دموع وقحة

EmanAhmed`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-12ضع على الرف
  • 24.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

ظل خبر زفاف الدكتور العالمى سليم الصخرى علي ابنة الدكتور الراحل مدحت المنشاوى متصدر عناوين الصحف المحلية والعالمية ، فقد كان حديث الساعه .
ليس زفافهم فقط بل اخذت الصحافة تلاحقهم حتي في باريس ، فقد اخذ سليم ليل إلى باريس ل يقضيان شهر العسل هناك .
كان يجلس في شرفة جناحه الفندقي يشاهد الغروب الساحر في عينا حبيبته .
سليم : بحبك اووي يا ليلى .

ابتسمت ليل وقالت برقه : je t'aime salim.
ضحك سليم قائلا : لا لا دا انتي بقيت فرنسيه خلاص.

ليل : ههههه ، ده بفضل استاذي الجميل .
غمز سليم لها مشاكسا: انا بتعاكس وانا مش حاسس ولا ايه.

ليل : هههه ايوه عندك مانع.

سليم : لا يا باشا انا اسف ، يارب انت عليها .
ليل مدعية الحزن : لا والله ؟
اجابه ببتحدى  : اه والله.

وكزته ليل في صدره بخفة: رخم جدا علي فكره .
وضع سليم يده علي صدره متألما ، فانتفضت ليل خائفة عليه من ان تكون قد تأثر جرحه القديم الذي سببته رصاصة من أحد أعدائه كانت على وشك أن تودى بحياته حقا لو لا مسيرة الله ، لذلك تلهفت عليها ليل خوفا من وكزتها : سليم انت كويس؟

ابتسم بحب عندما رأي لهفتها عليه : بتحبيني ليه يا ليل مع اني اذيتك؟

جلست ليل علي مقعدها مرة اخري و نظرت الي الهاويه ثم قالت : مش عارفه بس عارف انا بحس احيانا انك تايه ومحتاجني جنبك ، بحس انى امك .
التقط سليم يدها وطبع قبلة طويله داخل كفها ثم اطبق يدها قائلا : الطريقه دي معناها انك ملكتينى ، اوعديني ماتبعديش عني مهما حصل يا ليلي .
ابتسمت ليل بغرام قائلة: وعد مش هبعد عنك ابدا ، ممكن اطلب منك طلب.

سليم بحب : طلب ! انتى تؤمرينى  يا قلبي.

التقطت ليل الجريده واعطتها اياه قائلة: منزلين صورتنا لما كنا في المطعم امبارح ممكن تقرأ لي كاتبين ايه؟

سليم : حاضر . بصي يا ستي  ( قرا مراد العنوان واخذ يضحك كثيرا) .
اندهشت ليل و سألته مستفهمة : مكتوب ايه بيضحكك كدا ؟
حاول سليم السيطره علي هسترية الضحك التي هاجمته فجأة : مكتوب الدكتور سليم يخفى ابتسامته الساحره عن الجميع ويؤثر بها زوجته الجميله.

ابتسمت ليل وقالت : مش فاهمه يقصدوا ايه؟

سليم : يقصدوا انهم اول مره يشوفني بضحك .. كنت طول الوقت جد و عصبي (تنهد بهدوء واكمل قائلا) لحد ما دخلتي حياتي ورجعتي لي ضحكتي اللي اتسرقت مني.

مسحت علي وجنته برقه بالغه وقالت له: انت حبيب روحي يا سليم ، انا عوزاك تفتح لي قلبك وتقولي مين اللي غيرت حياتك للاسوء كدا وعقدتك.

تجهم سليم وقال: حبيبتي بلاش نتكلم في الموضوع دا دلوقت .
لم تضغط ليل عليه بل ابتسمت: حاضر قولي بقي هتوديني فين النهارده ؟
ابتسم سليم بشغف : اجمل مكان في باريس .

ليل بفرح: ربنا يخليك ليا يا سليم .
سليم براحه و سعاده : ويخليكي ليا يا قلب سليم ،  يلا يا حبيبتي جهز نفسك لحد ما اكلم مازن اطمن عليه واخلي مي تكلمك عارف انك قلقانه عليها.

لمعت عيني ليل وطبعة قبلة رقيقه علي وجنته ثم نظرت الي عينيه : انت اجمل نعمه يا سليم ربنا رزقني بيها .

دق قلب سليم فرحا و واحتضنها بقوة حتي تشابكت روحهما معا ودار بها لتعلوي ضحكاتها وهي تقول : مجنووون.
* *
في احدي الاجنحه الفندقيه ذات الطراز الروماني الكلاسيكي كانت نادين تشاكس وليد اثناء نومه .
وقفت بجانب السرير تنادي برقه: وليد ، حبيبي .

ولكنها لم تلقي منه ردا فضربت الارض بقدمها بطريقة طفوليه وقالت: وليد قوم يلا عاوزه اخرج .

وليد والنعاس يغلبه : حبيبتي ، سبيني انام شويه.

نادين بعند: لا قوم يلا.

وضع وليد الوساده علي راسه وقال: سبيني لسه ماحلمتش.

نادين باندهاش و انزعاج منه: لسه ماحلمتش ايه ؟ ( رفعت الوساده عنه) وليد قوم بجد مخنوقه وعاوزه اغير جو.

جذب وليد الوساده من يدها واعادها علي راسه : هنخرج بكره.

نادين بهمس: بكره؟  بكره ايه ، انا عاوزه النهارده ، انا عارفه هصحيك ازاي.

نهضت واتجهت الي الغرفه الملحقه بالجناج وفتحت الثلاجه ولكن اغلقتها عندما وجدت ثلج مع الطعام الذي احضر لهما . التقطت منه قطعتين ، واخذت تنقلهما بين يديها حتي وصلت الي وليد ووضعتها في ظهره ، وفرت هاربه.

انتفض وليد يقفز علي السرير ينفض ثيابه حتي اخرج الثلج من ظهره واتجه نحو نادين متوعدا لها .
وقفت نادين خائفة لا تعلم اين تختبئ ..

صرخ وليد: مش هسيبك يا نادين ، مش هسيبك.

رأته يتجه نحوها فدلفت الي الحمام وهي تصرخ : ااااه.

لم تتمكن من اغلاق الباب فقد كان قد تملك منها وقفت في نهاية المرحاض ترتعد منه : وليد اهدي ، بس و هقولك انا .

وليد: تعالي نتفاهم بره احسن.

نادين: لا.

وليد: نادين ماتضطرنيش اعمل حاجه مش هتعجبك.

نادين: مش جايه ، (والتقطت رشاش الاستحمام وغرقته بالمياه )

اخذ وليد يقترب منها رافعا يديه ليحمي عينيه من المياه ويتمكن من رؤيتها وقال بعصبيه: ناد..نادين.اقفلي الزفت دا.

نادين: لااا.

انقض عليها فجاة واخذه من يدها عنوة واغرقها به واخذت تصرخ وتقفز امامه وتدير وجهها يمينا ويسار وشعرها المبتل يدور حولها حتي لامس وجنته بلطف فاغلق المياه واقترب منها اكثر منزلا خصلات شعرها المتشابكه بلحيته الخفيفه وقال بهيام: تعرفي انك حلوه اووي وشعرك مبلول كدا.

احمرت وجنتيها خجلا من مغازلته لها، مما جعله يبتسم ويضمها اليه هامسا بكلمات الحب في اذنها تلك الكلمات التي تدغدغ اوصال كل امرآة عندما تسمعها من زوجها.
بعد ساعة تقريبا جلس وليد علي السرير يجفف اذنه من الماء فوجد هاتفه يرن بنغمة الماسنجر فالتقط هاتفه ووجده سليم صديق و اخو زوجته .
وليد: دكتور سليم اللي اخباره وصله لنا حتي في روما.

سليم : هههه طبعا يا ابني هو انا قليل ،اخباركم ايه؟

وليد: اختك المجنونه لسه رشاني بالمايه ومصحياني بالتلج .

مراد: ههههه تستاهل.

وليد: انت فرحان فيا . انا شكلي ادبست في الجوازه دي.

مراد : لا والله ، طيب خلاص احنا فيها رجع لي اختي.

عندما هم وليد بالرد عليه تحجرت الكلمات و ظل ينظر الي معشوقته الجميله بفستانها الارجواني الاخذ .

وقال: ارجع مين دا في احلامك.

نهض واتجه اليها محاوطا خصرها بيده قائلا ل سليم : دي خلاص بقت ملكتي انا .. سلام يا سليم دلوقتى .
اغلق وليد والقي بالهاتف علي السرير وقال لها : انت عاوزاني اتسجن صح.

نادين بلهفه: لا ليه بتقول كدا؟

وليد: اصل الجمال دا لو رجل غيري شافه هقتله وادخل فيه السجن.

ابتسمت نادين وقالت: بعيد الشر عنك يا حبيبي ، ربنا يخليك ليا .

وليد: الله اجمل دعوه سمعتها .

لفت نادين يدها حول رقبته وقالت: طيب يلا يا حبيبي كمل لبسك هنتاخر كدا.
وليد: هاااا حاضر.

* *

علي شاطئ احدي جزر الملديف.
كان يقضي مازن امتع لحظات حبه ل مى بعد ان صدق مقولة 'القلب يحب مرة ليس مرتين'.

فقد كانت اميرة قلبه منذ اللحظه التي قابلها فيها في حفل زفاف صديقه  و ذاب هائما في ملامح وجهها الهادئه.
ولكن القلب يمر ببعض الغفلات قد يعمي عن الحب الحقيقي و يوهم بالحب الزائف.
اخذ ينظر الي حبيبتها النائمة ويتلمس وجنتها قائلا : من النهارده هعوضك عن كل حاجه وحشه شفتيها في حياتك ، هوريك الدنيا كلها .
توقف عندما راها تتململ و وابتسم عندما فتحت عيناها قائلا: صباح الجمال علي عيون فرحة قلبي.

ثم قبل جبهتها برقة ، فابتسمت مي بروح هائمة في بحر حب زوجها لها و دفنت وجهها الخجل في صدره فضمها اليه واخذ يداعب خصلات شعرها قائلا: مي .

مي : نعم.

مازن: بتحبيني من امتي؟

مي : ومين قالك اني بحبك اصلا؟

رفع مازن احدي حاجبيه باندهاش: مش بتحبيني ؟

مي : لا مش بحبك ، ويلا علشان تعلمني العوم.

نهضت ودلفت الي الحمام و جهزت نفسها و ارتدت بنطالا واسعا قليلا و تيشرت روز فضفاضا وحجابها و وقفت امامه : انا جاهزه.

مازن: مي ما بلاش انتي مش بتعرفي تعومي و ممكن تغرقي.

مي : لو غرقت انت معايا هتنقذني.

مازن : انتي مصممه.؟

مي: ايوا مصممه.

مازن مداعبا: مصممة ازياء ، هههههه.

نظرت له بطرف عينها: اول مره اشوف ظابط رخم .

انقض عليها قائلا : طيب خافي من الظابط دا بقي اصله في الجد بيتحول.

مي بمزاح: بتحول قرد ، ههههه.

قالت كلمتها و فرت هاربه من امامه وازالت الستائر و وفتحت زجاج الشرفه وجرت نحو الشاطئ ودون ان تنتبه تعثرت وسقطت علي الارض فانتفض قلب مازن و اسرع اليها مزعورا .
* *
في المساء في باريس .
بعد ان انهي مراد مكالمته مع وليد حاول الاتصال بمازن ولكنه لم يتمكن من والوصل اليه فتواصل مع الفندق المقيم فيه فعلم انه علي الشاطئ فترك رسالة له واغلق .
وبينما يلهوي في هاتفه ليضيع الوقت حتي تجهز ليل .
خطر علي باله انه حان الوقت ليخبر ليل بخطيبته الشيطانه السابقه ويحكي لها عن تلك الليله بكل مساويئها .
متمنيا ان تفهمه .
اتت ليل من خلفه وضعة يدها علي كتفه ليبتسم ويستدر لها : حبيبتي جهزتي؟

ليل : ايوه .

نظر مراد الي ثيابها الفضفاضه وابتسم دون ان يعلق ولف ذراعه حول كتفها وقال: يلا يا حبيبتي.

خرجت ليل معه متشوقة لرؤية المفاجأة التي جهزها مراد لها. سعيدة بزوجها الجميل بعد ان تغير .
* *

في مصر في احدي محلات الاثاث كان خالد يشارك ميرا في اختيار اثاث شقتهم فقد اقترب موعد زفافهما .
رات ميرا: غرفة نوم ملكيه تشبه غرف الاميرات سالت علي ثمنها فوجدتها باهظة الثمن فخجلت ان تطلبها من خالد وهي تعلم انه علي وشك الذهاب الي البطوله ويحتاج الي المال معه .
لاحظ خالد انجذابها الي تلك الغرفه ولكنه لم يعلق وانتظرها تخبره برايها.

خالد: حبيبتي عجبتك؟

ميرا: لا مش عجباني ، خلينا نشوف غيرها.

اندهش خالد من ردها فقد راي لمعة عيناها عندما رات تلك الغرفه ، فعرف ما تفكر فيه وابتسم .
راته ميرا: بتضحك علي ايه؟

خالد:بضحك عليكي.

ميرا : انا؟ طيب ليه؟

حرك خالد كتفيه قائلا بطريقة مستفزه: مش هقولك.
انزعحت ميرا وعندما همت بالانصراف مسكها من يدها وجذبها اليه محتضنا اياها من ظهرها قائلا: حبيبتي انا عارف ان الاوضه دي عجباكي.

ميرا: لا لا ابدا.

خالد:عينكي بتفضحك لما بتكدبي.

ميرا بحزن: هي عجباني فعلا بس غاليه جداا.

ابتسم خالد وادارها اليه ليصبح وجهها مقابلا لوجهه وقال : ولو بكنوز الدنيا كلها ماتغلاش علي حبيبة روحي.

ادمعت عيني ميرا وقفزت تعانقه قائلة : بموت فيك يا خالد.

ابتسم خالد: وانا كمان يا حياة قلبي.

* *

في باريس خصيصا امام اشهر ابراج العالم برج ايفيل.
كان مراد قد ترجل من سيارته مساعدا ليلي في النزول فقد كانت معصوبة العينين.
اخذها وسار بها الي احدي المناطق المنعزلة قليلا عن الناس واوقفها امامه مباشرة داخل قلب جهز من الورود الحمراء لتلك اللحظه الرومانسيه وكالعاده اعين الصحافة ترصدهم.
ليل : حبيبي عنيا وجعتني ، انا فين ؟
مراد : خلاص ثواني وهتعرفي ، استني اشيل البتاعه دي عن عنيكي.

فك مراد عصابة عينها واحتضنها من ظهرها، و ما ان فتحت عيناها حتي وجدت نفسها تقف اسفل مبني عملاقا مظلما امامها اخذت تنظر مندهشة ثم سالته: حبيبي ايه دا؟

مراد: اصبري ، وبصي عليه.

كان ينتظر تلك اللحظه الساحره التي تضاء فيها انوار برج العشاق.
وما انا اضاءت انواره حتي أضيئت الزهور الحمراء حولهما و قلب ليل يرقص فرحا مما تراه .
مراد: بعشقك يا ليل .
استدارت ليل له تبكي من فرط سعادتها ولم تجد ما تقوله بل عانقته عناقا قويا لتلتقط لهم اعين الصحافه اكثر صورة رومانسية علي الاطلاق .. لتتصدر عدد الغد في عنوان جديد .
* *
نهاية الفصل.
رايكم وتفاعلكم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي