الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر

اندهش الجميع لانقطاع الكهرباء في يوم كهذا اليوم البهيج، الكل بدأ يفكر في حظ العروسين، وخصوصًا الكبار منهم، ممن يعتقدون في التفاؤل بقدوم العروسين، وأن العروسة حظها صعب، لهذا بدأوا يتغامزون ويتكلمون ويتهامسون فيما بينهم، مؤكدين أن وجه العروس سيء على العريس، رغم معرفتهم للعروس أنها حسنة في كل شيء، إلا أنها عادات توارثوها ويرددوها دون وعي أو حذر، نظرت رنا حولها متأففة من همسات الضيوف التي توقعتها، فقالت لحسام في قلق:

-ما هذا الحظ العثر؟ كنت خائفة من حدوث شيء يعكر صفو فرحتي، فحدث ما كنت أخشاه.

نظر لها حسام بحب وهيام ولمس أناملها الرقيقة ملطفًا عليها الأمر فأردف بسعادة:

-إنني سعيد بك حبيبتي ومهما حدث سأكون سعيد؛ لأني مؤمن بأن السعادة قرار داخلي وأنت أجمل قرار في حياتي، فلا تقلقي يا منية النفس.

حاول أحد أصدقاء حسام أن يعيدها لكنه فشل وأثناء صخب الجميع وتذمرهم، ابتسمت رنا محاولة الهدوء رنا، وبدأ حسام يداعبها ويذكر لها أنها أمور عادية تحدث كثيرًا، أخبرها تقلق بشأن أي أمر . بعد ربع ساعة من رقصهم وغنائهم على ضوء الكاشفات والهواتف عادت الكهرباء،

فزغردت الفتيات، وهلل الشباب وبدأ مدحت يغني فأوقفه حسام ضاحكا لأنه ستنقطع الكهرباء ثانية إذا بدأ يغني لكن مدحت اعترض وأكد له أنها صدفة، وأن الكهرباء لن تنقطع ثانية ضحك الجميع ونظرت أم رنا للحضور وللعروسين ببهجة وفرح.

راح الفتيات يجذبنها لترقص كما جذبا العروسين ليرقصا معهم وغنى مدحت أغاني مبهجة لتامر حسني وعمرو دياب وانبهر الجميع بالحفل الذي كان سينقلب حزنا بإنقطاع الكهرباء لكن الله أكرمهم وعادت مرة أخرى وفرح الجميع وهلل.

كان كل شيء في الحفل يوحي بمدى الحب بين رنا وحسام، فلولا شدة حبهما لما تحملا كل الضغوط التي مرت بهم، إن رنا رغم كل الظروف التي مرت بها، والتي أظهرت معدنها الحقيقي، لما تمسك بها حسام وحاول أن يثبت لها أنه يحبها بكل وسيلة ممكنة.

إن رنا لو كانت فتاة عادية لكانت تأثرت بفكر سارة، وفعلت بنصائحها، لكنها فتاة رزينة، حاولت أن تثبت لحسام أنها على قدر المسؤولية، وأنه اختار الفتاة المناسبة له، فرغم بساطة حال حسام، ورغم أنه محامي مبتديء إلا أن رنا شجعته ووقفت بجانبه، لكي يتحقق حلمها وتتزوج من تحب دون عناء، إن موقفها مع حسام أثبت له أنه على حق، أما رنا نفسها فقد أزاحت الصعاب من أمامه؛ كي يرتبط بها، موافقتها عليه جعلته يرى أن الدنيا بخير.


بعد يومين من حفلة خطبتها قابلت رنا خطيبها حسام في مكانهما المعتاد، قابلها بشيء من اللهفة والحب أتى لها بورود ندية تشبهها في طلتها ورقتها، بدأت تحكي له أخبارها، أصبح حسام داعم مهم في حياة رنا.

تخبره بكل شىء عنها، تروي له ما حدث بالتفصيل الممل، وهو لا يمل منها أبدًا، بل على العكس يطلب منها أن يكون لها سندًا، وعونًا لها قضاء حاجاتها، أخبرته أنها ستدخل في مسابقة القصة القصيرة تبع دار نشر كبيرة.

طلبت منه أن تقرأ عليه قصتها لتعرف رأيه هل تقدمها أم تكتب غيرها، فهو صاحب وجهة نظر خبيرة في مجال الكتابة، وكان قاريء نهم في بداية مراهقته، لهذا إن رنا دائما ما تأخذ رأيه في كتاباتها، لأن دعمه لها يحفزها يجعلها كاتبة متمكنة تحاول أن تصل بقلمها لكل مواطن الإبداع، لهذا فإنها بكل بهجة عرضت عليه أن تقرأ القصة بصوتها العذب، فوافق على الفور وشجعها على ذلك بل أخبرها أن تتصل به في أي وقت أو تبعث له كتابتها عبر رسائل التواصل الاجتماعي، فرحت به وبدأت تقرأ القصة وتقول:

-عنوان القصة "رائحة الموت"

أنهت رنا قراءة القصة وسألته عن رأيه فوقف حسام وراح يصفق لها بحرارة، والناس من حوله ينظرون مبتسمين، خجل وعاد إلى مقعده، أخبرها أن أسلوبها جذاب والقصة معبرة، وأنها حتما ستفوز، وأنه يتوقع لها مستقبلًا عظيمًا في الكتابة، فرحت رنا جدا باعجابه بقصتها واشادته بتميز قلمها. ردت رنا قائلة:

-إنك قد دعمتني كثيرا، لم أتوقع كل هذا منك.

رد حسام بسعادة:

-كيف تقولين ذلك؟! إني مقدر طموحك وموهبتك جدا.

ردت رنا بدهشة:

-لكني لم أكن أعرف أنك تقدر الكتابة هكذا لقد كانت مفاجأة لي.

رد حسام والسعادة بادية عليه:

-إنني أعشق كل ما هو جميل، وما تكتبين جميل حقا.

أعلنت له أنها لن تتخلى عن رأيه وأنها دوما ستكتب وتعرض عليه كل ما تكتب؛ لأنها فعلا تبتهج بدعمه، ويزداد شغفها وحبها للكتابة، بل طلبت منه أن يحضر معها لحفلات التوقيع التي تحضرها، لأنها أحست بصدق وتميز رأيه، إن وجوده معها في حفلات التوقيع سيجعل منها كاتبة متميزة، الكل يتمنى أن يقرأ لها، لأنها فوق قدرتها على الإبداع والكتابة بإسلوب جذاب تختار موضوعات مهمة جدا.

إنها رسول عن كل صاحب هموم تعبر عنه بطريقتها الخاصة، كما أنها تدافع بقلمها المميز عن المهمشين والضعفاء الذين لا يعرفهم أحد لهذا أسرعت وطلبت منه أن يحضر معها حفلات التوقيع المختلفة؛ كي تستمع بوجوده وبرأيه، ثم قامت لتستأذن؛ لأنها تريد أن تذهب لسارة تزورها لأنها لم تراها منذ فترة طويلة، قام الاثنان يحفهما هالة من الفرح والسعادة، طلب حسام أن يوصلها لبيت سارة فوافقت وركبا معًا السيارة.

وصلت رنا لبيت سارة بصحبة خطيبها حسام، تركها هو لتصعد لها ثم غادر إلى طريقه، طرقت رنا الباب فكانت سارة من فتح لها الباب استقبلتها استقبالًا حارًا، أخبرتها كانت تفكر فيها وأنها كانت ستتصل بها، رحبت أم سارة برنا وسألتها عن أخبارها.

كما باركت خطوبتها، ردت رنا بامتنان على أم سارة وأخبرتها أنها تشعر أن سارة ستخطب قريبًا، ابتسمت أم سارة ودعت الله أن يستجيب لأنها تدعي لها دوما بالزواج والستر. دخلت رنا مع سارة غرفتها وجلسا على الفراش متكئين على الوسادة.

تأهبت رنا لسماع محاضرات سارة المستمرة عن تزاوج العلم والمال وأنه يجب التقريب بينهم لكن قبل أن تبدأ سارة محاضرتها الدائمة، أخبرتها رنا أنها ستشارك في مسابقة القصة القصيرة وأنها تتمنى أن قصتها تفوز وتنشر في كتاب جماعي.

وأنها قرأتها على حسام فأعجبته كثيرًا وأثنى عليها كما أخبرها أنها ستصبح كاتبة كبيرة في المستقبل، لهذا أصبحت حياتها أسعد وبدأت تفكر في مستقبل جديد وهو أن تكون الطبيبة الأديبة، أكدت أنها تفكر في تنفيذ اللقب وتسعى للحصول عليه، ردت سارة قائلة:

-إنك تسعين للفقر، هل هناك زواج بين العلم والثقافة ناجح؟! لا أحد اليوم يفكر أن يتزوج مثقفة، إنه نادر جدا، ولن أطلق على الاستثناء قاعدة عامة، من الذي سيفكر في شراء كتاب فيه قصص قصيرة أو حتى رواية أو خاطرة، والأفلام والمسلسلات موجودة؟! إن المجتمع لا يهتم بالقراءة، ودفع جزء من راتبه في شراء كتاب، الأفضل له أن يشاهد فيلمًا أو مسلسلًا وسيغنيه ذلك عن تعب عينيه في القراءة.

ثم من معه مال متوفر لشراء كتاب الأولى أن يشتري طعامًا، أكدت لها أنها تجري وراء سراب ولن يخسر أحد غيرها.

اعترضت رنا وأخبرتها:

-إن القراءة غذاء الروح وأنه لولا القراءة لما أصبحت طبيبة ولما تحقق التقدم والرقي، إن القراءة أساس العقل الواعي، وأنك لو قرأت قصة واحدة سيتغير حالم، ستعرفين أن المال لا يشتري الرقي والتقدم، إنك تعيشين حياة تعيسة كئيبة دون القراءة، إن ما ينقصك هو تهذيب الروح بقراءة قصيدة أو خاطرة، إنك لو قرأت كتابًا واحدًا ذا معنى سوف تخجلين من وجهة نظرك هذه، ستعرفين أن تزاوج العلم من المال لا يثمر إلا وجعا ونقصا وحسرة.

أكملت سارة بحماس:

-إنك بدون المال لن تستطيعين أن تشتري كتابًا يهذب روحها بل ولن تحصلين على العلم نفسه.

ردت رنا بثقة تامة:

-هناك التعليم المجاني الذي تتعلمين فيه وهناك الكتاب الإلكتروني المجاني

ضحكت سارة بصوت عالي ساخرة من رأي رنا أخبرتها:

-إن التعليم لم يعد مجاني وأنه شعار فقط لا روح ولا حياة فيه، أؤكددت لك أن الكتاب المدرسي الآن له سعر عالي ولا يأخذه الطالب إلا بدفع المصروفات، وأنه رغم هذا لا يغني عن الكتب الخارجية غالية الثمن. كما أن هناك معمعة الدروس الخصوصية، إنه لولا الدروس الخصوصية لما أصبحنا متفوقين وأطباء مرموقين.

ابتسمت رنا وأخبرتها:

-إن هذا حدث بسبب عدم وعي الشعوب بحقوقها والمطالبة به، وأن هذا الوعي لن يتشكل إلا بالقراءة والمعرفة.

هنا ضحكت سارة ساخرة، مؤكدة أن من لديهم الوعي لو طالبوا بحقوقهم سيسجنون ويعتقلون، هنا أخبرتها رنا أن المشكلة في أن الوعي لدى قلة من الناس، وأن هؤلاء القلة غير قادرين على تحقيق الوعي والعدالة لكل المجتمع، وأن السجون والمعتقلات وجدت للمجرمين وليس لأصحاب الوعي والثقافة.

أكدت لها أن الوعي نورا يظهر الطريق أمامنا، وأن عدم الوعي ظلام يطمس كل خير، ولابد للمجتمع أن يسعى جاهدا لإثارة الوعي والثقافة، لابد أن يتعلم الطفل أن يدخر جزء من مصروفه لشراء كتاب، وبهذا سنصنع أجيال جديدة واعية تحقق العدالة الاجتماعية ومجانية العلم والثقافة.

أكدت سارة أنه لا يوجد مصروف للطفل يكفي ليوفر جزء منه، لأن رب الأسرة لا يأخذ راتب عالي، لهذا لا يعطي ابنه إلا القليل من المال، فهو مشغول بأمور ومصاريف بيته التي لا تنتهي، إنه كالثور في الساقية، وفوق ذلك إنه هو نفسه لا يقرأ، فليس لديه وقت للقراءة لكي يزيد وعيه، فكل وقته يقضيه في العمل، ولا يوجد هواية تخفف عنه عبء الحياة.

إن رب الأسرة أحيانًا كثيرة يكون تعليمه متوسط أو لم يكمله؛ بسبب تسربه من التعليم للبحث عن عمل يعين أسرته، وأحيانًا أخرى يكون غير متعلم من الأساس؛ لهذا فإنه يعيش كما المضروب على رأسه، تائه في دوامة الحياة فهو غير مهتم بالقراءة أو الترفيه؛ لأن الغلاء مسيطر على المجتمع، وأن الناس في غارقة في اللهث وراء رغيف الخبز الغير آدمي والذي يأخذه الأغلبية لوضعه علفا وطعاما للطيور والمواشي.

هنا سكتت رنا دقيقة ثم أكدت أن كل هذا العبث يحدث لعدم الوعي الذي أساسه القراءة والمعرفة، أثناء احتدام الصراع بين سارة ورنا واثبات كل واحدة أنها على حق طرقت أم سارة الغرفة عليهما لتقدم لرنا الشاي، فسكت الاثنان احترامًا لها.


هدأت نفس حاتم بعدما شفي أبوه مما حدث له، أحس أن الدنيا لا تساوي شىء دون وجود أبيه، إن أبيه قد علمهم ورباهم بدمه، لم يبخل عليهم بشىء، إنه رجل مكافح بعمله البسيط، حاول أن يربيهم ويقوم على واجبتهم رغم بساطة عمله، إن الحياة طاحنة، جرته تحت عجلاتها، فسيطرت عليه وجعلته لا يهتم بصحته، ولا يهتم بالترفيه عن نفسه، فليس لديه وقت للخروج مع أصحابه إلا نادرًا جدًا، ومع ذلك فقد رباهم تربية عالية رغم ضيق معيشته وضيق حاله، لكنه حرص على أن يعلم أولاده ويخرجهم من الجامعة ليصبحوا نافعين في المجتمع، وأنه رغم بساطة راتبه جاهد ليعيشهم عيشة مقبولة وخالية من المنغصات، حاول طيلة حياته أن يبعد عنهم كل شر، بل كان أحيانا يضحي بكل الذي معه دون النظر لاحتياجاته الخاصة.

خرج حاتم من حجرته يبحث عن أبيه ليطمئن عليه، فوجده جالس على الكرسي يشاهد التلفاز، اقترب منه وحاول أن يطمئن عليه، سأل أبيه عن حاله فأجابه أنه أصبح بخير وأنه لا يهتم بشىء سوى راحتهم؛ لذلك أصر على أن يذهب للعمل، اندهش حاتم وأخبر أبيه أنه لا زال متعب، ولا يجب أن يذهب للعمل إلا بعد يومين، رفض أبوه وأكد على أنه أصبح بخير، لا داعي للقلق الزائد عليه، وأن البيت يحتاج راتبه.

أخبره أن أخته منى تحتاج مصروفات الدروس الخصوصية، أكد حاتم أنه سيأخذ راتبه من المعلم أسعد الذي يعمل لديه، وأنه لابد ألا يحمل هم شيء بعد الآن، ولابد أن يهتم بصحته، فإنهم لا يملكون أب حنون غيره، لهذا لابد أن يأخذ حذره ويهتم بصحته، أعلمه حاتم أنه قد كبر وسيهتم بكل شيء، ابتهج أبوه وأخبره أنه لا يريد أن يثقل عليه فيكفيه هم نفسه، أسرع حاتم وربت على يد أبيه وأعلمه أن راتبه يكفي كل شىء وأنه يجب ألا يفكر في أي شىء سوى صحته.

لأنه يريده أن يكون معافى لكي يزوجهم ويرى أحفادهم، ابتسم الأب وبدأ يقتنع برأي ابنه، هنا دخلت أم حاتم لتستفسر عن الأمر، أخبرها حاتم أن والده يريد أن يذهب للعمل لكنه منعه لأجل صحته، أخبرته أمه أن أبيه يحمل همومهم لكن لابد من راحته، لأن أي تعب زائد سيؤثر عليه وتدهور صحته.

هذا ما أكده الطبيب، فلابد من الراحة، وأنه يجب أن يساوي معاشه، لأن صحته أهم من كل شيء، اعترض الأب وأكد أنه إذا ساوى معاشه سيقل الراتب، وبهذا سنحتاج لمصدر رزق جديد؛ كي نكفي مصروفات البيت ومصروفات الدروس وزواجهم في المستقبل، احتضن حاتم أبيه بقوة، وأخبره أنه سيتخرج قريبا وسيعمل براتب أفضل وستنحل كل المشاكل.

إنه لا داعي لأن يفكر في هذه الأمور الآن، لكي لا يجهد صحته، أخبره أن الدنيا لا تساوى شىء وأنها فانية ليس للجري وراء متعها قيمة دون الصحة، وليس أمامهم شىء إلا الحفاظ على صحتهم وراحة بالهم، ولا شىء يهم بعد ذلك، كيف سيعيشون وهم مرضى، ومثقلين بالديون.

لابد أن يفكروا في القادم بطريقة مختلفة، لأن راحتهم أهم من تحقيق أي متعة سوف تأخذ منهم صحتهم وراحة بالهم، أكد له أبوه إن الحياة دون أمل تعتبر خراب وخيبة، وأنهم لو عاشوا دون أن يفعلوا شىء من أجل الصحة فلن تكون هناك راحة بال.

كيف سيتحقق حلمهم بالنجاح دون سعي؟ كيف سيتزوج هو وأخته دون مال وسعي؟ لتحقيق أمانيهم وأحلامهم، إنه مريض حقًا لكنه لا زال قادر على العمل والعطاء، وأنها أيام قليلة وسوف تعود له صحته، حاول حاتم أن يقنع أبيه أن مرضه سيحتم عليه عدم الاجهاد، وأنهم لابد أن يفكروا في مصدر آخر غيره.

لأن مرض القلب صعب العمل به على أكمل وجه، هنا يأس الأب من محاورة ابنه واقناعه وطلب من زوجته أن تدخله ليرتاح، قامت زوجته لتستده وذهبا الاثنان للحجرة أما حاتم فكان جالس في مكانه على الأرض يفكر، وفجأة سمع صراخ أمه تنادي عليه.

-ساعدني يا حاتم بسرعة.

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي