الفصل الثاني
يقال ان اغماضة عينانا عند العناق سببها داخلي يكمن في الرغبة في اطالة تلك اللحظه الناعمه والخوف من انتهاء ذلك الشعور الجميل وخصوصا عندما يكون العناق من حبيب عمرٍ هف القلب فزعا عليه عندم تعرض لأذي .
ذلك ما حدث مع مازن ،فعندما وصل الي مي وجدها مغمضة العين ، هرب الدم من عروقه واصفر وجهه و بايد مرتعشه رفع راسها ليسندها علي ذراعه محاولا افاقتها .
مازن بخوف : مي حبيبتي ، مى فوقي، انا اسف انا رخم و وحش قومي علشان خاطري .
كانت مي تنتظر تلك اللحظه ، فتحت عيناها و ارتسمت علي شفتاها ابتسامة عريضه توحي بانتصارها .
مي بمزاح: انت اللي قولت علي نفسك وحش ورخم انا ماجبتش حاجه من عندي اهوه.
صدم مازن من فعلتها فقد صدقها حقا وكاد قلبه يقف من فرط خوفه عليها .
نهض تاركا اياها تكمل حيلتها حتي انه لم يساعدها علي النهوض ورحل عائدا الي غرفتهم ، شعرت مي ينها بندم شديد فقد ارعبته حقا ،كان ذلك باديا في نبرة صوته وهو يناديها ، نهضت و سارت خلفه .
اما هو دلف الي الغرفة والتقط هاتفه فوجد رسالة صوتية بانتظاره فتحها فوجدها من سليم رغم الحزن المسيطر عليه الا انه ابتسم عندما شعر بان السعاده فتحت ابوابها لأخيه و استطاعت ليل ان تنتشله من عمله و شهرته اللامتناهية ، تأكد من ذلك عندما قرا الاخبار التي تداولها السوشيال ميديا عنهما .
كان يحاول ان يلهي نفسه حتي لا ينفس غضبه فيها فقد شعر بها عندما عادت ولكنه تجاهلها .
اخذت تراقبه ، ألن يحادثها الن ينظر اليها حتى ؟ علمت خطأها حقا و عندما اقتربت لتعتذر منه نهض فجأة وخرج تاركا الغرفة كلها .
وبعد عدة ساعات من الانتظار وجدته عائدا فادعت انها نائمة لتري ما سيفعله ، وجدته ابدل ثيابه ثم استلقي علي الاريكة لينام شعرت بحزن دفين داخلها على ما فعلته معه ، فهى حقا نادمه .
* *
في باريس .
اخذ سليم ليل بعد تلك المفاجأه التي جعلتها تشعر بان سعادة الكون كلها اضحت ترافقها ، الي التجول في شوارع باريس .
واثناء تجولهما راي سليم محل ثياب ذو مركة عالميه فعرض عليها ان يتجول فيه علهم يجدون شيئا ينل اعجابهم .
وافقت ليل وما ان دلفت حتي وجدت جميع العاملين فيه فتيات فرنسيات من ذوت البشره البيضاء الملفته فعضت شفاهها السفلي واسرعت خطاها لتقف امامه ثم رفعت قامتها و وقفت علي اطرف اصابعها لتحول دون رؤيته لهؤلاء الساحرات الشريرات .
ليل : انا عاوزه ارجع الاوتيل.
سليم باندهاش من قرارها المفاجئ هذا : ليه بس يا روحي ، خلينا شويه وتعالي اشتري لك فستان نسهر بيه مع بعض.
ليل باصرار: طيب تعالي نشوف محل تاني.
سليم : ليه بس؟ دا حلو تعالي شوفي ، ايه رايك في الفستان الاسود دا؟
ليل بتعجل ودون ان تنظر : جميل يلا نجيبها ونخرج من هنا.
سليم : لا مش عاوزه اسود اختاري لون تاني.
لم تكن ليلي تركز معه بل كانت تركز في العاملات التي ستنخلع اعينهم عليه .
سليم : في منه الارجواني والاسود والاحمر .
و قبل ان يكمل قالت مندفعه : الاحمر.
سليم باندهاش: احمر؟
ليل : ايوه احمر ، يلا نمشي بقي.
دفع سليم ثمنه سريعا وخرج وراء ليل فقد كانت تسحبه للخارج و نار الغيرة تنهش قلبها المتيم.
تنفست الصعداء عندما خرجوا الي الشارع وبعد لحظات اقتربت منه مضيقة عيناها تصرخ فيه: انت مش بتلبس عدسات ليه بدل ما عنيك مره تبقي خضره وفجاه تقلب رمادي ها .؟!
ثم بعثرت شعره بيدها قائلة: وشعرك دا غيره ولا اقولك قصه خالص .
و سليم يستمع لها في هدوء وهو يكتم ضحكاته كي لا تثور اكثر عليه .
ليل : ولبسك.
سليم : ماله ما هو برندات اهوه.
ليل : بلاش تطقم كدا والبس اي حاجه وانت خارج و .
لم تكمل بل جحظت عيناها عندما رات فتاة شقراء ترتدي ثياب قصيره ، تعانقه و سليم مشهرا يداه بالحقيبه ولم يبادلها العناق ، ابتعدت عنه الفتاه وابتسمت له ليتذكرها سليم و يبتلع ريقه و هو يعد اسمها بتوتر : كريستي.
دار بينهم الحديث بالفرنسيه .
كريستي: مرحبا دكتور سليم ، لم ارك منذ زمن طويل.
سليم : مرحبا كيف حال د.ادورد؟
كريستي: انه بخير كان سياتي اليك غدا ليهنئك بزفافك ، لقد فطر قلبي عندما علمت بذلك الخبر.
ذلك وليل تقف تراقب حديثهما مكتوفة الايدي تبتسم في غيظ من تلك الحمقاء المثرثره التي لا تتوقف عن الحديث.
لاحظ سليم حالتها فاحاط خصرها بذراعه ضامما اياها اليه قائلا: كريستي اقدم لك زوجتي الغاليه ليل .
نظرت لها كريستي بطريقة اغاظت ليل : مرحبا ، سررت بلقائك .
لم تجبها ليل بل نظرت ل سليم و افتعلت انها علي وشك السقوط فاحتضنها سليم ليمنعها من السقوط و اشار للسياره ل يأتي السائق بها ويقف امامهم.
ويحمل سليم ليل ويدخلها ويعتذر من كريستي ويرحل ، عائدا الي الفندق.
وما ان وصل حتي نزل من السياره وحمل ليل بين ذراعيه لتلقط لهم صورة اقلقت جميع من راها من اهليهم.
دلف الي جناحهما ووضعها علي السرير .
سليم : مالك يا ليل ؟
ليل بضعف مصطنع: مش عارفه يا حبيبي قلبي واجعني.
ابتسم سليم : سلامة قلبك انا عندي العلاج بتاعه.
فاقت ليل من ضعفها : علاج ايه انا كويسه وقلبي كويس اهوه.
ضحك سليم مقهقها علي هيئتها: ههههه، مش قادر اااه ، يعني كنتي بتمثلي.
اغتاظت ليل منه و ضربته بالوساده وجلست علي السرير اشاحت بوجهه عنه قائلة: مش عاوزه اشوفك.
عدل سليم جلسته وقال مبتسما:تعالي في حضني.
ليل : لا احنا متخصمين.
جذبها سليم لحضنه وقال: نتفاهم بعدين.
فقد زاد عشقا لها عندما غارت عليه
* *
في صباح يوم جديد
في مصر في الحديقه الفاصله بين فيلتي المنشاوى و الصخرى.
كانت مرفت تتناول طعام الافطار و تيم يتفحص الاخبار العالميه فوجد خبر ليل و سليم .
فقال: ليل تعبانه.
مرفت ب فزع : ايه تعبانه ازاي؟
تيم: مش عارف مكتوب خبر عنهم وصورة ل سليم وهو شايلها وداخل الفندق.
رأت مرفت لميس و الدة ليل قادمة فخشيت ان تقلقها فقالت: طيب ماتقولش للميس حاجه واصبر لحد ما نتاكد، انا هقوم اكلمهم واطمن.
بالفعل نهضت مرفت واتصلت ب سليم ابنها وبعد فترة رد عليها بنعاس: الو .
مرفت: ايوا يا حبيبي ازيكم عاملين ايه؟
سليم : الحمد لله يا ست الكل ، معلش كنت نايم.
مرفت: ولا يهمك يا حبيبي طمني بس علي ليل ايه اللي حصل لها؟
سليم : ليلي كويسه يا امي ماتقلقيش اخبار صحافه وخلاص.
مرفت: طمنت قلبي طيب الحمد لله ، خلي بالك منها يا حبيبي .
سليم : دى في عنيا .
مرفت: ربنا يسعدكم يا حبيبي هسيبك تكمل نومك ولما تصحي ابقي كلمني.
سليم : حاضر.
عادت مرفت اليهم واخبرتهم بان ليل بخير .
* *
اما في روما .
كان وليد ينتظر نادين وضعا يده اسفل ذقنه ، حتي تنتهي من تأنقها.
فهي تقف منذ ساعة تقريبا امام المرآه ولم تنتهي .
نادين: حبيبي حلو الميك اب دا ولا فاقع شويه؟
وليد : لا يا حياتي دا جميل اوووي يلا بينا بقي ، قبل ما مرارتى انا اللى تتفقع .
نادين: لا استني همسحه واغيره.
جذبها وليد من يدها ودلف بها الي الحمام وغسل لها وجهها عنوة قائلا: انتي كدا قمر.
نادين: وليد انت مجنون؟
اقترب وليد منها قائلا:اه مجنون بيكي، حبيبتي انت قمر من غير اي حاجه من الحاجات دي.
نادين: بجد؟
وليد: ايوه بجد يا قمري ، يلا نخرج؟
ابتسمت نادين: اه.
خرجا سويا واخذت نادين تلهو كالطفله العاشقه للحياه واخذ وليد يلتقط لها الصور والسيلفي معها .
ثم اتجها الي احدي الملاهي الكبيره واختار لعبة (air land) وهي عباره عن ثوب للطيران وحذاء ثقيل يرتديه اللاعب و حلبة يندفع من ارضها هواء قوي عندما يلقي اللاعب بنفسه عليها يحمله الهواء المندفع ويشعر بانه يطير في الهواء .
كانت نادين صرخاتها وضحكاتها تعلو وهي تجربها ممسكة بيد وليد ، لتعيش معاه اجمل لحظة في حياتها .
* *
أما في الفندق الساحلي المقيم فيه مازن.
استيقظت مي فوجدته قد غادر الغرفة باكرا ازالت الغطاء وقالت: لا احنا لازم نتكلم.
دلفت الي المرحاض ثم ابدلت ثيابها و وخرجت تبحث عنه وما ان رأته حتي اشتعلت نار غيرتها فقد كان يتناول افطاره مع فتاتين يبدو انهما من ثيابهما انهما اجنابيتين.
اندفعت نحوه وجلست بجواره : صباح الخير يا حبيبي.
مازن باندهاش: صباح النور ، انتى كويسه ؟
وضعت يدها علي شعره تداعبه ناظرة الي عينيه وتقول: انا اسفه ماكنش قصدي انا بحبك.
مازن: ايه قولتي ايه؟
رفعت مي صوتها قائلة: بحبك.
صفق الجميع لها فاحمرت وجنتاها خجلا فقد كانت تعتقد انهم لا يفهمون العربيه.
ابتسم مازن وطبع قبلة سريعه علي شفتيها ثم احتضنها : وانا بعشقك يا مجنونه.
* *
فى فرنسا .
تلقي سليم فور استيقاظه خبرا من الاستقبال انه تم حجز طاولة له مع د.ادورد لتناول العشاء.
لم يكن ضمن حساباته ذلك العشاء ابدا فقد كان يود ان يقضي المساء مع حبيبته.
اخبر ليل بالموعد فرفضت الذهاب معه كي تتفادي تلك الفرنسيه.
سليم : انا مش هقدر ارفض هروح اقابلهم واجهزي علشان نخرج مع بعض والبسي الفستان اللي اشتريناه امبارح.
ليل :فستان ايه؟
سليم : هههه ، الفستان الاحمر ، يلا اجهزي براحتك و بعد ساعتين هرجع اخدك.
خرج سليم والتقي بهم ، اما ليل فقد ندمت علي عدم ذهابها معه واخذت تعض اناملها ثم قررت ان تجهز نفسها وتنزل اليهم ، اخرجت الفستان من حقيبته لتتفاجأ بلونه.
كانت متردده في ارتداء ذلك الفستان الاحمر، ظلت تنظر اليه والي لونه الصارخ غير مصدقة انها سترتديه وتسير به امام اعين الجميع ولكنها ايضا لن تترك حبيبها لتلك الفرنسيه.
التقطت الفستان وارتدته وبعد عدة دقائق كانت تقف امام مرآتها تتأنق لاجله حتي تخطف انظاره اليها فلا يري غيرها ، ثم رفعت شعرها لاعلي فهي تعلم انه يكره ان يره منسدلا احد غيره ، ابتسمت لمرأتها ثم ارتدت حذائها ونزلت الي اسفل .
كان مراد يجلس مع دكتور ادورد ومساعدته كريستي منزعجا فقد كان يتمني ان تكون حبيبته بجانبه حتي تكف كريستي عن نظراتها اليه .
التقط شوكته واخذ يلهوي بالطعام أمامه ملاشيا النظر اليها متمنيا ان تاتي جميلته.
د.ادورد قال باعجاب: اوووه من تلك الحسناء ، كم هي فاتنة !
نظر سليم ليري جميلته مقبلة واعين الجميع تراقبها، فاشعل لون فستانها الاحمر غيرة قلبه واحمر وجهه غضبا ونهض متجها نحوها ممسكا يدها جاذبا اياها للخارج .
ليل : سليم ، سليم واخدني علي فين؟
توقف سليم ونظر لها قائلا بغضب : امشي معايا وبس.
رأت ليل غضبه فهزت راسها ايجاب والدموع تلمع في عينيها فلم تكن تتوقع ان تكون تلك هي ردت فعله بعد ان تأنقت لاجله.
فتح سليم لها باب السيارة واشار لها لتصعدها فنظرت له ثم دلفت الي السياره وتبعها سليم جلس بجانبها ولم ينطق بكلمة واحده .
وبعد ساعة تقريبا توقفت السياره ونزل سليم ومد يده ينزلها وما ان نزلت حتي رأت عيني قلبه دمعة عينها الهاربه فخفضت عيناها عنه وتخطته كي لا يرها فاوقفها و بدون مقدمات حملها بين ذراعيه وسار بها لتتعلق عيناها بعينيه العاشقه لينزلها في مكان معتم ما ان اصدر صفيرا باصابعه حتي اضاءت الانوار وتساقطت الورود الحمراء فوقهما واحتضنها سليم جاذبا اياها اليه اكثر قائلا: أسف علي اللي عملته بس ما بحبش حد يشوف جمالك غيري.
نظرت له : لازم هيشوفوني مش هتقدر تخبيني منهم.
سليم : لا اقدر اخبيكي.
لفت يداها حول عنقه :هتخبيني فين؟
قبل سليم ارنبة انفها ثم اسند جبهته علي جبهتها قائلا بهيام : في قلبي.
وما هي الا لحظات و بدات احدي الاغاني الفرنسيه الرومانسيه تدوي في ارجاء المكان ، ازال دبوس شعرها فانسدل علي ظهرها ، و ضمها اكثر اليه ورقص معها علي تلك النغمات الهادئه ، ثم بعد لحظات سالته .
ليل بهدوء: سليم .
همهم سليم وهو مغمض العينين: ها
ليل : ايه اللي بينك وبين كريستي؟
فتح سليم عيناه مصدوما من سؤالها .
سليم: حبيبتي انا ماصدقت انك في حضن ولو حدنا ممكن مانتكلمش في اي حاجه دلوقت.
ليل : ماشي ، بس هتحكي لي بعدين.
سليم : حاضر .
__
نهاية الفصل
يتبع .
ذلك ما حدث مع مازن ،فعندما وصل الي مي وجدها مغمضة العين ، هرب الدم من عروقه واصفر وجهه و بايد مرتعشه رفع راسها ليسندها علي ذراعه محاولا افاقتها .
مازن بخوف : مي حبيبتي ، مى فوقي، انا اسف انا رخم و وحش قومي علشان خاطري .
كانت مي تنتظر تلك اللحظه ، فتحت عيناها و ارتسمت علي شفتاها ابتسامة عريضه توحي بانتصارها .
مي بمزاح: انت اللي قولت علي نفسك وحش ورخم انا ماجبتش حاجه من عندي اهوه.
صدم مازن من فعلتها فقد صدقها حقا وكاد قلبه يقف من فرط خوفه عليها .
نهض تاركا اياها تكمل حيلتها حتي انه لم يساعدها علي النهوض ورحل عائدا الي غرفتهم ، شعرت مي ينها بندم شديد فقد ارعبته حقا ،كان ذلك باديا في نبرة صوته وهو يناديها ، نهضت و سارت خلفه .
اما هو دلف الي الغرفة والتقط هاتفه فوجد رسالة صوتية بانتظاره فتحها فوجدها من سليم رغم الحزن المسيطر عليه الا انه ابتسم عندما شعر بان السعاده فتحت ابوابها لأخيه و استطاعت ليل ان تنتشله من عمله و شهرته اللامتناهية ، تأكد من ذلك عندما قرا الاخبار التي تداولها السوشيال ميديا عنهما .
كان يحاول ان يلهي نفسه حتي لا ينفس غضبه فيها فقد شعر بها عندما عادت ولكنه تجاهلها .
اخذت تراقبه ، ألن يحادثها الن ينظر اليها حتى ؟ علمت خطأها حقا و عندما اقتربت لتعتذر منه نهض فجأة وخرج تاركا الغرفة كلها .
وبعد عدة ساعات من الانتظار وجدته عائدا فادعت انها نائمة لتري ما سيفعله ، وجدته ابدل ثيابه ثم استلقي علي الاريكة لينام شعرت بحزن دفين داخلها على ما فعلته معه ، فهى حقا نادمه .
* *
في باريس .
اخذ سليم ليل بعد تلك المفاجأه التي جعلتها تشعر بان سعادة الكون كلها اضحت ترافقها ، الي التجول في شوارع باريس .
واثناء تجولهما راي سليم محل ثياب ذو مركة عالميه فعرض عليها ان يتجول فيه علهم يجدون شيئا ينل اعجابهم .
وافقت ليل وما ان دلفت حتي وجدت جميع العاملين فيه فتيات فرنسيات من ذوت البشره البيضاء الملفته فعضت شفاهها السفلي واسرعت خطاها لتقف امامه ثم رفعت قامتها و وقفت علي اطرف اصابعها لتحول دون رؤيته لهؤلاء الساحرات الشريرات .
ليل : انا عاوزه ارجع الاوتيل.
سليم باندهاش من قرارها المفاجئ هذا : ليه بس يا روحي ، خلينا شويه وتعالي اشتري لك فستان نسهر بيه مع بعض.
ليل باصرار: طيب تعالي نشوف محل تاني.
سليم : ليه بس؟ دا حلو تعالي شوفي ، ايه رايك في الفستان الاسود دا؟
ليل بتعجل ودون ان تنظر : جميل يلا نجيبها ونخرج من هنا.
سليم : لا مش عاوزه اسود اختاري لون تاني.
لم تكن ليلي تركز معه بل كانت تركز في العاملات التي ستنخلع اعينهم عليه .
سليم : في منه الارجواني والاسود والاحمر .
و قبل ان يكمل قالت مندفعه : الاحمر.
سليم باندهاش: احمر؟
ليل : ايوه احمر ، يلا نمشي بقي.
دفع سليم ثمنه سريعا وخرج وراء ليل فقد كانت تسحبه للخارج و نار الغيرة تنهش قلبها المتيم.
تنفست الصعداء عندما خرجوا الي الشارع وبعد لحظات اقتربت منه مضيقة عيناها تصرخ فيه: انت مش بتلبس عدسات ليه بدل ما عنيك مره تبقي خضره وفجاه تقلب رمادي ها .؟!
ثم بعثرت شعره بيدها قائلة: وشعرك دا غيره ولا اقولك قصه خالص .
و سليم يستمع لها في هدوء وهو يكتم ضحكاته كي لا تثور اكثر عليه .
ليل : ولبسك.
سليم : ماله ما هو برندات اهوه.
ليل : بلاش تطقم كدا والبس اي حاجه وانت خارج و .
لم تكمل بل جحظت عيناها عندما رات فتاة شقراء ترتدي ثياب قصيره ، تعانقه و سليم مشهرا يداه بالحقيبه ولم يبادلها العناق ، ابتعدت عنه الفتاه وابتسمت له ليتذكرها سليم و يبتلع ريقه و هو يعد اسمها بتوتر : كريستي.
دار بينهم الحديث بالفرنسيه .
كريستي: مرحبا دكتور سليم ، لم ارك منذ زمن طويل.
سليم : مرحبا كيف حال د.ادورد؟
كريستي: انه بخير كان سياتي اليك غدا ليهنئك بزفافك ، لقد فطر قلبي عندما علمت بذلك الخبر.
ذلك وليل تقف تراقب حديثهما مكتوفة الايدي تبتسم في غيظ من تلك الحمقاء المثرثره التي لا تتوقف عن الحديث.
لاحظ سليم حالتها فاحاط خصرها بذراعه ضامما اياها اليه قائلا: كريستي اقدم لك زوجتي الغاليه ليل .
نظرت لها كريستي بطريقة اغاظت ليل : مرحبا ، سررت بلقائك .
لم تجبها ليل بل نظرت ل سليم و افتعلت انها علي وشك السقوط فاحتضنها سليم ليمنعها من السقوط و اشار للسياره ل يأتي السائق بها ويقف امامهم.
ويحمل سليم ليل ويدخلها ويعتذر من كريستي ويرحل ، عائدا الي الفندق.
وما ان وصل حتي نزل من السياره وحمل ليل بين ذراعيه لتلقط لهم صورة اقلقت جميع من راها من اهليهم.
دلف الي جناحهما ووضعها علي السرير .
سليم : مالك يا ليل ؟
ليل بضعف مصطنع: مش عارفه يا حبيبي قلبي واجعني.
ابتسم سليم : سلامة قلبك انا عندي العلاج بتاعه.
فاقت ليل من ضعفها : علاج ايه انا كويسه وقلبي كويس اهوه.
ضحك سليم مقهقها علي هيئتها: ههههه، مش قادر اااه ، يعني كنتي بتمثلي.
اغتاظت ليل منه و ضربته بالوساده وجلست علي السرير اشاحت بوجهه عنه قائلة: مش عاوزه اشوفك.
عدل سليم جلسته وقال مبتسما:تعالي في حضني.
ليل : لا احنا متخصمين.
جذبها سليم لحضنه وقال: نتفاهم بعدين.
فقد زاد عشقا لها عندما غارت عليه
* *
في صباح يوم جديد
في مصر في الحديقه الفاصله بين فيلتي المنشاوى و الصخرى.
كانت مرفت تتناول طعام الافطار و تيم يتفحص الاخبار العالميه فوجد خبر ليل و سليم .
فقال: ليل تعبانه.
مرفت ب فزع : ايه تعبانه ازاي؟
تيم: مش عارف مكتوب خبر عنهم وصورة ل سليم وهو شايلها وداخل الفندق.
رأت مرفت لميس و الدة ليل قادمة فخشيت ان تقلقها فقالت: طيب ماتقولش للميس حاجه واصبر لحد ما نتاكد، انا هقوم اكلمهم واطمن.
بالفعل نهضت مرفت واتصلت ب سليم ابنها وبعد فترة رد عليها بنعاس: الو .
مرفت: ايوا يا حبيبي ازيكم عاملين ايه؟
سليم : الحمد لله يا ست الكل ، معلش كنت نايم.
مرفت: ولا يهمك يا حبيبي طمني بس علي ليل ايه اللي حصل لها؟
سليم : ليلي كويسه يا امي ماتقلقيش اخبار صحافه وخلاص.
مرفت: طمنت قلبي طيب الحمد لله ، خلي بالك منها يا حبيبي .
سليم : دى في عنيا .
مرفت: ربنا يسعدكم يا حبيبي هسيبك تكمل نومك ولما تصحي ابقي كلمني.
سليم : حاضر.
عادت مرفت اليهم واخبرتهم بان ليل بخير .
* *
اما في روما .
كان وليد ينتظر نادين وضعا يده اسفل ذقنه ، حتي تنتهي من تأنقها.
فهي تقف منذ ساعة تقريبا امام المرآه ولم تنتهي .
نادين: حبيبي حلو الميك اب دا ولا فاقع شويه؟
وليد : لا يا حياتي دا جميل اوووي يلا بينا بقي ، قبل ما مرارتى انا اللى تتفقع .
نادين: لا استني همسحه واغيره.
جذبها وليد من يدها ودلف بها الي الحمام وغسل لها وجهها عنوة قائلا: انتي كدا قمر.
نادين: وليد انت مجنون؟
اقترب وليد منها قائلا:اه مجنون بيكي، حبيبتي انت قمر من غير اي حاجه من الحاجات دي.
نادين: بجد؟
وليد: ايوه بجد يا قمري ، يلا نخرج؟
ابتسمت نادين: اه.
خرجا سويا واخذت نادين تلهو كالطفله العاشقه للحياه واخذ وليد يلتقط لها الصور والسيلفي معها .
ثم اتجها الي احدي الملاهي الكبيره واختار لعبة (air land) وهي عباره عن ثوب للطيران وحذاء ثقيل يرتديه اللاعب و حلبة يندفع من ارضها هواء قوي عندما يلقي اللاعب بنفسه عليها يحمله الهواء المندفع ويشعر بانه يطير في الهواء .
كانت نادين صرخاتها وضحكاتها تعلو وهي تجربها ممسكة بيد وليد ، لتعيش معاه اجمل لحظة في حياتها .
* *
أما في الفندق الساحلي المقيم فيه مازن.
استيقظت مي فوجدته قد غادر الغرفة باكرا ازالت الغطاء وقالت: لا احنا لازم نتكلم.
دلفت الي المرحاض ثم ابدلت ثيابها و وخرجت تبحث عنه وما ان رأته حتي اشتعلت نار غيرتها فقد كان يتناول افطاره مع فتاتين يبدو انهما من ثيابهما انهما اجنابيتين.
اندفعت نحوه وجلست بجواره : صباح الخير يا حبيبي.
مازن باندهاش: صباح النور ، انتى كويسه ؟
وضعت يدها علي شعره تداعبه ناظرة الي عينيه وتقول: انا اسفه ماكنش قصدي انا بحبك.
مازن: ايه قولتي ايه؟
رفعت مي صوتها قائلة: بحبك.
صفق الجميع لها فاحمرت وجنتاها خجلا فقد كانت تعتقد انهم لا يفهمون العربيه.
ابتسم مازن وطبع قبلة سريعه علي شفتيها ثم احتضنها : وانا بعشقك يا مجنونه.
* *
فى فرنسا .
تلقي سليم فور استيقاظه خبرا من الاستقبال انه تم حجز طاولة له مع د.ادورد لتناول العشاء.
لم يكن ضمن حساباته ذلك العشاء ابدا فقد كان يود ان يقضي المساء مع حبيبته.
اخبر ليل بالموعد فرفضت الذهاب معه كي تتفادي تلك الفرنسيه.
سليم : انا مش هقدر ارفض هروح اقابلهم واجهزي علشان نخرج مع بعض والبسي الفستان اللي اشتريناه امبارح.
ليل :فستان ايه؟
سليم : هههه ، الفستان الاحمر ، يلا اجهزي براحتك و بعد ساعتين هرجع اخدك.
خرج سليم والتقي بهم ، اما ليل فقد ندمت علي عدم ذهابها معه واخذت تعض اناملها ثم قررت ان تجهز نفسها وتنزل اليهم ، اخرجت الفستان من حقيبته لتتفاجأ بلونه.
كانت متردده في ارتداء ذلك الفستان الاحمر، ظلت تنظر اليه والي لونه الصارخ غير مصدقة انها سترتديه وتسير به امام اعين الجميع ولكنها ايضا لن تترك حبيبها لتلك الفرنسيه.
التقطت الفستان وارتدته وبعد عدة دقائق كانت تقف امام مرآتها تتأنق لاجله حتي تخطف انظاره اليها فلا يري غيرها ، ثم رفعت شعرها لاعلي فهي تعلم انه يكره ان يره منسدلا احد غيره ، ابتسمت لمرأتها ثم ارتدت حذائها ونزلت الي اسفل .
كان مراد يجلس مع دكتور ادورد ومساعدته كريستي منزعجا فقد كان يتمني ان تكون حبيبته بجانبه حتي تكف كريستي عن نظراتها اليه .
التقط شوكته واخذ يلهوي بالطعام أمامه ملاشيا النظر اليها متمنيا ان تاتي جميلته.
د.ادورد قال باعجاب: اوووه من تلك الحسناء ، كم هي فاتنة !
نظر سليم ليري جميلته مقبلة واعين الجميع تراقبها، فاشعل لون فستانها الاحمر غيرة قلبه واحمر وجهه غضبا ونهض متجها نحوها ممسكا يدها جاذبا اياها للخارج .
ليل : سليم ، سليم واخدني علي فين؟
توقف سليم ونظر لها قائلا بغضب : امشي معايا وبس.
رأت ليل غضبه فهزت راسها ايجاب والدموع تلمع في عينيها فلم تكن تتوقع ان تكون تلك هي ردت فعله بعد ان تأنقت لاجله.
فتح سليم لها باب السيارة واشار لها لتصعدها فنظرت له ثم دلفت الي السياره وتبعها سليم جلس بجانبها ولم ينطق بكلمة واحده .
وبعد ساعة تقريبا توقفت السياره ونزل سليم ومد يده ينزلها وما ان نزلت حتي رأت عيني قلبه دمعة عينها الهاربه فخفضت عيناها عنه وتخطته كي لا يرها فاوقفها و بدون مقدمات حملها بين ذراعيه وسار بها لتتعلق عيناها بعينيه العاشقه لينزلها في مكان معتم ما ان اصدر صفيرا باصابعه حتي اضاءت الانوار وتساقطت الورود الحمراء فوقهما واحتضنها سليم جاذبا اياها اليه اكثر قائلا: أسف علي اللي عملته بس ما بحبش حد يشوف جمالك غيري.
نظرت له : لازم هيشوفوني مش هتقدر تخبيني منهم.
سليم : لا اقدر اخبيكي.
لفت يداها حول عنقه :هتخبيني فين؟
قبل سليم ارنبة انفها ثم اسند جبهته علي جبهتها قائلا بهيام : في قلبي.
وما هي الا لحظات و بدات احدي الاغاني الفرنسيه الرومانسيه تدوي في ارجاء المكان ، ازال دبوس شعرها فانسدل علي ظهرها ، و ضمها اكثر اليه ورقص معها علي تلك النغمات الهادئه ، ثم بعد لحظات سالته .
ليل بهدوء: سليم .
همهم سليم وهو مغمض العينين: ها
ليل : ايه اللي بينك وبين كريستي؟
فتح سليم عيناه مصدوما من سؤالها .
سليم: حبيبتي انا ماصدقت انك في حضن ولو حدنا ممكن مانتكلمش في اي حاجه دلوقت.
ليل : ماشي ، بس هتحكي لي بعدين.
سليم : حاضر .
__
نهاية الفصل
يتبع .