الفصل الرابع

بعد مرور اسبوع.
في الحديقه المشتركة بين فيلا الشناوي وفيلا الصخرى .
كان تيم يتفقد حساب احدهم محاولا معرفة جميع المعلومات التي تخصه وبعد فترة اعاد ظهره للخلف ممسكا راسه منزعجا: يالله . مش عارف اوصل لحاجه.
طب اعمل ايه مين هيساعدني.

اخذ يفكر قليلا ثم ابتسم فجأة : بس مافيش حد غيره يقدر يساعدني.

اغلق حاسوبه ووضعه جانبا وانطلق نحو فيلا الصخرى ، دلف اليها .
فوجدها هادئة وعندما هم بالرحيل وجد سمر.
سمربابتسامه: صباح الخير تيم بيه.

تيم: Good morning ، مستر مازن لسه نايم؟

سمر:ايوه .

ضرب قبضة يده اليمني في كفه الايسر:طيب هيصحي امتي؟

سمر: المفروض ان الهانم هتصحي دلوقت وبعدها البهوات بيصحوا علشان الشغل.

جلس تيم علي الاريكه واضعا قدما علي الاخري: ok انا هستناهم معلش ممكن فنجان قهوة؟

سمر: حاضر ثواني وتكون جاهزه.

في تلك الاثناء كان سليم في غرفته يداعب شعرات جميلته النائمه ، حتي شعرت به وفتحت عيناها وابتسمت له بعذوبة فذاب قلبه اكثر فيها.
طبع قبلة رقيقة علي رأسها مستنشقا عبير شعرها مليئا رئتيه به نهضت ليل معتدلة في جلستها وانزعجت عندما رأته يقف امام المرأه مرتديا بذلته الانيقه يهندم شعره الاسود .
ليل : انت رايح المستشفي النهارده؟

سليم : ايوه يا حبيبتي ، عندي عملية النهارده.

وقفت امامه: سليم انا وافقت انك ترجع لشغلك لاني عارفه اد ايه انت بتحبه ، بس مش كل يوم انا خايفه يحصلك حاجه تاني.

احتضنها سليم : ماتخفيش يا حبيبتي. انا هكون كويس طول ما دعواتك ملازماني.

ليل : ربنا يخليك لقلبي وتفضل طول العمر جنبي.

سليم : يارب يا حبيبتي ، يلا اجهزي وانزلي افطري معاهم.

ليل : وانت مش هتفطر؟

سليم : لا معلش يا حبيبي لازم اخلص شوية حاجات قبل العمليه هرجع بدري ماتقلقيش.

ليل بحزن دفين: خلي بالك من نفسك يا قلبي.

سليم : وانتي كمان يا روحي .سلام

ليل : في امان الله يا نبض قلبي.

ابتسم لها سليم وعاد اليها محتضنا اياها مره اخره :انا بقول اخد اجازه اسبوع واقعد معاكي.

ضحكت ليل ودفعته عنها: لا يلا علي شغلك يا دكتور.

سليم : بقي كدا.

ليل :  ايوه كدا ، يلا علشان تلحق عمليتك.

سليم : اوك .

طبع قبلة علي شفتيها وانطلق الي اسفل وما ان نزل حتي راي تيم في وجهه .
تيم بابتسامه : صباح الخير يا سليم .

سليم  : اهلا تيم خير شايفك عندنا الصبح؟

تيم: كنت عاوز مازن في موضوع مهم بس لسه نايم.

سليم : يا اوقاتك الظريفه .
ابتسم تيم:so fine. رايح المستشفي؟

سليم :لا رايح الملاهي،تيحي معايا؟

تيم:ملاهي بدري اووي كدا طب ليه؟

نفذ صبر سليم : ابعد بعيد عني يا تيمو الساعه دي احسنلك.

ضحك تيم: عارفك بتحبني بس في عقلك الباطن.

سليم بغيظ: انا امشي احسن.

خرج سليم وتركه ، فعاد ينتظر مازن حتي استيقظ الجميع وتناول معهم الافطار.
وقبل ان يذهب مازن لعمله اخبره بما يريده منه ثم ذهب الي عمله هو ايضا ، تاركا له مسؤلية البحث.
اما ليلي فلم تتمكن من تناول الفطور بدون حبيبها فقررت ان تذهب وتفطر معه في المستشفي.
ـــ

في شقة وليد الراقيه.
كان قد اعاد تجهيزها لاجل نادين ، وقام بتغير الوان الغرف و استبدل الاثاث باخر علي ذوقها .
جدد جميع الغرف باستثناء تلك الغرفه التي تضم جميع صورها تركها كما هي .
استيقظت نادين من نومها عندما شعرت بصدره الصلب اسفل راسها .
نظرت اليه والي عينيه المغمضتين شعرت في تلك اللحظه بانه صغيرها،ظلت تتامله في هدوء حتي فزعت عندما فتح عيناه فحأة : ايه شكلي حلو؟

نادين: ااااه ، انت مجنون.

نهضت من جانبه خائفة ممسكة بقلبها الذي زادت دقاته بشكل هستيري.

نهض وليد واقترب منها وعندما هم باحتضانها والاعتذار منها ومغازلتها مانعته من فعل ذلك .
نادين: ماتقربش مني يا وليد.

وليد: حبيبتي انا اسف ماكنش قصدي اخضك اوي كدا .

نادين: ماتقصدش ايه انا قلبي كان هيقف فيها.

ما ان سمع وليد ما قالته حتي جذبها اليه عنوة واحتضنها: بعيد الشر عنك يا حبيبي يارب انا مكانك .
وضعت اصبعها علي شفتيه تمنعه من الدعاء علي نفسه ولكن ما ان لمست يداها شفتيه حتي شعرت بشىء رفعت راسها تنظر فوجدت انفه ينزف.
فزعت نادين:حبيبي انت بتنزف.

ابتعد وليد و دلف الي الحمام و غسل انفه بالماء ثم غسل وجهه بالكامل وما ان انتهي من تجفيف وجهه حتي راها تقف في صدمة امامه ويبدو علي وجهها الشحوب من اثر القلق عليه .
حدث وليد نفسه: مش هينفع اقولك علي اي حاجه دلوقتي يا حبيبتي انا خايف عليكي ومش مستعد اخسرك لاي سبب من الاسباب.

اقتربت منه نادين بهدوء: حبيبي انت كويس؟

هز راسه بالايجاب فاكملت :طيب ايه اللي حصل؟

زاغت عيناه في حيرة لا يعلم كيف سيخبرها وهو لم يتاكد بعد ، وقعت عيناه علي يدها اليسري فلم يجد خاتم زواجهما بيدها.

رفع يدها اليه: فين خاتم جوازنا؟

نادين : حطيته في العلبه بتاعته.

وليد بانزعاج: ليه؟

ادارت يدها لتريه كف يدها،نظر فوجد حرقا في اصابع يدها اليسري،تالم قلبه علي طفلته : من ايه الحرق ده ؟

نادين: كنت في المطبخ و كانت الشبكه بتاعة الشوي لسه سخنه وانا مش فاكره فلما شلتها علشان انضفها اتحرقت كدا.

اعتصر قلبه خوفا عليها وخبأها في صدره : ماقولتليش ليه يا حبيبتي؟

نادين: ماكنتش عاوزه اخوفك عليا يا حبيبي والله.

اخذها و وضع مرهم الحروق خاصته عليها و ونادين تنظر الي رقته وحنانه عليها ليزداد عشقها له.
كان يعتذر كالطفل المشاغب من امه كلما انتفضت من تأثير المرهم علي حرقها ، و بعدما انتهي

لم يدعها تجهز الافطار ، تركها ترتاح و جهزه بنفسه واخذ اجازة من المستشفي فهو لم يكن لديه عمليات اليوم.
وجلس بجانب طفلته المجنونه ، يعتني بها ويقضي اليوم كله معها.
ـــ

اما خالد فكان يفكر في تصرفات ميرا الغريبة معه ، تذكر موقف الاتليه عندما.
كانت ميرا تختار فستان زفافها ، ولكن لم يعجبها اي من تلك التصميمات ابدا رغم روعتها ، وعندما هم خالد في مساعدتها.
كان ردها قاسيا حيث قالت ، انا اللي هلبس الفستان يا خالد مش انت فياريت ماتتدخلش في اختياري.

صدم خالد من ردها فقد كانت دائما تشركه في كل ماتختاره ، ما الذي غيرها فجأه هكذا.

لم يكن ذلك اول المواقف بينهما بل تفير ذوقها ايضا في اختيار الصاخب من الالوان. رغم رقتها وعشقها قديما للالوان الهادئه.

لم ينتظر اكثر وقرر الذهاب الي مستشفي الالفي ليقابل د.مراد بعد ان عادت د.ايلا الي تركيا وصعب عليه التواصل معها.
ـــ

في مستشفي العدل التخصصى .
وصل سليم الي المستشفي و دلف فورا الي مكتبه واخذ يتابع سير العمل في المستشفي علي حاسوبه وبعد ساعة تقريبا سمع طرقا علي الباب.

سليم : ادخل.

فتح الباب لتظهر فتاة ترتدي بنطالا وسترة سوداء واسفلها قميصا قرموزيا وحذاء قرموزي اللون ذو كعب عال وشعرها بنيا مشددا لاعلي،ممسكة بملف في يدها علي وجهها ابتسامة هادئه تسير بثقة باتجاهه..
صافحته:صباح الخير د.سليم ، انا د.لورا.

صافحها سليم بابتسام: صباح النور ، اهلا. اتفضلي
اشار اليها لتجلس وبدا بالتحدث معها بعد ان استلم ملف التعريف الشخصي خاصتها ، اخذ يفر فيه معجبا بنجاحها في عملها.
واثناء حديثهما دلفت ليلي دون ان تطرق الباب     

    معتقدة انه بمفرده.
ليل : اسفه كنت مفكره انك لوحدك.

سليم : حبيبتي استني انا خلصت خلاص .

دلفت ليل و جلست ثم احست بغيرة تنهش قلبها عندما رأت حبيبها يبتسم لتلك الفتاه.
اخذت تنظر اليه والي اهتمامه بتلك الفتاه واكتفت بالصمت حتي خرجت و بقيت معه بمفردها

ابتسم سليم وجلس بجوارها قائلا بحب : ايه يا حبيبي لحقت اوحشك ، بصراحه انتي وحشتيني.

ليل بعدم اهتمام لما قاله : دي دكتوره جديده.؟

سليم : ايوه ، بقولك وحشتيني.

ليل بغيره : اه ، واسمها ايه؟

سليم بجديه: في ايه يا ليل ، مركزه معاها اووي ليه كدا؟

ليل : اسمها ايه يا سليم ؟

نهض سليم منزعجا منها قائلا بغضب: اسمها لورا ، ارتاحتي كدا.

ثم وضع يده في جيب بنطاله مواليا ظهره لها يفور غضبا منها ، ومن غيرتها الزائده.

تحشرجت الكلمات في حلقها وقالت بقهر : بتزعق لي علشان بحبك و بغير عليك ،  انا اسفه يا دكتور.

وعندما همت بالرحيل ادرك خطأه واستوقفها ممسكا اياها من كتفيها معتذرا: ليلي حبيبتي انا اسف ماكنتش اقصد اعلي صوتي او ازعق لك.

ابعدت يداه بعيدا عنها وخرجت باكية لتستقل الاسانسير بسرعة .
الذي ما ان دلفت اليه حتي استندت علي احدي جوانبه تبكي من فظاظت حبيبها معها.
مسح سليم  وجهه و زفر بغضب ثم ضرب حاسوبه بيده ليسقط علي الارض و يصبح حطاما وتجرح يده ، ويظل يزمجر في غضب ، حتي رن هاتفه فاخرجه من جيبه و رد .
-  دكتور سليم مدام ليل زوجة حضرتك محبوسه في الاسانسير .

جحظت عيناه فور سماع اسمها وانتفض قلبه فزعا عليها : بتقول ليل.
جري مسرعا ليلحق حبيبته .
وما ان خرج حتي دلفت لورا بسرعة لتؤدي المهمه التي اتت لاجلها ، فهي من قامت بفصل التيار الكهربي عن الاسانسير لتعلق ليلي فيه ويخرج مراد من مكتبه وتتمكن من الحصول علي ماتريده .
اخذت تبحث عن ملف العمليات التي اجريت في الفتره التي كانت تعمل فيها ميار وسالم في المستشفي .
لم تحزن عندما رات الحاسوب محطما فهي تعلم انه يوجد ملف خاص بذلك.
اخذت تبحث حتي وجدته فابتسمت بخبث وعندما همت بترتيب المكتب كما كان قبل دلوفها.
رات مقود الباب يفتح وشعرت باحدهم قادم. فجحظت عيناها رعبا وهرب الدم من عروقها .
ـــ

دلف خالد الي المستشفي ووقف امام الاسانسير يضغط علي الزر ينتظر نزوله.
اما سليم فكان يضرب الباب المعدني بقوة وجنون وينادي عليها
ليل ليل انتي سمعاني.
كان يعلم انها تخشي الظلام كثيرا منذ كانوا صغارا.

اخذ يصرخ في الجميع: انتم وقفين زي الاصنام اتصرفوا حالا.

فر الجميع من امامه يخشون بطشه فلم يعهدوا وان رأوه بتلك الحالة ابدا.
سند راسه علي الباب المعدني واضعا كفي يديه عليه تاركا لدموعه العنان هامسا لذلك الباب : انا السبب انا اللي سبتها تمشي و ما منعتهاش انا السبب.

نزل علي ركبتيه منهارا ملقيا بنظارته بعيدا عنه
كارها نفسه العنيده التي جعلت حبيبته تغادر باكية بسببها

اما ليل فكانت ترتعد خوفا من ذلك الظلام الذي داهمها ، محتضنة حقيبتها مغمضة عيناها بقوه تنادي علي حبيبها : سليم ، سليم ،انت فين؟

جلست في احدي زاويا الاسانسير خائفة ، تبكي تتمني لو كان بجوارها شعرت ببرودة تجتاح جسدها وضعفا يسري في جميع اوصالها لم تقاوم بل تذكرت غضب مراد عليها وارتخ جسدها فجاه لتفقد وعيها .
ــــ
نهاية الفصل
يتبع .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي