الفصل الثانى و الأربعون الجزءالثانى

اياما كانت تمر على الجميع بسلاسه ولكن ذلك اليوم الذي بدات فيه هنا برنامجها كانت الامور قد تغيرت تماما وشعرت ان هناك امر ما سيحدث لها سيغير مستقبلها بالكامل كان ذلك الشعور الذي يتوغل بداخلها سببه ما حدث معها هنا بدات تصوير تلك الحلقه ولاحظت تلك الاعين والمسلط عليها وكانت نظره واحده في اعينهم جميعا وهي نظره الانبهار بما تفعله.

كانت هنا ستفهم ذلك حين تراها في عيني عادل وسيف فعادل يعرفها جيدا ام السيف في متابعا لبرنامجها فيعلم ما الذي تفعله جيدا لذلك هو وثق فيها كي تكون مقدمه برنامجه الاول على التلفاز.

اما ما لم تفهمه فهو نظره مايكل لها والتي كانت مختلفه تماما عن تلك الايام الاولى التي التقته فيها فقد كانت نظرته في البدايه نظره رجل لامراه قد يشتهيها فهي تفهم تلك النظرات رغم براءتها ولكن لا يمكن ان يخفي رجل شهوته في المراه ابدا.

لكن ما تراه الان في عينيه مختلف فهو مبهور بها وهي لا تعلم سبب ذلك رجل مثله تربى في دوله منفتحه كثيرا ومتقدمه عما تربت هي في ما الذي قد يظهره في فتاه مثلها لهذه الدرجه.

كانت لا تفهم سبب ذلك خاصه انه لم يحيد ببصره عنها منذ بدات بتقديم الحلقه رغم انها انفصلت عن الجميع وركزت في مكانه تقوله وتلك المقدمه التي اعدتها بالفصحى على عكس ما اعتادت عليه مع متابعيها وكانت تلك المقدمه حقا مبهره لكل من سمعها.

هنا: السلام عليكم متابعي اليوم هو اول حلقات برنامج هذا ساطل عليكم من خلال هذه الشاشه لذلك سابدا بالسلام فنحن امه سلام وشعارنا هو السلام ولغتنا هي السلام.

متى ابدا به هو قرار باحياء الفصحى فهي لغه جميله لا يجب ان تندثر بالسنه ابنائها ابدا على العكس يجب ان يتم احيائها لذلك سنتحدث بالفصحى قدر الامكان ونتعلم كيف نسمع مخارج الحروف الجميله التي حين تنطق جيدا تطرب الاذان لذلك كما سنسلط الضوء على الجمال ببلدنا وشعبنا وسنظهر ما نراه فيهم يجب ايضا ان نعلم ان لغتنا تستحق ذلك لذلك ما اجمل ان يظهر هذا الجمال بلغة لا تقل جمال عنها.

هنا انتهت من تلك المقدمه سمعت ذلك التصفيق الحار من جميع الموجودين بالمكان فابتسمت بخجل وهي تنظر لاعينهم التي كانت مملوءه بالفخر بها خاصه سيف الذي ما أن انتهت من المقدمه اسرع اليها يحييها
سيف: حقا هنا ان الأمر الذي تفعلينه رائع للغايه وتلك المقدمه التي قلتيها تجعل البرنامج مميزا حقا.

هنا: اذا انت تتفق معي ان الفصحى تستحق هذه الفرصه؟

سيف: بالطبع هي كذلك والان جهزي نفسك لنكمل الحلقه


هنا: حسنا سيف سافعل ولكن هل سيظل الجميع هنا يتابعونني وانا اقدم بقيه الحلقه؟

سيف: بالطبع ويجب ان تعتادي ذلك فربما جاء اليوم وقدمت برنامجا مباشره تتحدثين فيه امام الملايين ام انك ستظلين تسجلين البرامج فقط؟

هنا: لا ولكن الامر رهبه كنت دائما اسمع ذلك من بعض الممثلين الذين قالوا ان المسرح يختلف تماما عن السينما والتلفاز كونهم مضطرين للتعامل المباشر والتاثير في المشاهدين دون اي اعاده فالكلمه التي ستخرج ستصل اليهم في نفس اللحظه.


على عكس هنا كانت رقيه تواجه تلك الضغوط التي وضعت على كاهلها منذ ان بدات العمل بالبنك فكلما اثبتت نفسها بشيء وتقدمت خطوه للامام تزداد تلك الضغوط كي تجد نفسها في غيرها كانهم يتعمدون ذلك كي يخرجوا جميع ما بداخلها من قدره على التحمل.

كان مراد هو من يكون بوضع تلك العرقيل والصعوبات بطريقها كي يعلم مدى قدرتها على تحمل هذا العمل،فقد قرر انها يجب ان تكون بمكانه اعلى مما هي عليه الان وحين يتم تثبيتها بالعمل ستكون بمركز كبير يكاد يكون على مقربه من مركزه ولكن يجب ان تثبت جدارتها لهذا المكان والذي لحظها قد اصبح خاليا منذ ان تم ترقيه المساعد الخاص به ليكون مديرا لاحد الفروع الاخرى.

على الجانب الاخر كانت مايا تحاول ان تجاهد ما بداخلها حتى لا تذل مره اخرى وتقع فريسه لادهم الذي ينتظر بفارغ الصبر ان تاتي اليه مره اخرى.

كان يحاصرها من جميع الجهات لدرجه انه قد اعاد تلك الصلات بينه وبين والدها لتجده امامها بكل وقت،فحين تعود من عملها ربما سمعت والدها يتحدث عنها ومره اخرى تجده قد تلقى دعوه لتناول العشاء معهم الامر الذي جعلها تشعر انه لن يترك بحالها بسهوله لدرجه انه فيه الليله الماضيه طلب من والدها ان يتحدث معها كي يطلب منها مشوره خاصه بعمله.

حين سمح له والدها بان ينفرد بها في مكتبه دون ازعاج له كانت تعلم انه سيستغل هذه الفرصه وبالفعل بمجرد ان اغلق والدها الباب وجدت نفسها محاصره بذراعيه وهو يعنفها على تجاهلها له.

ادهم: لما لا تجيبين اتصالات ولما لم تاتي كما طلبت منك لاخر مره؟

مايا: لانني ببساطه لن افعل ادهم ولن اسمح لك ان تتحكم بحياتي

ادهم: لكنني اتحكم بها مايا اتحكم بحياتك وروحك وجسدك واعلم جيدا انهم سيطيعونني فلا تعاندي صغيرتي فانت ملكا لي.

مايا: انا لست ملكا لاحد فحتى خطيبي لم يجرؤ ان يقول هذا فمن انت كي تقولها؟

ادهم: انا من سكن قلبك ولمس روحك وامتلك جسدك قبل اي رجل اخر ولن اسمح لك ان تكوني لغيري.

حاولت مايا ان تهرب من بين يديه لكنها لم تستطيع فقد احكم قبضته عليها جيدا وعلمت ما الذي سيفعله لكنها حاولت ان تقاوم الا ان جسدها الخائن لم يطاوعها واستجاب لتلك اللمسات الخفيفه التي راح ادهم يوزعها على جسدها.

كانت تظن انهم سيتمادى في الامر الا انه ابتعد وراحه ينظر اليها وهي تجاهد نفسها كي تسيطر على مشاعرها التي بعثرها هو بكل سهوله

ادهم: اتربن لقد قلت لك ان الامر بالنسبه لي بسيط فانت ملك لي مايا لذلك تذكري جيدا انني سانتظرك حتى تاتين الي.

مايا: لن افعل ادهم وارجوك ابتعد عن طريقي انت لا تحبني فلا تجعلني اصبح عبدا لك فقط كي ترضي غرورك

ادهم: ومن قال انني لا احبك او ان الامر ليس متعلقا بك او انه حب امتلاك فقط انت لا تعلمين ما الذي يدور بعقلي لذلك لا تستبقي للاحكام حبيبتي.

تلك الكلمه التي قالها هي ما فعلت كل هذه الافعال بها دون كل لمساته فكم كانت تتمنى ان تسمع هذه الكلمات منه حبيبتي هي عاشقه له لن تنكر ولكن كيف السبيل الى رجل قد هجرها دون رجعه والان يتراجع عن ذلك بعد ان اصبحت ملك لغيره؟.

كانت لمياء مشغوله باعداد تلك العمليه التي ستقوم بها بالمساء لكنها قررت ان تتصل على شقيقها كي تطمئن عليه وتعلم ما الذي وصل اليه الان بعمله خاصه انه الان مشغول بعمله وبامراه صغيره دخلت حياته دون استئذان كانت لم تبتسم كلما تذكر تلك النظر التي راتها بعين اخيها لتلك الفتاه.

كانت تتمنى ان يحصل شقيقها على تلك السعاده التي حرم منها كونه مشغولا دائما بعمله الذي يحتم عليه ان يكون دائما وحيدا بعيدا عن اسره او بيت وكان خوف سيف اكبر من ان يتاذى اي احد بسببه او ان تصبح زوجته ارمله بلحظه او الاسود ان تتعرض للخطر اذا ما فشل في احد عملياته وهو ما كانت تفكر فيه لمياء كيف سيستطيع شقيقه يوما ان يؤسس بيتا ويشعر بالاستقرار؟

لقد كانت شاهده على حياه والدها ووالدتها فقد تحملت والدتها الكثير وكانت حين تساله لمياء ما الذي يجعلها تتحمل كل هذا هل هو حقا حبها فقط لوالدي ام ان هناك شيء اخر فكان دائما تخبرها ان والدها يخرج كالشهيد يعلم جيدا انه ربما لا يعود وهي ايضا تتعامل معه على هذا الاساس وكل لحظه كان لها ثمنها فكلما كان يعود اليها كانت تعود اليها الحياه واذا ما غادرها الى عمله كانت تشعر انها هي الاخرى ميته فكانت تخبرها دائما ان روحها متعلقه بوالدها ما تغادر تغادرتها تلك الروح واذا ما عاد عادت اليها.

كانت لمياء تشعر ان الامر فيه مبالغه رغم حب والدتها لوالدها الا انها لم تصدق هذا الامر الا حين وقع ذلك الحادث وتوفى والدها اولا وكانت والدتها بالعنايه المركزه ودون ان يخبرها احد ما الذي حدث كانت لمياء بجوارها وسمعتها وهي تقولها بان روحها قد غادرت ويجب ان تلحقها.

توفت والدتها بعدها بلحظات لتعلم انها لم تكن تبالغ حين اخبرتها ان روحها متعلقه بزوجها لذلك كانت لمياء دائما تتمنى ان تقع في الحب بهذه الطريقه التي ترتبط فيها روحها بروح شريكها.

والان هي ترى شقيقها اخيرا يقع بالحب اتتمنى ان تكون هنا هي تلك الفتاه التي ستعطي شقيقها نفس الحب الذي اعطته والدتها لوالدها.


كان عادل اكثر من سعيد لذلك البرنامج الذي انشغلت به هنا خاصه ان ذلك المنتج قد ابدى حماسا شديدا لها وهو ما جعله يعلم جيدا ان خلف هذا البرنامج ستكون هناك قصه من نوع اخر وهو الشيء الذي تمناه ان يكون للفتاه احد يعينها على ان تصل الى ما تريده ويطمئن عليها فهو دائما شعر انه كوالد لها وحاول ان يتجاهل تلك النظرات التي كانت توجهها اليه خاصه وانه يعلم ان كل ما تشعر به تجاهه هو امر عابر فقط.

تلك المشاعر الطفوليه التي تواجهها الفتاه لمن يمثل البطل في حياتها وكان لحظه انا هو هذا البطل تاكد من هذا الامر حين رات تلك التقارير التي كانت تقوم باعدادها عنهم دونا عن اي احد من من قامت بتقديم قصصهم الا انه قد استحوذ على جانبك كبير وكم كانت تتحدث عنه حقا كانه بطل خارق.


كانت ساره تحاول ان تشغل نفسها عما تراه خاصه النظرات مايكل والذي ابتعد عنها خلال الايام الماضيه وانشغل بكل ما يحدث حوله بدايه من عادل وصولا الى تلك الفتاه هنا والتي يبدو انها اثرت فيه كثيرا لدرجه انه اصبح مشغولا عنها اما يراقبها واما يتحدث عنها واما يتحدث معها.

قررت الا تقف مكتوفه الايدي وهي ترى كل ما يحدث واتجهت اليه تتحدث معه كي تجعله يفيق لنفسه ويعلم انه هنا بمهمه محدده ولا يجب ان يحيد عنها وما يفعله الان يبدو انه سيجعله يحيد عن الامر وينشغل عم هو بصدد فعله معهم.

ساره: يبدو انك قد وضعت عينيك على لعبه جديده مايكل ولكن احذر تلك اللعبه ستكسر يديك اذا ما مدت اصابعك اتجاهها

مايكل: تلك ليست لعبه صغيره ساره فهي لعبه غامضه للغايه لم ارى مثلها من قبل لذلك ساكون اكثر من سعيد ان اكثر اصابعي واناالهو بها فقط لو استطعت ان اصل لما بداخلها كله واكشفه.

ساره: احذر مايكل في هذا الفضول قد يجعلك تقع في حب هذه اللعبه وسنقوم هي حينها بكسرك لا العكس.

مايكل: ستكون تجربه جديده حقا ساره ان تقوم اللعبه بكسر من يلعب بها ولكن لا تقلقي فانا كالفولاذ غير قابل للكسر ومن يحاول ان يفعل بالتاكيد هو من سيتاذي

كانت ساره تعلم جيدا انا مايكل يحب التلاعب بالالفاظ ولكن رغم انه مدرب جيدا على كل شيء الا ان هناك شيء واحد فقط لم يكن محصنا ضده وهو الحب هي تعلم جيدا انه اذا ما هاجمه ذلك الشعور لن يعلم ما هو وسيقع صريعا له وهو ما لا يعترف به مايكل الان لكنها تعلم جيدا انه في طريقي الى حتفه المحتم اذا ما استمر في تجاهل هذا الشعور الذي يتوغل بداخله من تلك البريئه التي تقف امامها.

كانت براءه ساره ونظافتها والتي جعلتها كبحيره رائقه هو ما يجذب امثال مايكل فكسرت ما بداخلهم من سواد يجعلهم حين يرون منظر كهذا ياخذهم غرارهم كي يتعمقوا فيه ويعقرون صفوه ولكن ما لا يعلمونه انه كل ما غاص فيه اكثر غسلتهم تلك المياه كي يصبحوا هم اكثر نقاءا فكلما توغل خطوه سيتم غسل كل تلك الشوائب التي بداخله مره في مره وسيكون هو سريع تلك المياه وستختفي كل قاذوراته بارضيتها.

اما مايكل فكان لا يشعر بهذا كل ما كان يشعر به هو ذلك الانجذاب والتحدي الكبير الذي امامه كي يثبت لساره انها مخطئه ولكن ما كان يشعر به هو ما كان يقلقه كثيرا فهو اصبح يشتاق لرؤيه تلك الفتاه وكلما وجدها امامه كان يتخيل كيف سيكون الامر اذا ما كانت له زوجه كهذه وهو الامر الذي لم يطرا ابدا على تفكيره من قبل.

زوجه وحياه مستقره بعيدا عن كل ما يفعله بحياته من تدمير وسرقه في حياته كلها تعتمد على ذلك على ان يدمر مكان كان يعمر في بلده وان يسرق كل شيء قد يكون مميزا لدى احدهم كي يجعله ايضا في بلده الامر الذي جعله كالسارق حقا ولكن لا تسمى هذه السرقه في عرف من عينوه فهو حق مكتسب لا يجب ان يكون حولهم من هو اعلى منهم لذلك هو لم يرى اي خطا في ما يفعله.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي