أحلام واقعية

مايسةالألفي`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-23ضع على الرف
  • 57K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

( الفصل الأول)

دخلت سارة البيت تدبدب بأرجلها، فرحة بوصولها البيت بعد عناء يوم دراسي طويل، فتحت باب حجرتها المزينة بصورة نانسي عجرم في أحد البوماتها يا طبطب يا دلع وصورة للقديرة "سعاد حسني وهى راكبة الدراجة من فيلم الزواج على الطريقة الحديثة. كما أنها مزينة بنجوم أمثال يسرا وتامر حسني وعمرو دياب.

بدت الغرفة ضيقة، لكن تظهر متسعة بالنظر إلى ما تحويه من صور مزينة لمناظر طبيعية، تعطي للنفس الراحة، اشترتها سارة من بائع أمام مدرستها، على اليمين يوجد الفراش ملقى عليه ملائة مزينة بطاووس بسيطة الصنع، فوقه بطانية مرسوم عليها نمرا يجري.

أمام الفراش يوجد المكتب عليه كتب الوزارة للثانوية العامة مع بعض الكتب الخارجية؛ لتساعدها على فهم محتوى الكتاب المدرسي، الشرفة في الأمام مطلية بلون أخضر داكن، دخلت سارة فألقت بحقيبتها على الفراش ثم اتجهت للدولاب لتخرج ملابسها، وضعتها على الفراش.

ذهبت لترتب فراشها لأنها تركته صباحا دون أن ترتبه، احتضنت وسادتها بشيء من الرومانسية، تراقصت بها، اتجهت لترتب المكتب الغير مرتب.

حاولت أن تقلد نانسي في طريقة غنائها، وحركتها فوجدت أنها أجمل من نانسي عجرم، راحت تتغزل بنفسها وتنظر لجسدها الممشوق بعين الإعجاب، أخبرت نفسها أنها تستحق فارس أحلام لا مثيل له، ألقت برأسها على الوسادة بعدما ارتمت على فراشها كزهرة جميلة داعبها النسيم.

شردت بفكرها، وبدأت تتذكر أيام ما كانت طفلة عندما أرادت أن تذهب للرحلة المدرسية إلى أسوان، لكن أبيها أخبرها أنه لا يقدر على ثمن الرحلة، وأنه بالكاد يوفر ثمن الكتب والمدرسة، أحست يومها بالحزن، شعرت أنها طفلة بائسة، لم تبلغ حلم السعادة كزملائها الذين ذهبوا للرحلة ورجعوا يروون لها عن جمالها.

تحسرت، ورأت أنها لابد أن تكون أحلامها واقعية؛ كي تستطيع العيش وسط هذا المجتمع الذي لا يحترم الفقير ولا يهتم لأمره مطلقا، إلا عند الانتخابات، حتى هذه اهتمامهم يكون ثمنه ضئيل، مجرد كرتونة بها بضعة أكياس من الأرز والسكر، قامت تحاول أن ترضي نفسها بشيء، فلم تجد غير جمالها، لهذا بدأت تغازله.

نظرت في المرآة فوجدت عينيها الخضراء مبتسمة، ومزهرة وجدت شعرها الأشقر قد بعثر على خديها، فرحت بنفسها، راحت ترفعه في خيلاء، وزهو ثم قبلت نفسها في المرآة، واتجهت ناحية الدولاب؛ لتخرج منامتها الوردية، التي قد اشترتها منذ اسبوعين حينما أخذتها أمها إلى أحد المحلات القريبة.

حقا أنها من أسرة فقيرة، لكن أمها تحاول أن تجعلها سعيدة، حتى لا تنظر لزميلاتها بعين النقص، وقد حدث أن أتت يوما باكية لأن زميلتها في الصف الثالث الثانوي قد اشترت هاتفا محمولا غالى الثمن، أما هى فلا يقدر والدها على شراء هاتف محمول.

فعلا أنها ابنته الوحيدة، لكن راتبه كعامل بسيط في مصنع الشيكولاتة بالكاد يكفي لأن يدفع لها مصاريف دروسها في الثانوية العامة، لذلك يوفر كل قرش لها، خلعت سارة ملابس المدرسة بسرعة البرق لأن أمها تنادي عليها كي تساعدها في تجهيز الغداء.

ذهبت متجهة للشرفة لتنظر لزميلها "حاتم" في البيت المقابل انها تحبه، وتتمناه زوج المستقبل، فتحت الشرفة لتراه قد وصل وفتح النافذة ثم لوح لها أنه يود مقابلتها قبل درس اللغة العربية اليوم في الخامسة مساء، ثم أشار بيده مؤكدا لها أنه لابد أن تأتي لأنه يريد شيء مهم جدا يود أن يبلغها به.

فجأة نقرت أمها باب حجرتها، فأسرعت وأغلقت الشرفة بسرعة وجرت ناحية أمها تحضنها بقوة وتقول لها كي تلهيها عن وقوفها في الشرفة.
سألت سارة أمها عن غداء اليوم ماذا يكون، أخبرتها أمها أن الغداء فاصوليا بائتة من الأمس، تذمرت سارة وعبس وجهها.

جرت سارة متزمرة؛ لأنها لا تأكل شيئا جديدا، ملت الفقر وأكل نفس الطعام يومين وأحيانا ثلاثة، عدلت المنضدة، وبسطت المفرش، راحت تقرب الكراسي منها لمست بيدها قطعا في مفرش السفرة راحت تواريه كي لا يفسد عليها مزاجها يكفيها أنها ستأكل فاصولياء مرتين، رن جرس الباب التفت واتجهت لتفتحه، نادت قائلة:

سارة: أمي لابد أنه أبي قد أتى أعدي الطعام في الأطباق حتى أخذه منك.


فتحت باب الشقة المكونة من حجرتين فقط، لتجد أبيها رجل في الخمسين من عمره تناثر شعره الأشيب على جانبي رأسه له شنب غير مهندم، ترسم التجاعيد كأنها حفر حول عينه، دخل يحمل كيس برتقال في يده قال "

الأب مساء الخير يا سارة هل أعددتم الغداء قولي ما صنعت أمك اليوم؟

ردت أمها بصوت عال وأخبرته فاصولياء بائتة أخبرته انه لم يترك لها نقودا كي تشتري شيئا جديدا"

أتت الأم تحمل في يدها طبق الفاصولياء، ومعها طبق الأرز. أخبرها زوجها أنه لم يتبق معه إلا ثلاث مئة جنيه من مرتب الشهر، وأنهم بالكاد سيكملون معه لأخر الشهر

بدأ الأب يأكل واضعا نظره يمنة، ويسرة؛ ليرى ابنته وزوجته اللتان لم يبدأ الأكل، بادرته سارة وأخبرته أنه لم يشتري تفاح بدلا من البرتقال، كما أكدت أنها تشتاق إليه وأنه لم يشتريه لهم منذ العام الماضي حين أتى به في عيد الفطر أكدت له أنها مللت حياة الفقر.

نظر لها الأب بعين حزينة وضع الملعقة جانبا وراح يربت على كتفها بحنو مرددا

أكد لها لله الأمر من قبل ومن بعد، طلب ان تصبر حتى تتخطي مرحلة الثانوية العامة بمجموع، سوف يسترحون من عناء المصاريف، ومن يعلم الغيب دعا الله أن يرزقه برزقكم، كي يسعدهم، كما طلب منها أن تكمل غدائها كي تذاكر ساعتين قبل موعد درسك ولا تتأخري كعادتها.

هنا تذكرت سارة موعد زميلها حاتم، وحبها له الذي يخرجها من حزنها، وفقرها، راحت تضع معلقة الفاصولياء على الأرز وبدأت تبتلع بنهم من جراء سعادتها بحبها، نظرت لها أمها متعجبة.

الأم: ماذا حدث لك يا ابنتي؟ لماذا كل هذا النهم؟؛ ابتلعي برفق حتى لا تختنقي. حاولت سارة أن ترد لكنها كانت مسرعة في أمرها، راحت تدس الطعام بسرعة حتى انتهت، دون أن تلتفت لكلام أمها، بدت كأنها في عجلة من أمرها نظر لها أبوها بعين الاستغراب.

فحاولت أن تلهيه في أمر أخر سألته عن حاله في العمل، أخبرها أنه بخير، وأنه يحاول أن يكون عامل مثالي؛ لكي يهتم به رئيسه، ويزود راتبه، فرحت سارة جدا بحماس والدها، راحت تمدحه وأخبرته أنه أعظم أب في الكون، نظرت لها أمها فانتبهت أنها لم تمدح أمها.

ابتسمت لها وعلت صوتها لتخبر الجميع أنها تملك أعظم أم في الكون، راحت أمها تنظر إليها مبتسمة فرحة وأخبرتها أنها أعظم ابنه في العالم، بعدها طلب منها أبيها أن تعد له الشاي المظبوط الذي يفضله من يدها، هنا نظرت له زوجته بملامحها البارزة الجميلة رغم الكبر.

أخبرت أم سارة زوجها أنها ستعد الشاي هى، وليدع سارة تذهب لتذاكر كي تحقق حلمها وتدخل كلية الطب" ثم غمزت له بعينها مردده ألا تحب الشاي من يدي هل نسيت اني ماهرة في كل شيء. ضحكا الاثنان وراحا يتمازخان.

أما سارة فذهبت لتغسل يدها وأسرعت الى غرفتها تفكر كيف تحقق حلمها في أن تكون غنية؟ جلست على الكرسي أمام الكتب مسكت القلم وبدأت ترسم نفسها ترتدي ثوب سهرة فاخر كثوب الفنانة يسرا في أحد أفلامها أو مسلسلاتها التي تنتظرها بشغف.

مسكت القلم، ورسمت بيتا جميلا بحديقة واسعة. به خادم للمطبخ، وخادمة للتنظيف، وسائق، وعربة أحدث موديل، رسمت حاتم حبيبها في زي يشبه زي تامر حسني أو عمرو دياب، بدأت تتخيل حاتم معها في العربة ومعهم السائق يسألها وهى تجيب، تخيلت أنها نزلت من العربة لأحد المطاعم الفاخرة، وطلب لها حبيبها ما تريد.

ثم رقصت معه أمام الجميع، وقبلها مختلسا قبلته بعيدا عن أنظار الجميع. فاقت من شرودها راحت تلف وتتراقص وحدها. بعدها عادت للواقع المؤلم وفكرت ماذا سترتدي من ملابس كي تقابل حبيبها حاتم.

فتحت دولابها وأخرجت منه طقمين يتمين تختار منهما في حسرة وتقول لنفسها "لو كان معي هاتف محمول كزميلاتي الغنيات الآن، كنت سأتصل بحاتم حتى هو فقير ليس معه هاتف لا شيء غير الهاتف الأرضي الذي عفا عليه الزمن.

وجدتها سأقول لأمي أنني أود أن أتصل بزميلتي مي؛ كي أسألها عن شيء لا أفهمه، وحتما ستوافق أن أتصل ولن أطول في المكالمة، حتى لا ترتفع الفاتورة وينهار والدي ويذكرني بفقرنا"

خرجت سارة فرحة ملهوفة تعلوها بسمة فتية، وطلبت من أمها أن تتصل بزميلتها مي ردت الأم قائلة،:

الأم:" على شرط أن لا تطيلي الكلام"

هزت سارة رأسها فاهتز شعرها الأشقر على جبينها كنسيم الربيع الجميل بالموافقة، وذهبت مسرعة ناحية منضدة التلفون. بدا التلفون أحمر ذا سلك طويل مقطوع. حاولت أن تثبته حتى لا تنقطع الحرارة وهى تكلمه.


جاء رنين الهاتف جرت عليه منى أخت حاتم لحقها حاتم قائلا بغضب:

حاتم: أنا سأرد حتى أطمئن أن المتصل لا يعاكس.

انزوت منى جانبا بشعرها الأسود، وغرتها الجميلة التي تزين جبينها بغيظ، قال حاتم من؟! وعندما علم أن المتصل سارة أشاح بيده لأخته مرددا

حاتم: إنه من زميلي سامح. اذهبي أنت وجهزي لي شاي.

جرت منى ذات الاثنى عشر عاما إلى المطبخ؛ لتعد الشاي وهى تردد:

منى: سامح من؟! أحلف أنها سارة جارتنا لقد رأيته وهو يشاور لها من الشرفة"

قال حاتم :

نعم يا سارة لقد إفتقدتك كثيرا. ماذا سنلتقي بعد الدرس كيف ستتأخري كعادتك ويوبخك أباك؟

ضحكت سارة وقالت:

سارة: أود أن أذاكر جيدا كي أدخل كلية الطب، ولن أكن سعيدة إذا لم أحصل على الدرجة النهائية في الدرس اليوم" هنا ضحك حاتم

حاتم: تمام سأنتظرك بعد الدرس.

ثم أغلق الخط، نادى حاتم على أخته فرحا يطلب الشاي التي أعددته كي يكمل مذاكرته، فأتته منى، وأخبرته بمكر، أنها تعلم أنها سارة جارتم من كانت معه. ابتسم حاتم وأكد عليها ألا تخبر أحدا وأنه سوف يعطيها خمسة جنيهات ابتسمت منى، واخبرته أن خمسة جنيهات فقط غير كافية وأنها تريد عشرة.

رد حاتم عابسا: من أين؟!

وأخبرها أنه وفر هذه الخمسة من مصروفه اليوم وإذا لم تعجبها سيسحبها؟! فورا ثم غمز بعينه، واتجه الى حجرته، جرت منى ورائه وطلبت منه انها ستأخذ الخمسة جنيه، لكن المرة القادمة عليه أن يعطيها عشرة جنيهات.

ضحك الاثنان وراحا يمزحان بمرح. دخل حاتم حجرته وراح ينظم كتبه ويحلم بدخوله كلية الهندسة التي يتمنى أن يدخلها، وفتح كتاب الرياضيات وراح يمعن النظر بتركيز في مسألة صعبة يحاول حلها.

أتى موعد الدرس، فتأهبت سارة للقاء حاتم، وراحت تلملم شعرها، وتنزل خصلة منه، وتضع أحمر على شفتها بحذر؛ كي لا تلاحظ أمها أنها اشترت أحمر شفاه بمصروفها، اتجهت الى المرآة، وتمايلت يمينا، ويسارا لترى اعتدال بنطلونها الأسود الذي أكل الزمان عليه وشرب، لكنها جيد على كل حال.

أغلقت قميصها بحذر، وخرجت تودع أمها في عجلة من أمرها، فوجدتها جالسة على كنبة الصالة تشاهد مسلسل هندي معاد من ليلة أمس تحفظ مشاهدة لكنها مدمنة لا تمل من الدراما الهندية أبدا، احتضنتها من الخلف .

سارة: سأتي في الساعة الثامنة لا تقلقي علي.

جرت ناحية الباب، وفتحته، وخرجت بسرعة، وبعد أن أغلقت الباب ورائها، فتحت زر القميص العلوي حتى ظهر جزء من صدرها البض، واتجهت الى الدرس مدندنة بغنوة نانسي عجرم" يا طبطب يا دلع"

تتمايل مع غناءها. فجأة رأها محمد جارهم كان زميلهم لكنه لم يفلح فوقف في محل أبيه يساعده، شاور لها بيده، فلم تلتفت له وسارت في طريقها دون قول شيء.

انتهت سارة من الدرس ثم اتجهت خلف السنتر لتقابل حاتم في كافيه صغير وجدته جالس على نفس المنضدة التي يجلسا عليها كل مرة، كان منسجما جدا ومتلهف للقاء، قام مرحبا بها عندما اقتربت

حاتم: أهلا صغيرتي الحلوة لما هذا التأخير

سارة: أود أن أتأكد من اهتمامك، لكني لم أتأخر كثيرا ربع ساعة فقط أصر الأستاذ مدحت أن نجاوب بعض التمارين كي يتأكد من فهمنا الدرس، تعال هنا وقولي أين هى هدية عيد ميلادي لقد اقترب لا تنسى وعدك لي بهدية ثمينة.

نظر لها حاتم بحب معه بعض الحذر وقال محاولا تلطيف الجو"

حاتم: منذ متى والفقراء يحتفلوا بأعياد الميلاد؟! دعينا من هذا انني أشتاق لك واتمنى رضاك لكن ظروفي لا تسمح بالكثير، فتحمليني سنحقق حلمنا سويا عندما نتخرج"

سارة: كم أحبك وكم كنت أتمنى أن يكون معنا هواتف محمولة حتى أستطيع أن أكلمك وقتما أريد.

حاتم: لا تكوني متسرعة، الغد سيأتي بالأفضل أحلامنا ستتحقق بالاجتهاد، اصبري لا زلنا في أول الطريق.

هنا نظرت سارة في الساعة وجدت أنها الثامنة، قررت أن تقوم لتعود قبل عودة أبيها من القهوة.

عادت سارة على أطراف أصابعها، محاولة عدم احداث ضجة، رنت الجرس رنة واحدة، حتى لا تزعج أبيها، ربما يكون عاد فجأة على غير المعتاد فعادة يعود في العاشرة، فتحت أمها الباب وسألتها عن سبب تأخرها، ردت مع قبلة طبعتها على خدها:

سارة: أعذريني يا أمي فقد كنت اصور بعض الملازم التي قال معلمنا أنها مهمة لفهم الدرس.

اتجهت إلى حجرتها تتراقص خطواتها على غنوة تامر حسني " عنيا بتحبك" غلقت ورائها الباب وألقت بالكتب على الفراش، تمددت بجانبها تشع عينها هيام وشوقا، وراحت تحلم بأن حاتم أتى ليطلب يدها حتى رأت نفسها عروس مزينة وسط الأقارب والأصحاب يحوطونها بأبهى الأغاني.

وهى تتراقص مع حبيبها حاتم الذي سرق قبلة منها أمام الجميع عضت شفتيها خجلا، ثم فتحت المذياع على إذاعة نجوم إف إم، وتراقصت على غنوة مذاعة لصابر الرباعي" اتحدى العالم كله وأنا وياك" حتى سمعت أمها صوت المذياع، أمرتها أن تغلق المذياع وتركز في مذاكرتها لأن الامتحانات بعد اقترب.

عبس وجه سارة وارتمت على الفراش يغطي وجهها شعرها الذهبي، مدت أناملها الرقيقة وخفضت صوت الراديو جدا وبدأت تهمس بالغنوة مرددة كلماتها بسعادة، فجأة سمعت صوت أمها تصرخ وتنادي عليها بصوت عال:

الأم: أغيثيني يا سارة بسرعة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي