الفصل الحادى عشر

الفصل الحادى عشر

دخل أبو يُمنى عليها يلبى طلبها بعدما أبغلته الممرضه بذلك تنهد ودخل عليها بسرعه و بلهفه واضحه أقترب منها و أحتضنها بقوة و هو يربت على راسها بحنان و يسمع بكاءها و نهنهتها العاليه و هى تعتذر منه ببرأه أغمض عينيه ندم على ما بدر منه كيف له ان يقسوا عليها و هى بتلك الهشاشه و الضعف : بابا أرجوك سامحنى أنا أسفه .. أنا أسفه يا بابا أرجوك متكرهنيش انا ....

قاطعها و هو يحتضنها مرة أخرى ويربت على ظهرها : هشش حبيبتى أنا مش زعلان منك أنتى بس قوميلنا بالسلامه

ابتعدت عن والدها و نظرت له بهدوء وبعد ذلك وجهه نظرها للفراغ و لم تنطق بشيء

باليوم التالى أستيقظت يُمنى لتفتح عينيها شئ فشيئا لتجد وكأن شئ يقيد يديها أغمضت عينيها عندما شعرت بأن راسها يؤلمها بقوه حاولت التركيز ومعرفة هوية أين هى لتتذكر ما حدث و لما هى هنا لتسعر وكأن شريط حياتها يعرض أمامها و بالتحديد ما حدث معها منذو سنه ونص ... أصبحت تسمع مقطتفات لأشخاص و مواقف حدثت لها من سنه زات ألم راسها و تنفست قليلا و هى تستسلم لتلك الأصوات . . .

باسل : يمنى انتى يا زفته بقولك طالع أنا و حسام على مطعم فاتح جديد و قلنا نجربه وجاي معاه هناء و خطيبها تعالى معانااة اهو تغيرى جو
. . . .

حسام ببتسامه : ازيك يا يمنى أنا حسام صاحب باسل و دكتور فى الكليه معاكى هنا
. . .
حسام : اللون الجولد حلو عليكى أوى أنا بحبه عليكى
. . . . .

حسام : طول ما أنا فى الاجازه وأنا عمال افكر فيكى بجد انا مكنتش قادر استنى لحد ما أجى عشان اعترفلك أن نفس المشاعر الملغبطه الى حاسه بيها هى هى نفسها انا بحس بيها ... مش لازم يكون مشاعرنا ليها أسم عشان نعترف بيها ساعات الاحساس بيبقى أصدق من كل المسميات
. . . . .
يمنى بغيرة : وحضرتك مبسوط طبعا لما هى تتلزق فيك كدا وبتطلب رقمك بحجه لو مفهمتش حاجه فى المحاضرات
. . . . .
حسام : أنا بحبك أه يا يمنى بس صدقينى مش هعرف أوعدك بأى حاجه لانى مش عارف الحياه مخبيالنا أى
. . . . . .
حسام : الى يقربلك أنا هقطعه بسنانى مفيش عندى زميلى و مش زميلى دى فاهمانى
. . . . .
حسام : يمنى مش هينفع نتقابل النهارده عشان بابا جى النهارده من مصر
. .. . . . . . .
حسام : هو مش انا قلت لك الف مرة يا يمنى الزفت الى أسمه يوسف دا خالص ليه مش بتسمعى كلامى

يمنى : أنا قلت لك ان دا دكتور عندى و أنا كنت بساله على حاجه . . .
. . . . . . . . .
هناء بحزن : أنا اسفه أنى بقولك كدا بس هو فعلا هيتجوز يا يمنى
. . . . . . .
يوسف بحزن : لو أعرف اى الى مدايقك و قالب حالك كدا
. . . . . . . .
ريان بشفقه : متزعليش نفسك يا يمنى فى قصص حب كتير بتبدا و تنتهى ... أعتبريها تجربه و عدت و أتعلمى منها
. . . . . . . . . .
باسل بضحك : بعد بكرا فرح حسام عملها قبلى أبن الذينه
. . . . . . . . . . . . . . . .

فى الشرابيه


هبه بصدمه : وفاء

وفاء بصدمه :هبه

أسر و أمل بنفس الوقت : أنتوا تعرفوا بعض

وفاء : عشان تلم اللي حصل .. أمل يا بنتي متنسيش اني جت عليا فتره كنت عايشه ف الشرابيع ف انا اتعرفت عليها

أما بشك و هدوء : طيب ممكن الف لفه ف الشقه يا بشمندس

أسر : اه اتفضلي

سلمى : لا خليك يا استاذ ادهم انا هلف معاها

أما بصتلها لقت ف عين سلمى بصت تحدي بس تجاهلتها و فضلت تبص ع الحيطان و العفش وده كان هيخلي سلمى هتولع

أسر : واضح ان الشقه جديده هو محدش سكن فيها قبل كده

أسر بهدوء : لا محدش سكن فيها

أمل : ناديه تعالي

ناديه : حاضر و بهمس : بقولك ايه يا أمل انا مش مرتاحه للبت دي بجد

أمل : بصتلها بمعني اسكتي بعدين

سلمى بقرف : ووقفه وحطه ايدها ف وسطها .. دي شقه الاستاذ أسر اللي هيتجوز فيها بس الحوجه بقا هتخليه يأجرها يا حبه عيني

ناديه بلامباله : وي دونت كير (احنا مش مهتمين) صدقيني احنا جايين نأجرها بس مش نسمع قصه حياه الشقه

سلمى كانت هتولع من ناديع و خصوصا أمل و هدوئها و انها بتتجاهلها

أمل بهدوء : تمام انا موافقه عليها يلا يا سالم طلع العقود

أسر : قبل مانمضي العقد .. مش غريبه ان هانم زيك و انك اكيد سيده مجتمع تسكن ف حاره من حواري الشرابيه و تسيب بيت الاكابر

سالم كان هيرد بس أمل شاورتله انه يسكت و هي هتكلم

أمل : لو انت بتقرأ جرايد او متابع السوشيال ميديا اكيد هيبقوا بيكلموا عن أمل الجابر بكره و بستهزاء متقلقش انا مش هربانه و جايه استخبي هنا اكيد

هبه ببتسامه : نورتي البيت يا بنتي يلا اكتبه العقود

أسر بص ل عبه بستغراب بمعنى انك كنتي تحت رفضه ايه اللي خلاكي قبلتي دلوقتي

أمل بهدوء : ها يا بشمهندس موافق نمضي العقد و لا امشي برغم اني انا واثقه اني دماغك فيها مليون سؤال و بثقه بس احنا الاتنين محتاجين حاجه انت محتاج فلوس الشقه و انا محتاجه الشقه فاحنا تقريبا نفس الهدف ها هنمضي و لالا و الاتنين فضلوا يبصوا لبعض نظرات مش مفهومه

أسر اتأكد ان أمل مش سهله نهائي .. ماشي يلا نمضي العقد

أمل ابتسمت ابتسامه انتصار بس من غير مااي حد ياخد باله


بنفس الحارة بالشرابيه
تحدث عز ببتسامه : والله حارتكوا هايله

هتف حمزة بستغراب : مرسيدس قدام بيت ام صلاح يالهوووي هو حصل ايه ف الدنيا

ضحك عز : فكرتني ب h دبور ويندوس ف بيت سيريانوسي .. ده انت فقري والله

حنزه بضحك : اصل دي ام صلاح ياجماعه اللي قاعده لسقطه و اللقطه

: طب بنسبه اني هي قاعده لسقطه و اللقطه فهي اكيد عارفه

_ طب استني اما اديها صوت كده .. ام صلااح

ام صلاح بترحيب : مرحب يا استاذ حمزه و نظرت ل عز واضح النهارده ف ناس ولاد اكابر كتير هو انت يا اخويا تبع الناس اللي فوق

عز و حمزه بصوا لبعض

حمزه بفضول : مين اللي فوق

ام صلاح : عالم اكابر كده و العربيه دي تباعهم عم أحمد بيقول هنبقا جيران .. و معهم بت كده بترتن بالإنجليزي بس بسكوته .. عامله زي بسكوت نواعم و انت بتغرقه ف الشاي بلبن الصبح عارفو يا اخويا و ضحكت بصوت عالي

حمزه و عز بقوا يضحكوا على طريقتها

حمزه : كنت عارف انك عارفه دبت النمله انا هطلع اشوف أسر بقا يلا يا عز

ام صلاح : طبعا يا اخويا الله .. مبقاش ام صلاح بردك .. و بصت ل عز انت حليوه اوووي يا اخويا مش عايز عروسه عندي سماح بنتي فلقه قمر

عز : لا متشكر جدا انا خاطب اصلا
ام صلاح مصمصت شفايفها يا خساره : بس الشرع حلل اربعه عادي

حمزه ضحك : ماخلاص يا ام صلاح خلصنا قالك خاطب يلا يا ابني بدل ماتلاقي نفسك متجوز الاربعه هنا دلوقتي

عز و وهو طالع مع حمزه : ايه يابني الست دي يخربيتها شبه العربيه النقل

حمزه بضحك : انت عارف بنتها اللي عايزه تجوزهلك دي عندها 14 سنه عباره عن عربيه سزوكي صغيره

عز فطس من الضحك يخربيت العيشه اطلع يا ابني كان يوم اسود يوم ماجيت معاك

حمزه بضحك : قولتلك بلاش قولتلي بدي دوق اشرب بقا

عز : يخربيتك مسخره و الله ناديه هتندم عليك .. كفايه ان هيكون معاها راجل فرفوش هيقعد يألش عليها دايما

حمزه ببتسامه : وحيات حبي ليها مهيأس ابدا .. الحب يعني معافره و انا هعافر عشانها

حمزه اول ماوصل لشقه أسر اتصدم

حمزه : ناديه

ناديه : حمزه

عز بستغراب : ايه ده انتوا بتعمله ايه هنا ؟

سالم بعمليه و هدوء : كده الشقه اتأجرت باسمك يا أمل خلاص و بص ل أسر .. الايجار هجبهولك كل اول شهر بنفسي

حمزه بعدم فهم : هو ايه اللي بيحصل بظبط

ناديه بحزن : اتحجر على ممتلكتنا يا حمزه خلاص

عز و حمزه بصدمه : نعم يا نهار ابيض

أمل بصت ل عز : عز انا عايزاك

عز اتلجم : انا

ناديه برفعه حاجب : هو ف حد هنا اسمه عز غيرك اتفضل قدامي

عز بهدوء : احم حاضر

خدته و دخلت بيه البلكونه

أمل بدات تشرحله كلام كتير و عز واقف مصدوم

أمل بجديه : فهمت عايزه ايه دلوقتي

عز بصدمه : انتي متأكده انك عايزه تعملي كده

أمل ب شر : طبعا و جدا كمان و اياك حد يعرف باللي قولتهولك و بتحذير حتي لو ناديه و حمزه مايوصلهمش اي حاجه مفهوم

عز بهدوء : متقلقيش يا أمل انا لا اسمع لا اري لا اتكلم .


باليوم التالى
استيقظت ناديه على صوت أزعاج رجول بائعه الطماطم

(حمرا يا اوطه الكيلو ب ه ج يا اوطه حمرا يا اوطه )

ناديه بتذمر : اوووه شيت شيت بجد .. ايه الاصوات دي هتفت بضيق و عصبيه : داااااده

أتت داده وفاء : ف ايه يا ناديه يا حبيبتي ..

ناديه بضيق : ايه الاصوات دي بجد ؟

وفاء بهدوء : ده واحد بيبيع اوطه عادي جدا هتخدي على الموضوع ده

ناديه بصدمه : نو واي (لايمكن) ده صوته مزعج جدا ياداده ويت (استني) بقا كده و قامت
ناديه فتحت الشباك

وفاء بتعجب : هتعملي ايه

ناديه : اونكل بليز .. اونكل

البياع ببتسامه : ايه يا عروسه عايزه حاجه

ناديه بتعجب : عروسه ! وات ايفر (ايا كان ) ممكن يا اونكل بليز توطي صوتك عشان فى ناس نايمه

داده وفاء : ناديهة اوعي كده .. خلاص يا حج هي مكنش قصدها حاجه عيله وقفلت الشباك

ناديه بصدمه : عيله !

داده وفاء : انتي اتجننتي انتي هنا تسمعي الحاجات دي و انتي ساكته يا ناديه فاهمه

ناديه بنرفزه : دول ازعاج يا داده

دخلت أمل عليهم

أنل باستغراب : ف ايه صوتكوا عالي ليه ؟

ناديه : سمعتي صوتي و مسمعتيش صوت اونكل اللي صوته مزعج ده

أمل بتنهيده : ناديه ممكن تتعاملي عادي مع الناس احنا كلنا واحد و اتقبلي الامر الواقع اللي احنا فيه دلوقتي لحد مانخلص من اللي بيحصل ده

ناديه : يا أمل خلصي اللي بيحصل ده بسرعه بليز

أمل بصتلها و سابتها و مشيت

ناديه بصت ل داده وفاء انا نفسي اعرف هي هاديه كده ازاي .. انا هلبس هدومي و اروح جامعتي و افتكرت حاجه شيت و ضربت ع اورتها

داده وفاء و هى مستغربه حركتها : ف ايه ؟

ناديه : مافيش عربيه هروح جامعتي ازاي ؟

داده وفاء : طب البسي هدومك و هنصرف


بشقه عند أسر و هبه بتحضر الفطار

أسر بتعجب : ماما ايه الصنيه دي

هبه ببتسامه : دي هطلعها لجيران الجداد

رفع أسر حاجبه : ياراجل تقريبا امبارح مكنتيش طايقاهم

هبه وقفت و اتنهدت بس حاولت مايبنش عليها الحزن .. ( هما اكابر و هيحفظه على الشقه انا كنت خايفه حد يبهدلهالك فهمت )

أسر بصلها بشك : ماشي يا ماما .. و بستهزاء و أمل هانم هتاكل فول و طعميه و بتنجان

هبه بهدوء : اكيد هياكله و اشمعنا أمل يعني

أسر : مش قصدي هي بس استحاله دول اتنين مغرورين جدا و خصوصاً هي

هبه : أمل ! و سرحت .. أسر دي باين عليها هاديه جدا

أسر : و هدوئها ده مش طبيعي .. دي منظر واحده اتحجر على ممتلكتها فى حاجه ورا هدوئها ده او ممكن الهدوء اللي ماقبل العاصفه .. عشان دي واضح ان شخصيتها قويه

هبه بضحك : شوفتها بصت ل عز ازاي امبارح انا ضحكت على شكله والله صح عز و حمزه يعرفوهم منين

اسر بضحك : اه شوفتها الواد وشه جاب الوان ولا كانوا هتعلقله حبل المشنقه .. ناظيع تبقا معاهم فى الجامعه

هبه : فهمت طب انا هطلع اطلعلهم اكل

اسر بهدوء : ماشي يا امي

الباب خبط

أسر : خليكي يا امي انا هفتح .. تقى

تقى : اترمت ف حضن أسر حبيبي

هبه بفرحه : يا حبيبتي يا تقى ادخلي يا بنتي

أسر الصغير : وحثتني (وحشتني ) يا خالو

أسر بضحك : يا ابو نص لسان يا حبيب خالو و بص ل تقى اومال فين جوزك

تقى بحرج : عنده شغل

أسر بصلها و همسلها : لينا قاعده مع بعض

تقى ابتسمت

أسر : حبيب خالو ياناس اللي واحشني

هبه : طيب انا هطلع الفطار و انزلكوا

تقى بستغراب : فطار لمين

أسر : أجرت شقتي ف ماما عايزه توجب معاهم

تقى بصدمه : شقتك يا أسر دي جديده حرام

هبه : دول ناس اكابر يا اسما يعني هيحافظه على الشقه مسيرك هتشوفيهم

تقى : طب استني هطلع معاكي

هبه : طب تعالي و هما طالعين كانت ناديه نزله على السلم .. ايه ده رايحه فين يا ناديه يا بنتي

ناديه بصدمه : اووه ايه ده تقى مش مصدقه عنيا

تقى ببتسامه : ناديه اخت أمل وحشتيني اوي بجد

أسر طلع على صوتهم

هبه و أسر بستغراب : انتوا تعرفوا بعض

تقى بفرحه : ناديه تبقا اخت أمل .. اختها كانت صاحبتي اوي ايام الجامعه اومال فين أمل

ناديه ببتسامه : فوق

تقى : ماما هما الجيران اللي سكنوا هنا

هبه ببتسامه : ايوه هما

تقى : الله بقا اخيرا بجد انا مبسوطه اوي

ناديه : وانا و الله اخيرا حد اعرفه غير حمزه اللي معرفش هو يعرف هنا ازاي

اسر : حمزه صاحبي و ساكن ف البيت اللي جمبنا هنا

ناديه : واوو طب بالمناسبه معلش يا بشمهندس ممكن تقولي اركب تاكسي منين عشان اروح الجامعه عشان انا مش عارفه اروح من هنا ازاي

أسر : استني هنزل معاكي اقولك منين

ناديه : لالا متتعبش نفسك

هبه : مافيهاش تعب يا بنتي

ناديه ببتسامه رقيقه : شكرا ليكوا جدا بجد ويت كده ف ريحه اكل حلوه اوي بجد

هبه ضحكت : دي ريحه الطعميه والفول

ناديه : واوو بجد .. هو انا ينفع ادوق

تقى ضحكت : الاكل ده اصلا طلعلكوا

ناديه : حطت ايديها ع بطنها طب يلا نطلع بطني مهمه برضو انا مش رايحه الجامعه خلاص يا بشمهندس أسر

أسر و تقى و هبه ضحكوا

تقى بضحك : فقريه يا ناديه طول عمرك والله


داده وفاء فتحت باب الشقه

هبه : خدي يا وفاء ياررب الفطار يعجبكوا

داده وفاء ببتسامه : شكرا ليكي جدا يا هبه . . . ناديه هو انتي مش كنتي رايحه الجامعه

ناديه : بطني رجعتني تاني

داده وفاء بضحك : طول عمرك الاكل اهم من اي حاجه

أمل طلعت
أمل ببتسامه : تقى

تقى حضنتها : وحشتيني اوووي بجد

أمل : و انتي كمان و الله

تقى : انا مبسوطه اني رجعت عشان اشوفكوا

أمل : طب تعالوا نقعد جوا تعالي يا ناديه

ناديه : طب اكل الاول

أمل بصتلها : يلا يا ناديه

ناديه : طب هعمل ساندوتش طيب

داده وفاء بضحك : طول عمرها الاكل نمبر وان
كلهم ضحكوا و أما خدتهم و قعدوا فى الصالون

داده وفاء : انا مبسوطه اني شوفتك بعد السنين دي يا هبه

هبه : وانا كمان و الله ... أمل و ناديه كبروا ماشاء الله .. بس امل مبقتش زي زمان حساها مطفيه

_ منهم لله عيله الفاروق و الى بيعملوه معاها يعينى عليها . .
. . . . . . . . .


عقد أدهم حاجبه ليكمل الجد كلامه بحزم : دخلتك على حنان بعد بكرا

_ليييه ليه ياجدى مصمم تظلمنى و تجوزنى واحده قلبي مش عايزها .. دانا طول عمري تحت رجليك و دراعك اليمين و عمري ماعصيت لك كلمه ... مستقوي ليه علي قلبي المرة دى ؟!

ربت جده علي كتفه بحنو : عاوز مصلحتك و مصلحه اخواتك .. عاوز اروح للي خلقنى و انا مش شايل همكم .. بنات عمكم تربيت عيله الجابر يعنى مفيش عليهم غبار .. انما بنت الفاروق مش هتنفعك يا أدهم ... اسمع منى

شعر كإنما عضله قلبه تعتصر : و قمر عملت ايه يعنى ؟ غلطت عشان حبتنى ! جدى انت عارف كويس لولا اللي عمله أبنك كان زمانى متجوزها .. ليه مصمم تشلنى ذنب ماليش يد فيه ليييه !

اقترب منه جده بعودٍ منحنى بعض الشيء : عمري ماكنت هجوزهالك ... اما يجى اليوم اللي تعرف فيه قيمة كلامى يا أدهم .. ابقي اترحم عليّ وادعيلي .. بلاش تكابر في الغلط عيون الحب دايما عميه وكدابة اعقل و فكر كويس و بلاش طيش .. انت تربيتى يا أدهم و انا مش هظلمك ... عاوز اجوزك للى تصونك و تصون مالك طول العمر .

قام متأهبا بالمغادره او بمعنى الاصح محاولا الهروب من قذيفه الاوامر التى تصوب فقط علي قلبه مردقا بضيق : تصبح علي خير ياجدى

و ثب جده قائما محذرا
- أدهم أنا معنديش اغلي منك مش عاوز اخسرك .. جدك عارف هو بيعمل اي كويس .. مش دايما الريح هتيجي علي مزاج سفننا يا أدهم

اؤما رأسه ايجابا : هروح انام

- ربنا يهديك يا أدهم

بصباح اليوم التالى .. . .
تجوب غرفتها ذهابا و ايابا بقلقٍ يتراقص علي اوتار قلبها ، اصبحت معلقه بخطاطيف امل باهت مشوش  .. اصبحت تعيش تحت رحمة امر مهددا بالزوال وربما زال ولكنها مُصرة ان تتوهم بوجوده لانه شُعاع النور الوحيد في حياة احتلتها عتمة الفراق .. هو النبض الذي يُثبت تواجد قلبها بداخلها .

تتردد في اذانها اخر كلمه قالها عمها
( دخلتك علي بنت عمك زي مااتفقنا الاسبوع الجاى .. و مهرها هو دم أدهم الحابر .. وإلا معندناش بنات للجواز ) .

في ذلك الصباح ارتدت وجد ملابسها متأهبة للذهاب للمشفي لاداء عملها و لكنها صُدمت بوجود جلادها علي اعتاب بيتهم : مااحنا لو نسمع الكلام هنبقى حلوين أووي .
اصدر عزيو جملته من خلفها مما جعلها ترتجف قليلا ثم استجمت قواها معانده لتجيبه متأففه : مااحنا لو كل واحد فينا يخليه في حاله هنبقي احلى والله

قهقهه بصوتٍ مرتفع ثم اقترب منها هامسا : صباح الحُب يا بنت عمى

زفرت بضيق مردفه : صباح الزفت عليك .

تحرك ببطء حتى توقف امامها قائلا بهدوء : مقبوله منك .. المهم حابب نفطر سوا انا و انتى كأي عريس و خطيبته فالجنينه ،هاااا قولتى اييه ؟!

زفرت بقوة و خطت متاهبه بالمغادرة : قولت اللهم طولك يااروح بدل ماارتكب جنايه علي وش الصبح

قبض علي معصمها بقوة مما جعلها تتأوهه بصوت مسموعٍ : لما اكلمك تقفى تكلمينى عدل .. مفهوووم يا قمر

صرخت في وجهه بحده : انت اتجننت ولا اى يا عزيز ازاى تمسكنى كدا ابعد أيدك دى عنى

اعتصر ذراعها اكثر و هو يقربها منه رغم عنها قائلا بنبرة استفزازيه : ايييه هتعملى فيها خضرة شريفه !! اش حال شايفك بعنى وااا .......

لطمته قمر بكل قوتها علي وجنته قائله بنبره تهديديه
- اخرررررررس ..  انا اشرف منك و من عشرة زيككك وكلمه كمان مش هقولك ممكن اعمل فيك ايه ،، بس هسيبك لخيالك ... و بلاش طريقتك دي معااي !!


غلت الدماء في عروقه و التهبت عينيه بالغضب ، شعرت و كإنما روحها خضعت لمصرعها امام يديه و لكنها التزمت ثباتها و قوتها .. جز عزيز علي اسنانه محاولا تمالك اعصاب و لكن طبعه الشرقى اسبق بأن يقاوم جيوش غضبه بل انقض عليها بقوته ممسكًا بخيوط شعرها المنسدله خلفها مزمجرا : هي حصلت بتمدى أيدك عليا عشااانه

تأوهت بين يديه فاردفت قائله بصراخ : ااااه .. واقتل اي حد يغلط فيّ ويجي علي سمعتى ... بقولك سيبببب شعري .... اااااه يااعمى الحقنى

دفعها بكل قوته لداخل البيت : محدش هيحوشنى عنك .. ورحمة ابويا و ابوكى لاخليكى تتمنى الموت ..

وضعت كفيها علي شعرها متألمه محاوله استفزازه اكثر : اااااه .. انا مش عارفه انت هتفضل واهم نفسك لحد أمتى !!... فوق من وهمك فوق عمرى ماهبقي مرتك يا عزيز عمررري

ضغط علي شعرها اكثر وألقي بها ارضًا ورفع كفه لأعلي كي يصفعها بكل قوته ولكن اتاه صوتًا جعل حركه كفه تُصاب بشللٍ .

- ابعد أيدك عنهاااا يا عزيز

ابتعدت قمر عنه زحفًا محاوله تفادى شره و هي تلتقط انفاسها بصعووبه .. اقترب عمه منه ممسكه بياقته : انت هتعقل أمتى وتبقي راجل ... فهمنى؟

اجابه بصوت اجش : واحد و بيربيى مراته .. مالكم انتوا

دفعه عمه لبعيد بقوه : وهى الرجول بقيت بمد الايد و فرد العضلات ولا أى .. والله عااااال ! ومن امتى عيله الفاروق بيضربوا حريمهم شكلك نسيت قوانينا

- لما تكون حريمهم ناقصه ربايه ندفنهم مش نضربهم و بس ياااعمى ..

صرخت من خلف عمها بقوه : انا متربية غصب عن عينك .. و طالما انا وحشه قوى اكده ماسك فيا ليهه ماتسيبنى في حالى جااي تتشطر عليا ليه يا عزيز ..!!!

ركضت امها ( صفيه ) صوبها بلهفه : صوتكم عالي ليه .. مالك يا قمر جري ايه ؟!

تجاهلت وجود امها و عمها تماما ثم اقتربت منه بعيون متسعه و بنبره تحذيريه فاردفت قائله : لو هتضرب فيا كل ساعه بردو مش هنساه يا عزيز .. بالعكس كل يوم بقرف منك اكتر .. و بعدين روح اتشطر علي اللي يتقف قدامه جبان زيك زى الفريسه لما تقف قدام صيادها

فوجئت بأمها تجذبها بقوه من شعرها : تصدقي انك بت ناقصه تربيه بصحيح و القتل حلال فيكى ...

ارتفع صوت صراخها متألمه : انا اتقتلت من يوم ماابويا مات يا ماما مش هتفرق

اجتمع حشد البيت يترقبون الموقف بذهول و هم يتهامسون بينهم بأبشع اتهامات الهتك و القذف .. ارتفع صوت عمها بقوه ليقول : نزلى أيدك من عليها يا صفيه .

لازالت صفيه تضربها بقوه : سيبنى اربيها ابوها دلعها اوي و انا اللي بدفع التمن

العم بصوت اقوى : قولت أبعد ايدك يا صفيه

دفعتها امها و كلاهما يتلقطان انفاسهما بصعوبه .. اقترب العم منها بهدوء تعالي معاي يا قمر يلااااااا امشي قدامى

هتف عزيز قائلا بنبره توعديه : ورحمه ابويا و ابوكى ما هسيبه يتهنى بيكى يوم واحد يا قمر هقتللللله وهتشووووفى

اصاب جسدها الوهن و سال كُحلها الذي انخرط ممزوجًا بسيول دمعها فوق وجنتيها و هى تتجه نحو غرفه المكتب .. وقفت امام عمها بخوفٍ و قلقٍ ملحوظ .. ربت علي كتفها ثم اردف قائلا : انت عاوزه أدهم الجابر ؟

وقع السؤال علي صدرها كالصاعقه لم تستوعب صدمة السؤال التزمت الصمت و كإنه الطوق الوحيد لنجاتها دار عمها و جلس فوق مقعد مكتبه بهيبه و وقار و فجاة رفع نبرة صوته و ضرب الارض بعكازه : انا لما اسأل تنطقي !

ارتجف جسدها اكثر و بللت حلقها الذي جف : مم .. ااااه ... اصصص ... اااناااا .........

رفع حاجبه مستفهما : انطقىىىىىى .

انخرطت دمعه من عينيها رغم عنها بجسد مرتعش ثم حركت راسها بالنفى تأمل العم ملامح وجهها بعنايه قائلا : ااااه ردى !

اجابته بصوت مرتجف : ل .. ااا ... لالا ياعمى..

اعتلى ثغرة ابتسامه ماكرة ثم وثب قائما :اومال اي الكلام اللي بتقوليه لأبن عمك دا !!

ابتلعت ريقها مجددا ثم قالت بتردد : عارفه انه بيكرة حفيد الحابر و انا و انا بحاااول انتقم منه واخد حقي من عزيز بمجرد سيرته وبس

التوت شفتيه بعدم تصديق ثم اقترب منها و قبل جبهتها بابتسامه مكر : كنت متاكد من تربيه اخوى

شعر قلبها بالارتياح قليلا فحاولت ان تغير مجري الحديث : عمى انا كنت عاوزه انزل الشغل و عزيز مانعنى لو تسمحلى يعنى ..

رد مقاطعا : دي حاجه في ايد جوزك .. انا ماليش ادخل فيها و هو مش راضي ...

اجابته بحنقه و ضيق
- لا ... مش جوزى و لا عمره هيكوووون ..

اغمض عينيه بحده واعتلت جمهرة صوته : خلص الكلام يا قمر ... تقعدى في اوضتك لحد ما تتزفى لبيت جوزك و بكده مهمتنا انتهت .

شرعت ان تُجادل في طلب حريتها و لكنه قطع جميع حبال الجدل فوجئت به ممسكا بكفها و سحبها خلفه في ساحه البيت الشاسع مناديا بصوت جمهوري قوى : عزززززيز .. عزيييز

ات الجميع مرة اخري لمتابعه مستجديات الحديث و كان من بينهم عزيز متأففا : خير ياعمى .. على الله تكون كسرت دماغها .

رمى العم نظرة ساخرة علي قنر ثم اردف قائلا : دخلتك علي بنت عمك زي مااتفقنا اخر الاسبوع .. و مهرها هو دم أدهم الجابر .. و إلا معنديش بنات للجواز ..... قولت اييييه يا عزيز !!!

شهقت قمر و اختها التى استيقظت من نومها للتو .. شهقة عاليه في آنٍ واحد و علي حدا ارتسمت ابتسامه واسعه فوق ثغر عزيز و امها وكإنما بينهما اتفاق سابق علي شيء ما لا يدركه سوواهم ..

وضع عزيز كفه فوق صدره بشماته : اعتبره حصل .

فكت قمر قبضه كف عمها الحديديه  ثم اندفعت نحو غرفتها ساحبه معها سيول ضعفها و عذابها ، ثم لحقت بها اختها الصغري علي عجلٍ

_ اهدى اهدى ياقمر
رددت اختها جملتها بوهنٍ بَين مُشفقه علي حال اختها .

ابتعدت عنها  مسرعه : انا لازم اكلم أدهم حالا

لحقت بها اختها مُجلجلة : يا قمر استنى بس .. هتكلميه تقوليلو ايه ..

اعتلت شهقتها فجاة و ارتمت بجسدها بين ذراعى اُختها بجسدٍ مرتجف و صوت نحيبها مكتوم  .. ربتت عليها اختها بشفقه تتسائل ما الذنب الذى ارتكبه شقيقتها في حياتها إلا انها احبت ، هل اصبح الحب السلطه الوحيده التي يمكن ان تنقلب عليها الراعيه في هذا الزمان !

باليوم التالى . . . . .
لم تكف صوت قهقهته التى انفجرت من فمه محاولا تصديق ما سمعه منها

صالح محاولا التوقف عن الضحك : يعنى امك بنفسها قالت كدا قالت اوعوا تخلوا أجوازاتهم يلمسوكوا يوم الدخله !! و الله امك دي لسعت على الاخر

نظرت له يسر باستغراب : انت بتضحك يا صالح ! صالح أنا مش بهزار والله .

انفجر مجددا في ضحكاته العاليه : بس امك هزارها حلو اوى .. كيفنى الصراحه .

التوت شفتها جنبا و هي تستند بظهرها علي جذع الشجره الكبيره ثم اردفت قائله : صااالح انت مش مقدر حجم المصيبه اللي احنا فيها .. انا مابقتش عارفه اعمل اي و اتصرف ازاي ..

دنى منها ببطء ثم ازاح خصيلة شعرها الهاربه من تحت قطعة القماش المُلقاه فوقه خلف اذنها ولمس وجنتها بحب : مريم اهدى مصيبه اي بس ؟! و لا مصيبه و لا حاجه و هو انتى لما تكونى مراتى امك هتقدر تنطق اصلا ! بطلى هبل و رحى اجهزى كدا عشان حنتنا الليله ..
ثم اتسعت ابتسامته مما ادى الي ضحكتها بصوتٍ منخفض بين بكاؤها : ايوه كدا اضحكى ابو امك علي ابو القريه كلها .. امك دى  اتجننت فى دماغها باين
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي