الفصل الثالث

في نهاية العشاء الرومانسي بين الزوجين العاشقين .
اخرج سليم اوراق من جيب جاكيته واعطاها لليل وما ان فتحتها وقرأت ما فيها حتي نظرت اليه وقالت باندهاش: ايه ده؟

سليم : أوراق نقل ملكيه.

ليل : ملكية ايه؟ انا مش فاهمه حاجه.

مسك سليم يدها ورفعها ليطبع قبلة رقيقه علي ظهر يدها قائلا : حبيبتي دي اوراق نقل ملكية شركة الادويه ليكى انتى و لوحدك .

ليل بحيرة : شركة ادويه ليا انا .

سليم : حبيبتي من غير حيره والدي و والدك كان في بنهم شراكه في المستشفي وفي شركة الادويه وحتي الارض اللي بنوا عليها الفيلتين اللى اهالينا عايشين فيهم و انا نقلت ملكية نص الشركه من اسمي لاسمك والشركه حاليا كله ملكك.

ليل : بس انا مش عاوزه حاجه ، انا اسفه مش هقبل الملكيه دي.

سليم بهدوء : حياتي الشركه اصلا نصها باسمك والنص التاني ليا وانا اتنازلت ليك عنه.

ليل بتوتر: بس انا.

قاطعها سليم :  انتى مراتى ، وانا  و انتى واحد ودي هدية جوزنا وارجوكي بلاش ترفضي.

تنهدت ليل وقالت بخوف: سليم انا مابفهمش حاجه في الشركات والكلام دا خالص.

سليم بابتسامة ساحره : حياتي ماتقلقيش الشركه ليها مديرين بيدروها ومش محتاجه منك تتعبي نفسك.
ثم نهض مقتربا منها جاذبا اياها من يدها لتقف امامه فيضع يده علي بطنها قائلا: كل اللي عاوزه منك بنوته قمر شبهك.

ابتسمت ليل وقالت: بس انا عاوزه ولد جميل زيك.

سليم بعند : بس انا عاوزها بنت وتكون شبهك.

ليل بعند ايضا: بس انا عاوزه ولد ويكون شبهك انت.

سليم : لا بنت.

ليل: لا ولد.

سليم: بنت.

ليل: ولد.

سليم :ليييل.

ليل : سلييييم .

وبعد مشاحنات قويه انفجر الاثنان ضحكا علي حالتهما حتي ادمعت عيناهما من كثرة الضحك ،  وبعد ان هدأت نوبة ضحكهما.
احتضن سليم  ليل بقوة وحنان: ولد ولا بنت كل اللي يجيبه ربنا كويس اهم حاجه انتي معايا وبخير دي اهم حاجه عندي.

ليل : حبيبي ربنا يخليك ليا يا سليم .

سليم : ويخليكي ليا يا قلب سليم .

ـــ

اما في الجزر الاسيويه الساحره.
رفض مازن ان يدرب مي علي العوم خوفا عليها ، فتلك الجزر متواجدة في المحيط الهندي منفصلة عن القاره الاسيويه ، وخشي ان يصيبها مكروه فوعدها ان يعلمها بعد عودتهم الي القاهره.
مي:  طيب ليه جينا هنا كن روحنا اي مكان تاني؟

مازن بغرام: جينا علشان اخطفك من الدنيا كلها وتكوني معايا انا وبس.

خفق قلب مى واخذت تسعل ، فانتفض مازن و بلهفة: حياتي مالك ، اجبلك تشربي.

هزت رأسها بالايجاب فاندفع قائلا: استني.

نهض واحضر لها كوب ماء واشربها اياه حتي هدأت و اختفي السعال ليحل محله قرموزية وجهها الخجل .
مي : ممكن نخرج.

مازن: طيب افهم الاول ليه الكرز اللي ظهر فجأه دا؟

وضعت مي يدها علي وجهها تتحسسه : ها لا كويسه اهوه.

اقترب منها مازن : متأكده؟

مي بتوتر: اه (ثم دفعته بعيدا عنها)  لحظه انا نسيت اسالك انت روحت فين امبارح؟ ومين البنات اللي كانت قاعده معاك؟

ابتسم مازن والقي بنفسه علي السرير وضعا ذراعيه اسفل رأسه مطلقا صفيرا عاليا ليغيظها .
اقتربت منه في غيظ وجلست علي طرف السرير وقالت: بطل تصفر كدا وقولي مين دول بدل ما.
لم يكمل فقد انقض عليها مازن فجأة مشاكسا: بدل ما ايه ؟ قولي.

شردت مي في ملامحه الرجوليه كانها لاول مره تره عن قرب هكذا : ها.

ابتسم مازن ولمس ارنبة انفها باصبعه لتستفق من احلامها نظرت لعينيه فقال: بحبك.

ثم ابتعد عنها وجذبها من يدها الي خارج الغرفه قائلا : تعالي معايا.

مي باستفهام:علي فين؟

مازن بحب : هوريك اجمل مكان في الدنيا كلها.

بعد مرور ساعة تقريبا كانت مي تقف امام طائرة هيلكوبتر .
ممسكة بذراع مازن خائفة ، كانت صوت مروحة الطائره عاليا فاضطر مازن الي الصراخ لتسمعه: حبيبتي ماينفعش تخافي وانا معاكي.

اختبأت خلف ظهره وقالت:لا انا خايفه.

استدار لها مازن واخذها في حضنه ليطمئنها سائلا: حياتي انتي بتثقي فيا؟

مي : ايوه.

مازن : مش سامع.

مي بصوت عالي ليسمعها: ايوه بثق فيك.

ادخل مازن اصابعه بين اصابعها طابعا قبلة هائة علي وجنتها : وانا جنبك ماتخفيش من اي حاجه ابدا.

لمعت عيني مي ولفت ذراعها الحر حول رقبته تعانقه بقوه حتي تشابكت روحهما ايضا فهمس لها مازن في اذنها: يلا؟

هزت راسها بالايحاب فابتعد عنها ولكنه لم يترك يدها اخذها وفتح لها الباب فدخلت و لحق بها، وبعد دقائق كانت الهيلكوبتر تقلع و مي مغمضة العين متشبثة بثياب مازن خائفة.
ابتسم مازن ثم تاكد من احكام ربطها لحزام الامان وبعد ان استقرت حركة الطائرة .
مازن: حبيبتي افتح عنيكي بقي.

مي: لا لا.

نظر الي اسفل فرأي الشاطئ فابتسم وقال مغيظا اياها:ايه البنات الجميله دي انا راي ننزل هنا احسن.

فتحت مي عيناها و وكزته في صدره : ننزل فين خلينا في الهوا كدا احسن.

ضحك مازن مقهقها: ليه بس دول بنات بجد . ههههه .حتي بصي.

تغلبت علي خوفها ونظرت من النافذه جوارها فوجدتهم يحلقون فوق بحيرة ساحره تاخذ شكل القلب .
اتسعت حدقتا عيناها من جمالها فهي اول مره تري بحيرة بهذا الجمال.
اخذت تشاهد جمال تلك الجزر من فوق وهي لا تصدق عيناها ، نظرت الي مازن وبغرام: انا بحبك.

مازن: وانا كمان يا حبيبة روحي ، عجبتك المفاجأه.

ميسون بفرح: جدا ، دي جنه.

مازن: انتي الجنه بجمالها.

ــــ

في نيويورك.
في احدي الملاهي الليليه كان يجلس ذلك الوغد المدعو خالد صديق سليم  قديما.
كان يلهو وسط النساء ولم ينتبه الي هاتفه الذي يرن من زمن ، فقد كان معمي علي عقله .

خالد(الوغد) وهو يلهو مع احدي فتايات الليل قائلا: لم اكن اعلم انك بهذا الجمال فلتقتربي مني اكثر عزيزتي.

تلك الفتاه: ماذا تعمل ايها الوسيم.

ابتسم ابتسامة جانبية: اعمل طبيبا جراحا.

الفتاه: اوووه نو ، وما اسمك؟

ابتسم ابتسامة جانبية واظلمت عيناه ليخطر بباله سليم صديقه القديم.
في تلك اللحظه دلفت ميار الي الملهي الليلي ومعها احد الحراس الشخصيين.
واضعة الهاتف علي أذنها تحادث ساره (خطيبة سليم السابقه و شقيقة خالد )

ساره :وصلتي ؟

ميار وهي تبحث بعيناها عنه: ايوه وصلت بس لسه ماشفتوش.

ساره بضيق: اتصرفي يا ميار تجبيه لي النهارده .

دققت ميار عينها لتتاكد من انه هو : خلاص لقيته نص ساعه وهنكون عندك.

ساره : اوك

اغلقت معها والتقطت الجريده التي تعلن عن قصة حب الدكتور العالمي سليم الصخرى  لزوجته ، وهي تحترق من الداخل: مش هسيبك تتهني يا سليم بيه ، اصبر عليا ، هنتقابل قريب جدا.

عودة مره اخري للملهي الليلي .
الفتاه:اين شردت؟ أنسيت اسمك؟

لوي خالد شفتيه بابتسامة ماكره: هههه اسمي سليم الصخرى .
    الفتاه : وااو انا اذكر هذا الاسم ألست انت الدكتور الذي تتناول الصحف اخباره في تلك الاونه ، كم انت مشهور.

ابتسم خالد وقبل ان يرد كانت ميار تجذبه من يده الي الخارج ومعها ذلك الحارس يسنده للخروج.
واخذته معها في السياره واتجهت الي بيته لتجتمع الشياطين ويتأمروا علي سليم و يخططون ل تدميره ، و سلبه أملاكه .
ـــ

في الساعه الثامنه ليلا في القاهره .
كان تيم يجلس في الحديقه امام حاسوبه ينهي بعض الامور المتعلقه بعمله.
وفجأة سمع صوتا نعوميا يقطع ذلك الصمت الجالس فيه ، نظر خلفه ليتبين من تلك النعوميه التي يصدر منها ذلك الصوت الرقيق.

ميرنا: حضرتك باشمهندس تيم؟

وضع تيم حاسوبه جانبا ونهض يخاطبها : yes me ، خير؟

ميرنا باندهاش من عجرفته الزائده: انا ميرنا صاحبة مي اعتقد اتقابلنا قيل كدا في بيت مي لما.
تيم بلامبالاه عكس سجيته : مش فاكر ، مي لسه مارجعتش من السفر هترجع اخر الاسبوع.

قال كلمته ثم عاد وجلس مكانه يباشر ما كان يفعله ، شعرت ميرنا بالاهانة الشديده و نسيت سبب مجيئها ورحلت باكية .

تيم: مش عارف بنات مصر جمال بس مأهملين في استايلهم وشكلهم ليه؟ خلينا ارجع لشغلي أحسن.

وصله هاتف من مدير العلاقات العامه يخبره بان احد مديري الشركة القائم علي انشائها معترض علي تصميمه .
تيم: what ؟ و هو يفهم ايه في التصميم دا علشان يعترض علي شغلي.

الموظف: طلب يشوف حضرتك علشان التعديل وحدد معاد في مقر الشركه القديم الساعه 8 الصبح.

تيم: No way انا اصحي في التوقيت دا ازاي ، واصحي بدري علشان حضرته يعملي تعديل علي تصميم بروفشنل ، دا اكيد مش عارف انا مين.

الموظف: الغي المعاد و .
تيم: No ،أكد المعاد وانا هتصرف .
الموظف: حاضر يا باشمهندس.

اغلق تيم وهو مغتاظ من ذلك المدير فلاول مره يعترض احد علي تصميماته ، فتح تصميم البناء واخذ يفحصه و يصمم اكثر من بديل ويجمع كل الشركات الاجنبيه التي قام علي تصميم هيكل بنائها ، ليريه انجازاته في مجال عمله ويتباهي بها امامه ، حتي يعلمه مع من يعمل ، ثم قرر ان ينم باكرا ولاول مره منذ عودته الي مصر .

ـــ

اما في روما .
فكان وليد يسير في شوارع روما مع حبيبته المجنونه .
محاولا سرقت العديد من اللحظات السعيده فهو لا يريد ان تنتهي تلك الايام الجميله وقد اوشكا علي العوده الي القاهره .
جلسا علي احدي الكافيهات ليشربوا قهوة ليطل سهرهم ولا تغفوا عيناهم عن تلك السعاده .
فضحك وليد عندما تذكر موقف القهوه : مش عارف كنت بسكت لك ليه؟

نادين: هههه ، تسكت لي علي ايه؟

وليد: عمله فيه ملاك ، نسيتي القهوه اللي حطيتي لي فيها ملح بدل السكر.

نادين بفيظ: مش دي نفسها اللي وقعتها عليا وحرقتني.

ارتشف وليد رشفة من فنجانه مغيرا الموضوع : الله الكافيه دا بيعمل قهوة تجنن.

نادين : وليد .

وليد باستسلام: ماكنش قصدي ، كنت عاوز اخوفك بس ، ماكنتش عاوزها تقع عليكي ، ولما لقيتها وقعت عليك وهي سخنه مت من رعبي عليكي.

نظرت الي عينيه وقالت : للدرجه دي خفت عليا.

    وليد: كنت هموت من خوفي انتي روحي يا نادين اللي كنت بهرب منها ومفكرها من غبائي شبح.

نادين: عذبتني معاك، عارف انا عيط قد ايه ، كنت بعيط لوحدي وانت ولا بتحس.
جذبها وليد الي حضنه معتذرا لها عن معاملته السيئه معها: انا اسف حبيبتي ، اسف مش هعذبك معايا تاني ابدا خلاص .
ابتعد قليلا عنها ووقف في منتصف الشارع ونزل علي احدي ركبتيه مخرجا علبة سوداء من جيبه : ممكن تقبلي مني الهديه دي كاعتذار.

اقتربت منه نادين وهزت راسها بالايجاب والتقطتها منه وما ان فتحتها حتي وجدتها قلادة ذات قالب صغير لونه احمر قرمزي ياخذ شكل القلب .
نظرت اليه باعين يملاها الفرح : بحبك.

نهض والتقط منها القلادة ورفعها قليل امام الضوء ليظهر اسمه محفورا داخلها طارت نادين فرحا وعانقته بقوة فصفق لهم الجميع فهمس لها وليد : قلبي ملكك دلوقتي حافظي عليه.

خطفتها من يده وقبلتها ثم طلبت منه ان يلبسه اياها قائلة : هفضل محافظه عليه طول العمر .
ـــ
نهايه الفصل .
يتبع .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي