الفصل الثامن

الى متى ستظل تحت مطحنة الحياة؟ كيف ستتحمّل هذا الذُلّ الذي بات رفيق حياتها الوحيد، لقد ظنّت ان بعد سنوات السجن سيكون كُلّ شيءٍ اخفّ وطأة واكثر راحة الّا انّ ما يحدُث معها بات اكثر ايلامًا، فطعم المهانة مُرُّ للغاية ولن تستطيع تحمُّل تجرعه طويلا.

استيقظت وظهرها مُتشنّجٌ من قسوة أرضية المطبخ التي نامت عليها، فكُلّ الغُرف بمنزل بحر مشغولة، كل فتاة تنام بغُرفة وبالطبع  لا مكان بينهم لخادمة، حتى فلك التي كانت تهتم وتعطف عليها لم تنتبه لها، من هي ليهتم احدهم بها؟ إنها مُجرد نكرة، كائن من الدرجة الثانية، مخلوق عديم الكبرياء كُتب عليه ان لا يرفع رأسه ابدًا، ان ينحني فقط ليُداس بأقدام أسياده.
استندت على حائط المطبخ ومسحت عيناها المُحمرّتين وتمتمت بإرتجاف:
- لا تنهاري يا ميرال، ليس الآن.وح

وضعت طعام الإفطار امام عائلة بحر وغادرت الى الأعلى لتقوم بكيّ ثياب حلا وحور المدرسيّة، وعقب خروج الجميع وجدت انها وحيدة بهذا المنزل الكبير، فقد خرج بحر باكرًا ولم يتناول افطاره وفلك غادرت قبل قليل للقاء صديقاتها بينما ليلى والعم جمال غادروا للصيد.

جلست على الأريكة وهي تئن بتعب عقب تنظيفها للمنزل كله، كانت قدماها ترتجفان بإنهاك حقيقي بينما عيناها تحترقان من التعب فبعد حوارها مع بحر لم تستطع النوم بل ظلّت تبك بحُرقة الي ان حلّ الصباح، وابت الذكريات ان تجعلها ترتاح، فمنذُ فترةٍ طويلة اقسمت ان تنسى كُلّ شيء، ان تمحو حياتها السابقة وترسم طريقها من جديد ولكن يبدوا ان ذلك مُستحيلا، خاصة مع مشاعرها الغريبة التي تفجّرت ما ان رأت بلال، وخوفها يتضاعف من ذلك الشعور.

.
.

لم يستطع بحر التركيز في عمله وصورة ميرال الباكية على ارضية المطبخ تطرُقُ قلبه بعُنف، وندم على خروجه باكرا ليراها، وراعهُ انهيارها الشديد ونحيبا خافتا يتناهى الى مسمعه لم تستطع كتمه بيداها الموضوعتين على فمها ودموعها تسيل دون توقُّف.

بالرغم من شعوره بالخطر من وجودها الّا انّ عطفًا خائنًا يجتاحه نحوها، يجعله راغبًا بأخذها بين ذراعيه وايقاف دموعها، إنها تتألم وهو يجب ان يعرف حكايتها ليزيل ذلك الألم، يجب ان يعرف كيف انتهى الأمر بها الى هذا المكان، واين كانت من قبل.

تنهّد بضيق ورأسه ينبضُ بألم، كم يحتاج الآن لكوب قهوةٍ من يديها! 
ابتسم ورأسه يتراجع على ظهر مقعده الدوّار ووجهها يعود ليُنعش ذرّات قلبه فتتدفّق الدماء بأوردته بقوّةٍ غير معهودة، ميرال، ميرال، الغزالة الصغيرة التي تهرب منه في كُلّ لحظة يظُنّ انه امسك بها، تركض بعيدًا وتتركه حائرًا... إنه صياد، وسيقبض عليها بكُلّ تأكيد، ذات يومٍ سيمسك بها ويُخبئها في صندوق قلبه الى الأبد، بعد ان ينزع نظرة الحُزن الساكن بعينيها.

.
.

- انا أُحبُّه، يا إلهي، ماذا افعل؟
همست فلك بالحقيقة الوحيدة التي لا زالت عالقة بقلبها نحوه، فمنذُ عودته تبخر كُلّ الكُره والعتاب ولم يتبقى سوى نبضات قلبٍ خُلِق ليقع بغرام شخص وحد، هو عزيز ولا احد سواه، بعد كُلّ الدموع التي ذرفتها بغيابه ها هي تعود لتتعلق به بسذاجة، يا لها من غبيّة.
ليتها تستطيع الفرار من اوامر قلبها، ليتها تملك القُدرة للوقوف امام المشاعر الجارفة التي تعتري قلبها ما ان تراه، ليتها تُخرِس نبضاتها فلا يسمعها..

عادت للتو الى البيت بعد لقاءه، فإختبأت بغُرفتها خوفًا من ان يلمحه احدهم بعينيها، يرتجف قلبها بصورة مُفزعة مُتعطِشًا لحنانه الذي غمرها فجأة في اوجّ لحظات احتياجها، ووجدت نفسها تنساق اليه دون رادع، مُغيبة تماما عن فداحة خطأها غير قادرة على العودة الى نقطة البداية، فقد غرق قلبها من جديد.
افزعها رنين هاتفتها فألتقطته مُسرعة ليصل الى مسامعه صوته الحبيب هامِسًا:
- إشتقتُ اليكِ.

اختفت كُلّ افكارها ومخاوفها لترتسم ابتسامة بلهاء على شفتيها وهي تقول:
- لم يمُرّ على افتراقنا خمس دقائق.
لم تعلم انها كانت تسير نحو نافذة غرفتها لتجده واقفا هناك يطالعها بعيني شديدتي الشراسة، وكأنما يعاقبها على شيءٍ لا تفهمه.

- اشتقتُ اليكِ.
قالها مرّةً أُخرى بصوتٍ اكثر خفوتًا ورنّة ألم غريبٍ اجتاحت قلبها فرفعت يدها نحوه تحتضن وجهه من على البُعد، وتهمس بإعترافٍ صريح:
- وانا اشتقتُ اليك، اكثر من ايّ شيءٍ في الدُنيا ولا ارغبُ بتجربة الفراق من جديد.

سمعت تنهيدته الحادة وكأن حِملًا ثقيًا يجثمُ على قلبه فتمنّت لو تستطيع الركض اليه وتهدئة قلبه بعناقٍ طويل، الى ان يعود الى عينيه بريق الطفولة الذي اوقعها بغرامه.
- فلك، ألا زِلتِ تُحبينني؟
انحنى حاجبيها بألم وهي تسمعُ سؤله المُعتاد، فمنذُ ان عادا للتواصُل من جديد لا يكُف عن سؤالها نفس السؤال، كُلّ مرة بذات الخوف وكأنه يخشى ان تهرُب منه.

- ماذا عنك، ألا زِلت تُحبّني؟!
سؤالها الخافت الرقيق بدى كصفعةً بمُنتصف وجهه، تسمّر للحظة وشعر بدموعه تنساب بألم عندما اجابها بصرامة:
- أُحبُّكِ، ولم انساكِ للحظة.
شهقتها الخجولة لم تمنعها عن التصريح بحُبّه بفرحة غامرة وقد انتهت رحلة عذابها وعاد حبيبها اليها مُعتذِرًا مُعترِفًا كما تمنّت..
ولكن عزيز كان بعالمٍ آخر، يهمس بداخله مُعتذِرًا:
- سامحيني يا فلك، سامحيني يا صغيرتي.

.
.

صوت المطر يطرق القلوب قبل النوافذ، ورائحته تحملُ اليها حنين سنواتٍ خالية، تتلمّس قطرات المطر وبسمةً رقيقةً تداعبُ وجنتيها وهواءً عابِثًا يدفع ذّرات المطر على وجهها.
ارتعشت غيد ويدان دافئتان تحتضنان ظهرها، تسحبانها لصدره الرحب لا يفصلها عنه سوى وشاحها الصوفي المُسدل على كتفيها العاريين، استسلمت لسطوة عناقه ويده تربت على جانب وجهها بنعومة وانحنى ليهمس بجانب اذنيها بصرامة:
- الجو بارد، هيا الى الداخل.

- فلنبقى قليلًا، انا أُحبُّ رؤية المطر، ارجوك.
التفتت اليه وقالت عبارتها برجاءٍ طفولي يعبثُ بأعتى الرجال ولم يستطع عقب تلك ال "ارجوك" سوى بالسماح لها بالبقاء بجانب الشُرفة، تراقبُ هي المطر بحُب ويراقبها هو بإنبهار، هذه الفتاة لا تنضبُ خزائن الدهشة معها ابدًا، تجعله يرى الحياة بطُرُقٍ مُختلفة، وتتجددُ معها الأيام بصورةٍ رائعة، يكاد يشعُر بالدهشة في كُلّ لحظةٍ معها.

- أتعلم لماذا أُحبُّ المطر؟
القت بجُملتها وهي تلتفتُ اليه لتغمُر وجهها بجانب قلبه وتُحيط وسطه بذراعيها ليهمهم منتبها فتُكمل:
- لأنه يذكرني بأبي.
صمتت قليلًا وعادت للنظر لحبيبات المطر التي تزدادُ ثِقًلا واسترسلت بشرود:
- كُنّا لا نمتثِل لأوامر أُمّي ونخرج لنلعب وسط المطر.
ابتسمت لقبلته الطويلة الحنونة على شعرها وكأنه يواسيها بطريقته الخاصة، فأضافت ودمعتان تنسابان على وجنتيها:
- كان يُحبّني للغاية، اكثر من أخواي الصغيران، ويخبرني دائمًا انني هديتهُ الغالية، لقد منحني حُبًّا يكفيني الى ان اموت.
شعرت بيداهُ تقسوان على كتفيها وهمس غاضبًا:
- الموت للأعداء.

اخفضت بصرها عنه وتوجّب عليها التعامُل مع نبضات قلبها المُتأججة، وقد اخذت حواراتهما القصيرةُ حيّزًا كبيرًا بقلبها، لا تدري أتحوّل آدم الى رجُلٍ عاطفيّ يُغرقها بموج الحُبّ ام انها مُجرّد خيالات مُتعلّقة بالحمل.
- الى الدخل يا حلوة، لقد تجمد ساقيكِ تماماً.
اطاعته واغلق الشُرفة ليتبعها الى الداخل حيث صعدت الى فراشها وتكوّرت كطفلة بإنتظار حكاية ما قبل النوم، عندما انضمّ اليها فاجأته بسؤالها الخجول:
- هل انا جميلة؟!

توقّف قليلًا غير قادِرٍ على الإجابة، يتأملُ ملامحها بتمهُّل، من الجميلةُ إن لم تكُن هي؟ بوجهها المتورّد ووجنتاها المُمتلئتان، عيناها ابنتا البحر والسماء، وشفتاها اللتان خُلِقتا للإبتسام بالرغم من عبوسهما الدائم.
ها هما تتقوسان بحُزن فتثيران بقلبه عواصفًا لا تهدأ.
لقد فهمت صمته جوابًا سلبيًّا فقالت بإختناق:
-  أعلم، لستُ بذلك القدر من الجمال، وبعد شعري القصير ابدوا ك...

- طفلة.
اكمل عنها بنبرةٍ خافتة وشفتاه تقتنصان قُبلةً صغيرة من وجنتها لتقول بحُزن:
- إذن لماذا تزوجتني، وليلى اجمل مني.
إنها طفلة، وطفلة ساذجة جدّا، تجعله يرغب بالضحك طوال اليوم...
- غيد حبيبتي، هيا الى النوم، يبدوا ان الحمل يجعلك اكثر غباءً.
جذبها لصدره واخذ يربتُ على شعرها بحنان وقبل ان تعترض عاد يكرر لها بقُبلاتٍ صارمة:
- النوم، الى النوم يا غيد، تُصبحين بعقل ونصف يا حلوتي.

دقائق قليلة وغرقت في النوم ليبقى سؤالها مُعلّقًا دون إجابة..
لماذا تزوجها وليلى اجمل؟!
الأمر لا يختص بالجمال ولا بالصبي، إذ انه بقرارة نفسه غير مُتأكد فيما اذا كانت غيد ستمنحه صبيًّا ام فتاة، ولكن مُتأكد انها اذا انجبت مئة فتاة ستظلّ زوجته، ولن يُبدلها بأُخرى، قطعًا لا توجد بالكون امرأةً تُثيرُ قلبه مثلها، إمراةً بعقل طفلة، ساذجة، بريئة، وحنونة، واكثر صفاتها غرابة انها بسيطة وغبيّة بصورة موجعة.

.
.

- عودي الى المنزل يا ليلى، وسنتحدث بهدوء.
رسالة باردة وصلت الى هاتفها بعد اسبوع كامل من مغادرتها لبيتها، كلمات مُختصر تضعها في موضعها الصحيح بحياة آدم، الذي لم يكُن ليسمح بغيابها ولو ليومٍ واحد بعيدًا عنه الّا انه وجد البديل، وذلك يجعله في نظرها حقيرًا للغاية.
في تلك الأيام الفائتة عزمت ان تتخلص من ذكراه الى الأبد وعكفت على إلهاء نفسها بكُلّ الطُرُق المُمكنة.

تخشى ان ينطق احدهم اسمه سهوًا فيعيدها الى نقطة البداية، وبعد ان خبت نيران قلبها قليلا تفاجأت برسالته الباهتة كعلاقتهما في الفترة الأخيرة، لم يعتذر، او يخبرها ان البيت مُظلِمٌ من غيرها، لم ينطق بكلمة شوقٍ واحدة وكأنما يرغب بعودتها فقط لكي لا يتأثر مظهره امام الناس.
- سأنتظر ورقة طلاقي، والّا سأضطر لرفع دعوة عن طريق المحكمة.

كتبت رسالتها وبقلبها نيرانًا تتأجج بشدّة مُحرِقة كُلّ ذكرياتهما السعيدة وقرارها بالإنفصال يُصبحُ اكثر راحةً بمرور الوقت، ستنفصل عنه، وتحظى بحياةً هادئة برفقة بناتها، وربما تتزوّج كما فعل هو، فما الذي ينقُصها لتعيش حياةً سويّة؟!

يبدوا ان الرسالة اثارت غضبه، فلم يمُر سوى ساعات حتى سمعت صوت الباب يُقرع بهمجيّة وصوته الثائر يهتف من الخارج:
- افتحوا الباب، الآن يا ليلى قبل ان أُحطمه.
ركضت ميرال لفتفح الباب فإندفع آدم كثورٍ هائج صارخًا بحدّة:
- ليلى، اخرجي قبل ان أصل إليكِ واجُرّكِ الى البيت، أخرجي.

وصلت اليه تتهادى بدلال وعلى شفتيها اجمل ابتسامة لتزيد من استفزازه وعندما وقفت امامه مباشرةً همست بتذمُّر:
- لما كُلّ هذا الصُراخ.
نظر اليها وهو على وشك الجنون فأغمض عينيه لثوانٍ ليستعيد بعضًا من هدوئه الّا انّ صوته خرج حادًّا غاضبًا عندما قال:
- سأُسامحكِ على خروجكِ من المنزل بدون إذني، والآن احضري بناتكِ وسنتفاهم بالمنزل.

ضحكت ضحكةً عالية وكأنها القى نكتة سمجة وعادت لتنظر اليه من بين اهدابها بعيونٍ دامعة:
- ستسامحني؟! لا تسامح بالله، ارجوك لا تسامحني.
قالتها بإستهزاء لتجد يداه تمُسكان بها بقوّة يهزّها بعُنفٍ بين كلماته الحادّة:
- لا تختبري صبري يا ليلى، فأنا الآن قادرٌ على فعل ما لا يُحمدُ عُقباه.

نظرت اليه وقد بات وجهه قريبًا منها، تشعُر بسخونة غضبه وهالها انّ قلبها لم يرتجف كالعادة، اتسعت عيناها الى ان سقطت دمعة كبيرة كانت مُحتجزة بداخل حدقتها، لم تعُد تُحبه، ادركت في تلك اللحظة ان حُبّه قد اختفى من قلبها، ضاع منها في غمرة البكاء والحسرة.

وجدت ان صوتها يهمسُ رُغمًا عنها بقسوةٍ شديدة:
- انا لن اعود اليك، وعقب طلاقنا سأحرص على ان اتزوّج بأسرع وقت.
رأت براكين الغضب تتقد بعينيه ولكنها اكملت ببساطة:
- سأجد رجُلًا يُعيد شبابي الذي افنيته في تربية بناتك بينما انت تعبثُ من وراء ظهري.
شعرت بأن ذراعيها قد تمزّقا من قوّة ضغطه عليها وقد احمرّت عيناه بشدّة وظنّت انها لمحت بريق ألمٍ بهما الّا انها اكملت بهدوءٍ جليدي:
- سأحاول ان احصُل على صبيّ.

غامت عيناها بشرود ورغبتها تشتعلُ شوقًا:
- ربما لم يفُت الأوانُ بعد، وقد يرزقني اللهُ الصبي الذي لم تمنحني إياه انت، سأكون أُمًّا لطفلٍ ليس من صُلبك.
لم تشعُر بشيءٍ سوى لهيب حارق على وجنتها والكون يدور من حولها، ولكنها لم تسقِط، فيده القاسية امسكت بها في آخر لحظة ليجذبها بين ذراعيه وقد تلبّسهُ شيطانًا لن يخمد بسهولة.

في تلك الأثناء ترجلت حلا وحور على صوت الصراخ العالي ولم يكُن احدٌ سواهما بالمنزل، سارعت حور بالأقترب من والدها ودفعت يده عن والدتها التي بدت زائغة الرؤيا هامسة بحدّة:
- ابعد يدك عن أُمّي.
الّا انها لم يلتفت اليها بل لا زال يمسكُ بليلى وكلماتها تُعاد على مسامعه تُغذّي الوحش الكامن بداخله فوجد يده تعالجها بصفعةٍ أُخرى افقدتها الوعي وصرخت على إثرها الفتاتين وهما تحاولان ابعاد والدتهما عنه الّا انه صرخ بهياج ودفعهما لتسقطان على الأرض بقوّة ولم يستطعن اللحاق به ما ان حمل والدتهما على كتفه كأنها لا تزِنُ شيئًا وألقى بها في مقدمة سيارته وقد بدث كجُثّةٍ هامدة وصعد بجانبها ليتعالى ازيز مُحرّك السيارة تاركًا خلفه غُبارًا واصوات بكاءٍ عالي.

على الطريق الساحلي المؤدي الى مدينةٍ أُخرى كانت سيارته تنهبُ الأرض الأسفلتية بسُرعة البرق، عيناهُ مستقيمتان على الطريق وكفّاه ابيضّتا على المقود حتى كادتا ان تحطمانه ونظراته قاسية، مُتوحشة، بل سوداء كالجحيم.
- تُريدين طفلًا، حسنًا يا ليلى، حسنٌ، سأُريكِ ايامًا لن تنسيها بحياتك.
همس وابتسامةً شيطانيّةً ترتسمُ على شفتيه وهو ينظر الي رأسها الساقط دون حراك وهمس بداخله:
- لقد اخرجتِ اسوأ ما بي يا ليلى، فإياكِ ان تلومينني فيما بعد..

.
.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي