعد اللي سمعته المفروض الخزنه دي تتفجر في نفوخك بس انتى عارفه غلاوتك عندى يا قمر عشان كده هفوتهالك بس هتتحبسى فى أوضتك ومش هتخرجى منها الا يوم كتب الكتاب الى أنا محددهولك و هو الاسبوع الجاى يلااا على اوضتك مشوفش وشك
. . .
تجلس بغرفتها تنظر لسقفها و هى تتنهد بين الحين و الاخر بحزن و ألم حزينه و متالمه على ما يحدث لها و لحبيب قلبها تتسال لما يحدث كل هذا ايعقل ما يحدث فقط لكونها أحبته منذ صغرها
كيان بأسف : هتفضلي ساكته ومبتتكلميش يا قمر ؟
لم تخفض عينيها اللاتى تتأملا السقف بيأس فاجابتها بلا مبالاة : يعنى عايزانى أتكلم اقول ايه ما خلاص كل حاجه خلصت
_ لا طبعا ماخلصتش واي الياس اللي انتى بتتكلمى بيه دا !! من امتى وانتى بالضعف دا
_ و انا هعمل ايه بس يا كيان مفيش في أيدى حاجه اعملها .
- بس أدهم هيعمل كتير ...
اجابتها قمر ساخرة : أدهم هيتجوز حنان بنت عمته خلاص
كيان بدهشه : انت بتقولي ايه مستحيل طبعا أدهم يعمل كدا
- يلا عادى مش هتفرق التيار اقوي من الكل
كيان بفضول : قوليلي طيب ليه هيتجوزها هو جد جديد يعني ؟
قمر بحزن : جابر الكبير قرر كدا
_ يادى النيله ... و أدهم رضى بكدا ؟!
- و هو هيعمل اي يعنى .. غصب عنه .. ماانتى عارفه غلاوة جده عنده
_طالما انتى عارفه انه خلاص مصممه ليه تعلقى نفسك بيه يا قمر ؟!
خدشت وجنتها دمعه حادة محاولة استعادة ذكرياتها معه : كل مااقول خلاص و هبعد عنه بلاقينى رجعت له اقوي من الاول أدهم حاجه مش قابله للنسيان والبعد يا كيان انتى عارفه كل مااشوفه بنسي نفسي بنسي الدنيا كلها مابكونش فاكرة غير انى من حقي احضنه و بس تنهدت بمرارة و حزن ربنا مايكتب علي حد وجع الحب و فراقه
دمعه انخرطت من طرف عينيها هاربه من بحور الحزن بداخلها كالسجين الذي تحرر للتو مسحتها بطرف كُمها ثم اردفت قائله : انا مش عارفه اشوف ولادى غير منه ، هو الوحيد اللي ينفع يكون اب ليا و ليهم
ربتت علي كتف اختها بحنو : متقلقيش اكيد ربنا هيجبر بقلوبكم
قبل ان تُجيبها التفتوا جميعا لهتاف أدهم الذي هز جدارن غرفتهما : انا جيتلك برجلي يا عزيز اطلع وخلصنى و خلى بحر الدم دا يتفض بقاا
ركضت نحو النافذة بلهفه : يخربيتك يا أدهم !!
خرج عزيز من الباب الخلفى للبيت بقوه و ثبات و خلفه ثلاث رجال اقوياء البُنيه : دانت قلبك ميت و بجح كمان جاى لحد هنا بريجلك
تقدم نحوه بفظاظٍه وقوة : كلامى مش معاك .. كلامى مع عمك اللي ممشيك
اوشك ان يطبق علي عنقه و لكنه توقف لنداء عمه الاجش : عزيز اسكت ، عاوز ايه أبن الجابر
قرب أدهم منه بقوة : جاي اخيرك
لازالت ( قمر ) تترقبه بجسدٍ مرتجف و شلالات من الدمع تنخرط فوق وجنتيها
رد العم في ثبات : و من أمتى بيبقى فى بينى و بينكم كلام يا ولاد الجابر
انكمشت ملامح أدهم غاضبا ثم اكمل كلامه بقوة : قدامك حل من الاتنين عشان توقف بحر الدم اللي مش عايز يخلص دا احنا مش فى غاابه ... انا قدامك اهو برجلي اقتلنى و خد حقك و الدم يقف لحد هنا . . . او تجوزنى قمر بت اخوك و نتصالح ونبقوا نسايب .. قولت اييه ؟!
نزل العم درجتين من فوق سلم البيت قائلا : أنت جاى و عارف ردى يا ابن الجابر حقنا عمرنا ما هنفرط فيه و فى سيلللو عيلتنا مفيش حد بيقتل عدوه فى بيته
اغمض سليم عينيه لبره متأففا : يعنى ايه .. افهم انك رفضت الصلح و رفضت تاخد حقك
اجابه بهدوء : حقنا هناخده مش هنسبه يا ابن الجابر .. و ياريت تعقل كدا و تسال علي العروسة قبل ماتتقدم جاي تخطب واحده مخطوبه ؟ نعقله ازاى دى بقااا
رفع عينيه لاعلي وجدها تترقبه بعيون يائسه و قلب مُنخلع من خوفها عليه ثم سحب نفسا عميقا فاردف قائلا : تمااام اوى انا جيت لحد عندك برجلى و انت اللي مصمم علي الحرب و نصيحه منى المحارب الذكى اللي يقدر قوة عدوه و مايستهونش بيها .. و انت شكلك مستهون و بالقوى كماااان خاااااف منى بقااا .
شد اجزاء اسلحه الغفر نحوه اخترقت الاذآن .. شهقت قمر و اختها بصوتٍ مرتفعٍ .
اقترب عزيز منه هامسا : متقلقش هخليك تبوس رجلي عشان تموت و مش هناولهالك بردو .. أنست و كلفت على نفسك الحبه دول يلا ورينا عرض اكتافك
تبادلوا الانظار فيما بينهم و رفع كل منهما رايه التحدي لاندلاع الحرب ..
اكمل عزيز قائلا : متقلقش هبقى أعزمك علي الفرح ..
ابتسم أدهم ساخرا : عارف يا عزيز مشكلتك ايه من زمان اه والله من زمان قوى من ايام الابتدائيه و الاعداديه انك دايما بتكون حاطط عينك علي كل حاجه حلوه معايا .. عارف ليه عشان حماااار بتحب المُستعمل .
ثم تركه لنيران حقده و غله تاكل في احشائه .. و تقرضه علي عجلٍ ..
شرع ان يصعد سيارته ثم توقف للحظة هاتفًا بصوتٍ قوى : ووعد منى يا بنت الفاروق مافيش جنس راجل خلقه ربنا غيري اسمك هيتكتب علي اسمه
ترك ادهم البيت بعدما القي في قلوبها قذيفة كلماته
عزيز مغلولا : انت مموتوش ليه يا عمى
العم و كإنه يخطط لشيء ما : اصبر .. اصبر عمرك ماسمعت عن الحرب البارده
عزيز بانفعال : حرب بارده ايه نفسي افهم انت بتفكر في ايه ؟؟
- طول ماانت سايق ف الدنيا كدا و السلام عمرك ماهتعرف بفكر في اي روح
شوفتيه يا كيان و هو واقف قصادهم كلهم و بيقول محدش هيتجوزنى غيره .. شوفتى !
قالتها قمر و هي ترقص من الفرحه كإن كل احزانها تلاشت بمجرد رؤياه
ابتسمت اختها : مش قولتلك أدهم مش هيعديها و لا هيسكت
سرعان ما بهتت فرحتها مرة اخري : بس انا خايفه عليه قوى ياتري بكرة مخبى ايه !
ربتت اختها بحنو علي كتفها: متقلقيش .. ربنا هيعوضك يا قمر يا أختى صدقينى .
_ طب بقولك ايه ماتروحى تجيبلي تليفونك اكلم ادهم منه بدل نا الوفت عزيز أخد تلفونى
- عيونى .. هروح اجيبهولك حالاا
تنهد أدهم و هو يفتح عينيه و يستند على سريره و هو يمسك هاتفه بتكاسل عندما سمع صوت هاتفه ليجيب بهدوء : ايوة ! مين ؟
_ ماهو انت لو قاصد تجننى مش هتعمل كدا خااالص ساعه يا إدهم بتصل بيك و أنتى مبتردش خليتنى مبطلش رن عليك زى المجنونه
جلس في منتصف مخدعه مبتسما : احلى مجنونه ف الدنيا كلها .. بس رقم مين دا ؟
_ رقم كيان اصل عزيز اخد تليفونى .
تبدلت ملامح وجهه لغضبٍ :بأي حق ياخد تليفونك زفت الطين داا
- اهو اللي حصل يا أدهم بقا و انا بكلمك اهو مش فارقه بقاا
- ماشي يا قمر .. انتى كويسع ؟
_ مش كويسه في بعدك يا أدهم .. بس يامجنون انت ايه اللي عملته ده تيجى أرض الفاروق برجلك كظا عينى عينك
- والله افتكرت عيلتك ولاد اصول بس طلعوا ولاد ستين في سبعين قولت مابدهاش و هما اللي بداوا الحرب .
_ عمى امر بجوازى من عزيز الاسبوع الجاى و حابسنى فالبيت و انا مش عارفه اعمل ايه
اجابها بحيره وضيق في آنٍ واحد : و لا انا بقيت عارف والله يا قمر غير انى ممكن اولع في أهلك و القريه كلهاا لو فكروا يجوزوكى غيري .
_عملت اي في جوازك من حنان
- ولا اي حاجه .. هتجوزها الجمعه الجايه زى ما جدى قال مافيش مفر
انعقد حاجبيها و اقطبها برود كلماته متفوهه بذهول فنظرت في شاشه الهاتف بعدم تصديق ثم عاودت الحديث مجددا : أدهم انت واعى لكلامك !
= انتى بتغيرى ولا اي !! و لا خايفه تاخدنى منك ؟؟ متقلقيش هتكوني التانيه و الاخيره .
- مش قمر الفاروق اللي تقبل تدخل علي ضرة ياروح خالتك .
اجابها ممازحا : معنديش خالات والله.
= انت بتهزر كمان !!!!
- مش كفايه انتى بتتكلمى بجد .. المهم قوليلي هايتجى الفرح ؟
_ واجى اعمل ايه ؟
- تشوفينى و انا عريس
_ دانا ممكن اطلع روحك في يدى
- يا نهار اسوح انا مش عارف روحى مضايقه بيت عيله الفاروق كلهم ليه عمالين تتخانوقوا علي مين يطلعها هي تهمكم قوى !!
= انا غلطانه انى كلمتك روح اشبع بعروستك و انا كمان عروسه و هتجوز كمان كام يوم خالصين .
- اااه هتتجوزى هتتجوزى مين بقي ؟!
= هتجوز عزيز ابن عمى انت مسمعتوش ولا اى اهو قيمه و سيما و يسد عين الشمس .
جز علي اسنانه بغيظ : اه بقي عزيز يسد عين الشمس وبقي دنجوان عصره الوقتى !!
اكملت مسيرة كيدها العظيم : اصلا انا فكرت و لقيت البت ملهاش غير ابن عمها .
أدهم محاولا اخفاء غضبه : و دا هيحصل امتى بعون الله ؟
قمر ببرود : عمى قال الجمعه الجايه انت اي رايك ؟
- رايي !! تروحى تنامى يا قمر نامت عليكى حيطه انت وسي عزيز بتاعك اللهي تسمعي خبره قريب.
= هو انت غيران منه يا أدهم ؟!
فرد ظهره واسند راسه علي معصمه : اغير ! لا أدهم مبيغرش عشان لو غار هيحرق المنصوره بحالها .. و رحمه ابويا يا قمر ماهيجى الجمعه الا و انت مراتى و ابقي يورينى سى عزيز بتاعك ده هياخدك ازاى منى
بمجرد ما انهى كلماته قفل هاتفه متأففا و دخان الغضب يتوهج من عينيه و اذانه : قال تتجوزيه قال البت دى اتهبلت فى عقلها
قطعت حبال غضبه رسالتها المُرسله في التو قائله
( و قمر مش هتكون غير حرم ادهم الجابر بجلالة قدرة تصبح علي خير يامجنون )
كانت رسالتها كالماء النقي علي حقل متوهج بالنيران فاخمدته ، قرأها عدة مرات في كل مرة تتسع ابتسامته، فكر قليلا ان يرسل لها اخري و لكنه توقف لبرهه قائلا لنفسه بعند : طب مش باعت حاجه عشان تحرم تفور دمى
دخل جده عليه فى صباح اليوم التانى و هو يتمتم بعتب و وقار : شكلك ناوى تجيب اجل جدك جابر يا أدهم
نظر له ادهم و هو قد انتهى من أرتداء ملابسه و وضع علبه العطور و أقترب من جده ليقف بجواره متنهدا بكلل : ليه بس يا جدى عملت حاجه تزعلك
- انت مبتعملش غير اللي يزعلنى منك يا أدهم .
رد بعفويه : و انت مصمم تعيش أدهم حفيدك زعلان العمر كله جدو
- جدك عاوز مصلحتك .
نظر اليه أدهم بحماس
_و انا مصلحتى مع البنت اللي بحبها ياجدو
- انت عارف ان الكلام فى الموضوع دا خلص يا أدهم انا جاي أتكلم معاك فى الجديد
عقد أدهم حاجبه ليكمل الجد كلامه بحزم : دخلتك على حنان بعد بكرا
. . . . .
نظرت له أمل و هى تشتعل من الصدمه و لكن أخفت كل ذلك و نظرت لسالم الذى قال : تعالو اقعدوا عندي ف بيتي يا أمل
_ لا يا سالم
_ اومال هتروحي فين !؟
هزت راسها واشارت لله بالصبر و امسكت هاتفخا و اتصلت بعم أحمد : ايوه يا عم أحمد
_ ف حاجه يا ست هانم اجيلك
_ يا عم أحمد بس هو اللي انا طلبتوا منك جاهز !
ليبتلع عم أحمد ريقه : جاهز يا هانم
_ تمام ممكن تيجي تاخدنا بقا عشان هنعيش هناك
سالها عم أحمد بتعجب : مين اللي هما احنا !؟
_ عم أحمد بلاش اسئله كتير ممكن تيجي و بس
_ : حاضر يا ست هانم
سالم بتعجب : ممكن تفهميني انتي ناويه على ايه ؟؟
نظرت أمل لدادة وفاء و ناديه و من ثم وجهه نظراتها لسالم و تحدثت بجديه : انا من فتره كنت عايزه اختلط بالناس فكنت ناويه انزل منطقه شعبيه
سالم برفعه حاجب : وانهي بقا منطقه شعبيه فى مصر ؟
ناديه و داده وفاء بصدمه : منطقه شعبيه !!
ناديه بصدمه : أمل انتي اكيد بتهزري صح لا طبعا بليز
أمل بهدوء : هننزل نعيش فى الشرابيه هي كانت هتكون مجرد تجربه لكن دلوقتي بقا امر واقع و مش هتناقش فى الموضوع ده لانه هيتنفذ خلاص اتفضلوا اطلعوا جهزوا هدومكوا
ناظيه بصدمه : أمل لو سمحتي متعمليش كده
أمل بحده : انا مبعدش كلامي مرتين يا ناديه
_ يوووه بقا اتكلم يا سالم
سالم بهدوء : واضح انها واخده القرار و كمان مقتنعه بيه .. عشان كده رفضت انكوا تقعدوا عندي .. انا هاجي معاكوا على الاقل اشوف المكان
بالشرابيه ..
عم احمد باحترام وود : أسر فين يا ست هبه
اتى أسر من خلف أمه و هو يتحدث بتهديب : انا اهو يا عم أحمد خير يا عم احمد ف ايه ؟
_ اللي هيأجر شقتك عايز يجي النهارده يستلمها ممكن
اسر بستغراب : بالسرعه دي !
هبه بضيق : أسر هتأجر الشقه اللي انت تعبان فى تجهيزها
_ ماما اهى حاجه تسند .. و بسرعه قام بتغيرمجرى حديثه و هو ينظر لعم أحمد : عايز عقود هتخلص النهارده كل ده ازاي يا عم أحمد
_ معاهم محامي
اسر ببتسامه : هايل ايه السرعه دي .. ماشي هيجوا امتي
_ دلوقتي
أسر بعقدة حاجب : بالسرعه دي الشقه عايزه تتنضف
_ هطلع سلمى تنضفها .. انا هروح اجيبهم بقا
_ ماشي يا عم أحمد
أغلق اسر الباب بعدما ذهب عم أحمد لتتحدث والدته : انت بتفكر ف ايه حرام عليك الشقه حرام
_ ماما حاجه هتسند معانا و احنا محتاجين ايجارها
_ ياررب صبرني و غير مستعجلين على الشقه كده ليه و كمان هيجوا دلوقتي
كان سيجيبها أسر و لكن قاطعه صوت رنين جرس الشقه ليقول : هتلاقيها سلمى جايه عايزه مفتاح الشقه ليفتح الباب و بالفعل كانت سلمى
: بابا قالي اطلع انضف شقتك
هبه بهدوء : استني يا سلمى هطلع انضفها معاكي عشان اشوف اماكن الحاجه عشان الشقه ميتسرقش منها حاجه
أسر ضحك : ماشي يا امي و الله كنت عارف انك هتقولي كده اتفضلوا اهو المفتاح
. . .
نظر لها سالم بصدمه بعدما صعدوا كل من ناديه و داده وفاء : انا مش متخيل ان انتي عقلك جابك تقعدي فى حته شعبيه
_ دلوقتي مقدمناش غيرها قالت كلماتها و هى تشر على الظابط الواقف أمام باب المنزل : هو انت اطرشت مسمعتوش قال ايه قال اني احنا ممنوعين من كل حاجه يبقا هو ده الحل الوحيد دلوقتي لحد مردلي حاجتي تاني و ده هيكون قريب جدا
سالم بهدوء : متقلقيش هيحصل بأذن الله .. اما اشوف اخرتها معاكي
انتهوا ناديه و دادة وفاء من تجهيز الحقائب ليقفوا بجانب أمل : خلصنا
أقبل عليهم عم أحمد و هو ينظر للضابط بتعجب ليسال سالم ويأتيه الرد بأنه القانون قام بحجز ممتلكات أمل و ناديه لتهتف أمل بهدوء : احنا كده جاهزين يا عم أحمدو من ثم نظرت لسالم : تعالي وصلنا عشان تعمل عقود الشقه كمان
ناظيه بنبره صوت عاليه : انا نفسي اعرف ليه العذاب اللي بتعمليه فينا ده .. ماحنا نروح نقعد عند سالم و خالي في البيت
نظرت لها أمل نظره أخرستها و قالت بحده : يلا و مافيش نقاش تاني مفهوم
ناديه بخوف : حاضر
_ يلا بقا
. . . . .
_ كده الشقه جهزت خلاص
هتفت سلمى جملتها و هى تنفض ملابسها
هبه بأرهاق : أستغفر الله انا عارفه اني لو مهماا تكلم معاه مش هيسمع ابدا دماغه ناشفه زي ابوه
قالت هبه كلامها و هى تنظر للشقه بحزن : كان نفسي يوم ماتتفتح يكون داخلها هو و عرسته
_ يا خالتي سبيه على راحته هو ممكن يكون شايف حاجه احنا مش شايفنها فهماني
_ حاميله يا اختي حاميله
سلمى بضحك : و الله مابحاميله بس ده حقيقي هو اكيد شايف حاجه انا و انتي مش شايفنها بس ... ده صوت ابويا اهو فى الحاره اكيد جم
_ بت يا سلمى هو مين اللي هيجي يسكن فى الشقه بظبط
_ ست هانم اللي ابويا بيشتغل عندهم .. سايبه البيت و جايه تعيش فى حاره
هبه بتعجب : نعم ازاي ده
عم أحمد : اتفضلي يا هانم اتفضل يا سالم باشا
امل بهدوء : هنا متقوليش هانم قول أمل بس
ناديه بهمس : كمان من غير القاب لا كده كتير بقا داده وفاء لكزتها فى كتفها : من تواضع لله رفعه اتلمي بقا
ناديه بضيق : شكرا يا داده شكرا
عم أحمد أخذ ينادى على طفل صغير بعمى العاشره : واد يا سمعوو
اتاه سمعو : نعم يا عم أحمد
_ خلي بالك من عربيه الباشا متخليش حد يقرب منها لحد ماننزل
سمعو ببتسامه : حاضر يا عم محمد عيني .. اوعي ياض انت و هو ياض
سالته ناديه بتعجب : ليه
سمعو ببتسامه : عشان اسم النبي حرسك متتقلبش من الحراميه
لكزه عم أحمد قائلا بحده : بس يلا اعمل اللي قولتلك عليه يلا يا أمل هانم
نظرت له أمل برفعه حاجب فابتسم عم احمد : لسه عقبال متعود اقولك أمل بس
الناس اللي ف اول دور ف البيت
ام صلاح : ايه يا ابو سلمى امال مين دول يا اخويا
عم أحمد بهدوؤ : جيرنا و مالكيش دعوه يا ام صلاح اتكلي على الله خشي شقتك
ام صلاح بتمتمه : بستفسر يوه مش هيكون جيران .. والنبي وصي على سابع جار و وقفت قدام ناديه وحطت ايدها على شعرها : ولا ايه يا اختي
ناديه بتقزز : ياااي بليز دونت تاتش مي يا ام صلاح انتي
ام صلاح بعدم فهم : ايه يا حلوه ..لا مترتنيش بالانجليزي كده انا عندي الواد حماصه ابن اختي بيرتن بالانجليزي برضك بياخد احسن كورس انجليزي ف الدنيا عند ميس فاديه فى الخرابه اللي ورانا دي
نيره : حماصه و فاديه وات ايفر اي دونت كير
(مش مهم انا مش مهتمه ) .. وغير اسمها مس مش ميس
ام صلاح : ماعلينا مش هنختلف يا اختي نورتوا الحاره يا حلوه منك ليها
ناديه بضيق : بليز طلعوني من هنا
سالم و أمل و داده وفاء كانوا هيموتوا من الضحك
عم أحمد : ماخلاص بقا يا ام صلاح
طلعوا السلم
أسر سمع صوتهم و طلع من شقته
عم أحمد : أسر يا ابني السكان الجداد و بص لأمل .. بشمهندس أسر يا أمل هانم صاحب الشقه اللي هتسكنوا فيها
أسر بستغراب : اهلا وسهلا .. هانم !
أمل بهدوء: اهلا و سهلا بيك يا بشمهندس .. ممكن اشوف الشقه عشان نمضي العقد و تقولنا عايز فيها كام
أسر لنفسه : واضح انك مغروره .. اتفضلوا
سلمى اول ماشافت أمل و ناديه حست بغيره
هبه بصدمه : وفاء
دادة وفاء بصدمه : هبه !
دخل عمهم ليفض نزاعهم : اى الى بيحصل فى بيت الفاروق هنااا صوتكم جايب اخر البلد ليه ؟!
ركضت نحوه كيان و هى تقول بانفعال : الحقنا ياعمى عزيز استغل غيابك وماسك أختى و عمال يضربها انا بقول تعلمه الادب و لا ترميه برا بيتك أحسن
زمجر العم بغضب و هو ينظر لعزيز متحدث بضيق : مالك ببنات عمك يا عزيز
اجابه في حزم : واحد وبيربى مراته مش فاهم اى الى فيها دى ؟
اقترب منه عمه : لما تكتب الكتاب عليها الاول و بعد كدا ابقى أعمل ما بدالك غير كدا أيدك لو أتمدت على بنت من بنات عمك صدقنى هخلعهالك من مكانعا فاااهم
أقترب عزيز منه متحديا : و هو انا لما أدخل عليها و الاقيها في حضن زفت الطين إدهم الجابر المفروض اعمل ايه يا عمى ؟
ارتفع شهيق الجميع و اتسعت حِداق عيونهم اقترب منها عمها يسالها : الكلام دا حصل بجد يا قمر
تراجعت بجسدها للخلف مستجمعه قواها : لا عزيز دا مريض ميتسكتش عليه أبدا
صاح بها عزيز بغل : انتى اللي كدابه قمر و لو فاكرة انك هتعرفى تهربى منى تبقى بتحلمى
- الحب مش غلط يا عزيز
بمجرد مانهت جملتها لطمها عمها بقوه علي وجنتها : اتلمى يا قمر حب اى و كلام فارغ الى بتتكلم عنه قدام عمك أعملى حساب انى واقف
سالت دموع عينيها بمرارة وحزن
ثم مسك سلاحه و وضعه صوب جبهتها : بعد اللي سمعته المفروض الخزنه دي تتفجر في نفوخك بس انتى عارفه غلاوتك عندى يا قمر عشان كده هفوتهالك بس هتتحبسى فى أوضتك ومش هتخرجى منها الا يوم كتب الكتاب الى أنا محددهولك و هو الاسبوع الجاى يلااا على اوضتك مشوفش وشك
. . .
تجلس بغرفتها تنظر لسقفها و هى تتنهد بين الحين و الاخر بحزن و ألم حزينه و متالمه على ما يحدث لها و لحبيب قلبها تتسال لما يحدث كل هذا ايعقل ما يحدث فقط لكونها أحبته منذ صغرها
كيان بأسف : هتفضلي ساكته ومبتتكلميش يا قمر ؟
لم تخفض عينيها اللاتى تتأملا السقف بيأس فاجابتها بلا مبالاة : يعنى عايزانى أتكلم اقول ايه ما خلاص كل حاجه خلصت
_ لا طبعا ماخلصتش واي الياس اللي انتى بتتكلمى بيه دا !! من امتى وانتى بالضعف دا
_ و انا هعمل ايه بس يا كيان مفيش في أيدى حاجه اعملها .
- بس أدهم هيعمل كتير ...
اجابتها قمر ساخرة : أدهم هيتجوز حنان بنت عمته خلاص
كيان بدهشه : انت بتقولي ايه مستحيل طبعا أدهم يعمل كدا
- يلا عادى مش هتفرق التيار اقوي من الكل
كيان بفضول : قوليلي طيب ليه هيتجوزها هو جد جديد يعني ؟
قمر بحزن : جابر الكبير قرر كدا
_ يادى النيله ... و أدهم رضى بكدا ؟!
- و هو هيعمل اي يعنى .. غصب عنه .. ماانتى عارفه غلاوة جده عنده
_طالما انتى عارفه انه خلاص مصممه ليه تعلقى نفسك بيه يا قمر ؟!
خدشت وجنتها دمعه حادة محاولة استعادة ذكرياتها معه : كل مااقول خلاص و هبعد عنه بلاقينى رجعت له اقوي من الاول أدهم حاجه مش قابله للنسيان والبعد يا كيان انتى عارفه كل مااشوفه بنسي نفسي بنسي الدنيا كلها مابكونش فاكرة غير انى من حقي احضنه و بس تنهدت بمرارة و حزن ربنا مايكتب علي حد وجع الحب و فراقه
دمعه انخرطت من طرف عينيها هاربه من بحور الحزن بداخلها كالسجين الذي تحرر للتو مسحتها بطرف كُمها ثم اردفت قائله : انا مش عارفه اشوف ولادى غير منه ، هو الوحيد اللي ينفع يكون اب ليا و ليهم
ربتت علي كتف اختها بحنو : متقلقيش اكيد ربنا هيجبر بقلوبكم
قبل ان تُجيبها التفتوا جميعا لهتاف أدهم الذي هز جدارن غرفتهما : انا جيتلك برجلي يا عزيز اطلع وخلصنى و خلى بحر الدم دا يتفض بقاا
ركضت نحو النافذة بلهفه : يخربيتك يا أدهم !!
خرج عزيز من الباب الخلفى للبيت بقوه و ثبات و خلفه ثلاث رجال اقوياء البُنيه : دانت قلبك ميت و بجح كمان جاى لحد هنا بريجلك
تقدم نحوه بفظاظٍه وقوة : كلامى مش معاك .. كلامى مع عمك اللي ممشيك
اوشك ان يطبق علي عنقه و لكنه توقف لنداء عمه الاجش : عزيز اسكت ، عاوز ايه أبن الجابر
قرب أدهم منه بقوة : جاي اخيرك
لازالت ( قمر ) تترقبه بجسدٍ مرتجف و شلالات من الدمع تنخرط فوق وجنتيها
رد العم في ثبات : و من أمتى بيبقى فى بينى و بينكم كلام يا ولاد الجابر
انكمشت ملامح أدهم غاضبا ثم اكمل كلامه بقوة : قدامك حل من الاتنين عشان توقف بحر الدم اللي مش عايز يخلص دا احنا مش فى غاابه ... انا قدامك اهو برجلي اقتلنى و خد حقك و الدم يقف لحد هنا . . . او تجوزنى قمر بت اخوك و نتصالح ونبقوا نسايب .. قولت اييه ؟!
نزل العم درجتين من فوق سلم البيت قائلا : أنت جاى و عارف ردى يا ابن الجابر حقنا عمرنا ما هنفرط فيه و فى سيلللو عيلتنا مفيش حد بيقتل عدوه فى بيته
اغمض سليم عينيه لبره متأففا : يعنى ايه .. افهم انك رفضت الصلح و رفضت تاخد حقك
اجابه بهدوء : حقنا هناخده مش هنسبه يا ابن الجابر .. و ياريت تعقل كدا و تسال علي العروسة قبل ماتتقدم جاي تخطب واحده مخطوبه ؟ نعقله ازاى دى بقااا
رفع عينيه لاعلي وجدها تترقبه بعيون يائسه و قلب مُنخلع من خوفها عليه ثم سحب نفسا عميقا فاردف قائلا : تمااام اوى انا جيت لحد عندك برجلى و انت اللي مصمم علي الحرب و نصيحه منى المحارب الذكى اللي يقدر قوة عدوه و مايستهونش بيها .. و انت شكلك مستهون و بالقوى كماااان خاااااف منى بقااا .
شد اجزاء اسلحه الغفر نحوه اخترقت الاذآن .. شهقت قمر و اختها بصوتٍ مرتفعٍ .
اقترب عزيز منه هامسا : متقلقش هخليك تبوس رجلي عشان تموت و مش هناولهالك بردو .. أنست و كلفت على نفسك الحبه دول يلا ورينا عرض اكتافك
تبادلوا الانظار فيما بينهم و رفع كل منهما رايه التحدي لاندلاع الحرب ..
اكمل عزيز قائلا : متقلقش هبقى أعزمك علي الفرح ..
ابتسم أدهم ساخرا : عارف يا عزيز مشكلتك ايه من زمان اه والله من زمان قوى من ايام الابتدائيه و الاعداديه انك دايما بتكون حاطط عينك علي كل حاجه حلوه معايا .. عارف ليه عشان حماااار بتحب المُستعمل .
ثم تركه لنيران حقده و غله تاكل في احشائه .. و تقرضه علي عجلٍ ..
شرع ان يصعد سيارته ثم توقف للحظة هاتفًا بصوتٍ قوى : ووعد منى يا بنت الفاروق مافيش جنس راجل خلقه ربنا غيري اسمك هيتكتب علي اسمه
ترك ادهم البيت بعدما القي في قلوبها قذيفة كلماته
عزيز مغلولا : انت مموتوش ليه يا عمى
العم و كإنه يخطط لشيء ما : اصبر .. اصبر عمرك ماسمعت عن الحرب البارده
عزيز بانفعال : حرب بارده ايه نفسي افهم انت بتفكر في ايه ؟؟
- طول ماانت سايق ف الدنيا كدا و السلام عمرك ماهتعرف بفكر في اي روح
شوفتيه يا كيان و هو واقف قصادهم كلهم و بيقول محدش هيتجوزنى غيره .. شوفتى !
قالتها قمر و هي ترقص من الفرحه كإن كل احزانها تلاشت بمجرد رؤياه
ابتسمت اختها : مش قولتلك أدهم مش هيعديها و لا هيسكت
سرعان ما بهتت فرحتها مرة اخري : بس انا خايفه عليه قوى ياتري بكرة مخبى ايه !
ربتت اختها بحنو علي كتفها: متقلقيش .. ربنا هيعوضك يا قمر يا أختى صدقينى .
_ طب بقولك ايه ماتروحى تجيبلي تليفونك اكلم ادهم منه بدل نا الوفت عزيز أخد تلفونى
- عيونى .. هروح اجيبهولك حالاا
تنهد أدهم و هو يفتح عينيه و يستند على سريره و هو يمسك هاتفه بتكاسل عندما سمع صوت هاتفه ليجيب بهدوء : ايوة ! مين ؟
_ ماهو انت لو قاصد تجننى مش هتعمل كدا خااالص ساعه يا إدهم بتصل بيك و أنتى مبتردش خليتنى مبطلش رن عليك زى المجنونه
جلس في منتصف مخدعه مبتسما : احلى مجنونه ف الدنيا كلها .. بس رقم مين دا ؟
_ رقم كيان اصل عزيز اخد تليفونى .
تبدلت ملامح وجهه لغضبٍ :بأي حق ياخد تليفونك زفت الطين داا
- اهو اللي حصل يا أدهم بقا و انا بكلمك اهو مش فارقه بقاا
- ماشي يا قمر .. انتى كويسع ؟
_ مش كويسه في بعدك يا أدهم .. بس يامجنون انت ايه اللي عملته ده تيجى أرض الفاروق برجلك كظا عينى عينك
- والله افتكرت عيلتك ولاد اصول بس طلعوا ولاد ستين في سبعين قولت مابدهاش و هما اللي بداوا الحرب .
_ عمى امر بجوازى من عزيز الاسبوع الجاى و حابسنى فالبيت و انا مش عارفه اعمل ايه
اجابها بحيره وضيق في آنٍ واحد : و لا انا بقيت عارف والله يا قمر غير انى ممكن اولع في أهلك و القريه كلهاا لو فكروا يجوزوكى غيري .
_عملت اي في جوازك من حنان
- ولا اي حاجه .. هتجوزها الجمعه الجايه زى ما جدى قال مافيش مفر
انعقد حاجبيها و اقطبها برود كلماته متفوهه بذهول فنظرت في شاشه الهاتف بعدم تصديق ثم عاودت الحديث مجددا : أدهم انت واعى لكلامك !
= انتى بتغيرى ولا اي !! و لا خايفه تاخدنى منك ؟؟ متقلقيش هتكوني التانيه و الاخيره .
- مش قمر الفاروق اللي تقبل تدخل علي ضرة ياروح خالتك .
اجابها ممازحا : معنديش خالات والله.
= انت بتهزر كمان !!!!
- مش كفايه انتى بتتكلمى بجد .. المهم قوليلي هايتجى الفرح ؟
_ واجى اعمل ايه ؟
- تشوفينى و انا عريس
_ دانا ممكن اطلع روحك في يدى
- يا نهار اسوح انا مش عارف روحى مضايقه بيت عيله الفاروق كلهم ليه عمالين تتخانوقوا علي مين يطلعها هي تهمكم قوى !!
= انا غلطانه انى كلمتك روح اشبع بعروستك و انا كمان عروسه و هتجوز كمان كام يوم خالصين .
- اااه هتتجوزى هتتجوزى مين بقي ؟!
= هتجوز عزيز ابن عمى انت مسمعتوش ولا اى اهو قيمه و سيما و يسد عين الشمس .
جز علي اسنانه بغيظ : اه بقي عزيز يسد عين الشمس وبقي دنجوان عصره الوقتى !!
اكملت مسيرة كيدها العظيم : اصلا انا فكرت و لقيت البت ملهاش غير ابن عمها .
أدهم محاولا اخفاء غضبه : و دا هيحصل امتى بعون الله ؟
قمر ببرود : عمى قال الجمعه الجايه انت اي رايك ؟
- رايي !! تروحى تنامى يا قمر نامت عليكى حيطه انت وسي عزيز بتاعك اللهي تسمعي خبره قريب.
= هو انت غيران منه يا أدهم ؟!
فرد ظهره واسند راسه علي معصمه : اغير ! لا أدهم مبيغرش عشان لو غار هيحرق المنصوره بحالها .. و رحمه ابويا يا قمر ماهيجى الجمعه الا و انت مراتى و ابقي يورينى سى عزيز بتاعك ده هياخدك ازاى منى
بمجرد ما انهى كلماته قفل هاتفه متأففا و دخان الغضب يتوهج من عينيه و اذانه : قال تتجوزيه قال البت دى اتهبلت فى عقلها
قطعت حبال غضبه رسالتها المُرسله في التو قائله
( و قمر مش هتكون غير حرم ادهم الجابر بجلالة قدرة تصبح علي خير يامجنون )
كانت رسالتها كالماء النقي علي حقل متوهج بالنيران فاخمدته ، قرأها عدة مرات في كل مرة تتسع ابتسامته، فكر قليلا ان يرسل لها اخري و لكنه توقف لبرهه قائلا لنفسه بعند : طب مش باعت حاجه عشان تحرم تفور دمى
دخل جده عليه فى صباح اليوم التانى و هو يتمتم بعتب و وقار : شكلك ناوى تجيب اجل جدك جابر يا أدهم
نظر له ادهم و هو قد انتهى من أرتداء ملابسه و وضع علبه العطور و أقترب من جده ليقف بجواره متنهدا بكلل : ليه بس يا جدى عملت حاجه تزعلك
- انت مبتعملش غير اللي يزعلنى منك يا أدهم .
رد بعفويه : و انت مصمم تعيش أدهم حفيدك زعلان العمر كله جدو
- جدك عاوز مصلحتك .
نظر اليه أدهم بحماس
_و انا مصلحتى مع البنت اللي بحبها ياجدو
- انت عارف ان الكلام فى الموضوع دا خلص يا أدهم انا جاي أتكلم معاك فى الجديد
عقد أدهم حاجبه ليكمل الجد كلامه بحزم : دخلتك على حنان بعد بكرا
. . . . .
نظرت له أمل و هى تشتعل من الصدمه و لكن أخفت كل ذلك و نظرت لسالم الذى قال : تعالو اقعدوا عندي ف بيتي يا أمل
_ لا يا سالم
_ اومال هتروحي فين !؟
هزت راسها واشارت لله بالصبر و امسكت هاتفخا و اتصلت بعم أحمد : ايوه يا عم أحمد
_ ف حاجه يا ست هانم اجيلك
_ يا عم أحمد بس هو اللي انا طلبتوا منك جاهز !
ليبتلع عم أحمد ريقه : جاهز يا هانم
_ تمام ممكن تيجي تاخدنا بقا عشان هنعيش هناك
سالها عم أحمد بتعجب : مين اللي هما احنا !؟
_ عم أحمد بلاش اسئله كتير ممكن تيجي و بس
_ : حاضر يا ست هانم
سالم بتعجب : ممكن تفهميني انتي ناويه على ايه ؟؟
نظرت أمل لدادة وفاء و ناديه و من ثم وجهه نظراتها لسالم و تحدثت بجديه : انا من فتره كنت عايزه اختلط بالناس فكنت ناويه انزل منطقه شعبيه
سالم برفعه حاجب : وانهي بقا منطقه شعبيه فى مصر ؟
ناديه و داده وفاء بصدمه : منطقه شعبيه !!
ناديه بصدمه : أمل انتي اكيد بتهزري صح لا طبعا بليز
أمل بهدوء : هننزل نعيش فى الشرابيه هي كانت هتكون مجرد تجربه لكن دلوقتي بقا امر واقع و مش هتناقش فى الموضوع ده لانه هيتنفذ خلاص اتفضلوا اطلعوا جهزوا هدومكوا
ناظيه بصدمه : أمل لو سمحتي متعمليش كده
أمل بحده : انا مبعدش كلامي مرتين يا ناديه
_ يوووه بقا اتكلم يا سالم
سالم بهدوء : واضح انها واخده القرار و كمان مقتنعه بيه .. عشان كده رفضت انكوا تقعدوا عندي .. انا هاجي معاكوا على الاقل اشوف المكان
بالشرابيه ..
عم احمد باحترام وود : أسر فين يا ست هبه
اتى أسر من خلف أمه و هو يتحدث بتهديب : انا اهو يا عم أحمد خير يا عم احمد ف ايه ؟
_ اللي هيأجر شقتك عايز يجي النهارده يستلمها ممكن
اسر بستغراب : بالسرعه دي !
هبه بضيق : أسر هتأجر الشقه اللي انت تعبان فى تجهيزها
_ ماما اهى حاجه تسند .. و بسرعه قام بتغيرمجرى حديثه و هو ينظر لعم أحمد : عايز عقود هتخلص النهارده كل ده ازاي يا عم أحمد
_ معاهم محامي
اسر ببتسامه : هايل ايه السرعه دي .. ماشي هيجوا امتي
_ دلوقتي
أسر بعقدة حاجب : بالسرعه دي الشقه عايزه تتنضف
_ هطلع سلمى تنضفها .. انا هروح اجيبهم بقا
_ ماشي يا عم أحمد
أغلق اسر الباب بعدما ذهب عم أحمد لتتحدث والدته : انت بتفكر ف ايه حرام عليك الشقه حرام
_ ماما حاجه هتسند معانا و احنا محتاجين ايجارها
_ ياررب صبرني و غير مستعجلين على الشقه كده ليه و كمان هيجوا دلوقتي
كان سيجيبها أسر و لكن قاطعه صوت رنين جرس الشقه ليقول : هتلاقيها سلمى جايه عايزه مفتاح الشقه ليفتح الباب و بالفعل كانت سلمى
: بابا قالي اطلع انضف شقتك
هبه بهدوء : استني يا سلمى هطلع انضفها معاكي عشان اشوف اماكن الحاجه عشان الشقه ميتسرقش منها حاجه
أسر ضحك : ماشي يا امي و الله كنت عارف انك هتقولي كده اتفضلوا اهو المفتاح
. . .
نظر لها سالم بصدمه بعدما صعدوا كل من ناديه و داده وفاء : انا مش متخيل ان انتي عقلك جابك تقعدي فى حته شعبيه
_ دلوقتي مقدمناش غيرها قالت كلماتها و هى تشر على الظابط الواقف أمام باب المنزل : هو انت اطرشت مسمعتوش قال ايه قال اني احنا ممنوعين من كل حاجه يبقا هو ده الحل الوحيد دلوقتي لحد مردلي حاجتي تاني و ده هيكون قريب جدا
سالم بهدوء : متقلقيش هيحصل بأذن الله .. اما اشوف اخرتها معاكي
انتهوا ناديه و دادة وفاء من تجهيز الحقائب ليقفوا بجانب أمل : خلصنا
أقبل عليهم عم أحمد و هو ينظر للضابط بتعجب ليسال سالم ويأتيه الرد بأنه القانون قام بحجز ممتلكات أمل و ناديه لتهتف أمل بهدوء : احنا كده جاهزين يا عم أحمدو من ثم نظرت لسالم : تعالي وصلنا عشان تعمل عقود الشقه كمان
ناظيه بنبره صوت عاليه : انا نفسي اعرف ليه العذاب اللي بتعمليه فينا ده .. ماحنا نروح نقعد عند سالم و خالي في البيت
نظرت لها أمل نظره أخرستها و قالت بحده : يلا و مافيش نقاش تاني مفهوم
ناديه بخوف : حاضر
_ يلا بقا
. . . . .
_ كده الشقه جهزت خلاص
هتفت سلمى جملتها و هى تنفض ملابسها
هبه بأرهاق : أستغفر الله انا عارفه اني لو مهماا تكلم معاه مش هيسمع ابدا دماغه ناشفه زي ابوه
قالت هبه كلامها و هى تنظر للشقه بحزن : كان نفسي يوم ماتتفتح يكون داخلها هو و عرسته
_ يا خالتي سبيه على راحته هو ممكن يكون شايف حاجه احنا مش شايفنها فهماني
_ حاميله يا اختي حاميله
سلمى بضحك : و الله مابحاميله بس ده حقيقي هو اكيد شايف حاجه انا و انتي مش شايفنها بس ... ده صوت ابويا اهو فى الحاره اكيد جم
_ بت يا سلمى هو مين اللي هيجي يسكن فى الشقه بظبط
_ ست هانم اللي ابويا بيشتغل عندهم .. سايبه البيت و جايه تعيش فى حاره
هبه بتعجب : نعم ازاي ده
عم أحمد : اتفضلي يا هانم اتفضل يا سالم باشا
امل بهدوء : هنا متقوليش هانم قول أمل بس
ناديه بهمس : كمان من غير القاب لا كده كتير بقا داده وفاء لكزتها فى كتفها : من تواضع لله رفعه اتلمي بقا
ناديه بضيق : شكرا يا داده شكرا
عم أحمد أخذ ينادى على طفل صغير بعمى العاشره : واد يا سمعوو
اتاه سمعو : نعم يا عم أحمد
_ خلي بالك من عربيه الباشا متخليش حد يقرب منها لحد ماننزل
سمعو ببتسامه : حاضر يا عم محمد عيني .. اوعي ياض انت و هو ياض
سالته ناديه بتعجب : ليه
سمعو ببتسامه : عشان اسم النبي حرسك متتقلبش من الحراميه
لكزه عم أحمد قائلا بحده : بس يلا اعمل اللي قولتلك عليه يلا يا أمل هانم
نظرت له أمل برفعه حاجب فابتسم عم احمد : لسه عقبال متعود اقولك أمل بس
الناس اللي ف اول دور ف البيت
ام صلاح : ايه يا ابو سلمى امال مين دول يا اخويا
عم أحمد بهدوؤ : جيرنا و مالكيش دعوه يا ام صلاح اتكلي على الله خشي شقتك
ام صلاح بتمتمه : بستفسر يوه مش هيكون جيران .. والنبي وصي على سابع جار و وقفت قدام ناديه وحطت ايدها على شعرها : ولا ايه يا اختي
ناديه بتقزز : ياااي بليز دونت تاتش مي يا ام صلاح انتي
ام صلاح بعدم فهم : ايه يا حلوه ..لا مترتنيش بالانجليزي كده انا عندي الواد حماصه ابن اختي بيرتن بالانجليزي برضك بياخد احسن كورس انجليزي ف الدنيا عند ميس فاديه فى الخرابه اللي ورانا دي
نيره : حماصه و فاديه وات ايفر اي دونت كير
(مش مهم انا مش مهتمه ) .. وغير اسمها مس مش ميس
ام صلاح : ماعلينا مش هنختلف يا اختي نورتوا الحاره يا حلوه منك ليها
ناديه بضيق : بليز طلعوني من هنا
سالم و أمل و داده وفاء كانوا هيموتوا من الضحك
عم أحمد : ماخلاص بقا يا ام صلاح
طلعوا السلم
أسر سمع صوتهم و طلع من شقته
عم أحمد : أسر يا ابني السكان الجداد و بص لأمل .. بشمهندس أسر يا أمل هانم صاحب الشقه اللي هتسكنوا فيها
أسر بستغراب : اهلا وسهلا .. هانم !
أمل بهدوء: اهلا و سهلا بيك يا بشمهندس .. ممكن اشوف الشقه عشان نمضي العقد و تقولنا عايز فيها كام
أسر لنفسه : واضح انك مغروره .. اتفضلوا
سلمى اول ماشافت أمل و ناديه حست بغيره
هبه بصدمه : وفاء
دادة وفاء بصدمه : هبه !